قيام داعش: الجذور والمنبع، ومصير الأمة - ترجمة الفيلم الوثائقي The Rise Of ISIS

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    #31
    حياكم الله أستاذنا الفاضل دكتور عبد الحميد.

    كما تفضلتم سابقا، فالغموض يلف المسألة برمتها، بدءا من انقلاب داعش على شقيقاتها التنظيمات الجهادية التي تؤكد بعضها أنها تعمل لصالح النظام السوري استراتيجيا وتكتيكيا. ثم عودة داعش للعراق بالرغم من تحجيمها السابق وقصقصة أظفارها ما قبل 2011، ثم تحقيق داعش لانتصارات غامضة وغير معلومة الكيفية، فإعلان داعش الخلافة هكذا كيفما اتفق - (وأجد أن من الغريب أن يتوقع رجل كالدكتور محمد المسعري إعلان داعش للخلافة قبل حدوث ذلك بستة شهور وتوقعه كذلك تمرد داعش على القاعدة وتصريحات مؤيديها بتبديع الدكتور أيمن الظواهري قبل ذلك أيضا، فهل أدرك الدكتور المسعري (الميكانيزم) التي تحرك هذه الجماعة الغامضة فضلا عن الذي يتحكم بها فيسرع من وتيرتها أو يبطئها حسب الحاجة؟). ثم عودة الأصوات المرتفعة في العراق بمطالبة الأمريكان بالتدخل مجددا، سواء من السنة أو الشيعة (فلبئس هذا النفاق). فكيف نحكم على الصورة في ظل هذا الشح من المعلومات الموثوقة؟!

    أما الربط مع مسألة انخفاض أسعار النفط فله وجاهته أيضا، فلا ننسَ أن العامل الاقتصادي مؤثر وفاعل في المنطقة، بل إن النظريات السياسية الحديثة تعتمد هيكليا على هذا العامل. وأتذكر في هذا الإطار كلمة بيل كلينتون بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية نهاية العام 1992 حين استشعر استغراب سلفه جورج بوش الأب من هزيمته الرئاسية بالرغم من تحقيقه لأول انتصار أمريكي حربي مهم في حرب الخليج 1991 منذ حرب فييتنام، فقال كلينتون قولته الشهيرة "إنه الاقتصاد أيها الغبي!". والنفط حصرا هو ما يعطي للمنطقة قيمتها حسب المنظور الغربي البراغماتي البحت. فهل هذا الانخفاض أو التدهور الدراماتيكي بأسعار النفط له علاقة بسيطرة داعش على مواقع نفطية عديدة في سورية والعراق ووصولها لحد الاكتفاء الذاتي، وبالتالي رغبة "الحلفاء ضد داعش" بحرمانها من هذه الميزة؟

    وعندما نربط الأحداث علينا ألا نبالغ بتصور الأشياء، لكن سؤالي: هل ستؤثر الأحداث المحلية في أمريكا من احتجاجات واسعة النطاق ضد الشرطة الأمريكية لقتلها الشباب السود بدم بارد على قدرة الإدارة الأمريكية بالتعاطي بأريحية مع الملفات الخارجية كحربها مع داعش (لاحظ أنها "مع" لأنها أصبحت كرقصة الفالس التزامنية)؟ وأضع سؤالي هنا بحذر، لكن ما يبرره هو تردد أوباما وصراعه الواضح مع سدنة البنتاغون الذين يخالفونه الرأي ويرون ضرورة سرعة التدخل البري في العراق. ولاحظ كذلك تجرؤهم على انتقاد رئيسهم "أبو عمامة" علنا، في حين أنهم كانوا نعوجا وحملانا مع سلفه بوش بالرغم من حماقته وبلادته الشديدتين.

    أما الخلافة، فيبدو أنها بالونة اختبار أمريكية جديدة. فأمريكا صرحت مرارا عبر مجموعات خبرائها Think Tanks أن المنطقة "بحاجة لإعادة الخلافة لتفعيل الاستقرار المفقود وتصحيح الأخطاء البريطانية والفرنسية في سايكس-بيكو." واقرأ بذلك كتاب A Peace To End All Peace لديفيد فرومكين الذي لم أفطن لاشتراكه في إعداد الفيلم الوثائقي الذي ترجمته: Blood And Oil: The Middle East In World War 1 إلا مؤخرا. فهم يريدون خلافة تسير حسب المنظور الأمريكي وأهدافه في المنطقة، وليس الخلافة الإسلامية كما نفهمها نحن المسلمين. والله أعلم.

    تقبل أطيب تحية

    تعليق

    • Dr-A-K-Mazhar
      ملاح
      • Nov 2007
      • 1864

      #32

      أخى الكريم فيصل كريم

      تحية طيبة

      اشكرك على ما تفضلت به. وما رأيك فى التصريح التالى من وزير الخارجية الأمريكى "كيري" حول "داعش" مضافا إليها حماس...

      [type=327258]جاء فى تصريحات للسيد جون كيرى وزير الخارجية الامريكية قال فيها ان هناك دولا عربية لم يذكرها بالإسم، اكدت له استعدادها للتحالف مع اسرائيل فى مواجهة داعش وحماس. وما تلى ذلك من تعليقه بأنها فرصة يتوجب استغلالها والاستفادة منها.
      [/type]
      و السؤال:


      هل ما يقوله "كيري" مجرد كلام للصحف لا يمثل الحقيقة؟ أم أن وراءه تخطيط لأمر ما بمساعدة بعض الدول العربية؟

      أضف لذلك ما تواتر أخيرا من إسرائيل من عدة مسئولين...

      [type=114511]دأبت كل من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية بالتصريح تارة والتلميح تارة أخرى، بان قضية فلسطين لم تعد هى القضية المركزية فى المنطقة. بل وصل الأمر بوزير الخارجية الاسرائيلى بأن صرح بأنها لا تعدو ان تكون 1 % من مشاكل المنطقة. كما دأب قادة اسرائيل على التصريح بان المواقف الرسمية العربية المعلنة من الصراع العربى الاسرائيلى ليست هى مواقفها الحقيقية، وان هناك مواقفا عربية أخرى مختلفة تجرى فى الكواليس ووراء الابواب المغلقة. وانه كان هناك مباركة من عدد من الدول العربية الكبرى للعدوان الاسرائيلى الاخير على غزة. وان هناك حزمة من المصالح الاستراتيجية والأمنية المشتركة بين العرب واسرائيل على رأسها التصدى للمقاومة الفلسطينية كعدو مشترك لكل منهما. الى آخر مثل هذه البيانات والتصريحات التى تكررت مرارا فى الآونة الأخيرة من الادارتين الاسرائيلية و الامريكية.[/type]

      والسؤال:


      هل يمكن أن نثق بما جاء كمصادر للمعلومات نستنتج منها ما يُخطط للمنطقة العربية بمساعدة عدة دول عربية لم يذكرها " كيرى" ولم تذكرها إسرائيل؟


      ودمت

      تعليق

      • فيصل كريم
        مشرف
        • Oct 2011
        • 296

        #33
        الدول العربية التي أشار لها كيري وبعض الصهاينة معروفة ولا تحتاج لتصريح ولا تلميح عليها لنعرفها، وكانت في السابق تتستر من انكشاف هذا الطريق الذي تسلكه، لكنها الآن أصبحت تلعب على المكشوف تماما. لكن خطأ كيري (الذي يبدو أنه يعمل بموقع ساعي بريد للصهاينة برتبة وزير أو سكرتير كما يفضل الأمريكان تسمية المنصب) يتمثل بدقة التوصيف، فهو يتغافل أن الذي يعنيه هو الأنظمة العربية وليس الدول. فالعرب لا يعترفون بمفهوم "الدولة" المتكامل من حدود وأرض وشعب وسلطة وسيادة وحكم القانون، وهذا يطول بحثه ويحتاج لمتصفح خاص.

