بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين :
أحببت أن أشارك بهذه المقالة للدكتور : أسامة أحمد إبراهيم تبين نسب البطل المسلم الظاهر بيبرس ..وخاصة أنني رأيت أن كثير من اخواننا من غير العرب يفتخرون به ويدعون أنه شركسي أو كردي وهو ادعاء مغلوط
هل الظاهر بيبرس تركي أم شركسي ؟!
تحية ملؤها الحب للشعب الشركسي الذي تربطنا به وشائج كثيرة من التاريخ و القربى و المصاهرة .
تذكر المصادر التاريخية جميعها ( : قديمها و حديثها و المعاصر منها للمماليك و غير المعاصر لهم من المؤرخين المتأخرين و حتى في سيرة الملك الظاهر بيبرس الشعبية ) أن الظاهر بيبرس هو تركي الجنس من قبيلة القبجاق ( الكبشاك ) التركية ، تلك القبيلة التي أعطت اسمها للسهوب التي تقع في جنوب روسيا، و بقية قصته يعلمها الجميع .. على أن قبيلة القبجاق كانت في تلك الفترة – إبان الاجتياح المغولي لروسيا و أوكرانيا في القرن 13م – كانت المصدر الرئيسي للرقيق (المماليك) الذي اعتمدته الدول الاسلامية في تكوين جيوشها النظامية،
وخاصة ما عرف بـ" المماليك البحرية " و هم جميعاً من الترك و أغلبهم من قبيلة قبجاق التركية. مثل هذه المعلومات هي حقائق تاريخية ثابتة واضحة لا يجادل فيها من كان على أبسط درجة من الإلمام التاريخي ، على أن الأخ " أبو شركس" سامحه الله أقحمني في أنْ أتلمّسَ له الأدلةَ على أمرٍ لا يحتاج إلى جدال و لا إلى براهين ، فكان عملي في هذه المقالة على إثبات تركية بيبرس و زملائه من المماليك البحرية كمن يطلب الأدلة في إثبات أن النبي محمد (ص) عربي ، أو كمن يجادل في انتساب علي أو عمر أو خالد بن الوليد إلى قريش !!
و صحيح أن بذل مثل هذا الجهد في إثبات ما هو ثابت و معلوم ليس إلا مضيعة للجهد و الوقت ، ولكنني آثرتُ أن أتفرَّغ قليلاً لهذا الموضوع لأنني صادفتُ كثيراً من أصدقائي و معارفي من الشراكسة و قد ضلَّلهم بعض أدعياء الثقافة من بني قومهم مستغلاًَ جهلَ الناس في تفاصيل تاريخ هذه الحقبة من تاريخ العرب و المسلمين و مستفيداً مما قد يلتبس من تعاقب دولتي المماليك ( البحرية التركية و البرجية الشركسية ) في أن يتمكّن من أنْ يخلط الأوراق و يزعم لهم أن بيبرس (و هو العلم الأبرز و الأعظم ذكراً و خلوداً في تاريخ المماليك كله ) أنه شركسيّ ..
على كل حال و توفيراً للوقت و الجهد- عليك و على الأخوة القراء- سأذكر هنا أهم المراجع التي تتناول تاريخ المماليك ، و سأنقل لكم منها ما يخص جنسية بيبرس بصفة خاصة ، :
1-( جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر و القاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 ):
" ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى التركي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهو الرابع من ملوك الترك ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الترك ، وهو بكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة.
وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة التركية أمير فهد " انتهى.
2- جاء في موسوعة إنكارتا الاليكترونية :
Baybars I (1233?-1277), Mamluk sultan of Egypt (1260-1277), originally a Turkish slave who rose to power through military skill. In 1260 he led the Mamluks against the Mongols at the Battle of Ayn Jalut, Palestine
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003..
