<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html;charset=windows-1256">
<!DOCTYPE HTML PUBLIC "-//W3C//DTD HTML 4.0 Transitional//EN">
<HTML><HEAD>
<META http-equiv=Content-Type content="text/html; charset=windows-1256">
<META content="MSHTML 6.00.2900.2180" name=GENERATOR>
<STYLE></STYLE>
</HEAD>
<BODY dir=rtl bgColor=#ffffff>
<DIV><FONT face=Arial size=2>السلام عليكم</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2>بالنظر إلى موضوع الاحتلال الذي طرح <A
href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?post_id=7843#forumpost7843">هنا</A></FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2>رأيت أن أدرج موضوعا حول هذه المقالة التي وردت من
صديق منذ أيام</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial color=#c0c0c0 size=2>كبداية لمناقشة الموضوع</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV>
<HR>
<BR><STRONG>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني:</STRONG>
<BR><BR><FONT color=#0000ff>4 كانون الأول / ديسمبر 2006</FONT><BR><BR><BR><FONT
color=#ff0000>كيف يحدث ان العالم منشغل باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله
بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في السلسلة <BR><BR>(إن المقال الذي نشر في
صحيفة معاريف يعبر آراء كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن
مضمونه)<BR><BR>المقال الأول في السلسلة , الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت
العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت
العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر
ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب – الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة.
الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر
حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي
يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة
والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى الفلسطينيين منهم بشكل خاص.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br><br>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. \n<br><br>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. \n<br><br>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. \n<br> <br> <br> العالم مليء باللاجئين <br> <br>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد. \n<br><br>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. \n<br><br>فالعالم مليء بمجتمعات كاملة اضطرت الى مغادرة دولة او مقاطعة والانتقال الى مكان آخر. واذا طبقنا عليهم التعريفات التي خصصت للفلسطينيين, سواء بتعريفهم كلاجئين, او بالنظرة الدولية اليهم, او بالمنظمات التي لا تحصى التي تعمل من اجل الدفاع عنهم – تنتظرنا حرب عالمية يختلط فيها الحابل بالنابل. ملايين الهندوس سيضطرون للعودة الى الباكستان. عشرات ملايين المسلمين سيعادون الى الهند. ودول البلقان ستضطر الى المرور بهجرة شعوب هائلة, تؤدي الى خلط جديد للمجموعات السكانية, وكذلك الى اعادة اشعال عدد لا حصر له من النزاعات. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR><BR>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت
تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير
حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس,
يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا
من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها
أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم
القومي. <BR><BR>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي
قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل
قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة
بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. <BR><BR>واذا لم
تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن
مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه
مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير
من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة
للحدود. <BR> <BR> <BR> ال عالم مليء
باللاجئين <BR> <BR>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين
الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او
عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع
القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية
دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع
فيما بعد. <BR><BR>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد
آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في
أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة
التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. <BR><BR>فالعالم مليء بمجتمعات
كاملة اضطرت الى مغادرة دولة او مقاطعة والانتقال الى مكان آخر. واذا طبقنا عليهم
التعريفات التي خصصت للفلسطينيين, سواء بتعريفهم كلاجئين, او بالنظرة الدولية
اليهم, او بالمنظمات التي لا تحصى التي تعمل من اجل الدفاع عنهم – تنتظرنا حرب
عالمية يختلط فيها الحابل بالنابل. ملايين الهندوس سيضطرون للعودة الى الباكستان.
عشرات ملايين المسلمين سيعادون الى الهند. ودول البلقان ستضطر الى المرور بهجرة
شعوب هائلة, تؤدي الى خلط جديد للمجموعات السكانية, وكذلك الى اعادة اشعال عدد لا
حصر له من النزاعات.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>صحيح انه لا تخطر ببال أحد فكرة كهذه. وصحيح ان أحدا لا يفكر بوجوب عودة المسلمين الى اليونان او بلغاريا, او عودة المسيحيين الى تركيا, او عودة الألمان الى تشيكيا, والقائمة طويلة. لاننا اذا طبقنا "حق العودة" هذا, ستنهار وتتفكك الكثير من الدول, وتدخل في عهد طويل من الحمامات الدموية المتواصلة. \n<br> <br> <br> <br> "حق العودة هو الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل"<br> <br>لحسن حظنا, العالم الحالي هو عالم عاقل. وهو لا يطالب بفرض هذا الحمام الدموي العالمي, الذي سيؤدي الى تفكيك وانهيار دول. العالم عاقل – الى حين يصل الى قضية الفلسطينيين. عندها, يصبح العالم مجنونا. الأسود يصبح في نظره أبيض والأبيض يصبح أسود. وكل ما يصح بالنسبة لكل نزاع آخر في العالم- لا يصح ولا يجوز عند وصول الأمر الى وطن اليهود الصغير. \n<br><br>فجأة, فان ما يصح بالنسبة لبغاريا وتركيا واليونان وتشيكيا والهند والباكستان ولعشرات الدول الاخرى – لا يصح بالنسبة لإسرائيل. وهي مطالَبة بتطبيق معايير اخرى. في الاتجاه المعاكس. هنا ايضا, تنشغل جوقة من المنظمات الدولية بأمر واحد فقط: بدعاية في أرجاء العالم تهول من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتعمل على تكريسها. \n<br><br>الاتجاه لدى هيئات كثيرة اخرى واضح أكثر: أن تفرض على إسرائيل, على إسرائيل وحدها, نوعا من الحلول, اسمه "حق العودة", رغم انه من الواضح تماما انه سيؤدي الى اشعال حريق هائل. هناك من يؤيد هذا الحل بدافع الجهل والسذاجة. لكن هناك كثيرون يؤيدون هذا الحل لان هدفهم ليس التوصل الى تسوية او حل. بل هدفهم بالواقع هو اشعال الحريق, او كما قال صخر حبش, أحد مستشاري عرفات: " حق العودة هو الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل". \n<br><br>لن نتناول في هذا المقال أكبر هجرة شعوب في التاريخ. كما لن نطالب العرب الذين قاموا بغزو آسيا, أفريقية وأوروبا بالعودة الى مسقط رأسهم. ولن نطالب محتلي القارة الأمريكية البيض بالعودة الى أوروبا, رغم انهم لم يحتلوا ويغتصبوا أرضا ليست أرضهم فحسب, بل ارتكبوا خلال هذه الأعمال جرائم ضد الإنسانية. \n<br><br>لا نتطرق في هذا المقال إلا إلى عمليات التبادل السكاني التي نفذت منذ بداية القرن ال – 20. ولن نتناولها جميعها, لان المجال لا يتسع لذلك, بل سنتناول تلك الأعمال التي تنطوي على أوجه تشابه معينة مع التبادل السكاني الذي جرى بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. وهي عمليات تبادل سكاني اشتملت على كل شي: طرد وهروب وانتقال عن طيب خاطر ايضا, ومن كلا الجانبين. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>صحيح انه لا تخطر ببال أحد فكرة كهذه. وصحيح ان أحدا لا يفكر بوجوب عودة
المسلمين الى اليونان او بلغاريا, او عودة المسيحيين الى تركيا, او عودة الألمان
الى تشيكيا, والقائمة طويلة. لاننا اذا طبقنا "حق العودة" هذا, ستنهار وتتفكك
الكثير من الدول, وتدخل في عهد طويل من الحمامات الدموية المتواصلة.
<BR> <BR> <BR> <BR> "حق العودة هو
الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل"<BR> <BR>لحسن حظنا, العالم الحالي هو
عالم عاقل. وهو لا يطالب بفرض هذا الحمام الدموي العالمي, الذي سيؤدي الى تفكيك
وانهيار دول. العالم عاقل – الى حين يصل الى قضية الفلسطينيين. عندها, يصبح العالم
مجنونا. الأسود يصبح في نظره أبيض والأبيض يصبح أسود. وكل ما يصح بالنسبة لكل نزاع
آخر في العالم- لا يصح ولا يجوز عند وصول الأمر الى وطن اليهود الصغير.
<BR><BR>فجأة, فان ما يصح بالنسبة لبغاريا وتركيا واليونان وتشيكيا والهند
والباكستان ولعشرات الدول الاخرى – لا يصح بالنسبة لإسرائيل. وهي مطالَبة بتطبيق
معايير اخرى. في الاتجاه المعاكس. هنا ايضا, تنشغل جوقة من المنظمات الدولية
بأمر واحد فقط: بدعاية في أرجاء العالم تهول من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتعمل
على تكريسها. <BR><BR>الاتجاه لدى هيئات كثيرة اخرى واضح أكثر: أن تفرض على
إسرائيل, على إسرائيل وحدها, نوعا من الحلول, اسمه "حق العودة", رغم انه من الواضح
تماما انه سيؤدي الى اشعال حريق هائل. هناك من يؤيد هذا الحل بدافع الجهل والسذاجة.
لكن هناك كثيرون يؤيدون هذا الحل لان هدفهم ليس التوصل الى تسوية او حل. بل هدفهم
بالواقع هو اشعال الحريق, او كما قال صخر حبش, أحد مستشاري عرفات: " حق العودة هو
الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل". <BR><BR>لن نتناول في هذا المقال أكبر هجرة
شعوب في التاريخ. كما لن نطالب العرب الذين قاموا بغزو آسيا, أفريقية وأوروبا
بالعودة الى مسقط رأسهم. ولن نطالب محتلي القارة الأمريكية البيض بالعودة الى
أوروبا, رغم انهم لم يحتلوا ويغتصبوا أرضا ليست أرضهم فحسب, بل ارتكبوا خلال هذه
الأعمال جرائم ضد الإنسانية. <BR><BR>لا نتطرق في هذا المقال إلا إلى
عمليات التبادل السكاني التي نفذت منذ بداية القرن ال – 20. ولن نتناولها جميعها,
لان المجال لا يتسع لذلك, بل سنتناول تلك الأعمال التي تنطوي على أوجه تشابه معينة
مع التبادل السكاني الذي جرى بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. وهي عمليات
تبادل سكاني اشتملت على كل شي: طرد وهروب وانتقال عن طيب خاطر ايضا, ومن كلا
الجانبين.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br> <br>هدف اونروا : تكريس واقع اللاجئين الفلسطينيين <br> <br>نحو 600 الى 800 ألف عربي غادروا إسرائيل الى الدول المجاورة. عدد مشابه من اليهود غادر الدول العربية وقدم الى إسرائيل. هذا الامر حصل كجزء من عملية عالمية – عشرات الحالات من التبادل السكاني تمت على خلفية اقامة دول قومية – دول ذات مميزات عرقية او دينية. عشرات ملايين الاشخاص شاركوا في هذه التحركات السكانية. ان أحدا من عشرات ملايين هؤلاء الأشخاص لم يبق لاجئا. يقينا ليس الذين قدموا الى إسرائيل. هذا اللقب محفوظ فقط, للاجئين الفلسطينيين وحدهم ووحدهم فقط. \n<br><br>الأخلاقيات المزدوجة تبدأ , ولا تنتهي, بحقيقة وجود منظمتين تعالجان مشكلة اللاجئين. الأولى تعالج مشكلة جميع لاجئي العالم, وهي -United Nations High Commission for Refugees UNHCR, والثانية معروفة لدينا باسم اونروا: United Nations Relief and Works Agency-UNRWA, وهي لا تعالج إلا مشكلة الفلسطينيين وحدهم, وذلك بموجب قرار خاص صادق عن الأمم المتحدة. \n<br><br>وفي حين ان هدف المنظمة العامة هو مساعدة اللاجئين على بدء حياة جديدة, وانهاء وضعيتهم كلاجئين, فان هدف اونروا هو عكس ذلك تماما: هدفها هو تكريس حالة اللجوء. رغم ان عشرات ملايين اللاجئين لم يعودوا لاجئين بعد بفضل برامج مساعدة الأمم المتحدة. لكن ما من لاجيء فلسطيني واحد قد فقد هذا التعريف. بالعكس, عدد اللاجئين الفلسطينيين آخذ بالتزايد من عام الى عام. \n<br> <br> <br>بسبب تعريف الأمم المتحدة, عدد اللاجئين يزداد باستمرار <br> <br>هناك فارق ايضا في تعريف مصطلح "لاجيء". عند الحديث عن الفلسطينيين, المقصود هو "الأشخاص الذي كان مكان سكنهم العادي فلسطين بين حزيران/يونيو 1946 وايار/مايو 1948". الطامة تكمن بان من وصل الى فلسطين كمهاجر عمل في بداية 1946, تم تعريفه تلقائيا كلاجيء فلسطيني, حتى لو كان الحديث عن مصري او سوري او أردني او لبناني . فالمكوث مدة عامين في فلسطين يمنح المرء الحق بأن يدرج اسمه على قائمة اللاجئين الذين تعالجهم أونروا الى أبد الدهر. \n<br><br>ليس الحال هكذا بالنسبة للاجيء العادي, الذي عليه اثبات شروط متراكمة, لكي يحظى بمساعدة UNHCR. وهذا ليس كل شيء. بموجب التعريف العام للأمم المتحدة , وهو تعريف يسري على الجميع, من تأقلم في دولة أخرى, وأصبح مواطنا فاعلا بها, لم يعد يعتبر لاجئا. يوجد في الأردن مئات آلاف الفلسطينيين. وقد حصلوا على المواطنة . حتى ان هناك فلسطينيين يشغلون مناصب وزارية في حكومة لبنان. لكن حسب تعريف الأمم المتحدة المستهجن, هؤلاء الأشخاص ما زالوا لاجئين. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR> <BR>هدف اونروا : تكريس واقع اللاجئين
الفلسطينيين <BR> <BR>نحو 600 الى 800 ألف عربي غادروا إسرائيل الى
الدول المجاورة. عدد مشابه من اليهود غادر الدول العربية وقدم الى إسرائيل. هذا
الامر حصل كجزء من عملية عالمية – عشرات الحالات من التبادل السكاني تمت على خلفية
اقامة دول قومية – دول ذات مميزات عرقية او دينية. عشرات ملايين الاشخاص شاركوا في
هذه التحركات السكانية. ان أحدا من عشرات ملايين هؤلاء الأشخاص لم يبق لاجئا. يقينا
ليس الذين قدموا الى إسرائيل. هذا اللقب محفوظ فقط, للاجئين الفلسطينيين وحدهم
ووحدهم فقط. <BR><BR>الأخلاقيات المزدوجة تبدأ , ولا تنتهي, بحقيقة وجود منظمتين
تعالجان مشكلة اللاجئين. الأولى تعالج مشكلة جميع لاجئي العالم, وهي -United
Nations High Commission for Refugees UNHCR, والثانية معروفة لدينا باسم اونروا:
United Nations Relief and Works Agency-UNRWA, وهي لا تعالج إلا مشكلة الفلسطينيين
وحدهم, وذلك بموجب قرار خاص صادق عن الأمم المتحدة. <BR><BR>وفي حين ان هدف المنظمة
العامة هو مساعدة اللاجئين على بدء حياة جديدة, وانهاء وضعيتهم كلاجئين, فان هدف
اونروا هو عكس ذلك تماما: هدفها هو تكريس حالة اللجوء. رغم ان عشرات ملايين
اللاجئين لم يعودوا لاجئين بعد بفضل برامج مساعدة الأمم المتحدة. لكن ما من لاجيء
فلسطيني واحد قد فقد هذا التعريف. بالعكس, عدد اللاجئين الفلسطينيين آخذ بالتزايد
من عام الى عام. <BR> <BR> <BR>بسبب تعريف الأمم المتحدة, عدد
اللاجئين يزداد باستمرار <BR> <BR>هناك فارق ايضا في تعريف مصطلح
"لاجيء". عند الحديث عن الفلسطينيين, المقصود هو "الأشخاص الذي كان مكان سكنهم
العادي فلسطين بين حزيران/يونيو 1946 وايار/مايو 1948". الطامة تكمن بان من وصل الى
فلسطين كمهاجر عمل في بداية 1946, تم تعريفه تلقائيا كلاجيء فلسطيني, حتى لو كان
الحديث عن مصري او سوري او أردني او لبناني . فالمكوث مدة عامين في فلسطين يمنح
المرء الحق بأن يدرج اسمه على قائمة اللاجئين الذين تعالجهم أونروا الى أبد الدهر.
<BR><BR>ليس الحال هكذا بالنسبة للاجيء العادي, الذي عليه اثبات شروط متراكمة, لكي
يحظى بمساعدة UNHCR. وهذا ليس كل شيء. بموجب التعريف العام للأمم المتحدة ,
وهو تعريف يسري على الجميع, من تأقلم في دولة أخرى, وأصبح مواطنا فاعلا بها, لم يعد
يعتبر لاجئا. يوجد في الأردن مئات آلاف الفلسطينيين. وقد حصلوا على المواطنة
. حتى ان هناك فلسطينيين يشغلون مناصب وزارية في حكومة لبنان. لكن حسب تعريف الأمم
المتحدة المستهجن, هؤلاء الأشخاص ما زالوا لاجئين.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>وهناك فارق آخر هام ومبدئي. في صفوف اللاجئين العاديين, الشخص وحده يعتبر لاجئا. ليس أفراد أسرته, ويقينا ليست الأجيال القادمة. اما لدى الفلسطينيين فالوضع عكس ذلك تماما. فاللجوء يصبح أمرا وراثيا. قضية تتوارثها الأجيال. حتى لو ان أبناء اللاجيء وأبناء أبنائه لم يروا فلسطين قط. وحتى لو كانوا أثرياء مثل بيل غيتس- فانهم ما زالوا لاجئين. \n<br><br>هكذا, وبرعاية الأمم المتحدة, تحظى "مشكلة اللاجئين" بالتكريس. تعريفها هو الاخر مختلف. وكذلك تكريس حالة اللجوء. وهكذا يزداد عدد اللاجئين من عام الى عام. وهكذا يتكون مسخ, هدفه واحد ووحيد: خلق مشكلة تحول دون حل النزاع. \n<br><br><br> <br> <br>بموازاة النزاع الاقليمي 10,000,000 شخص طردوا في البلقان <br> <br> <br>بموجب كل معيار دولي من نفس السنوات, فان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" قد انتهت في اللحظة التي بدأت: فعدد الفلسطينيين الذين تركوا إسرائيل يشبه او يقارب عدد اليهود الذين قدموا من الدول العربية الى إسرائيل. وإسرائيل لم تكن المكان الوحيد الذي حصل فيه تبادل سكاني في أعقاب صراع ديني او قومي. في كل مكان آخر في العالم, كانت القصة ستنتهي بذلك. لكن ليس هنا. فهنا تعمل الأخلاقيات المزدوجة. ولكي نفهم كم ان الحديث هو عن لعبة سياسية, تاريخية وقومية, فيما يلي استعراض لعمليات نقل وتبادل سكاني. \n<br><br>كانت بلاد البلقان أكبر مركز لعمليات التبادل السكاني, الطرد, الترحيل والهروب الجماعي في أعقاب حروب استغرقت طوال المائة سنة الأخيرة, ابتداء بحرب البلقان الأولى عام 1912, وانتهاء بحرب كوسوفو الأخيرة عام 1999- التي هي الأخرى لم تضع حدا للتحركات السكانية. عدد الأشخاص الذين شاركوا في التحركات السكانية الكبيرة يتراوح بين 7,000,000 شخص و-10,000,000 شخص. لن نستعرض هنا جميع هذه التحركات, بل سنتناول بعضها فقط. \n<br><br>بدأت الموجة الأولى خلال العصر الحديث عام 1915, بعد حرب البلقان الأولى, وخلالها تم نقل نحو 200,000 عثماني من أماكن سكناهم الى تركيا, في حين عاد 150,000 يوناني الى اليونان, و- 250,000 بلغاري عادوا الى بلغاريا. <br>\n<br>إن الحرب العالمية الأولى أدت الى تحركات سكانية أكبر أهمية. فعدد الصرب الذين اضطروا الى مغادرة بيوتهم يقدر بحوالي 750,000 على الأقل. 250,000 آخرون أُرغموا على القيام بأعمال سخرة, في بلغاريا وهنغاريا. وكثيرون آخرون لاقوا حتفهم خلال المسيرة القسرية الى البحر الأدرياتيكي. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>وهناك فارق آخر هام ومبدئي. في صفوف اللاجئين العاديين, الشخص وحده يعتبر
لاجئا. ليس أفراد أسرته, ويقينا ليست الأجيال القادمة. اما لدى الفلسطينيين فالوضع
عكس ذلك تماما. فاللجوء يصبح أمرا وراثيا. قضية تتوارثها الأجيال. حتى لو ان أبناء
اللاجيء وأبناء أبنائه لم يروا فلسطين قط. وحتى لو كانوا أثرياء مثل بيل غيتس-
فانهم ما زالوا لاجئين. <BR><BR>هكذا, وبرعاية الأمم المتحدة, تحظى "مشكلة
اللاجئين" بالتكريس. تعريفها هو الاخر مختلف. وكذلك تكريس حالة اللجوء. وهكذا
يزداد عدد اللاجئين من عام الى عام. وهكذا يتكون مسخ, هدفه واحد ووحيد: خلق مشكلة
تحول دون حل النزاع. <BR><BR><BR> <BR> <BR>بموازاة
النزاع الاقليمي 10,000,000 شخص طردوا في البلقان <BR> <BR> <BR>بموجب كل
معيار دولي من نفس السنوات, فان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" قد انتهت في
اللحظة التي بدأت: فعدد الفلسطينيين الذين تركوا إسرائيل يشبه او يقارب عدد
اليهود الذين قدموا من الدول العربية الى إسرائيل. وإسرائيل لم تكن المكان الوحيد
الذي حصل فيه تبادل سكاني في أعقاب صراع ديني او قومي. في كل مكان آخر في العالم,
كانت القصة ستنتهي بذلك. لكن ليس هنا. فهنا تعمل الأخلاقيات المزدوجة. ولكي نفهم كم
ان الحديث هو عن لعبة سياسية, تاريخية وقومية, فيما يلي استعراض لعمليات نقل وتبادل
سكاني. <BR><BR>كانت بلاد البلقان أكبر مركز لعمليات التبادل السكاني,
الطرد, الترحيل والهروب الجماعي في أعقاب حروب استغرقت طوال المائة سنة الأخيرة,
ابتداء بحرب البلقان الأولى عام 1912, وانتهاء بحرب كوسوفو الأخيرة عام 1999- التي
هي الأخرى لم تضع حدا للتحركات السكانية. عدد الأشخاص الذين شاركوا في التحركات
السكانية الكبيرة يتراوح بين 7,000,000 شخص و-10,000,000 شخص. لن نستعرض هنا جميع
هذه التحركات, بل سنتناول بعضها فقط. <BR><BR>بدأت الموجة الأولى خلال العصر الحديث
عام 1915, بعد حرب البلقان الأولى, وخلالها تم نقل نحو 200,000 عثماني من
أماكن سكناهم الى تركيا, في حين عاد 150,000 يوناني الى اليونان, و- 250,000
بلغاري عادوا الى بلغاريا. <BR><BR>إن الحرب العالمية الأولى أدت الى تحركات سكانية
أكبر أهمية. فعدد الصرب الذين اضطروا الى مغادرة بيوتهم يقدر بحوالي 750,000 على
الأقل. 250,000 آخرون أُرغموا على القيام بأعمال سخرة, في بلغاريا وهنغاريا.