        لكن كما يقول المثل المصري اللطيف "العيار الذي لا يصيب يدوش"، يقصد كيري بتصريحه خلط الأوراق وتشويش الأذهان بالزج بحماس بخانة داعش، ووضعهما في ذات التوصيف الذي يتمناه كيري، لعل هذا يرسخ في أذهان العرب مع مرور الوقت وتكرار الأكذوبة مرة تلو المرة.

        بيد أن الحرب على المقاومة العربية للاحتلال بدأت منذ وقت أطول نسبيا. فيبدو أن المقاومة مرفوضة وممنوعة عند الأنظمة العربية، وظهر هذا جليا عند تقديم ما سمي حينها "بالمبادرة العربية" سنة 2002 بقمة بيروت المشؤومة. وهذه المبادرة، التي تعد من إحدى تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، كشفت توجهات أنظمة "الاعتدال العربية" حيث أن الرسالة منها ليست موجهة لإسرائيل بقدر ما هي موجهة لحركات المقاومة على اختلاف توجهاتها، وهي أن المقاومة أصبحت من الماضي ولا غطاء سياسي بعد ذلك.

        ولا شك أن الهدف الأمريكي-الإسرائيلي يتركز بترسيخ فكرة أن القضية الفلسطينية لا شأن للعرب فيها، بل هي مسألة تخص الفلسطينيين وتحديدا نظام أوسلو الذي صنعوه. وهم بذلك يخطئون خطأ تاريخيا. لكن الأمريكان يعلمون أنه خطأ بحكم قراءتهم لتاريخ المنطقة، لكنهم مقيدون بقيود عديدة تمنعهم من اتخاذ طريق المنطق والعقلانية البديهية (يصعب حصر هذه القيود لضيق الوقت)، وهم يعلمون كذلك أن الأنظمة التي زرعتها سايكس-بيكو أصبحت غير قادرة على كبح جماح الغضب الجماهيري وأن انفجارها قادم لا محالة. وهذا يفسر تصريحات كونداليسا رايس سنة 2004 عند توليها لوزارة الخارجية، بيد أن بعض المتحذلقين عندنا فسروها على أنها "مؤامرة أمريكية" على المنطقة واستقرارها، والمؤامرة هي طبعا هي الموجة الثورية الأولى التي أطلق عليها "الربيع العربي". فطمس الله على عقول المتحذلقين والمتفيقهين.

        وبالتالي فإن طريق تحرير فلسطين ونيل الحرية والاستقلال طريق متزامن، ومما راق لي كثيرا تصريح كثير من الفلسطينيين الأحرار أن التحرير من الاحتلال الصهيني إذا كان سيحدث على يد النظام السوري الإجرامي فهم لا يريدونه. وهذا دليل وعي كبير على أن الحرية لا تتجزأ.

        وتقبل أطيب تحية

        تعليق

        • Dr-A-K-Mazhar
          ملاح
          • Nov 2007
          • 1864

          #34
          أخي الكريم فيصل

          تحية طيبة

          بدلا من الكلمة المتكررة و المستهلكة: "المؤامرة "


          ما رأيك لو حاولنا بدلا من " نظرية المؤامرة" وضع نظرية مستمدة من آيات القرآن لتفسر لنا احداث التاريخ السياسي منذ القدماء المصريين و البابليين و الأشوريين و.....، واليونانيين و الفرس والروم والمسلمين و....و الصليبين والإنجليز و الفرنسيين و ....والألمان والروس و الأمريكان حاليا ؟

          وبها يمكن أن نفهم عقائد و ايديولوجيات ، و وظائف المحركين من أمثال: ...

          الفراعنة و...و الهكسوس ، و... والإسكندر المقدونى و هانيبال و....و يوليوس قيصر و.....وخلفاء الدولة الإسلامية و صلاح الدين و ريتشارد قلب الأسد و قواد الحملات الصليبية و.....و نابليون وروسبير و....، و حكام انجلترا وروسيا و المانيا و إيطاليا و فرنسا و أمريكا و.....و حكام الدول العربية!!!؟؟؟


          و دمت

          ملحوظة: يمكن فهم موضوع "داعش" من خلال هذه النظرية

          تعليق

          • فيصل كريم
            مشرف
            • Oct 2011
            • 296

            #35
            أيدينا على كتفك يا دكتور، أسعفنا بهذه النظرية، لعلها تفسر لنا ما نحن فيه، حتى يجد الناس طريقا معقولا للحل.

            تعليق

            • Dr-A-K-Mazhar
              ملاح
              • Nov 2007
              • 1864

              #36
              أخي الكريم فيصل

              تحية إسلامية طيبة

              المؤامرة يا سيدى هي تفسير الشعوب المغلوبة على أمرها ، و كٌتّاب الكراسى الفكرية غير الفاعلين ، و غير المؤثرين على التقنين و التشريع فى دولهم ، وغير قادرين على انضاج وعى الشعوب ولا على تكوين قوى ضغط على من يحكمهم ، و يكتفون بالكلام أو البحث عن "ديكتاتور عادل" ، و يستسلمون لم يحكم و اتباعه و تحالفاتهم ، و يتفرغون بالصوت ( ظاهرة صوتية) لزيادة الشقاق و التنافر وتفتيت أنفسهم بحيث يسهل التحكم فيهم من قوى الداخل و قوى الخارج.


              قوى الداخل تعلم من معها ومن ضدها من الخارج ومن الداخل ، وقوى الخارج أيضا تعرف من معها ومن ضدها من القوى في داخل بلدها ومن خارج ، وهؤلاء يعملون و يخططون لتحقيق ما يريدون وهو معروف و ليس سراً حتى نسميه "مؤامرة" ، أما الغالبية فتحب فكرة "أصحاب المؤامرة " لأنها تريحهم نفسيا وعصبيا وتبرر لهم ضعفهم وهوانهم ، وينسون أن التغيير له سنن إلهية ، ومن يتبع هذه السنن و يعمل على تفعيلها فيستطيع أن يواجه و يقاوم ما يريده الخصوم.

              وسنن التغيير( إن الله لا يغير ما بقوم ) والتداول ( دول تقوم و دول تزول) و التبديل ( سيأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه) والإعداد ( وأعدوا لهم) و السير والنظر، وكثير من السنن الإلهية هي ما تعمل عملها في التجمعات البشرية والدول، فمن يفهمها و يفعلها ينجح و ينتصر ، ومن يهملها و ينام و يستسلم سيضعف و يضمحل و ..و.. ولذلك علينا أن نفوق من كسلنا ولا نقول "مؤامرة" لأننا لم نستعمل ما عندنا : قرآن وحديث و ملايين من العقول و مخ وذكاء وموارد و تركنا الأقوى يتلاعب به.

