مأساة أخينا بوشعيب
[align=justify]كنت أبحث أمس عن مقالة صحفية قديمة لي، فعثرت في أثناء البحث عن مقابلة صحفية أجرتها معي صحيفة بلجيكية بعد قيام أخينا (مقدم بوشعيب) بدفن أطفاله الخمسة الذين ذبحتهم زوجته البلجيكية (جنيفيف لارميت) في واحدة من أكثر المآسي الأسرية حدة وتطرفا في بلجيكا. وكانت زوجة أخينا بوشعيب البلجيكية ذبحت أطفالها الخمسة بالسكين، ثم حاولت الانتحار إلا أنها عجزت عنه ..
وفي لحظة عاطفية حرجة، في أثناء دفن جثث الضحايا الخمسة في مدينة أغادير في المغرب (انظر الصورة الأولى أعلاه)، "غفر" أخونا بوشعيب لزوجته المريضة نفسانيا .. وأثار غفرانه هذا استغراب الناس في بلجيكا الذين كانوا وقتها يتساءلون: كيف يمكن لأم أن تقتل أطفالها الخمسة بالمدية؟ فاتصلت الصحافة – في نهاية المطاف – بي في لحظة كنت أجلس فيها مع أخينا الدكتور فاروق مواسي الذي حل وقتها علينا في بلجيكا أستاذا زائرا وضيفا عزيزا (بالتحديد: في يوم 9/3/2007).
سألتني الصحفية، فيما سألتني: كيف يمكننا أن نفسر هذا التسامح الكبير "خصوصا وأنه يعرف عن الإسلام غير ذلك"؟! فهمت سؤال الصحفية الماكرة فبهدلتها ثم قلت لها: إن اتهام الإسلام بالعنف بسبب أمثالك يا عفريتة! الإسلام دين المحبة والتسامح. وأخونا بوشعيب في فتنة نفسانية كبيرة بسبب ما حصل من قتل زوجته لأطفاله/أطفالها. القانون سيعاقبها، والله فيما بعد سيحاسبها. و"غفران" الأخ بوشعيب لزوجته وهو يدفن أولاده حالة نفسانية تستعصي على التفسير. وربما كان مبعثها حالة وجدانية في نفس الرجل وهو يواري أطفاله الخمسة التراب، لا يعلم بها إلا الله.
ثم تحدثت عن سماحة الإسلام وفضل المسامح عند الله، وقلت ربما كان مبعث موقف بوشعيب من زوجته بسبب اعتقاده أنها مريضة نفسانية وهو اعتقاد صحيح إذ لا يعقل أن تصنع أم مثلما صنعت هذه الأم الذي ذبحت فلذات أكبادها بالسكين .. وقلت أيضا: إنه موقف انساني حرج، وحساب الأم القاتلة على الله.
ولكن القضاء البلجيكي، بعد أكثر من سنة ونصف من المأساة، قرر أن هذه الأم كانت – وقت قتلها أطفالها الخمسة - بكامل قواها العقلية، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة.
المقابلة الصحفية (وهي إحدى ثلاث مقابلات صحفية معي في هذا الموضوع)، في قطعتين لاستحالة تصويرها قطعة واحدة: