هل ثمة علاقة بين جذور اللغة السومرية وجذور اللغة العربية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Aziznael
    عضو منتسب
    • Dec 2008
    • 70

    هل ثمة علاقة بين جذور اللغة السومرية وجذور اللغة العربية

    هذه المقالة هي عبارة عن رد على ما نشره في الشبكة العنكبوتية احد المتخصصين في اللغة العربية ولهجاتها يفند في طرحه العلاقة بين اللغة العربية والسومرية حيث بدأت مقارنته بترجمته (الحرفية) لبعض أبيات أسطورة أنليل ونينليل السومرية وينهي بحاشية توضيحية يكتب فيها: إن استقراء الجذور السومرية واستنباط القرابة بين السومرية وبين اللغات السامية والحامية بناء على التشابه الصوتي لا يصح لأسباب كثيرة. ثم اختزل حسب قوله هذه الاسباب في سببين، السبب الاول هي الفروق بين اللغتين العربية ولهجاتها من جهة، والسومرية من جهة اخرى في علم الصوتيات وعلم الصرف وعلم النحو وعلم اللغة (المعجم) ويلخص هذا الجانب بأن جميع لهجات اللغة العربية تشترك مع بعضها بعدة الاف جذر (اولي) وكلمة. والسبب الثاني ان بنية اللغة السومرية هي لصقية وليست اشتقاقية كاللغة العربية ولهجاتها حيث يقول: واللغة السومرية لغة لاصقة. ولا يوجد فيها شيء يقرب من اللغات السامية الحامية لا على المستوى الصوتي (ليس فيها الحروف المميزة للغات السامية مثل حروف الحلق)، ولا على المستويين الصرفي والنحوي (لا يوجد أي تشابه مهما دق لاختلاف البنية اللغوية اختلافا جذريا)، ولا على مستوى المعجم اللهم إلا إذا استثنينا الكلمات التي استعارتها الأكادية عن السومرية ثم انتشرت في اللغات السامية فيما بعد مثل "هيكل" و"أجمة" وغيرهما).
    ثم ينهي بالخلاصة : وعليه فإن أي تشابه بين الجذور السومرية والجذور السامية هو تشابه صوتي، والتشابه الصوتي الذي لا يعضده قانون صوتي مضطرد (فضلا عن القوانين الأخرى المضطردة التي تنظم القرابة على الصعيد الصرفي والصعيد النحوي والصعيد المعجمي) لا يكون حجة البتة. وفي ذلك إجماع بين علماء علم اللغة المقارن.
    لدينا بعض الاسئلة الموجهة للأستاذ المتخصص في علم اللغات الذي نشر هذا الموضوع في احدى اندية اللسانيات. هل ذكر يوما في كتاباته متى نشأت القواعد والنحو والصرف للغات كاللغة العربية أو السومرية لكي يعرف كيف يتزامن مع هاتين اللغتين ثم يقارن بينهما نحويا وصرفيا فيما بعد؟ وهل يعرف متى وجودوا السومريون في المنطقة واين كانوا سابقا؟ وهل يعرف ان كثير من علماء الاوربيين لعلم اللغات في القرن الماضي كانوا ولا زال منهم يعتقد ان هناك علاقة جذرية لغوية بين السومرية القديمة (The Proto Sumerian) والهنداوربية القديمة بالرغم من ان اللغة السومرية هي ذات بنية لصقية والهنداوربية ذات بنية اشتقاقية كالعربية؟ وكيف انه هو نفسه يستمد علومه من علماء الغرب انفسهم لعلم اللغة المقارن وينفي العلاقة بين العربية والسومرية بسبب البنيتين المختلفتين الذين هم من علماء اللغات يؤكدوا العلاقة بين لغاتهم الاوربيية الاشتقاقية مع اللصقية السومرية؟ وهل يعرف ان هؤلاء علماء علم اللغات الهنداوربية منذ اول وهلة اكتشاف اللغة الحِثية حكموا عليها انها لغة هنداوربية بمجرد اكتشاف كلمتين فقط هما شرب وأكل ed و eku ؟ فأين هو اذن اجماع علماء علم اللغة المقارن في الموضوع؟ يوجد في اسفل المقالة روابط (لتسهيل الامر للقارئ الكريم عوضا عن مصادر كتب ونشرات ومقالات الخ) البعض من الشهادات الكثيرة لعلماء اللغة والانثروبولوجية والاثار يؤكدوا هذه الصلة بين اللغة السومرية والهنداوربية. اني اعتقد سوف لن اجد جوابا لسبب ان اغلب علماء اللغة المقارن من القرون الماضية لا يرون ابعد من رؤوس اقلامهم وسطور كتبهم وهذا لا يعني ان هذا العلم ليس ركنا مهما في البحوث اللغوية والاثرية وغيرها ولكن الاعتماد عليه لوحده بدون البعد الجغرافي والبيئي والتاريخي والانثروبولوجي وغيرهم في التأصيل سيجعل صاحبه كالذي يسبح في الماء ولديه ذراع واحدة مبتورة والاخرى بها يدور حول نفسه.
    واني سوف لن اسأله هل يعلم ان المستوى الصوتي للحروف الحلقية السومرية هو ذاته في اللغة العربية حسب الدراسات الحديثة (الغربية) لأن جل معلوماته في هذا الميدان تأتي من علماء اللغة اصبحوا هم انفسهم آثار وكذلك انه ينفي وجود هذه الصلة اساسا.
    ان عالم اللغات القديمة الامريكي والمتخصص في القواعد السومرية Patrick C. Ryan يدحض نظرية الاختلاف الصوتي بين اللغة السومرية والعربية التي اسسها علماء القرون الماضية. ان باتريك ريان في احد عروضه البحثية قد اعاد بعض الاصوات الاصلية للغة السومرية التي اهملها المترجمين الأوائل لحروف العلة ويرجع السبب للكَتاب السومريين الذين اختزلوها اثناء الكتابة على الواح الطين كما نحن في الكتابات العربية نختزل الحركات، كذلك لأن النخبة السومرية هي فقط التي تقرأ وتكتب بحيث هم وحدهم يعرفوا اين الاختزال عند القراءة. واضيف السبب الثاني الذي جعل هذه اللغة اكثر غموضا ان الذين ترجموها كانوا اغلبهم من اصحاب اللغات الاوربية التي لا تحتوي على حروف كالعين والحاء والقاف ..الخ فأتت لنا اللغة السومرية مشوهة مرتين لكي يقولوا مختصينا في اللغة العربية ولهجاتها ويجزموا ان اللغة السومرية لا تمت بصلة قرابة مع اللغة العربية ويضعوا عليها صليب النفي ويرموها على حافة الطرقات ليتلقفها الهنغاري او الهندي او التركي ...الخ ليضموها الى حضارتهم زورا فيما بعد، وهي حضارة ولغة من بنات المنطقة الأصليين. هنا في أسفل الفقرة، يصحح باتريك رايان بعض اصوات اللغة السومرية القديمة فنلاحظ ان حرف الهاء الحلقي والعنقي متواجد كما في العربية ولكن المترجمين الأوائل قد اخطأوا في ترجمتهم حيث جعلوا هذه اللغة السومرية خالية من صوت الهاء مثلا لتصبح بديهة (لا تقبل الجدل) السائرين في ركب المرجعيات الغربية للقرون الماضية. ولما لا توجد ايضا على مستوى الاصوات في اللغة السومرية كحروف العين والقاف والحاء وحتى الهمزة مع الهاء التي الغيت من قاموس المترجمين الاوائل لعدم تحققهم وهذا ما سنتحقق منه في بحث آجل.
    Sumerian Vowels
    13/1/2008
    a, i, u,
    â (a), ê (e), î (i), ü (u),
    U (u), yu (u), û (u)


