الأرناؤوط وأصل الكلمة ( مواد من قاموس الأعلام ) لشمس الدين سامي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmkafas
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 437

    الأرناؤوط وأصل الكلمة ( مواد من قاموس الأعلام ) لشمس الدين سامي

    السلام عليكم :
    هذا موضوع كنت ترجمته عن اللغة العثمانية من كتاب "قاموس الأعلام " لشمس الدين سامي الأرناؤوطي ... وهو قاموس ضخم باللغة العثمانية
    ترجمة محمد ماهر قفص ...
    وهذا هو القسم الأول ...

    مادة : آربانيا { أو (آربريا)، وهو الاسم الأصلي الذي أطلقه الأرناؤوط على أنفسهم. يلفظها الكيغويون (آربانيا) ويلفظها الطوسقويون (آربريا). والاسم المستعمل عند الأوربيين (آلبانيا)، وقد أعيا كل المؤرخين الأوربيين اشتقاق هذا الاسم وسبب وضعه ، وسعى كل منهم لإطلاق الفرضيات والاستنتاجات. إلا أنه لم يوفق أحد في الوصول إلى أصل الكلمة وحقيقتها، فهذه الكلمة مأخوذة من "آربانيا". ولأن الروم لم يستطيعوا تلفظ حرف "الباء" فيها فلفظوها بصورة "آروانيا" حتى إنهم سموا سكانها "آروانيت"، ومن هذه الكلمة الأخيرة أخذها العثمانيون مع تقديم وتأخير النون والواو، حيث ظهرت كلمة "آرناويت" أو "آرناود". فهذا هو أصل كلمة "أرناؤد" واشتقاقها. وإنه من
    ورغم أن أصل الكلمة واشتقاقها على هذه الشاكلة، فإنه من العبث المضحك البحث عن اشتقاق أصل هذه الكلمة من أصل فارسي أو عربي كـ"عار نبود" أو "عار لنا أن نعود". ورغم أن تعبير " اش?غŒپرغŒا" بمعنى "الأرناؤوط" شائع الاستعمال أكثر عند الأرناؤوط في يومنا هذا، ورغم أن اسم "آربريا" قد اختصت به المناطق المجاورة لـ "آولوينه" [ولورنه] عند الطوسقويين، فإنهم استخدموها بمعنى الأرناؤوط. ومنذ عدة قرون أصبح اسم "اشكيبريا" منسياً تماماً عند الآرناؤوط الذين يعيشون خارج بلاد الآرناؤوط أي في إيطاليا واليونان ومرمرة وفي مناطق أخرى، وبقيت عندهم إطلاق تسمية (آربانيا) أو (آربريا) على عموم الآرناؤوط.
    وإذا عرجنا إلى وجه التسمية: فكلمة " آر" تعني في اللغة الأرناؤوطية: الحقل، و"بان" في الفارسية الصانع أو الفاعل، ولهذا فإن معنى كلمة"آربان" الفلاح / المزارع. وذلك لأن أول من أدخل مهنة الزراعة إلى أوربا الأقوام الآرية التي هاجرت من أواسط آسيا، والأرناؤوط هم من أقدم هذه الأقوام وهذا ثابت وقطعي. كما أن كلمة "آر" أو "آغر" أو "آرغ" في اللغات القديمة تعني "حقل". فأطلق على عموم هذه الأقوام اسم "آريا" وهي مشتقة من هذه الكلمة. كما أن أكثر أسماء هذه الأقوام مركب من هذه الكلمة "آر"، وقد أثبت هذا عالم اللغات المسيو"ماقس / ماكس مولر"، وهذا سند قوي في إثبات صحة دعوانا. ولأنه لا يوجد لدى الطوسقويون غنة مع الألف فإنهم يضطرون لقلب النون إلى " ر" على العموم، ولهذا فإنهم حولوا كلمة "آربان" إلى "آربار". [ يرجى النظر في كلمة" آرناؤد" و"آرناؤدلق"].
