«للبيوت اسرار» مقالات كتبتها امراة في مجلة سعودية منذ اثنتي عشرة سنة وسرقها ونشرها كاتب باسمه ضمن كتاب صدر منذ سنتين ..
كتب - المحرر الثقافي:
دأب بعض الكتاب على اصدار كتب تتناول بعض المشكلات الاسرية والمجتمعية بالطبع هولاء الكتاب يتحدثون عن تلك المشكلات التي تحيط بهم، لذا فمن الموكد ان البيئة السعودية ومشكلاتها السرية تتضح في الكتاب يكتبه ويصدره احد المولفين السعوديين، من هذه الكتب والتي صدرت موخراً كتاب (للبيوت اسرار قصص من واقع الحياة من تاليف نبيل بن محمد محمود وقد صدر في طبعته الاولى عام 1424ه 2004م باصدار خاص تم توزيعه من قبل موسسة الموتمن التجارية بالرياض والدار العالمية في الاسكندرية وواحة الفردوس بالقاهرة) اشتمل الكتاب على مائة واربعين نصاً بداه بمقدمة تحدث فيها عن القصص التي تمر بمعترك الحياة الاسرية وقد اوضح بان القصص الواردة بالكتاب عبارة عن رسائل قصيرة ليس لها نهاية في اغلبها تعبر عما في داخل الانسان وتترك لمن يقراها ان يضع بنفسه النهاية التي تتناسب مع مفاهيمه ومعتقداته التي يجب ان يتعامل بها مع من حوله، ويضيف قائلاً والاسماء الواردة في القصة ليس المقصود بها اشخاص باعينهم ولا اسر بعينها ولكنها شخصيات من وحي الخيال لتتم معه اركان القصة واحداثها على الوجه المطلوب، ويختتم كتابه بدعائه: اسال الله ان ينفع بهذا الكتاب كل من قراه واستفاد وساهم في نشره ليعم النفع بين الناس وذيله باسمه مسبوقاً بالفقير الي عفو ربه.
الملاحظ في الكتاب منذ النص الاول انه يناقش قضايا ومشكلات تعاني منها الاسرة السعودية، وهذا يدعو للتساول ولكن جميع تلك الاجوبة تتلاشى وتختفى امام ممارسة للاسف بعيدة كل البعد عن قيمنا الاسلامية الا وهي السطو على جهد الغير ونسبه لنفسه، وهذا ما حدث فعلاً حيث تلقت ثقافة اليوم خطاباً من المحررة بمجلة الدعوة سابقاً ثم في مجلة اسرتنا الجوهرة سعد المطرب توضح به بان النصوص التي نشرت في كتاب نبيل محمد محمود ماخوذة من زاويتها التي تحمل نفس العنوان (للبيوت اسرار) وارسلت ثلاث صور من مقالاتها صدرت عام 1418ه ووجد تطابقاً حرفياً مع ما نشره نبيل في كتابه مع تغيير للاسماء للتمويه، اما الاقواس والفواصل والنقاط فكما وردت في النص الاصلي.
وفيما يلي ننشر خطاب الكاتبة الجوهرة المطرب:
سعادة الاستاذ سعد الحميدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فانه منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة اقترحت علي الاستاذة امل الذييب محررة ملحق الاسرة في مجلة الدعوة ان اتولى كتابة زاوية اجتماعية تعنى بهموم الناس وتبرز الجوانب الايجابية والسلبية في حياتهم حيث كنت احدى عضوات التحرير في الملحق، وتم الاتفاق على تسمية الزواية «للبيوت اسرار» وان تنشر دون اسم ليكون ادعى للتصديق والتشويق فهي مرة على لسان ام واخرى زوجة ومرة على لسان رجل وهكذا فاخفاء الاسم يعطيها شيئاً من القوة.
وبدات مستعينة بالله في كتابتها منذ ذلك اليوم بداية عام 1415ه وسرت في هذ الدرب حتى انفصل ملحق الاسرة عن مجلة الدعوة الام واصبح مجلة مستقلة تحمل اسم «اسرتنا» فواظبت على كتابتها حيث لمست اسرة التحرير لها قبولاً من القراء وتفاعلاً ايجابياً ولله الحمد والمنة.
وذات يوم اقترحت علي احدى الفاضلات طباعتها في كتاب بل واعادت الامر اكثر من مرة ولكني كنت لا ارى رايها لاسباب عديدة فنحيت الفكرة جانباً حتى كان ذلك اليوم الذي وصلني فيه اتصال منها تعاتبني على تقاعسي عن طباعة الزاوية في كتاب لتقول لي «زاويتك سرقت وطبعت في كتاب» لم اصدق حتى ارسلت لي نسخة منه لقد كانت سرقة واضحة ووقحة!! فوجئت اولاً بالاسم «للبيوت اسرار» نفس اسم الزاوية ولما ولجت الى الكتاب عقدت لساني الدهشة نفس المواضيع، نفس العناوين، الافكار ذاتها، ولكن العجب ان المولف مصري يدعى نبيل محمد محمود!! قصص وحوادث من واقع المجتمع السعودي الذي انتمي اليه، اسماء ربما نقول عنها انها نجدية صرفة نسبها اليه زوراً وبهتاناً حاول ان يطمس الحقيقة بتغييره لبعض العناوين او تزويره للاسماء لكن وكما في النموذج لديكم احياناً يبقى الامر على حاله، انها سرقة في وضح النهار وتحت ضوء الشمس ايضاً.
لقد شجعه على ذلك كون الزاوية بدون اسم - ربما-!! قد لا اكون كاتبة مشهورة تنحني لها الاقلام ولكن من هذا المنبر الاعلامي المتميز الذي اخترته لطرح قضيتي احتفظ بحقوقي الادبية كاملة واطالب الجهات الرسمية متمثلة بوزارة الاعلام بحفظ حقي في طباعة الزاوية والضرب بشدة على يد ضعاف النفوس الذين يتحينون الفرص للصعود على الاكتاف على حساب غيرهم بحثاً عن المال او الشهرة والبروز.
كيف قدم المدعو نبيل محمود كتابه؟ بالطبع لم يشر من قريب او بعيد الى المصدر الذي استقى منه المواضيع اعني مجلة الدعوة ولا انها زاوية اسبوعية فيها بل توحي المقدمة انها قصص من الحياة كانما سمعها او عرف افرادها ولكنه يعود ليوكد انها (لشخصيات من وحي الخيال) خيال من؟! الجواب عند السارق!! فهي ليست من الخيال بل قصص حقيقية لاناس يعيشون بيننا قد لا يحدثونني بها شخصياً ولكني اسمعها او اعرفها باطرافها بسبب طبيعة المجتمع السعودي المترابط المنفتح على بعضه.
هل هناك ما اود قوله في الختام؟ ان الجهد المتراكم من سنوات في تحرير الزاوية واستمراريتها لا اود ان يضيع سدى فالمرجو من الادارة العامة لحقوق المولف التابعة لوزارة الاعلام ان توقف طباعة الكتاب وبيعه وان تصادر النسخ الموجودة في المكتبات وان تضع الضوابط الصارمة لاصدار الفسح واعطاء الاذن لطباعة الكتب وغيرها، فالمطلع على الكتاب يتساءل: كيف لشخص من بلد اخر ان يتحدث عن المجتمع السعودي بكل هذه المعرفة الدقيقة التراكمية بطبيعة المجتمع وخصائصه ونسيجه المميز؟! اخيراً اهمس في اذن الفقير الى عفو ربه نبيل محمد محمود بانه لو لم تحفظ لي الجهات المعنية حقوقي فان الكتاب الذي عند الله سبحانه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وعند الله تجتمع الخصوم.
اسال الله لنا ولكم الهداية والثبات.
والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته
الجوهرة سعد المطرب
محررة في مجلة اسرتنا
خاتمة:
ثقافة اليوم وهي تنشر قضية السرقة هذه تتساءل.. ما المبرر لتلك الممارسات.. هل هو البحث عن الكسب المادي.. ولماذا للاسف يتمسح اولئك بصيغة الدين والاسلام بريء من ممارستهم هذه، كيف يبحث عن النفع بين الناس بطريقة غير مشروعة، وحتى يكون هنالك اجابة على تلك الاسئلة تامل ثقافة اليوم بان يكون هنالك تعاون بين ادارات حقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي لمتابعة تلك الممارسات واتخاذ قرارات حازمة بحقهم منها التشهير والغرامة المالية حتى يكون ذلك رادعاً لكل من يستسهل امر السرقة في المستقبل.
المصدر: صحيفة الرياض