    Sumerian â (/a:/) is reduction from **ha (written by Sumerologists currently as a); ê (/e:/) is reduction from **aj (written by Sumerologists currently as e); î (/i:/) is reduction from **ij and **ji (written by Sumerologists currently as i); ü (/ü:/) is a reduction from **uj (written by Sumerologists currently as u); U (/o: /) is a reduction from **aw (written by Sumerologists currently as u); yu (/ju/) is a reduction from **iw (written by Sumerologists currently as u); û (/u:/) is reduction from **uw (written by Sumerologists currently as u).

    in order to distinguish it from i (/i/), which is written by Sumerologists as i, and which was derived from Proto-Sumerian y.

    in order to distinguish it from u (/u/), which is written by Sumerologists as u, and which was derived from Proto-Sumerian w.


    لقد بدات البحوث الجيولوجية والمناخية والبيئية تتصدر اليوم بتحديد اصل هذا الشعب الذي غُيب عن المنطقة بسبب الاحكام العشوائية لمكتشفي هذه الحضارة قبل اكثر من قرن. فنظرية العالم الالماني W. Nutzel المتخصص في الجيولوجية والمناخ والعصر الجليدي اثبتت في منتصف السبعينيات ان قاع الخليج العربي حاليا كان خالي من الماء منذ 20 الف عام قبل الحاضر بسبب المناخ الجليدي الذي كان يسود الارض وقتها بحيث كان مستوى سطح البحار والمحيطات منخفض. وحسب بحث نوتزيل، وآخرين امثال K. Lambeck, Y. Yokoyama وغيرهم، ان نهرا دجلة والفرات كانا يصبا في خليج عُمان. وبعد انحسار الجليد وذوبانه بسبب ارتفاع درجات حرارة الارض اخذ مستوى المحيطات بالارتفاع تدريجا وثم بدأ يدخل في الخليج العربي بمراحل وفترات متتالية وكانت اخر مرحلة هي قبل 6000 عام لتصل حدود الخليج على ما هي اليوم تقريبا وهذا التاريخ حسب هؤلاء العلماء يصادف وجود السومريين على ارض جنوب العراق. ان عملية زحف الخليج نحو الشمال في تلك العصور قد اعطت لعلماء البيئة الفرضية بأن السومريين كانوا يقطنوا ارض قاع الخليج سابقا منذ القدم القديم التي لم تغطيها مياه الخليج بعد فأندفعوا رويدا رويدا نحو الشمال بسبب تقدم مياه الخليج ليظهروا في جنوب العراق مصادفا اخر مرحلة لزحفه اي قبل 6000 عام وان انتشار الكتابة هناك لنعلم نحن فيما بعد ان هناك بلاد اسمها سومر وشعبها المعروف بأبناء الاهوار والبحر. من هنا بإمكاننا القول ان السومريين هم ابناء المنطقة ومطبوعين في بيئتهم منذ نشأتهم ولم يأتو من خارجها وهم على الارجح ايضا كانوا من سكان الجزيرة الذين ابتعدوا عنها منذ القدم في بيئة خاصة فيها الاهوار والاسماك والنخيل تختلف عن صفات بادية هضبة الجزيرة وكونوا لهم حياة خاصة ولغة خاصة ابتعدت عن جماعات هضبة الجزيرة ولكن هذا لا يعني انهم ليسوا على اتصال مع العرب منذ ذلك القدم هو ما اثبته التاريخ في التزاوج الواضح والجلي بينهم وبين الأكديين على جميع الاصعدة الثقافية والفنية والمعمارية والادبية واللغوية والادارية والسياسية والعائلية. فإذا كانوا شعب قد اتى من الخارج كما يدعي آخرون لكان هناك تغير ثقافي مفاجئ وحضاري وربما دموي وهذا لم يحدث اطلاقا (بعض المراجع في الروابط ادناه). الا يكفي هذا لأصحاب البعد الواحد لعلم اللغة المقارن ان يكون سببا لبحوث مقاربة او مقارنة جديدة وبدلا عن ان يحدقوا طوال الوقت لسرة بطنوهم ليرفعوا قليلا رأسهم لكي يروا بأن هناك آفاق جدد أُخر غير تلك التي مضى عليها الدهر وشرب ليكونوا من السباقين المهمين في هذا السؤال. وأنا شخصيا اعتبر هذه الدراسات جدا مفيدة لمعرفة اصل شعب ما ولغة ما ولكن ليست مرجعية مقدسة لا تقبل النقاش، والاستغناء عنها سيسبب نقصا مهما في التأصيل والمقارنة ونخرج بأحكام إنشائية فضفاضة لا قيمة علمية لها.
    لو عرف الاستاذ ناشر الموضوع متى نشأت قواعد اللغة السومرية والعربية لما قارن بهذه الصورة المتنهاية الخفة بين اللغتين اذ انه قارن اللغة العربية ولهجاتها المتطورة في زمان ومكان وظروف خاصة بالبادية مع لغة هي من بنات المنطقة ايضا ولكن تعيش منذ زمن قديم في بيئة اخرى خاصة ايضا تختلف كليا عن الجزيرة. وعليه يجب المقارنة بين اللغتين في الزمن المفترض قبل ان يفترقا وهنا نجد ان اغلب اصحاب علم اللغة المقارن يفتقروا للارضية العلمية في هذا المضمار ولكن لو عادوا الى البحوث الجغرافية المذكورة اعلاه وتواريخها سيجدوا ان عليهم ان يقدموا مجهودا اكبر مما عملوه على الورق فقط، لكي يجدوا صلة التقارب بين جذور اللغة السومرية واللغة العربية في بعدها الزمني الأصل. سنأخذ ترجمة السيد المتخصص في علم اللغة العربية ولهجاتها لإسطورة انليل ونينليل السومرية ونحاول ان نجد بعض الجذور السومرية القديمة التي تتطابق مع جذور اللغة العربية وهذا نص ما نشره:
    [(uruki na)-n]am uruki na-nam na-an-dùr-r[u-n]e-e[n-dè-en]

