موت الغرب -- بات بوكانان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmkafas
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 437

    موت الغرب -- بات بوكانان

    <div class="smallfont"><strong>(موت الغرب)!!!The Death Of the West</strong><strong> </strong></div><hr style="color: #f2f8ff" size="1" /><!-- / icon and title --><!-- message --><div id="post_message_11887"><p align="center">The Death Of the West <br /><br /><a href="http://images.amazon.com/images/P/B0002XH6SY.01._AA240_SCLZZZZZZZ_.jpg" target="_blank"><img src="http://images.amazon.com/images/P/B0002XH6SY.01._AA240_SCLZZZZZZZ_.jpg" width="210" border="0" /></a><br /><br /><font color="#333399" size="5">☩ من الكتب القيمة التي صدرت من المطبعة الغربية في الاشهر الاخيرة كتاب «موت الغرب The Death Of the West » لبات بوكانان Pot Buchonon والكتاب مهم وخطير لسببين: لموضوعه ولكاتبه، فالموضوع مهم لانه يبحث في العوامل التي - في رأي الكاتب - ستؤدي الى انهيار الحضارة الغربية والمجتمعات الغربية وهي عوامل متصاعدة ومحسوسة وملموسة سنعرض لها بااختصار<br />والكاتب بات بوكانان هومرشح رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة سنوات 1992 و 1996 ويحتمل ان يرشح نفسه للمرة الثالثة في انتخابات الرئاسة القادمة. <br />☩ الكتاب يقع في 308 صفحات من الحجم المتوسط مقسمة على عشرة فصول ومقدمة ويبحث الكتاب في مواضيع حساسة يرى فيها المؤلف مؤشرات هامة لبداية «موت الغرب»: منها انخفاض معدلات المواليد وذوبان العائلة واندثارها كوحدة اجتماعية وعزوف النساء عن الحياة الطبيعية التقليدية مثل الزواج وانجاب الاطفال ورعايتهم. <br />وعزوف الشباب عن مؤسسة الزواج وشيوع الجنس واللواط والحماية القانونية لهذه النزعات غير السوية، يقابل هذا نمو المجتمعات في العالم الثالث وخاصة الاسلامي حجما وكيانا وهجرة العرب والمسلمين الى ديار الغرب وتشكيلهم كينونة ثقافية مغايرة للكينونة الغربية ومتحديه لها وغشيان العرب والمسلمين في ديار الغرب لمجالات الاعلام والسياسة والنقابات وممارسة دورهم بروح رسالية خاصة بعد سبتمبر اليفن.<br />☩ لقد كان بات بوكانان كبير المستشاريين Senior adviser لثلاثة رؤساء امريكان ومرشحا للرئاسة مرتين كما اسلفنا وله خمسة كتب اخرى تبحث في شؤون الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا وله رؤية خاصة وصارمة في مواضيع عديدة يحسن بالقارىء العربي ان يطلع عليها وذلك لانعكاسها على العلاقات بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والاسلامي خاصة بعد مفاعيل سبتمبر اليفن وتفريعاتها الاستراتيجية.