إميل زولا أ‰mile Zola (ولد فى 2 أبريل 1840 ) هو أديب ورورائي فرنسي من ألمع النجوم التي تألقت في سماء الأدب العالمي في القرن التاسع عشر. ثم أصبح بعد ذلك رائد المذهب الطبيعي للأدب في فرنسا. جاهد لنشر افكاره على و جوب قيام الرواية على التفكير العلمي و الوصف الدقيق للمجتمع, و كان من المتحمسين للإصلاح الإجتماعي.
إميل زولا بريشة إدوار مانيه 1868
فى هذ المقال سنتحدث عن
1- النشأة
2 -الحياة العملية
3 -بداية الإتجاه الفني
4- من أعماله
النشأة
كلمة زولا معناها كتلة من الأرض وكان هذا الإسم يصدق على إميل فهو إبن الأرض يحب كل مخلوق عادي يخرج من صميمها. وكان إنسان تجري في عرقه دماء مختلطة ، فجدته إغريقية ، وأمه فرنسية وأبوه إيطالي. وقد كان والده مهندس مدني ، ويعمل في مجال حفر القنوات وتوفي مبكرا من عمر إميل زولا وتولت والدته تربيه. ونال تعليما متقطع إلى أن إلتحق في كلية إكس. وكان طالبا مجدا وبدأت عليه علامات الكتابة الأدبية وبدأ يكتب القصص التمثيلية. بعدها ذهب إميل زولا إلى باريس وووجه معظم هدفه للشعر والأدب.
منزل إميل زولا
الحياة العملية
إذا لم يكن إميل زولا طالبا متفوقا وكان يوجه كل إهتمامته للأدب و الشعر و المسرح فقد كانت علاماته الدراسية ليست بالجيدة وتعرضت بذلك حياته العملية للفشل لكنه وظف عن طريق أحد أقاربه في وظيفة كاتب في مرفأ نابليون وهو عمل يكاد يفي بغذاء جسمه ، لكنه لا يفيد شيئا لغذاء روحه.
شاهد قبر إميل زولا في مقبرة موتمارتر; رفاته نـُقلت إلى الپانثيون.
بداية الإتجاه الفني
بعد فترة من العمل في المرفأ يلتئم شمله بسيزان وكان قد تبعه إلى باريس ويسكنان بعض الغرف معا ، ويحلمان معا ، ويقتلهما الجوع معا. الرمز الجديد للبيان ، والرمز الجديد للتصوير ، فكان زولا يكتب القصائد و سيزان يلون الصور ، ولا يجد أيهما جمهورا يقدر ضاعته ، ولو أردنا الحق لقلنا إن أحدا منهما لم يكن يستحق إلتفات الجمهور إليه حتى ذلك الوقت ، فإن لهيب الإلهام لم يمسس بعد ذلك الوقود الذي صنعته آلامهما. وفي هذه الأثناء كان يذوق مزيدا من المرارة ومزيدا من الأسى ، ومزيدا من العوز وبلغ الجوع مبلغه منه في شتاء عام 1861 – 1862م. أثناء ذلك كان قد بدأ يعمل عاملا في دار نشر وعمله الاساسي هو لف الكتب في ربطات لتصدر للخارج وذات يوم بغته صاحب دار النشر وهو يمارس هوايته العابثة ، فقرأ التعقيب وقال" قد تكون يا زولا متراخيا في الشحن ، لكنك في النسخ أقل سوءا ، فلنجربك في قسم الإعلان". وكانت هذه الترقية نعمة ساقها الله إلى زولا ، لقد وجد آخر الأمر فرصة لكسب عيشه بقلمه. فإذا شخذ قلمه ، جعل يستعمله مثابرا في النهار و الليل ، فلا يفرغ من عمله الرتيب في المكتب حتى يذهب إلى المنزل ،وكان يساكن أمه فيه وقتئذ فيصيب عشاء وافرا ثم يجلس إلى كتابة غير رتيبة. وكان قد إنصرف عن الشعر إلى القصة وأخذ يعرض قصصه القصيرة ، فيسعد بأن رأى