_MD_RE: تأملات في ترجمات الكتاب المقدس
<p><strong><font size="5">صديقي العزيز الأستاذ مجير،</font></strong></p><p><strong><font size="5">أهلا وسهلا بك. شكرا على هذا التعقيب المهم الذي يلقي ضوءا على مفهوم البكورة في الكتاب المقدس.<br />السبب الذي جعلتني أتطرق إلى هذه الآية، بالذات، ليس ما قد يبدو غامضا من الوهلة الأولى، ذلك أن الشرح والتفسير يبينان ما غمض من معنى لأول مرة. إن ما جعلني أرتاب بالتفسير هو إسقاط الترجمات الحديثة لكلمة (بكر) كما تبين أعلاه (وقد ذكرت بعضا من الترجمات الحديثة وليس كلها). ومما زاد في ريبتي هو إسقاط الأصل اليوناني بطبعته الحديثة لكلمة (بكر) من المتن. وهذا يدل على وجود مشكل لاهوتي عويص ارتأى خبراء الكتاب المقدس معالجته بعدم ترجمته لأن المنهج المتبع في الترجمات الحديثة للكتاب المقدس هو منهج نظرية الهدف للبلجيكي هانس فيرمير، التي تقتضي ترجمة النص وفقا لهدف معين. والهدف في هذه الحالة هو تقديم نص سلس يأخذ حالة العلمانية الطاغية في الغرب بعين الاعتبار ويقدم النصوص المقدسة خالية مما يمكن أن يوصف بشوائب تشوبها. وهذا ــ كما ذكرت لك في أثناء المحادثة ــ امتداد لمنهج "التصحيح المحمود" (بالهولندية: <font size="4">Betamelijkheidscorrectie</font>) الذي لجأ إليه الأخلاقيون النصارى في عصر التنوير لتجاوز بعض المشاكل العويصة المتعلقة بالتشبيه في العهد القديم بتفسيرها على المجاز أو باعتماد قراءة مغايرة للاصطلاح اليهودي أو بتفسير الكلمة المثيرة من خلال العربية أو أية لغة سامية أخرى باتباع المنهج المقارن.<br />أما بكورة اللاويين فهي مجازية وسببها هي أن اللاويين هم كهنة اليهود ولا يكون الكاهن إلا منهم لذلك اعتبرهم العهد القديم أنهم للرب. وأظن، وهذا اجتهاد شخصي، أن اليهود كانوا في عصورهم القديمة يفسرون هذه البكورة بشكل مغاير جدا لما ذهبت إليه، أي بمعنى حسي مباشر وغير مجازي، فكانوا يضحون بالبكر للرب ويقدمونه أضحية (ذبيحة أو محرقة)، وهو ما يفسر وجود الطقس اليهودي حتى يومنا هذا، وهو فدية البكر، الذي ليس من أصل لاوي والمولود بطريقة طبيعية، في اليوم السابع للولادة (= פדיון הבן = /فديون ها بن/ وترجمته حرفيا: "فداء الابن"). <br />وأسألك، بصفتك خبيرا في اللاهوت المسيحي: هل ترى علاقة بين "فداء الابن" في الديانة اليهودية، وبين حادثة الصلب في اللاهوت المسيحي، ذلك أن لكلمة "فداء" (بالعبرية: فِيدْوُن) معاني عميقة في اللاهوت المسيحي؟<br />وتحية طيبة عطرة. </font></strong></p>
<p><strong><font size="5">صديقي العزيز الأستاذ مجير،</font></strong></p><p><strong><font size="5">أهلا وسهلا بك. شكرا على هذا التعقيب المهم الذي يلقي ضوءا على مفهوم البكورة في الكتاب المقدس.<br />السبب الذي جعلتني أتطرق إلى هذه الآية، بالذات، ليس ما قد يبدو غامضا من الوهلة الأولى، ذلك أن الشرح والتفسير يبينان ما غمض من معنى لأول مرة. إن ما جعلني أرتاب بالتفسير هو إسقاط الترجمات الحديثة لكلمة (بكر) كما تبين أعلاه (وقد ذكرت بعضا من الترجمات الحديثة وليس كلها). ومما زاد في ريبتي هو إسقاط الأصل اليوناني بطبعته الحديثة لكلمة (بكر) من المتن. وهذا يدل على وجود مشكل لاهوتي عويص ارتأى خبراء الكتاب المقدس معالجته بعدم ترجمته لأن المنهج المتبع في الترجمات الحديثة للكتاب المقدس هو منهج نظرية الهدف للبلجيكي هانس فيرمير، التي تقتضي ترجمة النص وفقا لهدف معين. والهدف في هذه الحالة هو تقديم نص سلس يأخذ حالة العلمانية الطاغية في الغرب بعين الاعتبار ويقدم النصوص المقدسة خالية مما يمكن أن يوصف بشوائب تشوبها. وهذا ــ كما ذكرت لك في أثناء المحادثة ــ امتداد لمنهج "التصحيح المحمود" (بالهولندية: <font size="4">Betamelijkheidscorrectie</font>) الذي لجأ إليه الأخلاقيون النصارى في عصر التنوير لتجاوز بعض المشاكل العويصة المتعلقة بالتشبيه في العهد القديم بتفسيرها على المجاز أو باعتماد قراءة مغايرة للاصطلاح اليهودي أو بتفسير الكلمة المثيرة من خلال العربية أو أية لغة سامية أخرى باتباع المنهج المقارن.<br />أما بكورة اللاويين فهي مجازية وسببها هي أن اللاويين هم كهنة اليهود ولا يكون الكاهن إلا منهم لذلك اعتبرهم العهد القديم أنهم للرب. وأظن، وهذا اجتهاد شخصي، أن اليهود كانوا في عصورهم القديمة يفسرون هذه البكورة بشكل مغاير جدا لما ذهبت إليه، أي بمعنى حسي مباشر وغير مجازي، فكانوا يضحون بالبكر للرب ويقدمونه أضحية (ذبيحة أو محرقة)، وهو ما يفسر وجود الطقس اليهودي حتى يومنا هذا، وهو فدية البكر، الذي ليس من أصل لاوي والمولود بطريقة طبيعية، في اليوم السابع للولادة (= פדיון הבן = /فديون ها بن/ وترجمته حرفيا: "فداء الابن"). <br />وأسألك، بصفتك خبيرا في اللاهوت المسيحي: هل ترى علاقة بين "فداء الابن" في الديانة اليهودية، وبين حادثة الصلب في اللاهوت المسيحي، ذلك أن لكلمة "فداء" (بالعبرية: فِيدْوُن) معاني عميقة في اللاهوت المسيحي؟<br />وتحية طيبة عطرة. </font></strong></p>
تعليق