أخبار الحمقى والمغفلين في ملتقى المبدعين - الحلقة الثانية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4024

    أخبار الحمقى والمغفلين في ملتقى المبدعين - الحلقة الثانية

    أخبار الحمقى والمغفلين في ملتقى المبدعين

    الحلقـة الثـانيـة

    امتدت يد أبي العُريف إلى فنجان قهوته، وارتشف منه رشفتين، ثم دلك بطنه بكلتا يديه راجياً أن يخفف هذا آلام الانتفاخ الذي يعاني منه منذ الصباح. ولمَّا لم يجد نتيجة، صاح في امرأته: "هل عليَّ أن أموت أولاً قبل أن تأتي لي بكوب من الشيح؟ يا امرأة، بطني يتمزق. وهذه القصيدة رفعت من غازاتي، أقصد ضغطى. فاذهبي –لا أذهبَ الله لك مرضاً- وآتيني بالشيح". نهضت امرأته وهي تمصمص شفتيها، وتندب حظها بكلام غير مفهوم. وعاد أبو العريف ليطالع قصيدة "شجن على ورقة عنب".

    أحببتك كالمطر في عتمة جيل لم يولد بعد
    حبي كسراب يمشي بين شراعين
    أَمُدُّ يديَّ فينبش الزمن قبري
    يخرج منه المارد بلله الغيم
    وبلغة العشق اللامتناهي
    أتماهى في حرفه مسرعة
    وأمامي كل فراغ الكون
    بقع سوداء مُصْفَرَّة
    أخرى حمراء ظهرت فجأة
    والحكة في القلب تحاول
    أن تلحق نبضاته بدبيب الوقت.


    ضرب أبو العريف أخماساً في أسداس، وأحس ببوصلة عقله تدور بزاوية قدرها 360 درجة، لتعود من حيث بدأت دون أن يبدو في أفق مخه أي استيعاب للقصيدة. ولكن هذا لم يكن ليثبط همته، فلم يحدث من قبل أن حال عدم الفهم بينه وبين شيء. إذن، فالأمر سهل ميسور.


    كل ما عليك هو أن تُعْمِل نباهتك المعهودة لتخرج من بين أصابعك درر التحليل. ثم ما الذي يمكن أن تقوله بحيث يعارضك فيه أحد؟ لن يجرؤ قارئ أو ناقد على أن يوجه إليك سهامه، فأنت أبو العريف، فارس العُرْب والعجم، وصاحب السيف والقلم، أو بالأحرى الكيبورد. توكل، يا رجل، توكل، على بركة الله ...


    ضغط أبو العريف أيقونة الرد، وهو لا يزال يصارع ما ألمَّ به من مغص، وشرع يكتب: "شاعرتنا المبجلة، لا يسعني إلا أن أنحني إجلالاً أمام لوحتك السريالية البريالية عالية التكثيف الدلالي؛ فهي نسيج محكم. وأراني أسمع صمت الصراخ المدويّ، لتنفطر معه جوانح نفسي المتعبة من ارتشاف رحيق الأزل وسط ضجيج هامس، حيث أجد نفسي سابحاً في بحر العتمة الدامي، ذاك التيه الذي ضلت فيه سحابات العشق المتلونة، ضمختها تماهيات الوجد.

    ووجدتك هنا -كما عودتنا- تغوصين في أعماق متسربلة بورقة عنب طحن الشجن كبدها فذابت حباً وعشقاً بين توابيت الحياة الصاخبة. ومع أن هذه القصيدة مفتوحة على تأويلات متعددة إلا أنني ألمح فيها حكمة القدماء تغلفها رمزية يصعب الولوج إلى جوهرها ومكنوها على من لا دراية لهم بمفاهيم التعبير الميتافيزيقي، ولا قدرة لهم على سبر أغوار النفس البشرية حين تتجاوز بشفافيتها حواجز اللامكان، لتصل إلى نقطة معينة لا تبرحها في اللازمان، فهي مفترق طرق، وفي الوقت نفسه نقطة التقاء، وبوتقة تنصهر فيها المعاني الخفية، التي تتسرب إليها الأرواح السارية "كسراب يمشي بين شراعين". فالحب هنا رمز لكل تعقيدات الحياة في لحظة العدم الكائنة بين زمانين، ظاهر وخفي، ملموس ومعنوي. ورغم أن المارد ذو سطوة إلا أن الغيم أضفى عليه عياءً جعله صريعاً ذاهلاً لم يستطع أن يتبين طريقه وسط خرائط الضباب، فبدا وقد غطت البقع جلد شقائه، بينما يعتصر الألم قلبه تحت وطأة "دبيب الوقت".

    وهذا المزج الساحر بين المحب والمارد يضفي على جو القصيدة بعداً سادساً، لا يدرك كنهه إلى الفاقهون. فالعماء متجدد، والحيرة في بحر لجي.

    لا أملك إلا أن أقول: سلمت يداك على هذه التحفة. ولي عودة لأرتشف من هذا الرحيق المفعم بالخزامى والزنابق.

    لكِ النرجس كله على شفافية البوح.

    (انشر الرد) (ضغط)

    وفي الأثناء جاءت أم العريف له بكوب الشيح، فرأت على وجه ابتسامة صفراء، وعيناه تلمعان في عته بادٍ، وقد ارتخى فوق كرسيه العتيق. فقالت: "هاهو الشيح يا أبا العريف، لعله أن يخفف عنا ما تعانيه من غازات، خفف الله عقلك". فنظر إليها أبو العريف وقد طالت الابتسامة على وجهه حتى بلغ فمه أذنيه، وقال في خبث واضح: "لا عليك يا امرأة. فقد ذهب عني الانتفاخ، نفخ الرعد في أذنيك".


