الترجمة والتعريب
د. جمال عبدالناصر
لحكمة يشق على الإنسان فهم جل منطقها خلق الله الأشياء ثم أطلق الأسماء، فكانت الأرض والسماوات، وكان الحيوان والجماد والنبات، وكان الماء والهواء، وكانت حواء بعدما كان آدم الذي علمه الله الأسماء كلها(1)، فارتبطت في ذهن آدم بأشياء بعينها. ثم راح الإنسان منذ شروعه في إعمار الأرض يستحدث أسماء إن اشتقاقا أو إضافة أو استبدالا أو توليدا أو ابتكارا، فازدادت المفردات باطراد وتضخمت قوائم الألفاظ إلى درجة دفعته إلى تدوينها في كتاب وترتيبها ((حسب نظام معين يشرح معانيها ويبين دلالاتها))(2)، لا لمصلحته فحسب وإنما لمصلحة أخيه الإنسان أيضا، وبخاصة ذلك الناطق بلسانه.
ثم جاء من احترف التعامل مع اللسانيات المختلفة فراح ينقل الأسماء منها وإليها إن وُجد المقابل، أو ينقل عنها إن لم يوجد ذلك للتعريف بالأشياء، وإن أساء بعض الناس فهم العمليتين وخلطوا بينهما.
مصطلحا الترجمة والتعريب
وأقصد بالعملية الأولى الترجمة بمعناها الشائع الذي ينطوي على ((نقل كلمة من لغة إلى أخرى)) كما يبين المعجم الوجيز(3). وأضيف: شريطة أن يكون المعنى المقصود والمستدل عليه -المحسوس منه والمجرد- مفهوما على الأقل أو موجودا، كأن أنقل seat الإنجليزية إلى مقعد العربية، أو argot إلى all tags prache الألمانية؛ أي اللغة العامية، أو أن أنقل بعوضة وشهامة العربيتين إلى mosquito وmagnanimity الإنجليزيتين.
أما العملية الثانية فأقصد بها ((التعريب)) لا بمعناه البسيط الذي يبينه المعجم الوجيز وهو: ((صوغ الكلمة بصيغة عربية عند نقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية))، كأن أنقل -مثلا- إلى اللغة العربية gene أو film أو radar أو sonata بنفس ألفاظها فأقول بالعربية: جينه وفيلم ورادار وسوناتة(4)، ولكن بمعانيها الأخرى الأشمل والأعم التي استحدثت مؤخرا، ومنها:
أ - نقل النص؛ أي ترجمته من لغة أجنبية إلى اللغة العربية، وتشمل هذه العملية الكلمات والمصطلحات، مثل ((مذياع)) و((هاتف)) والنصوص والكتب، ولا سيما حينما يرافق الترجمة استبدال الأمثلة والحكم والأقوال المأثورة بتلك الأجنبية كأن أقول مثلا ((هذا الشبل من ذاك الأسد)) بدلا من الإنجليزية: A chip of the old block، أو ((وعد الحر دين عليه)) بدلا من: Promise is a debt we must never forget.
ب- استعمال اللغة العربية بدلا من اللغات الأجنبية في التعليم وبخاصة في مجالي الطب والهندسة، وهو المعنى المقصود بعبارة ((تعريب العلوم والتعليم الجامعي)).
ج- إحلال اللغة والأنظمة والمؤسسات العربية محل تلك الأجنبية بما في ذلك الإدارة والقضاء وغيرهما، وهو المقصود بعمليات التعريب في الجزائر مثلا أو في المغرب العربي بشكل عام. ويبدو أن هذين الاستعمالين الأخيرين هما المقصودان من وراء إنشاء ((مكتب تنسيق التعريب في الوطن العربي)) أو ((مركز التعريب)) أو ((مؤتمرات التعريب)) التي نسمع عنها من حين لآخر(5).
