منذر أبو هواش
عدم الفهم لكلمة أو مصطلح أو تعبير ما في اللغة الهدف، يعني في البداية، فشلا مؤقتا للمترجم، في عملية التكوين الذهني أو الصياغة الذهنية لشكل معنى تلك الكلمة أو المصطلح أو التعبير، وفشله ثانيا، وبطريقة ذهنية أيضا، في عملية مضاهاة شكل ذلك المعنى، مع الكلمة أو المصطلح أو التعبير من اللغة الأصلية، الموجود في الذاكرة أو الدماغ، والمرافق والمرتبط بنفس الشكل لنفس ذلك المعنى، ويعني هذا في النهاية، فشل المترجم في عملية استرجاع المعنى الصحيح باللغة الأصلية من الذاكرة، من أجل استخدامه في عملية الترجمة السليمة والصحيحة.
من المتعارف عليه أنه ينبغي على المترجم المحترف أن يكون متمكنا من الزوج اللغوي الذي يقوم بالعمل عليه، وعليه أن يكون ملما وبشكل كامل باللغتين التين يقوم بالترجمة ونقل المعاني بينهما. ناهيك عن ضرورة قيامه بالمتابعة الحثيثة والاطلاع المستمر على كل جديد في هذا الشأن. لكن النقص المتفاوت في المخزون اللغوي (الكلمات الموجودة أصلا في ذاكرة أو دماغ المترجم) من كلمات ومصطلحات وتعابير اللغة المترجم إليها، يبقى مشكلة عويصة، فالكمال لله وحده. ويصبح واقع الأمر بناءا على ذلك، أن الكمال للمترجم غاية لا يمكن إدراكها. وأن الكمال للترجمة أمر غير ممكن التحقيق، وبأي شكل من الأشكال. مع أن هذه النظرة المنطقية والفلسفية، لا تنفي بحال من الأحوال، إمكانية القيام بترجمات قريبة من الكمال, مع اختلاف مسافات القرب أو البعد عن الكمال، من مترجم إلى آخر، فلكل مجتهد نصيب.
والأصل أن تعلم اللغة الأم ونمو المخزون اللغوي للإنسان، يحدث تدريجيا وبالتوازي مع نموه الجسدي. فهو يبدأ منذ الولادة بتعلم اللغة الأصلية (اللغة الأم)، من خلال التماس والاتصال المباشر بين الإنسان والمجموعة اللغوية البشرية المحيطة به أو التي ينتمي لها. وهذه العملية تنطبق أيضا وبنفس الشكل والأسلوب، على كل إنسان يدخل ضمن مجموعة لغوية بشرية أخرى، تتكلم لغة إنسانية أخرى. فهو يبدأ بتعلم كلمات ومصطلحات اللغة الجديدة، على دفعات، خلال مدة زمنية قد تطول أو تقصر، وذلك من خلال التماس، والاتصال المباشر مع الناطقين بتلك اللغة الجديدة. وبعد اختراع الكتابة، أصبح بإمكان الشخص الذي يملك الأدوات الرئيسية للغة مع مخزون لغوي معقول، أن يقوم بتنمية مخزونه اللغوي، بعيدا عن المجموعة اللغوية، من خلال البحث والدراسة والمطالعة والقراءة.
ونفهم من هذا أن الفهم الأولي لمعاني الكلمات والمصطلحات والتعابير، من خلال التقنية الغريزية الطبيعية موضوع البحث، لا يحدث ولا يحصل دائما من المرة الأولى، وقد يلزم الإنسان المتعلم للغة، أن يسمع الكلمة أو العبارة أثناء نطقها، أكثر من مرة واحدة، وفي أكثر من استخدام واحد، لكي يتمكن ذهنيا من بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم استيعابها وتثبيتها وإضافتها إلى مخزونه اللغوي في ذاكرته أو دماغه، من أجل استخدامها واستعمالها في الكلام والتعبير، وربما في الترجمة أيضا. وبعد اختراع الكتابة، أصبح بالإمكان استخدام وتطبيق هذه التقنية الغريزية الطبيعية، دفعة واحدة، وفي وقت أقصر، وبشكل أكثر تركيزا وفاعلية، وذلك من خلال البحث عن الكلمة الواحدة أو المصطلح أو التعبير الواحد، ضمن عدد مختلف من النصوص المتوفرة, من أجل اكتشاف المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم إضافته بشكل أكثر عملية وفاعلية إلى المخزون اللغوي، الأمر الذي يسرع (بتشديد الراء) في عملية تعلم اللغة وإتقانها.