وكثيرون آخرون لاقوا حتفهم خلال المسيرة القسرية الى البحر الأدرياتيكي.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br> <br>مبتدع فكرة الترحيل (الترانسفير) البلقاني حاز على جائزة نوبل <br> <br>بعد الحرب, اضطر نحو 300,000 بلغاري إلى العودة الى بلغاريا, من مناطق كانت تسيطر عليها بلغاريا حتى الحرب. هكذا ايضا كان حال نحو 200,000 هنغاري اضطروا الى مغادرة ترانسلفانيا والرحيل الى هنغاريا. عدد مشابه من المجريين اضطر الى مغادرة أراضي يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. \n<br><br>العشرينات أدت الى موجة أخرى من التحرك السكاني هي ذات أهمية بالنسبة لقضيتنا. أكبر تحرك سكاني خلال تلك السنوات تم بالاتفاق بين تركيا, واليونان وبلغاريا, تم احرازه في اتفاقية لوزان, عام 1923. الانتقال الرئيسي كان لنحو مليون ونصف مسيحي من تركيا الى اليونان, ونحو 500 ألف مسلم من اليونان الى تركيا. كانت هناك تحركات سكانية أخرى, لنحو 80 ألف بلغاري الى اليونان. \n<br><br>تجدر الإشارة الى انه لم يتم نقل جميع المسيحيين الى اليونان, او جميع المسلمين الى تركيا. لكن الهدف المعلن لعمليات النقل كان خلق تجانس على أساس ديني. في عام 1922 منح نانسن , مبتكر الفكرة ومنفذها, جائزة نوبل للسلام. \n<br><br> إن الأحداث التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية والحرب ذاتها تمخضت هي الأخرى عن تحركات سكانية ملحوظة. وكان أكبرها هروب مئات آلاف الصرب من كرواتيا , التي أصبح نظامها مؤيدا للنازيين, وكذلك تغيير الاتجاه في ترانسلفانيا التي انتقلت الى أيدي المجريين, مما اضطر نحو 200,000 روماني للمغادرة الى رومانيا. \n<br> <br> <br> <br>وسائل الإعلام الغربية كانت مع تحويل الصرب الى لاجئين <br> <br>الموجة الكبرى التالية جاءت خلال التسعينيات, مع تفكك يوغسلافيا, بعد وفاة تيتو. حوالي ربع مليون صربي طردوا من مناطق بقيت بأيدي كرواتيا عام 1955 بعد الحرب مع صربيا. هناك اتفاق مبدئي بشأن اعادتهم, وحسب تقارير مختلفة للأمم المتحدة يتم تنفيذ اجراء كهذا, الا انه يواجه مشاكل صعبة من قبل كرواتيا. ومن يعودون, يعانون من التمييز, يتبين لهم أنه قد تم الاستيلاء على بيوتهم, وهم لا يجدون أعمالا, وهناك حالات كثيرة من الاساءة لهم والتنكيل بهم. \n<br><br>ورغم تعليمات قضائية مختلفة تتيح للصرب الحصول على بيوتهم, فإنه عمليا, يتم التبليغ عن حالات فردية فقط تم خلالها تطبيق الحقوق القانونية. كما ان قرارات المحاكم الكرواتية بحق الصرب, لا تحظى عادة بالخروج الى حيز التنفيذ. وكثيرون من الصرب الذين يعودون الى كرواتيا يتخلون عن هذه "المتعة" المشكوك فيها, ويعودون مرة اخرى الى أجزاء أخرى من يوغسلافيا سابقا. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR> <BR>مبتدع فكرة الترحيل (الترانسفير) البلقاني حاز
على جائزة نوبل <BR> <BR>بعد الحرب, اضطر نحو 300,000 بلغاري إلى
العودة الى بلغاريا, من مناطق كانت تسيطر عليها بلغاريا حتى الحرب. هكذا ايضا كان
حال نحو 200,000 هنغاري اضطروا الى مغادرة ترانسلفانيا والرحيل الى هنغاريا. عدد
مشابه من المجريين اضطر الى مغادرة أراضي يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.
<BR><BR>العشرينات أدت الى موجة أخرى من التحرك السكاني هي ذات أهمية
بالنسبة لقضيتنا. أكبر تحرك سكاني خلال تلك السنوات تم بالاتفاق بين تركيا,
واليونان وبلغاريا, تم احرازه في اتفاقية لوزان, عام 1923. الانتقال الرئيسي
كان لنحو مليون ونصف مسيحي من تركيا الى اليونان, ونحو 500 ألف مسلم من اليونان الى
تركيا. كانت هناك تحركات سكانية أخرى, لنحو 80 ألف بلغاري الى اليونان.
<BR><BR>تجدر الإشارة الى انه لم يتم نقل جميع المسيحيين الى اليونان, او جميع
المسلمين الى تركيا. لكن الهدف المعلن لعمليات النقل كان خلق تجانس على أساس ديني.
في عام 1922 منح نانسن , مبتكر الفكرة ومنفذها, جائزة نوبل للسلام.
<BR><BR> إن الأحداث التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية والحرب ذاتها
تمخضت هي الأخرى عن تحركات سكانية ملحوظة. وكان أكبرها هروب مئات آلاف الصرب من
كرواتيا , التي أصبح نظامها مؤيدا للنازيين, وكذلك تغيير الاتجاه في ترانسلفانيا
التي انتقلت الى أيدي المجريين, مما اضطر نحو 200,000 روماني للمغادرة الى
رومانيا. <BR> <BR> <BR> <BR>وسائل الإعلام
الغربية كانت مع تحويل الصرب الى لاجئين <BR> <BR>الموجة الكبرى
التالية جاءت خلال التسعينيات, مع تفكك يوغسلافيا, بعد وفاة تيتو. حوالي ربع
مليون صربي طردوا من مناطق بقيت بأيدي كرواتيا عام 1955 بعد الحرب مع صربيا. هناك
اتفاق مبدئي بشأن اعادتهم, وحسب تقارير مختلفة للأمم المتحدة يتم تنفيذ اجراء كهذا,
الا انه يواجه مشاكل صعبة من قبل كرواتيا. ومن يعودون, يعانون من التمييز, يتبين
لهم أنه قد تم الاستيلاء على بيوتهم, وهم لا يجدون أعمالا, وهناك حالات كثيرة من
الاساءة لهم والتنكيل بهم. <BR><BR>ورغم تعليمات قضائية مختلفة تتيح للصرب
الحصول على بيوتهم, فإنه عمليا, يتم التبليغ عن حالات فردية فقط تم خلالها تطبيق
الحقوق القانونية. كما ان قرارات المحاكم الكرواتية بحق الصرب, لا تحظى عادة
بالخروج الى حيز التنفيذ. وكثيرون من الصرب الذين يعودون الى كرواتيا يتخلون عن هذه
"المتعة" المشكوك فيها, ويعودون مرة اخرى الى أجزاء أخرى من يوغسلافيا سابقا.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لا داعي للإشارة إلى ان مستوى العداء بين الصرب والكروات بعيد عن مستوى العداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وان حلم الصرب هو ليس تدمير كرواتيا, ولم تكن هناك سنوات تم خلالها غسل الدماغ, القومي والديني, والدعوة الى تصفية الكيان الكرواتي. على كل الأحوال, يعيش في كرواتيا اليوم نحو 200 ألف صربي فقط, في دولة يبلغ تعداد سكانها \n4.4 مليون نسمة. <br><br>اي ان حتى عودة كاملة للصرب, وما من احتمال بأن يحدث أمر كهذا, لن تشكل تهديدا ديموغرافيا على كرواتيا. وفكرة التجانس القومي او الديني سوف تحفظ في جميع الأحوال. ان نظرة الى صحف الغرب خلال تلك الفترة, تظهر تسليما بعملية الترحيل التي قام بها الكرواتيون بحق الصرب وحتى تأييدا لها. هذه على سبيل المثال, كانت السياسة شبه الرسمية ل " نيو يورك تايمز". \n<br> <br> <br>في البلقان لم يسمعوا ببراءة اختراع "حق العودة" <br>كوسوفو: نحو 800 ألف ألباني طردوا من البلاد خلال الأزمة سنة 1999. أعيد معظمهم بعد التدخل العسكري من حلف شمال الأطلسي. بيد انه قبل ذلك , خرج نحو 150 ألف صربي من المنطقة الألبانية. عدد مشابه من الصرب غادر كوسوفو بعد الحرب, بسبب الخوف من انتقام الألبانيين. \n<br><br>مئات آلاف آخرون في جميع مناطق القتال فقدوا بيوتهم واضطروا الى الرحيل, ولو داخل حدود نفس الدولة (بخاصة البوسنة – هرتسغوفينا), الى أقاليم اخرى. الأعداد الدقيقة غير معروفة. هكذا مثلا, فان عدد الكروات الذين طردتهم القوات الصربية خلال الحرب خارج حدود صربيا, مقدر بنحو 170,000. من الجلي انه كان واضحا للمجتمع الدولي أن لا مناص من تحركات سكانية, بغية منع تفجرات قتالية إضافية. \n<br><br>ليس بوسع ما ذكرناه استعراض كافة التحركات السكانية في البلقان, التي شملت -كما أشرنا إليه سابقًا- ما يتراوح بين سبعة وعشرة ملايين نسمة. يدور الحديث أحيانا عن تطهير عرقي, وأحيانا عن قتل شعب (مثل الترحيل القاتل الذي نفذه الأتراك بحق الأرمن), وأحيانا, كما في حالة نانسن البارزة, يدور الحديث عن نقل سكاني بموجب اتفاق. القاسم المشترك لجميع التحركات السكانية هو محاولة خلق تجانس عرقي او ديني. في جميع الأحوال, ما من اعتراف ب "حق عودة", ما عدا حالة الصرب الاستثنائية, الذين سمح لهم بالعودة الى كرواتيا, لكنهم عمليا مُنعوا من ممارسة هذا الحق. \n<br> <br> <br>12 مليون لاجيء ألماني انصهروا خلال عدة سنوات <br> <br>",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>لا داعي للإشارة إلى ان مستوى العداء بين الصرب والكروات بعيد عن مستوى
العداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وان حلم الصرب هو ليس تدمير كرواتيا, ولم
تكن هناك سنوات تم خلالها غسل الدماغ, القومي والديني, والدعوة الى تصفية الكيان
الكرواتي. على كل الأحوال, يعيش في كرواتيا اليوم نحو 200 ألف صربي فقط, في دولة
يبلغ تعداد سكانها 4.4 مليون نسمة. <BR><BR>اي ان حتى عودة كاملة للصرب, وما
من احتمال بأن يحدث أمر كهذا, لن تشكل تهديدا ديموغرافيا على كرواتيا. وفكرة
التجانس القومي او الديني سوف تحفظ في جميع الأحوال. ان نظرة الى صحف الغرب خلال
تلك الفترة, تظهر تسليما بعملية الترحيل التي قام بها الكرواتيون بحق الصرب وحتى
تأييدا لها. هذه على سبيل المثال, كانت السياسة شبه الرسمية ل " نيو يورك تايمز".
<BR> <BR> <BR>في البلقان لم يسمعوا ببراءة اختراع "حق
العودة" <BR>كوسوفو: نحو 800 ألف ألباني طردوا من البلاد
خلال الأزمة سنة 1999. أعيد معظمهم بعد التدخل العسكري من حلف شمال الأطلسي. بيد
انه قبل ذلك , خرج نحو 150 ألف صربي من المنطقة الألبانية. عدد مشابه من الصرب غادر
كوسوفو بعد الحرب, بسبب الخوف من انتقام الألبانيين. <BR><BR>مئات آلاف آخرون
في جميع مناطق القتال فقدوا بيوتهم واضطروا الى الرحيل, ولو داخل حدود نفس الدولة
(بخاصة البوسنة – هرتسغوفينا), الى أقاليم اخرى. الأعداد الدقيقة غير معروفة. هكذا
مثلا, فان عدد الكروات الذين طردتهم القوات الصربية خلال الحرب خارج حدود صربيا,
مقدر بنحو 170,000. من الجلي انه كان واضحا للمجتمع الدولي أن لا مناص من تحركات
سكانية, بغية منع تفجرات قتالية إضافية. <BR><BR>ليس بوسع ما ذكرناه استعراض
كافة التحركات السكانية في البلقان, التي شملت -كما أشرنا إليه سابقًا- ما يتراوح
بين سبعة وعشرة ملايين نسمة. يدور الحديث أحيانا عن تطهير عرقي, وأحيانا عن قتل شعب
(مثل الترحيل القاتل الذي نفذه الأتراك بحق الأرمن), وأحيانا, كما في حالة نانسن
البارزة, يدور الحديث عن نقل سكاني بموجب اتفاق. القاسم المشترك لجميع التحركات
السكانية هو محاولة خلق تجانس عرقي او ديني. في جميع الأحوال, ما من اعتراف ب "حق
عودة", ما عدا حالة الصرب الاستثنائية, الذين سمح لهم بالعودة الى كرواتيا, لكنهم
عمليا مُنعوا من ممارسة هذا الحق. <BR> <BR> <BR>12 مليون لاجيء
ألماني انصهروا خلال عدة سنوات <BR> <BR>
<SCRIPT><!--
D(["mb","بعد الحرب العالمية الثانية, وقفت حدود بولندا على خط كرزون, الذي اقترح عام 1919. وأدى ترسيم الحدود الى تبادل سكاني قسري ل – 1.4 مليون بولندي وأكراني. البولنديون من الجانب الشرقي لخط كرزون اضطروا للانتقال الى بولندا. والأكرانيون من الجانب الغربي للخط اضطروا للانتقال الى أكرانيا. تماما كما في حالة البلقان, كان المبدأ هو الحفاظ على تجانس قومي او ديني. \n<br><br>التبادل السكاني القسري التالي تحدد في مؤتمر بوتسدام, فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. طوال مئات السنين عاشت جاليات ألمانية في مناطق مختلفة من شرق أوروبا وجنوب روسيا. هذه الجاليات اتهمت بدعم النازيين وبتأجيج الصراعات القومية. وفعلا, في اقليم السوديت في تشيكيا على سبيل المثال, غالبية الألمان أيدوا هيتلر ومطالبه. لكن ملايين الألمان في السوديت, رومانيا, هنغاريا وفي بولندا لم ينتموا الى مؤيدي هيتلر. ورغم ذلك, تقرر في مؤتمر بوتسدام "القيام بنقل منتظم للجاليات السكانية الألمانية". \n<br><br>في أعقاب هذا القرار اضطر ما بين 12 و 16 مليون ألماني الى الانتقال, بخلاف رغبتهم. كثيرون آخرون قتلوا خلال عمليات النقل. تم إرغاق عبارات ألمانية قامت بعمليات النقل بواسطة صواريخ طوربيد. تدعي مصادر ألمانية ان 2.5 مليون إنسان قتلوا او لاقوا حتفهم أثناء التحركات السكانية ويبدو ان عدد القتلى كان كبيرا جدا حتى ولو كانت هناك مبالغة جمة بهذا العدد. \n<br><br>وبعد الطرد الكبير بسنوات قليلة فقط لم يبق ولو ألماني واحد في مخيم للاجئين, كما أن مسألة الطرد, اللاجئين والمعاناة الكبيرة التي لحقت بالألمان, بكثيرين منهم حقا دون ان يرتكبوا اي ذنب – لم تعد قائمة على الأجندة الألمانية. ما تبقى من كل الامر هو منظمة واحدة, "منظمة المطرودين الألمانية" (BVD), لكن هذه منظمة هامشية تلقى دعمها الأساسي من اليمين المتطرف. هناك ايضا عضوة برلمان واحدة, أنريكا شتاينباخ, تعمل على موضوع المطرودين وحقوقهم, لكن الاجماع الألماني هو انه لا حقوق, لا تعويض, وبالتأكيد لا عودة. \n<br> <br> <br> <br>الهند : 14 مليون لاجيء, جميعهم سرعان ما استقروا <br> <br>عمل الهنود طوال سنوات كثيرة من اجل التحرر من الاحتلال البريطاني المتواصل. الا انه كلما ازداد النشاط من اجل التحرر, ظهرت التوترات بين الهندوس والمسلمين, الى درجة حدوث شرخ كبير وعلني. أبو فكرة الدولة الباكستانية الإسلامية المستقلة هو الفيلسوف والأديب محمد إقبال. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
بعد الحرب العالمية الثانية, وقفت حدود بولندا على خط كرزون, الذي اقترح عام 1919.
وأدى ترسيم الحدود الى تبادل سكاني قسري ل – 1.4 مليون بولندي وأكراني. البولنديون
من الجانب الشرقي لخط كرزون اضطروا للانتقال الى بولندا. والأكرانيون من الجانب
الغربي للخط اضطروا للانتقال الى أكرانيا. تماما كما في حالة البلقان, كان
المبدأ هو الحفاظ على تجانس قومي او ديني. <BR><BR>التبادل السكاني
القسري التالي تحدد في مؤتمر بوتسدام, فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. طوال
مئات السنين عاشت جاليات ألمانية في مناطق مختلفة من شرق أوروبا وجنوب روسيا.
هذه الجاليات اتهمت بدعم النازيين وبتأجيج الصراعات القومية. وفعلا, في اقليم
السوديت في تشيكيا على سبيل المثال, غالبية الألمان أيدوا هيتلر ومطالبه. لكن
ملايين الألمان في السوديت, رومانيا, هنغاريا وفي بولندا لم ينتموا الى مؤيدي
هيتلر. ورغم ذلك, تقرر في مؤتمر بوتسدام "القيام بنقل منتظم للجاليات السكانية
الألمانية". <BR><BR>في أعقاب هذا القرار اضطر ما بين 12 و 16 مليون
ألماني الى الانتقال, بخلاف رغبتهم. كثيرون آخرون قتلوا خلال عمليات النقل. تم
إرغاق عبارات ألمانية قامت بعمليات النقل بواسطة صواريخ طوربيد. تدعي مصادر ألمانية
ان 2.5 مليون إنسان قتلوا او لاقوا حتفهم أثناء التحركات السكانية ويبدو ان عدد
القتلى كان كبيرا جدا حتى ولو كانت هناك مبالغة جمة بهذا العدد.