والترجمة علم وفن. علم بمعنى أنها تخضع لمبادئ ومقومات أساسية، ولها مناح واتجاهات مختلفة، تنطلق من أصول ضاربة الجذور في التاريخ. وفن بمعنى أنها ذات بعد إمتاعي إبداعي وبخاصة فيما يتعلق بترجمة الأجناس الأدبية بشكل عام والشعر بشكل خاص -وإن كانت لترجمة الشعر معاناتها اللذيذة-. أما التعريب فهو عملية إكلينيكية، بعدها النفعي يفوق بكثير بعدها الإبداعي الإمتاعي لما تنطوي عليه من أهمية بالغة في نقل المعارف والتقنية الحديثة في عصر الأقمار الصناعية هذا.
الإعلام وترسيخ الخلط
ولكن مع هذا الاختلاف البين بين مصطلحي الترجمة والتعريب سواء على مستوى الشرح المعجمي أو التنظير العلمي أو التطبيق العملي، لم يزل بعض منا يستخدم لفظة التعريب في موضع الترجمة ولفظة الترجمة في موضع التعريب من دون أدنى تفكير في مساحة التباين الواقعة بينهما. وللإعلام دور كبير في الترويج لهذا الخلط؛ فوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية/المسموعة جد خطيرة، إذ تنفذ في الحال إلى الذهن حيث تصب محتواها، وكم من لفظة أو مرادفة غير صحيحة أخذت قدرا من الشرعية بذيوعها وانتشارها عبر صفحات الجرائد وموجات الأثير وشاشات التلفاز (والانترنت). بل إن بعضا من المطبوعات المتخصصة وقعت من دون قصد أو وعي في شرك الخلط بين مفهومي الترجمة والتعريب، فنقرأ على غلاف كتاب مترجم عن الأدب الإنجليزي عبارة: تعريب الدكتور...(6) بينما المراد هو ((ترجمة))، كما نقرأ في مقدمة كتاب مترجم آخر بعنوان ((اتجاهات في الترجمة)) هذه العبارات: لا بد من إتاحة المجال لعامة الناس وخاصتهم لأن يكونوا على اتصال مباشر بما يجري في عالم التقنية الحديثة والعلوم المتطورة وأنى لهم ذلك إلا من باب الترجمة الواسع، فالتعريب هو السبيل الوحيد لتحقيق وصول شتى المعارف المتطورة إلى أفراد العالم العربي وشعوبه(7).
مجالات الترجمة
والترجمة باب نلج منه إلى معارف الآخرين ونافذة يطل الآخرون من خلالها علينا، فلها من ثم أهميتها وضرورتها بل حتميتها وبخاصة في هذا العصر الذي شهد فيضا من الطرح الفكري والتقني والإبداعي لم يسبقه مثيل في أي عصر مضى، فلا عجب إن تنوعت اختصاصات الترجمة وتشعبت فروعها وتعددت اتجاهاتها وأساليبها، إذ هي حرة طليقة، لا تعترف بقيود ولا تلتزم حدودا وإن كان لجامها مبدأ الاختيار، اختيار الأفضل من الجيد واستبعاد السيء قبل الأسوأ وبخاصة على صعيدي الأدب والفن؛ فتنطلق إلى آفاق الإعلام والصحافة خصوصا، والعلوم الاجتماعية من تاريخ وجغرافيا واجتماع وعلمي التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية والعلوم التقنية والعلوم الدينية عموما، كل هذا من لغات العالم الحية من إنجليزية وفرنسية وألمانية وأسبانية وإيطالية. ويجدر القول هنا بأن مراكز الترجمة العربية الحكومية منها أو الأكاديمية والخاصة على حد سواء تقوم بدور فعال في هذا المضمار. أذكر على سبيل المثال لا الحصر سلاسل ((الألف كتاب)) المترجمة عن لغات العالم وتصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تصدر أيضا سلسلة ((الأدب العربي المعاصر)) المترجمة إلى لغات العالم(8 ). وأذكر أيضا ذلك المشروع العملاق الذي أخذته على عاتقها إحدى دور الترجمة الخاصة بالمملكة (العربية السعودية) والذي سيتمخض في القريب عن ترجمة للموسوعة العالمية(9). كما لا يفوتني أن أذكر في هذا السياق أحدث لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية تمت بإشراف الأزهر الشريف قبل مدة وجيزة.