              و الخطوة الأولى والتي تحتاج عمل جاد هي فهم سنن الله في الكون والحياة ، وتوعية نسبة معقولة من الناس بعمل هذه السنن ، و التدريب عيها و الإعداد للتطبيق ، وهذه تحتاج عمل جماعي طويل النفس، وإصرار و ثبات وصبر و لكنها عمليات بطيئة و تأخذ وقتا.


              و لن يحدث هذا عن طريق المقالات والقراءة...

              فالغالبية لا تُغير القراءة سلوكهم أو عقائدهم أو انتمائهم؟؟

              فكم عدد قراء المقالات و الكتب فى عالم من ملايين ليس لديهم الوقت للقراءة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


              عالم عولمة ثقافية ، و انترنت فيه الكثير من الغثاء و القليل من ال!!!!



              و لن يحدث ذلك طالما أن الكثير من المسلمين يحاربون بعضهم و يسخرون من بعضهم.

              و لن يحدث طالما وجدت جماعات متعددة كل تدعو لفكر أميرها و تحار ب الجماعات المخالفة.

              و تستفيد القوى الأخرى من هذه الصراعات الصغرى لتكسب معاركها فى الصراعات الكبرى...و تترك أصحاب الصراعات الصغرى يكررون "نظرية المؤامرة" للإلهاء.


              مؤامرة من قوى تستعد وتعمل و تخطط ....ضد قوى صغيرة كثيرة ضعيفة متصارعة !؟

              مؤامرة من قوى مؤثرة على جماعات ضعيفة متحزبة متفككة يصارع بعضها بعضا ( داعش كمثال).


              ودمت

              تعليق

              • فيصل كريم
                مشرف
                • Oct 2011
                • 296

                #37
                لا أختلف معك يا دكتورنا الفاضل بضرورة إدراك المعاني الكبرى بالسنن الإلهية وتطبيقها والعمل عليها.

                ولا أختلف معك بأننا أصبحنا أمة ضعيفة وهشة ومشتتة، لا تجد فيها إثنين إلا وتراهما يتناطحان كتناطح تيوس الجبال.

                لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لو أننا في هذا العصر قوة عظمى وذات شوكة ونعيش في ظل وحدة إسلامية أو على الأقل عربية، هل سيمنع هذا القوى الخارجية من التحرك ضدنا والعمل على تحقيق مصالحهم حتى لو على حساب مصالحنا؟

                بصورة أخرى، هل الغرب لا يعمل ضد روسيا والصين؟ بغض النظر عن الاختلاف في حسبتهما وطريقة التعامل معهما عن طريقة التعامل معنا (لأننا ضعفاء ومبعثرين).

                وبعبارة أخرى، هل للقوة أو الضعف علاقة (مباشرة أو غير مباشرة) بعمل الأطراف الأخرى التي تريد تحقيق مصالحها على حسابك بأية وسيلة وطريقة، سواء بعلمك أو من وراء ظهرك، وبطريقة مشروعة أو غير مشروعة.

                وهل نستطيع القول إن عنصر التحرك المضاد بكافة صوره (وهو ما قد يساوي "المؤامرة") ما هو إلا عنصر مستقل بحد ذاته؟ وقد يستخدم في مختلف الظروف والأحوال. وأن عنصر قوة المجتمعات والدول لا يرتبط بالعنصر السابق؟

                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1864

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم
                  لا أختلف معك يا دكتورنا الفاضل بضرورة إدراك المعاني الكبرى بالسنن الإلهية وتطبيقها والعمل عليها.

                  ولا أختلف معك بأننا أصبحنا أمة ضعيفة وهشة ومشتتة، لا تجد فيها إثنين إلا وتراهما يتناطحان كتناطح تيوس الجبال.

                  لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لو أننا في هذا العصر قوة عظمى وذات شوكة ونعيش في ظل وحدة إسلامية أو على الأقل عربية، هل سيمنع هذا القوى الخارجية من التحرك ضدنا والعمل على تحقيق مصالحهم حتى لو على حساب مصالحنا؟

                  بصورة أخرى، هل الغرب لا يعمل ضد روسيا والصين؟ بغض النظر عن الاختلاف في حسبتهما وطريقة التعامل معهما عن طريقة التعامل معنا (لأننا ضعفاء ومبعثرين).

                  وبعبارة أخرى، هل للقوة أو الضعف علاقة (مباشرة أو غير مباشرة) بعمل الأطراف الأخرى التي تريد تحقيق مصالحها على حسابك بأية وسيلة وطريقة، سواء بعلمك أو من وراء ظهرك، وبطريقة مشروعة أو غير مشروعة.

                  وهل نستطيع القول إن عنصر التحرك المضاد بكافة صوره (وهو ما قد يساوي "المؤامرة") ما هو إلا عنصر مستقل بحد ذاته؟ وقد يستخدم في مختلف الظروف والأحوال. وأن عنصر قوة المجتمعات والدول لا يرتبط بالعنصر السابق؟
                  أخى الكريم فيصل..

                  تحياتى

                  مما يفيد فى توضيح الصورة أن نعتمد على معلومات كثيرة تاريخية حول الصراعات على سطح الكرة الأرضية ، و نحاول أن نفسرها ، مثلا....

                  تفسير ما حدث بين الدولة المصرية مع الهكسوس
                  تفسير توسعات الاسكندر المقدوني ( وتذكر أن أرسطو طاليس هو معلمه)
                  تفسير الصراع القديم بين الفرس و الروم
                  أسباب نزول سورة الفيل
                  أسباب المعارضة لرسول الله (ص) في مكة قبل الهجرة
                  تفسير معارك بدر و أحد والخندق وعلاقتها بالقوة الجديدة في جزيرة العرب
                  تفسير الصراع بين القوة الإسلامية البازغة و الفرس و الروم
                  تفسير الفتوحات الإسلامية و تغلبها على دول خارج الجزيرة العربية

                  تفسير ما حدث للدولة الأموية و انتقال الخلافة للدولة العباسية
                  تفسير انتقال الخلافة للأندلس
                  تفسير الصراعات في الأندلس و دولة الطوائف و سقوط الاندلس

                  تفسير حروب الفرنجة ( الحروب الصليبية)
                  تفسير الاجتياح التترى( جنكيز خان ..هولاكو....)
                  فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح
                  تفسير حروب نابليون
                  تفسير حروب إنجلترا مع فرنسا
                  تفسير الصراع الأوربي مع دولة الخلافة و رجل أوربا المريض
                  تفسير الحرب العالمية الأولى
                  تفسير الحرب العالمية الثانية
                  تفسير الحرب الباردة
                  تفسير سقوط الاتحاد السوفيتى
                  تفسير سياسة إيران الآن
                  تفسير سياسة تركيا الآن
                  تفسير ما يحدث الآن بين روسيا و أمريكا و القرم و أوكرانيا..

                  هذه أمثلة لها علاقة بتخطيط الدول الكبرى و صراعتها ومن يكسب ، ومن يتعلم من الخبرة و يتفادى الأخطاء ، ومن لا يتعلم وينام في العسل ويترك الساحة لقوى جديدة و يكتفى بالتحالف أو التبعية.



                  وهناك فرق...بل فروق بين قوى تخطط و تستعد و تخطىء في التطبيق ثم تحاول مرة أخرى ، وبين دول يتلاعب بها الآخرون لعدم فهمها قوانين اللعب و تكتفى بالفرجة و الصراخ والعويل ولطم الخدود و....و نظرية المؤامرة




                  تعليق

                  • Dr-A-K-Mazhar
                    ملاح
                    • Nov 2007
                    • 1864

                    #39
                    أخي العزيز فيصل...

