بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات الأساتذة الأفاضل في الجمعية الدولية لمترجمي العربية، يسعدني تقديم هذا الموضوع كباكورة للمواضيع التي سأقدمها بالجمعية لشرح مجال الترجمة المرئية/المنظورة/السطرجة المنتشر بالشبكة العنكبوتية. وأود من خلال هذه المواضيع أن يتم تقييم وتقويم هذه التجربة بسلبياتها وإيجابياتها حتى نتمكن من إدارة دفة هذا المجال نحو أفضل وجهة وذلك عبر ملاحظات وإرشادات كبار أساتذتنا المختصين بالترجمة وممن لهم باع طويل بمجال الترجمة عموما. ومحدثكم ممارس لهذا المجال كهواية منذ ما يقترب من 5 سنوات، ولكني لا ادعي الاحتراف بالترجمة، رغم دراستي للغة الإنجليزية لأنه كما تعلمون جميعا أن الترجمة ككل هي علم وفن قائم بذاته وتحتاج لدراسة واحتراف خاصة بها. ولا زلت أتعلم أبجديات وقواعد هذا العلم الكبير، أما حالة الفن به فأظنها تحتاج لموهبة وإدراك عميق وهذا ما سيحكم عليه هؤلاء الاساتذة والمشاهدين عموما.
وعندما نتحدث عن الترجمة المرئية فإننا نشير إلى عاملين. الأول هو الترجمة وهي ما سنتناقش به بهذا الموضوع ابتداءً. والثاني عامل النظر والمشاهدة المرئية، ويعني أن المشاهد سيتابع أمامه مادة مرئية على الشاشة (فيلم - عمل وثائقي - مسلسل درامي... إلخ). وهذا يتطلب شرحا لأدوات تنزيل وتحميل هذه المواد المرئية بالشبكة وهو ما سنخصص موضوعا مستقلا بعون الله لأهمية هذا الأمر الجمة.
ولنفتتح موضوعنا على بركة الله.
إن مجال الترجمة العامة مجال متشعب ومتفرع إلى حد كبير بعصرنا الحديث تبعا للتطور الحاصل بجميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والعمرانية والاجتماعية واللغوية. وأصبحت هناك فروع عدة لعلم وفن الترجمة مثل الترجمة التحريرية والترجمة الفورية/التتابعية والترجمة التلفزيونية وغيرها من صنوف الترجمة وعلومها.
بداية نشأة الترجمة المرئية بشبكة المعلومات
مع ظهور شبكة المعلومات (الانترنت) ببداية التسعينات من القرن الماضي وتطورها بالألفية الجديدة نحو آفاق كبيرة من السرعة والجودة بتنزيل كبرى الملفات ورفعها، برزت القدرة على تنزيل وتحميل المواد المرئية التي تعتبر ثاني أكبر الملفات حجما من ناحية التنزيل بالشبكة العنكبوتية بعد ملفات ألعاب الفيديو الرقمية Digital Games، ومن ثم أصبحت هناك حاجة أكبر لغير الناطقين باللغة الأصلية للمادة المرئية Non-Native Speakers للحصول على ملفات ترجمة مصاحبة لمثل هذه الأعمال. وقد دفع تطور الانترنت سرعة وحجما إلى وجود ملفات ترجمة مخصصة للأشخاص ضعيفي السمع سواء من الاخوة الكرام الصم والبكم أو ممن يعانون من مشكلات بسرعة تعقب الأصوات وهم ظاهرة يطلق عليها Hearing Impaired. وعلى كل حال، ظهرت نتيجة لهذا الأمر ملفات الترجمة بشكل ملفات صورية لا نصية يطلق عليها IDX/Sub ولكن لحسن الحظ فإن هذه الملفات التي تصدر مع الاسطوانات الرقمية الكاملة DVD-R من السهل تحويلها لملفات نصية مقروءة SRT إذا كانت بلغة تحمل حروفا لاتينية أو غربية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية وغيرها. وقد مكن هذا الاخوة العرب المهتمين بمجال الترجمة المرئية بمنتصف العام 2003 من اكتشاف امكانية تعريب هذه الملفات النصية عبر ترجمتها من اللغات الأوروبية المختلفة إلى العربية، فازدهر هذا المجال تدريجيا منذ ذلك الحين وحتى الآن، وأصبحت الكثير من المنتديات والمواقع والمدونات المتخصصة بالترجمة المرئية. واسمحوا لي هنا أن أشرح ماهية ملف الترجمة المرئي SRT وهو أساس عمل المترجم بهذا المجال، أما شرح كيفية التحكم به فسيكون عبر برنامج آخر ضروري وهو Subtitle Workshop سنخصص له موضوعا منفصلا اعمالا للفائدة.