    وكالعادة ضغط أبو العريف زر إعادة التحميل ليجد رداً من الشاعرة يقول: "أستاذي الناقد الفذ أبو العريف. لا أعرف كيف أشكرك على تحليلك الرائع، ونظرتك الثاقبة التي اخترقت جنبات النص لتغوص في أعماقه مبددة ذاك الخواء المليئ بالشجن العاصف، حيث لا ملاذ لورقة العنب سوى الانسحاب إلى عمق المارد العاشق لتفرز فيه قلق الموقف، وتبدد فراغ المستحيل. إنك لم تترك بصمتك في متصفحي فقط، بل طبعتها على عقلي ووجداني أيضاً. لك مني حزمة من الرياحين في زمان لم يمر به طائر الفينيق".


    اتسعت الابتسامة على وجه أبي العريف على بلغت قفاه. وعاد ليقرأ الرد مرة بعد مرة، وقد قرر أن يشرب الشيح تحسباً لانتفاخ جديد.

    <!-- / message --><!-- sig -->
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • s___s

    #2
    زاوية مهمة للحلقة الثانية وتصوير ممتع وفي هذه المناسبة ذكرتني بما كتبه موسوعتنا الجميلة د. عبدالرحمن تحت العنوان والرابط التالي

    الزعبرة النقدية!




    وكما ترون الموضوع يحتاج إلى تكملة بنقل الناقص منه من الموقع السابق، وأنا مشغول هذه الأيام جدا، بالإضافة إلى تكملة ما بدأنا مناقشته في انتظار مساهمة الجميع

    ما رأيكم دام فضلكم؟
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 06-15-2009, 06:21 AM.

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4024

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة s___s
      زاوية مهمة للحلقة الثانية وتصوير ممتع وفي هذه المناسبة ذكرتني بما كتبه موسوعتنا الجميلة د. عبدالرحمن تحت العنوان والرابط التالي


      الزعبرة النقدية!




      وكما ترون الموضوع يحتاج إلى تكملة بنقل الناقص منه من الموقع السابق، وأنا مشغول هذه الأيام جدا، بالإضافة إلى تكملة ما بدأنا مناقشته في انتظار مساهمة الجميع


      ما رأيكم دام فضلكم؟
      أخي أبو صالح
      أنت لك صلاحيات مفتوحة، فانسخ والصق كل ما تقدر عليه.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • rachidhadjeb

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        لست أنكر أن ما عاد بي اليوم هنا هو ( الزعبرة ) الراقية التي اطلعت عليها للدكتور السليمان ..وكنت أود كتابة رد لكنني لست عضوا هناك فتذكرت أني مسجل هنا ..فإذا بي أجد زعبرة لا تقل عنها رقيا وأناقة مع نكهة الشيح والقيصوم !
        لقد استرعى انتباهي في الردود على ( زعبرة ) د.عبد الرحمن ..ليس فقط دفاع البعض عن هذه الزعبرة وكان هناك من بين المعلقين أنفسهم من يعتبر رائدا من روادها..بل التجاهل المخجل لأصل الداء والذي يتمثل أصلا في سببين رئيسيين :
        الأول : هو حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح ..فقد كنت مشرفا بأحد المواقع وكانت تعليمات الرئيس المفدى أن لا نتعرض للأخطاء ونكتفي بتصحيحها ومراسلة صاحبها ..وأذكر أن هذه التعليمات نفسها وداخل مجلس الإشراف كانت بها بعض الأخطاء فسألته على سبيل التفكه ( وربما الإستفزاز أيضا ) : " كيف لي أن أصحح الأخطاء هنا وأنا لا أملك الصلاحيات أم أكتفي بالمراسلة فقط ؟ "

        الثاني : هو نظر المبدعين أنفسهم بعين سوء الظن لكل الردود وسيادة ما يمكن تسميته بالشللية بل الأحق تسميتها بالعصابات المافوية التي تخرب الإبداع واللغة ..فقد كتبت يوما ردا على نص سردي قصيرة جدا قائلا أن الحيلة قد أعيتني في فهمه ..فكان رد صاحبه بما يوحي بأني تعمدت ادعاء عدم الفهم انتقاصا من إبداعه !! وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المتصفح بأفراد عصابته يشرحون ويفسرون ويأولون ويذهبون في ذلك مذاهب لا تخطر حتى على الجن أنفسهم إن كان للجن علما بالتأويل !!

        ومرة تعجبت أمام الردود التي تلقاها أحد النصوص فكتبت تعليقا مفاده : أتحدى كل من مرة من هنا وأشاد بهذا النص وأنه مفتوح على التأويل والقراءات المتعددة أن يقدم يقول لنا بعض ما فهم منه ، وينثر علينا بعض شذى عطره الذي لم نتشممه ربما لزكام أصابنا داخل المتصفح ، فما كان من صاحب النص ( وكان مشرفا ) إلا أن قام بحجب المتصفح كله جملة وتفصيلا !!

        وبعد : فالسؤال الآن هو ما الحل ؟ خاصة وأن النموذج الذي قرأته هنا يدل على مرض حقيقي يشمل الشخصية قبل أن يشمل الظاهرة الإبداعية نفسها .
        أعتقد أن الأمر يتعلق بمسؤولية أصحاب المواقع الذين يلهثون وراء الكم على حساب النوعية ..وعلى عاتقهم تقوم مهمة تشغيل (عمال النظافة ) بل وحراس أمنيين أيضا ، قبل أن تعم الفوضى فتصير نظاما !

        والله أعلم.