بعضها منشورا في الجرائد المحلية ، ثم جمع قدار من هذه القصص وعرضها ، لا على ناشره بل على ناشر آخر أقل منه تزمتا. وكان في أوائل الربيع من عام 1864 حين نظر إليه ذكل الناشر من خلف مكتبه فرأى صبيا بدينا مرتبكا شعره منكوش وأنفه افطس كأنه يتحدى. "سيدي أتتفضل بقراءة هذه القصص ، ولو قصة واحدة منها فقط ، أرجوك أن تقرأ منها أي واحدة شئت. فسترى لتوك أني صاحب كفاية". فطرب صاحب دار النشر لما سمع من تأكيد الصبي ، وإن كان قد سمعه في نغم بالغ اللهيب. فوعد زولا بقراءة المخطوط ، وإنتظر زولا عدة أسابيع بدت له في قلقه كأنها بضعة سنوات ، ثم قبل الناشرون المخطوط. قال زولا في بهجة "لقد كانت المعركة قصيرة إني الآن على عتبة الحياة ، فليس علي إلا أن أسير قدما من هذه النقطة وأن أتابع السير" وبعد نباهة الذكر ، جاء الحب والخيال.
الصفحة الأولى من جريدة الفجر يوم 13 يناير 1898 لرسالة (أنا أتهم)
لقد صار زولا صحاب بيت مستقر وشهرة تنممو تكبر في عمله . وكان معنيا بالأدب الواقعي من طراز قصة مدام بوفاري لفلوبير ، فأراد أن يكون كذلك عينا بصيرة تكشف عن أمراض المجتمع كي يعالج جراحه ، فكتب عددا من القصص الواقعية ، وهو يفضل أن يسميها الطبيعية. وقد قرئت القصص على نطاق واسع وأهين زولا على نطاق واسع فقد سقط من عين أهل الوقار.
وظل الجمهور يشتمه ويقرأه ويصب في جيبه المال ، فقد صار في دوائر المثثقفين غير الوقورين ، علما ذائع الشهرة إلى حد ما. وكتب سلسلة مقالات في مدح سيزان وغيره من الفنانين المحدثين المزدرين وإن كان يعترف بأنه لا يحسن تمييز اللون الأسود من اللون الأبيض. وقد أثار حول أرائه المجنونة عاصفة من الخصومات. ويستمرئ جنونه وشهرته. فكل هذا يعبد له الطريق إلى مشروعه الضخم. وهو تأليف الإنجيل الجديد الذي كان يرسم خطته طيلة سنوات عدة. والذي يرسم صورة الإنسان كاملة غير مزدانة ،كما تتضح من دراسة الأجيال المتعاقبة من أسرة واحدة. وإنها لملحمة من ملاحم الإتهام ستكون في الوقت ذاته إنجيلا للأمل. وحين يكتب زولا ملحمة الإتهام هذه في عشرة مجلدات يصبح على حين فجأة تلميذا وناقدا ومعلما لبني جنسه.
من أعماله
أبناء روجون ماكار سلسلة مكونة من 20 رواية وقد لاقات نجاحا كبيرا وكتبها على مدى نحو 25 عاما. ويوجد منها مجموعات كبيرةمن القصص والسلاسل من أشهرها:
أسرة روگون ونصيبها من الحياة.
الحانة.
نانا.
حياة عائلية.
الآية الفنية.
من الجذور.
رواية الأرض.
جرمينال.
الوحش البشري
وفي عام 1898م قام بنشر عدة مقالات في جريدة الفجر الباريسة (L'Aurore) وكانت هذه المقالات تحمل عنوان "أنا أتهم" (J'accuse), دفعاً عن ضابط المدفعية الفرنسي ألفريد دريفوس المتهم بالخيانة العظمى, وحاربه أعداؤه المعارضون له في هذه القضية ، وعندئذ صدر الحكم ضده بالسجن. و رفض الانصياع للحكم و هرب من البلاد إلى إنجلترا وظل هناك عدة شهور مات بعدها مختنقاًعام 1902.