<br />ينطلق بوكانان في كتابه من قناعة راسخة لديه بأن الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً يتجهان نحو الموت والفناء والذوبان ما لم تتم مراجعة سريعة لكثير من سياساته واوضاعه واتجاهاته وما لم ـ على ضوء المراجعة ـ يتم اتخاذ اجراءات فورية تصحيحية. اكبر خطرين يهددان الغرب عموماً يتلخصان في نقطتين: انخفاض معدلات المواليد وموجات الهجرة التي يقوم بها شعوب العالم الثالث (وبالخصوص العرب والمسلمون) الى ديار الغرب. فانخفاض معدلات المواليد في الغرب تكمن وراءه رؤية اجتماعية شائعة هناك بأن هدف الحياة هو (اللذة Pleasure) بكل اشكالها وان مؤسسة الزواج والعائلة باتت عبئا لا داع له طالما الشيوعية الجنسية هناك تلبي حاجة اللذة. لذلك يقول بوكانان سنلاحظ ان معدلات المواليد في انخفاض مستمر وان الوعاء السكاني الغربي في انكماش مستمر وهناك طبقة يسميها بوكانان (ص15) بطبقة الـ Dinks (double income no 2 kids) وهي طبقة اجتماعية آخذه في النمو والتعاظم هناك كفرت بمؤسسة العائلة والزواج ـ وبالتالي المواليد ـ وتسعى على مدى الايام لمضاعفة مداخيلها المالية ونشاطها التجاري. واصبحت المرأة الغربية ـ يؤكد بوكانان ـ مركز هذه الموجه واكسيرها بحيث اصبحت تعزز هذا الاتجاه في المجتمعات الغربية من خلال صورة (المرأة العاملة Career woman) غير المعنية بشؤون البيت والزوج والاطفال. من جهة اخرى ـ يقول بوكانان ـ هناك موجات من الهجرة الضخمة mass immigration القادمة من العالم الثالث وخاصة العربي والاسلامي للاستقرار في ديار الغرب حاملة معها انساق نموها العددي وارتفاع نسبة المواليد لديها وكينونتها الثقافية المنفصلة سيكولوجيا عن الغرب. <br />يقول بوكانان ان هذا النمو الذي تشهده الاقليات العربية والاسلامية في ديار الغرب يشكل علامة بارزة نحو موت الغرب من الداخل. الامريكي - حاليا - في رأي بوكانان منقسم على نفسه في شكل صارخ لا يشكل «الشعب» الامريكي «امة واحدة» بل «امتين» Two nations: امة فقيرة وامة ثرية ولماذا نذهب بعيدا - يقول بوكانان - فبوش رئيس الجمهورية يقول في خطاب له في 20 يناير 2001 ان الخلافات بين الامريكان انفسهم عميقة الى درجة تدفعه الى الاقتناع بانهم يتشاركون العيش في قارة وليس في وطن؟ وهذا نص ما قاله بوش: Sometimes Our differences run so deep it seems <br />ص2 «we share a continent ,but not a country» <br />سبتمبر اليفن - برغم توحيدها الظاهري للامريكان - كشفت ايضا عن انقسامات جديدة يؤكد بوكانان هذا الانقسام - الذي ظهر بعد سبتمبر - لا يقوم على اسس اقتصادية او سياسية بل يقوم على اسس ثقافية ودينية وعنصرية «اثنيه» يتفرع منها نظام مفاهيم يتعلق بالولاء Loyalty على صعيد سياسي واجتماعي، ملايين من المقيمين في الولايات المتحدة يقيمون بطريقة غير شرعية - illegal - حسب بوكانان بل يزعم بوكانان ان ثلثهم - اي الاجانب - ينطبق عليهم هذا الحكم وان ولاء هؤلاء قد يكون لدول وانظمة سياسية في حالة حرب مع الولايات المتحدة حسب بوكانان هناك تسعة ملايين نسمة من الممكن تصنيفهم على انهم illegals أي يقيمون بطريقة غير شرعية في الولايات المتحدة «ص 2» هذا الوضع الفسيفسائي mosaic في الولايات المتحدة سيؤدي في النهاية - حسب بوكانان- الى بلقنة الولايات المتحدة وما يتبع ذلك من اضطرابات داخلية عنيفة Balkanization of America ودعوات انفصالية وانهيار للاتحاد الفدرالي بين الولايات وسقوط السلطة المركزية او اضعافها بشكل مريع ويستشهد بالحالة في المملكة المتحدة «ويلز - سكوتلند - ايرلندا» وتحركات الباسك Basques في اسبانيا والحركة الكورسيكية Corsica في فرنسا والحركات الانفصالية في ايطاليا هذا ما سيحدث على الاغلب في الولايات المتحدة يقول بوكانان ان لم نتخذ بعض الاجراءات الجذرية. يقول بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ إن الغرب اليوم يموت تدريجيا، يتلاشى، يذوب ببطء، إنه فعلا يموت (the West is dying) ص .9 إن أمم وشعوب الغرب توقفت عن التناسل reproduction وتوقفت عن إنجاب الأطفال. بل إن إنجاب طفل في كثير من البلاد الأوروبية والشمال الأمريكي نذير شؤم ومدعاة للقلق وعبء اقتصادي لا يطاق. حسب بوكانان هناك سبعة عشر بلدا أوروبيا يتناقص فيها الوعاء السكاني لأن معدلات الوفيات تزيد بوتيرة أسرع من معدلات المواليد: بلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وألمانيا والمجر وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا واسبانيا وروسيا وكل هذه البلدان مسيحية سواء كاثوليكية أو بروتستانتية أو أرثوذكسية. وحدها ألبانيا ذات الأغلبية المسلمة التي يتكاثر فيها السكان بشكل طبيعي وترتفع عندهم معدلات المواليد، وهذا يصيب بوكانان بالرعب والذعر. <br />☩ مقابل هذا التناقص في سكان الغرب يلاحظ بوكانان أيضا هذه الموجات المتعاظمة من هجرة العرب والمسلمين إلى ديار الغرب mass immigration وهي موجات ـ حسب بوكانان ـ تهدد العنصر الأبيض المسيحي بالانقراض والغرق بحيث صَدَعت التايمز اللندنية (16/1/2000) بأن الأوروبيين فصيلة من الكائنات التي في طريقها إلى الانقراض (Europeans are a vanishing species) ص .11 لا بل إن بوكانان يقول انه نتيجة لهجرة العرب والمسلمين إلى الولايات المتحدة أصبحت الولايات المتحدة في كثير من مظاهرها دولة عالمثالثية Third World America وان أوروبا تسير في نفس الطريق ص .3 يدق بوكانان الجرس مرة تلو المرة فيقول ان الطاعون plague أكل في القرن الرابع عشر ثلث أوروبا، وأما الآن ـ يقول بوكانان ـ فإن الغرب ينتحر طواعية ويوميا من خلال حبّـة منع الحمل التي تقتل النطفة قبل أن تتخلق (the pill: the suicide tablet of the west) ص .26 في سنة 1960 كان العنصر الأبيض في العالم يشكل ربع سكان العالم وفي سنة 2000 أصبحوا سدس العالم وأما في سنة 2050 لن يتعدوا عُشر سكان العالم ص .12 سيناريو فعلا ينبىء بانقراض الغرب وموته. ثمة إله جديد يعبدونه في الغرب (امريكا واوروبا خصوصا) يقول بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ اسمه (الاباحية (Promiscuity هذا الإله الجديد يقول بوكانان سوف يقضي على الغرب ويصيبه في مقتل، فشيوع العلاقات الجنسية ـ خارج مؤسسة الزواج ـ وشيوع المثلية الجنسية Homosexuality ساهمت في انتشار كثير من الامراض التناسلية والاجتماعية وظهور الحاجة الملحة لمستشفيات وعيادات اختصاصية مكلفة تتفرغ لعلاج هذه الامراض وكذلك ظهرت فكرة الاجهاض Abortion وحبوب منع الحمل the Pill التي اصبحت في متناول الطلبة والطالبات في سن المراهقة. يقول بوكانان انه في حالة ان الطالبة او الطالب او غيرهما قد نسي الحبة او الـ Condom فان اقرب عيادة للاجهاض في المحلة او الحي من الممكن