تحكي لنا كتب الأدب قصة حصلت في زمن المتوكل بين علي بن الجهم الشاعر القادم من البادية والمتوكل الخليفة
علي بن الجهم وفد من البادية ، مُشبَّعًا بمشاهدها ، و يحمل بضاعتها مدح المتوكل فقال له :
أنت كالكلب في وفائك بالعهد
******** و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو .. لا عدمناك دلوا
******** من كثير العطا قليل الذنوب
فَهمَّ أحد الجلساء الأمير بتأديبه ، و لكن الأمير أدرك الأمر بفطنته ؛ فالشاعر استوحى محصوله و مخزونه اللفظي و المرئي ، فلم تسعفه الذاكرة بأكثر مما عاشه واقعا في بيئته .
أبقى الأمير على الشاعر زمنا يسيرًا ، ينعم في بحبوحة العيش ، و يتعامل من الطبيعة في أحلى معانيها و مفاتنها و يشاهد الجواري كالحوريات في غدواتهن و روحاتهن ... و تُحدِّث كتب الأدب أن هذا الشاعر نفسه رأى في روضة أريضة كالخميلة جارية تتهادى بين الشجر ، فَهَمَّ بمغازلتها ، فهددته بخنجرها ، فأمسك بيدها قائلًا :
يا مَنْ حوى ورد الرياض بخده
***** و حكى قضيب الخيزران بقده
دع عنك ذا السيف الذي جردته
***** عيناك أمضى من مضارب حده
كلُّ السيوف قواطع إن جردت
***** وحسام لحظك قاتل في غمده
إن رُمْتَ تقتلني فأنت مُخيَّرٌ
***** من ذا يُعارض سيِّدًا في عبده
فهكذا تكون النقلة ، و هكذا يكون أثر البيئة
وبعد أن تأقلم على بن الجهم على ذلك المكان دعاه المتوكل وجمع الناس وقال لعلي بن الجهم أنشدنا شعرا. فقال علي بن الجهم قصيدة تعتبر اروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء، لو لم يكن لديه إلا هي تكفيه أن يكون اشعر الناس. فقال على بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبنا الهوى من حيث ادري ولا ادري
قوامها 56 بيت كل بيت اروع من الآخر :
وقال فيها أيضا وهو يصف المبيت مع حبيبته
وبتنا على رغم الحسود كأننا خليطان من ماء الغمامة والخمرِ
وقال فيها أيضا عندما سألته التي يحبها: هل أنت شاعر؟
فقلتُ اسأتِ الظنَّ بي، لستُ شاعرا وإن كان أحيانا يجيشُ بهِ صدري!!
وقال فيها أيضا:
فما كل من قادَ الجيادَ يسوسها ولا كل من اجرى يقالُ لهُ مجري!
وقال فيها أيضا يمدح كرم المتوكل
ومن قال أن البحر والقطرِ اشبها يَداهُ، فقد اثنى على البحرِ والقطرِ
وبعد أن إنتهى على بن الجهم من قصيدته.. اصيب الجميع بالدهشة، لا يعقل من كان يقول كالكلب وكالدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة..
فسكت الخليفة المتوكل وكأنه خائف على علي بن الجهم. فقال له الحاضرون : ما بالك يا أمير المؤمنين.
فقال: (((((إني اخشى عليه أن يذوب رقة)
وهي قصة جميلة تبين كيف كان الخلفاء يتمتعون بالحس اللغوي ويفهمون الطبائع البشرية فها هو المتوكل يفهم ان علي بن الجهم الشاعر يريد المدح ولكنه يمدح بما يعرف فيتركه ويوفر له رغد العيش ليغير من البيئة ومفرداتها لديه ثم يري النتيجة الرائعة
فهل هناك امثلة حديثة اخري ؟؟؟
علي بن الجهم وفد من البادية ، مُشبَّعًا بمشاهدها ، و يحمل بضاعتها مدح المتوكل فقال له :
أنت كالكلب في وفائك بالعهد
******** و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو .. لا عدمناك دلوا
******** من كثير العطا قليل الذنوب
فَهمَّ أحد الجلساء الأمير بتأديبه ، و لكن الأمير أدرك الأمر بفطنته ؛ فالشاعر استوحى محصوله و مخزونه اللفظي و المرئي ، فلم تسعفه الذاكرة بأكثر مما عاشه واقعا في بيئته .
أبقى الأمير على الشاعر زمنا يسيرًا ، ينعم في بحبوحة العيش ، و يتعامل من الطبيعة في أحلى معانيها و مفاتنها و يشاهد الجواري كالحوريات في غدواتهن و روحاتهن ... و تُحدِّث كتب الأدب أن هذا الشاعر نفسه رأى في روضة أريضة كالخميلة جارية تتهادى بين الشجر ، فَهَمَّ بمغازلتها ، فهددته بخنجرها ، فأمسك بيدها قائلًا :
يا مَنْ حوى ورد الرياض بخده
***** و حكى قضيب الخيزران بقده
دع عنك ذا السيف الذي جردته
***** عيناك أمضى من مضارب حده
كلُّ السيوف قواطع إن جردت
***** وحسام لحظك قاتل في غمده
إن رُمْتَ تقتلني فأنت مُخيَّرٌ
***** من ذا يُعارض سيِّدًا في عبده
فهكذا تكون النقلة ، و هكذا يكون أثر البيئة
وبعد أن تأقلم على بن الجهم على ذلك المكان دعاه المتوكل وجمع الناس وقال لعلي بن الجهم أنشدنا شعرا. فقال علي بن الجهم قصيدة تعتبر اروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء، لو لم يكن لديه إلا هي تكفيه أن يكون اشعر الناس. فقال على بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبنا الهوى من حيث ادري ولا ادري
قوامها 56 بيت كل بيت اروع من الآخر :
وقال فيها أيضا وهو يصف المبيت مع حبيبته
وبتنا على رغم الحسود كأننا خليطان من ماء الغمامة والخمرِ
وقال فيها أيضا عندما سألته التي يحبها: هل أنت شاعر؟
فقلتُ اسأتِ الظنَّ بي، لستُ شاعرا وإن كان أحيانا يجيشُ بهِ صدري!!
وقال فيها أيضا:
فما كل من قادَ الجيادَ يسوسها ولا كل من اجرى يقالُ لهُ مجري!
وقال فيها أيضا يمدح كرم المتوكل
ومن قال أن البحر والقطرِ اشبها يَداهُ، فقد اثنى على البحرِ والقطرِ
وبعد أن إنتهى على بن الجهم من قصيدته.. اصيب الجميع بالدهشة، لا يعقل من كان يقول كالكلب وكالدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة..
فسكت الخليفة المتوكل وكأنه خائف على علي بن الجهم. فقال له الحاضرون : ما بالك يا أمير المؤمنين.
فقال: (((((إني اخشى عليه أن يذوب رقة)
وهي قصة جميلة تبين كيف كان الخلفاء يتمتعون بالحس اللغوي ويفهمون الطبائع البشرية فها هو المتوكل يفهم ان علي بن الجهم الشاعر يريد المدح ولكنه يمدح بما يعرف فيتركه ويوفر له رغد العيش ليغير من البيئة ومفرداتها لديه ثم يري النتيجة الرائعة
فهل هناك امثلة حديثة اخري ؟؟؟