كانت في هذا اليوم المبارك الميمون قصة الفداء فإسماعيل عندما بلغ أشده أمر الله إبراهيم خليل الرحمن أن يذبحه فأخذ بيد ابنه وقال له يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ فما كان من هذا الابن الذي ملأ الله قلبه بالإيمان إلا أن قال له {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} الصافات102
فقال له: لا تعلم أمي بهذا النبأ ونتوجه سوياً إلى حيث منى ، فقال له: يا أبت اوثقني بالحبال جيداً حتى لا تأخذني نفسي فاتحرك وألقني على وجهي حتى لا تنظر إلي فتأخذك رأفة في تنفيذ أمر الله واشحذ السكين حتى يقطع بسرعة {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} ، ثم جعل الله هذا الأمر لجميع المؤمنين إلى يوم الدين فقال عزَّ شأنه {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الصافات
فكل محسن كريم له أسوة بـ إبراهيم خليل الله ففداه الله بذبح عظيم ، ومن هنا جعل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم هذا النسك ، وجعل فيه صلى الله عليه وسلم للمسلم فضائل كثيرة فإذا ذبحه المؤمن على هدى شريعة الله بعد صلاة العيد والخطبة لقوله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فـي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّـيَ ثم نَرْجِعَ فَنَنْـحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذلكَ فقد أصابَ سُنَّتَنَا}{1}
أى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} الكوثر2
فإذا كان الذبح بعد الصلاة ، وكانت من الإبل أو البقر يشترك فيه عدد لا يزيد عن سبعة ، والخروف أو الماعز عن رجل واحد ، وشرطها أن يكون قد مرَّ عليها زمن استسمن فيه لحمها وليس فيها عيب من العيوب التي تعيب الأضحية وتجعل هذه الهدية غير مقبولة عند رب العالمين ، فلا يقبل الله الجرباء ولا العوراء ولا العمياء ولا المريضة ولا الهزيلة وإنما يقبل السليمة الصحيحة ، غفر الله لصاحب هذه الهدية
فإذا أشرك أهله معه كما قال صلى الله عليه وسلم في أضحيته {اللهم هذه عن محمد وعن آل محمد} غفر الله لأهله جميعاً معه وأهله هنا هم زوجه وولده الذي لم يتزوج ، أما الذي تزوج فأصبح له بيتاً لوحده فيجب أن يفعل هذا الصنيع عن نفسه لأن هذا دين الله وشرع الله
ثم ماذا بعد ذلك؟ يزيد فضل الله في قول حَبيب الله ومُصطفاه عندما سأله أصحابه بعدما ذبحوا ما هذه الأضاحي؟ قال صلى الله عليه وسلم: سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام فقالوا: يا رسول الله ما لنا فيها؟ قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً}{2}
ثم زاد هذا الفضل فجعلها المطايا التي نركبها على الصراط يوم الدين هذا الصراط الذي يمر على جسور جهنم ونمر عليه أجمعون وهذا ما قال في شأنه صلى الله عليه وسلم: {إِسْتَفْرِهُوا ضَحَايَاكُمْ فَإنَّهَا مَطَايَاكُمْ عَلَى الصرَاطِ}{3}
ومن هنا فقد أوجبها نبينا صلى الله عليه وسلم على الموسر والواجد سعة وقال محذراً لهم {مَنْ وَجَدَ سَعَةً لأَنْ يُضَحيَ فَلَمْ يُضَح فَلاَ يَحْضُرْ مُصَلاَّنَا}{4}
تحذيراً لهم من ترك هذه السنة
أما الفقير فلم يكلفه الله ولكن علينا أن نعمل بقول الرجل الصالح ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه حيث يقول: {إذا علمت شيئاً من البر فاعمل به ولو مرة واحدة تكتب من أهله} فعلى المسلم أن يضحي ولو مرة في حياته كلها لكي يكون له برهان على اتباعه لسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام
ثم بعد ذلك فعلينا في هذا اليوم وبقية أيام العيد حتى عصر اليوم الرابع أن نكبر لله عقب كل صلاة سواء صلينا في جماعة أو صلينا فرادى فمن حضر الجماعة كبر معها فإن لم يلحق الجماعة لتأخره في دخولها كبر بعد انتهاء الصلاة ، ومن فاتته الجماعة وصلى بمفرده عليه أن يكبر الله بصوت مسموع لا يكبر في سره ، فإن الذي يكبر في سره ويسمع نفسه ولا يسمع من حوله إنما هن النساء
وعلينا أن نأمر النساء أن يكبرن في بيوتهن عقب كل صلاة سواءاً فريضة أو نافلة ، فمن صلى ركعتي الضحى كبر بعدهما لله ، ومن صلى قيام الليل كبر بعدها لله ، وإن كانت هناك صلاة جنازة كبرنا بعدها لله ، لأن صلاة النافلة نكبر بعدها ، وهذا مذهب إمامنا الشافعي رضي الله عنه ، أما الإمام أبو حنيفة فقد أوجب التكبير بعد الفرائض ولم يوجبه بعد النوافل والسنن ، قال صلى الله عليه وسلم: {زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بالتَّكْبِيرِ}{5}
وعلينا بعد ذلك أن نتجنب ما يفعله البعض من الجلوس في البيت لتجديد الأحزان وتلقي العزاء لأن هذا ليس من دين الله في شئ ولأن هذا يوم عيد ويوم فرح نفرح فيه الفقراء والمساكين ونفرح فيه الأطفال لقوله صلى الله عليه وسلم: {للجنة باب يقال له: الفرح ، لا يدخل منه إلاَّ مفرح الصبيان}{6}
ثم بعد ذلك نصل فيه أرحامنا ونود فيه إخواننا ونجعل هذا الأمر وهو المودة والصلة عبادة هذا اليوم فأعظم أعمالنا هي إدخال البر والسرور على المسلم وصلة الأرحام وتواصل الأنام
فقال له: لا تعلم أمي بهذا النبأ ونتوجه سوياً إلى حيث منى ، فقال له: يا أبت اوثقني بالحبال جيداً حتى لا تأخذني نفسي فاتحرك وألقني على وجهي حتى لا تنظر إلي فتأخذك رأفة في تنفيذ أمر الله واشحذ السكين حتى يقطع بسرعة {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} ، ثم جعل الله هذا الأمر لجميع المؤمنين إلى يوم الدين فقال عزَّ شأنه {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الصافات
فكل محسن كريم له أسوة بـ إبراهيم خليل الله ففداه الله بذبح عظيم ، ومن هنا جعل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم هذا النسك ، وجعل فيه صلى الله عليه وسلم للمسلم فضائل كثيرة فإذا ذبحه المؤمن على هدى شريعة الله بعد صلاة العيد والخطبة لقوله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فـي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّـيَ ثم نَرْجِعَ فَنَنْـحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذلكَ فقد أصابَ سُنَّتَنَا}{1}
أى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} الكوثر2
فإذا كان الذبح بعد الصلاة ، وكانت من الإبل أو البقر يشترك فيه عدد لا يزيد عن سبعة ، والخروف أو الماعز عن رجل واحد ، وشرطها أن يكون قد مرَّ عليها زمن استسمن فيه لحمها وليس فيها عيب من العيوب التي تعيب الأضحية وتجعل هذه الهدية غير مقبولة عند رب العالمين ، فلا يقبل الله الجرباء ولا العوراء ولا العمياء ولا المريضة ولا الهزيلة وإنما يقبل السليمة الصحيحة ، غفر الله لصاحب هذه الهدية