مجالات التعريب
وإذا كانت الترجمة مدخلا مهما لدروب المعرفة وأزقة الفكر بالنسبة لنا نحن العرب؛ فتعريب الألفاظ والمصطلحات سبيل أكثر أهمية وأعمق مغزى وبخاصة لمسالك العلم الحديث، لحاجتنا الماسة إليه للحاق بركب التقدم التقني الكبير الذي أنجزته الحضارة الإنسانية والذي يخضع لعدد مهيب من الاصطلاحات التي لا يقابلها نظير في لغتنا ولا بديل عن أخذها بألفاظها الأجنبية، ولا سيما أنها ((فرضت نفسها على شؤون حياتنتا الحضارية فلا يمكننا تجاهلها، وبالتالي فلا يجوز للغتنا، مرآة حياتنا، تجاهلها(10)، لا سيما وأن تلك الألفاظ إن هي إلا أسماء تدل على جزئيات في كلٍّ حضاري تقني قادم إلينا من أمم أخرى معطاءة ماديا. نحن أيضا أمة معطاءة ولكن على مستوى الروحانيات، فقد صدرنا للعالم الأساس الروحي للحضارة المادية التي من دونها لا تقوم لها قائمة وإن قامت فلن تدوم طويلا. وليس غريبا إن ظهرت ألفاظ عربية في اللغات الأوروبية -وبخاصة الإنجليزية- ترتبط بشكل أو بآخر بالحضارة الإسلامية. ولكن في مجال العلم الحديث، وهذا شيء لا يمكن إنكاره، إسهامنا ضئيل رغم إمكاناتنا المادية والبشرية، ومن ثم كانت ضرورة الأخذ بسبل الحضارة الغربية بكل مفرداتها واصطلاحاتها، فلا عيب في ذلك.
إن ذلك لن يقلل بأي حال من شأن لغتنا العربية الأصيلة. فلغتنا، كما ورد عن طه حسن، يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، فلم لا نثريها -وإن كانت ثرية بالفعل- باستقدام ألفاظ ومصطلحات وعبارات جديدة من لغات أخرى مختلفة عبر هذا النوع من التعريب؟ لقد فعلت اللغة الإنجليزية ذلك منذ القرن السادس عشر تقريبا -ولم تزل- وصارت أكثر لغات العالم شيوعا. فلم نقف في وجه التعريب كما يفعل من يقول بأن ((اللغة التي استوعبت وحي الرسالة وسنة الرسول وأحكام الدين كاملة كمال الدين؟))(11). ولم نصر على التقيد بترجمة المسميات بحجة أن ((في لغتنا لكل شيء مقابلا))(12) طبقا لما جاء في أبيات حافظ إبراهيم المشهورة عن اللغة العربية.
إن كان وجه الاعتراض لغيرة محمودة على صفاء لغتنا العربية وخلوها من المعربات فهذا طيب، ولكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب عزلتنا عن العالم الذي يموج بتغيرات سريعة وعديدة وخطيرة لا بد من اللحاق بركبها. وإن كان لمجرد التعصب السلبي؛ فهذا غير مقبول بل غير منطقي، لا سيما وأن القرآن الكريم قد استخدم ألفاظا أجنبية فارسية وحبشية ويونانية الأصل، مثل: سندس، وإستبرق، وكفل، ودرهم، ودينار، كما أن العربية هضمت عددا كبيرا من الألفاظ الأجنبية قبل صدر الإسلام وبعده: أستاذ، وتخت، وهاون... إلخ(13)، كما أن الأسلاف والأماجد في تراثهم الحضاري الخالد لم يكتفوا بتعريب ألفاظ جاءتهم مع الحضارات الزاحفة.. بل عمدوا أحيانا إلى تعريب أسماء كثيرة: إبريق، ورصاص، وباذنجان، وكانت تعرف لها أسماء عربية: تامور، صرّفان، قهقب(14).
