تهنئة بعيد الفطر المبارك 1431 هـ

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    #16
    عيد المعاني والمقاصد آخر تحديث:الجمعة ,10/09/2010




    ابن الديرة


    اليوم العيد . كل عام وأنتم بخير . اليوم مناسبة دينية واجتماعية عظيمة للوقوف بين أيام الزمن، وسؤال النفس، ومراجعة السلوك . نعم العيد مناسبة فرح، لكن من قال إن حديث المرء مع نفسه مناقض للفرح، أو إنه لا يؤسس له مثلاً؟



    يوصف عيد الفطر ب”السعيد”، وهو يأتي في نهاية مشوار المؤمن الصائم بعد شهر من الصيام والقيام والعمل، اليوم السعيد بعد الشهر الكريم، والبوصلة تتجه قطعاً إلى جهة العطاء، وإلى معانيه وتجلياته داخل نفس الإنسان وعلى الأرض، كما لو أن العيد مكافأة سريعة لأعمال رمضان، وفي المقبل خير، وفي يوم الحساب خير كثير .



    يمكن تطبيق هذه المعاني السامية على الواقع، من التعامل مع الأولاد وداخل الأسرة، إلى المدرسة ومؤسسة التعليم، وإلى الوظيفة العامة والخاصة، بحيث يكرس المرء وقته للمفيد المنتج، ويتخلى عن فارغ اللغو والممارسة .



    العيد الذي يربط بين زمن الصوم والزمن التالي يؤكد أن البهجة في مطلقها أصل من أصول الحياة الكريمة، لكن الإطار محدد بالمشروع والقانوني والأخلاقي وبما يكون في حياة الإنسان نوراً على نور، فلا يسهم في تكوين ظلمات بعضها فوق بعض .



    وفي منهج الإسلام أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، فلنستمد قوتنا من كلام رب العزة، ولنتأمل في أيام زمننا ودلالاتها .



    شهر رمضان الكريم مشروع لمقاصد معلومة، والعيد كذلك، وفيهما، كما قبلهما وبعدهما، على الإنسان أن يستوعب أهدافه ووسائله جيداً، فيستقيم مع الفطرة الصحيحة السليمة، ويدرك في يقينه أن التفاؤل بمستقبل أفضل لا يقال أو يتخذ هكذا جزافاً . التفاؤل بالمستقبل مسؤولية، وغد الإنسان الأفضل لا يتحقق سوى بتغليب قيمة العمل، وبذل أقصى الجهد في سبيل إعمار الأرض .



    إن العيد السعيد إذ يأتي بعد شهر الله الكريم، فإنما ليؤكد مغزى المثوبة بعد كل عمل حقيقي وناجح، لكأن رمضان يختصر زماننا كله، ولكأن عيد الفطر يتبعه لإكمال المهمة، وتوضيح القصد، كل عام والجميع بخير .



    ebn-aldeera@alkhaleej.ae

    تعليق

    يعمل...