وقد كانت عملية استنباط المعاني بالتقنية الغريزية المشروحة بأعلاه، على الصعيد العلمي الأكاديمي، ولا زالت على حد علمنا، تتم على المنطوقات والنصوص اللغوية المحدودة، في إطارها الضيق، من قبل شريحة متخصصة ضيقة، ضمن إطار المؤسسات والمراجع الأكاديمية. وكان المهتمون بالموضوع يعملون على بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المصطلحات العلمية العربية بالطرق التقليدية المعروفة: المعننة أو الاشتقاق أو التعريب أو النحت أو التركيب أو الترجمة الحرفية (التعريب)، إلى غير ذلك من الأساليب. وكان التوجه الرئيسي لمعظم المشتغلين بالموضوع، يتركز بالدرجة الأولى على استخدام المفردات العربية الواردة في اللغة الفصحى أو العامية، ثم التحرك إلى توسيع المعاني من أجل تغطية ما يستجد من كلمات ومصطلحات وتعابير في مختلف مجالات الحياة.
وقد كشفت بعض الدراسات الجارية على بعض الأبحاث المتسرعة المنشورة لبعض الأكاديميين، عن مدى ضعف المخزون اللغوي ومستوى الهبوط في الممارسة اللغوية لأولئك الأكاديميين، الأمر الذي جعل أبحاثهم تمتلئ بالنواقص والأخطاء، على نحو يتناقض وبشكل خطير، مع الهدف المنشود منها، والآثار السلبية المترتبة على نشرها.
وأمام هذا المستوى الهابط والمتكاسل والمتهافت، في مجال تعريب وترجمة الكلمات والمصطلحات والاستعارات الأجنبية إلى اللغة العربية، نريد في هذه العجالة، أن نلفت الأنظار إلى الإمكانيات والتطبيقات الهائلة (والمهملة) في بيئة الانترنت، والتي يمكن اللجوء إليها في تطبيق التقنية موضوع البحث، والتي من شأنها أن تيسر للباحثين الأكاديميين، وحتى لأصحاب العلاقة العاديين، إمكانيات هائلة أيضا لاستنباط معاني الكلمات والمصطلحات الأجنبية (وحتى العربية عند اللزوم) عن طريق التقنية الغريزية المذكورة، لتعلم مفردات ومصطلحات اللغة، عن طريق بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم استيعابها وتثبيتها وإضافتها إلى المخزون اللغوي.
علماء اللغة والمترجمون المتخصصون، يعلمون أكثر من غيرهم، أنه كلما قل عدد العبارات المستخدمة في عملية الاستنباط والاسترشاد بهذا الأسلوب، أثناء البحث عن المعنى المرافق لكلمة أو مصطلح أو تعبير ما، كلما ازدادت إمكانية الخطأ، وأنه كلما ازداد عدد العبارات المستخدمة في عملية البحث، كلما ازدادت نسبة الدقة والصواب في تحديد المعنى المراد. ونظرا للإمكانيات الكبيرة المتوفرة في بيئة الانترنت، من خلال الاستخدام البسيط والذكي لمحركات البحث، بهدف استقدام كمية هائلة من النصوص المحتوية على الكلمة أو المصطلح أو التعبير المراد كشف وتحديد وصياغة معناه، يتضح مدى الدقة والصواب، الذي يمكن لكل من العلماء الأكاديميين والمترجمين المتخصصين العاديين، التوصل إليه عن طريق هذه التقنية الحديثة الفريدة أيضا.
