بوح الحنين

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المختار زادني
    باحث في علم النفس
    • Sep 2010
    • 18

    بوح الحنين

    بوح الحنين


    [poem=font="traditional arabic,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    عزفتْ ترانيـمَ النُّهَـى ألحانُهـا = وتَماوجتْ في شَدْوِهـا أشجانُهـا
    أرختْ جُروحُ النفسِ حُمْرَ شفاهها= وأطلَّ مـلءَ ثُغًُورهـا حِرْمانُهـا
    وبكتْ عيونُ القلبِ حُرْقةَ راقِـصٍ= فـوقَ اللهيـبِ يُمِـدُّهُ خَزَّانُهـا
    وشفـاهُ ورْدٍ ذابــلٍ متـوسِّـدٍأ= وراقَََـه صُفْـراً بـدتْ أكفانُهـا
    لَفَحَتْ وُجوهَ السَّهْلِ آن ظهيـرةٍ= شُهُبُ الهَجيـرِ تُميتُـهُ نيرانُهـا
    وسَرَى دَبيبُ الشَّوقِ يحْفرُ نهجه= في مهجتـي فيخونهـا كتمانُهـا
    وتسرَّبتْ من محجري دِيَمٌ وَسـا=لتْ تستحِـثُّ رجالَهـا رُكْبانُهـا
    والصدرُ تحتَ جبالِ رملِ شجونِهِ=والرُّوحُ تَخنقُ حِسَّهـا أحزانُهـا
    وسرابُ حَرٍّ قدْ تَراءى في المَـدى= تَشْوي خيـالَ رسومـهِ ألوانُهـا
    بفـلاةِ بيـدٍ حلّقَـتْ بسَمائـهـا=بيضُ القطا وتَلاعَبَـتْ غِزْلانُهـا
    وأطـلَّ بالأفـق البعيـدِ بواحـةٍ=نخـلٌ تغـازل نبتَـهُ غُدْرانُهـا
    بانتْ قُرى تلك الرُّبـوعِ كَلَوْحـةٍ=وَمَضَى يُخَطِّطُ رسْمَهـا فَنَّانُهـا
    لَعِبَ الحنينُ بريشةٍ مَـلأتْ خيـا=لي روعةً يَسْبي الْحِجـا إتْقانُهـا
    إنـي أحـنُّ لقريتـي ولِمائهـا=بين الشعـاب ترافـدت وديانُهـا
    ولسوقهـا ولبئرهـا ولغيـدهـا=ولِجـامـعٍ يـرتـادهُ فتيانُـهـا
    وخريفهـا وشتائِهـا وربيعهـا=ومصيفهـا إذْ تزدهـي شُطْآنُهـا
    لاحتْ لِعَينِْي في السُّهولِ مَعالـمٌ=بين الْمُـروجِ تَماثَلـتْ أركانُهـا
    وتجَسَّدَتْ فبدتْ كأَبْهـجِ رَوْضَـةٍ=غَنَّـاءَ تنشُـرُ عطْرَهـا أفْنانُهـا
    من باسقٍ داني القطوفِ ومُزْهـرٍ=وظليلـةٍ معْروشـةٍ أغصانُـهـا
    حلّى زهُـورَ الجلَّنـار حياؤهـا=إذْ لاعَبَتْ ريحَ الرُّبَـى تيجاتُهـا
    حَكْيُ السَّواقي العذبُ داعَبَ همْسُهُ=سَمعَ الخمائلِ فانْتشَـى رُمَّانُهـا
    وَعَلَى الغُصونِ شدا الهزارُ بحكمةٍ= بيـن الطيـور كأنـهُ لُقْمانُهـا
    وبساح تلك الدار سـاقُ جُميْـزَةٍ=يَجْري ويَمْرَحُ حولـهُ صبيانُهـا
    ماالدَّارُ دامَ سرورهـا وحُبورهـا=فَلَحَرَّما اشْتَكَتِ البِلَـى جُدرانُهـا
    يبكي الجمادُ مُصابَ فُرْقَةِ أهلـهِ = ومِنَ الْمعابدِ ما بكتْ حِيطَانُهـا[/poem]
    لك من دينك ما قربك من ربك
    وليس لي منه إلا ما تعاملني به
    فاتق الله في معاملة النـــــاس
يعمل...