<BR><BR>وبعد الطرد الكبير بسنوات قليلة فقط لم يبق ولو ألماني واحد في مخيم
للاجئين, كما أن مسألة الطرد, اللاجئين والمعاناة الكبيرة التي لحقت بالألمان,
بكثيرين منهم حقا دون ان يرتكبوا اي ذنب – لم تعد قائمة على الأجندة الألمانية. ما
تبقى من كل الامر هو منظمة واحدة, "منظمة المطرودين الألمانية" (BVD), لكن
هذه منظمة هامشية تلقى دعمها الأساسي من اليمين المتطرف. هناك ايضا عضوة برلمان
واحدة, أنريكا شتاينباخ, تعمل على موضوع المطرودين وحقوقهم, لكن الاجماع الألماني
هو انه لا حقوق, لا تعويض, وبالتأكيد لا عودة. <BR>
<BR> <BR> <BR>الهند : 14 مليون لاجيء, جميعهم سرعان ما
استقروا <BR> <BR>عمل الهنود طوال سنوات كثيرة من اجل التحرر من
الاحتلال البريطاني المتواصل. الا انه كلما ازداد النشاط من اجل التحرر, ظهرت
التوترات بين الهندوس والمسلمين, الى درجة حدوث شرخ كبير وعلني. أبو فكرة الدولة
الباكستانية الإسلامية المستقلة هو الفيلسوف والأديب محمد إقبال.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>في الثلاثينات انضم الى هذا المطلب محمد علي جناح ايضا, الذي كان حتى ذلك الحين عضوا في حزب المؤتمر ومن أنصار فكرة إقامة دولة موحدة. المثير هو, انه ومنذ البداية لم يكن الحديث عن سكان متجانسين. فخطوط التمزق كثيرة جدا, والتمزق الديني كان أحد هذه الخطوط فقط, وليس الأكثر أهمية بينها. \n<br><br>وبذل زعيم النضال الذي لا منازع له من اجل التحرر من البريطانيين, مهاتما غاندي, كل جهد مستطاع من اجل اقامة الهند الموحدة التي تشمل الهندوس, السيخ والمسلمين. إلا أنه لم ينجح في ذلك (قتل غاندي بأيدي هندوسي متطرف اتهم غاندي بالتنازل لصالح المسلمين). والتوتر الديني أخذ بالازدياد. \n<br><br>في شهر آب/أغسطس 1947, مع انتهاء الحكم البريطاني, اقيمت دولتان: الهند والباكستان. في أعقاب الاعلان عن اقامتهما, انتقل أكثر من سبعة ملايين من الهندوس والسيخ من الجانب الإسلامي الى الجانب الهندي, وعدد مشابه من المسلمين قام بطريقه بالاتجاه المعاكس. أثناء التبادل السكاني ارتكبت مجازر كثيرة أسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 200,000 ومليون نسمة. \n<br><br>وبقيت الباكستان إسلامية بأساسها. اما الهند اليوم, مع قرابة مليارد نسمة, ففيها أقلية مسلمة تبلغ نسبتها 16 بالمائة من عدد السكان. بؤرة التوتر بين الدولتين, التي سبق وأدت الى مواجهات وحروب, هو الجزء الهندي من اقليم كشمير, الذي يكون معظم سكانه من المسلمين. ولم يكن استيعاب اللاجئين, في كلا الجانبين سهلا. الا انه لا يوجد هنود او باكستانيون يعرفون اليوم ك"لاجئين". لقد انصهروا في اقاليم سكناهم الجديدة. \n<br> <br> <br> UNHCR التي وطنت لاجئي أرمينيا, لا تعتني بالفلسطينيين <br> <br>أدى تفكك الاتحاد السوفياتي الى خلق دول جديدة على أساس ديني وعرقي. على سبيل المثال, في عهد ستالين طرد الكثير من مسلمي الشيشان الى اقاليم اخرى في الاتحاد السوفياتي سابقا, ومعظمهم عادوا الى الشيشان والى الحرب الدائرة فيها. بؤرة نزاع اخرى مرتبطة اكثر بقضيتنا هي اقليم ناغورنو – كرباخ. \n<br><br>الحديث هو عن اقليم يكون معظم سكانه من الأرمن, لكنه موجود في اذربيجان, وجل سكانها من المسلمين. الصراع في المنطقة هو ذو تاريخ طويل, ويظهر من جديد في أعقاب اقامة الجمهوريات المستقلة, اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. الاقليم الأرمني الذي كان يحظى بحكم ذاتي جزئي, طالب عام 1988 بالانضمام الى أرمينيا. \n<br><br>وأدت مجازر ارتكبت بحق المسلمين في أرمينيا وبحق الأرمن في أذربيجان, الى تحركات لاجئين في الاتجاهين. لاحقا تحول التوتر الى حرب فعلية. وسيطرت أرمينيا على معظم أراضي الاقليم المتنازع عليه. ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>في الثلاثينات انضم الى هذا المطلب محمد علي جناح ايضا, الذي كان حتى ذلك
الحين عضوا في حزب المؤتمر ومن أنصار فكرة إقامة دولة موحدة. المثير هو, انه ومنذ
البداية لم يكن الحديث عن سكان متجانسين. فخطوط التمزق كثيرة جدا, والتمزق الديني
كان أحد هذه الخطوط فقط, وليس الأكثر أهمية بينها. <BR><BR>وبذل زعيم النضال الذي
لا منازع له من اجل التحرر من البريطانيين, مهاتما غاندي, كل جهد مستطاع من اجل
اقامة الهند الموحدة التي تشمل الهندوس, السيخ والمسلمين. إلا أنه لم ينجح في ذلك
(قتل غاندي بأيدي هندوسي متطرف اتهم غاندي بالتنازل لصالح المسلمين). والتوتر
الديني أخذ بالازدياد. <BR><BR>في شهر آب/أغسطس 1947, مع انتهاء الحكم
البريطاني, اقيمت دولتان: الهند والباكستان. في أعقاب الاعلان عن اقامتهما, انتقل
أكثر من سبعة ملايين من الهندوس والسيخ من الجانب الإسلامي الى الجانب الهندي, وعدد
مشابه من المسلمين قام بطريقه بالاتجاه المعاكس. أثناء التبادل السكاني ارتكبت
مجازر كثيرة أسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 200,000 ومليون نسمة. <BR><BR>وبقيت
الباكستان إسلامية بأساسها. اما الهند اليوم, مع قرابة مليارد نسمة, ففيها
أقلية مسلمة تبلغ نسبتها 16 بالمائة من عدد السكان. بؤرة التوتر بين الدولتين, التي
سبق وأدت الى مواجهات وحروب, هو الجزء الهندي من اقليم كشمير, الذي يكون معظم سكانه
من المسلمين. ولم يكن استيعاب اللاجئين, في كلا الجانبين سهلا. الا انه لا يوجد
هنود او باكستانيون يعرفون اليوم ك"لاجئين". لقد انصهروا في اقاليم سكناهم الجديدة.
<BR> <BR> <BR> UNHCR التي وطنت لاجئي
أرمينيا, لا تعتني بالفلسطينيين <BR> <BR>أدى تفكك الاتحاد السوفياتي
الى خلق دول جديدة على أساس ديني وعرقي. على سبيل المثال, في عهد ستالين طرد الكثير
من مسلمي الشيشان الى اقاليم اخرى في الاتحاد السوفياتي سابقا, ومعظمهم عادوا الى
الشيشان والى الحرب الدائرة فيها. بؤرة نزاع اخرى مرتبطة اكثر بقضيتنا هي
اقليم ناغورنو – كرباخ. <BR><BR>الحديث هو عن اقليم يكون معظم
سكانه من الأرمن, لكنه موجود في اذربيجان, وجل سكانها من المسلمين. الصراع في
المنطقة هو ذو تاريخ طويل, ويظهر من جديد في أعقاب اقامة الجمهوريات المستقلة, اثر
انهيار الاتحاد السوفياتي. الاقليم الأرمني الذي كان يحظى بحكم ذاتي جزئي, طالب عام
1988 بالانضمام الى أرمينيا. <BR><BR>وأدت مجازر ارتكبت بحق المسلمين في
أرمينيا وبحق الأرمن في أذربيجان, الى تحركات لاجئين في الاتجاهين. لاحقا تحول
التوتر الى حرب فعلية. وسيطرت أرمينيا على معظم أراضي الاقليم المتنازع عليه.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>في عام 1994 تم التوصل الى وقف لاطلاق النار, الا ان النزاع كان قد خلف نحو مليون لاجيء – حوالي 360 ألف مسيحي – أرمني انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أرمينيا, وحوالي 740 ألف مسلم انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أذربيجان. وشيء مثير آخر في هذا النزاع : في أذربيجان ثمة مخيمات لاجئين, ولا توجد تقريبا عملية لاستيعابهم ودمجهم. \n<br><br>أرمينيا في المقابل, تقوم بجهود بالتعاون مع UNHCR, منظمة اللاجئين الدولية, من اجل استيعاب اللاجئين وتوطينهم. ازاء ذلك, تبذل اونروا جهودا بالاتجاه المعاكس: عمل كل شيء ما عدا استيعاب ودمج العرب المسلمين (الفلسطينيين) في دول عربية إسلامية. \n<br> <br> <br>السودان – مصنع لانتاج اللاجئين <br> <br>السودان هي دولة تشهد توترات بين السكان السود غير المسلمين, وبين السكان العرب المسلمين. أثناء المواجهات بين المسلمين والسود في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وفي بداية التسعينات, طرد الى السنغال ومالي المجاورتين نحو 75 ألف شخص من السود, وعدد مشابه من العرب تم استيعابهم في موريتانيا, بعد أن طردوا من الدولتين. والصراع على عروبة الدولة ما زال مستمرا. \n<br><br>هذه الدولة هي الاستثنائية, لان الحديث لا يدور عن تبادل سكاني, بل عن دولة تقوم بتطهير عرقي وبقتل مواطنيها بواسطة خلايا الموت (الجنجويد). ومنذ تسلم النظام الإسلامي زمام الحكم, فان ظواهر التطهير العرقي والديني آخذة بالازدياد باستمرار, وليس في اقليم دارفور وحده فقط, الذي يتصدر نسبيا عناوين الأخبار, بل في أماكن أخرى. \n<br><br>الفظائع التي ترتكب تحت رعاية النظام تؤدي الى تيار هائل من اللاجئين. جزء من اللاجئين معرفون ب IDP (Internal Displaced Persons), والجزء الاخر كلاجئين في دول مجاورة, مثل تشاد. إضافة الى ملايين الضحايا الذين تم استعراضهم في التقرير السابق, الحديث هو عن نحو ثلاثة حتى أربعة ملايين إنسان اضطروا الى الجلاء من بيوتهم. \n<br><br>حتى الان لم نسمع عن مظاهرة واحدة أجريت في العالم العربي تشجب إبادة الشعب او التطهير العرقي او الإكراه الديني. والسودان تواصل نهجها منذ سنوات كثيرة, حيث تمنع وصول المساعدات الدولية, وتسيء الى الصحافيين ونشطاء منظمات الإغاثة. كما تقوم بعرقلة وصول قوات أرسلتها الأمم المتحدة. والتطهير العرقي مستمر فيها دون توقف. وخلال السنوات الاخيرة, فان السودان تزود العالم بأكبر عدد من اللاجئين. \n<br> <br> <br>لاجئو قبرص فضلوا عدم تأجيج الكراهية في مخيمات للاجئين ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>في عام 1994 تم التوصل الى وقف لاطلاق النار, الا ان النزاع كان قد خلف
نحو مليون لاجيء – حوالي 360 ألف مسيحي – أرمني انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة
أرمينيا, وحوالي 740 ألف مسلم انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أذربيجان. وشيء مثير
آخر في هذا النزاع : في أذربيجان ثمة مخيمات لاجئين, ولا توجد تقريبا عملية
لاستيعابهم ودمجهم. <BR><BR>أرمينيا في المقابل, تقوم بجهود بالتعاون
مع UNHCR, منظمة اللاجئين الدولية, من اجل استيعاب اللاجئين وتوطينهم. ازاء
ذلك, تبذل اونروا جهودا بالاتجاه المعاكس: عمل كل شيء ما عدا استيعاب ودمج العرب
المسلمين (الفلسطينيين) في دول عربية إسلامية. <BR> <BR>
<BR>السودان – مصنع لانتاج اللاجئين <BR> <BR>السودان هي دولة
تشهد توترات بين السكان السود غير المسلمين, وبين السكان العرب المسلمين. أثناء
المواجهات بين المسلمين والسود في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وفي
بداية التسعينات, طرد الى السنغال ومالي المجاورتين نحو 75 ألف شخص من السود, وعدد
مشابه من العرب تم استيعابهم في موريتانيا, بعد أن طردوا من الدولتين. والصراع على
عروبة الدولة ما زال مستمرا. <BR><BR>هذه الدولة هي الاستثنائية, لان الحديث
لا يدور عن تبادل سكاني, بل عن دولة تقوم بتطهير عرقي وبقتل مواطنيها بواسطة خلايا
الموت (الجنجويد). ومنذ تسلم النظام الإسلامي زمام الحكم, فان ظواهر التطهير
العرقي والديني آخذة بالازدياد باستمرار, وليس في اقليم دارفور وحده فقط, الذي
يتصدر نسبيا عناوين الأخبار, بل في أماكن أخرى. <BR><BR>الفظائع التي ترتكب
تحت رعاية النظام تؤدي الى تيار هائل من اللاجئين. جزء من اللاجئين معرفون ب IDP
(Internal Displaced Persons), والجزء الاخر كلاجئين في دول مجاورة, مثل تشاد.
إضافة الى ملايين الضحايا الذين تم استعراضهم في التقرير السابق, الحديث هو عن نحو
ثلاثة حتى أربعة ملايين إنسان اضطروا الى الجلاء من بيوتهم. <BR><BR>حتى الان
لم نسمع عن مظاهرة واحدة أجريت في العالم العربي تشجب إبادة الشعب او التطهير
العرقي او الإكراه الديني. والسودان تواصل نهجها منذ سنوات كثيرة, حيث تمنع وصول
المساعدات الدولية, وتسيء الى الصحافيين ونشطاء منظمات الإغاثة. كما تقوم بعرقلة
وصول قوات أرسلتها الأمم المتحدة. والتطهير العرقي مستمر فيها دون توقف. وخلال
السنوات الاخيرة, فان السودان تزود العالم بأكبر عدد من اللاجئين. <BR>
<BR> <BR>لاجئو قبرص فضلوا عدم تأجيج الكراهية في
مخيمات للاجئين
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>حالة قبرص مثيرة بشكل خاص. يوجد في قبرص نحو 80 بالمائة من اليونانيين ونحو 20 بالمائة من الأتراك , الذين وصلوا إليها مع توسع الامبراطورية العثمانية. عام 1974 قامت تركيا بغزو قبرص في أعقاب انقلاب عسكري حدث هناك, وهدد بتوحيد الجزيرة مع اليونان. وقد أدى هذا الغزو الى تقسيم الجزيرة الى كيانين سياسيين, يوناني وتركي. واضطر نحو 200 ألف لاجيء يوناني للانتقال الى الجزء اليوناني, في حين اضطر نحو 50 ألف مسلم للانتقال الى الجانب التركي. \n<br><br>لا خلاف أن حقوق اللاجئين اليونانيين المطرودين يجب أن تكون أكبر من حقوق الفلسطينيين. فاليونانيون لم يبادروا الى الحرب, ولم يهددوا بطرد الأتراك او بإبادتهم. لقد كانوا ضحايا العنف التركي. إضافة الى ذلك, أدى الغزو التركي الى خلق كيان سياسي تركي, لا يعترف العالم به. \n<br><br>كما قام الأتراك بنقل حوالي 100 ألف مستوطن الى الجزء الذي احتلوه, إضافة الى قوة عسكرية قوامها عشرات آلاف الجنود, تفرض في المكان نظاما عسكريا. منذ التقسيم الفعلي للجزيرة, فان الجزء اليوناني يتطور ويزدهر, لا مخيمات لاجئين فيه, لا إرهاب, وما من صناعة تحريض تبرر الإرهاب ضد الأتراك. وبالمقابل, فان الجزء التركي يعاني من الجمود, من بطالة خطيرة ومن اقتصاد في حالة انحطاط. \n<br><br>ورغم ذلك, فان الأمين العام للأمم المتحدة , كوفي عنان, هو الذي قام بريادة تسوية بعيدة الأغوار عام 2004. في استفتاء شعبي تم اجراؤه في الجانب اليوناني, رفض اليونانيون التسوية, لكن بالنسبة لقضيتنا, ما يهمنا هو الخطوط الأساسية لحل مشكلة اللاجئين, الذين تم الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. حيث تعترف التسوية بالخصوصية الديموغرافية لكل جزء من شطري الجزيرة. \n<br><br>ما من اعتراف بحق العودة, يقينا ليس بصورة جارفة. حق العودة بالنسبة لليونانيين اقتصر على من سنهم 65 فما فوق فقط, وذلك ايضا, شريطة الا يزيد عدد العائدين عن عشرة بالمائة من مجمل السكان الأتراك, وعن 20 بالمائة في تجمع سكني واحد. لو قبلت إسرائيل تسوية من هذا النوع, لكان يجب عليها تصدير فلسطينيين الى الدول المجاورة, وعدم قبول لاجئين جدد. اذ يوجد في إسرائيل الان أكثر من عشرة بالمائة لا ينتمون الى مجموعة الاغلبية الديموغرافية: اليهود. \n<br> <br> <br>العالم غير مكترث باللاجئين (اكثر لانهم ليسوا فلسطينيين) <br> <br>الحالات التي تم استعراضها حتى هنا أبعد من ان تستنفذ التحركات السكانية خلال المائة سنة الأخيرة. منظمات دولية قدرت التحركات السكانية في الاتحاد السوفياتي في العهد الشيوعي بنحو 65 مليون نسمة. بؤر نزاع في أفريقية, مثل الحروب الأهلية التي لا تنتهي في الكونغو والصومال, تنتج لاجئين كثيرين. تبقى أغلبيتهم دون اية عناية او رعاية. وبالتأكيد ليس لديهم وكالة غوث خاصة بهم. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>حالة قبرص مثيرة بشكل خاص. يوجد في قبرص نحو
80 بالمائة من اليونانيين ونحو 20 بالمائة من الأتراك , الذين وصلوا إليها مع
توسع الامبراطورية العثمانية. عام 1974 قامت تركيا بغزو قبرص في أعقاب انقلاب عسكري
حدث هناك, وهدد بتوحيد الجزيرة مع اليونان. وقد أدى هذا الغزو الى تقسيم الجزيرة
الى كيانين سياسيين, يوناني وتركي. واضطر نحو 200 ألف لاجيء يوناني للانتقال الى
الجزء اليوناني, في حين اضطر نحو 50 ألف مسلم للانتقال الى الجانب التركي.
<BR><BR>لا خلاف أن حقوق اللاجئين اليونانيين المطرودين يجب أن تكون أكبر من حقوق
الفلسطينيين. فاليونانيون لم يبادروا الى الحرب, ولم يهددوا بطرد الأتراك او
بإبادتهم. لقد كانوا ضحايا العنف التركي. إضافة الى ذلك, أدى الغزو التركي الى خلق
كيان سياسي تركي, لا يعترف العالم به. <BR><BR>كما قام الأتراك بنقل حوالي 100 ألف
مستوطن الى الجزء الذي احتلوه, إضافة الى قوة عسكرية قوامها عشرات آلاف الجنود,
تفرض في المكان نظاما عسكريا. منذ التقسيم الفعلي للجزيرة, فان الجزء اليوناني
يتطور ويزدهر, لا مخيمات لاجئين فيه, لا إرهاب, وما من صناعة تحريض تبرر الإرهاب ضد
الأتراك. وبالمقابل, فان الجزء التركي يعاني من الجمود, من بطالة خطيرة ومن اقتصاد
في حالة انحطاط. <BR><BR>ورغم ذلك, فان الأمين العام للأمم المتحدة , كوفي عنان, هو
الذي قام بريادة تسوية بعيدة الأغوار عام 2004. في استفتاء شعبي تم اجراؤه في
الجانب اليوناني, رفض اليونانيون التسوية, لكن بالنسبة لقضيتنا, ما يهمنا هو الخطوط
الأساسية لحل مشكلة اللاجئين, الذين تم الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الأوروبي
والمجتمع الدولي. حيث تعترف التسوية بالخصوصية الديموغرافية لكل جزء من شطري
الجزيرة. <BR><BR>ما من اعتراف بحق العودة, يقينا ليس بصورة جارفة. حق العودة
بالنسبة لليونانيين اقتصر على من سنهم 65 فما فوق فقط, وذلك ايضا, شريطة الا يزيد
عدد العائدين عن عشرة بالمائة من مجمل السكان الأتراك, وعن 20 بالمائة في تجمع سكني
واحد. لو قبلت إسرائيل تسوية من هذا النوع, لكان يجب عليها تصدير فلسطينيين الى
الدول المجاورة, وعدم قبول لاجئين جدد. اذ يوجد في إسرائيل الان أكثر من عشرة
بالمائة لا ينتمون الى مجموعة الاغلبية الديموغرافية: اليهود.
