الوردة الاخيرة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • imanbashir
    عضو منتسب
    • Feb 2008
    • 4

    الوردة الاخيرة

    أول ما فتحت عيناي هذا الصباح أحسست بالحزن الشديد ينتابني, اليوم هو 25 أول أكتوبر من عام 1966, الذكري الأولي لرحيل زوجي الحبيب جوزيف, منذ وفاته و أنا اشعر باليتم و وحده فهو لم يكن بنسبة لي زوج , بل كان أبي و أخي و ابني و صديقي, لقد كان كل شئ في حياتي بداء شريط ذكرياتي مع جوزيف يمر إمامي ...... في عام 1916 كانت بلادي هنغارية تمر بفترة صعبة من تاريخها بعد وفاة القيصر كنت في السادسة عشر من عمري عندما تقدم جوزيف بطلب يدي للزواج , كانت قد مرت سنة علي وفاة زوجته أنا ابنة عمي , التي رحلت من هذا العالم و تركته وحيدا مع طفلين صغيرين في البداية رفضت فكرة اخذ مكانة ابنة عمي التي كنت أحبها, لكن والدتي طلبت مني إعادة التفكير في الموضوع قبل الرفض نهائيا لمصلحة الطفلين فأخذتني الذاكرة إلي حفلة زفاف جوزيف و أنا , كنت في الثامنة من عمري, الورد يملا القاعة و المدعوين مرتدين اغلي الثياب, أنا كانت رائعة الجمال بفستانها الأبيض المطرز بحبات الخرز الذهبي, إما هو كان وسيم في بدلته العسكرية, تمنيت في تلك اللحظة من السماء بزواج من رجل يشبهه و ألان بعد مضي تسع سنوات تحققت أمنيتي يوم الأحد حضر جوزيف لزيارتنا ليعرف ردي علي طلبه بالزواج ( أنت ترغب في الزواج مني لأنك بحاجة الي مربية لطفليك و أنا ارغب في الزواج لأجل الحب) أخبرته بكل صراحة و أنا ارقب نظرة الحزن التي ظهرت في عيناه ( أعدك بان افعل المستحيل لجعلك سعيدة معي, سأكون زوج كريم و مخلص و حنون معك, و ربما يوم ما سوف تتعلمين كيف تحبينني , صديقي سنكون معا عائلة سعيدة ) رد جوزيف علي كل مخاوفي بصدق شديد بعد عدة أيام تم الزفاف بإقامة حفلة صغيرة و هادئة, و بسبب حالة الحداد التي تمر بها البلاد لم ارتدي فستان الأبيض الذي طالما حلمت به أهدأني جوزيف لهذه المناسبة باقة جميلة من الورد الوردي ألان و بعد مضي 50 عاما , عندما ترجع بي الذكريات , أقول بصدق نعم تعلمت كيف أحب هذا الرجل فقد اكتشفت بعد الزواج كما هو رومانسي و حنون. كان يرسل لي كل صباح باقة من الورد مع بطاقة صغيرة مكتوب عليها بخط جميل ( هذه الوردة الجميلة إلي أجمل وردة في حياتي) زوجك المخلص جوزيف بداء يشجعني لأستكمل تعليمي فأحضر لي أفضل المعلمين لمساعدتي لتعلم بسرعة و عندما أردت أنشاء مشروع خاص بي ساعدني بمال و الجهد و الخبرة حتى أصبح لدي مشغل للخياطة ذو شهرة واسعة في هنغارية كان أب رائع و حنون , فهو الصخرة التي تحمي عائلتنا الصغيرة من العواصف القوية , فعندما توفيت ابنتنا الوحيدة إثناء ولادتها لطفلتها سارة كاد الحزن عليها يحطمني فالو لاه وجوده إلي جانبي بحبه و رعايته و ساعدني علي تربية حفيدتنا الصغيرة أنا و جوزيف اجتازنا الكثير من الأوقات الصعبة خلال فترة زواجنا , بسبب الحرب المرعبة فقد جوزيف اكبر أبناءه من زوجته الأولي و خسرنا كل مادينا من المال فا قرارنا الرحيل إلي الريف لنبدأ حياة جديدة التي لم تكن سهلة استمرت لعدة سنوات من المعاناة الطويلة و القاسية , لكن بعمل متواصل من المشترك أصبح لدينا المال الكافي لشراء بيت (و أخيرا لقد عثرت علي بيت كبير لنعيش فيه, يحتوي علي عديد من الغرف المريحة , الشمس تشرق فيه من جميع الجهات, و الأهم من ذلك له حديقة يمكنني زرعتها بكل أنواع الخضروات و الفاكهة و الورد الوردي) اخبرني و هو يكاد يطير من الفرح وهكذا كرس جوزيف بقية حياته للعناية بحديقته حتى أصبحت لمهارته في الزراعة الزارعة تجتذب كل من في القرية أه ذكريات مؤلمة منذ وفاته لم القي نظرة علي الحديقة فهي تذكرني بغيابه و تزيد من أحزاني ألان علي ارتداء ملابسي بسرعة قبل حضور حفيدتي لتصحبني إلي المقبرة, فجاء لمحت شئ وردي من نافذة المطبخ التي تطل علي الحديقة , لكن هذا مستحيل الإعشاب الجافة و القاسية تغطي المكان و معظم النباتات ماتت لعدم العناية بها كما في السابق بسرعة فتحت الباب و خرجت و مشيت نحو حوض الورد , هناك اكتشفت وردة وردية رائعة الجمال في وسط الحزن و الظلام الدامس. تشبه ورد أول باقة أهدأني أيها جوزيف في يوم زفافنا عطرها القوي جعلني اشعر بجوزيف يقف إلي جانبي , عندها عرفت أني عثرت عليه مرة ثانية , بدأت وضعت الوردة الأخيرة لهذا الصيف علي قبره و وعدته بأني سأكرس ما تبقي من حياتي للعناية بالحديقة كما كان يفعل , حتى نتقابل مرة أخري في حديقة أجمل يملاها الورد الوردي إلي الأبد من مذكرات ماري شغري - هنغارية
    [email]melodaybook@maktoob.com[/]
يعمل...