    [n]ibruki uruki na-nam na-an-dùr-ru-ne-en-[dè-en]

    [(dur)]-gišgišimmar uruki na-nam na-an-dùr-ru-ne-en-dè-en

    i7-SAL-la i7-kù-bi na-na[m]

    kar-geštin-na kar-bi na-na[m]

    kar-A.SAR kar-giš mà-ùs-bi na-nam

    pù-lal pù-a-du10-ga-bi na-nam

    i7-num-bi-ir-du pa-mul-bi na-nam

    ìb-ta-gìd-i-dè 50 šar-àm ganà-gar-bi na-nam

    den-lìl guruš-tur-bi na-nam

    dnìn-lìl ki-sikil-tur-bi na-nam

    dnun-bar-še-gu-nu um-ma-bi na-nam

    الترجمة الحرفية:

    هناك المدينة، هناك المدينة حيث يسكنون،

    "نيبور" هي المدينة التي يسكنون،

    دور "جِيشِيمَّر" هي المدينة التي يسكنون،

    "إيسالا" سيلُها العذب،

    "كارجِشتينا" رصيفها،

    "كار أسار" رصيفها، حيث ترسو السفينة،

    "بولال" بئرها، ذو المياه العذبة،

    "إينونبير" قناتها، مع فروعها،

    قِس خمسين شَراً من حولها: هو ذا حقلها الخصب!

    "إنليل" شابُّها،

    "نينليل" بتولها،
    "نونبار شِجُونو" عجوزهم الحكيمة.

