كلمات التكوين الراقصة
كيف اكتب عن أشياء وظواهر وأحداث اعتاد عليها المرء الذي لم يعتد يوما على ما أنا فيه الآن من تجريدات حديدية وواقع شاذ ناتئ .. ؟
فأن اكتب مثلا عندما يحين المخاض الآتي :
1 – " هو يوم الخميس إذن ..
تجليات غربة وخيط ازرق مرتعش
تخطه لفافة تبغ على عجل ..
استراحة الطفولة من الفكرة والإلحاح الصارم
الذي يطالب بهندام الأشياء وروقنها .. "
هنا حيث لا توجد ثمة معالم قد تشي بتأكيد الإنسانية ابحث عن فائدة أو سبب يكفيان لكتابة كلمات مثل : يوم .. شهر .. سنة .. ولكنني لا أجد فأنطوي مجددا على الذات التي اعتادت القشعريرة وإلتواءات البرد .. باحثاً فيها عن فتات ذاكرتي وما يسمى بالعادي أو المعتاد الذي كنت أمارسه هناك حيث الأشياء وربما الحياة :
2 – " احتمل الآن نفاذ بصيرتي
واحتفي بقدرتي على التحكم بالكلمات ..
واحترم بياض الصفحات الأبله
بالبذخ المزيف واحتدم بالحروف : الهمزة هي ترويض الوقت .. تساندها
الميم على سبيل الجميل الذي سيمضي
ليأتي بعد قليل .. "
أقول " صباح الخير " حين تغرد العصافير في بداية يوم مختلّ مسّته التباسات الماضي والحاضر والمستقبل .. فأسخر من التحية ضاحكاً ماضياً إلى مساء الخير ثم تصبحون على خير مع أنني أفضل وطن ما دام الخير ملّ من مجازات انجازاتنا الطفولية :
3- " المؤقت ..
اهو الملقى خارج الزمان والمكان ؟
بل الاختزال ومعرفة الكلمة
التي تتناسب وسطوة اللحظة
ليكتمل الخذلان .. "
أعود إلى مكتبة ذاتي ذات الرفّ الواحد انتقي كتاباً معتدل المزاج والمناخ ..أتصفحه .. أتذكره ... أحارب به غربتي لانتصر ببعض الكلمات التي تعلن الانتصار عبر مشهدية الوطن وأمي وقمر بلا سياج فولاذي يدمي وجهه النوراني ..
4- " والخميس ..
هو الابتعاد عن عشّ البدايات والبحث عن حفرٍ اخرج منها في كل مرة
بخفّة ظلّ الخطيئة ..
وعلى مسافة من حروف الجر نحو الهاوية
والنهاية رديئة .. "
يعوذني أفق أعلى وأرحب كي استمر في التمرد على الحديد البليد .. تعوزني تلك الكلمات التي أتقنتها منذ الأزل ونسيتها .. لذلك عليّ أن أتذكر .. أن أسمو بالمزيد من أحلامي كي امنح وطني ثوب العشق الأجمل .. أتذكر الورد والشجر .. ويحفّزني محمود درويش أكثر عندما يدعوني لزيارة وطنه الكلماتي .. فألبي الدعوى والدعاء وامضي نحو هزيمة الغربة هنا يتجلّى المبهم - :
5 – " بعيداً عن التعريفات المس الجرح
الذي لايسأم التكرار ..
وأطالبه بالتوقف عن التحرش بكلماتي
ابنة الوطأة البكر ذات الندى القدسيْ
والتراب الفلسطيني .. وأقول له ..
لجرحي :
أيرضيك أن ننتهي سوياً
مرة واحدة فقط .. ؟
ألا يجدر بنا أن نتجدد ؟
لنرقص .. لنرقص إذن .. "
الأسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم ثلاث مؤبدات
كيف اكتب عن أشياء وظواهر وأحداث اعتاد عليها المرء الذي لم يعتد يوما على ما أنا فيه الآن من تجريدات حديدية وواقع شاذ ناتئ .. ؟
فأن اكتب مثلا عندما يحين المخاض الآتي :
1 – " هو يوم الخميس إذن ..
تجليات غربة وخيط ازرق مرتعش
تخطه لفافة تبغ على عجل ..
استراحة الطفولة من الفكرة والإلحاح الصارم
الذي يطالب بهندام الأشياء وروقنها .. "
هنا حيث لا توجد ثمة معالم قد تشي بتأكيد الإنسانية ابحث عن فائدة أو سبب يكفيان لكتابة كلمات مثل : يوم .. شهر .. سنة .. ولكنني لا أجد فأنطوي مجددا على الذات التي اعتادت القشعريرة وإلتواءات البرد .. باحثاً فيها عن فتات ذاكرتي وما يسمى بالعادي أو المعتاد الذي كنت أمارسه هناك حيث الأشياء وربما الحياة :
2 – " احتمل الآن نفاذ بصيرتي
واحتفي بقدرتي على التحكم بالكلمات ..
واحترم بياض الصفحات الأبله
بالبذخ المزيف واحتدم بالحروف : الهمزة هي ترويض الوقت .. تساندها
الميم على سبيل الجميل الذي سيمضي
ليأتي بعد قليل .. "
أقول " صباح الخير " حين تغرد العصافير في بداية يوم مختلّ مسّته التباسات الماضي والحاضر والمستقبل .. فأسخر من التحية ضاحكاً ماضياً إلى مساء الخير ثم تصبحون على خير مع أنني أفضل وطن ما دام الخير ملّ من مجازات انجازاتنا الطفولية :
3- " المؤقت ..
اهو الملقى خارج الزمان والمكان ؟
بل الاختزال ومعرفة الكلمة
التي تتناسب وسطوة اللحظة
ليكتمل الخذلان .. "
أعود إلى مكتبة ذاتي ذات الرفّ الواحد انتقي كتاباً معتدل المزاج والمناخ ..أتصفحه .. أتذكره ... أحارب به غربتي لانتصر ببعض الكلمات التي تعلن الانتصار عبر مشهدية الوطن وأمي وقمر بلا سياج فولاذي يدمي وجهه النوراني ..
4- " والخميس ..
هو الابتعاد عن عشّ البدايات والبحث عن حفرٍ اخرج منها في كل مرة
بخفّة ظلّ الخطيئة ..
وعلى مسافة من حروف الجر نحو الهاوية
والنهاية رديئة .. "
يعوذني أفق أعلى وأرحب كي استمر في التمرد على الحديد البليد .. تعوزني تلك الكلمات التي أتقنتها منذ الأزل ونسيتها .. لذلك عليّ أن أتذكر .. أن أسمو بالمزيد من أحلامي كي امنح وطني ثوب العشق الأجمل .. أتذكر الورد والشجر .. ويحفّزني محمود درويش أكثر عندما يدعوني لزيارة وطنه الكلماتي .. فألبي الدعوى والدعاء وامضي نحو هزيمة الغربة هنا يتجلّى المبهم - :
5 – " بعيداً عن التعريفات المس الجرح
الذي لايسأم التكرار ..
وأطالبه بالتوقف عن التحرش بكلماتي
ابنة الوطأة البكر ذات الندى القدسيْ
والتراب الفلسطيني .. وأقول له ..
لجرحي :
أيرضيك أن ننتهي سوياً
مرة واحدة فقط .. ؟
ألا يجدر بنا أن نتجدد ؟
لنرقص .. لنرقص إذن .. "
الأسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم ثلاث مؤبدات