"إبداعية تماهي الحوارات"
في نص ( لاتسأليني ) للشاعر ايمن اللبدي
الكاتبة : سعاد جبر
يشكل نص ( لاتسأليني ) لوحة فسيفسائية حمراء ، في الإبداعية الأدبية ، وتنسدل منه استرة شفافة في الولاء للوطن ، في رفرفات حزينة تملآ الكون عبقا واحساس مترع بالألم ، وتتفتح فيه أكمام جريحة تشدو برسالة الخلود للشهداء والتذكار السرمدي لأرواحهم بيننا .
والمتدبر في سيكولوجية النص موضع الدراسة ؛ يبرز لدية فنيات إبداعية في تصاعدات الأنفعالات المختلطة مع تماوجات الحوارات الحمراء ، بحيث شكلت تلك التماوجات منظومة مركزية في سيكولوجية النص ، ومصدر ماسي لإشراقاته في لغة التعبير ، التي تتسلل منها انسام عبيريه في أعماق مشاعر القارئ ، فتحدث ماهية اتحاد مع النص ، وروح الشهداء الساكنة فيه ، فتتجسد الوحدة الأدمية والروحية في تصاعد الأرواح إلى عليين التساميات ، عبر تجسد مطلق مع آهات الشاعر في تماهيات الحوارات النابضة في النص ، وتواتر الارتقاء مع معارج متصاعدة على أجنحة " لاتسأليني " حيث نزف السؤال وكنه حيرة الجواب الحاضر الغائب ، المعلن المختبئ في آتون ثقافة الصمت ، المتخيل المرئي ، الآن المر والمستقبل المنتظر .
وتتواتر موسيقى النص بين حدة الألم في وتيرتها المنكسرة في إضاءات خافته على النص ، وطرقات التساميات في تعالى امواجها القزحية في النص من جهة أخرى ، وكثافتها النورانية في لغة الانكشاف ، التي لاتلبث أن تؤول إلى مساحة ضوئية في الزمان والمكان فتنكسر عندها الشمس ، سجودا للحقيقة ، التي تتصاعد في أثيرها أرواح حمراء دامية ، تشكل رسما ملائكيا في بث الحقيقة وإعلان سادية الجريمة .
ويبدأ مسرح الحوارات الدامية في مساحة الحب والشوق مع روح ندية تعطر النص مسكا والأرض حرية ، وتسكن عند نجمات السماء ، حيث يتعالى صدى الروح في حدة التساؤلات من الروح الضحية ، ويكشف النص عن مساءات في غيب الكلمات ، في تماهيات حوار مع مداد الكلمات وقد ألت إلى سجن سرمدي على مسرح الحقيقة وضمادة لجرح رمادي خانق :
. بُنَيَّتي ..!! لا تسأليني واكتمي إنَّ الإجابات ِ الحزينة َ قد توقف َ حبرُها وغدت هناكَ حبيسةً بينَ الشفاه ِ لعلها أمست تضمِّد ُ جرحَ خيبتها وترفقُ مع خضابِ الموتِ زيتاً كي يطهِّرَ من خطيئتها النكوصَ المستباح َ ولحظةَ العار ِ المروِّع ِ والهزيمة َ واندفاعَ الوحل ِ فوق َ جبهتها المسطَّرِ في ثناياها المواتْ...