                    سلام كبير بالمصري

                    ما رأيك في استراحة ترفيهيه تقرأ فيها ما كتبته طالبة دكتوراة في "العلوم السياسة" من أحد جامعات أمريكا ... أسمها "سها همام" أو د. سها همام ..تقول فيها..

                    فضفضة نهاية أول ترم في الدكتوراة
                    .
                    أول ما ابتديت الدكتوراة من كام شهر، جت لي حالة أشبه بال crisis of faith أو أزمة اليقين ، السنتين اللي قبل الدكتوراة كانوا أكتر وقت حسيت فيه بمتعة التعلم. كنت ساعتها لسة داخلة مجال السياسة جديد، و بأدرس الكورسات اللي بيدرسوها طلبة البكالوريوس ، و كنت طايرة من السعادة! يمكن صعب أوصف إحساسي ساعتها، بس كنت عاملة زي الطفل اللي بيستكشف حاجات جديدة كل يوم، و مع كل حاجة بيكتشفها بتترسم على وشه ابتسامة انبهار.

                    في السنتين دول اتعلمت دروس عن نشأة أمريكا و نظامها السياسي و أحزابها و جماعات الضغط، اتعلمت الأسس الفلسفية اللي قامت عليها أفكار زي الديمقراطية و الأيديولوجية، اتعلمت تفاصيل ما كنتش أعرفها عن السياسة الخارجية لأمريكا، عرفت لأول مرة يعني ايه سياسة مقارنة، و يعني ايه انك ممكن تاخد نموذج لثورتين في بلدين مختلفتين تماماً و تدور على المشترك ما بينهم.

                    في السنتين دول أستاذ من أساتذتي أصر إننا نحضر محاضرة بتنظمها الجامعة كجزء من المنهج، و اكتشفنا بعدها إن المحاضر هو جون بيركنز! أستاذة تانية استضافت مصورة حروب و معاها اتنين من العاملين بالإغاثة عرضوا علينا صور
                    للحروب الأهلية في أفريقيا و شرحوا لنا حجم المأساة المتعلقة بتجنيد الأطفال هناك و اختطافهم (قبل هوجة فيلم كوني). أستاذة تالتة كانت بتعرض لنا في وسط محاضرات السياسة وثائقيات عن الفيمنزم و كنا بنناقش بعدها دور المرأة في الجيش و السُلطة و كل حاجة .. كل ده كان سياسة، و كل ده كان بالنسبة لي سنتين من المتعة المجردة.

                    فلاش فوروود حوالي سنة كمان تجهيز و تقديم و GRE و الذي منه، ثم أخيراً و بفضل من ربنا اتقبلت في برنامج الدكتوراة. و كان المفروض جدلاً اني حكمل نفس متعة التعلم .. لحد ما اتصدمت. مواد جافة و أرقام و احصاء و برمجة و معادلات، نظريات قايمة على منطق براجماتي بحت، افتقاد للمغزى ورا كل اللي بأدرسه، و السؤال اللي بيلح كل شوية .. هو أنا ماشية في السكة الصح؟!

                    يمكن لحد الأسبوع اللي فات .. ما كانش عندي إجابة . الأسبوع اللي فات، و في آخر محاضرة في مادة السياسة الدولية، الدكتور حيذكر بشكل عابر واحد اسمه "أمير". مجرد سماع اسم أمير وسط أسماء مكعبلة زي ميرشايمر، و دي مسكيتو، و والتز حيخليني أنتبه في الحال. و الانتباه ده حيزيد لما الدكتور حيقول إن أمير عمل نموذج محاكاة للتنبؤ بنتائج الربيع العربي، و إن النموذج ده بيستخدم دلوقت في دواير صنع القرار في واشنطن.

                    بحث سريع بعدها على جوجل حيعرفني بأمير المهاجر الإيراني المسلم اللي اتربى في أمريكا و التحق بأكاديمية عسكرية فيها و بعدين درس الدكتوراة بتاعته في نفس الجامعة اللي أنا بأدرس فيها و استخدم نفس المواد الجافة العملية اللي أنا متأففة منها دي في إنه يعمل نموذج المحاكاة اللي وصله إنه يتعين مستشار أول لوزارة الخارجية الأمريكية و يبقى في مكان يقدر يأثر فيه فعلياً في صناع القرار.


                    و بعيداً عن الإتفاق أو الاختلاف مع اختيارات "أمير"، و بعيداً حتى عن تحفظي شوية على نتائج نماذج المحاكاة اللي بتفتقر أحياناً المعطيات الدقيقة اللي تبني عليها تنبؤاتها، إلا إني ابتديت أقدر قيمة وجودي في مكان بيعلم الناس ازاي ياخدوا قرار سياسي بشكل علمي بعيداً عن التحيزات.


                    بعدها بكام يوم، حيكون عندي تسليم مشروع في مادة ال Quantitative research methods و حأدردش لأول مرة مع شوية "المقاطيع" اللي بأشوفهم كل أسبوع في محاضرة المادة دي من غير ما تيجي فرصة نتكلم فيها مع بعض. حأعرف بالصدفة من واحدة من المقاطيع دول إن جامعة تابعة للجامعة بتاعتنا بيتدرس فيها كورس عن العلاقات المدنية العسكرية اللي هي في صميم اهتماماتي، و اللي مكونتش لاقية حد متخصص فيها في جامعتي. و حأكتشف منها ان الكورس ده بيدرسه سفير أمريكا في باكستان لحد سنتين فاتوا .. يعني عز الطلب!

                    واحد تاني من "المقاطيع" دول، شاب شكله يادوب مكمل الثلاثين. حيطلع بيدير مشروع غير ربحي أسسه بقاله سنتين عبارة عن ملجأ للمشردين. حيطلع اتمرمط في كذا دولة من دول العالم الثالث (و منهم مصر) عشان يكتسب خبرة تخليه يبقى مسئول عن مصائر أسر كاملة بيستضيفها عنده و بيأهلها تعتمد على نفسها في أقصر وقت ممكن. حيطلع بيحضر الدكتوراة بتاعته (اللي غالباً اتداين بسببها) مش عشان يشتغل في وظيفة مرموقة أو يبقى بروفيسور كبير .. لأ، عشان يتعلم على أسس صحيحة ازاي يكبر مشروعه الغير ربحي و يديره بشكل علمي، و يخدم بيه الناس.

                    الأسبوع اللي فات علمني درس مهم .. إن وجودك في المكان ده بالذات، في الوقت ده بالذات، له سبب. و إنك حتى لو مش فاهم السبب في ساعتها، فإنت لسة مطالب تعافر و تصبر .. أو تتصبر. مؤخراً ابتديت أدرك ليه بنختم دعاء الاستخارة ب "و اقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به". لأنه في الحقيقة يعني .. الأهم من إن ربنا يقدر لك الخير، هو إنك تكون شايف من الأصل إنه خير .. و راضي.

                    و اقدر لي الخير ... ثم ارضني به.