    لدينا بعض التسائل عن هذه الترجمة قبل مقارنتها جذريا مع اللغة العربية. اولا إننا لم نفهم لماذا هذه الاقواس وبين الهلالين وضعت في ثنايا الأبيات لهذه الاسطورة على سبيل المثال في البيت الاول dùr-r[u-n]e-e اليس dùr-ru-ne-en-dè-en هي الاصح؟ لان dur-ru هي كلمة واحدة وتعني فعل سكن والراء يكررها الكاتب السومري لأنه لا يعرف الشدة التي ابتكرها العرب قبل حوالي 1300 عام فلماذا ادخل الجزء الاخير u من فعل سكن مع حرف nالذي يبدأ المقطع neوهي جزء من كلمة ne-en معناها هذا؟ وكذلك قضمَ جزء اسم الاشارة الاخير ولحق مع بداية الكلمة الاخيرة وبقيا حرفي e-eفي العراء. هذه الاقواس ]...[ مثلا تستعمل عند تلف لوحة طينية ويختفي حرف او كلمة او افتراض كلمة او حرف مختفي بعد التلف ولكن هذه السطور في الكتابة المسمارية كانت سليمة من التلف وخصوصا في هذه المقاطع حيث نماذجها متوفرة في متحف اللوفر ممكن مراجعتها. وحتى لو افترضنا تلفها يجب ان تعرض بالشكل الآتي dùr-r[u] [n]e-e[n] [dè-en]. ويستخدم الهلالين في النقحرة (n) بعض الاحيان للدلالة الشخص الثالث المذكر. ان استعمال هذه الاقواس بهذه الطريقة مثير ومحط تسائل. اضطررت ان ازيل جميع الاقواس واضع الكلمات في محرك البحث للشبكة العنكبوتية غوغل لان معها غوغل لا يعمل. وكذلك لو كانت هذه الترجمة حرفية لاصبح البيت الاول هكذا:
    ((هناك المدينة هناك المدينة فيها (هذا ne-en) الاسياد en)) او الاحرار يحيون)). و (dè) هو فعل جَسَدَ او ألفَ الذي يضاعف معنى فعل سكن في يعيش او يحيى. في البيت الثالث (gišgišimmar) تعني بستان النخيل فترجمتها الحرفية تصبح (يسكنون مدينة النخيل هناك الاسياد يعيشون). وهناك الكثير من الاضافات لكي تصبح فعلا ترجمة حرفية.
    اما عن الجذور السومرية المتقاربة في العربية نجدها صريحة في القصيدة هي اول كلمة اور - كي. سأنقل الى هنا جزء ما كتبته بخصوص كلمة اور، التي تعني مدينة عند السومريين والأكديين، في بحث سابق عن نشأة الجذور العربية (راجع الروابط ادناه لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع) ونبدأ بتعريف واستعمال صوت حرف الراء.
    ر : قائم على تحريك اللسان سريعا بين الفكين مع دفع بعض الهواء من الفم. يؤشر إلى تدحرج أو صوت محرك أو جريان وتكرار الفعل. الأ/ر/ض، كانت تُلفظ ارص ألتي عنها خرجت الكلمة إرث بتوزيع الأرض كميراث، والأرض هي القاعدة ألتي تتم عليها وفوقها الحركة فعندنا أغلب المصادر ألتي تُستخدم في الحركة نجدها تحوي هذا الحرف في ركض وهرول وجرى وهرَ وفرَ وهرب وراح وريح الخ. وتسخدم بكل ما يخص الأرض نفسها وما يجري عليها. في جذر الجريان (أر) مشهود في العربية الفصحى في الري و روى وجريان الماء في هرَ بعد ابدال الألف بالهاء ثم اضيفت اليه نون النائية ليصبح نهر. لقد انجب هذا الجذر أُر كلمة يعشقها الإنسان وهي حُرية من حُر الطليق القائم على الأرض بذاته. الجذر أر أو إور يعني الأرض نفسها وما يتواجد عليها وفيها وإليها. في المصادر جور و هور و غور الأرض أي حفرها وعورها بمعنى آخر عمل لها أساس لسور فكل شئ مسور على الأرض و في دالخله مسكون ستعني قرية أو مدينة. العرب سابقا لم يستعملو مصطلح مدينة لأنه آرامي الأصل ولكن إسم قرية الذي كان المُستعمل وأصلها باللفظ المفترض (اُرية وضُخم الألف بالكاف في كرَيَت الآرامية وقرية في العربية) وهذا الجذر كان مستعمل عند الأكديين والسومريين في مدينة إور وأريـ/ـدو و إورو/ك ألتي تعني جميعها بدار السلام ( إور= مدينة + كوغ في إوروك و دوغ في أريدو تعنون جميها بقح و قوي وسليم بالسومرية، وفي الآرامية إورشلِم تحكي عن نفسها). هنا مثلها مثل إسم ثقل حيث دخلت ذو التعريف أنذاك الى إور ودمجت لتصبح عندنا إسم دور أو دير وديار في الآرامية وبالإبدال تحولت إلى سور ودورة (إذا دار الزمن أصبح دهر، الهاء توسطت)، وفي طور وتطور ألذي فيه صيرورة من صار في أطوار، وطور هو جبل (أرض) وفي الأكدية تورا تعني (قانون) اليونانية الأصل، أي المواد ألتي تكون مُؤطرة في سطور ومنها التوراة وفي العربية سورة القرءان وصورة في داخل إطار، ثم أُضيف السين إلى بدايتها لتصبح سطور.
