تأملات في السياسىة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1864

    تأملات في السياسىة


    تأملات في السياسىة

    في الصفحات التالية سوف اكتب بعض الخواطر و التأملات عن " السياسة". و الرؤية التي سأعتمدها في طرح موضوع السياسة تقترح فهم السياسة "كمسرح"، نري ممثلين يقومون بأدوار، و معدين و مخرجين و ممولين، و جمهور علي المقاعد. و ايضا في مسرح السياسة لا يري الجمهور ولا يعرف ما يجري خلف الكواليس.

    و في تأمل المسرح السياسي يمكن أن نقسم السياسة من حيث:

    أولاً: السياسة ككلام ومقالات و كتب و أحاديث و جدالات

    ثانياً: السياسة كفعل

    ومن التقسيم يستطيع الإنسان أن يرى فى أى قسم يقع اهتمامه:

    في قسم الكلام في السياسة أو في قسم الفعل السياسى

    ( يتبع)
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1864

    #2
    الكلام السياسى

    السياسة ككلام لها مستويات:

    00- مستوى " مدرجات الكلام السياسي" ، حيث نسبة كبيرة من المهتمين بالسياسة هم من الجمهور الجالس علي كراسي المسرح السياسي يشاهد و يعلق . والناشط السياسى من الجمهور صاحب اللسان مجرد متفرج فى مدرجات السياسة الفعلية يصيح و يهلل و يشتم و يسب و يجادل.

    00- مستوى "دكاكين الكلام السياسى" ، حيث تجد ابواقاً تبيع بضائع و كلام سياسى، و تبحث عن زبائن فى عالم السياسة وتحاول جلب اتباع من مدرجات الكلام السياسى، و الدكاكين انواع.

    00- مستوى أعلى من مستوي التابعين القابعين في المدرجات ، و هم من يحاول أن يفهم الفعل السياسى الذى يتلاعب بالجالسين فى المدرجات أو يتحكم و يوجه اصحاب "دكاكين الكلام السياسى".

    ومن هذا العرض يستطيع كل إنسان أن يعرف أين هو من الكلام السياسي:

    -- مشجع في مدرج لا يعرف ما يدور خلف الكواليس، و ما يتلقاه من معلومات لا تكفي للحكم علي ما يجري في غرف اللاعبين و المدربين ولا في رأس الممولين.

    -- مجرد بائع كلام في دكان من دكاكين السياسة.

    -- مذيع يأخذ أجرا للترويج لهذا الفريق أو ذاك.

    -- صاحب دكان سياسي يبحث عن ممولين وزبائن.

    -- مفكر حقيقي يحاول أن يفهم الصورة.

    ( يتبع)

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1864

      #3

      الفعل السياسى

      و الفعل السياسى هو مربط الفرس فى إدارة الدول و أخذ القرارات فى كل البلاد، وفي الضغط عليها، وفي عمل الحركات السياسية الفاعلة علي المسرح و العاملة وراء الكواليس.

      و الفعل السياسى فى التحرك السياسي يترواح بين فعل من بيده السلطة، و عمل مؤسسات الدول، و تأثير اللوبيات وأصحاب النفوذ و الأموال، والتحالفات ، وعمل الأحزاب و جماعات الضغط الظاهرة و الخافية، و نسبة من الناشطين في الاعتراضات و المظاهرات و الاحتجاجات.


      ومن تأمل الأشكال المختلفة للفعل السياسى يمكن للإنسان أن يفهم ما يجرى على السطح، وأن يحدد دوره فى الفعل السياسي، أو يختار الكلام السياسي فقط

      ( يتبع)

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1864

        #4
        [align=center] تأملات في السياسة .....................(2)[/align]


        السياسة وكلام مدرجات السياسية: الظاهرة الصوتية

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1864

          #5

          [align=center] تأملات في السياسة .....................(2)[/align]


          السياسة وكلام مدرجات السياسة: الظاهرة الصوتية


          السياسة أفعال و كلام، ولنبدأ بالحديث عن الكلام و أنواعه. و أكثر الكلام السياسي تسمعه من الكثير الذين لا فاعلية سياسية لهم و كل ما يقومون به هو الكلام و الجدال و المدح و الذم. و هؤلاء هم جمهور مدرجات المسرح السياسى. و تجدهم بين زملاء العمل أو في الشارع و القهاوي و الاتوبيسات وموظفي الوزرات ، و مدرسين وطلاب المدارس، و طلاب و اساتذة الجامعات أو بين أفراد العائلة أو في جدلات علي وسائل التواصل الاجتماعي.