                    فما رأيك يا عزيزى؟؟

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1864

                      #40
                      ذكرت د. سها أسم "جون بيركنز"

                      و هذا أحد كتبه التي تستحق القراءة

                      Confessions of an Economic Hit Man
                      by
                      John Perkins

                      تعليق

                      • فيصل كريم
                        مشرف
                        • Oct 2011
                        • 296

                        #41
                        ربنا يوفق الدكتورة سها ونشكرها على اطلاعنا على هذه المراحل والمتطلبات الأكاديمية الشاقة التي واجهتها وأدركت بالنهاية مدى فائدتها وأهميتها.

                        ولا شك أن الأكاديميات الغربية تتميز بالنظام المتطور والمتشعب والمتخصص، أي كما يصفونه Sophisticated ، وهو ما يمنح صاحب القرار تنوعا بخيارات التحليل النظري والتجريبي في جميع المجالات، ومنها العلوم السياسية الذي اعتقدت الدكتورة سها في البداية أنه منهج معروف وتقليدي وثابت (كما في جامعاتنا) في حين أن منهجه الحديث يعتمد، كما تفضلت الدكتورة بالشرح، على استخدام أحدث الأساليب العلمية بالاستقراء ومحاولة تفسير الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتزامنة والمترابطة. وكما تفضل الدكتور عبد الحميد، فالمهم هنا ليس النجاح بمحاولات التفسير بقدر ما هو صياغة قدرة استمرارية على إيجاد وخلق منهج صحيح بالاستقراء والاستنباط والتحليل والدراسة. فنسبة الخطأ بالنتائج قطعا ستتقلص مع ضخ المعطيات الأولية الصحيحة في ظل المنهج الصحيح، وهذا واضح من مثال "نموذج المحاكاة للتنبؤ" للمدعو أمير. وهي عملية بحد ذاتها -سواء نجحت تجربتها أو فشلت- مثيرة للإعجاب والتأمل.

                        وهذا يدعوني للتأمل من جانب آخر في مسألة تتعلق بهذه القدرة على محاولة الفهم والانضواء. فقد ذكرنا فيما سبق أن كثيرا من المحللين الغربيين يؤكدون -أو يتفاخرون- بأن كل التنظيمات الجهادية مخترقة وجل عملياتها تأتي بنتائج عكسية -أي لصالح الذي يخترقها وليس لصالحها هي- وهذا واضح وجلي من سلسلة طويلة من الأحداث التاريخية في القرن العشرين بدءا من حركة "إخوان من طاع الله" في الجزيرة العربية وانتهاء بداعش الحالية، بما فيها الثورة الفلسطينية 1936، والانقلاب الذي شارك به الإخوان في مصر 1952، وحركة جهيمان 1979 والثورة الشعبية في الجزائر 1991، والقاعدة وغزوة مانهاتن 2001... إلخ. ويبدو أن أساس تحركات معظم هذه الحركات ينطلق من مبادئ خضعت للدراسة والتمحيص والتجريب الدقيق، وبالتالي أصبحت هناك قابلية معقولة (تنامت مع مرور الزمن) على التغلغل في تلك التنظيمات ثم تحريكها وتوجيهها والسيطرة عليها، بناء على فهم تلك المبادئ ودراستها. ولعل الحظ يحالفنا بقراءة بحوث عربية موضوعية في هذا الصدد تحلل بصدق وعمق أسباب هذه القابلية وكيفية تناميها.

                        هذا مجرد تأمل لهذا الخيط. لكن المؤكد بالمسألة أن على مثل هذه التنظيمات أن تعترف بعدم قدرتها على العمل منفردة بمعزل عن المساندة الشعبية الكبيرة، مع اعترافنا لها باكتسابها خبرات قتالية لا بأس بها. وهذا يعود بالتنظيمات الجهادية -لا سيما المتشددة منها- إلى النقطة التي يبدو أنها لا تود الذهاب إليها، وهي التصالح مع المجتمع ونبذ احتكار الحقيقة (الفرقة الناجية) وعدم استخدام كتاب الله كسلاح ضد المسلمين وتكفيرهم بالجملة والعودة لمفاهيم الإسلام الأصلية التي وردت في القرآن والسنة وكيفية تطبيقها في عصرنا هذا وترك ما سوى ذلك اللهم فيما يفيد الواقع المعاصر. وهذا لا يطيقونه يا دكتور، لأن معظمهم ليسوا سوى مقلدين يسيرون على هدي الفروع (شيوخهم ومعلميهم) ويتركون الأصل والمنبع. وبناء عليه، ستستمر اللعبة التي أدرك قواعدها الغرب بأكاديمياتهم وجامعاتهم وكلياتهم ومراكز أبحاثهم وخبرائهم، إلى الحد الذي جعل "أمير" يبتكر نموذجا (ربنا يأخذ حقوق ملكيته الفكرية ويجعله في القريب لعبة "بلاي ستيشن" أو تطبيقا على أجهزة الهواتف الذكية) يستقرئ فيه مستقبلنا، وربما مصيرنا بالمرة (وما عن حد حوّش).

                        وأدنى درجات الذكاء أن تكسر قواعد اللعبة التي يجيدها عدوك، وتلاعبه بلعبة أنت تجيدها. فإذا كنت لا تستطيع هزيمته بالشطرنج، فلاعبه "عشرة طاولة" أو "مِقْصي" أو "صلّح" أو "مربعات" أو أي شيء يا أخي!! ألم يقلها القائد والمفكر الصيني الغابر (صن تزو) قبل ألفين سنة؟؟؟

                        تعليق

                        • Dr-A-K-Mazhar
                          ملاح
                          • Nov 2007
                          • 1864

                          #42
                          أخي الكريم فيصل كريم

                          تحياتي

                          سأعود ببعض الملاحظات على ما خطه قلمك وعلى نموذج د. سها ( ويوجد الكثير مثلها) ، و لكن دعنا نتأمل التالي...
                          ...
                          إذا كان الكثير من المعلومات و أفكار التخطيط الاستراتيجي للدول المؤثرة مثل أمريكا متاحة ويمكن الوصول إليها في مراكز الأبحاث و مؤسسات الفكر ( Think Tanks) و أبحاث الأساتذة و رسائل الماجستير و الدكتوراه في الجامعات ...

                          فما معنى "مؤامرة" لمن تتوفر لديه هذه المعلومات؟

                          وهل وزارات الخارجية و الاستخبارات وكبار الصحافيين و المفكرين في بلاد العالم لا تعرف " المنشور" حتى نجد معنى "للمؤامرة" ونبررها؟


                          أم أن المؤامرة حجة مفكر( أو مثقف) الكراسى فى غرف مغلقة ، أو الكسلان (أوالجاهل أو ضعيف الوعى ) و غير القادر على التفكير و التخطيط والإعداد ( يعنى ببساطة يهمل سنن الله في الكون و الحياة) ، بمعنى أنه هو المتآمر على شعبه وعقيدتهم لأنه يعرف ويغمض عينيه.

                          و بالمناسبة عندي رسالة دكتوراه رصدت ما يجرى في الشوارع العربية و حللته و توقعت الربيع العربي ( الذى تحول إلى خريف ) قبل و قوعه؟

                          فهل تريد نسخة؟؟؟

                          ودمت

                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1864

                            #43
                            أخى العزيز فيصل...

                            لأن الغموض ما يزال يحيط ب"داعش" أحب هنا أن أعرض لوجهات نظر و بعض المعلومات التي لا استطيع أن اثبتها أو انفيها....