    والجذر (ida = i7) في البيت الرابع من القصيدة الذي يعني وادي او سيل من الماء الجاري او نهر حيث كانت تُختزل من قبل الكتاب السومريين في حرف (i)، ولكن ما هو جذر- مصدر الوادي في اللغة العربية؟ اليس ادى؟ لماذا لم ينتبه اليها اصحاب علم اللغة المقارن؟. وفي الأبيات كذلك كلمة (en) وتعني سيد او كبير القوم مرادفتها في اللغة العربية عين جمعها اعيان وكلمة ك- ان-جي (كِإنجي) التي تعني بلد اعيان او اسياد القصب، والتي استعملها الاكديون ومن ثم الحوريون في سوريا لنعت بلاد فلسطين بكنعان بعد التغييرات اللفظية. او في احدى اللهجات السومرية تصبح كي ان جي = kanam اي ارض الميعاد او بلاد سومر. في (en) = عين و كِن ع ان، حيث يذهب الاعتقاد بأن السومريين كانوا يلفظوا حرف العين ولم يظهر في الترجمات السابقة سوى تحت حروف (a,e,i)، وسأتناول هذا الموضوع في المستقبل القريب ان شاء الله. في هذا البعض القليل جدا من الابيات والمتكررة فيها الكلمات نحن نملك الان ثلاث جذور اساسية متشابهة ومشتركة في المعنى واللفظ (وليست إستعارة من السومرية للعربية او العكس) وخصوصا في بدائية نشأة هاتين اللغتين اذ يحكوا عن الدرجات الإجتماعية والظواهر الطبيعية المشتركة القديمة جدا بين العربي والسومري وهناك جذور اخرى من مصادر مشتركة عربية سومرية مثل فعل سكن dur والسيدة nin وغيرها الموجودة في الأسطورة سنأتي عليها جميعا في بحث لاحق، فما بالنا بباقي الأساطير والمعجم السومري اذن؟ ولكن السيد المتخصص الذي يعتمد فقط على مراجع علم اللغة المقارن الذي غفل عن هذه الجذور يتسائل قبل طرحه للقصيدة: كيف تكون ثمة جذور مشتركة بين السومرية والعربية (في هذه الإسطورة)؟! فإذا كان المتخصص في اللغات من جنسية المانية او بريطانية ثم يكتشف هذه الجذور مشتركة بين لغته واللغة السومرية لعمل المستحيل بنشرها في اي مجال اعلامي لكي يخرج بالنظرية ان اصل السومريين هو هندي اوربي او العكس ولكن مع الاسف الشديد هناك عرب باحثون ومتخصصون في اللغات والتاريخ يذهبوا بـ (إضطراد) إنشائي شديد بإبعاد كل ما هو قريب وصريح بين اللغتين والحضارتين العربية والسومرية لكي يتلقفها الآخرون من غير العرب مشكورين. وعلى كل حال ان العلوم الحديثة بدأت تأخذ حيزا اوسع وتفرض نفسها على البحوث القديمة وخصوصا علم اللغة المقارن (Phililogy) الذي اصبح غير معتمد عليه في جامعات اوربا كالسابق في القرنين الماضيين للخوض في اسئلة من هذا النوع. ان العلوم الحديثة الميدانية والنظرية بدأت تعطي ثمارها في فهم اصل ومنشأ هذه الحضارات واللغات التي اكتنفها الغموض بسبب انعدام العمق العلمي للبحوث القديمة التي ما زال اصحابها في منطقتنا يدافعون عنها حتى الرمق الاخير. ان اللغة السومرية بدأت ترجع حظوظها في ان تكون مقاربة للغة العربية ولهجاتها في ازمانها القديمة.
    سيكون هناك بحث آجل ان شاء الله نبين فيه ان مصدر الجذور العربية والسومرية هو ذو منشأ واحد شريطة ان يكون البحث خاص في الفترات ما قبل التاريخ اي بمعنى عندما كان المصدر العربي متكون من حرفين فقط والله المعين.