3- و في كتاب "قيام دولة المماليك الأولى في مصر و الشام " يقول د. أحمد مختار العبادي ص73- الهامش :
" بلاد القبجاق أو القفجاق أو القبشاق إقليم بحوض نهر الفولغا بالجنوب الشرقي من روسيا الحالية و شمال البحر الأسود و القوقاز ، وأهله من الترك ، وكانو أهل حل و ترحال على عادة البدو و في ضيق من العيش ، وبلادهم كانت فرضة (سوقاً) عظيمة للرقيق (المماليك) الترك .
4- و في كتاب "المماليك " د. السيد الباز العريني (ص256) في معرض حديثه عن دولة المماليك البحرية : " ان العنصرالتركي القبجاقي هو السائد في العصر المملوكي الأول ".
5- في مورد الإشادة بالنصرالمبين و التعبير عن الفرحة بانتصار المماليك في موقعة "عين جالوت" التي قادها قطز و بيبرس معاً ، يقول العلامة المؤرّخ ابن شامةفي كتابه " الذيل على الروضتين " ص208 :
غلب التتارُ على البلاد فجاءَهُمْ من مصرَ تركيٌّ يجودُ بنفسه
بالشام أهلكهم و بـدَّد شـملهم و لكلّ جنسٍ آفـةٌ من جنسِه
6- جاء في موسوعة إنكارتا 2003الاليكترونية مادة " مملوك ":
"Mamluks, purchased slaves converted to Islam who advanced themselves to high military posts in Egypt. From this class sprang two ruling dynasties, the Bahri (1250-1382), made up of Turks and Mongols, and the Burji (1382-1517), made up of Circassians . "
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003.
ما ترجمته : المماليك رقيق (عبيد) تم شراؤهم ثم تحويلهم إلى الإسلام ، و قد استطاعوا أن يطوّروا مواقعهم إلى القيادات العسكرية العليا في مصر . من هؤلاء ظهرت سلالتين (مجموعتين) حاكمتين ،المماليك البحرية (اسمتر حكمها من 1250-1382م) و قد تشكّلت من الترك و المغول ، و المجموعة التالية هي المماليك البرجية ( حكمت من 1382-1517م) و تألفت من الشراكسة " و كلنا يعلم أن بيبرس كان أحد أبرز المماليك البحرية!
6- و في كتاب " المغول " يقول الدكتور السيد الباز العريني - مؤرخاً للحظات التي سبقت معركة عين جالوت بين المماليك المسلمين و بين المغول في ص 257- :
" و اجتمع قطز بأمراء المماليك للتشاور في الأمر ، و المعروف أنهم جميعاً مماليك من الترك جاؤوا من بلاد قبجاق أو التركستان أو خوارزم .."
7- و في كتاب " الظاهر بيبرس "- من سلسلة أعلام العرب –تأليف د. سعيد عبد الفتاح عاشور (استاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب ،جامعة القاهرة ) ، يقول مؤلفه تعليقاً على ما أوردته كتب التاريخ المعاصرة للمماليك في شأن أصل بيبرس و نشأته و ص 18:
" وعلى ذلك لا ننتظر إجماعاً على رواية واحدة عن نشأة بيبرس في كتب التاريخ المعاصرة له ، و إن كان أغلب هذه الكتب قد اتفقت على أمر واحد هو أنه كان تركيّ الجنس، من مواليد بلاد القفجاق – في جنوب روسيا- .."