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
          ضغط أبو العريف أيقونة الرد، وهو لا يزال يصارع ما ألمَّ به من مغص، وشرع يكتب: "شاعرتنا المبجلة، لا يسعني إلا أن أنحني إجلالاً أمام لوحتك السريالية البريالية عالية التكثيف الدلالي؛ فهي نسيج محكم. وأراني أسمع صمت الصراخ المدويّ، لتنفطر معه جوانح نفسي المتعبة من ارتشاف رحيق الأزل وسط ضجيج هامس، حيث أجد نفسي سابحاً في بحر العتمة الدامي، ذاك التيه الذي ضلت فيه سحابات العشق المتلونة، ضمختها تماهيات الوجد.

          <!-- / message --><!-- sig -->
          [b][align=justify]هذا ناقد حداثي يشار إليه بالبنان أخي الدكتور أحمد.[/align][align=justify]

          لا شك في أن العنكبية قلبت مفاهيم كثيرة عند العرب ومنها النقد. والعربي يهش للمجاملة ويبش لمسخ الجوخ بطبعه، خصوصا إذا كان صاحب النص من ربات الحجال اللواتي يحببن المديح كيفما اتفق ويُخدعن بقولهم (أحسنت)! أما الكاتبات العصاميات الماجدات ذوات العقل الراجح والمواهب الكبيرة، فهؤلاء لا يجرؤ متفذلك موسوس فارغ أن يقترب منهن لا بمدح ولا بذم!

          دام إبداعك يجمع بين الفائدة والمتعة يا دكتور![/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 06-16-2009, 07:29 PM.

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 4024

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة s___s
            زاوية مهمة للحلقة الثانية وتصوير ممتع وفي هذه المناسبة ذكرتني بما كتبه موسوعتنا الجميلة د. عبدالرحمن تحت العنوان والرابط التالي


            الزعبرة النقدية!




            وكما ترون الموضوع يحتاج إلى تكملة بنقل الناقص منه من الموقع السابق، وأنا مشغول هذه الأيام جدا، بالإضافة إلى تكملة ما بدأنا مناقشته في انتظار مساهمة الجميع


            ما رأيكم دام فضلكم؟
            شكر الله مرورك وتعليقك أخي أبو صالح.
            مقال الدكتور عبد الرحمن جاء على الجرح بالنسبة لكثيرين. والعبرة بالنتائج.
            دمت سالمــاً.
            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            • ahmed_allaithy
              رئيس الجمعية
              • May 2006
              • 4024

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              لست أنكر أن ما عاد بي اليوم هنا هو ( الزعبرة ) الراقية التي اطلعت عليها للدكتور السليمان ..وكنت أود كتابة رد لكنني لست عضوا هناك فتذكرت أني مسجل هنا ..فإذا بي أجد زعبرة لا تقل عنها رقيا وأناقة مع نكهة الشيح والقيصوم !
              لقد استرعى انتباهي في الردود على ( زعبرة ) د.عبد الرحمن ..ليس فقط دفاع البعض عن هذه الزعبرة وكان هناك من بين المعلقين أنفسهم من يعتبر رائدا من روادها..بل التجاهل المخجل لأصل الداء والذي يتمثل أصلا في سببين رئيسيين :
              الأول : هو حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح ..فقد كنت مشرفا بأحد المواقع وكانت تعليمات الرئيس المفدى أن لا نتعرض للأخطاء ونكتفي بتصحيحها ومراسلة صاحبها ..وأذكر أن هذه التعليمات نفسها وداخل مجلس الإشراف كانت بها بعض الأخطاء فسألته على سبيل التفكه ( وربما الإستفزاز أيضا ) : " كيف لي أن أصحح الأخطاء هنا وأنا لا أملك الصلاحيات أم أكتفي بالمراسلة فقط ؟ "

              الثاني : هو نظر المبدعين أنفسهم بعين سوء الظن لكل الردود وسيادة ما يمكن تسميته بالشللية بل الأحق تسميتها بالعصابات المافوية التي تخرب الإبداع واللغة ..فقد كتبت يوما ردا على نص سردي قصيرة جدا قائلا أن الحيلة قد أعيتني في فهمه ..فكان رد صاحبه بما يوحي بأني تعمدت ادعاء عدم الفهم انتقاصا من إبداعه !! وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المتصفح بأفراد عصابته يشرحون ويفسرون ويأولون ويذهبون في ذلك مذاهب لا تخطر حتى على الجن أنفسهم إن كان للجن علما بالتأويل !!

              ومرة تعجبت أمام الردود التي تلقاها أحد النصوص فكتبت تعليقا مفاده : أتحدى كل من مرة من هنا وأشاد بهذا النص وأنه مفتوح على التأويل والقراءات المتعددة أن يقدم يقول لنا بعض ما فهم منه ، وينثر علينا بعض شذى عطره الذي لم نتشممه ربما لزكام أصابنا داخل المتصفح ، فما كان من صاحب النص ( وكان مشرفا ) إلا أن قام بحجب المتصفح كله جملة وتفصيلا !!

              وبعد : فالسؤال الآن هو ما الحل ؟ خاصة وأن النموذج الذي قرأته هنا يدل على مرض حقيقي يشمل الشخصية قبل أن يشمل الظاهرة الإبداعية نفسها .
              أعتقد أن الأمر يتعلق بمسؤولية أصحاب المواقع الذين يلهثون وراء الكم على حساب النوعية ..وعلى عاتقهم تقوم مهمة تشغيل (عمال النظافة ) بل وحراس أمنيين أيضا ، قبل أن تعم الفوضى فتصير نظاما !

              والله أعلم.
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              بداية نرحب بك في الموقع، ونأمل أن يطيب لك المقام إن شاء الله.

              تسأل ما الحل؟ وتقول باعتقادك "أن الأمر يتعلق بمسؤولية أصحاب المواقع الذين يلهثون وراء الكم على حساب النوعية".
              جميل، لكن بصراحة أختلف معك في التشخيص، وأتضامن معك في السؤال "ما الحل؟". وعساني أدلي بدلوي فيه.