ماهية ملف الترجمة المرئي SRT
يعتبر ملف الترجمة النصي SRT من الملفات القابلة للتعريب ولكنه ليس عربيا بالكامل وهذا ما يجب على المترجم أن يراعيه. ولكي نشرح شكله وهيئته فلا بد أن نشير إلى أن جهاز الحاسوب لن يتعرف على صيغته Format عندما يوضع بالجهاز أول مرة. فيجب تحديد الملف الذي سيعمل من خلاله منذ البداية من خلال التأشير على الملف النصي SRT بيمين الفأرة (الماوس) واختيار Open with والسماح بتشغيل الملف النصي من خلال المفكرة أو ما يطلق عليه تطبيق Notepadبحيث أن الملف النصي سيظهر بالشكل التالي :
وكما نلاحظ، فالملف يتكون من رقم علوي للسطر (أو التتر) ثم أسفله يوجد توقيت بداية ظهور بداية توقيت الحوار وبعده ظهور نهاية توقيت الحوار، وبأسفله تظهر الجملة الحوارية التي يراد ترجمتها. ومن هنا يتبين أن عملية العمل بهذا الملف سهلة وغير معقدة. ولكنها تتطلب تكيفا من المترجم على شكله القابل للتعريب. وقضية التعريب تتطلب مهارة بسيطة واعتياد من المترجم على كيفية وضع علامات الترقيم تحديدا مثل الفاصلة والنقطة وعلامة التعجب والأقواس وغيرها (فيما عدا علامة الاستفهام) وكذلك الرموز مثل النجمة * والمربع # والنسبة المئوية % وغيرها، حيث تظهر بشكل معكوس إذا ما ظهرت بآخر السطر بالملف. وهذا الوضع المعكوس غير حاصل بملفات برنامج( الوورد) Win Word لأنها معربة بالكامل، فما تكتبه بآخر السطر من علامات الترقيم والرموز يظهر كما هو بآخره. فلكي تتغلب على هذه المشكلة بملفات الـSRT، يجب أن يضع المترجم علامة الترقيم المقصودة بآخر السطر حتى تظهر بأوله. فلنفترض مثلا أنني أردت وضع فاصلة بنهاية هذا السطر المظلل، فماذا سأفعل؟
سأضع هنا مؤشر الفأرة على ما قبل الحرف الأول وأكتب الفاصلة لتظهر لي بآخر السطر كما سيظهر لي وسيظهر بالشاشة بالشكل الصحيح، هكذا
وهذا ينطبق على كل علامات الترقيم، فيما عدا علامة الاستفهام (؟) حيث تظهر بآخر السطر بشكل طبيعي إذا ما كتبت بآخره.
ولنفترض حالة أخرى أيها الاخوة وهي إن اضطر أحدنا استخدام علامتي ترقيم ورمز متتاليتين. كأن نقول مثلا: إنه السيد (جون)! حيث تواجهني مسألة أن آخر شكلين بالسطر هما قوس ) وعلامة تعجب ! فماذا سأفعل؟ هنا كالمعتاد سأضع القوس الأخير قبل حرف الهمزة المكسورة من كلمة "إنه" فيظهر ما بعد كلمة جون بشكل طبيعي، وهنا أعمل على إضافة علامة التعجب ما بعد القوس ليظهر بشكل صحيح بالشاشة. وأكرر أن هذا الأمر لا ينطبق على الحروف والكلمات، ولا ينطبق مع علامات الترقيم إلا بآخر السطور، في حين أن أي علامة ترقيم إذا كتبت بمنتصف السطر فستظهر كما هي بلا مشاكل.