<BR> <BR> <BR>العالم غير مكترث باللاجئين (اكثر لانهم ليسوا
فلسطينيين) <BR> <BR>الحالات التي تم استعراضها حتى هنا أبعد من ان
تستنفذ التحركات السكانية خلال المائة سنة الأخيرة. منظمات دولية قدرت التحركات
السكانية في الاتحاد السوفياتي في العهد الشيوعي بنحو 65 مليون نسمة. بؤر
نزاع في أفريقية, مثل الحروب الأهلية التي لا تنتهي في الكونغو والصومال, تنتج
لاجئين كثيرين. تبقى أغلبيتهم دون اية عناية او رعاية. وبالتأكيد ليس لديهم
وكالة غوث خاصة بهم.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لقد كانوا يريدون أن يحظوا بعناية مثل الفلسطينيين, لكن العالم غير مكترث بمصيرهم. ويحدد لهم معايير مختلفة. وباستثناء منظمات إغاثة مختلفة, ذات ميزانيات محدودة, فانهم مسؤولون عن مصائرهم وأقدارهم. كما ان كمية النشرات عنهم والاهتمام الدولي بهم هما اقرب من الصفر. بالمقارنة مع اللاجئين الفلسطينيين, الذين تبذل بشانهم جهود دولية باتجاه معاكس: تهويل المشكلة وتكريسها, مع مناورة تزيد فقط من عدد اللاجئين من عام الى عام. \n<br><br>هاكم اذن, التحركات وعمليات التبادل السكاني البارزة التي تم استعراضها أعلاه (بدون السودان) تتلخص بقرابة 38 مليون نسمة تم استيعابهم في الأماكن التي يشكلون فيها أغلبية. ونحو- 700 الف فلسطيني فقط تحولوا الى "مشكلة" يتم تكريسها من قبل الأمم المتحدة, المجتمع الدولي والعالم العربي, بتشجيع من الأكاديميين ورجالات الإعلام, من خلال آلاف الكتب, المقالات والنشرات, التي تمنع القراء من الوصول الى الوقائع والحقائق والنظرة الدولية المقارنة. \n<br><br>ان حل المشكلة الفلسطينية اليوم ليس الترحيل. فنحن في فترة مختلفة. وما تفعله دولة إجرامية مثل السودان, لا يمكنه أن يستخدم اليوم كتبرير لتحريك سكاني قسري. عمليات النقل القسرية والمتفق عليها التي تم استعراضها هنا تأتي للإشارة الى أمر واحد: ان اعادة لاجئين ونازحين الى مسقط رؤوسهم ستؤدي الى حرب يختلط فيها الحابل بالنابل. وتطبيق حق العودة في اوروبا سيعيد القارة الى عهد من الحروب التي لا نهاية لها. \n<br> <br> <br> <br>مؤيد الترحيل في البلقان, يشجب مؤيدي الترحيل في إسرائيل <br><br>المسلمون لن يعودوا الى اليونان, والألمان لن يعودوا الى بولندا. هذا لا يعني انه لا مكان لأقلية مسلمة في اليونان او لأقلية ألمانية في بولندا. مثلما ان هناك مكانا لأقلية مسلمة في إسرائيل, ومثلما ان هناك مكانا لأقلية يهودية في المغرب, وفي فلسطين ايضا لربما في المستقبل غير البعيد. \n<br><br>طرفة مثيرة: نشر البروفيسور جون ميرسهايمر مع البروفيسور ستيفان فولت مقالا فظا, عن حدود اللاسامية, ضد اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. ان العداء لإسرائيل وتأثير الجهات المناهضة لإسرائيل, بخاصة تلك التي تؤيد حق العودة للفلسطينيين – ملموسان جدا بين صفحات هذا المقال والمصادر التي يستند اليها. \n<br><br>بيد انه سبق لميرسهايمر هذا أن نشر مقالا مذهلا في "نيو يورك تايمز" عام 1993 وكتب فيه, ضمن ما كتبه, عن الطريقة لحل النزاع في البلقان قائلا: " يجب خلق دول متجانسة من ناحية عرقية. وسيضطر كرواتيون ومسلمون وصرب الى التنازل عن اقاليم والقيام بنقل مجموعات سكانية. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>لقد كانوا يريدون أن يحظوا بعناية مثل الفلسطينيين, لكن العالم غير مكترث
بمصيرهم. ويحدد لهم معايير مختلفة. وباستثناء منظمات إغاثة مختلفة, ذات ميزانيات
محدودة, فانهم مسؤولون عن مصائرهم وأقدارهم. كما ان كمية النشرات عنهم والاهتمام
الدولي بهم هما اقرب من الصفر. بالمقارنة مع اللاجئين الفلسطينيين, الذين تبذل
بشانهم جهود دولية باتجاه معاكس: تهويل المشكلة وتكريسها, مع مناورة تزيد فقط من
عدد اللاجئين من عام الى عام. <BR><BR>هاكم اذن, التحركات وعمليات التبادل السكاني
البارزة التي تم استعراضها أعلاه (بدون السودان) تتلخص بقرابة 38 مليون نسمة تم
استيعابهم في الأماكن التي يشكلون فيها أغلبية. ونحو- 700 الف فلسطيني فقط تحولوا
الى "مشكلة" يتم تكريسها من قبل الأمم المتحدة, المجتمع الدولي والعالم
العربي, بتشجيع من الأكاديميين ورجالات الإعلام, من خلال آلاف الكتب, المقالات
والنشرات, التي تمنع القراء من الوصول الى الوقائع والحقائق والنظرة الدولية
المقارنة. <BR><BR>ان حل المشكلة الفلسطينية اليوم ليس الترحيل. فنحن في فترة
مختلفة. وما تفعله دولة إجرامية مثل السودان, لا يمكنه أن يستخدم اليوم كتبرير
لتحريك سكاني قسري. عمليات النقل القسرية والمتفق عليها التي تم استعراضها هنا تأتي
للإشارة الى أمر واحد: ان اعادة لاجئين ونازحين الى مسقط رؤوسهم ستؤدي الى حرب
يختلط فيها الحابل بالنابل. وتطبيق حق العودة في اوروبا سيعيد القارة الى عهد من
الحروب التي لا نهاية لها. <BR> <BR> <BR> <BR>مؤيد
الترحيل في البلقان, يشجب مؤيدي الترحيل في إسرائيل <BR><BR>المسلمون لن يعودوا الى
اليونان, والألمان لن يعودوا الى بولندا. هذا لا يعني انه لا مكان لأقلية مسلمة في
اليونان او لأقلية ألمانية في بولندا. مثلما ان هناك مكانا لأقلية مسلمة في
إسرائيل, ومثلما ان هناك مكانا لأقلية يهودية في المغرب, وفي فلسطين ايضا لربما في
المستقبل غير البعيد. <BR><BR>طرفة مثيرة: نشر البروفيسور جون
ميرسهايمر مع البروفيسور ستيفان فولت مقالا فظا, عن حدود اللاسامية, ضد اللوبي
الإسرائيلي في الولايات المتحدة. ان العداء لإسرائيل وتأثير الجهات المناهضة
لإسرائيل, بخاصة تلك التي تؤيد حق العودة للفلسطينيين – ملموسان جدا بين صفحات هذا
المقال والمصادر التي يستند اليها. <BR><BR>بيد انه سبق لميرسهايمر هذا أن
نشر مقالا مذهلا في "نيو يورك تايمز" عام 1993 وكتب فيه, ضمن ما كتبه, عن الطريقة
لحل النزاع في البلقان قائلا: " يجب خلق دول متجانسة من ناحية عرقية. وسيضطر
كرواتيون ومسلمون وصرب الى التنازل عن اقاليم والقيام بنقل مجموعات سكانية.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>وهذا هو ميرسهايمر نفسه الذي أصبح بطل جزء من اليسار الراديكالي, في العالم وإسرائيل, من جهة, وبالنسبة لأبرز لاسامي في الولايات المتحدة, ديفيد ديوك من جهة اخرى. في مقال معاد لإسرائيل, بالمناسبة, ميرسهايمر يتهم الإسرائيليين انهم يؤيدون تشجيع نقل السكان العرب من إسرائيل. يوجد بالمقال استناد الى استطلاعات والى تلاعبات استطلاعية, لكن لا توجد كلمة واحدة عن ان الاحزاب التي تؤيد الترحيل لم تحظ قط بدعم جدي في الانتخابات. \n<br><br>وهذا غريب بعض الشيء, لان الاستاذ المحترم يعبر عن تأييده للترحيل بقوله: <br>Creating homogeneous states would require transferring populations and drawing new borders. <br>يمكن الافتراض ان مؤيدي الترحيل سيقفزون على هذه الأقوال كمن يجد غنيمة كبرى. اهتمامنا ليس بالترحيل. اهتمانا هو بتطبيق منصف ومتساو للقواعد الدولية. وميرسهايمر هو مثال على صناعة الأخلاقيات المزدوجة, التي تنتج صناعة "حق العودة". \n<br> <br> <br> <br>السود هم لاجئون وضيعون, والفلسطينيون لاجئون أصحاب حسب ونسب <br> <br> لكل عمليات التبادل السكاني التي تم استعراضها ثمة قاسم مشترك يشمل موافقة دولية: خلق تجانس ديني او عرقي يحول دون نشوء النزاعات. هذا لا يعني انه يجب التطلع الى تجانس مطلق. ان الموافقة الدولية على التجانس, كما تجد تعبيرها في نزاع قبرص, هي المثال الصحيح ايضا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. \n<br><br>ولو انتهج العالم ازاءهم نفس السياسة التي تم انتهاجها خلال تلك السنوات تجاه مجموعات اخرى – من ألمان, هنود وباكستانيين – لما كانت هناك اليوم مشكلة لاجئين. لكن الأمم المتحدة قد قررت, بأحد الأخطاء التي ستذكر كوصمة عار أبدية, أن تعامل الفلسطينيين معاملة مختلفة. هذه سياسة تنطوي على اعلان عدم المساواة لتقول : الفلسطينيون هم لاجئون أصحاب حسب ونسب, اما السود فهم لاجئون وضيعون. \n<br><br>المجتمع الدولي بدوره ينتهج نفس نهج الأمم المتحدة. وحتى ان كان لا يؤيد "حق العودة" رسميا, فانه يمول صناعة "حق العودة". فالاتحاد الأوروبي يساعد عشرات المنظمات التي يشكل هذا الهدف أحد أهدافها. بموجب المبدأ الدولي, يحق للفلسطينيين أن يتم استيعابهم كذلك في الدولة الفلسطينية التي لن تقوم إلا اذا أبدى الفلسطينيون استعدادهم للعيش في كيان وطني الى جانب دولة إسرائيل, وليس على أنقاضها. \n<br> <br><br> <br>المطالبون بحق العودة للفلسطينيين لا يعترفون بوجود إسرائيل ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>وهذا هو ميرسهايمر نفسه الذي أصبح بطل جزء من اليسار الراديكالي, في
العالم وإسرائيل, من جهة, وبالنسبة لأبرز لاسامي في الولايات المتحدة, ديفيد ديوك
من جهة اخرى. في مقال معاد لإسرائيل, بالمناسبة, ميرسهايمر يتهم الإسرائيليين انهم
يؤيدون تشجيع نقل السكان العرب من إسرائيل. يوجد بالمقال استناد الى استطلاعات والى
تلاعبات استطلاعية, لكن لا توجد كلمة واحدة عن ان الاحزاب التي تؤيد الترحيل لم تحظ
قط بدعم جدي في الانتخابات. <BR><BR>وهذا غريب بعض الشيء, لان الاستاذ
المحترم يعبر عن تأييده للترحيل بقوله: <BR>Creating homogeneous states would
require transferring populations and drawing new borders. <BR>يمكن
الافتراض ان مؤيدي الترحيل سيقفزون على هذه الأقوال كمن يجد غنيمة كبرى. اهتمامنا
ليس بالترحيل. اهتمانا هو بتطبيق منصف ومتساو للقواعد الدولية. وميرسهايمر هو مثال
على صناعة الأخلاقيات المزدوجة, التي تنتج صناعة "حق العودة".
<BR> <BR> <BR>&n bsp; <BR>السود هم لاجئون
وضيعون, والفلسطينيون لاجئون أصحاب حسب ونسب <BR> <BR> لكل عمليات
التبادل السكاني التي تم استعراضها ثمة قاسم مشترك يشمل موافقة دولية: خلق تجانس
ديني او عرقي يحول دون نشوء النزاعات. هذا لا يعني انه يجب التطلع الى تجانس مطلق.
ان الموافقة الدولية على التجانس, كما تجد تعبيرها في نزاع قبرص, هي المثال الصحيح
ايضا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. <BR><BR>ولو انتهج العالم ازاءهم نفس
السياسة التي تم انتهاجها خلال تلك السنوات تجاه مجموعات اخرى – من ألمان, هنود
وباكستانيين – لما كانت هناك اليوم مشكلة لاجئين. لكن الأمم المتحدة قد قررت, بأحد
الأخطاء التي ستذكر كوصمة عار أبدية, أن تعامل الفلسطينيين معاملة مختلفة. هذه
سياسة تنطوي على اعلان عدم المساواة لتقول : الفلسطينيون هم لاجئون أصحاب حسب
ونسب, اما السود فهم لاجئون وضيعون. <BR><BR>المجتمع الدولي بدوره ينتهج نفس
نهج الأمم المتحدة. وحتى ان كان لا يؤيد "حق العودة" رسميا, فانه يمول صناعة "حق
العودة". فالاتحاد الأوروبي يساعد عشرات المنظمات التي يشكل هذا الهدف أحد
أهدافها. بموجب المبدأ الدولي, يحق للفلسطينيين أن يتم استيعابهم كذلك في الدولة
الفلسطينية التي لن تقوم إلا اذا أبدى الفلسطينيون استعدادهم للعيش في كيان
وطني الى جانب دولة إسرائيل, وليس على أنقاضها. <BR> <BR><BR>
<BR>المطالبون بحق العودة للفلسطينيين لا يعترفون بوجود إسرائيل
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>المقولة ان لكل دولة الحق بالحفاظ على تجانس عرقي او ديني, وان اللاجئين الموجودين في مكان ينتمون فيه الى الأغلبية الدينية او العرقية, لا حق لهم في العودة, هي مقولة ملزمة لإسرائيل ايضا. هذا يعني انه رغم ان يهودا والسامرة هما جزءان من وطن الشعب اليهودي التاريخي, لا حق لليهود بالعودة الى هناك, مثلما لا حق للفلسطينيين بالعودة الى إسرائيل, رغم انها وطنهم التاريخي. \n<br><br>حكم واحد يجب أن يكون للألمان الذين تم استيعابهم في ألمانيا, للهندوس الذي تم استيعابهم في الهند, للمسلمين الذين انتقلوا الى الباكستان, وهذا الحكم يقول ان لليهود الحق بالعودة الى إسرائيل, لكن ليس الى فلسطين, وللفلسطينيين الحق بالعودة الى فلسطين, لكن ليس الى إسرائيل. \n<br><br>ان الرفض المطلق لحق العودة هو ليس نتاج الوضع الدولي فقط, وانما هو نتاج حق تقرير المصير ايضا. ثمة حق كهذا للفلسطينيين, وثمة حق كهذا لليهود. ومن يطالب بحق العودة للفلسطينيين, ولهم وحدهم, لا يعترف عمليا, بكلمات معسولة, بحق تقرير المصير لليهود. ولليهود فقط. \n<br> <br> <br>على المسلمين التعلم من إسرائيل, وتحمل المسؤولية عن اللاجئين <br> <br>إسرائيل ليست المذنبة بتكريس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, بل المذنب بذلك هو المجتمع الدولي. وبدل تقديم الدواء لعلاج الجرح, قام برش الملح عليه. سخرية القدر هي, وهي سخرية مريرة, ان الأخلاقيات المزدوجة لم تسفر إلا عن زيادة معاناة الفلسطينيين. وكرست حالة معاناتهم. ومنعتهم من حل مشكلتهم. \n<br><br>يوم ينبذ العالم الأخلاقيات المزدوجة, سيكون يوم بشرى للفلسطينيين. وسيكون هذا أول يوم يبدأ فيه منسوب معاناتهم بالانخفاض. هذا هو اليوم الذي يكفون فيه عن كونهم أدوات لعب سياسية. لصالحهم, ولصالح فكرة السلام, يجدر بهذا اليوم ان يأتي. \n<br><br>لقد ساهمت إسرائيل بنصيبها باستيعابها اليهود الذين قدموا اليها, عقب نفس النزاع الذي دفع الفلسطينيين الى مغادرة إسرائيل. المسؤولية عن اللاجئين الفلسطينيين, بأساسها, هي مسؤولية العالم الإسلامي والعربي ومسؤولية المجتمع الدولي. \n<br><br>ألمانيا استوعبت الألمان. الهند استوعبت الهندوس. الباكستان استوعبت المسلمين. إسرائيل استوعبت اليهود. عشرات ملايين اللاجئين استوعبوا في الدول التي انتقلوا اليها – دول فيها أبناء دينهم او شعبهم يشكلون الأغلبية. رجاء, فليقم العالم العربي باستيعاب لاجئيه الفلسطينيين. \n<br> <br> ( <br><br>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>المقولة ان لكل دولة الحق بالحفاظ على تجانس عرقي او ديني, وان
اللاجئين الموجودين في مكان ينتمون فيه الى الأغلبية الدينية او العرقية, لا حق لهم
في العودة, هي مقولة ملزمة لإسرائيل ايضا. هذا يعني انه رغم ان يهودا والسامرة هما
جزءان من وطن الشعب اليهودي التاريخي, لا حق لليهود بالعودة الى هناك, مثلما لا حق
للفلسطينيين بالعودة الى إسرائيل, رغم انها وطنهم التاريخي. <BR><BR>حكم واحد
يجب أن يكون للألمان الذين تم استيعابهم في ألمانيا, للهندوس الذي تم استيعابهم في
الهند, للمسلمين الذين انتقلوا الى الباكستان, وهذا الحكم يقول ان لليهود الحق
بالعودة الى إسرائيل, لكن ليس الى فلسطين, وللفلسطينيين الحق بالعودة الى فلسطين,
لكن ليس الى إسرائيل. <BR><BR>ان الرفض المطلق لحق العودة هو ليس نتاج الوضع
الدولي فقط, وانما هو نتاج حق تقرير المصير ايضا. ثمة حق كهذا للفلسطينيين, وثمة حق
كهذا لليهود. ومن يطالب بحق العودة للفلسطينيين, ولهم وحدهم, لا يعترف عمليا,
بكلمات معسولة, بحق تقرير المصير لليهود. ولليهود فقط. <BR> <BR>
<BR>على المسلمين التعلم من إسرائيل, وتحمل المسؤولية عن اللاجئين <BR>
<BR>إسرائيل ليست المذنبة بتكريس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, بل المذنب بذلك هو
المجتمع الدولي. وبدل تقديم الدواء لعلاج الجرح, قام برش الملح عليه. سخرية
القدر هي, وهي سخرية مريرة, ان الأخلاقيات المزدوجة لم تسفر إلا عن زيادة معاناة
الفلسطينيين. وكرست حالة معاناتهم. ومنعتهم من حل مشكلتهم. <BR><BR>يوم ينبذ العالم
الأخلاقيات المزدوجة, سيكون يوم بشرى للفلسطينيين. وسيكون هذا أول يوم يبدأ فيه
منسوب معاناتهم بالانخفاض. هذا هو اليوم الذي يكفون فيه عن كونهم أدوات لعب
سياسية. لصالحهم, ولصالح فكرة السلام, يجدر بهذا اليوم ان يأتي.
<BR><BR>لقد ساهمت إسرائيل بنصيبها باستيعابها اليهود الذين قدموا اليها, عقب نفس
النزاع الذي دفع الفلسطينيين الى مغادرة إسرائيل. المسؤولية عن اللاجئين
الفلسطينيين, بأساسها, هي مسؤولية العالم الإسلامي والعربي ومسؤولية المجتمع
الدولي. <BR><BR>ألمانيا استوعبت الألمان. الهند استوعبت الهندوس. الباكستان
استوعبت المسلمين. إسرائيل استوعبت اليهود. عشرات ملايين اللاجئين استوعبوا في
الدول التي انتقلوا اليها – دول فيها أبناء دينهم او شعبهم يشكلون الأغلبية. رجاء,
فليقم العالم العربي باستيعاب لاجئيه الفلسطينيين. <BR> <BR> (
<BR><BR>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>4 كانون الأول / ديسمبر 2006 <br>كيف يحدث ان العالم منشغل باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في السلسلة <br>\n <br><br>(إن المقال الذي نشر في صحيفة معاريف يعبر آراء كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن مضمونه)<br><br>المقال الأول في السلسلة , الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب – الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة. الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى الفلسطينيين منهم بشكل خاص. \n<br><br><br>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. \n<br><br>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. \n<br><br>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. \n<br> <br> <br> العالم مليء باللاجئين <br> <br>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>4 كانون الأول / ديسمبر 2006 <BR>كيف يحدث ان العالم منشغل
باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في
السلسلة <BR> <BR><BR>(إن المقال الذي نشر في صحيفة معاريف يعبر آراء
كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن مضمونه)<BR><BR>المقال الأول في السلسلة ,
الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب
ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام
والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب –
الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة. الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين
إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع
اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول
الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى
الفلسطينيين منهم بشكل خاص. <BR><BR><BR>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة.
في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية
مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية
والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال
مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة
الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم
الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. <BR><BR>لا, ليس الحديث عن
إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا,
هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم
ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل
تحت الضغط. <BR><BR>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج
مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد
فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي
يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها
القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. <BR>
<BR> <BR> العالم مليء باللاجئين <BR> <BR>اعتبر التبادل السكاني
ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية
المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي
نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط
ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام
1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. \n<br><br>فالعالم مليء بمجتمعات كاملة اضطرت الى مغاد
<!DOCTYPE HTML PUBLIC "-//W3C//DTD HTML 4.0 Transitional//EN">
<HTML><HEAD>
<META http-equiv=Content-Type content="text/html; charset=windows-1256">
<META content="MSHTML 6.00.2900.2180" name=GENERATOR>
<STYLE></STYLE>
</HEAD>
<BODY dir=rtl bgColor=#ffffff>
<DIV><FONT face=Arial size=2>السلام عليكم</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2>بالنظر إلى موضوع الاحتلال الذي طرح <A
href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?post_id=7843#forumpost7843">هنا</A></FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2>رأيت أن أدرج موضوعا حول هذه المقالة التي وردت من
صديق منذ أيام</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV><FONT face=Arial color=#c0c0c0 size=2>كبداية لمناقشة الموضوع</FONT></DIV>
<DIV><FONT face=Arial size=2></FONT> </DIV>
<DIV>
<HR>
<BR><STRONG>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني:</STRONG>
<BR><BR><FONT color=#0000ff>4 كانون الأول / ديسمبر 2006</FONT><BR><BR><BR><FONT
color=#ff0000>كيف يحدث ان العالم منشغل باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله
بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في السلسلة <BR><BR>(إن المقال الذي نشر في
صحيفة معاريف يعبر آراء كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن
مضمونه)<BR><BR>المقال الأول في السلسلة , الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت
العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت
العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر
ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب – الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة.
الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر
حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي
يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة
والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى الفلسطينيين منهم بشكل خاص.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br><br>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. \n<br><br>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. \n<br><br>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. \n<br> <br> <br> العالم مليء باللاجئين <br> <br>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد. \n<br><br>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. \n<br><br>فالعالم مليء بمجتمعات كاملة اضطرت الى مغادرة دولة او مقاطعة والانتقال الى مكان آخر. واذا طبقنا عليهم التعريفات التي خصصت للفلسطينيين, سواء بتعريفهم كلاجئين, او بالنظرة الدولية اليهم, او بالمنظمات التي لا تحصى التي تعمل من اجل الدفاع عنهم – تنتظرنا حرب عالمية يختلط فيها الحابل بالنابل. ملايين الهندوس سيضطرون للعودة الى الباكستان. عشرات ملايين المسلمين سيعادون الى الهند. ودول البلقان ستضطر الى المرور بهجرة شعوب هائلة, تؤدي الى خلط جديد للمجموعات السكانية, وكذلك الى اعادة اشعال عدد لا حصر له من النزاعات. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR><BR>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت
تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير
حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس,
يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا
من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها
أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم
القومي. <BR><BR>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي
قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل
قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة
بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. <BR><BR>واذا لم
تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن
مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه
مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير
من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة
للحدود. <BR> <BR> <BR> ال عالم مليء
باللاجئين <BR> <BR>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين
الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او
عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع
القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية
دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع
فيما بعد. <BR><BR>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد
آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في
أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة
التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. <BR><BR>فالعالم مليء بمجتمعات
كاملة اضطرت الى مغادرة دولة او مقاطعة والانتقال الى مكان آخر. واذا طبقنا عليهم
التعريفات التي خصصت للفلسطينيين, سواء بتعريفهم كلاجئين, او بالنظرة الدولية
اليهم, او بالمنظمات التي لا تحصى التي تعمل من اجل الدفاع عنهم – تنتظرنا حرب
عالمية يختلط فيها الحابل بالنابل. ملايين الهندوس سيضطرون للعودة الى الباكستان.
عشرات ملايين المسلمين سيعادون الى الهند. ودول البلقان ستضطر الى المرور بهجرة
شعوب هائلة, تؤدي الى خلط جديد للمجموعات السكانية, وكذلك الى اعادة اشعال عدد لا
حصر له من النزاعات.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>صحيح انه لا تخطر ببال أحد فكرة كهذه. وصحيح ان أحدا لا يفكر بوجوب عودة المسلمين الى اليونان او بلغاريا, او عودة المسيحيين الى تركيا, او عودة الألمان الى تشيكيا, والقائمة طويلة. لاننا اذا طبقنا "حق العودة" هذا, ستنهار وتتفكك الكثير من الدول, وتدخل في عهد طويل من الحمامات الدموية المتواصلة. \n<br> <br> <br> <br> "حق العودة هو الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل"<br> <br>لحسن حظنا, العالم الحالي هو عالم عاقل. وهو لا يطالب بفرض هذا الحمام الدموي العالمي, الذي سيؤدي الى تفكيك وانهيار دول. العالم عاقل – الى حين يصل الى قضية الفلسطينيين. عندها, يصبح العالم مجنونا. الأسود يصبح في نظره أبيض والأبيض يصبح أسود. وكل ما يصح بالنسبة لكل نزاع آخر في العالم- لا يصح ولا يجوز عند وصول الأمر الى وطن اليهود الصغير. \n<br><br>فجأة, فان ما يصح بالنسبة لبغاريا وتركيا واليونان وتشيكيا والهند والباكستان ولعشرات الدول الاخرى – لا يصح بالنسبة لإسرائيل. وهي مطالَبة بتطبيق معايير اخرى. في الاتجاه المعاكس. هنا ايضا, تنشغل جوقة من المنظمات الدولية بأمر واحد فقط: بدعاية في أرجاء العالم تهول من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتعمل على تكريسها. \n<br><br>الاتجاه لدى هيئات كثيرة اخرى واضح أكثر: أن تفرض على إسرائيل, على إسرائيل وحدها, نوعا من الحلول, اسمه "حق العودة", رغم انه من الواضح تماما انه سيؤدي الى اشعال حريق هائل. هناك من يؤيد هذا الحل بدافع الجهل والسذاجة. لكن هناك كثيرون يؤيدون هذا الحل لان هدفهم ليس التوصل الى تسوية او حل. بل هدفهم بالواقع هو اشعال الحريق, او كما قال صخر حبش, أحد مستشاري عرفات: " حق العودة هو الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل". \n<br><br>لن نتناول في هذا المقال أكبر هجرة شعوب في التاريخ. كما لن نطالب العرب الذين قاموا بغزو آسيا, أفريقية وأوروبا بالعودة الى مسقط رأسهم. ولن نطالب محتلي القارة الأمريكية البيض بالعودة الى أوروبا, رغم انهم لم يحتلوا ويغتصبوا أرضا ليست أرضهم فحسب, بل ارتكبوا خلال هذه الأعمال جرائم ضد الإنسانية. \n<br><br>لا نتطرق في هذا المقال إلا إلى عمليات التبادل السكاني التي نفذت منذ بداية القرن ال – 20. ولن نتناولها جميعها, لان المجال لا يتسع لذلك, بل سنتناول تلك الأعمال التي تنطوي على أوجه تشابه معينة مع التبادل السكاني الذي جرى بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. وهي عمليات تبادل سكاني اشتملت على كل شي: طرد وهروب وانتقال عن طيب خاطر ايضا, ومن كلا الجانبين. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>صحيح انه لا تخطر ببال أحد فكرة كهذه. وصحيح ان أحدا لا يفكر بوجوب عودة
المسلمين الى اليونان او بلغاريا, او عودة المسيحيين الى تركيا, او عودة الألمان
الى تشيكيا, والقائمة طويلة. لاننا اذا طبقنا "حق العودة" هذا, ستنهار وتتفكك
الكثير من الدول, وتدخل في عهد طويل من الحمامات الدموية المتواصلة.
<BR> <BR> <BR> <BR> "حق العودة هو
الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل"<BR> <BR>لحسن حظنا, العالم الحالي هو
عالم عاقل. وهو لا يطالب بفرض هذا الحمام الدموي العالمي, الذي سيؤدي الى تفكيك
وانهيار دول. العالم عاقل – الى حين يصل الى قضية الفلسطينيين. عندها, يصبح العالم
مجنونا. الأسود يصبح في نظره أبيض والأبيض يصبح أسود. وكل ما يصح بالنسبة لكل نزاع
آخر في العالم- لا يصح ولا يجوز عند وصول الأمر الى وطن اليهود الصغير.
<BR><BR>فجأة, فان ما يصح بالنسبة لبغاريا وتركيا واليونان وتشيكيا والهند
والباكستان ولعشرات الدول الاخرى – لا يصح بالنسبة لإسرائيل. وهي مطالَبة بتطبيق
معايير اخرى. في الاتجاه المعاكس. هنا ايضا, تنشغل جوقة من المنظمات الدولية
بأمر واحد فقط: بدعاية في أرجاء العالم تهول من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتعمل
على تكريسها. <BR><BR>الاتجاه لدى هيئات كثيرة اخرى واضح أكثر: أن تفرض على
إسرائيل, على إسرائيل وحدها, نوعا من الحلول, اسمه "حق العودة", رغم انه من الواضح
تماما انه سيؤدي الى اشعال حريق هائل. هناك من يؤيد هذا الحل بدافع الجهل والسذاجة.
لكن هناك كثيرون يؤيدون هذا الحل لان هدفهم ليس التوصل الى تسوية او حل. بل هدفهم
بالواقع هو اشعال الحريق, او كما قال صخر حبش, أحد مستشاري عرفات: " حق العودة هو
الورقة الرابحة, ومعناه تصفية إسرائيل". <BR><BR>لن نتناول في هذا المقال أكبر هجرة
شعوب في التاريخ. كما لن نطالب العرب الذين قاموا بغزو آسيا, أفريقية وأوروبا
بالعودة الى مسقط رأسهم. ولن نطالب محتلي القارة الأمريكية البيض بالعودة الى
أوروبا, رغم انهم لم يحتلوا ويغتصبوا أرضا ليست أرضهم فحسب, بل ارتكبوا خلال هذه
الأعمال جرائم ضد الإنسانية. <BR><BR>لا نتطرق في هذا المقال إلا إلى
عمليات التبادل السكاني التي نفذت منذ بداية القرن ال – 20. ولن نتناولها جميعها,
لان المجال لا يتسع لذلك, بل سنتناول تلك الأعمال التي تنطوي على أوجه تشابه معينة
مع التبادل السكاني الذي جرى بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. وهي عمليات
تبادل سكاني اشتملت على كل شي: طرد وهروب وانتقال عن طيب خاطر ايضا, ومن كلا
الجانبين.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br> <br>هدف اونروا : تكريس واقع اللاجئين الفلسطينيين <br> <br>نحو 600 الى 800 ألف عربي غادروا إسرائيل الى الدول المجاورة. عدد مشابه من اليهود غادر الدول العربية وقدم الى إسرائيل. هذا الامر حصل كجزء من عملية عالمية – عشرات الحالات من التبادل السكاني تمت على خلفية اقامة دول قومية – دول ذات مميزات عرقية او دينية. عشرات ملايين الاشخاص شاركوا في هذه التحركات السكانية. ان أحدا من عشرات ملايين هؤلاء الأشخاص لم يبق لاجئا. يقينا ليس الذين قدموا الى إسرائيل. هذا اللقب محفوظ فقط, للاجئين الفلسطينيين وحدهم ووحدهم فقط. \n<br><br>الأخلاقيات المزدوجة تبدأ , ولا تنتهي, بحقيقة وجود منظمتين تعالجان مشكلة اللاجئين. الأولى تعالج مشكلة جميع لاجئي العالم, وهي -United Nations High Commission for Refugees UNHCR, والثانية معروفة لدينا باسم اونروا: United Nations Relief and Works Agency-UNRWA, وهي لا تعالج إلا مشكلة الفلسطينيين وحدهم, وذلك بموجب قرار خاص صادق عن الأمم المتحدة. \n<br><br>وفي حين ان هدف المنظمة العامة هو مساعدة اللاجئين على بدء حياة جديدة, وانهاء وضعيتهم كلاجئين, فان هدف اونروا هو عكس ذلك تماما: هدفها هو تكريس حالة اللجوء. رغم ان عشرات ملايين اللاجئين لم يعودوا لاجئين بعد بفضل برامج مساعدة الأمم المتحدة. لكن ما من لاجيء فلسطيني واحد قد فقد هذا التعريف. بالعكس, عدد اللاجئين الفلسطينيين آخذ بالتزايد من عام الى عام. \n<br> <br> <br>بسبب تعريف الأمم المتحدة, عدد اللاجئين يزداد باستمرار <br> <br>هناك فارق ايضا في تعريف مصطلح "لاجيء". عند الحديث عن الفلسطينيين, المقصود هو "الأشخاص الذي كان مكان سكنهم العادي فلسطين بين حزيران/يونيو 1946 وايار/مايو 1948". الطامة تكمن بان من وصل الى فلسطين كمهاجر عمل في بداية 1946, تم تعريفه تلقائيا كلاجيء فلسطيني, حتى لو كان الحديث عن مصري او سوري او أردني او لبناني . فالمكوث مدة عامين في فلسطين يمنح المرء الحق بأن يدرج اسمه على قائمة اللاجئين الذين تعالجهم أونروا الى أبد الدهر. \n<br><br>ليس الحال هكذا بالنسبة للاجيء العادي, الذي عليه اثبات شروط متراكمة, لكي يحظى بمساعدة UNHCR. وهذا ليس كل شيء. بموجب التعريف العام للأمم المتحدة , وهو تعريف يسري على الجميع, من تأقلم في دولة أخرى, وأصبح مواطنا فاعلا بها, لم يعد يعتبر لاجئا. يوجد في الأردن مئات آلاف الفلسطينيين. وقد حصلوا على المواطنة . حتى ان هناك فلسطينيين يشغلون مناصب وزارية في حكومة لبنان. لكن حسب تعريف الأمم المتحدة المستهجن, هؤلاء الأشخاص ما زالوا لاجئين. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR> <BR>هدف اونروا : تكريس واقع اللاجئين
الفلسطينيين <BR> <BR>نحو 600 الى 800 ألف عربي غادروا إسرائيل الى
الدول المجاورة. عدد مشابه من اليهود غادر الدول العربية وقدم الى إسرائيل. هذا
الامر حصل كجزء من عملية عالمية – عشرات الحالات من التبادل السكاني تمت على خلفية
اقامة دول قومية – دول ذات مميزات عرقية او دينية. عشرات ملايين الاشخاص شاركوا في
هذه التحركات السكانية. ان أحدا من عشرات ملايين هؤلاء الأشخاص لم يبق لاجئا. يقينا
ليس الذين قدموا الى إسرائيل. هذا اللقب محفوظ فقط, للاجئين الفلسطينيين وحدهم
ووحدهم فقط. <BR><BR>الأخلاقيات المزدوجة تبدأ , ولا تنتهي, بحقيقة وجود منظمتين
تعالجان مشكلة اللاجئين. الأولى تعالج مشكلة جميع لاجئي العالم, وهي -United
Nations High Commission for Refugees UNHCR, والثانية معروفة لدينا باسم اونروا:
United Nations Relief and Works Agency-UNRWA, وهي لا تعالج إلا مشكلة الفلسطينيين
وحدهم, وذلك بموجب قرار خاص صادق عن الأمم المتحدة. <BR><BR>وفي حين ان هدف المنظمة
العامة هو مساعدة اللاجئين على بدء حياة جديدة, وانهاء وضعيتهم كلاجئين, فان هدف
اونروا هو عكس ذلك تماما: هدفها هو تكريس حالة اللجوء. رغم ان عشرات ملايين
اللاجئين لم يعودوا لاجئين بعد بفضل برامج مساعدة الأمم المتحدة. لكن ما من لاجيء
فلسطيني واحد قد فقد هذا التعريف. بالعكس, عدد اللاجئين الفلسطينيين آخذ بالتزايد
من عام الى عام. <BR> <BR> <BR>بسبب تعريف الأمم المتحدة, عدد
اللاجئين يزداد باستمرار <BR> <BR>هناك فارق ايضا في تعريف مصطلح
"لاجيء". عند الحديث عن الفلسطينيين, المقصود هو "الأشخاص الذي كان مكان سكنهم
العادي فلسطين بين حزيران/يونيو 1946 وايار/مايو 1948". الطامة تكمن بان من وصل الى
فلسطين كمهاجر عمل في بداية 1946, تم تعريفه تلقائيا كلاجيء فلسطيني, حتى لو كان
الحديث عن مصري او سوري او أردني او لبناني . فالمكوث مدة عامين في فلسطين يمنح
المرء الحق بأن يدرج اسمه على قائمة اللاجئين الذين تعالجهم أونروا الى أبد الدهر.
<BR><BR>ليس الحال هكذا بالنسبة للاجيء العادي, الذي عليه اثبات شروط متراكمة, لكي
يحظى بمساعدة UNHCR. وهذا ليس كل شيء. بموجب التعريف العام للأمم المتحدة ,
وهو تعريف يسري على الجميع, من تأقلم في دولة أخرى, وأصبح مواطنا فاعلا بها, لم يعد
يعتبر لاجئا. يوجد في الأردن مئات آلاف الفلسطينيين. وقد حصلوا على المواطنة
. حتى ان هناك فلسطينيين يشغلون مناصب وزارية في حكومة لبنان. لكن حسب تعريف الأمم
المتحدة المستهجن, هؤلاء الأشخاص ما زالوا لاجئين.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>وهناك فارق آخر هام ومبدئي. في صفوف اللاجئين العاديين, الشخص وحده يعتبر لاجئا. ليس أفراد أسرته, ويقينا ليست الأجيال القادمة. اما لدى الفلسطينيين فالوضع عكس ذلك تماما. فاللجوء يصبح أمرا وراثيا. قضية تتوارثها الأجيال. حتى لو ان أبناء اللاجيء وأبناء أبنائه لم يروا فلسطين قط. وحتى لو كانوا أثرياء مثل بيل غيتس- فانهم ما زالوا لاجئين. \n<br><br>هكذا, وبرعاية الأمم المتحدة, تحظى "مشكلة اللاجئين" بالتكريس. تعريفها هو الاخر مختلف. وكذلك تكريس حالة اللجوء. وهكذا يزداد عدد اللاجئين من عام الى عام. وهكذا يتكون مسخ, هدفه واحد ووحيد: خلق مشكلة تحول دون حل النزاع. \n<br><br><br> <br> <br>بموازاة النزاع الاقليمي 10,000,000 شخص طردوا في البلقان <br> <br> <br>بموجب كل معيار دولي من نفس السنوات, فان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" قد انتهت في اللحظة التي بدأت: فعدد الفلسطينيين الذين تركوا إسرائيل يشبه او يقارب عدد اليهود الذين قدموا من الدول العربية الى إسرائيل. وإسرائيل لم تكن المكان الوحيد الذي حصل فيه تبادل سكاني في أعقاب صراع ديني او قومي. في كل مكان آخر في العالم, كانت القصة ستنتهي بذلك. لكن ليس هنا. فهنا تعمل الأخلاقيات المزدوجة. ولكي نفهم كم ان الحديث هو عن لعبة سياسية, تاريخية وقومية, فيما يلي استعراض لعمليات نقل وتبادل سكاني. \n<br><br>كانت بلاد البلقان أكبر مركز لعمليات التبادل السكاني, الطرد, الترحيل والهروب الجماعي في أعقاب حروب استغرقت طوال المائة سنة الأخيرة, ابتداء بحرب البلقان الأولى عام 1912, وانتهاء بحرب كوسوفو الأخيرة عام 1999- التي هي الأخرى لم تضع حدا للتحركات السكانية. عدد الأشخاص الذين شاركوا في التحركات السكانية الكبيرة يتراوح بين 7,000,000 شخص و-10,000,000 شخص. لن نستعرض هنا جميع هذه التحركات, بل سنتناول بعضها فقط. \n<br><br>بدأت الموجة الأولى خلال العصر الحديث عام 1915, بعد حرب البلقان الأولى, وخلالها تم نقل نحو 200,000 عثماني من أماكن سكناهم الى تركيا, في حين عاد 150,000 يوناني الى اليونان, و- 250,000 بلغاري عادوا الى بلغاريا. <br>\n<br>إن الحرب العالمية الأولى أدت الى تحركات سكانية أكبر أهمية. فعدد الصرب الذين اضطروا الى مغادرة بيوتهم يقدر بحوالي 750,000 على الأقل. 250,000 آخرون أُرغموا على القيام بأعمال سخرة, في بلغاريا وهنغاريا. وكثيرون آخرون لاقوا حتفهم خلال المسيرة القسرية الى البحر الأدرياتيكي. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>وهناك فارق آخر هام ومبدئي. في صفوف اللاجئين العاديين, الشخص وحده يعتبر
لاجئا. ليس أفراد أسرته, ويقينا ليست الأجيال القادمة. اما لدى الفلسطينيين فالوضع
عكس ذلك تماما. فاللجوء يصبح أمرا وراثيا. قضية تتوارثها الأجيال. حتى لو ان أبناء
اللاجيء وأبناء أبنائه لم يروا فلسطين قط. وحتى لو كانوا أثرياء مثل بيل غيتس-
فانهم ما زالوا لاجئين. <BR><BR>هكذا, وبرعاية الأمم المتحدة, تحظى "مشكلة
اللاجئين" بالتكريس. تعريفها هو الاخر مختلف. وكذلك تكريس حالة اللجوء. وهكذا
يزداد عدد اللاجئين من عام الى عام. وهكذا يتكون مسخ, هدفه واحد ووحيد: خلق مشكلة
تحول دون حل النزاع. <BR><BR><BR> <BR> <BR>بموازاة
النزاع الاقليمي 10,000,000 شخص طردوا في البلقان <BR> <BR> <BR>بموجب كل
معيار دولي من نفس السنوات, فان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" قد انتهت في
اللحظة التي بدأت: فعدد الفلسطينيين الذين تركوا إسرائيل يشبه او يقارب عدد
اليهود الذين قدموا من الدول العربية الى إسرائيل. وإسرائيل لم تكن المكان الوحيد
الذي حصل فيه تبادل سكاني في أعقاب صراع ديني او قومي. في كل مكان آخر في العالم,
كانت القصة ستنتهي بذلك. لكن ليس هنا. فهنا تعمل الأخلاقيات المزدوجة. ولكي نفهم كم
ان الحديث هو عن لعبة سياسية, تاريخية وقومية, فيما يلي استعراض لعمليات نقل وتبادل
سكاني. <BR><BR>كانت بلاد البلقان أكبر مركز لعمليات التبادل السكاني,
الطرد, الترحيل والهروب الجماعي في أعقاب حروب استغرقت طوال المائة سنة الأخيرة,
ابتداء بحرب البلقان الأولى عام 1912, وانتهاء بحرب كوسوفو الأخيرة عام 1999- التي
هي الأخرى لم تضع حدا للتحركات السكانية. عدد الأشخاص الذين شاركوا في التحركات
السكانية الكبيرة يتراوح بين 7,000,000 شخص و-10,000,000 شخص. لن نستعرض هنا جميع
هذه التحركات, بل سنتناول بعضها فقط. <BR><BR>بدأت الموجة الأولى خلال العصر الحديث
عام 1915, بعد حرب البلقان الأولى, وخلالها تم نقل نحو 200,000 عثماني من
أماكن سكناهم الى تركيا, في حين عاد 150,000 يوناني الى اليونان, و- 250,000
بلغاري عادوا الى بلغاريا. <BR><BR>إن الحرب العالمية الأولى أدت الى تحركات سكانية
أكبر أهمية. فعدد الصرب الذين اضطروا الى مغادرة بيوتهم يقدر بحوالي 750,000 على
الأقل. 250,000 آخرون أُرغموا على القيام بأعمال سخرة, في بلغاريا وهنغاريا.