إميل زولا بريشة إدوار مانيه 1868
فى هذ المقال سنتحدث عن
1- النشأة
2 -الحياة العملية
3 -بداية الإتجاه الفني
4- من أعماله
النشأة
كلمة زولا معناها كتلة من الأرض وكان هذا الإسم يصدق على إميل فهو إبن الأرض يحب كل مخلوق عادي يخرج من صميمها. وكان إنسان تجري في عرقه دماء مختلطة ، فجدته إغريقية ، وأمه فرنسية وأبوه إيطالي. وقد كان والده مهندس مدني ، ويعمل في مجال حفر القنوات وتوفي مبكرا من عمر إميل زولا وتولت والدته تربيه. ونال تعليما متقطع إلى أن إلتحق في كلية إكس. وكان طالبا مجدا وبدأت عليه علامات الكتابة الأدبية وبدأ يكتب القصص التمثيلية. بعدها ذهب إميل زولا إلى باريس وووجه معظم هدفه للشعر والأدب.
منزل إميل زولا
الحياة العملية
إذا لم يكن إميل زولا طالبا متفوقا وكان يوجه كل إهتمامته للأدب و الشعر و المسرح فقد كانت علاماته الدراسية ليست بالجيدة وتعرضت بذلك حياته العملية للفشل لكنه وظف عن طريق أحد أقاربه في وظيفة كاتب في مرفأ نابليون وهو عمل يكاد يفي بغذاء جسمه ، لكنه لا يفيد شيئا لغذاء روحه.
شاهد قبر إميل زولا في مقبرة موتمارتر; رفاته نـُقلت إلى الپانثيون.
بداية الإتجاه الفني
بعد فترة من العمل في المرفأ يلتئم شمله بسيزان وكان قد تبعه إلى باريس ويسكنان بعض الغرف معا ، ويحلمان معا ، ويقتلهما الجوع معا. الرمز الجديد للبيان ، والرمز الجديد للتصوير ، فكان زولا يكتب القصائد و سيزان يلون الصور ، ولا يجد أيهما جمهورا يقدر ضاعته ، ولو أردنا الحق لقلنا إن أحدا منهما لم يكن يستحق إلتفات الجمهور إليه حتى ذلك الوقت ، فإن لهيب الإلهام لم يمسس بعد ذلك الوقود الذي صنعته آلامهما. وفي هذه الأثناء كان يذوق مزيدا من المرارة ومزيدا من الأسى ، ومزيدا من العوز وبلغ الجوع مبلغه منه في شتاء عام 1861 – 1862م. أثناء ذلك كان قد بدأ يعمل عاملا في دار نشر وعمله الاساسي هو لف الكتب في ربطات لتصدر للخارج وذات يوم بغته صاحب دار النشر وهو يمارس هوايته العابثة ، فقرأ التعقيب وقال" قد تكون يا زولا متراخيا في الشحن ، لكنك في النسخ أقل سوءا ، فلنجربك في قسم الإعلان". وكانت هذه الترقية نعمة ساقها الله إلى زولا ، لقد وجد آخر الأمر فرصة لكسب عيشه بقلمه. فإذا شخذ قلمه ، جعل يستعمله مثابرا في النهار و الليل ، فلا يفرغ من عمله الرتيب في المكتب حتى يذهب إلى المنزل ،وكان يساكن أمه فيه وقتئذ فيصيب عشاء وافرا ثم يجلس إلى كتابة غير رتيبة. وكان قد إنصرف عن الشعر إلى القصة وأخذ يعرض قصصه القصيرة ، فيسعد بأن رأى بعضها منشورا في الجرائد المحلية ، ثم جمع قدار من هذه القصص وعرضها ، لا على ناشره بل على ناشر آخر أقل منه تزمتا. وكان في أوائل الربيع من عام 1864 حين نظر إليه ذكل الناشر من خلف مكتبه فرأى صبيا بدينا مرتبكا شعره منكوش وأنفه افطس كأنه يتحدى. "سيدي أتتفضل بقراءة هذه القصص ، ولو قصة واحدة منها فقط ، أرجوك أن تقرأ منها أي واحدة شئت. فسترى لتوك أني صاحب كفاية". فطرب صاحب دار النشر لما سمع من تأكيد الصبي ، وإن كان قد سمعه في نغم بالغ اللهيب. فوعد زولا بقراءة المخطوط ، وإنتظر زولا عدة أسابيع بدت له في قلقه كأنها بضعة سنوات ، ثم قبل الناشرون المخطوط. قال زولا في بهجة "لقد كانت المعركة قصيرة إني الآن على عتبة الحياة ، فليس علي إلا أن أسير قدما من هذه النقطة وأن أتابع السير" وبعد نباهة الذكر ، جاء الحب والخيال.