وكان الزميل المترجم الاخ ا/ محمد علي قد قدم شرحا عن كيفية الاسلوب الأفضل لخوض عملية الترجمة أعرضه بتصرف على حضراتكم
إخوتي الأحبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأقوم إن شاء الله في هذا الموضوع بشرح مبسط لطريقة
ترجمة الأفلام والمسلسلات وسأحاول إن شاء الله أن لا أستعمل أية برامج
- مقدمة هامة:
* قبل أن تبدأ مشوار الترجمة يجب أن يكون مبتغاك هو
الوصول إلى أقصى درجات الإتقان الممكنة، وليس ذلك بصعب
فيكفيك فقط أن تثق بنفسك وتكون عازماً على إخراج ترجماتك
في أبهى حلة، لأنه لم يعد هناك من يريد الترجمات السيئة فالجميع
يعلم أنها تفسد المشاهدة.
*يجب على المترجم أن يكون متمكناً من اللغة الإنجليزية أو لغة
الفيلم المترجم بنسبة معقولة، وستتكفل القواميس بالنسبة الباقية
أما اللغة العربية فذلك مما لا جدال عليه، فهي اللغة التي ستقدم
بها ترجماتك فينبغي أن تتقنها جيداً، وأن تحاول قدر الإمكان تلافي الأخطاء الإملائية.
بعد هذه المقدمة نصل إلى صلب الموضوع
إذا أردت أن تترجم فيلما فيجب الحصول أولا على السكريبت
الإنجليزي لنسحة الفيلم الذي تريد ترجمته، وأن تشاهد به
الفيلم أولاً قبل أن تبدأ بترجمته.
بعد أن نحصل على السكريبت الإنجليزي أو أي من اللغات الأخرى للنص
ثم تبدأ رحلة الترجمة، وكما قلت لا يهم، متى ستنهي الترجمة
بل المهم كيف ستنهيها.
وستكون الصورة كما يلي
وبعد أن ننتهي من الترجمة نقوم بإعادة مشاهدة الفيلم
بترجمتنا لكي نصحح بعض الأخطاء والهفوات التي قد نكون لم
ننتبه إليها.ثم نحفظها بصيغة srt
ومبروك عليك أولى ترجماتك.
أرجو أن يكون هذا الشرح البسيط قد أفادكم.
الترجمة المرئية والتلفزيونية: أوجه الشبه والاختلاف
تشترك الترجمة المرئية والترجمة التلفزيونية بعدد من الخصائص المتشابهة -وهي على حسب حدود معرفتي- أنها عامل مساعد وليس أساسي بفهم أفكار المادة المرئية الأجنبية للغة أخرى. وهي تعتمد على عنصر الإيجاز وفهم لب المعنى من مفردات وعبارات اصطلاحية وتقريبه للمشاهد بسلاسة ودون تمطيط أو تطويل. وكلا الاسلوبان يجب أن يعملا على تطبيق عملية إعادة صياغة الجملة أو العبارة المترجمة بشكل سليم حتى تبتعد عن الركاكة وتتصف بالمنطقية والاتساق مع مجريات المشهد، على شرط أن يتم الحرص عند إعادة الصياغة على مراعاة الحوار الجاري بالمشهد من ناحية التوقيت وموازاة الترجمة مع الحديث الحواري.
أما أوجه الاختلاف، فتتلخص في أن مجال الترجمة المرئية مخصص للهواية وتغلب على ترجماته الطابع الفردي حيث يعمل المترجم غالبا على ترجمة المادة المرئية كاملة بنفسه وكذلك عملية مراجعتها وتنقيحها قبل النشر. وبما أنه مجال فردي، فإن المستويات تتباين ما بين مترجم وآخر (أو فلنقل هاوي ترجمة وآخر) حسب مستواه التعليمي والثقافي واللغوي. وتختلف أهداف من يدخل به من الرغبة بالشهرة إلى الرغبة بالاستفادة والافادة العلمية أو هواية مشاهدة الأعمال السينمائية بالترجمة. وقد يصل هذا التباين إلى درجات شاسعة يجعل من البعض لا يقبل على مشاهدة ترجمات يدعون بأنهم قاموا بترجمة أعمال كاملة. وهذا الأمر لا بد من تقنينه بأي موقع يتخصص بالترجمة الاحترافية عالية المستوى وألا يتم السماح إلا للترجمات جيدة المستوى على أقل تقدير حتى نحرص على ارتفاع المستوى لدى المترجمين الصاعدين وتلقيهم للصورة الصحيحة لمفهوم الترجمة المرئية.