فإذا ما سلمنا بأن تعريب الألفاظ أمر واقع حتمي لا خيار لنا فيه وقد فرضته ظروف الحركة الحضارية، لوجدنا أن مجالاته غير محدودة وتتسع يوما بعد يوم فتنطلق من أسماء المركبات الكيماوية وأسماء العقاقير التي تتجاوز المليون، في مجال علوم الكيمياء والطب والصيدلة عبر ((أسماء النباتات والحيوانات وفصائلها وطوائفها وأنواعها وأفرادها التي تتجاوز المليونين))، في مجال علمي الزراعة والحيوان، إلى ((المسميات الهندسية والإلكترونية التي تقارب هذا العدد أيضا)) في مجال الهندسة والعلوم التقنية، و((كلها مستمرة في التدفق على العالم الحضاري الذي نريد مواكبته دون انقطاع))(15).
العربية لغة التعليم
ولكي تكون المواكبة أكثر فعالية يتعين علينا التوسع أكثر في تعريب الألفاظ، وبخاصة بعد أن أفسح مجمع اللغة العربية المجال لذلك(16)، ونادى بضرورة توحيد المعربات على الصعيدين العربي والدولي، إذ لا يصح أن نقول مثلا ((تلفزيون)) و((تكنولوجيا)) في بلد عربي، ونقول ((تلفاز)) و((تقنية)) في بلد عربي آخر، وهذا أمر ملحوظ حتى على مستوى الترجمة، إذن نقول ((مسرة)) و((حاسبا آليا)) في مكان و((هاتفا)) و((حاسوبا)) في مكان آخر.
تعريب التعليم
ومن هنا برزت أهمية التدريس باللغة العربية أي معربا عن اللغات الأخرى، وهذه القضية استهلكت عرضا ومناقشة وبحثا، ولا سيما على مستوى جلسات مجمع اللغة العربية، وكان آخرها تلك التي أشار إليها منير البعلبكي في لقاء أجرته معه هذه المجلة الغراء حيث قال: ((لقد كان هذا الموضوع: تعريب التعليم العالي (الجامعي) هو الموضوع المحوري الذي دارت حوله أبحاث إحدى الدورات الماضية لمجمع اللغة العربية، وهناك إجماع على ضرورة تعريب التلعيم العالي، خلافا لرأي بعض الصحافيين الذين ذهبوا إلى القول بأن من المتعذر القيام بهذه المهمة))(17).
وفي لقاء مماثل أجرته هذه المجلة أيضا مع الدكتور محمد الطيب النجار، طرح الموضوع نفسه وبنفس الدرجة من الأهمية: ((والتعريب لا بد منه، ولا يصح أن نركن إلى تخلفنا، وإلا كان هذا هو الموت بعينه، وأنا من المؤمنين بضرورة تدريس العلوم باللغة العربية خاصة العلوم الطبية. وكما أن الإنجليز لا يدرسونه بالعربية، فإن من حقنا أن نحترم لغتنا، وندرّس جميع اللعوم بلغتنا العربية حتى تصل المعلومات دقيقة وواضحة إلى أذهان طلابنا))(18 ). وهذا ما أكده البعلبكي في حديثه حين قال: ((نحن العرب نعتبر الأمة الوحيدة في العالم التي تدرس العلوم بلغة غير لغتها القومية، حتى الإسرائيليين الذين لا ترجع لغتهم الحديثة إلى أكثر من بضعة عقود من السنين عملوا على نقل مصطلحات العلم إلى لغتهم، فهم يدرسونها بتلك اللغة، هذا ناهيك عن اليابانيين والصينيين وغيرهم ممن تتسع الشقة في لغاتهم ولغة العلم الحديث))(19).