الصفحة الأولى من جريدة الفجر يوم 13 يناير 1898 لرسالة (أنا أتهم)
لقد صار زولا صحاب بيت مستقر وشهرة تنممو تكبر في عمله . وكان معنيا بالأدب الواقعي من طراز قصة مدام بوفاري لفلوبير ، فأراد أن يكون كذلك عينا بصيرة تكشف عن أمراض المجتمع كي يعالج جراحه ، فكتب عددا من القصص الواقعية ، وهو يفضل أن يسميها الطبيعية. وقد قرئت القصص على نطاق واسع وأهين زولا على نطاق واسع فقد سقط من عين أهل الوقار.
وظل الجمهور يشتمه ويقرأه ويصب في جيبه المال ، فقد صار في دوائر المثثقفين غير الوقورين ، علما ذائع الشهرة إلى حد ما. وكتب سلسلة مقالات في مدح سيزان وغيره من الفنانين المحدثين المزدرين وإن كان يعترف بأنه لا يحسن تمييز اللون الأسود من اللون الأبيض. وقد أثار حول أرائه المجنونة عاصفة من الخصومات. ويستمرئ جنونه وشهرته. فكل هذا يعبد له الطريق إلى مشروعه الضخم. وهو تأليف الإنجيل الجديد الذي كان يرسم خطته طيلة سنوات عدة. والذي يرسم صورة الإنسان كاملة غير مزدانة ،كما تتضح من دراسة الأجيال المتعاقبة من أسرة واحدة. وإنها لملحمة من ملاحم الإتهام ستكون في الوقت ذاته إنجيلا للأمل. وحين يكتب زولا ملحمة الإتهام هذه في عشرة مجلدات يصبح على حين فجأة تلميذا وناقدا ومعلما لبني جنسه.
من أعماله
أبناء روجون ماكار سلسلة مكونة من 20 رواية وقد لاقات نجاحا كبيرا وكتبها على مدى نحو 25 عاما. ويوجد منها مجموعات كبيرةمن القصص والسلاسل من أشهرها:
أسرة روگون ونصيبها من الحياة.
الحانة.
نانا.
حياة عائلية.
الآية الفنية.
من الجذور.
رواية الأرض.
جرمينال.
الوحش البشري
وفي عام 1898م قام بنشر عدة مقالات في جريدة الفجر الباريسة (L'Aurore) وكانت هذه المقالات تحمل عنوان "أنا أتهم" (J'accuse), دفعاً عن ضابط المدفعية الفرنسي ألفريد دريفوس المتهم بالخيانة العظمى, وحاربه أعداؤه المعارضون له في هذه القضية ، وعندئذ صدر الحكم ضده بالسجن. و رفض الانصياع للحكم و هرب من البلاد إلى إنجلترا وظل هناك عدة شهور مات بعدها مختنقاًعام 1902.