                            [align=center]
                            (1)
                            المجلس العسكري لتنظيم "الدولة الإسلامية"
                            بقلم
                            حسن أبو هنية
                            [/align]


                            يعتبر المجلس العسكري المكوّن الأهم داخل تنظيم الدولة الإسلامية، نظرا لطبيعة التنظيم العسكرية، ولا يوجد عدد محدد لأعضائه بحسب قوته وتوسعه وقوته وضعفه ومساحة نفوذه وسيطرته، ويتكون تاريخيا من 9 أعضاء إلى 13 عضوا، وقد بدأ استخدام تسمية الجهاز بالمجلس العسكري عقب مقتل نعمان منصور الزيدي، المعروف بأبي سليمان الناصر لدين الله، الذي شغل منصب وزير الحرب في مايو/ آيار 2011.

                            يشغل قائد المجلس العسكري منصب نائب البغدادي، وكان الزرقاوي يحتفظ بالمنصبين، ثم تولى منصب القائد العسكري أبو حمزة المهاجر كوزير للحرب في حقبة دولة العراق الإسلامية وإمارة أبي عمر البغدادي، وفي ولاية الأمير الحالي أبو بكر البغدادي تولى منصب القائد العسكري حجي بكر، وهو سمير عبد محمد الخليفاوي، ثم شغل المنصب بعد مقتله في سوريا في كانون ثاني/ يناير 2014 أبوعبدالرحمن البيلاوي، وهو عدنان إسماعيل البيلاوي، الذي قتل في 4 حزيران/ يونيو 2014، حيث تولى رئاسة المجلس العسكري أبومسلم التركماني، وهو فاضل أحمد عبد الله الحيالي، المعروف باسم "أبو معتز"، و"أبو مسلم التركماني العفري"، الذي كان في ولاية نينوى. ويتكون المجلس العسكري من قادة القواطع، وكل قاطع يتكون من ثلاث كتائب، وكل كتيبة تضم 300 -350 مقاتل، وتنقسم الكتيبة إلى عدد من السرايا تضم كل سرية 50 - 60 مقاتل.

                            ينقسم المجلس العسكري إلى هيئة الأركان وقوات الاقتحام، والاستشهاديين، وقوات الدعم اللوجستي، وقوات القنص، وقوات التفخيخ، ومن قيادات المجلس العسكري أبو أحمد العلواني: وليد جاسم، وعدنان لطيف حميد السويداوي، المعروف بــ"أبي مهند السويداوي"، أو "أبي عبد السلام"، ومن المرجح تعيين أبو أحمد العلواني خلفا لأبي مسلم التركماني في منصب قيادة المجلس العسكري، وقد تم ضم القائد العسكري عمر الشيشاني إلى عضوية المجلس، ويقوم المجلس بكافة الوظائف والمهمات العسكرية، كالتخطيط الاستراتيجي، وإدارة المعارك، وتجهيز الغزوات، وعمليات الإشراف والمراقبة والتقويم لعمل الأمراء العسكريين، بالإضافة إلى تولي وإدارة شؤون التسليح والغنائم العسكرية.

                            ويعمل المجلس العسكري إلى جانب المجلس الأمن وهو أحد أهم المجالس في تنظيم الدولة الإسلامية وأخطرها، إذ يقوم بوظيفة الأمن والاستخبارات، ويتولى رئاسته أبو علي الأنباري، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش العراقي، ولديه مجموعة من النواب والمساعدين، ويتولى المجلس الشؤون الأمنية للتنظيم، وكل ما يتعلق بالأمن الشخصي لـ"الخليفة"، وتأمين أماكن إقامة البغدادي ومواعيده وتنقلاته، ومتابعة القرارات التي يقرها البغدادي ومدى جدية الولاة في تنفيذها، ويقوم بمراقبة عمل الأمراء الأمنيين في الولايات والقواطع والمدن، كما يشرف على تنفيذ أحكام القضاء وإقامة الحدود، واختراق التنظيمات المعادية، وحماية التنظيم من الاختراق، كما يقوم بالإشراف على الوحدات الخاصة كوحدة الاستشهاديين والانغماسيين بالتنسيق مع المجلس العسكري. ويشرف المجلس على صيانة التنظيم من الاختراق، ولديه مفارز في كل ولاية تقوم بنقل البريد وتنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الولاية، كما أن لديه مفارز خاصة للاغتيالات السياسية النوعية والخطف وجمع الأموال.

                            تبرز أهمية المجلس العسكري من طبيعة تركيبة تنظيم الدولة المسلحة، إذ يقسم مناطق نفوذه إلى وحداتٍ إدارية يطلق عليها اسم "ولايات"، وهي التسمية الإسلامية التاريخية للجغرافيا السكانية، ويتولى مسؤولية "الولايات" مجموعة من الأمراء، وهي التسمية المتداولة للحكام في التراث السياسي الإسلامي التاريخي، ويبلغ عدد الولايات التي تقع ضمن دائرة سيطرة التنظيم أو نفوذه 16 ولاية، نصفها في العراق، وهي: ولاية ديالى، ولاية الجنوب، ولاية صلاح الدين، ولاية الأنبار، ولاية كركوك، ولاية نينوى، ولاية شمال بغداد، ولاية بغداد، ونصفها الآخر في سوريا، وهي: ولاية حمص، ولاية حلب، ولاية الخير (دير الزور)، ولاية البركة (الحسكة)، ولاية البادية، ولاية الرقة، ولاية حماة وولاية دمشق، وتقسّم "الولايات" إلى "قواطع".

                            خلاصة الأمر أن تنظيم الدولة الإسلامية من أكثر الحركات الجهادية العالمية تطورا على المستوى الهيكلي التنظيمي والفعالية الإدارية، ويعتبر المجلس العسكري الأهم نطرا لطبيعة التنظيم المسلحة، فقد تطورت أبنية الدولة التنظيمية بالاستناد إلى المزاوجة بين الأشكال التنظيمية الإسلامية التقليدية، التي تكونت مع مؤسسة الخلافة، وتنظيرات الفقه السلطاني الذي يؤسس لمفهوم الدولة السلطانية، إذ يقوم على مبدأ الغلبة والشوكة والإمارة، إلى جانب الأشكال التنظيمية الحداثية لمفهوم الدولة الذي يستند إلى جهاز عسكري أمني وآخر إيديولوجي بيروقراطي، ومنذ السيطرة على الموصل تضاعف عدد أعضائه ليصل إلى أكثر من (100) ألف مقاتل، من العراقيين والسوريين، ويضم في صفوفه أكثر من (9) آلاف مقاتل عربي ومسلم أجنبي، إلا أن البنية الأساسية لقوات النخبة تصل إلى حدود (15) مقاتل، ولذلك لم تعد سياسة قطع الرؤوس التي تتبعها الولايات المتحدة كافية في زعزعة تماسك تنظيم الدولة الإسلامية.

                            تعليق

                            • Dr-A-K-Mazhar
                              ملاح
                              • Nov 2007
                              • 1864

                              #44
                              [align=center]

                              (2)
                              مقدمة لفهم دور الدولة الإسلامية فى المرحلة القادمة
                              "تركيا و قطر....الخدعة الكبرى و الخيار الثاني الغربي"
                              بقلم
                              أ. د. أحمد على
                              [/align]


                              تعلمت في تجاربي وأبحاثي العلمية أن أضع سيناريوهات مختلفة لمسار التجربة و حلول عملية للمشاكل المفترضة و المتوقعة التي قد تحدث أثناء التجربة ( بدافع من أمر رسول الله لي أن أتقن ما أعمله....)