وكثيرون آخرون لاقوا حتفهم خلال المسيرة القسرية الى البحر الأدرياتيكي.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br> <br>مبتدع فكرة الترحيل (الترانسفير) البلقاني حاز على جائزة نوبل <br> <br>بعد الحرب, اضطر نحو 300,000 بلغاري إلى العودة الى بلغاريا, من مناطق كانت تسيطر عليها بلغاريا حتى الحرب. هكذا ايضا كان حال نحو 200,000 هنغاري اضطروا الى مغادرة ترانسلفانيا والرحيل الى هنغاريا. عدد مشابه من المجريين اضطر الى مغادرة أراضي يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. \n<br><br>العشرينات أدت الى موجة أخرى من التحرك السكاني هي ذات أهمية بالنسبة لقضيتنا. أكبر تحرك سكاني خلال تلك السنوات تم بالاتفاق بين تركيا, واليونان وبلغاريا, تم احرازه في اتفاقية لوزان, عام 1923. الانتقال الرئيسي كان لنحو مليون ونصف مسيحي من تركيا الى اليونان, ونحو 500 ألف مسلم من اليونان الى تركيا. كانت هناك تحركات سكانية أخرى, لنحو 80 ألف بلغاري الى اليونان. \n<br><br>تجدر الإشارة الى انه لم يتم نقل جميع المسيحيين الى اليونان, او جميع المسلمين الى تركيا. لكن الهدف المعلن لعمليات النقل كان خلق تجانس على أساس ديني. في عام 1922 منح نانسن , مبتكر الفكرة ومنفذها, جائزة نوبل للسلام. \n<br><br> إن الأحداث التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية والحرب ذاتها تمخضت هي الأخرى عن تحركات سكانية ملحوظة. وكان أكبرها هروب مئات آلاف الصرب من كرواتيا , التي أصبح نظامها مؤيدا للنازيين, وكذلك تغيير الاتجاه في ترانسلفانيا التي انتقلت الى أيدي المجريين, مما اضطر نحو 200,000 روماني للمغادرة الى رومانيا. \n<br> <br> <br> <br>وسائل الإعلام الغربية كانت مع تحويل الصرب الى لاجئين <br> <br>الموجة الكبرى التالية جاءت خلال التسعينيات, مع تفكك يوغسلافيا, بعد وفاة تيتو. حوالي ربع مليون صربي طردوا من مناطق بقيت بأيدي كرواتيا عام 1955 بعد الحرب مع صربيا. هناك اتفاق مبدئي بشأن اعادتهم, وحسب تقارير مختلفة للأمم المتحدة يتم تنفيذ اجراء كهذا, الا انه يواجه مشاكل صعبة من قبل كرواتيا. ومن يعودون, يعانون من التمييز, يتبين لهم أنه قد تم الاستيلاء على بيوتهم, وهم لا يجدون أعمالا, وهناك حالات كثيرة من الاساءة لهم والتنكيل بهم. \n<br><br>ورغم تعليمات قضائية مختلفة تتيح للصرب الحصول على بيوتهم, فإنه عمليا, يتم التبليغ عن حالات فردية فقط تم خلالها تطبيق الحقوق القانونية. كما ان قرارات المحاكم الكرواتية بحق الصرب, لا تحظى عادة بالخروج الى حيز التنفيذ. وكثيرون من الصرب الذين يعودون الى كرواتيا يتخلون عن هذه "المتعة" المشكوك فيها, ويعودون مرة اخرى الى أجزاء أخرى من يوغسلافيا سابقا. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR> <BR>مبتدع فكرة الترحيل (الترانسفير) البلقاني حاز
على جائزة نوبل <BR> <BR>بعد الحرب, اضطر نحو 300,000 بلغاري إلى
العودة الى بلغاريا, من مناطق كانت تسيطر عليها بلغاريا حتى الحرب. هكذا ايضا كان
حال نحو 200,000 هنغاري اضطروا الى مغادرة ترانسلفانيا والرحيل الى هنغاريا. عدد
مشابه من المجريين اضطر الى مغادرة أراضي يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.
<BR><BR>العشرينات أدت الى موجة أخرى من التحرك السكاني هي ذات أهمية
بالنسبة لقضيتنا. أكبر تحرك سكاني خلال تلك السنوات تم بالاتفاق بين تركيا,
واليونان وبلغاريا, تم احرازه في اتفاقية لوزان, عام 1923. الانتقال الرئيسي
كان لنحو مليون ونصف مسيحي من تركيا الى اليونان, ونحو 500 ألف مسلم من اليونان الى
تركيا. كانت هناك تحركات سكانية أخرى, لنحو 80 ألف بلغاري الى اليونان.
<BR><BR>تجدر الإشارة الى انه لم يتم نقل جميع المسيحيين الى اليونان, او جميع
المسلمين الى تركيا. لكن الهدف المعلن لعمليات النقل كان خلق تجانس على أساس ديني.
في عام 1922 منح نانسن , مبتكر الفكرة ومنفذها, جائزة نوبل للسلام.
<BR><BR> إن الأحداث التي سبقت نشوب الحرب العالمية الثانية والحرب ذاتها
تمخضت هي الأخرى عن تحركات سكانية ملحوظة. وكان أكبرها هروب مئات آلاف الصرب من
كرواتيا , التي أصبح نظامها مؤيدا للنازيين, وكذلك تغيير الاتجاه في ترانسلفانيا
التي انتقلت الى أيدي المجريين, مما اضطر نحو 200,000 روماني للمغادرة الى
رومانيا. <BR> <BR> <BR> <BR>وسائل الإعلام
الغربية كانت مع تحويل الصرب الى لاجئين <BR> <BR>الموجة الكبرى
التالية جاءت خلال التسعينيات, مع تفكك يوغسلافيا, بعد وفاة تيتو. حوالي ربع
مليون صربي طردوا من مناطق بقيت بأيدي كرواتيا عام 1955 بعد الحرب مع صربيا. هناك
اتفاق مبدئي بشأن اعادتهم, وحسب تقارير مختلفة للأمم المتحدة يتم تنفيذ اجراء كهذا,
الا انه يواجه مشاكل صعبة من قبل كرواتيا. ومن يعودون, يعانون من التمييز, يتبين
لهم أنه قد تم الاستيلاء على بيوتهم, وهم لا يجدون أعمالا, وهناك حالات كثيرة من
الاساءة لهم والتنكيل بهم. <BR><BR>ورغم تعليمات قضائية مختلفة تتيح للصرب
الحصول على بيوتهم, فإنه عمليا, يتم التبليغ عن حالات فردية فقط تم خلالها تطبيق
الحقوق القانونية. كما ان قرارات المحاكم الكرواتية بحق الصرب, لا تحظى عادة
بالخروج الى حيز التنفيذ. وكثيرون من الصرب الذين يعودون الى كرواتيا يتخلون عن هذه
"المتعة" المشكوك فيها, ويعودون مرة اخرى الى أجزاء أخرى من يوغسلافيا سابقا.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لا داعي للإشارة إلى ان مستوى العداء بين الصرب والكروات بعيد عن مستوى العداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وان حلم الصرب هو ليس تدمير كرواتيا, ولم تكن هناك سنوات تم خلالها غسل الدماغ, القومي والديني, والدعوة الى تصفية الكيان الكرواتي. على كل الأحوال, يعيش في كرواتيا اليوم نحو 200 ألف صربي فقط, في دولة يبلغ تعداد سكانها \n4.4 مليون نسمة. <br><br>اي ان حتى عودة كاملة للصرب, وما من احتمال بأن يحدث أمر كهذا, لن تشكل تهديدا ديموغرافيا على كرواتيا. وفكرة التجانس القومي او الديني سوف تحفظ في جميع الأحوال. ان نظرة الى صحف الغرب خلال تلك الفترة, تظهر تسليما بعملية الترحيل التي قام بها الكرواتيون بحق الصرب وحتى تأييدا لها. هذه على سبيل المثال, كانت السياسة شبه الرسمية ل " نيو يورك تايمز". \n<br> <br> <br>في البلقان لم يسمعوا ببراءة اختراع "حق العودة" <br>كوسوفو: نحو 800 ألف ألباني طردوا من البلاد خلال الأزمة سنة 1999. أعيد معظمهم بعد التدخل العسكري من حلف شمال الأطلسي. بيد انه قبل ذلك , خرج نحو 150 ألف صربي من المنطقة الألبانية. عدد مشابه من الصرب غادر كوسوفو بعد الحرب, بسبب الخوف من انتقام الألبانيين. \n<br><br>مئات آلاف آخرون في جميع مناطق القتال فقدوا بيوتهم واضطروا الى الرحيل, ولو داخل حدود نفس الدولة (بخاصة البوسنة – هرتسغوفينا), الى أقاليم اخرى. الأعداد الدقيقة غير معروفة. هكذا مثلا, فان عدد الكروات الذين طردتهم القوات الصربية خلال الحرب خارج حدود صربيا, مقدر بنحو 170,000. من الجلي انه كان واضحا للمجتمع الدولي أن لا مناص من تحركات سكانية, بغية منع تفجرات قتالية إضافية. \n<br><br>ليس بوسع ما ذكرناه استعراض كافة التحركات السكانية في البلقان, التي شملت -كما أشرنا إليه سابقًا- ما يتراوح بين سبعة وعشرة ملايين نسمة. يدور الحديث أحيانا عن تطهير عرقي, وأحيانا عن قتل شعب (مثل الترحيل القاتل الذي نفذه الأتراك بحق الأرمن), وأحيانا, كما في حالة نانسن البارزة, يدور الحديث عن نقل سكاني بموجب اتفاق. القاسم المشترك لجميع التحركات السكانية هو محاولة خلق تجانس عرقي او ديني. في جميع الأحوال, ما من اعتراف ب "حق عودة", ما عدا حالة الصرب الاستثنائية, الذين سمح لهم بالعودة الى كرواتيا, لكنهم عمليا مُنعوا من ممارسة هذا الحق. \n<br> <br> <br>12 مليون لاجيء ألماني انصهروا خلال عدة سنوات <br> <br>",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>لا داعي للإشارة إلى ان مستوى العداء بين الصرب والكروات بعيد عن مستوى
العداء بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وان حلم الصرب هو ليس تدمير كرواتيا, ولم
تكن هناك سنوات تم خلالها غسل الدماغ, القومي والديني, والدعوة الى تصفية الكيان
الكرواتي. على كل الأحوال, يعيش في كرواتيا اليوم نحو 200 ألف صربي فقط, في دولة
يبلغ تعداد سكانها 4.4 مليون نسمة. <BR><BR>اي ان حتى عودة كاملة للصرب, وما
من احتمال بأن يحدث أمر كهذا, لن تشكل تهديدا ديموغرافيا على كرواتيا. وفكرة
التجانس القومي او الديني سوف تحفظ في جميع الأحوال. ان نظرة الى صحف الغرب خلال
تلك الفترة, تظهر تسليما بعملية الترحيل التي قام بها الكرواتيون بحق الصرب وحتى
تأييدا لها. هذه على سبيل المثال, كانت السياسة شبه الرسمية ل " نيو يورك تايمز".
<BR> <BR> <BR>في البلقان لم يسمعوا ببراءة اختراع "حق
العودة" <BR>كوسوفو: نحو 800 ألف ألباني طردوا من البلاد
خلال الأزمة سنة 1999. أعيد معظمهم بعد التدخل العسكري من حلف شمال الأطلسي. بيد
انه قبل ذلك , خرج نحو 150 ألف صربي من المنطقة الألبانية. عدد مشابه من الصرب غادر
كوسوفو بعد الحرب, بسبب الخوف من انتقام الألبانيين. <BR><BR>مئات آلاف آخرون
في جميع مناطق القتال فقدوا بيوتهم واضطروا الى الرحيل, ولو داخل حدود نفس الدولة
(بخاصة البوسنة – هرتسغوفينا), الى أقاليم اخرى. الأعداد الدقيقة غير معروفة. هكذا
مثلا, فان عدد الكروات الذين طردتهم القوات الصربية خلال الحرب خارج حدود صربيا,
مقدر بنحو 170,000. من الجلي انه كان واضحا للمجتمع الدولي أن لا مناص من تحركات
سكانية, بغية منع تفجرات قتالية إضافية. <BR><BR>ليس بوسع ما ذكرناه استعراض
كافة التحركات السكانية في البلقان, التي شملت -كما أشرنا إليه سابقًا- ما يتراوح
بين سبعة وعشرة ملايين نسمة. يدور الحديث أحيانا عن تطهير عرقي, وأحيانا عن قتل شعب
(مثل الترحيل القاتل الذي نفذه الأتراك بحق الأرمن), وأحيانا, كما في حالة نانسن
البارزة, يدور الحديث عن نقل سكاني بموجب اتفاق. القاسم المشترك لجميع التحركات
السكانية هو محاولة خلق تجانس عرقي او ديني. في جميع الأحوال, ما من اعتراف ب "حق
عودة", ما عدا حالة الصرب الاستثنائية, الذين سمح لهم بالعودة الى كرواتيا, لكنهم
عمليا مُنعوا من ممارسة هذا الحق. <BR> <BR> <BR>12 مليون لاجيء
ألماني انصهروا خلال عدة سنوات <BR> <BR>
<SCRIPT><!--
D(["mb","بعد الحرب العالمية الثانية, وقفت حدود بولندا على خط كرزون, الذي اقترح عام 1919. وأدى ترسيم الحدود الى تبادل سكاني قسري ل – 1.4 مليون بولندي وأكراني. البولنديون من الجانب الشرقي لخط كرزون اضطروا للانتقال الى بولندا. والأكرانيون من الجانب الغربي للخط اضطروا للانتقال الى أكرانيا. تماما كما في حالة البلقان, كان المبدأ هو الحفاظ على تجانس قومي او ديني. \n<br><br>التبادل السكاني القسري التالي تحدد في مؤتمر بوتسدام, فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. طوال مئات السنين عاشت جاليات ألمانية في مناطق مختلفة من شرق أوروبا وجنوب روسيا. هذه الجاليات اتهمت بدعم النازيين وبتأجيج الصراعات القومية. وفعلا, في اقليم السوديت في تشيكيا على سبيل المثال, غالبية الألمان أيدوا هيتلر ومطالبه. لكن ملايين الألمان في السوديت, رومانيا, هنغاريا وفي بولندا لم ينتموا الى مؤيدي هيتلر. ورغم ذلك, تقرر في مؤتمر بوتسدام "القيام بنقل منتظم للجاليات السكانية الألمانية". \n<br><br>في أعقاب هذا القرار اضطر ما بين 12 و 16 مليون ألماني الى الانتقال, بخلاف رغبتهم. كثيرون آخرون قتلوا خلال عمليات النقل. تم إرغاق عبارات ألمانية قامت بعمليات النقل بواسطة صواريخ طوربيد. تدعي مصادر ألمانية ان 2.5 مليون إنسان قتلوا او لاقوا حتفهم أثناء التحركات السكانية ويبدو ان عدد القتلى كان كبيرا جدا حتى ولو كانت هناك مبالغة جمة بهذا العدد. \n<br><br>وبعد الطرد الكبير بسنوات قليلة فقط لم يبق ولو ألماني واحد في مخيم للاجئين, كما أن مسألة الطرد, اللاجئين والمعاناة الكبيرة التي لحقت بالألمان, بكثيرين منهم حقا دون ان يرتكبوا اي ذنب – لم تعد قائمة على الأجندة الألمانية. ما تبقى من كل الامر هو منظمة واحدة, "منظمة المطرودين الألمانية" (BVD), لكن هذه منظمة هامشية تلقى دعمها الأساسي من اليمين المتطرف. هناك ايضا عضوة برلمان واحدة, أنريكا شتاينباخ, تعمل على موضوع المطرودين وحقوقهم, لكن الاجماع الألماني هو انه لا حقوق, لا تعويض, وبالتأكيد لا عودة. \n<br> <br> <br> <br>الهند : 14 مليون لاجيء, جميعهم سرعان ما استقروا <br> <br>عمل الهنود طوال سنوات كثيرة من اجل التحرر من الاحتلال البريطاني المتواصل. الا انه كلما ازداد النشاط من اجل التحرر, ظهرت التوترات بين الهندوس والمسلمين, الى درجة حدوث شرخ كبير وعلني. أبو فكرة الدولة الباكستانية الإسلامية المستقلة هو الفيلسوف والأديب محمد إقبال. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
بعد الحرب العالمية الثانية, وقفت حدود بولندا على خط كرزون, الذي اقترح عام 1919.
وأدى ترسيم الحدود الى تبادل سكاني قسري ل – 1.4 مليون بولندي وأكراني. البولنديون
من الجانب الشرقي لخط كرزون اضطروا للانتقال الى بولندا. والأكرانيون من الجانب
الغربي للخط اضطروا للانتقال الى أكرانيا. تماما كما في حالة البلقان, كان
المبدأ هو الحفاظ على تجانس قومي او ديني. <BR><BR>التبادل السكاني
القسري التالي تحدد في مؤتمر بوتسدام, فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. طوال
مئات السنين عاشت جاليات ألمانية في مناطق مختلفة من شرق أوروبا وجنوب روسيا.
هذه الجاليات اتهمت بدعم النازيين وبتأجيج الصراعات القومية. وفعلا, في اقليم
السوديت في تشيكيا على سبيل المثال, غالبية الألمان أيدوا هيتلر ومطالبه. لكن
ملايين الألمان في السوديت, رومانيا, هنغاريا وفي بولندا لم ينتموا الى مؤيدي
هيتلر. ورغم ذلك, تقرر في مؤتمر بوتسدام "القيام بنقل منتظم للجاليات السكانية
الألمانية". <BR><BR>في أعقاب هذا القرار اضطر ما بين 12 و 16 مليون
ألماني الى الانتقال, بخلاف رغبتهم. كثيرون آخرون قتلوا خلال عمليات النقل. تم
إرغاق عبارات ألمانية قامت بعمليات النقل بواسطة صواريخ طوربيد. تدعي مصادر ألمانية
ان 2.5 مليون إنسان قتلوا او لاقوا حتفهم أثناء التحركات السكانية ويبدو ان عدد
القتلى كان كبيرا جدا حتى ولو كانت هناك مبالغة جمة بهذا العدد.
<BR><BR>وبعد الطرد الكبير بسنوات قليلة فقط لم يبق ولو ألماني واحد في مخيم
للاجئين, كما أن مسألة الطرد, اللاجئين والمعاناة الكبيرة التي لحقت بالألمان,
بكثيرين منهم حقا دون ان يرتكبوا اي ذنب – لم تعد قائمة على الأجندة الألمانية. ما
تبقى من كل الامر هو منظمة واحدة, "منظمة المطرودين الألمانية" (BVD), لكن
هذه منظمة هامشية تلقى دعمها الأساسي من اليمين المتطرف. هناك ايضا عضوة برلمان
واحدة, أنريكا شتاينباخ, تعمل على موضوع المطرودين وحقوقهم, لكن الاجماع الألماني
هو انه لا حقوق, لا تعويض, وبالتأكيد لا عودة. <BR>
<BR> <BR> <BR>الهند : 14 مليون لاجيء, جميعهم سرعان ما
استقروا <BR> <BR>عمل الهنود طوال سنوات كثيرة من اجل التحرر من
الاحتلال البريطاني المتواصل. الا انه كلما ازداد النشاط من اجل التحرر, ظهرت
التوترات بين الهندوس والمسلمين, الى درجة حدوث شرخ كبير وعلني. أبو فكرة الدولة
الباكستانية الإسلامية المستقلة هو الفيلسوف والأديب محمد إقبال.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>في الثلاثينات انضم الى هذا المطلب محمد علي جناح ايضا, الذي كان حتى ذلك الحين عضوا في حزب المؤتمر ومن أنصار فكرة إقامة دولة موحدة. المثير هو, انه ومنذ البداية لم يكن الحديث عن سكان متجانسين. فخطوط التمزق كثيرة جدا, والتمزق الديني كان أحد هذه الخطوط فقط, وليس الأكثر أهمية بينها. \n<br><br>وبذل زعيم النضال الذي لا منازع له من اجل التحرر من البريطانيين, مهاتما غاندي, كل جهد مستطاع من اجل اقامة الهند الموحدة التي تشمل الهندوس, السيخ والمسلمين. إلا أنه لم ينجح في ذلك (قتل غاندي بأيدي هندوسي متطرف اتهم غاندي بالتنازل لصالح المسلمين). والتوتر الديني أخذ بالازدياد. \n<br><br>في شهر آب/أغسطس 1947, مع انتهاء الحكم البريطاني, اقيمت دولتان: الهند والباكستان. في أعقاب الاعلان عن اقامتهما, انتقل أكثر من سبعة ملايين من الهندوس والسيخ من الجانب الإسلامي الى الجانب الهندي, وعدد مشابه من المسلمين قام بطريقه بالاتجاه المعاكس. أثناء التبادل السكاني ارتكبت مجازر كثيرة أسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 200,000 ومليون نسمة. \n<br><br>وبقيت الباكستان إسلامية بأساسها. اما الهند اليوم, مع قرابة مليارد نسمة, ففيها أقلية مسلمة تبلغ نسبتها 16 بالمائة من عدد السكان. بؤرة التوتر بين الدولتين, التي سبق وأدت الى مواجهات وحروب, هو الجزء الهندي من اقليم كشمير, الذي يكون معظم سكانه من المسلمين. ولم يكن استيعاب اللاجئين, في كلا الجانبين سهلا. الا انه لا يوجد هنود او باكستانيون يعرفون اليوم ك"لاجئين". لقد انصهروا في اقاليم سكناهم الجديدة. \n<br> <br> <br> UNHCR التي وطنت لاجئي أرمينيا, لا تعتني بالفلسطينيين <br> <br>أدى تفكك الاتحاد السوفياتي الى خلق دول جديدة على أساس ديني وعرقي. على سبيل المثال, في عهد ستالين طرد الكثير من مسلمي الشيشان الى اقاليم اخرى في الاتحاد السوفياتي سابقا, ومعظمهم عادوا الى الشيشان والى الحرب الدائرة فيها. بؤرة نزاع اخرى مرتبطة اكثر بقضيتنا هي اقليم ناغورنو – كرباخ. \n<br><br>الحديث هو عن اقليم يكون معظم سكانه من الأرمن, لكنه موجود في اذربيجان, وجل سكانها من المسلمين. الصراع في المنطقة هو ذو تاريخ طويل, ويظهر من جديد في أعقاب اقامة الجمهوريات المستقلة, اثر انهيار الاتحاد السوفياتي. الاقليم الأرمني الذي كان يحظى بحكم ذاتي جزئي, طالب عام 1988 بالانضمام الى أرمينيا. \n<br><br>وأدت مجازر ارتكبت بحق المسلمين في أرمينيا وبحق الأرمن في أذربيجان, الى تحركات لاجئين في الاتجاهين. لاحقا تحول التوتر الى حرب فعلية. وسيطرت أرمينيا على معظم أراضي الاقليم المتنازع عليه. ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>في الثلاثينات انضم الى هذا المطلب محمد علي جناح ايضا, الذي كان حتى ذلك
الحين عضوا في حزب المؤتمر ومن أنصار فكرة إقامة دولة موحدة. المثير هو, انه ومنذ
البداية لم يكن الحديث عن سكان متجانسين. فخطوط التمزق كثيرة جدا, والتمزق الديني
كان أحد هذه الخطوط فقط, وليس الأكثر أهمية بينها. <BR><BR>وبذل زعيم النضال الذي
لا منازع له من اجل التحرر من البريطانيين, مهاتما غاندي, كل جهد مستطاع من اجل
اقامة الهند الموحدة التي تشمل الهندوس, السيخ والمسلمين. إلا أنه لم ينجح في ذلك
(قتل غاندي بأيدي هندوسي متطرف اتهم غاندي بالتنازل لصالح المسلمين). والتوتر
الديني أخذ بالازدياد. <BR><BR>في شهر آب/أغسطس 1947, مع انتهاء الحكم
البريطاني, اقيمت دولتان: الهند والباكستان. في أعقاب الاعلان عن اقامتهما, انتقل
أكثر من سبعة ملايين من الهندوس والسيخ من الجانب الإسلامي الى الجانب الهندي, وعدد
مشابه من المسلمين قام بطريقه بالاتجاه المعاكس. أثناء التبادل السكاني ارتكبت
مجازر كثيرة أسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 200,000 ومليون نسمة. <BR><BR>وبقيت
الباكستان إسلامية بأساسها. اما الهند اليوم, مع قرابة مليارد نسمة, ففيها
أقلية مسلمة تبلغ نسبتها 16 بالمائة من عدد السكان. بؤرة التوتر بين الدولتين, التي
سبق وأدت الى مواجهات وحروب, هو الجزء الهندي من اقليم كشمير, الذي يكون معظم سكانه
من المسلمين. ولم يكن استيعاب اللاجئين, في كلا الجانبين سهلا. الا انه لا يوجد
هنود او باكستانيون يعرفون اليوم ك"لاجئين". لقد انصهروا في اقاليم سكناهم الجديدة.