          في عالم الكلام السياسي عادة تسمع مجادلات في السياسة و آراء من الناس مبنية علي ما سمعوه أو تناقلوه دون قراءة و دون فحص، و لكن بعقل جمعي محكوم بالحب و الكراهية لفريق ضد فريق أو طائفة ضد طائفة أو حزب ضد حزب. الغالبية لا تشترك في أي فعاليات سياسية أو نشاطات مجتمعية سياسية أو لها تأثير علي أصحاب القرار السياسي. و كل ما تقوم به ضوضاء من كلام و جدالات و مجادلات مع اشباههم من غير الفاعلين.

          غالبية من يتكلم في السياسة من الناس نموذج جيد للظاهرة الصوتية. أصوات و جدالات و تحيزات دون فاعلية سياسية و دون قدرة علي تحسين المشهد السياسي لتحقيق مصالحهم. يتحركون بالعاطفة و التحزب و يفكرون بالوجدان و الانفعالات.

          مثلهم مثل مشجعين كرة القدم في المدرجات، مجرد معجبين بفريق أو لاعبين و يهتفون و يهللون لهذا أو ذاك، و يسمعون المعلقين و يكررون كلامهم، و يرفعون الرايات و يغنون، و لكن ليس لهم أي تأثير علي المدربين و تكوين الفرق و لا ميزانيات الفرق ولا مرتبات اللاعبين و لا علي الحكام و لا قواعد اللعب و لا في اختيار جداول المباريات، مجرد مشجعين مهللين يتجادلون ويشتمون ويمدحون و لكن بلا تأثير سوي الفوضي و الضجيج.

          ( يتبع)

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1864

            #6
            [align=center]تأملات في السياسة.......................(3)[/align]

            [align=center]دكاكين و بوتيكات للبضائع السياسية [/align]

            وسائل الإعلام و الصحف نماذج من دكاكين بيع الكلام السياسي. و تأمل الكلام في السياسة كما تطرحه وسائل الإعلام و الصحف، و اعرف صاحب الدكان حتي تفهم ما وراء ما يبيعه من بضائع سياسية.

            دكاكين أو بوتيكات السياسة لها أصحاب و ملاك و لها ميزانيات و عندها بضائع سياسية من آراء ووجهات نظر كلها تمثل فكر و عقيدة و مزاج صاحب و مالك الدكان أو البوتيك.

            و حتي يملك صاحب الدكان رخصة المحل لابد من هيئة أو سلطة ما تمنح له الرخصة و تسمح له بعرض بضاعته وبيعها، وعلي مالك الدكان أن يُرضي من أعطي له الرخصة سواء كان من الحكام أو الأغنياء أو الممولين.

            و لابد لصاحب الدكان أن يستأجر من ينتقي له البضائع و من يجذب له الزبائن من معدين ومذيعين و إعلانات و تبرعات. و مالك الدكان يأتي بمن يسميه علماء و محللون و خبراء و فقهاء و يطلب من معد البرنامج و المذيعين و المذيعات باستضافة هؤلاء لعرض أفكار وآراء لا تتعارض مع مصالح المالك.

            و السؤال لكل من يتابع بوتيك أو دكان من دكاكين السياسة: هل تثق في هؤلاء و مما يطرحوه؟

            في العادة غالبية الناس لا تهتم و تنقل ما تسمع و تثق بالدكان، و لكن البعض لم يعد يقرأ الكثير و الكثير جدا مما يُكتب فى السياسة علي صفحات المجلات و الصحف لأن ما تطرحه هذه الوسائل( من وجهة نظرى) لا يحمل منهجا علميا واضحا لفهم ما يجري، ولا يلتزم بأى معايير علمية فى التوثيق من مصادر المعلومات ، و لا تجد فيه معقولية التحليل و تماسك الفكر و اتساق المنطق. و عندما تنعدم الثقة فلا أمل فى أى حوار صحى وعقلى و علمى مع من يكتب فى السياسة حتى "الكُتًاب المرموقين" منهم. لقد أصبحت الكتابة فى السياسة مشبعة بالحب و الكراهية و التحيزات، وبالآراء الشخصية المنفعلة والعاطفية ، والتى لا يمكن التأكد منها ولا الوثوق بصحتها.