8- هاهو الشاعر شهاب الدين محمود يمدح الظاهر بيبرس مخلّداً انتصاره على جيش متحالف من الروم و المغول في معركة وقعت على ضفاف نهر جيحان (في الأناضول) –عن النجوم الزاهرة ج7 ص168- في قصيدة طويلة مطلعها :
كذا فلتكنْ في الله تمضي العزائمُ و إلا فلا تجفو الجفونَ الصّوارمُ
و مما جاء فيها مادحاً الظاهر بيبرس :
مـليكٌ يلوذ الدينُ من عزَماته بركـنٍ لـه الفـتحُ المبـينُ دعـائمُ
من التُّركِ أمّا في المغاني فإنهمْ شُموسٌ، و أمّا في الوغى فضراغمُ
9- ترجمة الظاهر بيبرس في الموسوعة العلمية الشهيرة Encyclopaedia of Islam :
" BAYBARS I, al-Malik al-zahir Rukn addin fourth Mamluk sultan of the Bahrid
dynasty. He is said to have been born in 620/1233 and to have been one of a group of kipchak Turk slaves purchased by the Ayyubid sultan Malik salih . His first master had been Aydakin Bundukdar, whence his surname Bundukdari"
from the Encyclopaedia of Islam CD-ROM Edition v. 1.0
Wikipedia, the free encyclopedia " : 10- جاء في موسوعة
"al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baibars al-Bunduqdari (also spelled Baybars) (1223 – July 1, 1277) was a Mamluk Sultan of Egypt and Syria. He was born a KipchakTurk in the city of Solhat, in Crimea."
11- و للتسهيل على القراء المتصفحين للإنترنت انقر فقط على أي موقع شئت من الموسوعات التالية الموجودة على الويب فسوف تجدها جميعاً ( نعم ..جميعها بلا استثناء ) تذكر في ترجمة بيبرس (الظاهر بيبرس) أنه تركي من القبجاق :
http://en.wikipedia.org/wiki/Kipchak
http://en.wikipedia.org/wiki/Baybars
http://www.bartleby.com/65/ba/Baybars1.html
http://www.encyclopedia.com /SearchResults.aspx?Q =baybars
http://www.infoplease.com/ce6/people/A0806539.html
http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm
http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm
12- و في تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري):
ذكر بيبرس البندقداري
" وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق بعد أن عد شعوبها فقال: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت...
وهذه والله أعلم بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هو في الترك المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر.....
ومساق القصة يدل على أن قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك أن هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يدل مساقها على أن أكثر هؤلاء الترك الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أعلم." انتهى كلام ابن خلدون.
******************** ***********
على أن بعضاً من مثقفي الجيل الحديث من إخواننا الشراكسة قد لا يختلف كثيراً عن جيل أولئك المماليك من الشراكسة (في العهد العثماني) في محاولة انتحال المجد و تأثيل مكانتهم في الوجدان العربي، فالتاريخ يحدّثنا كيف أنهم بعد أن استبدّوا بالسلطة في مصر، استشعروا غضاضةً في أصولهم وفي نشأتهم كمماليكَ أرقّاءَ فطلبوا من يصطنع لهم نسباً مفصّلاً ينتهي بهم إلى" قريش"!
يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم رافق في كتابه الجامعي العظيم :" المشرق العربي في العهد العثماني " ط5\ جامعة دمشق – صفحة 128:
" رافق هذا الانتعاش في قوة المماليك السياسية في مصر ظهورُ كتاباتٍ لا صحّة لها لربط هؤلاء المماليك (و المقصود هنا مماليك العهد العثماني ، وكان أغلبهم من الشراكسة) بمماليك السلطنة المملوكية ، و أحياناً بقريش .. لإسباغ الشرعية و الوجاهة عليهم ، وفرض قبولهم الاجتماعي و السياسي على السكان . و اشتهر من هذه الكتابات كتيّب مجهول المؤلّف عنوانه :
" قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة من قريش " طبع في القاهرة عام 1316هـ على ذمة محمد أفندي حافظ الجركسي .
ولعل السيد نهاد برزج- هو و أباه - من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط و التشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات و المنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين ..
و إخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم و تعاضدهم و بمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، و بذلك ربما فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم و محاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب و المسلمين ..
ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة و دوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالعلم و الحقائق .. فما موقف الأخ أبو شركس الآن مثلاً و قد قرأ ما قرأ من أدلة دامغة على تركية بيبرس !!