ويمتطي النص زمامه في حدة المواجهة مع الحقيقة الحاضرة الغائية في لغة الواقع المنهكة والمنسحبة عن عزة الجسد وكرامة الروح وإباء الأجداد ، حيث تشكلها ( الأنا ) الساكنة في روح إبهامان ( أين ) :
بُنَيَّتي !!... لا تسأليني أينَ سيفُ ابن ِ العمومة ِ والخؤولة ِ والجوار ِ وأينَ سيفُ الله ِ والخيل ِ المحجَّل ِ صوتُها الهدَّارُ أقوى من شظايا النار ِ والرعدِ المدوي حينما هبَّت إلينا
حيث تتشكل هنا عوالم الحقيقة في تماهيات ( أين ) على مسرح الأمنيات الحالمة في أن يتحقق المستحيل ولو حلما على مداد الكلمات الجريحة
في الطريق ِ ، الرعدُ قادم ُ يستشفُّ من الغبار ِ الناشرِ الظلَّ على سحب ِ الدخان ِ إذا تغشَّاها الرعاشُ وحطها السيلُ المدوي من علٍ فوقَ انتشاراتِ التتار ِ تردُّ عنكِ دويُّ قصفِ الغاربات ِ وتنحني كي تصلحَ الشقَّ الطويلَ بظهرك ِ المستقبـِل ِ اليومَ
وتتفتح أستار النص عن حوار متماهي مع القاتل المتجسد في قانون العدالة وسيمفونيات الحرية المخدرة ، حيث يعلن على لسانه المبهم شعارات الحرية والسلام ، في الآن الذي يقتل به الطفولة ويعيث فسادا في بساتيننا ويمارس الدمار على أجسادنا في لغة سادية تتلذذ بموت الضحية ألف مرة على مسرح الفناء المطلق :
بُنَيَّتي..! لا تسأليني ما جرى بينَ السطورِ ودفة ِ المخطوطة ِ الحبلى بألف ِ قصيدة ٍ وموشَّح ٍ ومقام ِ مَنْ أخفى الوجوهَ وزيَّف َ اللونَ وسجَّل كلَّ ذكرى ضدَّ مجهول ٍ يقيمُ على سفوح ِ الوهم ِ والكذب ِ الرخيص ِ على الغيارى والثكالى المعدمينَ من الوعود ِ القادم ِ اليومَ كتابُ طلاقها العذريِّ أجلى من خيوطِ الدَّم ِ في جسد ِ الضحيَّة ِ والعذابات ِ الحيارى في المداراتِ الحزينة
وتتعالى صرخات الألم في النص في لغة الحوار المتماهي مع ( الأنا ) الضحية والأنا الجسد والأنا الوطن في الآن ذاته في سؤال الذات للذات وحالة التسامي والارتقاء الطاهر نحو السماء صعودا على موكب المسيح من جديد حيث ينغرس القلب جذرا في الأرض والولاء وتحلق الروح نورسا في بساتين الشهداء على بساط السماء ، حيث التلاقي الحاضر الغائب ، في معارج قدسية طاهرة ، وهنا تتولد بلورة تماهي متصاعدة نورانية في النص ، فتنسدل الحقيقة عند اشراقاتها المتماهية وكنه جوابها الأخير في رفض متتاليات أجوبة مبهمة متناثرة في الفراغات الخاوية ، وانطلاقات أصوات موحشة في الدمار تبحث عن قطع ( أنا ) الوطن المتشرذمة في الأرض ، في حضور مشتت للجسد وتصاعد معراج الروح تساميا مطلقا في عليين الفناءات في أتون اللحظات التي تدق أجراسها من على نورانية سلام الأرواح ، فلا يعد هناك مضمون لأدمية حروف الدنيا ، وصيحاتها الباردة ، فليس هناك إلا أجواء السماء الطاهرة ، والتقاء الأرواح في مصاعد الميلاد الحر والعشق السرمدي في التماهي مع دماء الشهداء واشراقات اللامرئ في تصاعدات الأرواح إلى عليين الحياة في كنه الحياة ، فهناك يشرق على محيا السماء الخالد وردة الحرية في يوم حالم ما ، ولحظة منتشية ربما هي غيمة مكفهرة اليوم وبسمة مرتسمة على محيا الغد المرتقب ، وإشراقة حرية بلا حدود ، وعرسا خالدا في تذكار الشهداء وانتعاش الأباء ، الشادية مع كل تفتحات روح تولد على ارض معارج الأطهار وبساتين الشهداء ومجد الاعتلاء ، وقبلات الإياب على أعتاب قداسة أبواب الحرية الحمراء . والتقاء أرواح الشهداء
لكي تلاقي جثتينا في التراب
أرسلت بتاريخ: 2006/12/9 23:27
في نص ( لاتسأليني ) للشاعر ايمن اللبدي
الكاتبة : سعاد جبر
يشكل نص ( لاتسأليني ) لوحة فسيفسائية حمراء ، في الإبداعية الأدبية ، وتنسدل منه استرة شفافة في الولاء للوطن ، في رفرفات حزينة تملآ الكون عبقا واحساس مترع بالألم ، وتتفتح فيه أكمام جريحة تشدو برسالة الخلود للشهداء والتذكار السرمدي لأرواحهم بيننا .