ان تحل الاشكال: <br />(IF you forgot to take the pill, or the contraceptive didn"t work, the local abortinist Would not fail)ص 3 . <br />يقول بوكانان (ص27) لقد اجريت في الولايات المتحدة منذ 1965 حتى الآن اربعين مليون عملية اجهاض منذ ان حكمت المحكمة الدستورية هناك بان الاجهاض (حق دستوري للمرأة الامريكية)!! ومن الواضع ان بوكانان مستاء جدا لهذا التسيب الذي يعاني منه المجتمع الغربي، اذ يعتقد ان هذا الطريق سوف يؤدي ـ في النهاية ـ الى هزيمة الغرب وانهياره شأنه شأن حضارة روما (ص 47 ـ 4<img class="inlineimg" title="Cool" alt="" src="http://www.libya-alhora.com/forum/images/smilie/icon_cool.gif" border="0" />. ويهاجم بوكانان النخبة في امريكا واوروبا Elite التي سيطرت على الاعلام والفنون والسينما والمسرح والجامعات ودور النشر وما يسميه (Valueـ shaping institutions) ص 32 (وكأنه ضمنا يشير الى اليهود اذ ان هذه النخبة هي التي تضع القاعدة الفكرية والنظرية لموجة الاباحية التي تعصف المجتمع الامريكي والاوربي، لقد ساهمت هذه الاباحية في هدم فكرة (العائلة) ومبرراتها النظرية ومسوغاتها الشرعية ولذلك فان العائلة ـ من حيث هي مؤسسة اجتماعية ـ بدأت ـ تدريجيا ـ تختفي في الغرب: <br />ص 13((Families have begun to disappear <br /><br /><br /><br /><br />الحركة النسائية الامريكية - في رأي بات بوكانان مؤلف الكتاب - من العوامل الهامة التي ادت الى تفكيك واضعاف وبلبلة المجتمع الامريكي اذ استهدفت هذه الحركة - بقيادة نانسي ليمان وهيلين سالينجر واندريا دوركن وجلوريا شتاينم وشيلا كرونن وروبن مورجان وغيرهن - الى رسم دور جديد للمرأة الامريكية خارج البيت والعائلة والزوج والاولاد وتهميش ذلك واعطاء اهمية اكبر لدورها في مجالات اخرى مثل الاحزاب والنقابات والمصانع والمؤسسات الاقتصادية وغير ذلك بحيث ادى ذلك الى انهيار الوضع العائلي التقليدي في الولايات المتحدة وضمور العائلة كمؤسسة اجتماعية تتكامل في حضانتها تربية الجيل تربية سوية ناضجة، فانتشرت بسبب ذلك الجريمة والانحراف وغير ذلك في المجتمع الامريكي وحتى الاوروبي «ص 36 - 37». <br />☩ يستعرض بوكانان بعض ادبيات وكتابات الحركة النسائية الامريكية ويشير الى مكامن الانحراف فيها والتطرف والغلو منها ما كتبته جلوريا شتاينم «يهودية» من ان فكرة الزواج لا تختلف عن فكرة البغاء والفرق فقط هو ان المرأة تتحول في حال زواجها من رجل الى بغية له طوال فترة زواجها منه marriage is prostitution ومن ذلك ما كتبته شيلا كرونن من ان حرية المرأة لا يمكن ان تتحقق في شكل كامل وصحيح الا اذا الغينا تماما فكرة الزواج ومنحنا المرأة والرجل حق الشيوعية الجنسية، تقول كرونن بالنص: <br />Freedom For women Cannot be won withovt the abolition Fmarriage <br />لا بل ان فاليري سولانيس تذهب الى ابعد من هذا اذ تقول بان المرأة تستطيع - فنيا technically ان تستغني عن الرجل في الاشباع الجنسي وحتى في انجاب الاطفال لا بل انجاب البنات فقط ولذلك اسست جمعية مشهرة وقانونية اسمتها «جمعية الاستغناء عن الرجل Society For Cutting up men