ولعل من المستملَح هنا أن اذكر أن الدكتور صلاح الدين شرّوخ ( وهو أحد أبرز الكتاب الشراكسة ، ومن أشدهم حماسةً لقوميته ) كتب منذ سنوات خلت في إحدى مقالاته في مجلة الجيل المعروفة ينتقد كتاباً صنعه السيد برزج يشتمل على تراجم لأعلام الشراكسة و النابهين منهم ، ويأخذ عليه الدكتور شروخ في هذا الكتاب أن يضمّ إلى قائمة الشراكسة حتى من لهم "طرطوشة " من العرق الشركسي وأن يضيف إلى الشراكسة من ليس منهم من شعوب القوقاز من الداغستان و الشيشان و الآفار غيرهم .. فأذكرمثلاً أنه استنكر على برزج أن يزجّ الشاعر الشهير أحمد شوقي بين أعلام الشراكسة ، وكلنا يعلم أن ليس بين شوقي و بين الشركس سوى أن جدّته لأبيه كانت شركسية (انتبه: جدته أم أبيه فقط ) !!
أحببت أن أشارك بهذه المقالة للدكتور : أسامة أحمد إبراهيم تبين نسب البطل المسلم الظاهر بيبرس ..وخاصة أنني رأيت أن كثير من اخواننا من غير العرب يفتخرون به ويدعون أنه شركسي أو كردي وهو ادعاء مغلوط
هل الظاهر بيبرس تركي أم شركسي ؟!
تحية ملؤها الحب للشعب الشركسي الذي تربطنا به وشائج كثيرة من التاريخ و القربى و المصاهرة .
تذكر المصادر التاريخية جميعها ( : قديمها و حديثها و المعاصر منها للمماليك و غير المعاصر لهم من المؤرخين المتأخرين و حتى في سيرة الملك الظاهر بيبرس الشعبية ) أن الظاهر بيبرس هو تركي الجنس من قبيلة القبجاق ( الكبشاك ) التركية ، تلك القبيلة التي أعطت اسمها للسهوب التي تقع في جنوب روسيا، و بقية قصته يعلمها الجميع .. على أن قبيلة القبجاق كانت في تلك الفترة – إبان الاجتياح المغولي لروسيا و أوكرانيا في القرن 13م – كانت المصدر الرئيسي للرقيق (المماليك) الذي اعتمدته الدول الاسلامية في تكوين جيوشها النظامية،
وخاصة ما عرف بـ" المماليك البحرية " و هم جميعاً من الترك و أغلبهم من قبيلة قبجاق التركية. مثل هذه المعلومات هي حقائق تاريخية ثابتة واضحة لا يجادل فيها من كان على أبسط درجة من الإلمام التاريخي ، على أن الأخ " أبو شركس" سامحه الله أقحمني في أنْ أتلمّسَ له الأدلةَ على أمرٍ لا يحتاج إلى جدال و لا إلى براهين ، فكان عملي في هذه المقالة على إثبات تركية بيبرس و زملائه من المماليك البحرية كمن يطلب الأدلة في إثبات أن النبي محمد (ص) عربي ، أو كمن يجادل في انتساب علي أو عمر أو خالد بن الوليد إلى قريش !!
و صحيح أن بذل مثل هذا الجهد في إثبات ما هو ثابت و معلوم ليس إلا مضيعة للجهد و الوقت ، ولكنني آثرتُ أن أتفرَّغ قليلاً لهذا الموضوع لأنني صادفتُ كثيراً من أصدقائي و معارفي من الشراكسة و قد ضلَّلهم بعض أدعياء الثقافة من بني قومهم مستغلاًَ جهلَ الناس في تفاصيل تاريخ هذه الحقبة من تاريخ العرب و المسلمين و مستفيداً مما قد يلتبس من تعاقب دولتي المماليك ( البحرية التركية و البرجية الشركسية ) في أن يتمكّن من أنْ يخلط الأوراق و يزعم لهم أن بيبرس (و هو العلم الأبرز و الأعظم ذكراً و خلوداً في تاريخ المماليك كله ) أنه شركسيّ ..
