توم وجيري يساعدان في جعل الماندارين لغة مشتركة بين الصينيين :)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • JHassan
    عضو مؤسس، مترجم مستقل
    • May 2006
    • 1295

    توم وجيري يساعدان في جعل الماندارين لغة مشتركة بين الصينيين :)


    توم وجيري يساعدان في جعل الماندارين لغة مشتركة بين الصينيين



    شانغهاي -«الصين» (أ. ب)، من كريستوفر بودين:

    بعد آلاف السنين وصل التراث اللغوي الصيني إلى ما يلي: سجال حول «توم وجيري».

    هذا المسلسل الكرتوني عن الحرب الضروس بين القطة والفأر والمدبلج إلى مختلف اللهجات الصينية الاقليمية أحرز نجاحاً تلفزيونياً هائلاً - وطريقة جيدة لتوريث الثقافة المحلية للأجيال الطالعة، حسب مقرري البرامج.

    ولكن مهلكم، كما تقول الحكومة المركزية في بيجينغ إلى الشمال، والتي تنكب منذ عشرات السنين على ترويج لغة الماندارين الاعتيادية كاللغة الصينية الوحيدة التي تستحق ان تبث على الهواء. وقد أصدرت إدارة الإذاعة والأفلام والتلفزيون الحكومية أمراً بمنع البث باللهجات المحلية قائلة ان الأطفال يجب ان ينشأوا «في بيئة لغوية صالحة».

    هذه الخطوة وضعت «توم أند جيري» - أو «القطة والفأر» كما يدعى المسلسل هنا - في قلب جدل دائر منذ وقت طويل حول كيفية الحفاظ على التماسك الوطني في بحر من اللغات يتميز بلكنات ولهجات إقليمية بارزة ومجموعات لغوية منفصلة تماماً».

    ويقول جانغ دينغو، نائب مدير الفرقة الكوميدية الشعبية في شانغهاي التي تقدم «توم أن جري» بلهجة شانغهاي: «كفنان أعتقد أنه ينبغي الحفاظ على اللهجات كجزء من الثقافة المحلية ان المدارس لا تسمح بالتحدث بلهجة شانغهاي، والآن امتنع التلفزيون عن ذلك أيضاً. ويبدو ان كوميديا شانغهاي سائرة إلى الانقراض».

    وتصف الحكومة سياسة الماندارين بأنها حيوية للترويج لهوية صينية مشتركة في هذا البلد الكبير الذي يبلغ عدد سكانه ملياراً و300 مليون نسمة و56 مجموعة اثنية وسبع لهجات صينية رئيسية تنطق بها أكثرية هان الاثنينة.

    إن عبارة «شكراً» تلفظ «شيا شيا» في بيجينغ و«دو جاي» في هونغ كونغ و«شا جا» في شانغهاي. وإذا كنت تسأل عن أسعار سلعة ما عليك ان تقول «واتسوي غيم» في موجيان و«دوشاو قيان» في شمال الصين حيث لغة الماندارين هي الدارجة.

    ويمكن ان يسبب لفظ الكنى الصينية أزمة هوية خفيفة. فمثلاً كنية السيد Xu (تلفظ «شو») في شمال الصين تصبح السيد كو في فوجيان التي بنفسها تصبح Hokkien باللهجة المحلية.

    بدأ الترويج للغة الماندارين - المعروفة هنا باسم (Putonghua) أي «اللغة المشتركة» في العشرينات وأصبح سياسة في العام 1955م بعد ست سنوات من استلام الشيوعيين السلطة. وتم التشجيع للماندارين عن طريقة سلسلة متلاحقة من الحملات الاجتماعية وبينها حملة حالية يشارك فيها مقدم البرامج التلفزيونية وانغ كزياويا الذي تظهر صوره على لافتات يحث فيها سكان شانغهاي على التكلم بالماندارين.. لتصبحوا أشخاصاً «عصريين».

    وتفرض هذه الحملة على مسؤولي بلدية شانغهاي أخذ دروس لاتقان اللفظ، وعلى المدارس تعيين متنافسين في مسابقات في جميع أنحاء البلاد في الخطابة بالماندارين ودعوة الأجانب إلى حضور دروس تعلم لغة الماندارين.

    إن اللغات المختلفة تماماً عن اللغة الصينية، مثل لغات الأقليات كالتيبيتيين والاويغور والمونغوليين معترف بها رسمياً ويجري تعليمها في المدارس.

    والمستندات المهمة مترجمة إلى لغات أربع منها - التيبيتية والمونغولية والاويغور والجوانغ - على أوراق العملة الصينية.