عدم الفهم لكلمة أو مصطلح أو تعبير ما في اللغة الهدف، يعني في البداية، فشلا مؤقتا للمترجم، في عملية التكوين الذهني أو الصياغة الذهنية لشكل معنى تلك الكلمة أو المصطلح أو التعبير، وفشله ثانيا، وبطريقة ذهنية أيضا، في عملية مضاهاة شكل ذلك المعنى، مع الكلمة أو المصطلح أو التعبير من اللغة الأصلية، الموجود في الذاكرة أو الدماغ، والمرافق والمرتبط بنفس الشكل لنفس ذلك المعنى، ويعني هذا في النهاية، فشل المترجم في عملية استرجاع المعنى الصحيح باللغة الأصلية من الذاكرة، من أجل استخدامه في عملية الترجمة السليمة والصحيحة.
من المتعارف عليه أنه ينبغي على المترجم المحترف أن يكون متمكنا من الزوج اللغوي الذي يقوم بالعمل عليه، وعليه أن يكون ملما وبشكل كامل باللغتين التين يقوم بالترجمة ونقل المعاني بينهما. ناهيك عن ضرورة قيامه بالمتابعة الحثيثة والاطلاع المستمر على كل جديد في هذا الشأن. لكن النقص المتفاوت في المخزون اللغوي (الكلمات الموجودة أصلا في ذاكرة أو دماغ المترجم) من كلمات ومصطلحات وتعابير اللغة المترجم إليها، يبقى مشكلة عويصة، فالكمال لله وحده. ويصبح واقع الأمر بناءا على ذلك، أن الكمال للمترجم غاية لا يمكن إدراكها. وأن الكمال للترجمة أمر غير ممكن التحقيق، وبأي شكل من الأشكال. مع أن هذه النظرة المنطقية والفلسفية، لا تنفي بحال من الأحوال، إمكانية القيام بترجمات قريبة من الكمال, مع اختلاف مسافات القرب أو البعد عن الكمال، من مترجم إلى آخر، فلكل مجتهد نصيب.
والأصل أن تعلم اللغة الأم ونمو المخزون اللغوي للإنسان، يحدث تدريجيا وبالتوازي مع نموه الجسدي. فهو يبدأ منذ الولادة بتعلم اللغة الأصلية (اللغة الأم)، من خلال التماس والاتصال المباشر بين الإنسان والمجموعة اللغوية البشرية المحيطة به أو التي ينتمي لها. وهذه العملية تنطبق أيضا وبنفس الشكل والأسلوب، على كل إنسان يدخل ضمن مجموعة لغوية بشرية أخرى، تتكلم لغة إنسانية أخرى. فهو يبدأ بتعلم كلمات ومصطلحات اللغة الجديدة، على دفعات، خلال مدة زمنية قد تطول أو تقصر، وذلك من خلال التماس، والاتصال المباشر مع الناطقين بتلك اللغة الجديدة. وبعد اختراع الكتابة، أصبح بإمكان الشخص الذي يملك الأدوات الرئيسية للغة مع مخزون لغوي معقول، أن يقوم بتنمية مخزونه اللغوي، بعيدا عن المجموعة اللغوية، من خلال البحث والدراسة والمطالعة والقراءة.
ونفهم من هذا أن الفهم الأولي لمعاني الكلمات والمصطلحات والتعابير، من خلال التقنية الغريزية الطبيعية موضوع البحث، لا يحدث ولا يحصل دائما من المرة الأولى، وقد يلزم الإنسان المتعلم للغة، أن يسمع الكلمة أو العبارة أثناء نطقها، أكثر من مرة واحدة، وفي أكثر من استخدام واحد، لكي يتمكن ذهنيا من بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم استيعابها وتثبيتها وإضافتها إلى مخزونه اللغوي في ذاكرته أو دماغه، من أجل استخدامها واستعمالها في الكلام والتعبير، وربما في الترجمة أيضا. وبعد اختراع الكتابة، أصبح بالإمكان استخدام وتطبيق هذه التقنية الغريزية الطبيعية، دفعة واحدة، وفي وقت أقصر، وبشكل أكثر تركيزا وفاعلية، وذلك من خلال البحث عن الكلمة الواحدة أو المصطلح أو التعبير الواحد، ضمن عدد مختلف من النصوص المتوفرة, من أجل اكتشاف المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم إضافته بشكل أكثر عملية وفاعلية إلى المخزون اللغوي، الأمر الذي يسرع (بتشديد الراء) في عملية تعلم اللغة وإتقانها.
