[align=center]طابور الخبز ... رصد لقضايا المجتمع[/align]
طابور الخبز مجموعة قصصية تنبض بالواقعية، تدور أحداثها في حي شعبيٍّ من أحياء القاهرة، تجمع أشتات البسطاء وهموهم من خلال الأزمة الرئيسة، أزمة الحصول على الخبز المدعم، ويعمد الكاتب من خلال هذا الحدث الرئيس إلى تشكيل ملامح الشخصية المصرية؛ فيصبح طابور الخبز الذي يتجمع فيه مختلف فئات الحي الشعبيّ هو المعادل الموضوعي لجميع القضايا الفكرية التي يريد الكاتب أن يطرحها من خلال الانتظار في طابور الخبز؛ ليسهم بشكل مباشر في ترسيخ ظاهرة الانتظار والترقب في نفسية المصري نتيجة للعوامل الطبيعة والتاريخية والحضارية. <o>></o>>
لقد أصبح انتظار الحصول على رغيف الخبز المدعم هو معاناة الشخصيات التي تتصارع من أجله الشيوخ والشباب والنساء حتى الأطفال، فكان إهداء مجموعته إلى أولئك الواقفين تحت وطـأة الشَّـمس ... خوفًا وطمعا! إلى قساة القلوب الذين تركوا الأطفال في الطابور... جَوْعى! <o>></o>>
طابور الخبز يصل لمنتصف الشارع.. عنقودان طويلان أسود وملون، وخلفهما تقبع جدران الفرن، فرن يعج بالحياة، الشارع كله مظاهرة
لا تتحرك، أمام الموزع، الواقفون حِزَمٌ بشرية تتعلق أنظارها بالقفص الخارج من الفرن... لقد أصبح الفرن ناديًا للواقفين في الطابور، أحيانًا هم أصدقاء يتحادثون، وأحيانًا هم أعداء يتشاتمون، ويتلاسنون، ويتضاربون، ويتدافعون بالأيدي، والأجساد، وضعوا لأنفسهم قانونًا، قانون الطابور. هناك... في عالم الفرن جمعتهم المعاناة، ووحدتهم الأزمة.<o>></o>>
من رحم هذه المعاناة، ولدت شخصيات المجموعة القصصية التي سيرويها ذلك العائد من غربته في الصحراء، بأسلوب الراوي المشارك في الأحداث، الذي أصبح عضوًّا من أعضاء نادي طابور الخبز. <o>></o>>
وفي هذا النادي صارت كل قضايا المجتمع وأزماته ومشكلاته وأمراضه مطروحة للنقاش، والتفسير، والتأويل. فالبطالة، والخيانة، والفساد الإداري، والرشوة، والسرقة، وتوظيف الأموال، والثأر، والبلطحة، وإنفلونزا الخنازير، والصراع الحضاري مع الغرب، كل ذلك صار مطروحًا للنقاش في نادي طابور الخبز؛ مما يجعل القارئ يخرج بصداقات متعددة مع شخصيات القص، فهو يشعر مع تقدمه في القراءة أنه بإزاء نماذج حيَّة متحركة تتجسد من خلال حضورها الفعلي بملامحها الجسدية والاجتماعية والنفسية. <o>></o>>
ونظرًا لأن هذه المجموعة القصصية تدور كلها من خلال حدث رئيس، وهو طابور الخبز، فقد عمد الكاتب إلى أسلوب تقطيع الحدث وكسر الإيقاع وتداخله، فخضع الحدث للاختزال واعتماد العناوين الداخلية بحيث يمكن قراءة كل قصة بشكل مستقل، فتحقق النزوع القصصي القصير. وفي الوقت نفسه تستمد وجودها الكامل وإمكان قراءتها متكاملة؛ مما يجعل البناء بالمجموعة القصصية يقوم على جدل بين الوحدة والتفتيت، أو بين المركزية للعمل والاستقلال لأجزائه، فنرى داخل المحور الرئيس للحدث اللوحات المتعددة أو اللقطات التي عبرها تتجسد الشخصيات. وهذه اللوحات تقوم على نوع قريب من التقطيع السينمائي أو المونتاج بحيث أصبحت كلُّ قصة تركز على قضية معينة، وتسقط الأحداث العادية التي يمكن استنتاجها على مستوى المتلقى.<o>></o>>
وقد استخدم الكاتب أسلوب المشهد الذي يتناسب مع القصة القصيرة حيث تكون مساحة النص أكبر من سرعة الحدث أو مساوية له؛ فوقع في فترة زمنية محدودة كثيفة مشحونة، وتقدم الموقف الخاص الذي من خلاله يطرح قضيته. <o>></o>>
والكاتب د. خالد توكال قد اعتمد الفصحى في السرد والحوار، ووظَّفها توظيفًا فنيًّا جميلًا من حيث تركيب الجملة، ودلالة العبارة، والحرص على الصحة اللغوية، فجاءت جمله معبرة عن السلبية المنتشرة في المجتمع، وذلك عبر ألفاظ وعبارات وصور كثيرة تجسد اليأس والاستسلام لتواكب اللغة القضايا المطروحة من مشكلات وهموم الشخصيات. <o>></o>>