              شخصياً أعتقد أن المسئولية ليست مسئولية أصحاب المواقع وحدهم، فهم كغيرهم بين أن يكونوا أهل علم أو أنصاف متعلمين أو جهلاء. ومع الأسف فأغلب أصحاب المواقع ليسوا أهل علم، ولا يهتمون بالكيف، فهم أدنى في درجات العلم من كثيرين. ولذلك فالكم يأتي أولاً.
              ولكن الوجه الآخر من العملة هو أن الكثيرين ليس لديهم ما يقدموه بالفعل سوى فارغ الكلام.
              انظر مثلاَ إلى مقالة متوسطة الجودة، وقيِّم فائدتها للقارئ، ثم قارن بين قيمتها الفعلية والتعليقات عليها. تجد في الأغلب أن أصحاب التعليقات يؤذنون في وادٍ والمقالة في واد آخر، ولا يريد أحد أن يقول للكاتب إن مقالتك ليست على هذه الدرجة من الجودة، أو أنها عادية، ولا تستحق كل هذا الصخب.
              بل حين يختلف المعلقون مع بعضهم بعضاً تجد الاختلاف حول أمور تافهة شكلية، ويظن كل طرف أنه أتى بما لم يأتِ به الأولون، وأنه الوحيد الذي على حق، والبقية على باطل. ثم تبدأ مرحلة سحب السكاكين، يليها السباب، والاتهام بكل نقيصة، ثم يدخل مسعرو الحرب، وهواة اللطم، وتتحول الساحة إلى ساحة نزال أطرافها لا يزنون في ميزان العلم واحد على مائة مليار من جناح بعوضة. فالدنيا كلها لا تساوي جناح بعوضة، فأين هؤلاء من الدنيا؟

              الخلاصة المسئولية مشتركة، ويقع الجزء الأكبر على أصحاب القلم، أصحاب الرسالة. والحل أنه ينبغي أن تعاد تربيتنا بحيث يسكت المرء عما لا يعلمه، ولا تتوفر له الوسائل للتعليق، أو الكتابة. فإن عرف كل امرء قدره لم يتفوه إلا بما يُحسن. أما وقد وصلنا إلى زمان يسود فيه الرويبضة، ويتحدث فيه الجاهل فينصت له من هم أجهل منه فقد حق أن تكثر هذه النوعيات، وأن يكون الغث هو القاعدة، والسمين هو الاستثناء.
              دمت سالمــاً.
              د. أحـمـد اللَّيثـي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

              تعليق

              • rachidhadjeb

                #8
                الدكتور الفاضل أحمد الليثي

                بداية ، أشكرك جزيلا على الترحيب بي ، وأتمنى من جهتي أن يتسع صدركم لهذا الرد الذي لم يكن دافعه سوى خطورة الموضوع المطروح .

                ربما يبدو لغير المتمعن أني لم أعلق على النص ذاته كنتاج فني ساخر ومتميز ومررت مباشرة لصلب / فكرة الموضوع . لقد قلت في ردي : (..فإذا بي أجد زعبرة لا تقل عنها رقيا وأناقة مع نكهة الشيح والقيصوم !) لاحظ الرقي والأناقة مقابل الشيح والقيصوم .

                وكنت بهذا أشير أنكم بنيتم الوضوع على كون الحوار /النقاش شكلا من أشكال الحضارة والرقي ، بينما الزعبرة هي شكل من أشكال البداوة والبدائية المرتبطة بالمجتمعات الرعوية ( الشيح والقيصوم ). وأن الحل مبدئيا هو تجاوز هذه الذهنية ذاتها ، والكف عن اعتبار المواقع / المنتديات أراضي رعوية يتخاصم حولها رعاة الإبل ..بل وإشارة إلى أن أغلب رواد الأنترنت يعيشون في العالم الإفتراضي حياة رعوية متنقلة مضطربة ...ليبرز السؤال : متى يخرج العرب - في عالمهم الإفتراضي هذا - من النموذج الحضاري الرعوي إلى النموذج الزراعي المستقر والمنتج ؟

                ولعلك لا حظت سيدي أني قلت : (حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح . ) وأنا متأكد أنك لاحظت ورود كلمة مبدعين بين قوسين كإشارة للنظر إليهم على أنهم قطيع يفتخر به الراعي كلما زاد عدده !!

                وطبيعي أننا لا نستطيع أن نخرب هذه المراعي وأن ندعو الناس إلى التخلي بين ليلة وضحاها عن ذهنيتهم الرعوية هذه بل ولا نستطيع أن نذهب مذهبك فنعتبرهم المسؤولين كما جاء في قولك ( الخلاصة المسئولية مشتركة، ويقع الجزء الأكبر على أصحاب القلم، أصحاب الرسالة ) اللهم سوى إذا اعتبرنا أنك تقصد بأصحاب الرسالة تلك الفئة المستنيرة الملتزمة التي تملك مشروع بناء المدينة / الحضارة .