مشكلات وعقبات تواجه الترجمة المرئية
من أهم المشاكل التي تواجه المترجمين بمجال الترجمة الترجمة المرئية مسألة السطو على ملفات الترجمة ونقلها دون استئذان من المترجم الأصلي لمواقع أخرى طمعا بجذب الاعضاء والرواج الزائف. ويبدو أن هذه المعضلة ليس لها حل بالمستقبل المنظور لأن ملف الترجمة النصي يعتبر صغيرا ومن السهولة بمكان نقله للاستفادة منه بأي موقع عبر الشبكة. وهذا مرده عدم وجود هيئة تحكيمية تفصل بمثل هذه النزاعات "افتراضيا" وتعطي الحقوق لأصحابها، مما يجعل من حقوق المترجمين المتميزين في مهب الريح حيث غالبا ما يقوم ضعاف النفوس بسرقة مجهوداتهم بشكل سافر. وهذا يقودنا إلى مشكلة أخرى وهي دخول مجال الترجمة المرئية من ليس له علم أو فهم بأصول الترجمة وقواعدها وضوابطها. وغالبا ما تكون ترجمات مثل هؤلاء رديئة المستوى أو ركيكة بأفضل الأحوال. وبالتالي فإن هذا يعطينا مؤشرا هاما أن مجال الترجمة المرئية عبر شبكة المعلومات بمثابة مجال "تدريب بلا مدرب"، فهو يعتمد على الجهود الذاتية لكي يطور المرء من قدراته ومهاراته نسبيا وحسب خلفيته اللغوية والثقافية التي بنى عليها مثل هذا التوجه نحو الترجمة المفتوحة للجمهور. وهناك من يدخل للمجال وهو يتمتع بمواصفات وقدرات تؤهله لبلوغ مستويات احترافية، وهناك نوع آخر تراه يجتهد بتطوير مستواه، وهناك ثالث يترجم رغم أن أمله بالتمكن من الترجمة "كعشم إبليس بالجنة".
ما الذي يمنع أي عضو من الترجمة المرئية؟
ليس هناك ما يمنع أي عضو هنا في الجمعية مثلا أو غيرها من ممارسة الترجمة المرئية. فكل من يرغب بذلك ليس عليه سوى عملية فهم فتح الملفات حسب الشرح أعلاه وهي عملية بسيطة لا تأخذ منه سوى بضع دقائق معدودة لينطلق بعدها المترجم في خوض عنان الترجمة. ومن الأمور الإيجابية بالترجمة المرئية أن المترجم لا يترجم إلا ما يحبه ويهواه ويقتنع به من أعمال مرئية يقوم من خلالها على فتح آفاق ثقافية جديدة يعرضها على عموم الجمهور فيستفيد المترجم بإيصال غايته الثقافية وأفكاره بالترجمة ويستفيد الجمهور بتلقي مادة علمية وثقافية تضيف إلى رصيدهم معلومات قيمة. وهذا ما مثل لي كمترجم متعة كبيرة بإيصال المعلومة لأكبر عدد ممكن من الناس رغم العراقيل والعقبات المذكورة، لأن متعة أن تكون واسطة لنقل المعرفة والعلم لا تضاهيها متعة. ومن الأساسي أن نعلم أن هذا المجال يمارس بوقت الفراغ كهواية وتطلع لتحقيق الغاية النبيلة بإشعال قبس الثقافة دون معيقات. فآمل أن يتمكن الأخوة والاساتذة المترجمين المتخصصين بالجمعية الدولية لمترجمي العربية بالتعرف على هذا المجال الممتع واتقانه حتى نقدم ترجمات عالية المستوى وتتميز بالاحترافية كما هو معهود عن مترجمي هذه الجمعية المتمرسين بعالم الترجمة عموما، وهذا ما سيشكل إضافة لرصيد خبراتهم وتجاربهم الغنية بالترجمة وفنونها وأسرارها.