    مادة : آرناؤد { قوم يقطنون في الممالك العثمانية في بلاد الروم يعني غرب شبه جزيرة البلقان. كلمة "آرناؤد" محرفة من الكلمة الرومية "آروانيت" وكنا أوضحنا أنها أخذت من كلمة "آربان" المستعملة عند الآرناؤوط. [يرجى مراجعة مادة "آربان" و"آربانيا"]
    سكن هؤلاء القوم شبه جزيرة بلقان منذ القديم ولم يعرف تاريخ ذلك على وجه التحديد. وقد ظهروا على دفعات، ورغم أنهم كانوا هناك على علاقة مع اليونان والرومان، إلا أنهم عاشوا متفرقين دائماً، وظهروا مختلطين مع سائر الأقوام والأمم، ولم يظهروا قَطّ بصورة متحدة وبلغة أُميّة واحدة [ نسبة إلى أمة مرادفة لقومية أو وطنية في العصر الحديث. م] ولهذا بقوا إلى وقت قريب مجهولة أحوالهم. ولقد ذكر بعض المؤرخين الأوربيين أنهم جاؤوا في تاريخ قريب من "آلبانيا" الموجودة في قفقاسيا، يعني من داغستان، وذهب بعضهم إلى أنهم انحدروا من أقوام السلافيين، وذهب آخرون إلى أنهم فرع من اليونانيين قد بقوا في الحالة الوحشية الأصلية ، وما إلى ذلك من الآراء والفرضيات المجانبة للحقيقة. ولقد افترض بعض مؤرخينا أنهم قوم جاؤوا من جزيرة العرب.
    وفي الحقيقة هم كانوا يعرفون أن في لغتهم كلمات متشابهة أو مشتركة بين اليونانية القديمة واللاتينية والسلافية ،وكانوا يظنون أن هذه الكلمات مأخوذة من تلك اللغات. ولما اطلع بعض المحققين الباحثين من الأوربيين على لغة الأرناؤوط وتعمقوا فيها، أدركوا مدى علاقة هذه الكلمات باللغة اليونانية القديمة والسلافية والقوطية والفارسية والسانسكريتية، عند ذاك اتخذوا اللغة أساساً في البحث ونقبوا التاريخ فتوصلوا إلى أصل الأرناؤوط ومن أين جاؤوا، وحلوا المسألة المعماة [ اللغز] منذ قرون تماماً، فوجدوا أن الأرناؤوط قوم من أقدم فروع سلالة الأمم "الآرية" الموجودة في آسيا وأوربا.
    ولو اقتضى الأمر وجمعت كلمات اللغة الأرناؤوطية التي لها علاقة أو تشابه مع اللغات اليونانية القديمة واللاتينية والسلافية والجرمنية وكل اللغات الأوربية الجديدة المتشعبة عن هذه اللغات، من جهة واللغات الفارسية والزندية والسانسكريتية فإن الأمر يطول، ولأن الأمر سيكون عبارة عن مقايسة بين مجهولين لأكثر قرائنا وسيؤدي إلى الملل. ولهذا نستطيع القول: لو أنه جعل كتاب لغوي يضم اشتقاق كلمات اللغة الأرناؤوطية، فإن الكلمات التي ليست لها صلة أو تشابه مع واحدة من اللغات الآنفة الذكر أو أكثر من لغة، قليلة جداً. إلا أنه في الواقع لا يمكن الحكم على أن هذه الكلمات مأخوذة من لغة أخرى، بل على العكس من ذلك تبين أن كثيراً من الكلمات بهذه الصورة الموجودة في اللغة الأرناؤوطية هي الأصل وأن اللغات اليونانية القديمة أو اللاتينية هي الفرع, وهذا يعني أن اللغة الأرناؤوطية هي أقدم من اللغتين اليونانية القديمة والسنسكريتية. ويعني أيضاً أن الأرناؤوط أمة قديمة جداً. علاوة على هذا فإن وجود كلمات في اللغة الأرناؤوطية ذات صلة بالفارسية والزندية والسانسكريتية زيادة على سائر اللغات الأوربية المنحدرة من أصل "آري" ليدل ويثبت أن اللغة الأرناؤوطية ليست فرعاً من اللاتينية أو اليونانية أو السلافية، وإنما منسوبة ومنحدرة مباشرة من اللغة الآرية القديمة. وأن هؤلاء القوم كسائر الأقوام الآرية القديمة جاؤوا إلى أوربا من آسيا الوسطى مباشرة.