                لكن هنا نجد أنفسنا نعود من حيث بدأنا . إن على أصحاب الرسالة إذن وأحسبك واحدا منهم أن يقيموا موقعهم النموذجي للمدينة الفاضلة تلك ليكونوا مثلا يحتذى أو على الأقل لحماية بعض الشرفاء وإيوائهم إبعادهم عن الجو الرعوي العنيف والخشن والذي صورته في ردك أحسن تصوير (سحب السكاكين، يليها السباب، والاتهام بكل نقيصة، ثم يدخل مسعرو الحرب، وهواة اللطم، وتتحول الساحة إلى ساحة نزال ) ألم أقل يا سيدي : (..وعلى عاتقهم تقوم مهمة تشغيل (عمال النظافة ) بل وحراس أمنيين أيضا ) ؟

                كل مدينة في حاجة لعمال نظافة ، وجهاز أمني قوي ، وبدون ذلك لن تقوم لها قائمة . أليس كذلك ؟

                من هنا تأتي ضرورة بناء نظام محكم وتوزيع المهام ..إلخ . وحين تقف المدينة على قدميها وتستقطب أفضل العقول والأقلام فإننا سنخرج من حالة إعادة إنتاج الرداءة التي نعيشها حاليا وتضييع الوقت في محاولة إصلاح ما لا يمكن إصلاحه ، وأنتم أنفسكم ومن خلال تجاربكم واطلاعاتكم تعرفون أن أغلب مسؤولي المواقع لا زاد لهم ولا باع من الثقافة ، وأن بعض المواقع المسماة أدبية هي أقرب لأوكار الفواحش بكل أنواعها !!

                لعل موسم الهجرة قد حان يا دكتور الليثي !

                تحياتي وتقديري.

                تعليق

                • s___s

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb
                  الدكتور الفاضل أحمد الليثي

                  بداية ، أشكرك جزيلا على الترحيب بي ، وأتمنى من جهتي أن يتسع صدركم لهذا الرد الذي لم يكن دافعه سوى خطورة الموضوع المطروح .

                  ربما يبدو لغير المتمعن أني لم أعلق على النص ذاته كنتاج فني ساخر ومتميز ومررت مباشرة لصلب / فكرة الموضوع . لقد قلت في ردي : (..فإذا بي أجد زعبرة لا تقل عنها رقيا وأناقة مع نكهة الشيح والقيصوم !) لاحظ الرقي والأناقة مقابل الشيح والقيصوم .

                  وكنت بهذا أشير أنكم بنيتم الوضوع على كون الحوار /النقاش شكلا من أشكال الحضارة والرقي ، بينما الزعبرة هي شكل من أشكال البداوة والبدائية المرتبطة بالمجتمعات الرعوية ( الشيح والقيصوم ). وأن الحل مبدئيا هو تجاوز هذه الذهنية ذاتها ، والكف عن اعتبار المواقع / المنتديات أراضي رعوية يتخاصم حولها رعاة الإبل ..بل وإشارة إلى أن أغلب رواد الأنترنت يعيشون في العالم الإفتراضي حياة رعوية متنقلة مضطربة ...ليبرز السؤال : متى يخرج العرب - في عالمهم الإفتراضي هذا - من النموذج الحضاري الرعوي إلى النموذج الزراعي المستقر والمنتج ؟

                  ولعلك لا حظت سيدي أني قلت : (حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح . ) وأنا متأكد أنك لاحظت ورود كلمة مبدعين بين قوسين كإشارة للنظر إليهم على أنهم قطيع يفتخر به الراعي كلما زاد عدده !!

                  وطبيعي أننا لا نستطيع أن نخرب هذه المراعي وأن ندعو الناس إلى التخلي بين ليلة وضحاها عن ذهنيتهم الرعوية هذه بل ولا نستطيع أن نذهب مذهبك فنعتبرهم المسؤولين كما جاء في قولك ( الخلاصة المسئولية مشتركة، ويقع الجزء الأكبر على أصحاب القلم، أصحاب الرسالة ) اللهم سوى إذا اعتبرنا أنك تقصد بأصحاب الرسالة تلك الفئة المستنيرة الملتزمة التي تملك مشروع بناء المدينة / الحضارة .

                  لكن هنا نجد أنفسنا نعود من حيث بدأنا . إن على أصحاب الرسالة إذن وأحسبك واحدا منهم أن يقيموا موقعهم النموذجي للمدينة الفاضلة تلك ليكونوا مثلا يحتذى أو على الأقل لحماية بعض الشرفاء وإيوائهم إبعادهم عن الجو الرعوي العنيف والخشن والذي صورته في ردك أحسن تصوير (سحب السكاكين، يليها السباب، والاتهام بكل نقيصة، ثم يدخل مسعرو الحرب، وهواة اللطم، وتتحول الساحة إلى ساحة نزال ) ألم أقل يا سيدي : (..وعلى عاتقهم تقوم مهمة تشغيل (عمال النظافة ) بل وحراس أمنيين أيضا ) ؟

                  كل مدينة في حاجة لعمال نظافة ، وجهاز أمني قوي ، وبدون ذلك لن تقوم لها قائمة . أليس كذلك ؟

                  من هنا تأتي ضرورة بناء نظام محكم وتوزيع المهام ..إلخ . وحين تقف المدينة على قدميها وتستقطب أفضل العقول والأقلام فإننا سنخرج من حالة إعادة إنتاج الرداءة التي نعيشها حاليا وتضييع الوقت في محاولة إصلاح ما لا يمكن إصلاحه ، وأنتم أنفسكم ومن خلال تجاربكم واطلاعاتكم تعرفون أن أغلب مسؤولي المواقع لا زاد لهم ولا باع من الثقافة ، وأن بعض المواقع المسماة أدبية هي أقرب لأوكار الفواحش بكل أنواعها !!

                  لعل موسم الهجرة قد حان يا دكتور الليثي !

