حضور خجول للغة العربية بالصين لا تنقصه المعوقات
قسم اللغات الأجنبية بجامعة بكين (الجزيرة)
عبد الله آدم-بكين
يكافح صلاح ذو العشرين عاما مع ثلة من رفاقه الصينيين لدراسة اللغة العربية في قسم اللغات الأجنبية بجامعة بكين أعرق الجامعات الصينية.
وبمساعدة أستاذه العراقي حيدر والصيني عبد القادر، تخطى صلاح العقبة الأولى المتمثلة في نطق اللغة العربية، فهو يعتقد أن العربية صعبة النطق مقارنة بالصينية.
وبعد سنتين يستطيع صلاح -وهو تعريب لاسمه الصيني الآن- أن يوصل فكرته لمحاوريه بالعربية، لكن لغته عموما متوسطة ومحدودة في قاموسها.
الأستاذ عبد القادر من جامعة بكين (الجزيرة)
وفي حين يتمكن طلاب اللغات الأجنبية الأخرى مثل الإنجليزية إتقان المخاطبة بعد السنة الأولى، يحتاج دارس العربية لثلاث من سنواته الأربع في الجامعة لمعرفة اللغة والتخاطب بها، هذا إذا كان جادا في دراسته.
ويرجع الأستاذ الصيني عبد القادر (35 عاما) ذلك لعدة أسباب أبرزها غياب البيئة التي تساعد الطالب على اكتساب اللغة.
ففي قسم اللغة العربية المؤلف من مكتب يسع ثلاثة أساتذة، لا يوجد ما يدل على أنه مخصص لتدريس هذه اللغة. فلا توجد أي كتابة عربية بل إن اللافتة الخارجية وتلك المعلقة على الباب كتبتا بالصينية. كما أن أساتذة القسم وبينهم سوري، تنتهي علاقتهم بالقسم مع انتهاء محاضراتهم، ولا يوجد لأي منهم مكتب مخصص.
بعد انتهاء كل محاضرة في اللغة العربية يخرج صلاح وزملاؤه من الفصل مختلطين مع نحو 25 ألف طالب ينتسبون لجامعة بكين، وهم مضطرون لاستخدام لغتهم الأم في التخاطب مع الآخرين.
ثماني جامعات صينية تدرس العربية (الجزيرة)
ويقول صلاح إنه تمر عليه عدة أيام ولا يجد من يتخاطب معه بالعربية لذلك فهو ينسى الكثير من الكلمات التي يحفظها.
ويحاول الطلاب في بعض الأحيان خلق مجموعة دراسية فيما بينهم من أجل التخاطب بالعربية لبعض الوقت، لكن المشكلة التي تواجههم جميعا هي أن أيا منهم لا يستطيع تصحيح خطأ الآخر ولا يعرفون ما إذا كانت عربيتهم الممزوجة بالصينية هي نفسها التي يتحدثها العرب.
تدرس ثماني جامعات صينية العربية ست منها في بكين واثنتان خارجها، بعضها به قبول سنوي والآخر يعتمد نظام الدفعات. وتختلف كل جامعة عن الأخرى في عدد طلاب العربية لكنه لا يتعدى الستين في حده الأعلى في كل منها. وكذلك توجد عشرة معاهد في مناطق متفرقة من الصين تمنح درجة الدبلوم في اللغة العربية، أشهرها هو المعهد الأول لتدريس اللغات في بكين.
ويعتقد صلاح وزملاؤه أن المشكلة التي يواجهونها هي غياب المحادثة باللغة خارج قاعة الدرس.
الطالبان نجيب وصلاح من جامعة بكين (الجزيرة)
تجاوز هذه المشكلة في نظر الأستاذ عبد القادر يتمثل في توسيع التعاون القائم حاليا مع الجامعات العربية في مصر وسوريا من أجل منح دارسي العربية فرصة تعلمها في بيئتها الأصلية. ويشير عبد القادر الذي حصل على فرصة للتعلم في سوريا، أنهم تمكنوا هذا العام من توفير 15 فرصة دراسية أغلبها في جامعة دمشق تبدأ في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقد أبدى صلاح الذي اختير للدراسة عاما كاملا ضمن هذه المجموعة تخوفه من التجربة، ويخشى -حسب ما يقول- اللهجة المحلية لذلك طلب من طالب يدعى نجيب حاصل على الماجستير في اللغة العربية والعائد حديثا من دمشق تعليمه بعض مفردات العامية السورية، وقد وافق نجيب قائلا "بدك تجي عندي على البيت".
بعض الطلاب التحقوا بقسم اللغة العربية من أجل الحصول على فرصة عمل سريعة بعد التخرج نظرا لإقبال الشركات الصينية التي لها علاقة بالعالم العربي على استيعاب خريجي هذه اللغة، بينما البعض الآخر درجاته في الثانوية هي التي أدخلته القسم، لكن الكل اعتبر أن هذه اللغة أفادتهم جدا وأحبوها.
ـــــــــــــ
موفد الجزيرة نت
نقلاً عن الجزيرة