                              و هذا هو الأسلوب العلمي المتبع في الغرب في معرفة ماهية و أصل أي مشكلة ووضع حلول و خيارات مرتبة لعلاجها. و هذا يتم تنفيذه في السياسة الغربية أيضاً وبكل تأكيد في دوائر صنع القرار فيها.
                              و بالنظر إلى مشكلة مصر فقد حرصت السياسة الغربية على إيجاد بديل و متنفس دائم لتفريغ طاقة الشعوب المسلمة في ما لا يؤدي إلى الخروج عن السيطرة و الهيمنة الغربية قديماً و حتى اللحظة، أي أن الغرب يصنع الطاغية و يصنع معارضته (الخيار الثاني الذي يرضي الغرب) في نفس الوقت، و من يخرج عن قواعد اللعبة يتم إنهائه ( كحسن البنا بعد ١٩٤٨ وفهمه لطبيعة الصراع الفوقي وتغير طريقة تفكيره لإرادة التغيير من أعلى إلى أسفل و ليس ما قضى فيه معظم حياته في التغيير الغير مجدي من أسفل إلى أعلى..... فتم قتله. أيضاً مثل سيد قطب بعد كتاب المعالم في ١٩٦٥ ووصوله لمفهوم المفاصلة أو البراء الكامل ثم الولاء .... فتم إعدامه.. إلخ)

                              و قد وضح ذلك جلياً أثناء خدعة ٢٥ يناير و إنقلاب ١١ فبراير العسكري التي كان الخيار الأول فيها مبارك و الخيار الثاني الغربي هو الجيش وليس الشعب. و عندما لم تفلح إستعطاف مبارك للشعب جاء الأمر المباشر بإزاحة مبارك عن المشهد وبعد ذلك أيضاً في أمثلة كثيرة حتى حدوث الأنقلاب العسكري الثالث في ٢٠١٣. بعد الأنقلاب و فض إعتصام "إستصراخ المجتمع الدولي" في رابعة والنهضة ذهب الأخوان و بعض الأسلاميين و بعض العلمانيين إلى قطر و تركيا اللتان استقبلتهم لا لسواد عيونهم و لا ليعملوا بحرية و كيفما شائوا ضد الأحتلال بل ليعملوا في إطر معينة محددة لهم و لا يسمح لهم بالخروج على قواعد اللعبة.

                              أول قواعد اللعبة هي علمنة المقاومة و "تثويرها" وحصرها داخل حدود كل بلد على حدة بدواعي الحفاظ على الوطن و الوحدة الوطنية. و الإسلاميين بكل تأكيد ليسوا خيار لأمريكا ولكنها قد تسمح بإسلاميين متحدين مع علمانيين يرفعون شعارات ثورية ووطنية ليقفوا كحائط صد وعثرة أمام دعاوى الجهاد.أي أن الغرب لا يريد فراغ إسلامي يأتي ليملؤه أي كيان مسلم يؤمن بالجهاد. بل يحرص الغرب على عدم حدوث فراغ من الأساس بوجود كيان إسلاموعلماني يتصدر المشهد ليثبط الجهاد و يفرغ طاقة الشعب في ما لا يضر مصالح الغرب. أنا لا أرمي كل من في تركيا و قطر بالعمالة، و لا أحكم على نواياهم. و لكنهم كلهم بكل تأكيد (بطريقة ما) ألعوبة في يد تركيا و قطر و من ورائهم الغرب..... بعلم البعض منهم و رضاهم و بجهل البعض الآخر!!!!

                              و الله......لو أجتمع الغرب و الناتو و ألقوا بكل ثقلهم على قطر و تركيا ليطردوا تحالف دعم شرعية ديموقراطية الأغريق و الرومان لأنتهى هذا التحالف منذ زمن ، و لكن لماذا ينهوه و هو يتصدر المشهد لتثبيط الجهاد و رمي المجاهدين بالباطل والمسارعة لنسب أي عمل ضد الأحتلال للمخابرات لتثبيت مفهوم "العجز" عند الناس ،ولتثبيت مفهوم أن الديموقراطية و السياسة الغربية لا تتعارض مع أساس الإسلام. لذلك قاموا و سارعوا بإعلان الحرب ضد الدولة الأسلامية عندما حدثت ثلاثة أشياء تقلب الطاولة على الغرب (وقد كانت النصرة موجودة كفرع للقاعدة منذ ثلاث سنوات و لم يهتموا بها):

                              ١- هدم صنم الحدود..... لتوحيد المسلمين في كيان واحد.
                              ٢- إحياء فكرة الخلافة.... كفكرة ومشروع من الممكن تحقيقة.
                              ٣- تقديم نموذج المسلم المنتصر المهاجم بغير هوادة.... الذي لا يعجز عن تحقيق النصر.... بعزة و كرامة و بدون إستجداء أحد.


                              من يرمون الدولة الإسلامية بأنها صنيعة المخابرات، هم أنفسهم ألعوبة في يد المخابرات الغربية تحركها عن طريق قطر و تركيا التي تحرك تحالف دعم الأوهام و الرأي العام العربي عن طريق قناة الجزيرة.

                              و في مصر الإسلاميون هم الخيار الثاني أو الثالث بعد الجيش و العلمانيين الكارهين للدين، و لكن بشرط الاتحاد مع العلمانيين الآخرين و جعل الثورة هي الهدف.... و هو ما تحرص عليه أيضاً تركيا و قطر، و تحرص عليه قناة الجزيرة.

                              هل فهمتهم الآن لماذا بُح صوتي و أنا أقول قولوا جهاد و ليس ثورة.... و نحن مجاهدين و لسنا ثوار.

                              "....و إن تتولوا نستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"

                              تعليق

                              • فيصل كريم
                                مشرف
                                • Oct 2011
                                • 296

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة dr-a-k-mazhar
                                أخى العزيز فيصل...

                                لأن الغموض ما يزال يحيط ب"داعش" أحب هنا أن أعرض لوجهات نظر و بعض المعلومات التي لا استطيع أن اثبتها أو انفيها....



                                [align=center]
                                (1)
                                المجلس العسكري لتنظيم "الدولة الإسلامية"
                                بقلم
                                حسن أبو هنية
                                [/align]


                                يعتبر المجلس العسكري المكوّن الأهم داخل تنظيم الدولة الإسلامية، نظرا لطبيعة التنظيم العسكرية، ولا يوجد عدد محدد لأعضائه بحسب قوته وتوسعه وقوته وضعفه ومساحة نفوذه وسيطرته، ويتكون تاريخيا من 9 أعضاء إلى 13 عضوا، وقد بدأ استخدام تسمية الجهاز بالمجلس العسكري عقب مقتل نعمان منصور الزيدي، المعروف بأبي سليمان الناصر لدين الله، الذي شغل منصب وزير الحرب في مايو/ آيار 2011.