والمتدبر في سيكولوجية النص موضع الدراسة ؛ يبرز لدية فنيات إبداعية في تصاعدات الأنفعالات المختلطة مع تماوجات الحوارات الحمراء ، بحيث شكلت تلك التماوجات منظومة مركزية في سيكولوجية النص ، ومصدر ماسي لإشراقاته في لغة التعبير ، التي تتسلل منها انسام عبيريه في أعماق مشاعر القارئ ، فتحدث ماهية اتحاد مع النص ، وروح الشهداء الساكنة فيه ، فتتجسد الوحدة الأدمية والروحية في تصاعد الأرواح إلى عليين التساميات ، عبر تجسد مطلق مع آهات الشاعر في تماهيات الحوارات النابضة في النص ، وتواتر الارتقاء مع معارج متصاعدة على أجنحة " لاتسأليني " حيث نزف السؤال وكنه حيرة الجواب الحاضر الغائب ، المعلن المختبئ في آتون ثقافة الصمت ، المتخيل المرئي ، الآن المر والمستقبل المنتظر .
وتتواتر موسيقى النص بين حدة الألم في وتيرتها المنكسرة في إضاءات خافته على النص ، وطرقات التساميات في تعالى امواجها القزحية في النص من جهة أخرى ، وكثافتها النورانية في لغة الانكشاف ، التي لاتلبث أن تؤول إلى مساحة ضوئية في الزمان والمكان فتنكسر عندها الشمس ، سجودا للحقيقة ، التي تتصاعد في أثيرها أرواح حمراء دامية ، تشكل رسما ملائكيا في بث الحقيقة وإعلان سادية الجريمة .
ويبدأ مسرح الحوارات الدامية في مساحة الحب والشوق مع روح ندية تعطر النص مسكا والأرض حرية ، وتسكن عند نجمات السماء ، حيث يتعالى صدى الروح في حدة التساؤلات من الروح الضحية ، ويكشف النص عن مساءات في غيب الكلمات ، في تماهيات حوار مع مداد الكلمات وقد ألت إلى سجن سرمدي على مسرح الحقيقة وضمادة لجرح رمادي خانق :
. بُنَيَّتي ..!! لا تسأليني واكتمي إنَّ الإجابات ِ الحزينة َ قد توقف َ حبرُها وغدت هناكَ حبيسةً بينَ الشفاه ِ لعلها أمست تضمِّد ُ جرحَ خيبتها وترفقُ مع خضابِ الموتِ زيتاً كي يطهِّرَ من خطيئتها النكوصَ المستباح َ ولحظةَ العار ِ المروِّع ِ والهزيمة َ واندفاعَ الوحل ِ فوق َ جبهتها المسطَّرِ في ثناياها المواتْ...
