<br /><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-EG" style="font-size: 16pt;">كانت الساعة تشير إلى الثالثة ظهراً عندما بلغني الخبر. في البداية شعرت وكأن معالم الكون قد تغيرت فجأة أمام عيني. ووقفت أنظر حولي أستوثق من أنني في عالم اليقظة، كنت أشعر وكأنني في كابوس ليس بإمكاني حتى الآن أن أستفيق منه. حاولت أن أكذب القائل، لكنه استرسل في المواساة. إذاً فهي الحقيقة القاسية: لقد تُوفي أبي! نعم، لقد مات، ويا لها من كلمات ينفطر لها الفؤاد. مات ولم يمهلني القدر أن أراه ولو لثوانٍ. مات بعد أن وضعني إلى الأبد في خانة المدين؛ فقد خشي الرجل الطيب أن يزعج الابن في غربته <span> </span>فيلهيه عن دراسته. لم يشأ أن يخبره بمرضه خوفاً من أن يعكر صفو حياته. يا أبي، أبالله عليك هناك شيء أهم منك؟!! لماذا تفضلوننا دائماً على أنفسكم؟!! يا الله! أي نوعٍ من البشر هؤلاء! يا له من إخلاصٍ متناه! حتى في أصعب أوقاته لم يفكر في نفسه! لك الله يا أبي وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن لفرقاك يا أبتاه لمحزونون. ولا نقول إلا ما يرضي الرب: حسبنا الله ونعم الوكيل.<o
></o
></span></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed;"><span lang="AR-EG" style="font-size: 16pt;">وإني أدعو الله من هذا المكان: اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.<o
></o
></span></p>




تعليق