والتجربة العملية لتدريس العلوم باللغة العربية في بعض جامعاتنا باءت بالفشل. ولقد أشار أحمد شفيق الخطيب في محاضرة ألقاها بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1990م إلى إرهاصات من جانب مدرسة الطب القاهرية والكلية الإنجيلية السورية ومعهد دمشق الطبي أُجهضت جميعها في مهدها لمؤامرة على العربية نُفّذت بإحكام(20) ولكن ماذا فعلنا إزاء ذلك؟ لا شيء. عدنا كعادتنا دوما إلى ساحات الطرح والمناقشة ونسينا ساحة التطبيق الميداني، بعد أن اعترض من اعترض على مبدأ التعريب في مجال العلوم الطبية لسببين وجيهين: أولهما: أن ذلك قد لا يثري لغتنا العربية ثراء صحيحا بل قد يضر بها، وثانيهما: أن تعريب العلوم قد لا يشجع الطالب على تعلم اللغات ومن ثم تنفصم صلته بالمستجدات في ساحة العلم.
وللرد على هذين السببين لا مناص من التوكيد مجددا على أن التعريب ((جزء مهم من اللغة ينعشها ويثريها))، بل يجعلها ((قادرة على استيعاب العلوم المتطورة الحديثة ويقرّبها إلى لغة العلم العالمية))، ولا بد من التطمين إلى أن ((التعريب في مجال العلوم المتخصصة لن يضر العربية شيئا لأنه سيبقى في قاموس المختصين ودفاتر المتعمقين في مجالات هذه العلوم، ولن يتسرب منه إلى لغة الشعر والأدب والمجالس))، ولا بد من التنبيه أيضا إلى أن التعريب سوف يعني أن ((نضع أمام كل مصطلح عربي جديد ما يقابله في اللغة الأجنبية، فيظل الطالب على صلة بهذه اللغة، مما يمكنه من متابعة تطور العلم في المجلات والكتب الصادرة بعد تخرجه))(21).
إذن هناك ضرورة ملحة للتدريب معربا في مجالات العلوم المعلملية وإن كان في ذلك مجرد إثراء أفقي للغتنا أي في طولها وعرضها لا رأسي أو في عمقها. فالغنى العمقي وهو الغنى الصحيح ((لا يتأتى إلا حين تصبح العربية لغة المتعلم والعالم، وإلا باستنبات العلم بيئيا عندنا؛ لتصبح اللغة العربية لا لغة التعليم في كل مراحله فقط، بل أيضا لغة البحث العلمي والتأليف العلمي والإبداع العلمي))(22)، كما أن هناك ضرورة أيضا للتدريس معربا في مجال العلوم النظرية شريطة أن يكون مرشدا بمعنى ألا يعمم على مختلف فروع المعرفة. فلا نتصور مثلا أن يتم تدريس الآداب الأجنبية باللغة العربية إذ سوف تفقد خصائصها ورونق إبداعاتها الجميلة، ولا سيما إذا تُرجمت وعُربت اصطلاحاتها، فلغتنا لها دلالاتها وإيحاتها وجمالياتها الخاصة بها، ولكن لا بأس من تدريس الفنون والفلسفة والمنطق وعلم الجمال... إلخ بعد ترجمتها إلى العربية.
همّنا أن تصبح العربية لغة التعليم في جميع فروعه ومستوياته، ولغة البحث العلمي والتأليف العلمي والتقانات الحديثة، في سبيل أن تأخذ الأمة العربية دورها في المشاركة العلمية الكاملة وبناء حضارة أصيلة تصل ماضيها بحاضرها نحو مستقبل زاهر ترفد فيه حضارة الإنسان ورقيِّه كما سبق لها أن فعلت(23).
------------------------------------------------
الهوامش:
(1) انظر: سورة البقرة، الآيات 29-33.
(2) أحمد شفيق الخطيب، ((من قضايا المعجمية العربية المعاصرة))، من محاضرات الندوة العلمية الدولية التي تنظمها جمعية المعجمية العربية بتونس (15-17 أبريل 1986م)، مكتبة لبنان، 1986م، ص 7.
(3) في كتاب ((الترجمة: أصولها ومبادؤها وتطبيقاتها)) لعبدالعليم السيد المنسي وعبدالله عبدالرازق إبراهيم، ص 11 نقرأ هذا التعريف الأدبي للترجمة: الترجمة تعني نقل الأفكار والأقوال من لغة إلى أخرى مع المحافظة على روح النص المنقول)) الرياض، دار المريخ 1408هـ/1988م، وانظر ((فن الترجمة: مختارات)) للدكتور جمال عبدالناصر والدكتور عبدالوهاب علوب، القاهرة، دار الثقافة العربية 1989م.