على كل حال و توفيراً للوقت و الجهد- عليك و على الأخوة القراء- سأذكر هنا أهم المراجع التي تتناول تاريخ المماليك ، و سأنقل لكم منها ما يخص جنسية بيبرس بصفة خاصة ، :
1-( جاء في كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر و القاهرة لابن تغري بردي ج7ص94 ):
" ذكر سلطنة الملك الظاهر بيبرس البندقدارى على مصر" السلطان الملك القاهر ثم الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس بن عبد الله البندقدارى الصالحى النجمى الأيوبى التركي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية والأقطار الحجازية ، وهو الرابع من ملوك الترك ، مولده في حدود العشرين وستمائة بصحراء القبجاق ، والقبجاق قبيلة عظيمة في الترك ، وهو بكسر القاف وسكون الباء ثانية الحروف وفتح الجيم ثم ألف وقاف ساكنة.
وبيبرس بكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وسكون الباء المثناة من تحتها ثم فتح الباء الموحدة وسكون الراء والسين المهملتين ومعناه باللغة التركية أمير فهد " انتهى.
2- جاء في موسوعة إنكارتا الاليكترونية :
Baybars I (1233?-1277), Mamluk sultan of Egypt (1260-1277), originally a Turkish slave who rose to power through military skill. In 1260 he led the Mamluks against the Mongols at the Battle of Ayn Jalut, Palestine
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003..
3- و في كتاب "قيام دولة المماليك الأولى في مصر و الشام " يقول د. أحمد مختار العبادي ص73- الهامش :
" بلاد القبجاق أو القفجاق أو القبشاق إقليم بحوض نهر الفولغا بالجنوب الشرقي من روسيا الحالية و شمال البحر الأسود و القوقاز ، وأهله من الترك ، وكانو أهل حل و ترحال على عادة البدو و في ضيق من العيش ، وبلادهم كانت فرضة (سوقاً) عظيمة للرقيق (المماليك) الترك .
4- و في كتاب "المماليك " د. السيد الباز العريني (ص256) في معرض حديثه عن دولة المماليك البحرية : " ان العنصرالتركي القبجاقي هو السائد في العصر المملوكي الأول ".
5- في مورد الإشادة بالنصرالمبين و التعبير عن الفرحة بانتصار المماليك في موقعة "عين جالوت" التي قادها قطز و بيبرس معاً ، يقول العلامة المؤرّخ ابن شامةفي كتابه " الذيل على الروضتين " ص208 :
غلب التتارُ على البلاد فجاءَهُمْ من مصرَ تركيٌّ يجودُ بنفسه
بالشام أهلكهم و بـدَّد شـملهم و لكلّ جنسٍ آفـةٌ من جنسِه
6- جاء في موسوعة إنكارتا 2003الاليكترونية مادة " مملوك ":
"Mamluks, purchased slaves converted to Islam who advanced themselves to high military posts in Egypt. From this class sprang two ruling dynasties, the Bahri (1250-1382), made up of Turks and Mongols, and the Burji (1382-1517), made up of Circassians . "
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003.
ما ترجمته : المماليك رقيق (عبيد) تم شراؤهم ثم تحويلهم إلى الإسلام ، و قد استطاعوا أن يطوّروا مواقعهم إلى القيادات العسكرية العليا في مصر . من هؤلاء ظهرت سلالتين (مجموعتين) حاكمتين ،المماليك البحرية (اسمتر حكمها من 1250-1382م) و قد تشكّلت من الترك و المغول ، و المجموعة التالية هي المماليك البرجية ( حكمت من 1382-1517م) و تألفت من الشراكسة " و كلنا يعلم أن بيبرس كان أحد أبرز المماليك البحرية!
6- و في كتاب " المغول " يقول الدكتور السيد الباز العريني - مؤرخاً للحظات التي سبقت معركة عين جالوت بين المماليك المسلمين و بين المغول في ص 257- :
" و اجتمع قطز بأمراء المماليك للتشاور في الأمر ، و المعروف أنهم جميعاً مماليك من الترك جاؤوا من بلاد قبجاق أو التركستان أو خوارزم .."