<BR> <BR> <BR> UNHCR التي وطنت لاجئي
أرمينيا, لا تعتني بالفلسطينيين <BR> <BR>أدى تفكك الاتحاد السوفياتي
الى خلق دول جديدة على أساس ديني وعرقي. على سبيل المثال, في عهد ستالين طرد الكثير
من مسلمي الشيشان الى اقاليم اخرى في الاتحاد السوفياتي سابقا, ومعظمهم عادوا الى
الشيشان والى الحرب الدائرة فيها. بؤرة نزاع اخرى مرتبطة اكثر بقضيتنا هي
اقليم ناغورنو – كرباخ. <BR><BR>الحديث هو عن اقليم يكون معظم
سكانه من الأرمن, لكنه موجود في اذربيجان, وجل سكانها من المسلمين. الصراع في
المنطقة هو ذو تاريخ طويل, ويظهر من جديد في أعقاب اقامة الجمهوريات المستقلة, اثر
انهيار الاتحاد السوفياتي. الاقليم الأرمني الذي كان يحظى بحكم ذاتي جزئي, طالب عام
1988 بالانضمام الى أرمينيا. <BR><BR>وأدت مجازر ارتكبت بحق المسلمين في
أرمينيا وبحق الأرمن في أذربيجان, الى تحركات لاجئين في الاتجاهين. لاحقا تحول
التوتر الى حرب فعلية. وسيطرت أرمينيا على معظم أراضي الاقليم المتنازع عليه.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>في عام 1994 تم التوصل الى وقف لاطلاق النار, الا ان النزاع كان قد خلف نحو مليون لاجيء – حوالي 360 ألف مسيحي – أرمني انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أرمينيا, وحوالي 740 ألف مسلم انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أذربيجان. وشيء مثير آخر في هذا النزاع : في أذربيجان ثمة مخيمات لاجئين, ولا توجد تقريبا عملية لاستيعابهم ودمجهم. \n<br><br>أرمينيا في المقابل, تقوم بجهود بالتعاون مع UNHCR, منظمة اللاجئين الدولية, من اجل استيعاب اللاجئين وتوطينهم. ازاء ذلك, تبذل اونروا جهودا بالاتجاه المعاكس: عمل كل شيء ما عدا استيعاب ودمج العرب المسلمين (الفلسطينيين) في دول عربية إسلامية. \n<br> <br> <br>السودان – مصنع لانتاج اللاجئين <br> <br>السودان هي دولة تشهد توترات بين السكان السود غير المسلمين, وبين السكان العرب المسلمين. أثناء المواجهات بين المسلمين والسود في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وفي بداية التسعينات, طرد الى السنغال ومالي المجاورتين نحو 75 ألف شخص من السود, وعدد مشابه من العرب تم استيعابهم في موريتانيا, بعد أن طردوا من الدولتين. والصراع على عروبة الدولة ما زال مستمرا. \n<br><br>هذه الدولة هي الاستثنائية, لان الحديث لا يدور عن تبادل سكاني, بل عن دولة تقوم بتطهير عرقي وبقتل مواطنيها بواسطة خلايا الموت (الجنجويد). ومنذ تسلم النظام الإسلامي زمام الحكم, فان ظواهر التطهير العرقي والديني آخذة بالازدياد باستمرار, وليس في اقليم دارفور وحده فقط, الذي يتصدر نسبيا عناوين الأخبار, بل في أماكن أخرى. \n<br><br>الفظائع التي ترتكب تحت رعاية النظام تؤدي الى تيار هائل من اللاجئين. جزء من اللاجئين معرفون ب IDP (Internal Displaced Persons), والجزء الاخر كلاجئين في دول مجاورة, مثل تشاد. إضافة الى ملايين الضحايا الذين تم استعراضهم في التقرير السابق, الحديث هو عن نحو ثلاثة حتى أربعة ملايين إنسان اضطروا الى الجلاء من بيوتهم. \n<br><br>حتى الان لم نسمع عن مظاهرة واحدة أجريت في العالم العربي تشجب إبادة الشعب او التطهير العرقي او الإكراه الديني. والسودان تواصل نهجها منذ سنوات كثيرة, حيث تمنع وصول المساعدات الدولية, وتسيء الى الصحافيين ونشطاء منظمات الإغاثة. كما تقوم بعرقلة وصول قوات أرسلتها الأمم المتحدة. والتطهير العرقي مستمر فيها دون توقف. وخلال السنوات الاخيرة, فان السودان تزود العالم بأكبر عدد من اللاجئين. \n<br> <br> <br>لاجئو قبرص فضلوا عدم تأجيج الكراهية في مخيمات للاجئين ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>في عام 1994 تم التوصل الى وقف لاطلاق النار, الا ان النزاع كان قد خلف
نحو مليون لاجيء – حوالي 360 ألف مسيحي – أرمني انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة
أرمينيا, وحوالي 740 ألف مسلم انتقلوا الى مناطق تقع تحت سيطرة أذربيجان. وشيء مثير
آخر في هذا النزاع : في أذربيجان ثمة مخيمات لاجئين, ولا توجد تقريبا عملية
لاستيعابهم ودمجهم. <BR><BR>أرمينيا في المقابل, تقوم بجهود بالتعاون
مع UNHCR, منظمة اللاجئين الدولية, من اجل استيعاب اللاجئين وتوطينهم. ازاء
ذلك, تبذل اونروا جهودا بالاتجاه المعاكس: عمل كل شيء ما عدا استيعاب ودمج العرب
المسلمين (الفلسطينيين) في دول عربية إسلامية. <BR> <BR>
<BR>السودان – مصنع لانتاج اللاجئين <BR> <BR>السودان هي دولة
تشهد توترات بين السكان السود غير المسلمين, وبين السكان العرب المسلمين. أثناء
المواجهات بين المسلمين والسود في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وفي
بداية التسعينات, طرد الى السنغال ومالي المجاورتين نحو 75 ألف شخص من السود, وعدد
مشابه من العرب تم استيعابهم في موريتانيا, بعد أن طردوا من الدولتين. والصراع على
عروبة الدولة ما زال مستمرا. <BR><BR>هذه الدولة هي الاستثنائية, لان الحديث
لا يدور عن تبادل سكاني, بل عن دولة تقوم بتطهير عرقي وبقتل مواطنيها بواسطة خلايا
الموت (الجنجويد). ومنذ تسلم النظام الإسلامي زمام الحكم, فان ظواهر التطهير
العرقي والديني آخذة بالازدياد باستمرار, وليس في اقليم دارفور وحده فقط, الذي
يتصدر نسبيا عناوين الأخبار, بل في أماكن أخرى. <BR><BR>الفظائع التي ترتكب
تحت رعاية النظام تؤدي الى تيار هائل من اللاجئين. جزء من اللاجئين معرفون ب IDP
(Internal Displaced Persons), والجزء الاخر كلاجئين في دول مجاورة, مثل تشاد.
إضافة الى ملايين الضحايا الذين تم استعراضهم في التقرير السابق, الحديث هو عن نحو
ثلاثة حتى أربعة ملايين إنسان اضطروا الى الجلاء من بيوتهم. <BR><BR>حتى الان
لم نسمع عن مظاهرة واحدة أجريت في العالم العربي تشجب إبادة الشعب او التطهير
العرقي او الإكراه الديني. والسودان تواصل نهجها منذ سنوات كثيرة, حيث تمنع وصول
المساعدات الدولية, وتسيء الى الصحافيين ونشطاء منظمات الإغاثة. كما تقوم بعرقلة
وصول قوات أرسلتها الأمم المتحدة. والتطهير العرقي مستمر فيها دون توقف. وخلال
السنوات الاخيرة, فان السودان تزود العالم بأكبر عدد من اللاجئين. <BR>
<BR> <BR>لاجئو قبرص فضلوا عدم تأجيج الكراهية في
مخيمات للاجئين
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>حالة قبرص مثيرة بشكل خاص. يوجد في قبرص نحو 80 بالمائة من اليونانيين ونحو 20 بالمائة من الأتراك , الذين وصلوا إليها مع توسع الامبراطورية العثمانية. عام 1974 قامت تركيا بغزو قبرص في أعقاب انقلاب عسكري حدث هناك, وهدد بتوحيد الجزيرة مع اليونان. وقد أدى هذا الغزو الى تقسيم الجزيرة الى كيانين سياسيين, يوناني وتركي. واضطر نحو 200 ألف لاجيء يوناني للانتقال الى الجزء اليوناني, في حين اضطر نحو 50 ألف مسلم للانتقال الى الجانب التركي. \n<br><br>لا خلاف أن حقوق اللاجئين اليونانيين المطرودين يجب أن تكون أكبر من حقوق الفلسطينيين. فاليونانيون لم يبادروا الى الحرب, ولم يهددوا بطرد الأتراك او بإبادتهم. لقد كانوا ضحايا العنف التركي. إضافة الى ذلك, أدى الغزو التركي الى خلق كيان سياسي تركي, لا يعترف العالم به. \n<br><br>كما قام الأتراك بنقل حوالي 100 ألف مستوطن الى الجزء الذي احتلوه, إضافة الى قوة عسكرية قوامها عشرات آلاف الجنود, تفرض في المكان نظاما عسكريا. منذ التقسيم الفعلي للجزيرة, فان الجزء اليوناني يتطور ويزدهر, لا مخيمات لاجئين فيه, لا إرهاب, وما من صناعة تحريض تبرر الإرهاب ضد الأتراك. وبالمقابل, فان الجزء التركي يعاني من الجمود, من بطالة خطيرة ومن اقتصاد في حالة انحطاط. \n<br><br>ورغم ذلك, فان الأمين العام للأمم المتحدة , كوفي عنان, هو الذي قام بريادة تسوية بعيدة الأغوار عام 2004. في استفتاء شعبي تم اجراؤه في الجانب اليوناني, رفض اليونانيون التسوية, لكن بالنسبة لقضيتنا, ما يهمنا هو الخطوط الأساسية لحل مشكلة اللاجئين, الذين تم الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. حيث تعترف التسوية بالخصوصية الديموغرافية لكل جزء من شطري الجزيرة. \n<br><br>ما من اعتراف بحق العودة, يقينا ليس بصورة جارفة. حق العودة بالنسبة لليونانيين اقتصر على من سنهم 65 فما فوق فقط, وذلك ايضا, شريطة الا يزيد عدد العائدين عن عشرة بالمائة من مجمل السكان الأتراك, وعن 20 بالمائة في تجمع سكني واحد. لو قبلت إسرائيل تسوية من هذا النوع, لكان يجب عليها تصدير فلسطينيين الى الدول المجاورة, وعدم قبول لاجئين جدد. اذ يوجد في إسرائيل الان أكثر من عشرة بالمائة لا ينتمون الى مجموعة الاغلبية الديموغرافية: اليهود. \n<br> <br> <br>العالم غير مكترث باللاجئين (اكثر لانهم ليسوا فلسطينيين) <br> <br>الحالات التي تم استعراضها حتى هنا أبعد من ان تستنفذ التحركات السكانية خلال المائة سنة الأخيرة. منظمات دولية قدرت التحركات السكانية في الاتحاد السوفياتي في العهد الشيوعي بنحو 65 مليون نسمة. بؤر نزاع في أفريقية, مثل الحروب الأهلية التي لا تنتهي في الكونغو والصومال, تنتج لاجئين كثيرين. تبقى أغلبيتهم دون اية عناية او رعاية. وبالتأكيد ليس لديهم وكالة غوث خاصة بهم. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>حالة قبرص مثيرة بشكل خاص. يوجد في قبرص نحو
80 بالمائة من اليونانيين ونحو 20 بالمائة من الأتراك , الذين وصلوا إليها مع
توسع الامبراطورية العثمانية. عام 1974 قامت تركيا بغزو قبرص في أعقاب انقلاب عسكري
حدث هناك, وهدد بتوحيد الجزيرة مع اليونان. وقد أدى هذا الغزو الى تقسيم الجزيرة
الى كيانين سياسيين, يوناني وتركي. واضطر نحو 200 ألف لاجيء يوناني للانتقال الى
الجزء اليوناني, في حين اضطر نحو 50 ألف مسلم للانتقال الى الجانب التركي.
<BR><BR>لا خلاف أن حقوق اللاجئين اليونانيين المطرودين يجب أن تكون أكبر من حقوق
الفلسطينيين. فاليونانيون لم يبادروا الى الحرب, ولم يهددوا بطرد الأتراك او
بإبادتهم. لقد كانوا ضحايا العنف التركي. إضافة الى ذلك, أدى الغزو التركي الى خلق
كيان سياسي تركي, لا يعترف العالم به. <BR><BR>كما قام الأتراك بنقل حوالي 100 ألف
مستوطن الى الجزء الذي احتلوه, إضافة الى قوة عسكرية قوامها عشرات آلاف الجنود,
تفرض في المكان نظاما عسكريا. منذ التقسيم الفعلي للجزيرة, فان الجزء اليوناني
يتطور ويزدهر, لا مخيمات لاجئين فيه, لا إرهاب, وما من صناعة تحريض تبرر الإرهاب ضد
الأتراك. وبالمقابل, فان الجزء التركي يعاني من الجمود, من بطالة خطيرة ومن اقتصاد
في حالة انحطاط. <BR><BR>ورغم ذلك, فان الأمين العام للأمم المتحدة , كوفي عنان, هو
الذي قام بريادة تسوية بعيدة الأغوار عام 2004. في استفتاء شعبي تم اجراؤه في
الجانب اليوناني, رفض اليونانيون التسوية, لكن بالنسبة لقضيتنا, ما يهمنا هو الخطوط
الأساسية لحل مشكلة اللاجئين, الذين تم الاعتراف بهم من قبل الاتحاد الأوروبي
والمجتمع الدولي. حيث تعترف التسوية بالخصوصية الديموغرافية لكل جزء من شطري
الجزيرة. <BR><BR>ما من اعتراف بحق العودة, يقينا ليس بصورة جارفة. حق العودة
بالنسبة لليونانيين اقتصر على من سنهم 65 فما فوق فقط, وذلك ايضا, شريطة الا يزيد
عدد العائدين عن عشرة بالمائة من مجمل السكان الأتراك, وعن 20 بالمائة في تجمع سكني
واحد. لو قبلت إسرائيل تسوية من هذا النوع, لكان يجب عليها تصدير فلسطينيين الى
الدول المجاورة, وعدم قبول لاجئين جدد. اذ يوجد في إسرائيل الان أكثر من عشرة
بالمائة لا ينتمون الى مجموعة الاغلبية الديموغرافية: اليهود.