طابور الخبز مجموعة قصصية تنبض بالواقعية، تدور أحداثها في حي شعبيٍّ من أحياء القاهرة، تجمع أشتات البسطاء وهموهم من خلال الأزمة الرئيسة، أزمة الحصول على الخبز المدعم، ويعمد الكاتب من خلال هذا الحدث الرئيس إلى تشكيل ملامح الشخصية المصرية؛ فيصبح طابور الخبز الذي يتجمع فيه مختلف فئات الحي الشعبيّ هو المعادل الموضوعي لجميع القضايا الفكرية التي يريد الكاتب أن يطرحها من خلال الانتظار في طابور الخبز؛ ليسهم بشكل مباشر في ترسيخ ظاهرة الانتظار والترقب في نفسية المصري نتيجة للعوامل الطبيعة والتاريخية والحضارية. <o>></o>>
لقد أصبح انتظار الحصول على رغيف الخبز المدعم هو معاناة الشخصيات التي تتصارع من أجله الشيوخ والشباب والنساء حتى الأطفال، فكان إهداء مجموعته إلى أولئك الواقفين تحت وطـأة الشَّـمس ... خوفًا وطمعا! إلى قساة القلوب الذين تركوا الأطفال في الطابور... جَوْعى! <o>></o>>
طابور الخبز يصل لمنتصف الشارع.. عنقودان طويلان أسود وملون، وخلفهما تقبع جدران الفرن، فرن يعج بالحياة، الشارع كله مظاهرة
لا تتحرك، أمام الموزع، الواقفون حِزَمٌ بشرية تتعلق أنظارها بالقفص الخارج من الفرن... لقد أصبح الفرن ناديًا للواقفين في الطابور، أحيانًا هم أصدقاء يتحادثون، وأحيانًا هم أعداء يتشاتمون، ويتلاسنون، ويتضاربون، ويتدافعون بالأيدي، والأجساد، وضعوا لأنفسهم قانونًا، قانون الطابور. هناك... في عالم الفرن جمعتهم المعاناة، ووحدتهم الأزمة.<o>></o>>
من رحم هذه المعاناة، ولدت شخصيات المجموعة القصصية التي سيرويها ذلك العائد من غربته في الصحراء، بأسلوب الراوي المشارك في الأحداث، الذي أصبح عضوًّا من أعضاء نادي طابور الخبز. <o>></o>>
وفي هذا النادي صارت كل قضايا المجتمع وأزماته ومشكلاته وأمراضه مطروحة للنقاش، والتفسير، والتأويل. فالبطالة، والخيانة، والفساد الإداري، والرشوة، والسرقة، وتوظيف الأموال، والثأر، والبلطحة، وإنفلونزا الخنازير، والصراع الحضاري مع الغرب، كل ذلك صار مطروحًا للنقاش في نادي طابور الخبز؛ مما يجعل القارئ يخرج بصداقات متعددة مع شخصيات القص، فهو يشعر مع تقدمه في القراءة أنه بإزاء نماذج حيَّة متحركة تتجسد من خلال حضورها الفعلي بملامحها الجسدية والاجتماعية والنفسية. <o>></o>>
ونظرًا لأن هذه المجموعة القصصية تدور كلها من خلال حدث رئيس، وهو طابور الخبز، فقد عمد الكاتب إلى أسلوب تقطيع الحدث وكسر الإيقاع وتداخله، فخضع الحدث للاختزال واعتماد العناوين الداخلية بحيث يمكن قراءة كل قصة بشكل مستقل، فتحقق النزوع القصصي القصير. وفي الوقت نفسه تستمد وجودها الكامل وإمكان قراءتها متكاملة؛ مما يجعل البناء بالمجموعة القصصية يقوم على جدل بين الوحدة والتفتيت، أو بين المركزية للعمل والاستقلال لأجزائه، فنرى داخل المحور الرئيس للحدث اللوحات المتعددة أو اللقطات التي عبرها تتجسد الشخصيات. وهذه اللوحات تقوم على نوع قريب من التقطيع السينمائي أو المونتاج بحيث أصبحت كلُّ قصة تركز على قضية معينة، وتسقط الأحداث العادية التي يمكن استنتاجها على مستوى المتلقى.<o>></o>>
وقد استخدم الكاتب أسلوب المشهد الذي يتناسب مع القصة القصيرة حيث تكون مساحة النص أكبر من سرعة الحدث أو مساوية له؛ فوقع في فترة زمنية محدودة كثيفة مشحونة، وتقدم الموقف الخاص الذي من خلاله يطرح قضيته. <o>></o>>
والكاتب د. خالد توكال قد اعتمد الفصحى في السرد والحوار، ووظَّفها توظيفًا فنيًّا جميلًا من حيث تركيب الجملة، ودلالة العبارة، والحرص على الصحة اللغوية، فجاءت جمله معبرة عن السلبية المنتشرة في المجتمع، وذلك عبر ألفاظ وعبارات وصور كثيرة تجسد اليأس والاستسلام لتواكب اللغة القضايا المطروحة من مشكلات وهموم الشخصيات. <o>></o>>
د. علاء الدين علي الفقي<o>></o>>
دكتوراه في النقد الحديث<o>></o>>