وقد كانت عملية استنباط المعاني بالتقنية الغريزية المشروحة بأعلاه، على الصعيد العلمي الأكاديمي، ولا زالت على حد علمنا، تتم على المنطوقات والنصوص اللغوية المحدودة، في إطارها الضيق، من قبل شريحة متخصصة ضيقة، ضمن إطار المؤسسات والمراجع الأكاديمية. وكان المهتمون بالموضوع يعملون على بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المصطلحات العلمية العربية بالطرق التقليدية المعروفة: المعننة أو الاشتقاق أو التعريب أو النحت أو التركيب أو الترجمة الحرفية (التعريب)، إلى غير ذلك من الأساليب. وكان التوجه الرئيسي لمعظم المشتغلين بالموضوع، يتركز بالدرجة الأولى على استخدام المفردات العربية الواردة في اللغة الفصحى أو العامية، ثم التحرك إلى توسيع المعاني من أجل تغطية ما يستجد من كلمات ومصطلحات وتعابير في مختلف مجالات الحياة.
وقد كشفت بعض الدراسات الجارية على بعض الأبحاث المتسرعة المنشورة لبعض الأكاديميين، عن مدى ضعف المخزون اللغوي ومستوى الهبوط في الممارسة اللغوية لأولئك الأكاديميين، الأمر الذي جعل أبحاثهم تمتلئ بالنواقص والأخطاء، على نحو يتناقض وبشكل خطير، مع الهدف المنشود منها، والآثار السلبية المترتبة على نشرها.
وأمام هذا المستوى الهابط والمتكاسل والمتهافت، في مجال تعريب وترجمة الكلمات والمصطلحات والاستعارات الأجنبية إلى اللغة العربية، نريد في هذه العجالة، أن نلفت الأنظار إلى الإمكانيات والتطبيقات الهائلة (والمهملة) في بيئة الانترنت، والتي يمكن اللجوء إليها في تطبيق التقنية موضوع البحث، والتي من شأنها أن تيسر للباحثين الأكاديميين، وحتى لأصحاب العلاقة العاديين، إمكانيات هائلة أيضا لاستنباط معاني الكلمات والمصطلحات الأجنبية (وحتى العربية عند اللزوم) عن طريق التقنية الغريزية المذكورة، لتعلم مفردات ومصطلحات اللغة، عن طريق بلورة وصياغة وتشكيل وتكوين المعنى المرافق لها والمرتبط بها، ثم استيعابها وتثبيتها وإضافتها إلى المخزون اللغوي.
علماء اللغة والمترجمون المتخصصون، يعلمون أكثر من غيرهم، أنه كلما قل عدد العبارات المستخدمة في عملية الاستنباط والاسترشاد بهذا الأسلوب، أثناء البحث عن المعنى المرافق لكلمة أو مصطلح أو تعبير ما، كلما ازدادت إمكانية الخطأ، وأنه كلما ازداد عدد العبارات المستخدمة في عملية البحث، كلما ازدادت نسبة الدقة والصواب في تحديد المعنى المراد. ونظرا للإمكانيات الكبيرة المتوفرة في بيئة الانترنت، من خلال الاستخدام البسيط والذكي لمحركات البحث، بهدف استقدام كمية هائلة من النصوص المحتوية على الكلمة أو المصطلح أو التعبير المراد كشف وتحديد وصياغة معناه، يتضح مدى الدقة والصواب، الذي يمكن لكل من العلماء الأكاديميين والمترجمين المتخصصين العاديين، التوصل إليه عن طريق هذه التقنية الحديثة الفريدة أيضا.