[align=right]كفاءات المترجم
بقلم مارينا منيندث
ترجمة: مصطفى عاشق (المغرب)
يقصد بالكفاءة اللغوية، وهي تسمية أدخلها نعوم تشومسكي، قدرة متحدثي لغة ما على فهم النصوص وإنتاجها. وتتمثل هذه الكفاءة في معرفة علم المعاني، والصواتة، وعلم النحو، والمعجم اللغوي للغة من اللغات. وفي هذا الصدد، تصبح معرفة لغة ما تساوي معرفة القواعد التي تحكمها. غير أنه يجب أيضا عدم إغفال أهمية المعجم، الذي يعد جزء لا يتجزأ من قواعد اللغة، باعتباره مُخْتَزِلا للمفاهيم التي تُكَوِّن البنية المعرفية للمتحدثين.
منذ أوائل القرن الماضي، بدأ اللسانيون، أمثال فرانز بواس (1911)، صاحب المثال الشهير المتعلق بالمصطلحات المتعددة التي يستعملها الإسكيمو للتعبير عن الثلج، يدركون العلاقات المعقدة بين الفكر، والمفاهيم، واللغة لكونها تعبيرا عن هذين العنصرين. وفي سنة 1956، خلص بينيامين لي هورف، عند تحليل مختلف عمليات التفكير لدى الهنود الحمر والأوربيين، حول الزمان والمكان والظواهر الطبيعية، إلى أن تلك الطرق المختلفة من أجل فهم العالم ظلت منعكسة في المعجم (إلي هينكل، 1999).
لقد طرح غياب التشاكل المعجمي بين اللغات مشكل قابلية ترجمة الفراغات المعجمية. فمن وجهة نظر علم النفس المعرفي، تطرق ليف سيميونوفيتش فيجوتسكي (1986) إلى أهمية المعجم في تكوين الفكر المفاهيمي الفردي، الخاص بعقول الكبار. بينما ظلت الصلة الوثيقة، في المجال الأكاديمي، بين المعجم والأدب قائمة ولا يمكن الحياد عنها (جياماتيو وباسوالدو، 2003). وفي مختلف ميادين التخصصات، اكتست الوحدات المعجمية للغة الطبيعية طابعا مصطلحيا بسبب شروطها التداولية. بحيث إن النظام الدلالي للمعجم المتخصص يعكس البنية المفاهيمية لمجال التخصص (إيناس كوغيل، 2004).
ومنذ أن ابتكر ديل هاثاواي هيمس (1967، 1972) تسمية الكفاءة التواصلية، داخل التيار الأنكلوساكسوني لإثنوغرافية الكلام، فإن العديد من النماذج المقترحة تلتقي عند فكرة أن معرفة السَّنَن، أي الكفاءة اللغوية، ضرورية إلا أنها ليست كافية. بل لا بد من المعرفة والمهارة من أجل استعمال اصطلاحات خطابية، ولسانية اجتماعية، وثقافية، وإستراتيجية. نقول اصطلاحات لأنها تظهر وتبقى صالحة داخل إطار المجتمع الذي تولد فيه النصوص.
بقية المقال :
[/align]
بقلم مارينا منيندث
ترجمة: مصطفى عاشق (المغرب)
يقصد بالكفاءة اللغوية، وهي تسمية أدخلها نعوم تشومسكي، قدرة متحدثي لغة ما على فهم النصوص وإنتاجها. وتتمثل هذه الكفاءة في معرفة علم المعاني، والصواتة، وعلم النحو، والمعجم اللغوي للغة من اللغات. وفي هذا الصدد، تصبح معرفة لغة ما تساوي معرفة القواعد التي تحكمها. غير أنه يجب أيضا عدم إغفال أهمية المعجم، الذي يعد جزء لا يتجزأ من قواعد اللغة، باعتباره مُخْتَزِلا للمفاهيم التي تُكَوِّن البنية المعرفية للمتحدثين.
منذ أوائل القرن الماضي، بدأ اللسانيون، أمثال فرانز بواس (1911)، صاحب المثال الشهير المتعلق بالمصطلحات المتعددة التي يستعملها الإسكيمو للتعبير عن الثلج، يدركون العلاقات المعقدة بين الفكر، والمفاهيم، واللغة لكونها تعبيرا عن هذين العنصرين. وفي سنة 1956، خلص بينيامين لي هورف، عند تحليل مختلف عمليات التفكير لدى الهنود الحمر والأوربيين، حول الزمان والمكان والظواهر الطبيعية، إلى أن تلك الطرق المختلفة من أجل فهم العالم ظلت منعكسة في المعجم (إلي هينكل، 1999).
لقد طرح غياب التشاكل المعجمي بين اللغات مشكل قابلية ترجمة الفراغات المعجمية. فمن وجهة نظر علم النفس المعرفي، تطرق ليف سيميونوفيتش فيجوتسكي (1986) إلى أهمية المعجم في تكوين الفكر المفاهيمي الفردي، الخاص بعقول الكبار. بينما ظلت الصلة الوثيقة، في المجال الأكاديمي، بين المعجم والأدب قائمة ولا يمكن الحياد عنها (جياماتيو وباسوالدو، 2003). وفي مختلف ميادين التخصصات، اكتست الوحدات المعجمية للغة الطبيعية طابعا مصطلحيا بسبب شروطها التداولية. بحيث إن النظام الدلالي للمعجم المتخصص يعكس البنية المفاهيمية لمجال التخصص (إيناس كوغيل، 2004).
ومنذ أن ابتكر ديل هاثاواي هيمس (1967، 1972) تسمية الكفاءة التواصلية، داخل التيار الأنكلوساكسوني لإثنوغرافية الكلام، فإن العديد من النماذج المقترحة تلتقي عند فكرة أن معرفة السَّنَن، أي الكفاءة اللغوية، ضرورية إلا أنها ليست كافية. بل لا بد من المعرفة والمهارة من أجل استعمال اصطلاحات خطابية، ولسانية اجتماعية، وثقافية، وإستراتيجية. نقول اصطلاحات لأنها تظهر وتبقى صالحة داخل إطار المجتمع الذي تولد فيه النصوص.
بقية المقال :
[/align]