                                يشغل قائد المجلس العسكري منصب نائب البغدادي، وكان الزرقاوي يحتفظ بالمنصبين، ثم تولى منصب القائد العسكري أبو حمزة المهاجر كوزير للحرب في حقبة دولة العراق الإسلامية وإمارة أبي عمر البغدادي، وفي ولاية الأمير الحالي أبو بكر البغدادي تولى منصب القائد العسكري حجي بكر، وهو سمير عبد محمد الخليفاوي، ثم شغل المنصب بعد مقتله في سوريا في كانون ثاني/ يناير 2014 أبوعبدالرحمن البيلاوي، وهو عدنان إسماعيل البيلاوي، الذي قتل في 4 حزيران/ يونيو 2014، حيث تولى رئاسة المجلس العسكري أبومسلم التركماني، وهو فاضل أحمد عبد الله الحيالي، المعروف باسم "أبو معتز"، و"أبو مسلم التركماني العفري"، الذي كان في ولاية نينوى. ويتكون المجلس العسكري من قادة القواطع، وكل قاطع يتكون من ثلاث كتائب، وكل كتيبة تضم 300 -350 مقاتل، وتنقسم الكتيبة إلى عدد من السرايا تضم كل سرية 50 - 60 مقاتل.

                                ينقسم المجلس العسكري إلى هيئة الأركان وقوات الاقتحام، والاستشهاديين، وقوات الدعم اللوجستي، وقوات القنص، وقوات التفخيخ، ومن قيادات المجلس العسكري أبو أحمد العلواني: وليد جاسم، وعدنان لطيف حميد السويداوي، المعروف بــ"أبي مهند السويداوي"، أو "أبي عبد السلام"، ومن المرجح تعيين أبو أحمد العلواني خلفا لأبي مسلم التركماني في منصب قيادة المجلس العسكري، وقد تم ضم القائد العسكري عمر الشيشاني إلى عضوية المجلس، ويقوم المجلس بكافة الوظائف والمهمات العسكرية، كالتخطيط الاستراتيجي، وإدارة المعارك، وتجهيز الغزوات، وعمليات الإشراف والمراقبة والتقويم لعمل الأمراء العسكريين، بالإضافة إلى تولي وإدارة شؤون التسليح والغنائم العسكرية.

                                ويعمل المجلس العسكري إلى جانب المجلس الأمن وهو أحد أهم المجالس في تنظيم الدولة الإسلامية وأخطرها، إذ يقوم بوظيفة الأمن والاستخبارات، ويتولى رئاسته أبو علي الأنباري، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش العراقي، ولديه مجموعة من النواب والمساعدين، ويتولى المجلس الشؤون الأمنية للتنظيم، وكل ما يتعلق بالأمن الشخصي لـ"الخليفة"، وتأمين أماكن إقامة البغدادي ومواعيده وتنقلاته، ومتابعة القرارات التي يقرها البغدادي ومدى جدية الولاة في تنفيذها، ويقوم بمراقبة عمل الأمراء الأمنيين في الولايات والقواطع والمدن، كما يشرف على تنفيذ أحكام القضاء وإقامة الحدود، واختراق التنظيمات المعادية، وحماية التنظيم من الاختراق، كما يقوم بالإشراف على الوحدات الخاصة كوحدة الاستشهاديين والانغماسيين بالتنسيق مع المجلس العسكري. ويشرف المجلس على صيانة التنظيم من الاختراق، ولديه مفارز في كل ولاية تقوم بنقل البريد وتنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الولاية، كما أن لديه مفارز خاصة للاغتيالات السياسية النوعية والخطف وجمع الأموال.

                                تبرز أهمية المجلس العسكري من طبيعة تركيبة تنظيم الدولة المسلحة، إذ يقسم مناطق نفوذه إلى وحداتٍ إدارية يطلق عليها اسم "ولايات"، وهي التسمية الإسلامية التاريخية للجغرافيا السكانية، ويتولى مسؤولية "الولايات" مجموعة من الأمراء، وهي التسمية المتداولة للحكام في التراث السياسي الإسلامي التاريخي، ويبلغ عدد الولايات التي تقع ضمن دائرة سيطرة التنظيم أو نفوذه 16 ولاية، نصفها في العراق، وهي: ولاية ديالى، ولاية الجنوب، ولاية صلاح الدين، ولاية الأنبار، ولاية كركوك، ولاية نينوى، ولاية شمال بغداد، ولاية بغداد، ونصفها الآخر في سوريا، وهي: ولاية حمص، ولاية حلب، ولاية الخير (دير الزور)، ولاية البركة (الحسكة)، ولاية البادية، ولاية الرقة، ولاية حماة وولاية دمشق، وتقسّم "الولايات" إلى "قواطع".

                                خلاصة الأمر أن تنظيم الدولة الإسلامية من أكثر الحركات الجهادية العالمية تطورا على المستوى الهيكلي التنظيمي والفعالية الإدارية، ويعتبر المجلس العسكري الأهم نطرا لطبيعة التنظيم المسلحة، فقد تطورت أبنية الدولة التنظيمية بالاستناد إلى المزاوجة بين الأشكال التنظيمية الإسلامية التقليدية، التي تكونت مع مؤسسة الخلافة، وتنظيرات الفقه السلطاني الذي يؤسس لمفهوم الدولة السلطانية، إذ يقوم على مبدأ الغلبة والشوكة والإمارة، إلى جانب الأشكال التنظيمية الحداثية لمفهوم الدولة الذي يستند إلى جهاز عسكري أمني وآخر إيديولوجي بيروقراطي، ومنذ السيطرة على الموصل تضاعف عدد أعضائه ليصل إلى أكثر من (100) ألف مقاتل، من العراقيين والسوريين، ويضم في صفوفه أكثر من (9) آلاف مقاتل عربي ومسلم أجنبي، إلا أن البنية الأساسية لقوات النخبة تصل إلى حدود (15) مقاتل، ولذلك لم تعد سياسة قطع الرؤوس التي تتبعها الولايات المتحدة كافية في زعزعة تماسك تنظيم الدولة الإسلامية.
                                ملحوظة 1: هذه القدرة التنظيمية والإدارية لم تهبط من السماء على هذه الجماعة "الجهادية". هم البعث بلا شك، ولكن بلحايا أطول إلى جانب الشنبات الكثيفة العراقية الوسيمة.

                                ملحوظة 2: ورد اسم أبو أحمد العلواني كقائد من قواد داعش. ومن يعرف عشيرة الرجل (آل بو علوان) في العراق يعرف أن كبار شيوخها ووجهائها اشتركوا ضمن عشائر أخرى كثيرة فيما يسمى "الصحوات". وهم صرحوا حديثا علانية للأمريكان: "زودونا بالمال والسلاح واشركونا بالسلطة في بغداد، ونحن نلعن لكم داعش وأبو داعش" وهم فعلوا ذلك سابقا أيام أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر. وبغض النظر عن كون هذه خيانة عظمى لله ولرسوله ولوطنهم العراق، أوجه سؤالا بريئا للعباقرة والجهابذة من مناصري داعش: كيف يكون لون الاختراق؟ أحمر، أم أخضر، أم أرجواني؟ أم لديكم عمى ألوان؟

                                ملحوظة 3: أبو مسلم التركماني القائد العسكري لداعش (وهو كان ضابطا بعثيا شبه رفيع المستوى في حقبة الرئيس صدام حسين) قتل أيضا قبل بضع أيام. وسؤال بريء آخر لذات المناصرين الجهابذة: ما سر اصطياد هؤلاء القادة تباعا وكما يقول إخوانا المصريين "قفشوهم زي ما بيقفشوا الفراخ"؟

                                تعليق

                                يعمل...