            و هنا يسأل الإنسان نفسه لماذا إضاعة الوقت و الجهد فى قراءات لا تفيد ولا تزيد معرفة ولا تقوى الإيمان؟

            و يسأل الإنسان العاقل نفسه...

            00- إذا أردت أن أقرأ ما هى المعايير التى التزم بها لإختيار ما أقرأ؟

            00- وما مقدار تأثير ما يُكتب فى السياسة على عقليات الناس و القراء؟

            ثم

            00- هل الكتابة فى السياسة ممكن أن تغير قرارات من بيدهم القرار؟

            ( يتبع)

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #7


              [align=center] تأملات في السياسة.......................(4)


              كُتًاب الدكاكين السياسة
              [/align]

              الصحف والمجلات و القنوات التليفزيونية و الفضائيات و مواقع كثيرة علي النت، تمثل نماذج من دكاكين و بوتيكات السياسة. بضاعتهم كلام كثير و قصص و احداث وصور و فيديوهات، و آراء و تحليلات.

              تعتمد دكاكين السياسة علي مدراء تحرير و كُتًاب، ومعدين لبرامج وأخبار، و مذيعين و مذيعات يستضيفون خبراء و فقهاء و علماء وشيوخ و أساتذة جامعات من كل المجالات. بضاعتهم كلام في كلام و آراء من هنا و هناك، و لكن غالبية متابعيهم لا يعرفون مقدار وصحة و كفاية ودقة و شمول المعلومات التي يبنون عليها الآراء، و لا صحة المنطق العقلي الذي يتلاعبون به بالمعلومات المتاحة تشويهاً و تصغيراً و تكبيراً حتي يقنعوا المتابع لهم برأي أو وجهة نظر أو فكرة.

              ومهمة دكاكين السياسة و بوتيكاتها التلاعب بعقول الغالبية التي تستمع لهم لإقناعهم برؤية و صحة و فكر صاحب وسيلة الإعلام و تحالفاته و مموليه.

              و تختلف قوة و تأثير دكاكين السياسية و معدين برامجها و مقدميها باختلاف الحجم و التمويل و الارتباط بأجهزة في الدول وخارجها و أحزاب و جماعات متعددة.

              بالنسبة لكُتًاب "الدكاكين" يقال عليهم خبراء وفقهاء و محللين و....

              و السؤال: من اعطى هؤلاء وصف " خبراء وفقهاء و محللين"؟

              وماذا قدموا للفكر و السياسة و العلم من فكر جديد غير منقول أو مكرر؟

              وماذا استفادت حياتنا الفكرية و الثقافية مما كتب هؤلاء مقارنة بما قدمه السابقون من مفكرين و سياسيين قدامي أو معاصرين من الغرب و الشرق؟

              ( يتبع)

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1864

                #8
                [align=center]
                تأملات في السياسة.......................(5)


                مفهوم السياسة و خبرات السياسة عند مشجعين المدرجات السياسة
                [/align]


                سنأخذ كمثال محدد لمشجعين المدرجات السياسية من مصر كدولة كبيرة و لها تاريخ طويل


                مفهوم السياسة و الأحزاب السياسة و الطوائف السياسة عند الشعب المصرى يحتاج مراجعة ، لأن أكثر ما يجرى فى السياسة فى عقل المصرى بشكل عام حادث..حديث..معاصر لم يألفه المصرى فى حياته السياسية و لم يشارك فيه ، ولا يهتم بالفكر السياسى إلا النخب الثقافية ...و للأنترنت تأثير( تأثيرات العولمة الثقافية )على العقل المصرى و خصوصاً من الشباب.

                و بعض الأسئلة التي توضح مفهوم السياسة و اختيار الحاكم و نظام الحكم عند مشجعين المدرجات و بعيدا عن الهتاف و التهليل لمن يحكم ، و الأدعية له.