فإذا أشرك أهله معه كما قال صلى الله عليه وسلم في أضحيته {اللهم هذه عن محمد وعن آل محمد} غفر الله لأهله جميعاً معه وأهله هنا هم زوجه وولده الذي لم يتزوج ، أما الذي تزوج فأصبح له بيتاً لوحده فيجب أن يفعل هذا الصنيع عن نفسه لأن هذا دين الله وشرع الله
ثم ماذا بعد ذلك؟ يزيد فضل الله في قول حَبيب الله ومُصطفاه عندما سأله أصحابه بعدما ذبحوا ما هذه الأضاحي؟ قال صلى الله عليه وسلم: سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام فقالوا: يا رسول الله ما لنا فيها؟ قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً}{2}
ثم زاد هذا الفضل فجعلها المطايا التي نركبها على الصراط يوم الدين هذا الصراط الذي يمر على جسور جهنم ونمر عليه أجمعون وهذا ما قال في شأنه صلى الله عليه وسلم: {إِسْتَفْرِهُوا ضَحَايَاكُمْ فَإنَّهَا مَطَايَاكُمْ عَلَى الصرَاطِ}{3}
ومن هنا فقد أوجبها نبينا صلى الله عليه وسلم على الموسر والواجد سعة وقال محذراً لهم {مَنْ وَجَدَ سَعَةً لأَنْ يُضَحيَ فَلَمْ يُضَح فَلاَ يَحْضُرْ مُصَلاَّنَا}{4}
تحذيراً لهم من ترك هذه السنة
أما الفقير فلم يكلفه الله ولكن علينا أن نعمل بقول الرجل الصالح ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه حيث يقول: {إذا علمت شيئاً من البر فاعمل به ولو مرة واحدة تكتب من أهله} فعلى المسلم أن يضحي ولو مرة في حياته كلها لكي يكون له برهان على اتباعه لسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام
ثم بعد ذلك فعلينا في هذا اليوم وبقية أيام العيد حتى عصر اليوم الرابع أن نكبر لله عقب كل صلاة سواء صلينا في جماعة أو صلينا فرادى فمن حضر الجماعة كبر معها فإن لم يلحق الجماعة لتأخره في دخولها كبر بعد انتهاء الصلاة ، ومن فاتته الجماعة وصلى بمفرده عليه أن يكبر الله بصوت مسموع لا يكبر في سره ، فإن الذي يكبر في سره ويسمع نفسه ولا يسمع من حوله إنما هن النساء
وعلينا أن نأمر النساء أن يكبرن في بيوتهن عقب كل صلاة سواءاً فريضة أو نافلة ، فمن صلى ركعتي الضحى كبر بعدهما لله ، ومن صلى قيام الليل كبر بعدها لله ، وإن كانت هناك صلاة جنازة كبرنا بعدها لله ، لأن صلاة النافلة نكبر بعدها ، وهذا مذهب إمامنا الشافعي رضي الله عنه ، أما الإمام أبو حنيفة فقد أوجب التكبير بعد الفرائض ولم يوجبه بعد النوافل والسنن ، قال صلى الله عليه وسلم: {زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بالتَّكْبِيرِ}{5}
وعلينا بعد ذلك أن نتجنب ما يفعله البعض من الجلوس في البيت لتجديد الأحزان وتلقي العزاء لأن هذا ليس من دين الله في شئ ولأن هذا يوم عيد ويوم فرح نفرح فيه الفقراء والمساكين ونفرح فيه الأطفال لقوله صلى الله عليه وسلم: {للجنة باب يقال له: الفرح ، لا يدخل منه إلاَّ مفرح الصبيان}{6}
ثم بعد ذلك نصل فيه أرحامنا ونود فيه إخواننا ونجعل هذا الأمر وهو المودة والصلة عبادة هذا اليوم فأعظم أعمالنا هي إدخال البر والسرور على المسلم وصلة الأرحام وتواصل الأنام
{1} رواه البخاري في صحيحه وابن حبان والنسائي والبيهقي عن البراء بن عازب{2} رواه ابن ماجه ، والترمذي وقال : حديث حسن غريب والحاكم في المستدرك عن عائشةَ رضَي اللَّهُ عنهَا{3} رواه السيوطي في الكبير والديلمي عن أبي هريرة {4} رواه ابن ماجة في سننه وأحمد والحاكم عن أبي هريرة {5} رواه الطبراني {6} الفردوس عن ابن عباس