    الروابط:
    http://www.abrilbooks.com/books/6192.html

    http://en.wikipedia.org/wiki/Martiros_Kavoukjian

    http://www.armeniapedia.org/index.php?title=Tracing_the_Origin_of_Ancient_Sume rians

    http://evans-experientialism.freewebspace.com/ling_sumerian.htm

    http://books.google.com/books?id=Xb6CZMmwo00C&pg=PA121&lpg=PA121&dq=is+the +origin+of+sumer+from+indo+european&source=web&ots =vFwl_zTq4W&sig=YAzIdKHEzAcx0NxPEDx9HcownAk&hl=en& sa=X&oi=book_result&resnum=6&ct=result

    http://www.lexiline.com/lexiline/lexi94.htm


    http://www.semp.us/publications/biot_reader.php?BiotID=422

    http://www.archatlas.dept.shef.ac.uk/Petrie/BehZoh.php

    http://rses.anu.edu.au/geodynamics/AnnRep/95/AR-Geod95.html

    http://www3.interscience.wiley.com/journal/114052257/abstract?CRETRY=1&SRETRY=0


    http://www.islamichistory.net/forum/showthread.php?t=6343

    http://www.islamichistory.net/forum/showthread.php?t=6344

    http://www.islamichistory.net/forum/showthread.php?t=6346


    ***
يعمل...