ولا تهنوا ولا تحزنوا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إدارة الجمعية
    الإدارة
    • May 2009
    • 214

    ولا تهنوا ولا تحزنوا

    [align=justify]تعلن الجمعية الدولية لمترجمي العربية وقوفها مع حركات التحرّر العربية التي تهدف إلى تحرير الانسان العربي من الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي. إن تحرير الانسان العربي من نير العبودية عملية لا بد منها لتحقيق نهضة شاملة في الوطن العربي، بل إنها الخطوة الأولى لتحرير ما سُلِبَ من الأوطان. إننا نعتقد أن الهزائم الكثيرة التي منيت أوطاننا بها في القرن الأخير، والتخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يعاني منه أكثر الدول العربية، ليس مرده إلى الانسان العربي المبدع في طبعه، ولا إلى شحّ الموارد والثروات الطبيعية الموجودة في أرض العرب، بل إلى أنظمة سياسية لاشرعية ظلمت العباد ونهبت ثروات البلاد وهجّرت العلماء وجعلت رؤوس الأموال تهرب إلى الخارج خوفًا عليها من مافيا الأنظمة المستبدة. وهذا كله حالَ ولا يزال يحولُ دون تحقيق نهضة اقتصادية وعلمية وثقافية حقيقية في البلاد العربية، مثل النهضة التي نشهدها في بعض دول العالم الثالث، والتي تعود على تلك البلاد وعلى مواطنيها بالخير.
    إننا، نحن المترجمون العرب الذين نمارس مهمة الجسر بين الثقافات المختلفة وثقافتنا العربية، نحزن كثيرًا عندما نثبت، مقارنةً مع الأمم الأخرى، كم هي متخلفة بلادنا عن ركب الحضارة وذلك رغم غناها البشري والمادي، ونعزو أسباب ذلك التخلف إلى تلك القيود الكثيرة التي تكبّل الانسان العربي. لذلك نبارك هذه الحركات الشجاعة التي تخرج الأوطان والانسان فيها من بين مطرقة الاستبداد الداخلي، وسندان الاحتلال الخارجي، الذي يجد في الاستبداد الداخلي الثغرة التي ينفذ منها إلى الأوطان وثرواتها، ونؤمن إيمانًا راسخًا بأن تحرير الانسان العربي من قيوده الكثيرة إنما هي الخطوة التي لا بد منها للحيلولة دون إخراج العرب من ذاكرة التاريخ الحضاري تمهيدًا لوضعهم في برزخ ما قبل التاريخ من جهة، ولقيام نهضة علمية واقتصادية ثقافية تعود على الأوطان والانسان بالخير من جهة أخرى.
    ولا يفوتنا في هذا المقام أن نعبّر عن حزننا الشديد بسبب توظيف بعض الأنظمة العربية جيوشها لسحق مواطنيها بدلاً من حمايتهم من شذاذ الآفاق الطامعين في البلاد وثرواتها، وما أكثرهم، وأن نقدم تعازينا إلى جميع أسر شهداء الظلم والطغيان، وأن ندعو لهم. قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137) هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (138) ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140) ﴾. صدق الله العظيم.


    [/align]
يعمل...
X