    وحسب أرجح الاحتمالات فإن الأمم القاطنة في أوربا هاجروا في الأزمنة الغابرة القديمة من آسيا الوسطى من بلخ وهرات، فتوجهت بعضها إلى ما وراء النهر وروسيا، وبعضها إلى إيران والأناضول وبعضها إلى قفقاسية عبر سواحل البحر الأسود حيث هاجروا أفواجاً أفواجاً إلى الغرب وانتشروا في كافة أنحاء أوربا. لكن تلك الهجرات لم تحدث في وقت واحد، بل كانت تفصلها أزمنة طويلة. ومن المعلوم أن قوم الـ "الكلت" كانت من أوائل تلك القوافل التي انتشرت في أوربا الغربية. ومن الملاحظ أن الأرناؤوط هاجروا في تلك الأزمنة قبل الـكلت أو بعدهم بقليل. وفي الحقيقة هناك تشابهات كثيرة بينهما، سواء على الصعيد اللغوي أوبعض الخصائص الأخرى أيضاً وهي ظاهرة للعيان لا تخفى. هذا القومان اللذان جاءا معاً أو متعاقبين، استوطن أحدهما وهم الكلتيون أوربا الغربية، واستوطن الأرناؤوط أوربا الشرقية، واستوطن فيما بعد التوتونيون والسلافيون شمالي أوربا.
    وكان الاسم المِلِّيّ للأرناؤوط في ذلك الوقت "پلاسج" أو " پلاسغ"، وحسب إحدى الروايات فإن هذه الكلمة محرفة عن كلمة " پلاق" الأرناؤوطية، والتي تعني "العجوز " و"قديم"، وقد أطلقت من قبل المتأخرين على سابقيهم. وفي كل الأحوال لقد أحاط هؤلاء القوم في تلك الآونة بجزيرة البلقان كاملاً والقسم الغربي من الأناضول، وهو وإن كان الهلنويون الذين جاؤوا فيما بعد قد أخذوا شبه جزيرة موره وجزءاً من اليونان من أيدي الپلاسجر، فإنه مقابل ذلك انتقل كثير من الپلاسجريين إلى إيطاليا، ثم اختلطوا هناك على الأغلب مع أحد الأقوام الأخرى الموجودة هناك أو التي أتت فيما بعد، وشكلوا بعد الامتزاج بهم القوم اللاتيني. لم ينسحب الپلاسجريون من كل اليونان، وإنما انسحبوا إلى الجبال وإلى بعض الأنحاء والأطراف كـ " أتوليا" و"آكارنانيا" وعاشوا هناك وحدهم وإلى جانب ذلك اختلط بعض الپلاسجريون بالهلنلريين وامتزجوا بهم وهم كثر.

    ينقسم الپلاسجريون يعني الأرناؤوط القدماء إلى أربعة أقسام، حسب الوجه الآتي :
    1 ـ الإيليريون: كانوا ينتشرون من حدود اليونان القديمة وإلى أقصى الشمال في خليج الأدرياتيك. يعني انتشروا في مناطق الأرناؤوط الحالية والبوسنة والهرسك والدالماچغŒا[دالماشيا Dalmatia].
    2 ـ المقدونيون: وهم يمتدون في منطقة مقدونيا من جبال "پغŒندوس" و"شار" حتى جبل "رودوب" و"النهر الأسود" وبحر الجزر [ الأرخبيل] يعني في أنحاء سلانيك ومناستر وأسكوب وسيروز.