                00- هل الشعب المصرى فى تاريخه الطويل كان له اختيار حقيقى فيمن يختار ليحكمه؟
                00- هل اختار الفراعنة و حكمهم؟
                00- هل اختار حكم البطالمة؟
                00- هل اختار حكم الخلافة الإسلامية لعدة قرون؟
                00- هل اختار حكم من استعمره؟
                00- هل اختار حكم أسرة محمد على؟
                00- هل اختار حكم جمال عبد الناصر ومن جاء بعده؟

                أم

                أن تاريخ الشعب المصرى مثل تاريخ الكثير من الشعوب تتبع الغالب المنتصر ولا تهتم بانتخاب صحيح لمن يحكم؟

                و حتي آخر انتخابات ( شفيق-مرسي) تمثل استثناءً من القاعدة فقد كانت انتخابات مقنعة في تاريخ مصر و لكن نتائجها لم تستمر بفعل تأثير من يملك القوة

                و يقال نفس الكلام علي شعوب العالم العربي

                ( يتبع)



                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1864

                  #9

                  [align=center]تأملات في السياسة.......................(6)
                  الكلام السياسي علي مستوي الفكر ودراسات العلوم السياسية[/align]

                  ما العمل لو أردنا أن نفكر باستقلال خارج تأثير مدرجات مشجعي السياسة؟

                  و كيف نفهم الصورة الظاهرة لو اردنا أن نضعها في الاطار الأوسع لكلام دكاكين و بوتيكاهات السياسة ؟

                  وكيف نستوعب المشاهد و الأحداث و نفهم الصورة و نضع كل ذلك فى إطاره الزمنى التطورى و نسيجه الثقافى الممتد؟

                  و كيف نربط الكلام السياسي بالفعل السياسي الذي نري بعض أثاره ولا نعرف الكثير من الذي يجري وراء الكواليس، ولا نعرف الكثير عن أصحاب القرار في الفعل السياسي ولا أهدافهم ولا تحالفاتهم؟

                  فهم السياسة علي هذا المستوي صعبة و تحتاج عمل صبور وجاد ونهج عقلي يعتمد علي معلومات ضرورية و كافية نبني عليها التحليل، و ايضا منطق عقلي لمعالجة المعلومات المتاحة، فلا يمكن الفهم إلا بالإعتماد على معلومات موثقة ، و الصعوبة تأتى من كثرة ما هو منشور وعدم التيقن من المصادر التى تكتب و تنقل الأحداث والقصص. أما مصادر المعلومات من قنوات فضائية فكيف نثق بما تبثه؟ ومعلومات الإنترنت فكيف نطمئن لما نقرأه؟

                  ومن المعلوم أن بعض الأجهزة مثل إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة و بعض الأجهزة المعلوماتية الأخرى لها وظيفة فى تشكيل صور الأحداث ، كما أنه من المعروف أن بعض الدول عندها اقسام تسمى disinformation departments لكي تسرب معلومات معينة مما يشوه الصورة الشاملة لما حدث في الماضي؟
                  وباختصار فالفهم المتكامل يعتمد على:

                  00- معلومات كافية و موثقة
                  00- قدرة عقلية لإستيعاب الصورة المتكاملة من المعلومات المتاحة
                  00- منطق استنباط و استقراء للمعلومات لا يعتمد منطق ارسطو ثنائى القيمة ( المطلوب منطق متعدد القيم)
                  00- معيار للتأكد من مقدار احتمالية صحة الاستنتاج

                  ولكن لا معلومات كافية دون معرفة أصحاب الفعل السياسي و آليات فعلهم؟

                  (يتبع)

                  تعليق

                  • Dr-A-K-Mazhar
                    ملاح
                    • Nov 2007
                    • 1864

                    #10
                    [align=center]تأملات في السياسة.......................(7)

                    أهمية معرفة الفاعلين السياسيين لفهم الصورة أكثر [/align]

                    (يتبع)
                    التعديل الأخير تم بواسطة Dr-A-K-Mazhar; الساعة 12-05-2017, 02:35 PM. سبب آخر: مكررة

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1864

                      #11
                      [align=center]تأملات في السياسة.......................(7)

                      أهمية معرفة الفاعلين السياسيين لفهم الصورة أكثر
                      .[/align]
                      كتبت أن السياسة كلام و أفعال، و لإدراك اقرب للواقع و الحقيقة لابد من جمع معلومات كافية عن الأفعال ومحاولة الكشف عن الفاعلين فهم من يحدد الصورة و إطارها. أما الكلام السياسي استنادا إلي أقوال منقولة من هنا وهناك، و معلومات مسربة و غير كاملة ممن بيدهم القرار، هذا النوع الصادر من مدرجات كلام السياسة فيجيده الكثير و الكثير جدا و لا نعرف مقدار صحته و علاقته بما يجري علي الأرض.