وتقبلوا مني جزيل التحية
الأخوة والأخوات الأساتذة الأفاضل في الجمعية الدولية لمترجمي العربية، يسعدني تقديم هذا الموضوع كباكورة للمواضيع التي سأقدمها بالجمعية لشرح مجال الترجمة المرئية/المنظورة/السطرجة المنتشر بالشبكة العنكبوتية. وأود من خلال هذه المواضيع أن يتم تقييم وتقويم هذه التجربة بسلبياتها وإيجابياتها حتى نتمكن من إدارة دفة هذا المجال نحو أفضل وجهة وذلك عبر ملاحظات وإرشادات كبار أساتذتنا المختصين بالترجمة وممن لهم باع طويل بمجال الترجمة عموما. ومحدثكم ممارس لهذا المجال كهواية منذ ما يقترب من 5 سنوات، ولكني لا ادعي الاحتراف بالترجمة، رغم دراستي للغة الإنجليزية لأنه كما تعلمون جميعا أن الترجمة ككل هي علم وفن قائم بذاته وتحتاج لدراسة واحتراف خاصة بها. ولا زلت أتعلم أبجديات وقواعد هذا العلم الكبير، أما حالة الفن به فأظنها تحتاج لموهبة وإدراك عميق وهذا ما سيحكم عليه هؤلاء الاساتذة والمشاهدين عموما.
وعندما نتحدث عن الترجمة المرئية فإننا نشير إلى عاملين. الأول هو الترجمة وهي ما سنتناقش به بهذا الموضوع ابتداءً. والثاني عامل النظر والمشاهدة المرئية، ويعني أن المشاهد سيتابع أمامه مادة مرئية على الشاشة (فيلم - عمل وثائقي - مسلسل درامي... إلخ). وهذا يتطلب شرحا لأدوات تنزيل وتحميل هذه المواد المرئية بالشبكة وهو ما سنخصص موضوعا مستقلا بعون الله لأهمية هذا الأمر الجمة.
ولنفتتح موضوعنا على بركة الله.
إن مجال الترجمة العامة مجال متشعب ومتفرع إلى حد كبير بعصرنا الحديث تبعا للتطور الحاصل بجميع مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والعمرانية والاجتماعية واللغوية. وأصبحت هناك فروع عدة لعلم وفن الترجمة مثل الترجمة التحريرية والترجمة الفورية/التتابعية والترجمة التلفزيونية وغيرها من صنوف الترجمة وعلومها.
بداية نشأة الترجمة المرئية بشبكة المعلومات
مع ظهور شبكة المعلومات (الانترنت) ببداية التسعينات من القرن الماضي وتطورها بالألفية الجديدة نحو آفاق كبيرة من السرعة والجودة بتنزيل كبرى الملفات ورفعها، برزت القدرة على تنزيل وتحميل المواد المرئية التي تعتبر ثاني أكبر الملفات حجما من ناحية التنزيل بالشبكة العنكبوتية بعد ملفات ألعاب الفيديو الرقمية Digital Games، ومن ثم أصبحت هناك حاجة أكبر لغير الناطقين باللغة الأصلية للمادة المرئية Non-Native Speakers للحصول على ملفات ترجمة مصاحبة لمثل هذه الأعمال. وقد دفع تطور الانترنت سرعة وحجما إلى وجود ملفات ترجمة مخصصة للأشخاص ضعيفي السمع سواء من الاخوة الكرام الصم والبكم أو ممن يعانون من مشكلات بسرعة تعقب الأصوات وهم ظاهرة يطلق عليها Hearing Impaired. وعلى كل حال، ظهرت نتيجة لهذا الأمر ملفات الترجمة بشكل ملفات صورية لا نصية يطلق عليها IDX/Sub ولكن لحسن الحظ فإن هذه الملفات التي تصدر مع الاسطوانات الرقمية الكاملة DVD-R من السهل تحويلها لملفات نصية مقروءة SRT إذا كانت بلغة تحمل حروفا لاتينية أو غربية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية وغيرها. وقد مكن هذا الاخوة العرب المهتمين بمجال الترجمة المرئية بمنتصف العام 2003 من اكتشاف امكانية تعريب هذه الملفات النصية عبر ترجمتها من اللغات الأوروبية المختلفة إلى العربية، فازدهر هذا المجال تدريجيا منذ ذلك الحين وحتى الآن، وأصبحت الكثير من المنتديات والمواقع والمدونات المتخصصة بالترجمة المرئية. واسمحوا لي هنا أن أشرح ماهية ملف الترجمة المرئي SRT وهو أساس عمل المترجم بهذا المجال، أما شرح كيفية التحكم به فسيكون عبر برنامج آخر ضروري وهو Subtitle Workshop سنخصص له موضوعا منفصلا اعمالا للفائدة.