    واللهجات الصينية مبنية على نفس الأسلوب والكتابة. ويعني ذلك ان الناطقين باللغة الكانتونية يستطيعون ان يستمتعوا بالأفلام المدبلجة بالماندارين، والناطقون بالماندارين بوسعهم ان يطلبوا لائحة المأكولات الصينية في مطاعم أقصى غرب البلاد.

    كما ان تزايد المداخيل وحرية السفر وانتشار التعليم عوامل تساعد كلها على كسر الحواجز اللغة. ولكن لا أحد يتوقع ان تزول هذه الحواجز تماماً أو على الأقل في وقت قريب.

    ويقول ستيفن هاريل، خبير اللغات الصينية في جامعة واشنطن، ان أجزاء كثيرة من الصين سائرة نحو وضع يسميه خبراء الالسنية (diglossia) حيث توجد لغة «عالية» عامة.. وأخرى «متدنية» أو لغة محلية يستعملها الأصدقاء أو أفراد العائلات بين بعضهم البعض.

    بل ان استعمال اللهجات يتعزز في بعض المناطق ذات الهويات المحلية القوية، أحياناً لأسباب اقتصادية. ففي غوانجو (اسم مدينة كانتون الجنوبية الكبيرة بلغة الماندارين) يسمح للمذيعين بالتكلم بالكانتونية ليتسنى لهم التنافس مع المحطات القريبة في هونغ كونغ. وفي الأماكن مثل غوانغجو وشانغهاي تساعد سيطرة اللهجة المحلية استبعاد الغرباء من الشبكات الاجتماعية التي تعتبر إدارة رئيسية للحصول على وظائف جيدة والدخول إلى مدارس أفضل. ويقول الأغراب ان ذلك يشكل تعصباً».

    ويقول ستيفن لي الطالب الذي يدرس المحاسبة والذي ينوي العودة إلى موطنه في مدينة تشونقينغ الغربية: «إذا كنت تبحث عن وظيفة جيدة وتنجح في شانغهاي ينبغي ان تتقن لغة شانغهاي. وحتى لو تمكنت من ذلك يستطيعون ان يتعرفوا عليك من لكنتك.

    ويقول المخرج جانغ ان المحافظة، وليس «الاستبعاد»، هو الهدف من دبلجة «توم إند جري» باللهجات.

    وهل مشاهدة التلفزيون أسهل من قراءة الكتب المدرسية؟

    يستشهد جانغ بإذاعة برنامج بلغة شانغهاي أحياناً من الإذاعات المحلية كدليل على استمرار الطلب على البرمجة باللهجات. وفي نفس الوقت سيستمر عرض «توم أند جري» بلغة شانغهاي بأشرطة الفيديو إلى جانب نسخ أخرى قريبة من أكثر من 12 لهجة محلية.

    والغريب ان توم اند جيري لم يتكلما في المسلسلات الكرتونية الأصلية، وعليه فإن النسخ المدبلجة تعطيهما صوتاً لم يمتلكاه.

    ورغم التأييد للهجات فإن نفوذ لغة الماندارين يصل إلى الأعماق، فاستعمال هذه اللغة يعتبر دليلاً على النشأة الصالحة والتعليم. وبالنظر إلى ان الصين تربط بين استعمال لغة الماندارين وبين الوحدة الوطنية فإن الترويج للهجات الأخرى يمكن ان يعتبر أحياناً كإهانة، ان لم يكن خيانة.

    والجهود التي تبذلها تايوان ذات الحكم المستقل لترويج لهجته المحلية تشجبها بيجينغ بقوة كعمل عدائي ضد الصين. وحتى في حفلات توزيع الجوائز في شانغهاي، يهاجم الممثلين الآتيين من هونغ كونغ الذين يتكلمون الكانتونية بصيحات غاضبة مثل «تكلموا بالماندارين».

    ويتحول الاجتماع السنوي للمجلس التشريعي الصيني إلى بابل من اللكنات واللغات الإقليمية. ويبذل المندوبون من التيبت ومتكلمو الكانتونية من هونغ كونغوماكاو والتركانيون الاويغور من كزينيانغ في الشمال الغربي البعيد، جهوداً كبيرة للتكلم بالماندارين بطريقة مفهومة. وبالمقابل يبذل المندوبون الآخرون والصحافيون جهوداً أكبر ليفهموا ما يقوله هؤلاء.

    جريدة الرياض (السعودية)
    جميلة حسن
    وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه
يعمل...