هيّا للإفطار...
أقفرت الشوارع فما عاد يرى فيها أحد حافلة ولا عربة... وأسرع الناس للبيوت مع أخر خطوط الشفق من رمضان الذي أتى هذه السنة على الرمض من الحر والعطش في نهاره الطويل....
تسارع الجميع للإفطار
في ذلك الزقاق الضيق اصطفت البيوت المتلاصقة... واختفت الحياة فيه لكنها انطلقت خلف الجدران...
اقترب موعدالإفطار... لم يبق إلا دقائق...
في هذا البيت اجتمعت الأسرة على مائدة بسيطة ضئيلة عليها طبقين وبضع أرغفة من الخبز... الحمد لله.. تخافتت الأصوات ورفع الأب يديه للدعاء..
نظر الأبناء لأبيهم واستسلموا للحظات التجلي التي تسبق الإفطار... وراحت نفوسهم المؤمنة الصغيرة وأجسادهم العطشى تردد كلمات الدعاء...
وأسرعت أمهم لتضع آخر لمساتها على المائدة قبل الأذان..
الكل متوضئ مستعد فهي لقيمات ثم صلاة المغرب
في البيت الثاني امتدت مائدة عامرة... فيها ما لذ طاب.. فالأب ميسور وعمله مزدهر... ورمضان شهر الخير وفيه الجوع الذي يسبق لحظة الجائزة... لحظة الأطباق اللذيذة من يد زوجته الحبيبة
الكل فرح سعيد والكل ينتظر لحظة الأذان
وفي بيت ثالث ورابع وخامس...
وفي تلك الغرفة أعلى المبنى التصقت فيها ثلاثة أجساد تكاد تكون عارية.. أم وولديها... يتيمان وأرملة...
نظر الولدان لعين أمهم الغارقة بدموعها..
أمي... هل سنأكل اليوم..
سؤال أليم أليم... انغرس في قلبها حتى اخترق الشغاف... وكيف لها أن تطعمهم وقد انتهت الدريهمات واختفت الكسرات وذهب الأصدقاء وهجرهم الأقرباء..
أين لها أن تطعمهم في شهر الخير وما بقي معها من الخير شيء...
الحمد لله
نحن بصحة جيدة يا حبيبي وسأجد غداً عملاً بإذن الله
ماما ... لماذا لم يعد خالي يزورنا منذ مدة....
أخوها... وماذا ستقول للصغير... أتخبره أنها ذهبت تطلب منه القليل في صباح هذا اليوم فطردتها زوجته... وماذا تخبره عن أخيها الثاني وعن عمهم الذي لا يريد أن يسمع أن له أبناء أخ.. قد مات أخوه وماتت بالنسبة له عائلة أخيه
اللهم
أنت خلقتنا... لإن نسينا الناس فلن تنسانا....
اقترب موعد الإفطار وجلست الأجساد الثلاثة متلاصقة أمام كوب ماء وقد فرغ القلب من كل أمل إلا بالله... ونشفت مدامع العيون فما عادت فيها دمعات... فقد تفجرت حتى جفت
... والتصق اللسان بالحلق.. فما عادت الكلمات تجد مخرجاً...
سيذكرنا من خلقنا... حتى لو نسيتنا الدنيا بأسرها.... ورفعت الأم يديها تدعو ...
من لهؤلاء....
من للمنسيين.......<!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc--> <!--IBF.ATTACHMENT_139421-->
أقفرت الشوارع فما عاد يرى فيها أحد حافلة ولا عربة... وأسرع الناس للبيوت مع أخر خطوط الشفق من رمضان الذي أتى هذه السنة على الرمض من الحر والعطش في نهاره الطويل....
تسارع الجميع للإفطار
في ذلك الزقاق الضيق اصطفت البيوت المتلاصقة... واختفت الحياة فيه لكنها انطلقت خلف الجدران...
اقترب موعدالإفطار... لم يبق إلا دقائق...
في هذا البيت اجتمعت الأسرة على مائدة بسيطة ضئيلة عليها طبقين وبضع أرغفة من الخبز... الحمد لله.. تخافتت الأصوات ورفع الأب يديه للدعاء..
نظر الأبناء لأبيهم واستسلموا للحظات التجلي التي تسبق الإفطار... وراحت نفوسهم المؤمنة الصغيرة وأجسادهم العطشى تردد كلمات الدعاء...
وأسرعت أمهم لتضع آخر لمساتها على المائدة قبل الأذان..
الكل متوضئ مستعد فهي لقيمات ثم صلاة المغرب
في البيت الثاني امتدت مائدة عامرة... فيها ما لذ طاب.. فالأب ميسور وعمله مزدهر... ورمضان شهر الخير وفيه الجوع الذي يسبق لحظة الجائزة... لحظة الأطباق اللذيذة من يد زوجته الحبيبة
الكل فرح سعيد والكل ينتظر لحظة الأذان
وفي بيت ثالث ورابع وخامس...
وفي تلك الغرفة أعلى المبنى التصقت فيها ثلاثة أجساد تكاد تكون عارية.. أم وولديها... يتيمان وأرملة...
نظر الولدان لعين أمهم الغارقة بدموعها..
أمي... هل سنأكل اليوم..
سؤال أليم أليم... انغرس في قلبها حتى اخترق الشغاف... وكيف لها أن تطعمهم وقد انتهت الدريهمات واختفت الكسرات وذهب الأصدقاء وهجرهم الأقرباء..
أين لها أن تطعمهم في شهر الخير وما بقي معها من الخير شيء...
الحمد لله
نحن بصحة جيدة يا حبيبي وسأجد غداً عملاً بإذن الله
ماما ... لماذا لم يعد خالي يزورنا منذ مدة....
أخوها... وماذا ستقول للصغير... أتخبره أنها ذهبت تطلب منه القليل في صباح هذا اليوم فطردتها زوجته... وماذا تخبره عن أخيها الثاني وعن عمهم الذي لا يريد أن يسمع أن له أبناء أخ.. قد مات أخوه وماتت بالنسبة له عائلة أخيه
اللهم
أنت خلقتنا... لإن نسينا الناس فلن تنسانا....
اقترب موعد الإفطار وجلست الأجساد الثلاثة متلاصقة أمام كوب ماء وقد فرغ القلب من كل أمل إلا بالله... ونشفت مدامع العيون فما عادت فيها دمعات... فقد تفجرت حتى جفت
... والتصق اللسان بالحلق.. فما عادت الكلمات تجد مخرجاً...
سيذكرنا من خلقنا... حتى لو نسيتنا الدنيا بأسرها.... ورفعت الأم يديها تدعو ...
من لهؤلاء....
من للمنسيين.......<!--sizec--><!--/sizec--><!--colorc--><!--/colorc--> <!--IBF.ATTACHMENT_139421-->