                      في المدرجات عدد كبير من المشجعين المنحازين لهذا الفريق أو ذاك، و الإعلاميون يحركون العواطف و الانفعالات ، و المحللون ودكاكين السياسة يبررون الافعال لهذا الفريق أو ذاك ، و لكن الغالبية من مشجعين و مثقفين ومفكرين بعيدة جداً عن مجال التأثير و تحريك الفرق في الملعب السياسي.

                      ولفهم الصورة لابد من البحث عن القوي المؤثرة في الملعب السياسي ، و قوانين اللعب، و عدد الفرق و امكاناتها و اهداف و مصالح اصحاب القرار فيها ، و كيف تعمل للفوز وكيف تتحرك الفرق في الملعب، ولابد من معرفة صاحب كل فريق وميزانيته للصرف المالي و شراء اللاعبين ، و اختيار مدراء الفرق ، ومهارات المدرب و خططهم للفوز. و من المهم معرفة القوي النسبية للفاعلين في الداخل و اتجاهاتهم و تحالفتهم مع قوي الخارج.

                      هنا أهمية الحصول علي معلومات كافية وموثقة من مصادر كثيرة خارجية و داخلية، و الصبر و المثابرة ووضع قطع اللغز جنبا إلي جنب ، لذلك لابد من جمع وتوفير معلومات عما يجري من وراء الكواليس و تقوم به وزارات الخارجية والاستخبارات و بذلك يمكن العمل علي كشف الفجوات و نقاط الضعف .

                      و لكن كيف نعرف عن كل هؤلاء؟


                      وبعد أن تتضح الصورة أكثر يمكن أن تتغير لو زاد عدد الفاعلين السياسيين داخليا أولاً، و التفكير في التعامل معها، و معرفة علاقتهم بالقوي المؤثرة من الخارج وطرق و أساليب تأثيرهم علي الفاعلين السياسيين في الداخل.

                      و بعد الوصول لمعلومات جزئية عن الفاعلين ، فما المنهج العملي والعلمي الذي يساعد علي تكوين الصورة بأبعاها المتعددة؟

                      ( يتبع)

                      تعليق

                      • Dr-A-K-Mazhar
                        ملاح
                        • Nov 2007
                        • 1864

                        #12


                        [align=center]تأملات في السياسة.......................(8)[/align]
                        [align=center]ما الهدف؟[/align]
                        الهدف الأساسي لهذه التأملات هو التنوير السياسي، و التوعية لفهم ما يجري علي مسرح السياسة، و محاولة اكتشاف ما يجري خلف الكواليس من افعال اللاعبين الأساسيين و الاحتياط في الملعب السياسي.علي أمل أن يدرك القارىء الأبعاد المتعددة للمشاهد السياسية و الأفعال وردودها من الفاعلين و تحالفاتهم، و ردود الأفعال المختلفة للأتباع من جهة ، وللجالسين في المدرجات من مشاهدين و متفرجين و متابعبن من جهة ثالثة. و بذلك يستطيع المتأمل أن يستوعب الصورة اكثر بأبعادها المتعددة و اختلاف العمق بين تكتيكات و استراتيجيات لمن بيده القرار وهم عدد قليل و كيف يتعاملون مع اتباعهم و حلفائهم من ناحية ، ومع شعوبهم و مصالحها من ناحية أخري.

                        وكل ما تطمح له هذه التأملات أن يحاول كل محب للسياسة ومتابع لها و يريد أن يشارك فيها أن يكون مستقلا و ليس تابعا ولا منفعلا عاطفيا و حزبيا أو طائفيا. لذلك فعليه أن يجمع معلوماته بنفسه ولا يعتمد علي مصدر واحد للمعلومات، و يوثق معلوماته و يقدر صحتها ويوثق احداثها، و يفرق بين الحالات العامة و الحالات الخاصة فلا يكبر صغير و لا يصغر كبير. و بعد ذلك يستعمل عقله ليكون رأيه بحرية فعلية دون تقليد أو عاطفة و انفعال ، ثم يقرر لنفسه هل يكون في المدرجات مشجعا أو في فاعلا في الملعب السياسي.