7- و في كتاب " الظاهر بيبرس "- من سلسلة أعلام العرب –تأليف د. سعيد عبد الفتاح عاشور (استاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية الآداب ،جامعة القاهرة ) ، يقول مؤلفه تعليقاً على ما أوردته كتب التاريخ المعاصرة للمماليك في شأن أصل بيبرس و نشأته و ص 18:
" وعلى ذلك لا ننتظر إجماعاً على رواية واحدة عن نشأة بيبرس في كتب التاريخ المعاصرة له ، و إن كان أغلب هذه الكتب قد اتفقت على أمر واحد هو أنه كان تركيّ الجنس، من مواليد بلاد القفجاق – في جنوب روسيا- .."
8- هاهو الشاعر شهاب الدين محمود يمدح الظاهر بيبرس مخلّداً انتصاره على جيش متحالف من الروم و المغول في معركة وقعت على ضفاف نهر جيحان (في الأناضول) –عن النجوم الزاهرة ج7 ص168- في قصيدة طويلة مطلعها :
كذا فلتكنْ في الله تمضي العزائمُ و إلا فلا تجفو الجفونَ الصّوارمُ
و مما جاء فيها مادحاً الظاهر بيبرس :
مـليكٌ يلوذ الدينُ من عزَماته بركـنٍ لـه الفـتحُ المبـينُ دعـائمُ
من التُّركِ أمّا في المغاني فإنهمْ شُموسٌ، و أمّا في الوغى فضراغمُ
9- ترجمة الظاهر بيبرس في الموسوعة العلمية الشهيرة Encyclopaedia of Islam :
" BAYBARS I, al-Malik al-zahir Rukn addin fourth Mamluk sultan of the Bahrid
dynasty. He is said to have been born in 620/1233 and to have been one of a group of kipchak Turk slaves purchased by the Ayyubid sultan Malik salih . His first master had been Aydakin Bundukdar, whence his surname Bundukdari"
from the Encyclopaedia of Islam CD-ROM Edition v. 1.0
Wikipedia, the free encyclopedia " : 10- جاء في موسوعة
"al-Malik al-Zahir Rukn al-Din Baibars al-Bunduqdari (also spelled Baybars) (1223 – July 1, 1277) was a Mamluk Sultan of Egypt and Syria. He was born a KipchakTurk in the city of Solhat, in Crimea."
11- و للتسهيل على القراء المتصفحين للإنترنت انقر فقط على أي موقع شئت من الموسوعات التالية الموجودة على الويب فسوف تجدها جميعاً ( نعم ..جميعها بلا استثناء ) تذكر في ترجمة بيبرس (الظاهر بيبرس) أنه تركي من القبجاق :
http://en.wikipedia.org/wiki/Kipchak
http://en.wikipedia.org/wiki/Baybars
http://www.bartleby.com/65/ba/Baybars1.html
http://www.encyclopedia.com /SearchResults.aspx?Q =baybars
http://www.infoplease.com/ce6/people/A0806539.html
http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm
http://i-cias.com/cgi-bin/eo-direct.pl?orient.htm
12- و في تاريخ ابن خلدون –االمجلد الخامس ( ذكر بيبرس البندقداري):
ذكر بيبرس البندقداري
" وفي تاريخه حكاية غريبة عن سبب دخول التتر لبلاد القبجاق بعد أن عد شعوبها فقال: ومن قبائلهم- يعني القفجاق- قبيلة طغصبا وستا وبرج أغلا والبولى وقنعرا على وأوغلي ودورت...
وهذه والله أعلم بطون متفرعة من القفجاق فقط، وهي التي في ناحية الغرب من بلادهم الشمالية، فإن سياق كلامه إنما هو في الترك المجلوبين من تلك الناحية لا من ناحية خوارزم ولا ما وراء النهر.....
