نحن نحتاج في هذا الزمان إلى هذا الدواء القرآني وهو الحب نُحب بعضنا وخاصة أننا علمنا جميعاً أن الدنيا إلى زوال وكلنا مسافرون كلنا قد جربنا السفر فعندما يركب واحدٌ منا القطار وبجواره أناسٌ غرباء ومعهم طعام وأراد أن يتناول الطعام ماذا يصنع؟ ألا يشاركهم في هذا الطعام لماذا ؟ لأن الأمر يقتضى ذلك فهو في سفر والكل يتعاطف في وقت السفر ويتواد ويتحابب
والدنيا كلها سفر وكلنا إلى الله مسافرون وكلنا للدنيا تاركون ونحتاج من الدنيا إلى ما يبلغنا ما نرجوه عند الله لكنا وكما قال القائل (هب أنك ملكت الدنيا بأجمعها ما الذي يكون منها في يدك عند الموت) هب أنك عندك كل خيرات الدنيا ماذا تأكل عند الطعام؟ وفي أي موضع يكون لك المنام؟ أغنى الأغنياء على كم سرير ينام؟ وكم يأكل من الطعام؟ لا يأكل إلا ما يسُدّ جوعته ولا ينام إلا على قدر ما يمدّ جسده على هذا الثرى أو على هذا التراب
فيكون الإنسان المؤمن إيمانه بالله وحبّه لإخوانه المؤمنين ورغبته في أن يفوز برضاء رب العالمين يجعله لا يفرح إلا بإخوانه ولا يسعد بالقرب إلا من جيرانه ولا يهمّه إلا صلة أرحامه لأنه يعلم أن هذا الذي حثّ عليه الدين والدنيا كلها بما فيها ومن فيها لن ينل المرء منها إلا ما قدّره له رب العالمين قال صلي الله عليه وسلم {أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها}[1]
ولذلك نحن نحتاج إلى تجديد الأحوال الإيمانية فنعود مرة ثانية ونُحبب أولادنا وبناتنا في الله وفي كتاب الله وفي رسول الله وفي المؤمنين حتى ينشأوا على الحب فإذا نشأوا على الحب فكل شيءٍ من مشاكل الدنيا ينتهي باللطف والود ولن تحدث مشكلات ولن تكون هناك معضلات فيجب أن نأدب أولادنا علـى حب النبي وحب أهل بيته وقراءة القرآن وطالبنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُربِّى الأولاد على هذا الحب
فإذا تربوا على هذا الحب فكل مشكلات تواجههم ستنتهي في لحظات ولن يحدث بينهم خلاف على الإطلاق لا يحتاجون إلى محاكم ولا إلى قضاء ولا إلى محاماة لأن كل واحد منهم يحرص دائماً وأبداً على أن يُسعد أخاه وأن يعمل بقول رسول الله ومصطفاه { لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }[2]
وعندنا غير ذلك مثل دواء المودَّة والتهادى [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] وعندنا دواء السلام {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ }[3] وعندنا دواء صلة الأرحام وعندنا دواء إتقان العمل لوجه الله وعندنا دواء الإخلاص لله في الحركات والسكنات
هذه الأدوية القرآنية هي الحلّ لكل المشاكل والمعضلات التي نحن فيها الآن لكن للأسف أهل بلدنا المسلمون نظروا إلى الغرب ولا يأتي من الغرب شيءٌ يسُرّ القلب نظروا إلى ما هم عليه من زينة الدنيا ومفاسدها ويريدون أن ينافسوهم في هذه الأمور وهذا هو الذي حذّرنا منه صلي الله عليه وسلم فقال {أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا قَبْلَكُمْ }[4]
ماذا يحصل؟ القطيعة والخلافات والمشـاكل والمعـــارك وقطع الطريق والسرقات والبلطجة كل هذا ما سببه؟ التنافس في الدنيا والمؤمن يجب أن يتنافس في عمل الآخرة وفيما يُرضي الله وفي متابعة رسول الله ومصطفاه وهذا لا يكون إلا بعد الحب في الله ولله قال صلي الله عليه وسلم {إِنَّ أَوْثَق عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ}[5]
[1] أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود والألباني
[2]الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي
[3] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه
[4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه
[5] مسند الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]
والدنيا كلها سفر وكلنا إلى الله مسافرون وكلنا للدنيا تاركون ونحتاج من الدنيا إلى ما يبلغنا ما نرجوه عند الله لكنا وكما قال القائل (هب أنك ملكت الدنيا بأجمعها ما الذي يكون منها في يدك عند الموت) هب أنك عندك كل خيرات الدنيا ماذا تأكل عند الطعام؟ وفي أي موضع يكون لك المنام؟ أغنى الأغنياء على كم سرير ينام؟ وكم يأكل من الطعام؟ لا يأكل إلا ما يسُدّ جوعته ولا ينام إلا على قدر ما يمدّ جسده على هذا الثرى أو على هذا التراب
فيكون الإنسان المؤمن إيمانه بالله وحبّه لإخوانه المؤمنين ورغبته في أن يفوز برضاء رب العالمين يجعله لا يفرح إلا بإخوانه ولا يسعد بالقرب إلا من جيرانه ولا يهمّه إلا صلة أرحامه لأنه يعلم أن هذا الذي حثّ عليه الدين والدنيا كلها بما فيها ومن فيها لن ينل المرء منها إلا ما قدّره له رب العالمين قال صلي الله عليه وسلم {أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها}[1]
ولذلك نحن نحتاج إلى تجديد الأحوال الإيمانية فنعود مرة ثانية ونُحبب أولادنا وبناتنا في الله وفي كتاب الله وفي رسول الله وفي المؤمنين حتى ينشأوا على الحب فإذا نشأوا على الحب فكل شيءٍ من مشاكل الدنيا ينتهي باللطف والود ولن تحدث مشكلات ولن تكون هناك معضلات فيجب أن نأدب أولادنا علـى حب النبي وحب أهل بيته وقراءة القرآن وطالبنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُربِّى الأولاد على هذا الحب
فإذا تربوا على هذا الحب فكل مشكلات تواجههم ستنتهي في لحظات ولن يحدث بينهم خلاف على الإطلاق لا يحتاجون إلى محاكم ولا إلى قضاء ولا إلى محاماة لأن كل واحد منهم يحرص دائماً وأبداً على أن يُسعد أخاه وأن يعمل بقول رسول الله ومصطفاه { لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }[2]
وعندنا غير ذلك مثل دواء المودَّة والتهادى [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] وعندنا دواء السلام {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ }[3] وعندنا دواء صلة الأرحام وعندنا دواء إتقان العمل لوجه الله وعندنا دواء الإخلاص لله في الحركات والسكنات
هذه الأدوية القرآنية هي الحلّ لكل المشاكل والمعضلات التي نحن فيها الآن لكن للأسف أهل بلدنا المسلمون نظروا إلى الغرب ولا يأتي من الغرب شيءٌ يسُرّ القلب نظروا إلى ما هم عليه من زينة الدنيا ومفاسدها ويريدون أن ينافسوهم في هذه الأمور وهذا هو الذي حذّرنا منه صلي الله عليه وسلم فقال {أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا قَبْلَكُمْ }[4]
ماذا يحصل؟ القطيعة والخلافات والمشـاكل والمعـــارك وقطع الطريق والسرقات والبلطجة كل هذا ما سببه؟ التنافس في الدنيا والمؤمن يجب أن يتنافس في عمل الآخرة وفيما يُرضي الله وفي متابعة رسول الله ومصطفاه وهذا لا يكون إلا بعد الحب في الله ولله قال صلي الله عليه وسلم {إِنَّ أَوْثَق عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ}[5]
[1] أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود والألباني
[2]الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي
[3] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه
[4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه
[5] مسند الإمام أحمد عن البراء بن عازب رضي الله عنه
منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]