ماهية ملف الترجمة المرئي SRT
يعتبر ملف الترجمة النصي SRT من الملفات القابلة للتعريب ولكنه ليس عربيا بالكامل وهذا ما يجب على المترجم أن يراعيه. ولكي نشرح شكله وهيئته فلا بد أن نشير إلى أن جهاز الحاسوب لن يتعرف على صيغته Format عندما يوضع بالجهاز أول مرة. فيجب تحديد الملف الذي سيعمل من خلاله منذ البداية من خلال التأشير على الملف النصي SRT بيمين الفأرة (الماوس) واختيار Open with والسماح بتشغيل الملف النصي من خلال المفكرة أو ما يطلق عليه تطبيق Notepadبحيث أن الملف النصي سيظهر بالشكل التالي :
وكما نلاحظ، فالملف يتكون من رقم علوي للسطر (أو التتر) ثم أسفله يوجد توقيت بداية ظهور بداية توقيت الحوار وبعده ظهور نهاية توقيت الحوار، وبأسفله تظهر الجملة الحوارية التي يراد ترجمتها. ومن هنا يتبين أن عملية العمل بهذا الملف سهلة وغير معقدة. ولكنها تتطلب تكيفا من المترجم على شكله القابل للتعريب. وقضية التعريب تتطلب مهارة بسيطة واعتياد من المترجم على كيفية وضع علامات الترقيم تحديدا مثل الفاصلة والنقطة وعلامة التعجب والأقواس وغيرها (فيما عدا علامة الاستفهام) وكذلك الرموز مثل النجمة * والمربع # والنسبة المئوية % وغيرها، حيث تظهر بشكل معكوس إذا ما ظهرت بآخر السطر بالملف. وهذا الوضع المعكوس غير حاصل بملفات برنامج( الوورد) Win Word لأنها معربة بالكامل، فما تكتبه بآخر السطر من علامات الترقيم والرموز يظهر كما هو بآخره. فلكي تتغلب على هذه المشكلة بملفات الـSRT، يجب أن يضع المترجم علامة الترقيم المقصودة بآخر السطر حتى تظهر بأوله. فلنفترض مثلا أنني أردت وضع فاصلة بنهاية هذا السطر المظلل، فماذا سأفعل؟
سأضع هنا مؤشر الفأرة على ما قبل الحرف الأول وأكتب الفاصلة لتظهر لي بآخر السطر كما سيظهر لي وسيظهر بالشاشة بالشكل الصحيح، هكذا
وهذا ينطبق على كل علامات الترقيم، فيما عدا علامة الاستفهام (؟) حيث تظهر بآخر السطر بشكل طبيعي إذا ما كتبت بآخره.
ولنفترض حالة أخرى أيها الاخوة وهي إن اضطر أحدنا استخدام علامتي ترقيم ورمز متتاليتين. كأن نقول مثلا: إنه السيد (جون)! حيث تواجهني مسألة أن آخر شكلين بالسطر هما قوس ) وعلامة تعجب ! فماذا سأفعل؟ هنا كالمعتاد سأضع القوس الأخير قبل حرف الهمزة المكسورة من كلمة "إنه" فيظهر ما بعد كلمة جون بشكل طبيعي، وهنا أعمل على إضافة علامة التعجب ما بعد القوس ليظهر بشكل صحيح بالشاشة. وأكرر أن هذا الأمر لا ينطبق على الحروف والكلمات، ولا ينطبق مع علامات الترقيم إلا بآخر السطور، في حين أن أي علامة ترقيم إذا كتبت بمنتصف السطر فستظهر كما هي بلا مشاكل.