ومساق القصة يدل على أن قبيلة دورت من القفجاق، وأن قبيلة طغصبا من التتر. فيقتضي ذلك أن هذه البطون التي عددت ليست من بطن واحد، وكذلك يدل مساقها على أن أكثر هؤلاء الترك الذين بديار مصر من القفجاق، والله تعالى أعلم." انتهى كلام ابن خلدون.
******************** ***********
على أن بعضاً من مثقفي الجيل الحديث من إخواننا الشراكسة قد لا يختلف كثيراً عن جيل أولئك المماليك من الشراكسة (في العهد العثماني) في محاولة انتحال المجد و تأثيل مكانتهم في الوجدان العربي، فالتاريخ يحدّثنا كيف أنهم بعد أن استبدّوا بالسلطة في مصر، استشعروا غضاضةً في أصولهم وفي نشأتهم كمماليكَ أرقّاءَ فطلبوا من يصطنع لهم نسباً مفصّلاً ينتهي بهم إلى" قريش"!
يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم رافق في كتابه الجامعي العظيم :" المشرق العربي في العهد العثماني " ط5\ جامعة دمشق – صفحة 128:
" رافق هذا الانتعاش في قوة المماليك السياسية في مصر ظهورُ كتاباتٍ لا صحّة لها لربط هؤلاء المماليك (و المقصود هنا مماليك العهد العثماني ، وكان أغلبهم من الشراكسة) بمماليك السلطنة المملوكية ، و أحياناً بقريش .. لإسباغ الشرعية و الوجاهة عليهم ، وفرض قبولهم الاجتماعي و السياسي على السكان . و اشتهر من هذه الكتابات كتيّب مجهول المؤلّف عنوانه :
" قهر الوجوه العابسة بذكر نسب الجراكسة من قريش " طبع في القاهرة عام 1316هـ على ذمة محمد أفندي حافظ الجركسي .
ولعل السيد نهاد برزج- هو و أباه - من أبرز الأمثلة على هؤلاء الذين ذكرتهم ، فهما- في ظنّي- يتحملان معظم الخلط و التشويش المنظم المقصود في أذهان أهلنا من الشراكسة ، فقد قدّما مجموعة من الكتيّبات و المنشورات الخفيفة التي تروج عند عامة المتعلّمين ..
و إخوتنا الشراكسة أقلية صغيرة تتجه إلى الذوبان في محيط عربي ضاغط ، وأنا في الحقيقة معجب بتماسكهم و تعاضدهم و بمحاولاتهم المثابرة للحفاظ على هويتهم ، و بذلك ربما فهمت دوافع السيد برزج في تكثير أعلامهم و محاولة خلق تاريخ مجيد لهم من خلال ربطهم بأسماء تاريخية عظيمة في تاريخ العرب و المسلمين ..
ولكن عملاً كهذا – على فهمنا لحماسة و دوافع صاحبه – لا يبرر العبث بالعلم و الحقائق .. فما موقف الأخ أبو شركس الآن مثلاً و قد قرأ ما قرأ من أدلة دامغة على تركية بيبرس !!
ولعل من المستملَح هنا أن اذكر أن الدكتور صلاح الدين شرّوخ ( وهو أحد أبرز الكتاب الشراكسة ، ومن أشدهم حماسةً لقوميته ) كتب منذ سنوات خلت في إحدى مقالاته في مجلة الجيل المعروفة ينتقد كتاباً صنعه السيد برزج يشتمل على تراجم لأعلام الشراكسة و النابهين منهم ، ويأخذ عليه الدكتور شروخ في هذا الكتاب أن يضمّ إلى قائمة الشراكسة حتى من لهم "طرطوشة " من العرق الشركسي وأن يضيف إلى الشراكسة من ليس منهم من شعوب القوقاز من الداغستان و الشيشان و الآفار غيرهم .. فأذكرمثلاً أنه استنكر على برزج أن يزجّ الشاعر الشهير أحمد شوقي بين أعلام الشراكسة ، وكلنا يعلم أن ليس بين شوقي و بين الشركس سوى أن جدّته لأبيه كانت شركسية (انتبه: جدته أم أبيه فقط ) !!