    3 ـ التراقيون: لم يتعين حدودهم الشمالية وقد سكنوا وانتشروا في المناطق بين أدرنة وولاية بلغارستان، وربما إلى يمين سواحل " طونه".
    4 ـ الفريجيون: وقد سكنوا في المناطق بين سواحل الأناضول وحتى أنقرة وسيواس.
    وقد ثبت وبالدلائل والبراهين التاريخية أن هؤلاء الأقوام الأربعة هم فرع من أمة الپلاسج، إلا أن الإيليريانيون والمقدونيون من ناحية، والتراقيون والفريجيون من ناحية أخرى كانوا أقرب إلى بعضهم سواء أكان في اللغة أو الأخلاق أوالعادات. حتى إن لغة الإيليريانيون والمقدونيون كأنها واحدة. وقد كانت القرابة بين هؤلاء الأقوام الأربعة قوية جداً حتى إنه حين اجتمع كل حكام اليونان وصناديدهم، وهاجموا حاكم الـ "تروآ [ أو ترويه ـ (–Troja Troie] " الذي يعد من حكام الفريجيانيين، فإن المقدونيين والتراقيين لم ينحازوا إلى صف اليونان، بل الأكثر من ذلك أرسلوا أمداداً كبيرة للـ" التروائيين" وهذا ثابت تاريخياً. وكذلك شوهدت بعض الأسماء المستخدمة حالياً وجاءت في التواريخ المحفوظة عن اللغات القديمة للمقدونيين والتراقيين والفريجيين ومتشابهة مع اللغة الأرناؤوطية. ومن جملة هذه الأدلة ما ذكره أبو المؤرخين هرودت العلاقة بين هذه اللغات ففي لغة فريجيا يقال للخبز ( بوقس )، ولو أسقطت الأداة اليونانية (السين) التي أضافها هرودت، سيظهر أنها نفس الكلمة المطلقة على الخبز في اللغة الأرناؤوطية الحالية. ولقد بين استرابون الذي عاش في القرن الأول بشكل صريح، على أن الإيليريانيين والمقدون كانوا قوماً واحداً ويتكلمون لغة واحدة، حيث قال: "إن أهالي اپير وإيليريا ومقدونيا يتكلمون لغة واحدة، ويحلقون رؤوسهم على شاكلة واحدة، كما أن عاداتهم وأخلاقهم واحدة". وقال في مكان آخر:" إن هؤلاء يدارون بواسطة مجلس الشيوخ والمعروف بـ (پلاغونيا ) ، وهم يطلقون على الشيخ العجوز (پلايس) وعلى المرأة العجوز (پلايه ). وإن كلمتي : (پلاقونيا ) و(پلاق) مستعملتان اليوم في اللغة الأرناؤوطية بنفس المعنى، كما أن الأرناؤوط الجبليين حافظوا على التقاليد القديمة، حيث ما زالوا إلى الآن يفصلون النزاعات بينهم بالرجوع إلى مجلس الشيوخ المسمى بـ: (پلاقونيا ).
    وكما أن هناك اتفاق على أن الأقوام الأربعة الذين مر ذكرهم أعلاه هم من الپلاسج، فإنه لا شبهة أن الإيليريين هم أجداد الأرناؤوط الحاليين، فحسب التدقيق في الحوادث الجارية قبل ألفي سنة، لم يرد في تلك الفترة ذكر لأي قوم جاؤوا أراضي الأرناؤوط من الخارج واستوطنوا فيها. وعدا ذلك هناك أدلة كثيرة لإثبات أن الپلاسج والأرناؤوط من حيث الجنس ومن حيث اللغة هما أمة واحدة. من جملة هذا اعتراف المؤرخين اليونانيين القدماء أن دين اليونان القدماء والرومان القديم مأخوذ من الپلاسج. كما أن أسماء آلهة اليونان القدماء وروما مأوخوذة من الأرناؤوطية، وهذا يعني أن كلمة الپلاسج، تعني: "الآرناؤوط القدماء".

    يتبع إن شاء الله ....]
يعمل...