وكان الزميل المترجم الاخ ا/ محمد علي قد قدم شرحا عن كيفية الاسلوب الأفضل لخوض عملية الترجمة أعرضه بتصرف على حضراتكم
إخوتي الأحبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأقوم إن شاء الله في هذا الموضوع بشرح مبسط لطريقة
ترجمة الأفلام والمسلسلات وسأحاول إن شاء الله أن لا أستعمل أية برامج
- مقدمة هامة:
* قبل أن تبدأ مشوار الترجمة يجب أن يكون مبتغاك هو
الوصول إلى أقصى درجات الإتقان الممكنة، وليس ذلك بصعب
فيكفيك فقط أن تثق بنفسك وتكون عازماً على إخراج ترجماتك
في أبهى حلة، لأنه لم يعد هناك من يريد الترجمات السيئة فالجميع
يعلم أنها تفسد المشاهدة.
*يجب على المترجم أن يكون متمكناً من اللغة الإنجليزية أو لغة
الفيلم المترجم بنسبة معقولة، وستتكفل القواميس بالنسبة الباقية
أما اللغة العربية فذلك مما لا جدال عليه، فهي اللغة التي ستقدم
بها ترجماتك فينبغي أن تتقنها جيداً، وأن تحاول قدر الإمكان تلافي الأخطاء الإملائية.
بعد هذه المقدمة نصل إلى صلب الموضوع
إذا أردت أن تترجم فيلما فيجب الحصول أولا على السكريبت
الإنجليزي لنسحة الفيلم الذي تريد ترجمته، وأن تشاهد به
الفيلم أولاً قبل أن تبدأ بترجمته.
بعد أن نحصل على السكريبت الإنجليزي أو أي من اللغات الأخرى للنص
ثم تبدأ رحلة الترجمة، وكما قلت لا يهم، متى ستنهي الترجمة
بل المهم كيف ستنهيها.
وستكون الصورة كما يلي
وبعد أن ننتهي من الترجمة نقوم بإعادة مشاهدة الفيلم
بترجمتنا لكي نصحح بعض الأخطاء والهفوات التي قد نكون لم
ننتبه إليها.ثم نحفظها بصيغة srt
ومبروك عليك أولى ترجماتك.
أرجو أن يكون هذا الشرح البسيط قد أفادكم.
تشترك الترجمة المرئية والترجمة التلفزيونية بعدد من الخصائص المتشابهة -وهي على حسب حدود معرفتي- أنها عامل مساعد وليس أساسي بفهم أفكار المادة المرئية الأجنبية للغة أخرى. وهي تعتمد على عنصر الإيجاز وفهم لب المعنى من مفردات وعبارات اصطلاحية وتقريبه للمشاهد بسلاسة ودون تمطيط أو تطويل. وكلا الاسلوبان يجب أن يعملا على تطبيق عملية إعادة صياغة الجملة أو العبارة المترجمة بشكل سليم حتى تبتعد عن الركاكة وتتصف بالمنطقية والاتساق مع مجريات المشهد، على شرط أن يتم الحرص عند إعادة الصياغة على مراعاة الحوار الجاري بالمشهد من ناحية التوقيت وموازاة الترجمة مع الحديث الحواري.
أما أوجه الاختلاف، فتتلخص في أن مجال الترجمة المرئية مخصص للهواية وتغلب على ترجماته الطابع الفردي حيث يعمل المترجم غالبا على ترجمة المادة المرئية كاملة بنفسه وكذلك عملية مراجعتها وتنقيحها قبل النشر. وبما أنه مجال فردي، فإن المستويات تتباين ما بين مترجم وآخر (أو فلنقل هاوي ترجمة وآخر) حسب مستواه التعليمي والثقافي واللغوي. وتختلف أهداف من يدخل به من الرغبة بالشهرة إلى الرغبة بالاستفادة والافادة العلمية أو هواية مشاهدة الأعمال السينمائية بالترجمة. وقد يصل هذا التباين إلى درجات شاسعة يجعل من البعض لا يقبل على مشاهدة ترجمات يدعون بأنهم قاموا بترجمة أعمال كاملة. وهذا الأمر لا بد من تقنينه بأي موقع يتخصص بالترجمة الاحترافية عالية المستوى وألا يتم السماح إلا للترجمات جيدة المستوى على أقل تقدير حتى نحرص على ارتفاع المستوى لدى المترجمين الصاعدين وتلقيهم للصورة الصحيحة لمفهوم الترجمة المرئية.