                        (يتبع)

                        تعليق

                        • Dr-A-K-Mazhar
                          ملاح
                          • Nov 2007
                          • 1864

                          #13


                          [align=center]تأملات في السياسة.......................(9)
                          بين الفاعل السياسي و المثقف و المفكر السياسي [/align]

                          عند المُقارنة بين الكتابات الفكريّة والثقافيّة يمكن أن نري فروقا بين من يكتب اعتمادا علي قراءات في كتب و تلخيص افكار فلسفات نظرية ، و بين من له تجربة سياسيّة عمليّة في السياسة العمليّة. على هذا الصعيد، فإنّ المتمرّسين بالسياسة العمليّة كلّهم يعتبرون كِتابات الأكاديميّين في العلوم السياسية (أو الكتّاب المستقلّين أو الأدباء والفنّانين عندما يكتبون كِتابات تحليلية سياسية) خارج مضمار الملعب. هذا يعود إلى أنّ هذه الكِتابات تنطلق من رؤية ثقافيّة للسياسة عندما تعتبر الأخيرة تطبيقاً عمليّاً لمقولات ثقافية، أو أنّ هذه الكِتابات الثقافية و الأكاديمية ميتمدة من رؤية أخلاقية للسياسة لا تفترق عن نظريّات الدراما حول الصراع بين الخير والشرّ أو الحقّ والباطل، بينما انبنت السياسة عمليّاً على أربعة في العصر الحديث: مكيافلّلي، توماس هوبز، كارل ماركس، وليام جيمس مؤسِّس المذهب البراغماتي، وهُم عملياً قاموا بالتأطير الفكريّ لماهيّة السياسة، ما كانت عليه من قبلهم وماهي عليه الآن عند اليمين واليسار العالميَّين.

                          إنّ المبادىء السياسية لا تُقاس بذاتها ولا بمضمونها أساساً، بل بالقوّة التي يتمتّع بها حامِلها الاجتماعي، وبالمصالح التي وراءها. كما أنّ الأساس ليس المقدّمات والمضامين في الأفكار بل النتائج العملية التي تنتج عنها والمصالح التي تخدمها. ومن المفيد تأمل عبارة ستالين الساخِرة التي قيلت في فبراير 1945 في مؤتمر يالطا لمّا أخبره تشرشل بأنّ دولة الفاتيكان أعلنت الحرب على هتلر:" كم دبّابة عند البابا؟". فهذا الفهم للسياسة يدلّ على أنّ العلاقات الدولية غابة من الذئاب والحقّ يُقاس بالقوّة فقط وليس بغيره.

                          من هنا نجد في كتابات المثقّفين العرب التحليلية السياسية غياباً للمعلومات الواقعية المُستخدَمة في عمليّة التحليل بالنصّ، حيث نجد محاولةً لتفسير الفكرة بالفكرة، ما يجعل النصّ بمثابة تراصف أفكار، بخلاف من يكتب في الغرب التي يجتمع يمينيّوها ويساريّوها على أنّ السياسة ليست تطبيقاً محضاً للكُتب أو لمقولاتها الثقافية، وأنّها ليست صراعاً أخلاقيّاً بين الخير والشرّ أو الحقّ والباطل.

                          و الغالب عند المثقفين العرب في التحليل السياسي، أن ما يحكم تفكيرهم هوالتفسيرُ الأخلاقيّ للسياسة، لذلك تتردّد كثيراً في تحليلهم للسياسة العبارات التالية:"ينبغي، يجب، إنّي أرى، إنّي أعتقد، كان من الواجب فعل كذا، أو "كان بالإمكان تفادي كذا…"، على الرّغم من الدرس الإيضاحي الكبير المُعاكس عن "ماهيّة السياسة" ، فضلاً عن التفسير الثقافي للسياسة، لا ينطلق من أنّ "السياسة هي مَملكة الأفعال الموضوعية"، وبالتالي فإنّ السياسة هو"إدارة المُمكنات" فقط، وفق منظورها السياسي وسعيها لتحقيق أهدافها عبر توازن القوى ومنطق القوّة ومنطق المَصالِح . ومن هنا فإنّ السياسة لا يُمكن تعلّمها في كلّيات العلوم السياسية بل في المطبخ العمليّ للأحزاب أو لمؤسّسات سلطة الدولة.