وكتبت في تقدمتها لهذه الجمعية ان «الرجال خطأ بيولوجي يجب ان تصححه المرأة ان الذكور حولوا العالم الى - عفوا - «كومة من الخراء». <br />«The male has made the world a shitpile» <br />«ص 40» يقول بوكانان ان هذه المفاهيم التي نشطت الحركة النسائية الامريكية في نشرها كانت سببا رئيسيا في انهيار النظام القيمي في المجتمع الامريكي. <br />حسب بات بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ فإن انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة (ص43) The Collapse of the moral order جعل الكثير من الانحرافات الخلقية والسلوكية امراً مقبولاً بين عموم الناس هناك. <br />فالمثلية الجنسية homosexuality والسحاقية بين النساء Lesbianism والزنى adultery صارت اموراً مألوفة وعادية وجزءا من اليوميـات الامريكـية. وصـارت لهذه الفئات (المخنـثين والنـساء السحاقيات) مقرات وجمعيات ونشرات وكراسات تدعو الجمهور الامريكي ـ تحت مظلة حرية الرأي والتعبير عنه ـ الى ممارسة المثـليـة الجنـسيـة (اللواط) والسحاقـية بين النسـاء وصارت هذه الفئات تطبع كتبا ومجلات واشرطة وكشاكيل عضويـة بالعنـاوين والهـواتف. يقـول بوكانان ـ بحيث باتـت هـذه الفئات تعتبــر عملـها شبيها بالعمل الحـزبي اذ لها مرشحوها في الانتخـابات المحلية والفدرالية. <br />ليس هذا فحسب بل ان البيت الابيض نفسه اصبح منشغلاً في هذا الامر اذ عيّن ملحقاً خاصاً وجهازاً وظيفياً خاصاً لاسترضاء هذه الفئات التي تتنامى مع الوقت في الولايات المتحدة وتكثر. وكان لمجيء بيل كلينتون وزوجته هيلاري الى البيت الابيض دفعة قوية في تشجيع هذه الفئات اذ كان كلينتون وزوجته حريصين على مشاركة هذه الفئات في مسيراتها ومظاهراتها واحتفالاتها (ص45) وصار من حق هذه الفئات غشيان الجيش والقضاء واصبح بعضهم سفراء للولايات المتحدة في الخارج ـ مثال ـ جيمس هورمل سفير الولايات المتحدة في لوكسمبورج (ص45) يقول بوكانان ان الاباحية المتفشية rampant promiscuity في المجتمع الامريكي فجرت المطبوعات الاباحية والافلام والسينما الاباحية ومع انتشار صورة المرأة المتعرية تآكل الاحترام العام للمرأة وتآكل احترام المرأة لقيمتها وذاتها وصار هؤلاء الرجال الذين يكثرون الحديث عن حقوق المرأة الاجتماعية والسياسية هم اكثر من يعبث بالنساء وفي النهاية يلقون بهن على قارعة الطريق (ص44) They toss them away like kleenex حسب تعبيره. <br /><br />حسب بات بوكانان ـ مؤلف الكتاب ـ فإن انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة (ص43) The Collapse of the moral order جعل الكثير من الانحرافات الخلقية والسلوكية امراً مقبولاً بين عموم الناس هناك. <br />فالمثلية الجنسية homosexuality والسحاقية بين النساء Lesbianism والزنى adultery صارت اموراً مألوفة وعادية وجزءا من اليوميـات الامريكـية. وصـارت لهذه الفئات (المخنـثين والنـساء السحاقيات) مقرات وجمعيات ونشرات وكراسات تدعو الجمهور الامريكي ـ تحت مظلة حرية الرأي والتعبير عنه ـ الى ممارسة المثـليـة الجنـسيـة (اللواط) والسحاقـية بين النسـاء وصارت هذه الفئات تطبع كتبا ومجلات