أستاذي حسين بدران ليس من أعلام الفكر الإسلامي لكنه يمثل نهاية ظاهرة نفتقدها كثيرا هو آخر من يمثلونها لذا أحببت أن أرصدها من خلاله
لا أعلم كثيرا عن دراسة الشيخ حسين بدران وتحصيله العلمي لكنه كان مدرسا للغة العربية في العديد من المعاهد الشرعية بدمشق، ولكن هدوءه الشديد وضعف شخصيته جعلاه عاجزا عن التعامل مع الطلاب المراهقين فترك المعاهد ليبقى فقط في إمامة جامع القلبقجية نهاية سوق الحميدية قرب الأموي
في 1993 كنت أحضر الدورات المفتوحة على هامش المنهج الأساسي في معهد الأمينية وهي درس أصول الحديث للشيخ عبد القادر أرناؤوط وبعض دروس الفرائض واللغة العربية والفقه الشافعي.. فدلني أحد أصدقائي من طلاب المعهد على الشيخ حسين بدران
وافق الشيخ على تدريسنا وكنا اثنان ثم انضم إلينا ثالث ودرسنا عليه قطر الندى لابن هشام ثم انتقلنا بموجب طلبي إلى أصول الفقه وجربنا المستصفى للغزالي والإحكام في أصول الأحكام للآمدي وأخيرا استقررنا على أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف وأنهيناه بخمسة أشهر توقف بسيط وبعض الانقطاعات نتيجة مرض الشيخ أو إهمالنا ثم بدأنا قراءة مغني اللبيب لابن هشام وتوقفنا عند إذ لمرض الشيخ الأخير الذي توفي به رحمه الله بعد أربعة أشهر
كانت قراءة النحو على الشيخ حسين مباشرة أمرا مختلفا عن أي شيء درسته أو سمعت به.. كنا نقرأ مع ضبط شديد ونعرب كل شيء ونتفرع في إعراب القرآن والشواهد الجانبية وننهي صفحة في الساعة تقريبا
أما في أصول الفقه فقد كانت الفائدة نحوية مع بعض تعليقات الشيخ الجانبية فهو صوفي ونحن كنا سلفيين
لم تكن بيننا أبدا أي معرفة مشتركة ولا حتى الطالب الذي دلنا على الشيخ
لم يؤثر اختلافنا المنهجي في الدرس حتى عندما قرأنا أصول الفقه
كثيرا ما تغيبنا دون عذر ولم يتذمر الشيخ حسين أبدا
لم يكن هناك أي عائد مادي تلقاه الشيخ منا رغم فقره وكبر سنه
عندما كنا ندرس على الشيخ حسين بدران كان هناك ثلاثة أو أربع شيوخ آخرين يدرّسون بهذه الطريقة ولكن أيا منهم لم يكن منفتحا لأي طالب
اليوم لا أعلم في دمشق بأكملها من يدرّس بهذه الطريقة
بناءا على تجربتي الشخصية لا شيء أبدا يكافئ قول الطالب قرأت على أستاذي الكتاب الفلاني ولعل هذا ما شكل عاملا حيويا لقبولي الانتقادات الموجهة لناصر الدين الألباني رحمه الله في أنه لم يدرس على أحد بل درس من الكتب فقط
هذه أسلوب في التعليم نفتقده بشدة وقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية الغربية تعيده خصوصا في المجالات البحثية أو العلوم الإنسانية ولكن العلم الإسلامي نشأ وانتقل بهذه الطريقة
رحم الله أستاذنا الشيخ حسين بدران وجزاه الله عنا خير الجزاء وبلّغه الفردوس الأعلى من جنته فقد أدى كل ما يستطيع ولا نزكي على الله أحدا
لا أعلم كثيرا عن دراسة الشيخ حسين بدران وتحصيله العلمي لكنه كان مدرسا للغة العربية في العديد من المعاهد الشرعية بدمشق، ولكن هدوءه الشديد وضعف شخصيته جعلاه عاجزا عن التعامل مع الطلاب المراهقين فترك المعاهد ليبقى فقط في إمامة جامع القلبقجية نهاية سوق الحميدية قرب الأموي
في 1993 كنت أحضر الدورات المفتوحة على هامش المنهج الأساسي في معهد الأمينية وهي درس أصول الحديث للشيخ عبد القادر أرناؤوط وبعض دروس الفرائض واللغة العربية والفقه الشافعي.. فدلني أحد أصدقائي من طلاب المعهد على الشيخ حسين بدران
وافق الشيخ على تدريسنا وكنا اثنان ثم انضم إلينا ثالث ودرسنا عليه قطر الندى لابن هشام ثم انتقلنا بموجب طلبي إلى أصول الفقه وجربنا المستصفى للغزالي والإحكام في أصول الأحكام للآمدي وأخيرا استقررنا على أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف وأنهيناه بخمسة أشهر توقف بسيط وبعض الانقطاعات نتيجة مرض الشيخ أو إهمالنا ثم بدأنا قراءة مغني اللبيب لابن هشام وتوقفنا عند إذ لمرض الشيخ الأخير الذي توفي به رحمه الله بعد أربعة أشهر
كانت قراءة النحو على الشيخ حسين مباشرة أمرا مختلفا عن أي شيء درسته أو سمعت به.. كنا نقرأ مع ضبط شديد ونعرب كل شيء ونتفرع في إعراب القرآن والشواهد الجانبية وننهي صفحة في الساعة تقريبا
أما في أصول الفقه فقد كانت الفائدة نحوية مع بعض تعليقات الشيخ الجانبية فهو صوفي ونحن كنا سلفيين
لم تكن بيننا أبدا أي معرفة مشتركة ولا حتى الطالب الذي دلنا على الشيخ
لم يؤثر اختلافنا المنهجي في الدرس حتى عندما قرأنا أصول الفقه
كثيرا ما تغيبنا دون عذر ولم يتذمر الشيخ حسين أبدا
لم يكن هناك أي عائد مادي تلقاه الشيخ منا رغم فقره وكبر سنه
عندما كنا ندرس على الشيخ حسين بدران كان هناك ثلاثة أو أربع شيوخ آخرين يدرّسون بهذه الطريقة ولكن أيا منهم لم يكن منفتحا لأي طالب
اليوم لا أعلم في دمشق بأكملها من يدرّس بهذه الطريقة
بناءا على تجربتي الشخصية لا شيء أبدا يكافئ قول الطالب قرأت على أستاذي الكتاب الفلاني ولعل هذا ما شكل عاملا حيويا لقبولي الانتقادات الموجهة لناصر الدين الألباني رحمه الله في أنه لم يدرس على أحد بل درس من الكتب فقط
هذه أسلوب في التعليم نفتقده بشدة وقد بدأت بعض المؤسسات التعليمية الغربية تعيده خصوصا في المجالات البحثية أو العلوم الإنسانية ولكن العلم الإسلامي نشأ وانتقل بهذه الطريقة
رحم الله أستاذنا الشيخ حسين بدران وجزاه الله عنا خير الجزاء وبلّغه الفردوس الأعلى من جنته فقد أدى كل ما يستطيع ولا نزكي على الله أحدا
تعليق