                  تحياتي وتقديري.
                  أظن الحوار الذي تم على ضوء المقال بالعنوان والرابط التالي قد شخّص الكثير من الإشكاليات التي تطرقت لها


                  عناصر الجذب والطرد في المواقع .

                  http://www.nu5ba.net/vb/showthread.php?t=12123


                  ما رأيكم دام فضلكم؟

                  تعليق

                  • rachidhadjeb

                    #10
                    الأستاذ الكريم أبو صالح
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    سبق لي وأن اطلعت على بعض مداخلاتكم في قضية معينة أرهقت لوحات المفاتيح في كثير من الأقطار العربية !
                    وقد أعجبت يومها - كما اليوم من خلال الرابط الذي أدخلني في متاهة من الروابط - بالنفس الطويل الذي تتحلى به في متابعة الموضوع حتى آخره .
                    لكني صراحة يا أستاذ لا أستطيع أن أن أكون مثلك وأضيع وقتي مع ( مشرف ) في موقع أدبي عربي لا يتقن العربية ، بل لا يشير حتى للمصدر الذي ينقل عنه !
                    صحيح أنني أفهم ضرورة وجود الإناث في الفنادق والمنتجعات والمعارض لاغراق الزبائن والتسويق للبضاعة ..لكنني لا أستسيغ وجودهن مشرفات في منتدى أدبي من المفروض أنه يشترط أدنى حد لقبول العضوية ولا أقول الاشراف إتقان اللغة وعدم الاستهتار بقواعدها دون الكلام عن الأمانة في النقل ...إلخ.
                    فرابطك هذا مثلا :http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=23055
                    قادني بسبب فداحة الأخطاء في نهاية المقال إلى هذا الرابط :

                    فتأكدت أن ما أوردته فوق من كلامي السابق صحيح ، فقد ذكرت عمال النظافة وحراس الأمن كشرط أساسي لنجاح أي موقع ، وها أنت تأتينا بالدليل ربما من حيث لم تقصد !
                    وثمة ردود كثيرة وردت في روابطك ، لا أريد إثارتها هنا ، تكشف عن هذه الذهنية الرعوية التي أشرت إليها سابقا ..وعن تشبه بحكام العرب بشكل مضحك ومأساوي وهو ما أنا بصدد إنجازه في عمل روائي إن شاء الله ( امبراطوريات ، دول ، حكومات ، مؤامرات ،أجهزة مخابرات ومخابرات مضادة ...إلخ ما يمكن أن تصل إليه المحاكاة الوهمية لواقع لا يقل عنها إغراقا في الوهم والضياع ).
                    وعليه فإنه لا يسعني إلا أن أشكرك على الروابط القيمة التي زودتني بمادة خصبة ..لكن فضلك هذا علي لا يمنعني أن أشير إلى أن تلك ( المحاورات ) هي أقرب إلى تضييع الوقت الذي أتمنى لو يستثمر في البناء ومخاطبة الجادين والأسوياء من الناس فقط !
                    مودتي أخي واعذرني على صراحتي.

                    تعليق

                    • ahmed_allaithy
                      رئيس الجمعية
                      • May 2006
                      • 4024

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb
                      الدكتور الفاضل أحمد الليثي

                      بداية ، أشكرك جزيلا على الترحيب بي ، وأتمنى من جهتي أن يتسع صدركم لهذا الرد الذي لم يكن دافعه سوى خطورة الموضوع المطروح .

                      ربما يبدو لغير المتمعن أني لم أعلق على النص ذاته كنتاج فني ساخر ومتميز ومررت مباشرة لصلب / فكرة الموضوع . لقد قلت في ردي : (..فإذا بي أجد زعبرة لا تقل عنها رقيا وأناقة مع نكهة الشيح والقيصوم !) لاحظ الرقي والأناقة مقابل الشيح والقيصوم .

                      وكنت بهذا أشير أنكم بنيتم الوضوع على كون الحوار /النقاش شكلا من أشكال الحضارة والرقي ، بينما الزعبرة هي شكل من أشكال البداوة والبدائية المرتبطة بالمجتمعات الرعوية ( الشيح والقيصوم ). وأن الحل مبدئيا هو تجاوز هذه الذهنية ذاتها ، والكف عن اعتبار المواقع / المنتديات أراضي رعوية يتخاصم حولها رعاة الإبل ..بل وإشارة إلى أن أغلب رواد الأنترنت يعيشون في العالم الإفتراضي حياة رعوية متنقلة مضطربة ...ليبرز السؤال : متى يخرج العرب - في عالمهم الإفتراضي هذا - من النموذج الحضاري الرعوي إلى النموذج الزراعي المستقر والمنتج ؟

                      ولعلك لا حظت سيدي أني قلت : (حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح . ) وأنا متأكد أنك لاحظت ورود كلمة مبدعين بين قوسين كإشارة للنظر إليهم على أنهم قطيع يفتخر به الراعي كلما زاد عدده !!

                      وطبيعي أننا لا نستطيع أن نخرب هذه المراعي وأن ندعو الناس إلى التخلي بين ليلة وضحاها عن ذهنيتهم الرعوية هذه بل ولا نستطيع أن نذهب مذهبك فنعتبرهم المسؤولين كما جاء في قولك ( الخلاصة المسئولية مشتركة، ويقع الجزء الأكبر على أصحاب القلم، أصحاب الرسالة ) اللهم سوى إذا اعتبرنا أنك تقصد بأصحاب الرسالة تلك الفئة المستنيرة الملتزمة التي تملك مشروع بناء المدينة / الحضارة .

