حبيبتي بلدي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • saaleh
    عضو منتسب
    • Mar 2007
    • 96

    حبيبتي بلدي

    يسألني الناس ،، ما أخبار سوريا ،،،،
    أحتار في الإجابة
    سؤال من كلمتين لكنه يثير الأفكار وراء الأفكار ،، تتداخل بعضها ببعض حتى تصبح بركانا يهدر في عقلي وقلبي ثم تتجمع الحمم لتخرج كالثورة التي صنعت السؤال والجواب
    أكاد أجيب ،،أتردد وأحتار ،، أي الكلمات أقول وأي المواضيع أشرح وأي الأحداث أروي وأي المشاعر أُفصِح ،،
    أتردد وتكاد تخرج الجملة ثم أقف ،،،
    كيف سوريا

    أهي بخير ؟؟

    أهي بمصيبة ما بعدها مصيبة وكارثة مزلزلة لم تُبق الأخضر ولا اليابس
    أم هي في رعاية الله وتحت عينه
    كيف سوريا
    القتل والخراب ،،،، والظالم صار كثور هائج في ليلة مظلمة ألقيت في حظيرته ملايين الأجساد البريئة وتُرك له العنان يجري ويسحق خبط الأعشى
    كيف سوريا
    في أتون يحترق فيه الصخر وينصهر فيه الحديد
    في بحر من الدم الجاري يقف على منبعه ملايين الشهداء ويصب النهر القاني في جوف مجرم لا يرتوي منه مهما فاض وازداد
    كيف سوريا
    كيف دمشق وغوطتها وكيف حمص و خالديتها وكيف حماة ونواعيرها وكيف حلب وقلعتها وكيف الدير والنهر العظيم
    كيف أنت يا بلدي وقد أدمى القلب فراقك فكيف بأنينك وبكاء سمائك وترابك وألم جبالك ووديانك وأرواح أطهر وأعظم وأعز وأكرم الناس أبنائك

    وبعد،،
    وماذا بعد الأتون واللهيب والشهادة والعذاب والألم والنحيب
    ماذا بعد المعاناة والجوع والقتل والظلم والقهر

    ماذا بعد شعب اختار العزة على طريق الشهادة والكرامة على طريق الفداء والحرية على طريق الجنة والنور رغم الظلم والظلمات

    كيف أنت يا بلدي
    ومع كل دقيقة تفضحين الكاذب وتنزعين لثام الجبان وتظهرين الخائن بعد أن بقينا وقد ارتفع الوضيع وأهين الكريم النبيل وساد السارق المجرم القاتل واستباح حقوق الأبرياء المستقيمين منذ عشرات السنين

    بلدي بخير
    الأسوار العالية لسجن كبير تهدمت مع براميل القتل التي أرادها أن تهدم البيوت والبلد
    الزبانية يتساقطون كثعابين تقطعت تحت سيوف الأبطال
    الخوف مات،، ولأول مرة في بلد نرى الخوف يموت فلم يعد له مكان بين الصغار أو الكبار ،، مات منذ انطلقت أول رصاصة غادرة يظن بها المتجبر النذل الجبان أنه يقتل بها الأحرار ولا يدري أن يكتب لهم الحياة الخالدة في الدنيا والآخرة
    وتحرر الناس واطلق أسرهم وسمعنا أصوات الحناجر المكتومة من جديد ورأينا جباها مرفوعة ،، رفعتها أرواح الشهداء الصاعدة إلى المجد والخلود

    سوريا بخير
    وكل يوم تزداد قوة وحياة
    كانت جذعاً بلا جذور أراد الطاغية له أن يكون ألعوبة تتهاوى مع أول هبة ريح
    فنبذت عنها هذا الجذع الاجوف ليبزغ برعم من الأرض له جذور في أعماقها ثم يشتد ويكبر رغم كل ما يتعرض له من أعاصير لأن البرعم الصغير قوي بجذور أصيلة من شعب أصيل وأخلاق حضارة عمرها آلاف السنين

    سوريا بخير
    وكل من يسألني عنها سأقول له إنها بخير
    حتى ولو لمحت ابتسامة ساخرة حمقاء على وجوه السائلين
    سترون بعد أشهر أو أعوام أنني على حق
    فهذا الأتون الحارق لم يفعل شيئا إلا أنه حرق الخبيث من الأقذار ليبقى الذهب الخالص فيها ،، هذا الأتون هو أرواح الشهداء وبذل الكرماء وعطاء النبلاء وأنين الأحجار والأشجار والسماء والأرض والنسيم والزهر والياسمين والورد والأطفال والنساء والرجال والطيور ،، هو البذل الكريم الذي لم يبذله أحد منذ فجر التاريخ ولا يضيع عند أكرم الأكرمين شيء
يعمل...