جون سيمون البيداغوجيا التجريبية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • boufoula
    عضو منتسب
    • Nov 2008
    • 8

    جون سيمون البيداغوجيا التجريبية

    جون سيمون



    البيداغوجيا التجريبية
    دور الملاحظة والبحث في التعليم والتربية


    ترجمة:
    بوخميس بوفولة
    مختص في علم النفس، في الأرطفونيا وعلم الاجتماع الإجرام
    أستاذ مساعد مكلف بالدروس
    جامعة باجي مختار-عنابة


    تاريخ الكتاب: 1972



    المقدمــة:
    لا يتعجب المربي إذا عرف أن البيداغوجية الحديثة تستعمل التجربة وأحيانا التجريب.
    فالملاحظة المنهجية (العلمية) للطفل هي التي يجب أن تؤخذ كأساس ليس لمعرفة سلوكات فقط بل وأيضا لفهم هذه السلوكات.
    كما أن العليم والتربية تخلقان بالضرورة وضعيات ومسارات يجب إتباعها علميا دون إهمال الجانب البيداغوجي وتلك التطبيقات.
    فباستعمال لمصطلح –تجريبي- نكون بعيدون كل البعد عن أي تلاعب (استغلال) خاطئ للأطفال يجعلهم مجرد "عنصر تجربة".( )
    إن الكلمات هي أدوات لا يجب أن ********* على الأشياء الأخرى.
    قبل التقدم في محاولتنا للتعريف –حسب رأينا- بالبيداغوجيا التجريبية، نحاول أن نقدم تعريفا لبعض المصطلحات لا نقول ليسهل فهم بعض التصورات البيداغوجية لكن حتى تحمي القارئ من استنتاجات خاطئة (hâtive).

    البيداغوجية العلمية:
    كفهم مثلا على أنها << تطبيق طرق علمية على سلوك قسم>>. وهذا ما تراه Maria Montessori التي تتبنى الملاحظة العلمية للأطفال – أي الملاحظة المنظمة، يستطيع المعلم أن يستخرج منها السلوكات التربوية التي تتناسب مع الطفل ومن جديد يلاحظ السلوكات الناتجة عن مثل هذه السلوكات (Conduites).
    ننبه أن Maria Montessori في نفس الكتاب (منزل الأطفال) تستعمل مصطلح بيداغوجيا تجريبية لتحدد هذه الآلية (Processus) لكن نظام Montessori ونظام Decroly يستلهمان من حدس صاحبيهما، ومن بعض الاكتشافات (المؤقتة) في علم نفس الطفل بل ومن النظريات
    السيكولوجية كالترابطية( ) (Associationnisme) حسب Maria Montessori. لهذا السبب يسمي Buyse هذه البيداغوجيا بعبارة بيداغوجية مجربة (Ped. Experiencée).
    وفي كتـاب حديث اختـار G. Mialaret مصطلح علم النفس البيداغوجي( ) لتحديد البيداغوجية المعتمدة على قوانين علم النفس التربوي، في كتاب له أقدم( ). استعمل G. Mialaret مصطلح بيداغوجيا علمية جديدة التمييز البيداغوجيا التجريبية عن البيداغوجيا العلمية التي ذكرتها Montessori.
    إن مفهوم علم النفس البيداغوجي متنوع. فتحت العلامة C.M.P.P (المركز الطبي السيكوبيداغوجي) دون خط فاصل بين مصطلح سيكو وبيداغوجي، نقصد بها المكان الذي يفحص فيه الأطفال من طرف الأطباء والسيكولوجيين ويعالجون من طرف الأطباء والبيداغوجيون أو السيكوبيداغوجيون: أي أنه وضعتا طرق إعادة التربية (Rééducation) معتمدة على الخصائص السيكولوجية للأطفال حتى تغطي النقائص التي تتمناها مؤقتة. في هذه الحالة نتحدث كذلك عن البيداغوجية العلاجية.
    لكن هناك تصور Buyse لمصطلح علم النفس البيداغوجي فهو دراسة الآليات العقلية المستعملة لتعلم مختلف المواد المدرسية.
    ومصطلح علم النفس البيداغوجي (Pedapsychologie) اقترحه Mialaret( )وهو دراسة السلوكات(Conduites)والآليات(Processus) الظاهرة أو المستعملة عند الفعل البيداغوجي (Action Pedag.) فهو يميز إذن بين علم نفس بيداغوجي ساكن (Pedapsychologie statique) و الذي يحاول وضع حوصلة (bilan) موضوعية ودراسة أثر هذا الشكل أو ذاك للوضعية التربوية، وعلم نفس بيداغوجي دينامي (Pedapsychologie dynamique)الذي يتضمن في آن واحدعلمالنفس البيداغوجي الساكن و دراسة << التفاعلات الكثيرة التي تحدث بين العناصر الموجودة وتأثيرات سلوكات التلاميذ على الوضعية التربوية نفسها>>. هذه اللمحة الوجيزة، تظهر تعقد التصورات والجهود لتوضيح المفاهيم.
    للأسف لا يوجد اتفاق عام حول هذه المصطلحات وأي عبارة مستعملة من طرف باحث يجب ردها للتصور الخاص بذلك الباحث. لهذا الغرض سنقدم بعض التعريفات في هذا الكتاب.
    من جهة أخرى مصطلح –تجريبي- يستحضر تصور –التجربة- وهو تصور غير سهل. فإذا كان الجميع متفقون على المعنى العام: معرفة مكتسبة في مرحلة الوجود (سنتحدث عن التجربة القديمة)، فإن المفهوم غير واضح إذا خصت التجربة البيداغوجية الفعل البيداغوجي (Action) من وجهة النظر هذه نميز:
    أ- المحاولة (Essai): أو استعمال طريقة جديدة لفعل أو كينونة (faire ou être) (مثلا: المطبعة في المدرسة، الأرقام الملونة في آلات الطبع، والاتجاهات غير الموجهة).
    نقارن إذن معتمدين على التذكر والتخمين ، النتائج التي نتحصل عليها مع تلك التي كنا نتحصل عليها قبل التغيير.
    مثل هذه التجارب تعصف تجارب للمشاهدة (expérience pouvoir)، نلح أن مثل هذه التجارب ضروري لتطور البيداغوجيا.
    ب- التجربة الموضوعية أو التجريب: هنا نتحكم في شروط المحاولة ونتائجها بعرضها (مقارنتها) بأفراد لم نجرب عليهم المحاولة. وتهتم البيداغوجيا التجريبية بهذا النوع من التجارب، في هذه الحالة الأخيرة لم يؤخذ الطفل كحيوان تجربة كما يؤخذ في أي تطبيق بيداغوجي جديد. فتاريخ البيداغوجيا يظهر أن الطفل كان يؤخذ دائما كحيوان تجربة ولا يمكنه أن يكون غير ذلك وإلا حدث خلل في التعليم أكثر خطورة على الأمة والإنسان من تلك الأخطار التي قد يخلقها المبدعون (Rénovateur) في المجال التربوي، ولكن كما سترى ليس غرض البيداغوجية التجريبية هو الإبداع (innover) ولكن مراقبة (التحكم) في هذه الإبداعات.
يعمل...