مشكلات وعقبات تواجه الترجمة المرئية
من أهم المشاكل التي تواجه المترجمين بمجال الترجمة الترجمة المرئية مسألة السطو على ملفات الترجمة ونقلها دون استئذان من المترجم الأصلي لمواقع أخرى طمعا بجذب الاعضاء والرواج الزائف. ويبدو أن هذه المعضلة ليس لها حل بالمستقبل المنظور لأن ملف الترجمة النصي يعتبر صغيرا ومن السهولة بمكان نقله للاستفادة منه بأي موقع عبر الشبكة. وهذا مرده عدم وجود هيئة تحكيمية تفصل بمثل هذه النزاعات "افتراضيا" وتعطي الحقوق لأصحابها، مما يجعل من حقوق المترجمين المتميزين في مهب الريح حيث غالبا ما يقوم ضعاف النفوس بسرقة مجهوداتهم بشكل سافر. وهذا يقودنا إلى مشكلة أخرى وهي دخول مجال الترجمة المرئية من ليس له علم أو فهم بأصول الترجمة وقواعدها وضوابطها. وغالبا ما تكون ترجمات مثل هؤلاء رديئة المستوى أو ركيكة بأفضل الأحوال. وبالتالي فإن هذا يعطينا مؤشرا هاما أن مجال الترجمة المرئية عبر شبكة المعلومات بمثابة مجال "تدريب بلا مدرب"، فهو يعتمد على الجهود الذاتية لكي يطور المرء من قدراته ومهاراته نسبيا وحسب خلفيته اللغوية والثقافية التي بنى عليها مثل هذا التوجه نحو الترجمة المفتوحة للجمهور. وهناك من يدخل للمجال وهو يتمتع بمواصفات وقدرات تؤهله لبلوغ مستويات احترافية، وهناك نوع آخر تراه يجتهد بتطوير مستواه، وهناك ثالث يترجم رغم أن أمله بالتمكن من الترجمة "كعشم إبليس بالجنة".
ما الذي يمنع أي عضو من الترجمة المرئية؟
ليس هناك ما يمنع أي عضو هنا في الجمعية مثلا أو غيرها من ممارسة الترجمة المرئية. فكل من يرغب بذلك ليس عليه سوى عملية فهم فتح الملفات حسب الشرح أعلاه وهي عملية بسيطة لا تأخذ منه سوى بضع دقائق معدودة لينطلق بعدها المترجم في خوض عنان الترجمة. ومن الأمور الإيجابية بالترجمة المرئية أن المترجم لا يترجم إلا ما يحبه ويهواه ويقتنع به من أعمال مرئية يقوم من خلالها على فتح آفاق ثقافية جديدة يعرضها على عموم الجمهور فيستفيد المترجم بإيصال غايته الثقافية وأفكاره بالترجمة ويستفيد الجمهور بتلقي مادة علمية وثقافية تضيف إلى رصيدهم معلومات قيمة. وهذا ما مثل لي كمترجم متعة كبيرة بإيصال المعلومة لأكبر عدد ممكن من الناس رغم العراقيل والعقبات المذكورة، لأن متعة أن تكون واسطة لنقل المعرفة والعلم لا تضاهيها متعة. ومن الأساسي أن نعلم أن هذا المجال يمارس بوقت الفراغ كهواية وتطلع لتحقيق الغاية النبيلة بإشعال قبس الثقافة دون معيقات. فآمل أن يتمكن الأخوة والاساتذة المترجمين المتخصصين بالجمعية الدولية لمترجمي العربية بالتعرف على هذا المجال الممتع واتقانه حتى نقدم ترجمات عالية المستوى وتتميز بالاحترافية كما هو معهود عن مترجمي هذه الجمعية المتمرسين بعالم الترجمة عموما، وهذا ما سيشكل إضافة لرصيد خبراتهم وتجاربهم الغنية بالترجمة وفنونها وأسرارها.
وتقبلوا مني جزيل التحية
تعليق