ويمتطي النص زمامه في حدة المواجهة مع الحقيقة الحاضرة الغائية في لغة الواقع المنهكة والمنسحبة عن عزة الجسد وكرامة الروح وإباء الأجداد ، حيث تشكلها ( الأنا ) الساكنة في روح إبهامان ( أين ) :
بُنَيَّتي !!... لا تسأليني أينَ سيفُ ابن ِ العمومة ِ والخؤولة ِ والجوار ِ وأينَ سيفُ الله ِ والخيل ِ المحجَّل ِ صوتُها الهدَّارُ أقوى من شظايا النار ِ والرعدِ المدوي حينما هبَّت إلينا
حيث تتشكل هنا عوالم الحقيقة في تماهيات ( أين ) على مسرح الأمنيات الحالمة في أن يتحقق المستحيل ولو حلما على مداد الكلمات الجريحة
في الطريق ِ ، الرعدُ قادم ُ يستشفُّ من الغبار ِ الناشرِ الظلَّ على سحب ِ الدخان ِ إذا تغشَّاها الرعاشُ وحطها السيلُ المدوي من علٍ فوقَ انتشاراتِ التتار ِ تردُّ عنكِ دويُّ قصفِ الغاربات ِ وتنحني كي تصلحَ الشقَّ الطويلَ بظهرك ِ المستقبـِل ِ اليومَ
وتتفتح أستار النص عن حوار متماهي مع القاتل المتجسد في قانون العدالة وسيمفونيات الحرية المخدرة ، حيث يعلن على لسانه المبهم شعارات الحرية والسلام ، في الآن الذي يقتل به الطفولة ويعيث فسادا في بساتيننا ويمارس الدمار على أجسادنا في لغة سادية تتلذذ بموت الضحية ألف مرة على مسرح الفناء المطلق :
بُنَيَّتي..! لا تسأليني ما جرى بينَ السطورِ ودفة ِ المخطوطة ِ الحبلى بألف ِ قصيدة ٍ وموشَّح ٍ ومقام ِ مَنْ أخفى الوجوهَ وزيَّف َ اللونَ وسجَّل كلَّ ذكرى ضدَّ مجهول ٍ يقيمُ على سفوح ِ الوهم ِ والكذب ِ الرخيص ِ على الغيارى والثكالى المعدمينَ من الوعود ِ القادم ِ اليومَ كتابُ طلاقها العذريِّ أجلى من خيوطِ الدَّم ِ في جسد ِ الضحيَّة ِ والعذابات ِ الحيارى في المداراتِ الحزينة
وتتعالى صرخات الألم في النص في لغة الحوار المتماهي مع ( الأنا ) الضحية والأنا الجسد والأنا الوطن في الآن ذاته في سؤال الذات للذات وحالة التسامي والارتقاء الطاهر نحو السماء صعودا على موكب المسيح من جديد حيث ينغرس القلب جذرا في الأرض والولاء وتحلق الروح نورسا في بساتين الشهداء على بساط السماء ، حيث التلاقي الحاضر الغائب ، في معارج قدسية طاهرة ، وهنا تتولد بلورة تماهي متصاعدة نورانية في النص ، فتنسدل الحقيقة عند اشراقاتها المتماهية وكنه جوابها الأخير في رفض متتاليات أجوبة مبهمة متناثرة في الفراغات الخاوية ، وانطلاقات أصوات موحشة في الدمار تبحث عن قطع ( أنا ) الوطن المتشرذمة في الأرض ، في حضور مشتت للجسد وتصاعد معراج الروح تساميا مطلقا في عليين الفناءات في أتون اللحظات التي تدق أجراسها من على نورانية سلام الأرواح ، فلا يعد هناك مضمون لأدمية حروف الدنيا ، وصيحاتها الباردة ، فليس هناك إلا أجواء السماء الطاهرة ، والتقاء الأرواح في مصاعد الميلاد الحر والعشق السرمدي في التماهي مع دماء الشهداء واشراقات اللامرئ في تصاعدات الأرواح إلى عليين الحياة في كنه الحياة ، فهناك يشرق على محيا السماء الخالد وردة الحرية في يوم حالم ما ، ولحظة منتشية ربما هي غيمة مكفهرة اليوم وبسمة مرتسمة على محيا الغد المرتقب ، وإشراقة حرية بلا حدود ، وعرسا خالدا في تذكار الشهداء وانتعاش الأباء ، الشادية مع كل تفتحات روح تولد على ارض معارج الأطهار وبساتين الشهداء ومجد الاعتلاء ، وقبلات الإياب على أعتاب قداسة أبواب الحرية الحمراء . والتقاء أرواح الشهداء
لكي تلاقي جثتينا في التراب
أرسلت بتاريخ: 2006/12/9 23:27