واشرطة وكشاكيل عضويـة بالعنـاوين والهـواتف. يقـول بوكانان ـ بحيث باتـت هـذه الفئات تعتبــر عملـها شبيها بالعمل الحـزبي اذ لها مرشحوها في الانتخـابات المحلية والفدرالية. <br />ليس هذا فحسب بل ان البيت الابيض نفسه اصبح منشغلاً في هذا الامر اذ عيّن ملحقاً خاصاً وجهازاً وظيفياً خاصاً لاسترضاء هذه الفئات التي تتنامى مع الوقت في الولايات المتحدة وتكثر. وكان لمجيء بيل كلينتون وزوجته هيلاري الى البيت الابيض دفعة قوية في تشجيع هذه الفئات اذ كان كلينتون وزوجته حريصين على مشاركة هذه الفئات في مسيراتها ومظاهراتها واحتفالاتها (ص45) وصار من حق هذه الفئات غشيان الجيش والقضاء واصبح بعضهم سفراء للولايات المتحدة في الخارج ـ مثال ـ جيمس هورمل سفير الولايات المتحدة في لوكسمبورج (ص45) يقول بوكانان ان الاباحية المتفشية rampant promiscuity في المجتمع الامريكي فجرت المطبوعات الاباحية والافلام والسينما الاباحية ومع انتشار صورة المرأة المتعرية تآكل الاحترام العام للمرأة وتآكل احترام المرأة لقيمتها وذاتها وصار هؤلاء الرجال الذين يكثرون الحديث عن حقوق المرأة الاجتماعية والسياسية هم اكثر من يعبث بالنساء وفي النهاية يلقون بهن على قارعة الطريق (ص44) They toss them away like kleenex حسب تعبيره. <br />¾ بالرغم من اعترافه بان النظام القيمي moral order في الولايات المتحدة قد انهار وتفشت كل اشكال الانحرافات الخلقية والسلوكية وتفريعاتها السياسية والاجتماعية، بالرغم من ذلك- يفصح بات بوكانان عن عنصرية مقيمة في تفكيره عندما يزعم ان الميراث الامريكي والثقافة الامريكية تظل متفوقة على باقي الثقافات في انحاد العالم «ص59» America,s heritage and culture are superior to other foreign or historic cultures ليس هذا فحسب بل يصر بوكانان انه ينبغي مراجعة النظام التعليمي في الولايات المتحدة على ضوء هذه الفكرة وتدريس الطلبة في مدارس وجامعات الولايات المتحدة كل ما يمكن ان يعزز تفوق Superiority الثقافة الامريكية ودونية inferiority الثقافات الاخرى في العالم لذلك يقول بوكانان - مؤيدا هذه الفكرة - ان الولايات المتحدة فوق جميع العالم وان الطلبة يجب ان يدرسوا ذلك الامر طوال الوقت: the should be taught that America is unquestionably superior كيف تحافظ ايه قوة في الارض على تفوقها وقد انهار نظامها القيمي باعتراف بوكانان؟ <br />¾ يطرح بوكانان هذه الفكرة الخطيرة - فكرة تفوق الثقافة الامريكية على جميع الثقافات في العالم - دون ان يضع حسابا لردود الافعال - ليس في العالم الثالث فقط بل في المجال الاوروبي الذي يكتنز ويعج بالمفكرين الذين لا يحملون كثيرا من الاحترام للثقافة الامريكية، لا بل ان هناك نوادي ثقافية في لندن وباريس وبرلين وروما وغيرها من المدن الاوروبية والمشتغلة بعالم الثقافة جعلت مهمتها الرئيسة ومحاضراتها ونشراتها ومطبوعاتها هي صد الرياح الامريكية الثقافية لما تمثله من ارتباط عضوي بقيم منفكة عن هموم شعوب وثقافات العالم ومرتبطة بقيم السوق الامريكية والاقتصاد الامريكي والنزوع الى الهيمنة والاستحواذ والاستغلال لمقدرات العالم وشعوبه وشذوذ الولايات المتحدة وامتناعها عن التوقيع والالتزام بكثير من الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالطاقة النووية والبيئة «اتفاق كيوتو» واعتماد الولايات المتحدة المبالغ فيه على ترسانتها العسكرية في تنفيذ سياستها الخارجية وضعف ذراعها السياسي والدبلوماسي اذا ما قورنت بالدول الاوروبية والغربية. <br /><br />من علامات انهيار النظام القيمي في الولايات المتحدة وهو ما أشار اليه بوكانان في كتابه الثمين (ص 43) انغماس أصحاب القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الامريكية والكونجرس ومجلس الأمن القومي في التجارة واللهاث وراء الدولار. فهذا تشيني نائب الرئيس الامريكي الاكثر تشددا في الادارة الامريكية تجاه العراق بدأت اوراقه تتكشف في الصحافة الغربية. فقد نشرت الاندبندنت اللندنية في 15/9/2002 مقالة لأندرو جامبل بعنوان: <br />«Fortunes of war await Bush's circle» يؤكد فيه جامبل ان تشيني كان حريصا بعد انتهاء الحرب 1991 (وقد كان خلال الحرب وزيرا للدفاع في حكومة بوش الأب) الاستفادة من تجربته مع العراق في تكديس ثروته من خير العراق. لقد ترك العمل الحكومي وترأس شركة هاليبرتون Halliburton النفطية ومقرها تكساس. وعندما عقدت الأمم المتحدة 1998 اتفاقية النفط مقابل الغذاء مع الحكومة العراقية كان تشيني يتزاحم مع غيره من الامريكان لكي تظفر شركته بعقد من الحكومة العراقية لتحديث المنشآت النفطية العراقية التي قصفتها الطائرات الامريكية خلال حرب .1991 ولقد ظفرت شركته وقتها بعقدين قيمتهما 24 مليون دولار مع الحكومة العراقية، وتمكنت شركته ايضا من جني 36 مليون دولار في آب 2000 من أعمالها في العراق. ويتوقع جامبل ـ صاحب مقالة الاندبندنت ـ اذا قامت الحرب الامريكية ضد العراق ان يبادر الطيران الامريكي لقصف المنشآت النفطية العراقية مرة أخرى لكي تعود شركة تشيني بعد توقف الحرب للظفر بعقود جديدة لتحديث المنشآت النفطية العراقية مرة اخرى وسحب ملايين الدولارات لجيبه الخاص ويتوقع جامبل هذه المرة شركاء آخرين لتشيني في الادارة الامريكية. اما رمسفيلد وزير الدفاع الحالي فقد كان يتباهى بعلاقته الحميمة بالقيادة العراقية في الكونجرس والصحافة الامريكية 1983 كمؤهل لترشحه للرئاسة الامريكية. لقد كان رمسفيلد في بغداد 1983 يوم اعلنت الامم المتحدة ان العراق استخدم الاسلحة الكيماوية ضد ايران ولم ينبس وقتها بأي تصريح حول هذا الامر. ويشير جامبل ان عددا كبيرا من المحيطين ببوش الابن هم من المشتغلين بالتجارة النفطية oilmen. كذلك لرمسفيلد علاقات قوية ـ تجارية وشخصية ـ مع فرانك كارلوتشي الذي يرأس مجموعة كارلايل carlyle Group للصناعات العسكرية. والتي تزود وزارة الدفاع بكثير من المشتريات العسكرية.<br />ارشيف جريدة الوطن الكويتية<br /></font></p></div><!-- / message --><p class="MsoNormal" style="margin: 0in 0in 0pt"><span style="font-size: 22pt"><p> </p></span></p><p class="MsoNormal" style="margin: 0in 0in 0pt"><span style="font-size: 22pt">http://www.libya-alhora.com/forum/showthread.php?t=4394<p></p></span></p><br />
يعمل...