<BR> <BR> <BR>العالم غير مكترث باللاجئين (اكثر لانهم ليسوا
فلسطينيين) <BR> <BR>الحالات التي تم استعراضها حتى هنا أبعد من ان
تستنفذ التحركات السكانية خلال المائة سنة الأخيرة. منظمات دولية قدرت التحركات
السكانية في الاتحاد السوفياتي في العهد الشيوعي بنحو 65 مليون نسمة. بؤر
نزاع في أفريقية, مثل الحروب الأهلية التي لا تنتهي في الكونغو والصومال, تنتج
لاجئين كثيرين. تبقى أغلبيتهم دون اية عناية او رعاية. وبالتأكيد ليس لديهم
وكالة غوث خاصة بهم.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لقد كانوا يريدون أن يحظوا بعناية مثل الفلسطينيين, لكن العالم غير مكترث بمصيرهم. ويحدد لهم معايير مختلفة. وباستثناء منظمات إغاثة مختلفة, ذات ميزانيات محدودة, فانهم مسؤولون عن مصائرهم وأقدارهم. كما ان كمية النشرات عنهم والاهتمام الدولي بهم هما اقرب من الصفر. بالمقارنة مع اللاجئين الفلسطينيين, الذين تبذل بشانهم جهود دولية باتجاه معاكس: تهويل المشكلة وتكريسها, مع مناورة تزيد فقط من عدد اللاجئين من عام الى عام. \n<br><br>هاكم اذن, التحركات وعمليات التبادل السكاني البارزة التي تم استعراضها أعلاه (بدون السودان) تتلخص بقرابة 38 مليون نسمة تم استيعابهم في الأماكن التي يشكلون فيها أغلبية. ونحو- 700 الف فلسطيني فقط تحولوا الى "مشكلة" يتم تكريسها من قبل الأمم المتحدة, المجتمع الدولي والعالم العربي, بتشجيع من الأكاديميين ورجالات الإعلام, من خلال آلاف الكتب, المقالات والنشرات, التي تمنع القراء من الوصول الى الوقائع والحقائق والنظرة الدولية المقارنة. \n<br><br>ان حل المشكلة الفلسطينية اليوم ليس الترحيل. فنحن في فترة مختلفة. وما تفعله دولة إجرامية مثل السودان, لا يمكنه أن يستخدم اليوم كتبرير لتحريك سكاني قسري. عمليات النقل القسرية والمتفق عليها التي تم استعراضها هنا تأتي للإشارة الى أمر واحد: ان اعادة لاجئين ونازحين الى مسقط رؤوسهم ستؤدي الى حرب يختلط فيها الحابل بالنابل. وتطبيق حق العودة في اوروبا سيعيد القارة الى عهد من الحروب التي لا نهاية لها. \n<br> <br> <br> <br>مؤيد الترحيل في البلقان, يشجب مؤيدي الترحيل في إسرائيل <br><br>المسلمون لن يعودوا الى اليونان, والألمان لن يعودوا الى بولندا. هذا لا يعني انه لا مكان لأقلية مسلمة في اليونان او لأقلية ألمانية في بولندا. مثلما ان هناك مكانا لأقلية مسلمة في إسرائيل, ومثلما ان هناك مكانا لأقلية يهودية في المغرب, وفي فلسطين ايضا لربما في المستقبل غير البعيد. \n<br><br>طرفة مثيرة: نشر البروفيسور جون ميرسهايمر مع البروفيسور ستيفان فولت مقالا فظا, عن حدود اللاسامية, ضد اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. ان العداء لإسرائيل وتأثير الجهات المناهضة لإسرائيل, بخاصة تلك التي تؤيد حق العودة للفلسطينيين – ملموسان جدا بين صفحات هذا المقال والمصادر التي يستند اليها. \n<br><br>بيد انه سبق لميرسهايمر هذا أن نشر مقالا مذهلا في "نيو يورك تايمز" عام 1993 وكتب فيه, ضمن ما كتبه, عن الطريقة لحل النزاع في البلقان قائلا: " يجب خلق دول متجانسة من ناحية عرقية. وسيضطر كرواتيون ومسلمون وصرب الى التنازل عن اقاليم والقيام بنقل مجموعات سكانية. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>لقد كانوا يريدون أن يحظوا بعناية مثل الفلسطينيين, لكن العالم غير مكترث
بمصيرهم. ويحدد لهم معايير مختلفة. وباستثناء منظمات إغاثة مختلفة, ذات ميزانيات
محدودة, فانهم مسؤولون عن مصائرهم وأقدارهم. كما ان كمية النشرات عنهم والاهتمام
الدولي بهم هما اقرب من الصفر. بالمقارنة مع اللاجئين الفلسطينيين, الذين تبذل
بشانهم جهود دولية باتجاه معاكس: تهويل المشكلة وتكريسها, مع مناورة تزيد فقط من
عدد اللاجئين من عام الى عام. <BR><BR>هاكم اذن, التحركات وعمليات التبادل السكاني
البارزة التي تم استعراضها أعلاه (بدون السودان) تتلخص بقرابة 38 مليون نسمة تم
استيعابهم في الأماكن التي يشكلون فيها أغلبية. ونحو- 700 الف فلسطيني فقط تحولوا
الى "مشكلة" يتم تكريسها من قبل الأمم المتحدة, المجتمع الدولي والعالم
العربي, بتشجيع من الأكاديميين ورجالات الإعلام, من خلال آلاف الكتب, المقالات
والنشرات, التي تمنع القراء من الوصول الى الوقائع والحقائق والنظرة الدولية
المقارنة. <BR><BR>ان حل المشكلة الفلسطينية اليوم ليس الترحيل. فنحن في فترة
مختلفة. وما تفعله دولة إجرامية مثل السودان, لا يمكنه أن يستخدم اليوم كتبرير
لتحريك سكاني قسري. عمليات النقل القسرية والمتفق عليها التي تم استعراضها هنا تأتي
للإشارة الى أمر واحد: ان اعادة لاجئين ونازحين الى مسقط رؤوسهم ستؤدي الى حرب
يختلط فيها الحابل بالنابل. وتطبيق حق العودة في اوروبا سيعيد القارة الى عهد من
الحروب التي لا نهاية لها. <BR> <BR> <BR> <BR>مؤيد
الترحيل في البلقان, يشجب مؤيدي الترحيل في إسرائيل <BR><BR>المسلمون لن يعودوا الى
اليونان, والألمان لن يعودوا الى بولندا. هذا لا يعني انه لا مكان لأقلية مسلمة في
اليونان او لأقلية ألمانية في بولندا. مثلما ان هناك مكانا لأقلية مسلمة في
إسرائيل, ومثلما ان هناك مكانا لأقلية يهودية في المغرب, وفي فلسطين ايضا لربما في
المستقبل غير البعيد. <BR><BR>طرفة مثيرة: نشر البروفيسور جون
ميرسهايمر مع البروفيسور ستيفان فولت مقالا فظا, عن حدود اللاسامية, ضد اللوبي
الإسرائيلي في الولايات المتحدة. ان العداء لإسرائيل وتأثير الجهات المناهضة
لإسرائيل, بخاصة تلك التي تؤيد حق العودة للفلسطينيين – ملموسان جدا بين صفحات هذا
المقال والمصادر التي يستند اليها. <BR><BR>بيد انه سبق لميرسهايمر هذا أن
نشر مقالا مذهلا في "نيو يورك تايمز" عام 1993 وكتب فيه, ضمن ما كتبه, عن الطريقة
لحل النزاع في البلقان قائلا: " يجب خلق دول متجانسة من ناحية عرقية. وسيضطر
كرواتيون ومسلمون وصرب الى التنازل عن اقاليم والقيام بنقل مجموعات سكانية.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>وهذا هو ميرسهايمر نفسه الذي أصبح بطل جزء من اليسار الراديكالي, في العالم وإسرائيل, من جهة, وبالنسبة لأبرز لاسامي في الولايات المتحدة, ديفيد ديوك من جهة اخرى. في مقال معاد لإسرائيل, بالمناسبة, ميرسهايمر يتهم الإسرائيليين انهم يؤيدون تشجيع نقل السكان العرب من إسرائيل. يوجد بالمقال استناد الى استطلاعات والى تلاعبات استطلاعية, لكن لا توجد كلمة واحدة عن ان الاحزاب التي تؤيد الترحيل لم تحظ قط بدعم جدي في الانتخابات. \n<br><br>وهذا غريب بعض الشيء, لان الاستاذ المحترم يعبر عن تأييده للترحيل بقوله: <br>Creating homogeneous states would require transferring populations and drawing new borders. <br>يمكن الافتراض ان مؤيدي الترحيل سيقفزون على هذه الأقوال كمن يجد غنيمة كبرى. اهتمامنا ليس بالترحيل. اهتمانا هو بتطبيق منصف ومتساو للقواعد الدولية. وميرسهايمر هو مثال على صناعة الأخلاقيات المزدوجة, التي تنتج صناعة "حق العودة". \n<br> <br> <br> <br>السود هم لاجئون وضيعون, والفلسطينيون لاجئون أصحاب حسب ونسب <br> <br> لكل عمليات التبادل السكاني التي تم استعراضها ثمة قاسم مشترك يشمل موافقة دولية: خلق تجانس ديني او عرقي يحول دون نشوء النزاعات. هذا لا يعني انه يجب التطلع الى تجانس مطلق. ان الموافقة الدولية على التجانس, كما تجد تعبيرها في نزاع قبرص, هي المثال الصحيح ايضا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. \n<br><br>ولو انتهج العالم ازاءهم نفس السياسة التي تم انتهاجها خلال تلك السنوات تجاه مجموعات اخرى – من ألمان, هنود وباكستانيين – لما كانت هناك اليوم مشكلة لاجئين. لكن الأمم المتحدة قد قررت, بأحد الأخطاء التي ستذكر كوصمة عار أبدية, أن تعامل الفلسطينيين معاملة مختلفة. هذه سياسة تنطوي على اعلان عدم المساواة لتقول : الفلسطينيون هم لاجئون أصحاب حسب ونسب, اما السود فهم لاجئون وضيعون. \n<br><br>المجتمع الدولي بدوره ينتهج نفس نهج الأمم المتحدة. وحتى ان كان لا يؤيد "حق العودة" رسميا, فانه يمول صناعة "حق العودة". فالاتحاد الأوروبي يساعد عشرات المنظمات التي يشكل هذا الهدف أحد أهدافها. بموجب المبدأ الدولي, يحق للفلسطينيين أن يتم استيعابهم كذلك في الدولة الفلسطينية التي لن تقوم إلا اذا أبدى الفلسطينيون استعدادهم للعيش في كيان وطني الى جانب دولة إسرائيل, وليس على أنقاضها. \n<br> <br><br> <br>المطالبون بحق العودة للفلسطينيين لا يعترفون بوجود إسرائيل ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR><BR>وهذا هو ميرسهايمر نفسه الذي أصبح بطل جزء من اليسار الراديكالي, في
العالم وإسرائيل, من جهة, وبالنسبة لأبرز لاسامي في الولايات المتحدة, ديفيد ديوك
من جهة اخرى. في مقال معاد لإسرائيل, بالمناسبة, ميرسهايمر يتهم الإسرائيليين انهم
يؤيدون تشجيع نقل السكان العرب من إسرائيل. يوجد بالمقال استناد الى استطلاعات والى
تلاعبات استطلاعية, لكن لا توجد كلمة واحدة عن ان الاحزاب التي تؤيد الترحيل لم تحظ
قط بدعم جدي في الانتخابات. <BR><BR>وهذا غريب بعض الشيء, لان الاستاذ
المحترم يعبر عن تأييده للترحيل بقوله: <BR>Creating homogeneous states would
require transferring populations and drawing new borders. <BR>يمكن
الافتراض ان مؤيدي الترحيل سيقفزون على هذه الأقوال كمن يجد غنيمة كبرى. اهتمامنا
ليس بالترحيل. اهتمانا هو بتطبيق منصف ومتساو للقواعد الدولية. وميرسهايمر هو مثال
على صناعة الأخلاقيات المزدوجة, التي تنتج صناعة "حق العودة".
<BR> <BR> <BR>&n bsp; <BR>السود هم لاجئون
وضيعون, والفلسطينيون لاجئون أصحاب حسب ونسب <BR> <BR> لكل عمليات
التبادل السكاني التي تم استعراضها ثمة قاسم مشترك يشمل موافقة دولية: خلق تجانس
ديني او عرقي يحول دون نشوء النزاعات. هذا لا يعني انه يجب التطلع الى تجانس مطلق.
ان الموافقة الدولية على التجانس, كما تجد تعبيرها في نزاع قبرص, هي المثال الصحيح
ايضا لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. <BR><BR>ولو انتهج العالم ازاءهم نفس
السياسة التي تم انتهاجها خلال تلك السنوات تجاه مجموعات اخرى – من ألمان, هنود
وباكستانيين – لما كانت هناك اليوم مشكلة لاجئين. لكن الأمم المتحدة قد قررت, بأحد
الأخطاء التي ستذكر كوصمة عار أبدية, أن تعامل الفلسطينيين معاملة مختلفة. هذه
سياسة تنطوي على اعلان عدم المساواة لتقول : الفلسطينيون هم لاجئون أصحاب حسب
ونسب, اما السود فهم لاجئون وضيعون. <BR><BR>المجتمع الدولي بدوره ينتهج نفس
نهج الأمم المتحدة. وحتى ان كان لا يؤيد "حق العودة" رسميا, فانه يمول صناعة "حق
العودة". فالاتحاد الأوروبي يساعد عشرات المنظمات التي يشكل هذا الهدف أحد
أهدافها. بموجب المبدأ الدولي, يحق للفلسطينيين أن يتم استيعابهم كذلك في الدولة
الفلسطينية التي لن تقوم إلا اذا أبدى الفلسطينيون استعدادهم للعيش في كيان
وطني الى جانب دولة إسرائيل, وليس على أنقاضها. <BR> <BR><BR>
<BR>المطالبون بحق العودة للفلسطينيين لا يعترفون بوجود إسرائيل
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>المقولة ان لكل دولة الحق بالحفاظ على تجانس عرقي او ديني, وان اللاجئين الموجودين في مكان ينتمون فيه الى الأغلبية الدينية او العرقية, لا حق لهم في العودة, هي مقولة ملزمة لإسرائيل ايضا. هذا يعني انه رغم ان يهودا والسامرة هما جزءان من وطن الشعب اليهودي التاريخي, لا حق لليهود بالعودة الى هناك, مثلما لا حق للفلسطينيين بالعودة الى إسرائيل, رغم انها وطنهم التاريخي. \n<br><br>حكم واحد يجب أن يكون للألمان الذين تم استيعابهم في ألمانيا, للهندوس الذي تم استيعابهم في الهند, للمسلمين الذين انتقلوا الى الباكستان, وهذا الحكم يقول ان لليهود الحق بالعودة الى إسرائيل, لكن ليس الى فلسطين, وللفلسطينيين الحق بالعودة الى فلسطين, لكن ليس الى إسرائيل. \n<br><br>ان الرفض المطلق لحق العودة هو ليس نتاج الوضع الدولي فقط, وانما هو نتاج حق تقرير المصير ايضا. ثمة حق كهذا للفلسطينيين, وثمة حق كهذا لليهود. ومن يطالب بحق العودة للفلسطينيين, ولهم وحدهم, لا يعترف عمليا, بكلمات معسولة, بحق تقرير المصير لليهود. ولليهود فقط. \n<br> <br> <br>على المسلمين التعلم من إسرائيل, وتحمل المسؤولية عن اللاجئين <br> <br>إسرائيل ليست المذنبة بتكريس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, بل المذنب بذلك هو المجتمع الدولي. وبدل تقديم الدواء لعلاج الجرح, قام برش الملح عليه. سخرية القدر هي, وهي سخرية مريرة, ان الأخلاقيات المزدوجة لم تسفر إلا عن زيادة معاناة الفلسطينيين. وكرست حالة معاناتهم. ومنعتهم من حل مشكلتهم. \n<br><br>يوم ينبذ العالم الأخلاقيات المزدوجة, سيكون يوم بشرى للفلسطينيين. وسيكون هذا أول يوم يبدأ فيه منسوب معاناتهم بالانخفاض. هذا هو اليوم الذي يكفون فيه عن كونهم أدوات لعب سياسية. لصالحهم, ولصالح فكرة السلام, يجدر بهذا اليوم ان يأتي. \n<br><br>لقد ساهمت إسرائيل بنصيبها باستيعابها اليهود الذين قدموا اليها, عقب نفس النزاع الذي دفع الفلسطينيين الى مغادرة إسرائيل. المسؤولية عن اللاجئين الفلسطينيين, بأساسها, هي مسؤولية العالم الإسلامي والعربي ومسؤولية المجتمع الدولي. \n<br><br>ألمانيا استوعبت الألمان. الهند استوعبت الهندوس. الباكستان استوعبت المسلمين. إسرائيل استوعبت اليهود. عشرات ملايين اللاجئين استوعبوا في الدول التي انتقلوا اليها – دول فيها أبناء دينهم او شعبهم يشكلون الأغلبية. رجاء, فليقم العالم العربي باستيعاب لاجئيه الفلسطينيين. \n<br> <br> ( <br><br>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني ",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>المقولة ان لكل دولة الحق بالحفاظ على تجانس عرقي او ديني, وان
اللاجئين الموجودين في مكان ينتمون فيه الى الأغلبية الدينية او العرقية, لا حق لهم
في العودة, هي مقولة ملزمة لإسرائيل ايضا. هذا يعني انه رغم ان يهودا والسامرة هما
جزءان من وطن الشعب اليهودي التاريخي, لا حق لليهود بالعودة الى هناك, مثلما لا حق
للفلسطينيين بالعودة الى إسرائيل, رغم انها وطنهم التاريخي. <BR><BR>حكم واحد
يجب أن يكون للألمان الذين تم استيعابهم في ألمانيا, للهندوس الذي تم استيعابهم في
الهند, للمسلمين الذين انتقلوا الى الباكستان, وهذا الحكم يقول ان لليهود الحق
بالعودة الى إسرائيل, لكن ليس الى فلسطين, وللفلسطينيين الحق بالعودة الى فلسطين,
لكن ليس الى إسرائيل. <BR><BR>ان الرفض المطلق لحق العودة هو ليس نتاج الوضع
الدولي فقط, وانما هو نتاج حق تقرير المصير ايضا. ثمة حق كهذا للفلسطينيين, وثمة حق
كهذا لليهود. ومن يطالب بحق العودة للفلسطينيين, ولهم وحدهم, لا يعترف عمليا,
بكلمات معسولة, بحق تقرير المصير لليهود. ولليهود فقط. <BR> <BR>
<BR>على المسلمين التعلم من إسرائيل, وتحمل المسؤولية عن اللاجئين <BR>
<BR>إسرائيل ليست المذنبة بتكريس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, بل المذنب بذلك هو
المجتمع الدولي. وبدل تقديم الدواء لعلاج الجرح, قام برش الملح عليه. سخرية
القدر هي, وهي سخرية مريرة, ان الأخلاقيات المزدوجة لم تسفر إلا عن زيادة معاناة
الفلسطينيين. وكرست حالة معاناتهم. ومنعتهم من حل مشكلتهم. <BR><BR>يوم ينبذ العالم
الأخلاقيات المزدوجة, سيكون يوم بشرى للفلسطينيين. وسيكون هذا أول يوم يبدأ فيه
منسوب معاناتهم بالانخفاض. هذا هو اليوم الذي يكفون فيه عن كونهم أدوات لعب
سياسية. لصالحهم, ولصالح فكرة السلام, يجدر بهذا اليوم ان يأتي.
<BR><BR>لقد ساهمت إسرائيل بنصيبها باستيعابها اليهود الذين قدموا اليها, عقب نفس
النزاع الذي دفع الفلسطينيين الى مغادرة إسرائيل. المسؤولية عن اللاجئين
الفلسطينيين, بأساسها, هي مسؤولية العالم الإسلامي والعربي ومسؤولية المجتمع
الدولي. <BR><BR>ألمانيا استوعبت الألمان. الهند استوعبت الهندوس. الباكستان
استوعبت المسلمين. إسرائيل استوعبت اليهود. عشرات ملايين اللاجئين استوعبوا في
الدول التي انتقلوا اليها – دول فيها أبناء دينهم او شعبهم يشكلون الأغلبية. رجاء,
فليقم العالم العربي باستيعاب لاجئيه الفلسطينيين. <BR> <BR> (
<BR><BR>والعالم يكذب - مقال رأي للكاتب الصحفي بن درور يميني
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br> <br>4 كانون الأول / ديسمبر 2006 <br>كيف يحدث ان العالم منشغل باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في السلسلة <br>\n <br><br>(إن المقال الذي نشر في صحيفة معاريف يعبر آراء كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن مضمونه)<br><br>المقال الأول في السلسلة , الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب – الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة. الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى الفلسطينيين منهم بشكل خاص. \n<br><br><br>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة. في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. \n<br><br>لا, ليس الحديث عن إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا, هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل تحت الضغط. \n<br><br>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. \n<br> <br> <br> العالم مليء باللاجئين <br> <br>اعتبر التبادل السكاني ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام 1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد. \n",1]
);
//--></SCRIPT>
<BR> <BR>4 كانون الأول / ديسمبر 2006 <BR>كيف يحدث ان العالم منشغل
باللاجئين الفلسطينين أكثر من انشغاله بلاجئين كثيرين آخرين؟ مقال ثان في
السلسلة <BR> <BR><BR>(إن المقال الذي نشر في صحيفة معاريف يعبر آراء
كاتبه فقط وموقع التواصل ليس مسؤولا عن مضمونه)<BR><BR>المقال الأول في السلسلة ,
الذي نشر في رأس السنة, تناول سكوت العالم على القتل الجماعي الذي يمارسه عرب
ومسلمون, وبخاصة ضد عرب ومسلمين. سكوت العالم يتلقى معنى خاصا, لان وسائل الاعلام
والمؤسسات الاكاديمية في الغرب تصدر ملايين النشرات التي تتهم إسرائيل بإبادة شعب –
الامر الذي لا يمت إلى الواقع بصلة. الحقيقة هي, كما تم طرحها, ان النزاع بين
إسرائيل والفلسطينيين قد أدى, وهذا أمر حسن, الى عدد ضئيل من المصابين بالمقارنة مع
اي نزاع مشابه في العالم. الفصل الحالي يتناول مشكلة اللاجئين. وهو الآخر سيتناول
الحقائق, النسبية ونظرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى اللاجئين عامة والى
الفلسطينيين منهم بشكل خاص. <BR><BR><BR>سنبدأ بحكاية. حكاية مألوفة ومعروفة.
في دولة معينة ومعروفة, كانت تخضع ذات مرة الى الحكم العثماني, تقطن فيها أقلية
مسلمة كبيرة. ما من علاقات كبير حب بين الأغلبية والاقلية. ولديهما, الاقلية
والاغلبية في هذه الدولة , تاريخ بائس, يشمل ايضا أعمالا عدوانية متبادلة. خلال
مرحلة معينة, أرغمت الأغلبية جزءا ملحوظا من أفراد الأقلية المسلمة على مغادرة
الدولة, والهجرة الى دولة مجاورة, يشكل فيها أبناء هذه الأقلية أكثرية, بالمفهوم
الديني, العرقي وكذلك بالمفهوم القومي. <BR><BR>لا, ليس الحديث عن
إسرائيل ولا عن الفلسطينيين. هذه هي قصة الأقلية المسلمة التركية في بلغاريا. ولا,
هذا لم يحصل قبل 200 سنة . بل حصل قبل أقل من 20 سنة, في نهاية الثمانينات. اذ تم
ارغام 300,000 مسلم على مغادرة بلغاريا. ليس ترحيلا قسريا حقا, وانما ترحيل
تحت الضغط. <BR><BR>واذا لم تسمعوا عن "حق العودة", وعن ألف منظمة تعالج
مشكلة "اللاجئين" من بلغاريا, ولا عن مخيمات لاجئين وآلاف النشرات, فهذا لسبب واحد
فقط: هو انهم ليسوا فلسطينيين. لانه مثل الاتراك هناك عشرات المجموعات الأخرى التي
يبلغ تعداد أفرادها الملايين, الكثير من الملايين, والتي اضطرت الى مغادرة وطنها
القديم في أعقاب تغييرات سياسية وإزاحة للحدود. <BR>
<BR> <BR> العالم مليء باللاجئين <BR> <BR>اعتبر التبادل السكاني
ذات مرة, ويعتبر في نظر كثيرين الان ايضا, أنجع حل للنزاعات بين المجموعات السكانية
المختلفة على خلفية دينية او عرقية. قبل أقل من 100 عام, فريدتيوف نانسن, جغرافي
نرويجي, بحث عن حل للصراع القاسي بين تركيا واليونان ووجده. لقد ابتكر, خطط
ونفذ خطة ترحيل (ترانسفير) برعاية دولية. كما حاز ايضا على جائزة نوبل للسلام عام
1922 . وسوف نعود الى هذا الموضوع فيما بعد.
<SCRIPT><!--
D(["mb","<br><br>لا, هذه الأقوال لا تعبر عن تأييد للترحيل. فنحن في عهد آخر. والأخلاق الدولية هي الأخرى مسألة وقت وخلفية وظروف. وليس كل حل كان صحيحا في أيام التوراة- صحيح اليوم ايضا. وتأييد الترحيل (التراتسفير) أصبح اليوم خارج قائمة التوصيات من أجل الحصول على جائزة نوبل للسلام. \n<br><br>فالعالم مليء بمجتمعات كاملة اضطرت الى مغاد