                      لكن هنا نجد أنفسنا نعود من حيث بدأنا . إن على أصحاب الرسالة إذن وأحسبك واحدا منهم أن يقيموا موقعهم النموذجي للمدينة الفاضلة تلك ليكونوا مثلا يحتذى أو على الأقل لحماية بعض الشرفاء وإيوائهم إبعادهم عن الجو الرعوي العنيف والخشن والذي صورته في ردك أحسن تصوير (سحب السكاكين، يليها السباب، والاتهام بكل نقيصة، ثم يدخل مسعرو الحرب، وهواة اللطم، وتتحول الساحة إلى ساحة نزال ) ألم أقل يا سيدي : (..وعلى عاتقهم تقوم مهمة تشغيل (عمال النظافة ) بل وحراس أمنيين أيضا ) ؟

                      كل مدينة في حاجة لعمال نظافة ، وجهاز أمني قوي ، وبدون ذلك لن تقوم لها قائمة . أليس كذلك ؟

                      من هنا تأتي ضرورة بناء نظام محكم وتوزيع المهام ..إلخ . وحين تقف المدينة على قدميها وتستقطب أفضل العقول والأقلام فإننا سنخرج من حالة إعادة إنتاج الرداءة التي نعيشها حاليا وتضييع الوقت في محاولة إصلاح ما لا يمكن إصلاحه ، وأنتم أنفسكم ومن خلال تجاربكم واطلاعاتكم تعرفون أن أغلب مسؤولي المواقع لا زاد لهم ولا باع من الثقافة ، وأن بعض المواقع المسماة أدبية هي أقرب لأوكار الفواحش بكل أنواعها !!

                      لعل موسم الهجرة قد حان يا دكتور الليثي !

                      تحياتي وتقديري.
                      والله أخي الكريم أنا أحسن الظن بالناس إلى أن يثبت العكس. وأعتقد مع هذا في نفسي أنني لست خِباً. فأسأل الله أن يعصمنا جميعاً من الزلل. ولذلك فمع علمي -وعلم الجميع- أن كثيرين من "مسؤولي المواقع لا زاد لهم ولا باع من الثقافة" كما ورد في مداخلتك، إلا أني أجهل مسألة أن "بعض المواقع المسماة أدبية هي أقرب لأوكار الفواحش بكل أنواعها". فبالتأكيد كل يتحدث من واقع تجربته وخبرته.
                      واعتقادي أن الشخص يرسم عن نفسه صورة -بشكل إرادي أو غير إرادي- يراه الآخرين من خلالها. والعاقل هو من يتعرف على الناس من فعالهم، وليس من طريق غير مباشر، إلى أن يثبت العكس. فنحن كبشرنختزن معلومات كثيرة عن أشياء كثيرة، وتعالجها أدمغتنا بطرق مختلفة. ولذلك حين يكثر الغث في الرأس تتأثر النظرة والحكم على الأشياء، ويصبح الحكم المنطقي الموضوعي المبني على مقدمات صحيحة أمراً صعب المنال. وثالثة الأثافى هي أن يسلم المرء قياد فكره لبشر من مثله يستبين نقصه كلما فتح فمه. وأعني بهذا أن ارتكاز الفكر الإنساني لا ينبغي أن يكون مقيداً بفرد واحد أو حتى مجموعة قليلة من الأفراد حتى ولو كانوا مبدعين أو مفكرين أو يحملون أي مسمى آخر؛ ذلك أن التنوع يعمل على إثارة الكوامن العقلية والنفسية التي تتسع معها تجربة الإنسان. ومن هنا يمكن إثراء الحضارة الإنسانية. أما التقوقع بكل أشكاله فيؤدي بخبرات المرء إلى التوقف عند نقطة معينة لا يتعداها. فما يحدث عندها هو أن المرء ينتقل من مكان وزمان معينيْن إلى مكان وزمان آخريْن ولكنه يصحب معه جوقته الفكرية التي تأثرات بغبار ازداد مع الوقت حتى أصبح كالران، طبقات بضها فوق بعض، فيكون الانسلاخ منها أيسر من خرط القتاد إلا لمن رحم ربي.
                      والقصد أن على المرء أن يكون واعياً بالمتغيرات، وأول هذه المتغيرات هي الإنسان نفسه، سواء كان ذلك الإنسان هو أنا أو الآخر. وما دام التغير من طبائع البشر فإن الحكم على صحة الأشياء متغير أيضاً. ولذا ما يراه البعض اليوم خطأ يراه غداً صواباً. وأحيانا يمنع الكبر المرء من الاعتراف بالخطأ، أو يسير إلى النقيض فيرى العالم كله أسود. وينتهي الأمر بقتل لعميلة الفكر والإبداع، أو على الأقل تسخيفه.
                      ولذلك لا غرابة أن يخرج من يُطلق على بعضهم اسم مبدعين أو كُتاب أو غير ذلك وبضاعتهم ليست بشيء. وإنما غرهم تصفيق جوقتهم التي هي من الأغيار أيضاً.

                      وللحديث بقية.
                      وأشكر لك إتاحة الفرصة للنقاش.
                      وآخر دعواهم أن احمد لله رب العالمين.
                      د. أحـمـد اللَّيثـي
                      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb
                        وكنت بهذا أشير أنكم بنيتم الوضوع على كون الحوار/النقاش شكلا من أشكال الحضارة والرقي ، بينما الزعبرة هي شكل من أشكال البداوة والبدائية المرتبطة بالمجتمعات الرعوية ( الشيح والقيصوم ).
                        [align=justify]
                        بداية أرحب بالأستاذ رشيد الحاجب في موقع الجمعية الدولية لمترجمي العربية وأرجو له طيب المقام فيه.