(4) يصف الجواليقي هذه العملية باقتراض الكلمات الأجنبية واستعمالها كما هي أو مع تعديل طفيف. فهذا هو المعنى الأصلي القديم لمصطلح التعريب. انطر كتابه ((المعرَّب)).
(5) انظر: أ- العربية الفصيح لغة التعليم في الوطن العربي لعبدالعزيز البسام، ب- التعريب وتنسيقه في الوطن العربي للدكتور محمد المنجي الصيادي، ج- المرجع في تعريب المصطلحات العلمية والفنية والهندسية لحسن فهمي.
(6) د. أحمد الشويخات، الرياض، دار المريخ 1410هـ/1990م.
(7) د. محمود إسماعيل صيني، الرياض، دار المريخ 1406هـ/1986م، ص 5-6.
(8) كان لصاحب هذا المبحث شرف الإسهام في سلسلة ((الأدب العربي المعاصر)) (المترجمة)، وذلك بترجمته لخمس عشرة قصة عربية إلى اللغة الإنجليزية، صدرت في كعام 1990م، كما يقوم حاليا بترجمة كتاب إلى العربية في النقد الفني ضمن سلسلة ((الألف كتاب الثانية)) تحت عنوان ((كتابة النقد السينمائي)).
(9) مكتب الشويخات للترجمة والاستشارات التربوية بالرياض.
(10) أحمد الخطيب، ((ألفاظ الحضارة بين العامي والفصيح))؛ من محاضرات مجمع اللغة العربية في مؤتمره السادس والخمسين بالقاهرة (26 فبراير - 12 مارس 1990م)، مكتبة لبنان، 1990م، ص 42.
(11) الخطيب، ((التقييس والتوحيد المصطلحيان في الوطن العربي)) من محاضرات ندوة التقييس والتوحيد المصطلحيين في النظرية والتطبيق (13- 17 مارس 1989م)، مكتبة لبنان، 1989م، ص 39.
(12) الخطيب، ((ألفاظ الحضارة))، ص 18.
(13) المرجع السابق، ص 37-38.
(14) الخطيب، ((التقييس والتوحيد))، ص 41-42.
(15) الخطيب، ((ألفاظ الحضارة))، ص 39-40.
(16) حظي التعريب بقرار من قرارات ((مجمع اللغة العربية)) فحواه أن المجمع يجيز استعمال بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة، على طريقة العرب في تعريبهم: ((مجلة مجمع اللغة العربية))، ج 11، ص 206. وانظر أيضا ج 18، ص 7، 10 وَج 11 ص 148، 155. ,أدين بهذه الإشارات للخطيب، ((ألفاظ الحضارة)) ص 40-41.
(17) العدد 204 (جمادى الآخرة 1414هـ)، ص 52.
(18) العدد 123 (رمضان 1407هـ)، ص 37.
(19) المرجع نفسه. ولقد سبق أن قال الخطيب أيضا (إنه بالرغم من الاعتراف العالمي والأممي الدولي باللغة العربية كلغة عالمية في كافة المؤسسات والوكالات والمنظمات الدولية، فإن معظم الدول العربية لم تتوصل بعد إلى مجاراة عشرات الدول الصغيرة والفقيرة في جعل اللغة القومية لغة التعليم العالي، ((من قضايا المعجمية)) ص 19.
(20) ((ألفاظ الحضارة))، ص 22، 23.
(21) انظر على الترتيب: الخطيب ((ألفاظ الحضارة))، ص 44-45. الخطيب، ((التقييس والتوحيد))، ص 43، البعلبكي، ص 53.
(22) ((ألفاظ الحضارة))، ص 45.
(23) الخطيب، ((التقييس والتوحيد))، ص 43-44.
نقلا عن مجلة الفيصل، ع 239.