HR.SYS.2443/61
2
الباب العالي
نظارة الخارجية
الشعبة الخاصة
من عدد صحيفة تان الصادر بتاريخ 11 تشرين الثاني 1917
المسيو بلفور وأهداف الحرب
نشرت الصحف الإنجليزية النص الكامل لجواب المسيو بلفور على تقرير اقتراحات الصلح المقدم إلى مجلس العموم بتاريخ 6 تشرين الثاني . والجواب المذكور يتضمن فقرات في غاية الأهمية .
قال المسيو بلفور:
"اسمحوا لي أن أقول لكم كلمة عن الألزاس واللورين. فالبعض يريد أن يستنتج من الكلمات السابقة أن الحكومة الملكية تنظر إلى مسألة الألزاس واللورين على أنها مسألة مستقلة ومنفردة لا علاقة لها بالأهداف والمقاصد الحربية.
وليس هناك أدنى شك في أننا نريد الاستفادة من الألزاس واللورين (تصفيق) ونحارب من أجل ذلك. لكن خوضنا للحرب ليس لهذا فحسب كما أننا لا ننظر إلى هذه المسألة على أنها مسألة منفردة بين غايات الحرب. إننا قبل كل شيء نحارب من أجل تخلص أوربا من التهديد العسكري الدائم لألمانيا.
أضف إلى ذلك فإننا نريد تعديل خارطة أوربا بحيث يمكن للأمم المختلفة أن تعيش في ظل حكومات تلبي رغباتها وتطابق تطوراتها التاريخية واحتياجاتها الثقافية.
والإصلاحات التي نتحدث عنها لا تقتصر على أوربا فحسب، إذ علينا ألا ننسى بأن الحرب انتشرت إلى قسم كبير من آسيا.
ألا يشعر السادة الذين قدموا تقرير السلام بشيء من الرحمة تجاه الأقوام العثمانية التي لم تتعرض لأذى حكومة سيئة فحسب بل تعرضت أيضا لأبشع أنواع الظلم وأكثرها وحشية؟ أليس لأرمينيا والبلاد العربية أي اعتبار عند هؤلاء؟ ثم إنهم يتحدثون عن تأسيس الديمقراطية. الديمقراطية تطبق على الدول التي بلغت حدا معينا من التطور والتكامل، إنها نظام قيمته فوق كل تصور. إنني أرى بأنها الضمان الوحيد للرقي والإدارة الحسنة، ولكن لا يمكن تطبيقها على المجتمعات البشرية كيفما اتفق. كما لا يمكنكم أن تقوم بالإصلاحات في تركيا عن طريق تطبيق الديمقراطية فيها بأي شكل من الأشكال.
لقد اشتركت تركيا في الحرب. هذا الاقتراح من هؤلاء السادة المحترمين يعني إعادة أرمينيا إلى النير التركي مرة أخرى، هل لإرجاعها إلى حالتها السابقة أية أهمية لدينا؟ أول هذه الاقتراحات في هذا القرار هو أن تعاد كافة الأراضي المحتلة إلى صاحبها الأصلي دون النظر إلى الحزب الذي ينتسب إليه المحتل. والمعنى الوحيد المراد من ذلك عبارة عن رغبتكم في وضع أرمينيا والبلاد العربية تحت النير التركي مرة أخرى.
لكن المجتمعات المتكونة من الأتراك، تحكم من قبل الأتراك وفقا للعادات التركية، ولا نرغب في القضاء على المجتمع التركي الحقيقي. وفي رأيي أن من واجبنا في حال تأسيس الأقوام التي هي غير تركية من جميع الوجوه حكومة خاصة بها منح كافة هذه الأقوام إمكانية الانفصال، وتنفيذ ذلك خاصة خلال هذه المبادرة العالمية العظيمة"
2
الباب العالي
نظارة الخارجية
الشعبة الخاصة
من عدد صحيفة تان الصادر بتاريخ 11 تشرين الثاني 1917
المسيو بلفور وأهداف الحرب
نشرت الصحف الإنجليزية النص الكامل لجواب المسيو بلفور على تقرير اقتراحات الصلح المقدم إلى مجلس العموم بتاريخ 6 تشرين الثاني . والجواب المذكور يتضمن فقرات في غاية الأهمية .
قال المسيو بلفور:
"اسمحوا لي أن أقول لكم كلمة عن الألزاس واللورين. فالبعض يريد أن يستنتج من الكلمات السابقة أن الحكومة الملكية تنظر إلى مسألة الألزاس واللورين على أنها مسألة مستقلة ومنفردة لا علاقة لها بالأهداف والمقاصد الحربية.
وليس هناك أدنى شك في أننا نريد الاستفادة من الألزاس واللورين (تصفيق) ونحارب من أجل ذلك. لكن خوضنا للحرب ليس لهذا فحسب كما أننا لا ننظر إلى هذه المسألة على أنها مسألة منفردة بين غايات الحرب. إننا قبل كل شيء نحارب من أجل تخلص أوربا من التهديد العسكري الدائم لألمانيا.
أضف إلى ذلك فإننا نريد تعديل خارطة أوربا بحيث يمكن للأمم المختلفة أن تعيش في ظل حكومات تلبي رغباتها وتطابق تطوراتها التاريخية واحتياجاتها الثقافية.
والإصلاحات التي نتحدث عنها لا تقتصر على أوربا فحسب، إذ علينا ألا ننسى بأن الحرب انتشرت إلى قسم كبير من آسيا.
ألا يشعر السادة الذين قدموا تقرير السلام بشيء من الرحمة تجاه الأقوام العثمانية التي لم تتعرض لأذى حكومة سيئة فحسب بل تعرضت أيضا لأبشع أنواع الظلم وأكثرها وحشية؟ أليس لأرمينيا والبلاد العربية أي اعتبار عند هؤلاء؟ ثم إنهم يتحدثون عن تأسيس الديمقراطية. الديمقراطية تطبق على الدول التي بلغت حدا معينا من التطور والتكامل، إنها نظام قيمته فوق كل تصور. إنني أرى بأنها الضمان الوحيد للرقي والإدارة الحسنة، ولكن لا يمكن تطبيقها على المجتمعات البشرية كيفما اتفق. كما لا يمكنكم أن تقوم بالإصلاحات في تركيا عن طريق تطبيق الديمقراطية فيها بأي شكل من الأشكال.
لقد اشتركت تركيا في الحرب. هذا الاقتراح من هؤلاء السادة المحترمين يعني إعادة أرمينيا إلى النير التركي مرة أخرى، هل لإرجاعها إلى حالتها السابقة أية أهمية لدينا؟ أول هذه الاقتراحات في هذا القرار هو أن تعاد كافة الأراضي المحتلة إلى صاحبها الأصلي دون النظر إلى الحزب الذي ينتسب إليه المحتل. والمعنى الوحيد المراد من ذلك عبارة عن رغبتكم في وضع أرمينيا والبلاد العربية تحت النير التركي مرة أخرى.
لكن المجتمعات المتكونة من الأتراك، تحكم من قبل الأتراك وفقا للعادات التركية، ولا نرغب في القضاء على المجتمع التركي الحقيقي. وفي رأيي أن من واجبنا في حال تأسيس الأقوام التي هي غير تركية من جميع الوجوه حكومة خاصة بها منح كافة هذه الأقوام إمكانية الانفصال، وتنفيذ ذلك خاصة خلال هذه المبادرة العالمية العظيمة"