                        الزعبرة ـ في لهجات بلاد الشام ـ هي النفاق كما ورد حده في الحديث الشريف. فالمزعبر يكذب ويجمل القبيح ويقبح الجميل ويعد ولا يفي. وربما كانت الزعبرة منتشرة في المدن أكثر منها في القرى والبوادي لسلامة طوية أهل القرى والبوادي مقارنة بسكان الحواضر!
                        [/align]

                        المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb

                        ولعلك لا حظت سيدي أني قلت : (حرص أصحاب المواقع على عدم إغضاب ( المبدعين ) والخوف المرضي على فقدانهم إن تعرضت نصوصهم لكلمة حق أو رأي صريح . ) وأنا متأكد أنك لاحظت ورود كلمة مبدعين بين قوسين كإشارة للنظر إليهم على أنهم قطيع يفتخر به الراعي كلما زاد عدده !!
                        [align=justify]
                        موقعنا موقع متخصص في الترجمة وأكثر من ثمانين بالمائة من المادة المنشورة فيه تتعلق بالترجمة واللغة وما إليهما من علوم ذات صلة. والحيز الأدبي المتاح في الجمعية محدود ومخصوص بمشاركة الأعضاء الذين يرغبون بنشر مواد أدبية في الموقع. ونحن نشجع أعضاءنا الأدباء والمثقفين على المشاركة في المواقع الأدبية النظيفة مثل ملتقى الأدباء والمبدعين العرب وقناديل الفكر والأدب وغيرهما من المواقع المحترمة، ونضرب لهم المثل في ذلك لأننا نؤمن بالتكامل وليس بالتناحر ..

                        إن تهذيب ذائقة الناس وإصلاح ما أفسد الدهر أمر في غاية الصعوبة في ظل الفلتان الثقافي عند العرب. وكلمة نظيفة خير من جريدة وسخة وهذا شيء نريد أن نعلمه للناس.

                        وهلا وغلا!
                        [/align]

                        تعليق

                        • s___s

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb
                          الأستاذ الكريم أبو صالح
                          المشاركة الأصلية بواسطة rachidhadjeb

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          سبق لي وأن اطلعت على بعض مداخلاتكم في قضية معينة أرهقت لوحات المفاتيح في كثير من الأقطار العربية !

                          وقد أعجبت يومها - كما اليوم من خلال الرابط الذي أدخلني في متاهة من الروابط - بالنفس الطويل الذي تتحلى به في متابعة الموضوع حتى آخره .
                          لكني صراحة يا أستاذ لا أستطيع أن أن أكون مثلك وأضيع وقتي مع ( مشرف ) في موقع أدبي عربي لا يتقن العربية ، بل لا يشير حتى للمصدر الذي ينقل عنه !
                          صحيح أنني أفهم ضرورة وجود الإناث في الفنادق والمنتجعات والمعارض لاغراق الزبائن والتسويق للبضاعة ..لكنني لا أستسيغ وجودهن مشرفات في منتدى أدبي من المفروض أنه يشترط أدنى حد لقبول العضوية ولا أقول الاشراف إتقان اللغة وعدم الاستهتار بقواعدها دون الكلام عن الأمانة في النقل ...إلخ.
                          فرابطك هذا مثلا :http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=23055
                          قادني بسبب فداحة الأخطاء في نهاية المقال إلى هذا الرابط :

                          فتأكدت أن ما أوردته فوق من كلامي السابق صحيح ، فقد ذكرت عمال النظافة وحراس الأمن كشرط أساسي لنجاح أي موقع ، وها أنت تأتينا بالدليل ربما من حيث لم تقصد !
                          وثمة ردود كثيرة وردت في روابطك ، لا أريد إثارتها هنا ، تكشف عن هذه الذهنية الرعوية التي أشرت إليها سابقا ..وعن تشبه بحكام العرب بشكل مضحك ومأساوي وهو ما أنا بصدد إنجازه في عمل روائي إن شاء الله ( امبراطوريات ، دول ، حكومات ، مؤامرات ،أجهزة مخابرات ومخابرات مضادة ...إلخ ما يمكن أن تصل إليه المحاكاة الوهمية لواقع لا يقل عنها إغراقا في الوهم والضياع ).
                          وعليه فإنه لا يسعني إلا أن أشكرك على الروابط القيمة التي زودتني بمادة خصبة ..لكن فضلك هذا علي لا يمنعني أن أشير إلى أن تلك ( المحاورات ) هي أقرب إلى تضييع الوقت الذي أتمنى لو يستثمر في البناء ومخاطبة الجادين والأسوياء من الناس فقط !
                          مودتي أخي واعذرني على صراحتي.





                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                          أنا اختلف معك في الحقيقة ولا أتعامل بطريقة إصدار أحكام على الآخرين أو مواقعهم أنا اتعامل بكل جديّة مع ما يثير انتباهي للمشاركة به ولذلك بالنسبة لي لا اعتبرها مضيعة للوقت بغض النظر إن اعتبرها غيري مضيعة للوقت، فأنا أكتب وأحاور لكي أنا افهم أولا


                          من وجهة نظري لا يمكنك أن تتوقع جميع أعضاء أي موقع أو تجمع أو وطن بمستوى واحد، وأصلا أي موقع خال من العناصر السلبيّة بجانب العناصر الإيجابيّة من وجهة نظري موقع أو تجمّع أو وطن سيكون بدون أي حيويّة أو نشاط.

                          وأصلا بدون الفرافير كما أطلق عليهم محمد سليم في مقاله الرائع بعنوان

                          فرافير المنتديات العربيّة،



                          لا يمكن تشخيص مشاكلنا بشكل واقعي وحقيقي لكي يمكن التفكير في حلول لتجاوزها

                          بدون الأبيض لا يمكنك معرفة قيمة الأسود، وبدون الأسود لا يمكنك معرفة قيمة الأبيض

                          التعامل من زاوية التكامل بين الطرفين ستكون هناك إمكانية للتطور للطرفين،
                          أما التعامل وفق المبدأ الديمقراطي سيعمل كل طرف على إلغاء الطرف الآخر

                          ولذلك أنا كتبت ما كتبته تحت العنوان والرابط التالي

                          أنا ضد الديمقراطيّة قلباً وقالباً، أنا مع التكامل قلباً وقالباً، لماذا؟


                          ما رأيكم دام فضلكم؟<!-- END TEMPLATE: navbar_link -->
                          التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 06-17-2009, 08:10 AM.

                          تعليق

                          يعمل...