                          والفرق السابق يؤدّي إلى غربة المثقّف و تاثيره في مجال الفعل السياسي، و ليكن المثقف مؤثراً فعليه تحويل نفسه عبر الاندماج مع مجموعة عمل سياسي يتغلّب عنده "العامل السياسي" على "الثقافي"




                          ( يتبع)

                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1864

                            #14

                            [align=center]تأملات في السياسة.......................(10)


                            [align=center] اقترحات لتطوير وظائف المفكر و المثقف السياسي[/align] [/align]

                            من وظائف المثقف و المفكر السياسي المعاصرة توضيح التفرقة بين الفعل السياسي و الكلام السياسي، ومن مسئوليتهم الجديدة، في عصر سرعة انتشار و تداول المعارف و المعلومات ، مسئولية تعميق المعرفة لتوعية الناس بالفاعلين السياسيين و كيف يعملون، و بالأفكار السياسية البرجماتية عند هؤلاء، ولماذا يصعب تطبيق الأفكار السياسية الجميلة التي ينشرها الكتاب و الأدباء والفلاسفة. وكيف تؤثر وسائل الإعلام المسيسة في تصورات و عقليات الغالبية و تعيد تشكيل أفكارهم.

                            وعليهم ايضا العمل علي توعية جمهور مدرجات السياسة و إن كان مستوي التوعية المرجو لن يلقي نجاحا كبيراً، بسبب من الطبيعة البشرية للغالبية و مستوي التعليم السائد و الكسل في التأكد مما يتلقوه من معلومات و آراء و افكار سياسية ، إلا أن عدد قليل يكفي كبداية للمشجع في المدرجات ليعي دوره و انحيازاته.

                            ومن وظائف المفكر-المثقف السياسي المطلوبة الاعتراف أن هناك اختلافات و أن لكل إنسان اختياراته، ولا معني للتقليل من قيمة المخالف. و التأكيد أن الخصومة ستستمر و لكن لابد من أن تكون الخصومة شريفة ، و مقاومة الخصومات غير الشريفة.


                            ومن وظائفه الجديدة ايضا أن يرشد القارىء إلي الأفكار السياسية بصورة أكثر عمقا ،و ليس من عناوين و يفط تتكلم عن القومية و الليبرالية و العالمانية و....وعبارات عامة و ردود أفعال من مدح و سب.

                            و من وظائفه ايضا أن يبذل جهدا معرفيا و بحثيا أكبر ليعرف القوي الأساسية الفاعلة في الملعب السياسي و يرشد الناس (المهتمين بالسياسة) لها لمعرفة كيف يمكن التأثير عليها.


                            (يتبع)

                            تعليق

                            • Dr-A-K-Mazhar
                              ملاح
                              • Nov 2007
                              • 1864

                              #15

                              [align=center]تأملات في السياسة.......................(11)

                              البحث عن نموذج للفهم
                              [/align]
                              لفهم المشهد السياسى بأبعاده المتعددة و مستوياته المختلفة ( جغرفياً و تاريخياً و محلياً و قطرياً و عالمياً و أيديولوجياً مع الأخذ في الاعتبار مصالح من يحكم) علي الانسان أن يضع نموذج أولى لتوضيح ما يريده لفهم وتحليل المشاهد علي مسرح السياسة...هذا النموذج تقريبى و يمكننا أن نعمل على تطويره و تصحيحه بالحذف و الإضافة.

                              بحثا عن نموذج لتحليل المشهد السياسى

                              فى عصرنا الحالى و فى الوقت الراهن يصعب فهم السياسة و ما يجرى فى بلدان العالم بالاعتماد على البعد المحلى فقط ، أى ما يجرى داخل الدولة من صراعات و حروب ، و....مصطلحات مثل مدنى و عسكرى و إسلامى أو دينى ، وشرعى و شرعية و أمن قومى وإرهاب ، و...إلخ، لذلك علينا أن نبدأ بنموذج تقريبى يجمع اطراف المشهد فى عدة مستويات من الفهم ، و بأبعادة المتعددة داخليا و خارجيا و محلى و قطرى و دولى....و لا ننسى تأثير الأيديولوجيات المؤثرة و الثقافات المتعددة فى السلوك و الحراك و الأفعال و ردود الافعال. و كيف يمكن تحديد معني مصالح ؟ ومصالح من؟

                              و لكن ما المقصود بكلمة "نموذج"؟

                              ( يتبع)

                              تعليق

                              يعمل...