منتدى المقاومة العراقية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    منتدى المقاومة العراقية

    حرب العراق تنتهي بكارثة أمريكية آخر تحديث:الخميس ,09/09/2010




    فيصل جلول


    كان الرهان الأمريكي على احتلال بغداد ينطوي على تغيير العالم العربي ومجمل الشرق الأوسط، أي قلب العالم، وبالتالي ضمان السيطرة الأمريكية على النظام العالمي خلال الألفية الثالثة من دون منازع .



    وكان التوجه الأمريكي يضمر إسقاط أنظمة ودول عديدة حول العراق، وحمل أنظمة أخرى على الاتعاظ، وبالتالي الانصياع للإرادة الأمريكية .



    بدا منذ الشهور الأولى للغزو أن المقاومة العراقية تعمل على تحطيم هذا الرهان رأساً على عقب، وقد نحجت إلى حد أن واشنطن باتت تحتاج إلى أعدائها الشرق أوسطيين لضمان احتلالها لبلاد الرافدين، ولتحجيم خسائرها البشرية ولحفظ ماء الوجه عبر انسحاب على رؤوس الأصابع بلا فخر ولا من يفخرون . ولعل تقرير بيكر هاملتون يقر بهذا الوصف إذ يتحدث صراحة عن وجوب التعاون مع سوريا وإيران ويوصي بانسحاب سريع من “أرض السواد” .



    وكان يقدر لغزو العراق أن يتسبب بخسائر بشرية ضئيلة، فإذا بالخسائر الأمريكية لا تطاق خصوصاً في السنوات الأولى، حيث يروي فلاديمير تيتورينكو، السفير بوزارة الخارجية الروسية والذي تعرض موكبه أثناء الخروج من بغداد في العام 2003 لهجوم عسكري أمريكي “أن الخسائرالأمريكية في العراق تزيد أربعة أو خمسة أضعاف، عما أعلن رسمياً” ما يعني حوالي عشرين ألف مقاتل وعشرات الآلاف من الجرحى والمرضى النفسيين، في حين تتحدث المقاومة العراقية عن أرقام مضاعفة ومن غير المستبعد أن يصاب الأمريكيون بمرض العراق، كما أصيبوا من قبل بمرض فيتنام .



    أما الخسائر المالية فهي عصية على الحصر، حيث تنشر تقديرات بمليارات الدولارات من الخسائر، وتتحدث تقديرات أخرى عن تريليونات إذا ما تم حساب الربح والخسارة الواقعي والمرتجى . وثمة من ينسب الأزمة المالية العالمية إلى حرب العراق وإن صح ذلك، فالخسارة تطال في هذه الحال مجمل النظام الرأسمالي، ويتوجب تقديرها بمئات التريليونات من الدولارات . وحجم الخسائر ينعكس بوضوح في تعليق توماس فريدمان الطفل المدلل للمحافظين الجدد حيث يقول “إن بلاده ستكون (بعد غزو العراق) مكبلة بالديون وقوة عظمى هزيلة” وبالتالي، لن تكون موطناً للصقور أو على الأقل لأفراد يخشى من غضبهم” .



    وكان من المقدر أن تتمتع “إسرائيل” جراء غزو بغداد ببيئة شرق أوسطية آمنة توفر للدولة الصهيونية الدور الذي لاينازع في المنطقة، فإذا بنتائج الغزو تطيح بالتحالف التركي- “الإسرائيلي” وتحيط “إسرائيل” بطوق متزايد القوة من المقاومين والممانعين .



    وكان من المقدر أن يكبح غزو العراق محاولات التمرد الأفغانية، وأن يضعف المعارضة الباكستانية وأن يدخل تعديلات جدية على مرجعيات الحضارة الإسلامية الأساسية فإذا به يؤدي إلى تصعيد المقاومة الأفغانية وإلى إنعاش المعارضة الباكستانية وإلى تهديد مجمل النفوذ الأمريكي في شبه القارة الهندية .



    وبما أن “القوة العظمى الهزيلة” تغري بالتمرد وعدم الانصياع لإراداتها فقد بادرت مجموعة من الدول اللاتينية إلى التمرد على اليانكي بعد غزو العراق وشق طريقها المستقل، الأمر الذي أدى إلى كسر الحصار اللاتيني عن كوبا، وإلى ضمور النفوذ الأمريكي في حديقة واشنطن الخلفية .



    والحق أن الحصيلة الأمريكية الكارثية لحرب العراق هي التي حملت الرئيس أوباما على تبديل وجهة بلاده من الصراع المفتوح مع الحضارة العربية الإسلامية إلى خطاب التعاون والهدنة الذي ألقاه في القاهرة بعيد انتخابه، وربما من بعد إلى فرض واقع جديد في الصراع العربي- “الإسرائيلي” . والحق أيضاً أن الغربيين بدأوا يطلقون على هذه الحرب الوصف الذي تستحقه، حيث يرى رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان في حديث علني للصحافة: “أن الغرب يلحس الغبار في العراق وفي أفغانستان “ في حين يعتقد رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أثنار أن الغرب ضعيف إلى حد يستدعي طرح الصوت على الرأي العام الغربي لإنقاذ “إسرائيل” من السقوط، ذلك أن سقوطها يعني سقوط الغرب إلى غير رجعة .



    ما من شك أن أحداً لا يستطيع حصر الأضرار الأمريكية والغربية الهائلة التي نجمت عن حرب العراق، فهذه الأضرار ما زالت جارية، وبالتالي لم يحن أوان حصرها بعد، لكن حصيلة الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين تكاد تنبئ بأفول القوة الأعظم في العالم .
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    #2
    حصيلة عراقية لسنوات الغزو آخر تحديث:الأربعاء ,01/09/2010




    فيصل جلول


    لا بد من حصيلة أولية للغزو الأمريكي للعراق مع رحيل القسم الأعظم للقوات المسلحة الأمريكية من هذا البلد . والحصيلة تبدأ بإلقاء الضوء على الادعاءات والمزاعم التي روجت للاحتلال ومن بينها الحديث عن أسلحة الدمار الشامل، وقد سقطت هذه الحجة في غرة الاحتلال . والحديث عن امتناع العراق عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة بالتفتيش عن تلك الأسلحة، وقد قامت الحرب أثناء عمل لجان التفتيش في هذا البلد . والحديث عن ارتباط النظام العراقي السابق بمنظمة “القاعدة” ومنظمات إرهابية أخرى “تشكل خطراً على السلام العالمي”، وقد سقطت هذه الحجة قبل سقوط بغداد . والحديث عن تهديد النظام العراقي للاستقرار الإقليمي والدولي، وقد سقطت هذه الحجة أثناء الغزو، حيث لم تنفذ أعمال عراقية انتقامية ضد الدول التي ساندت الغزو، وانحصرت أعمال المقاومة داخل العراق وضد القوات الغازية حصراً . وقيل إن الغزو يتناسب مع القانون الدولي وإنه شرعي بدليل اشتراك 48 دولة في القوات التي اجتاحت العراق، وقد سقطت هذه الحجة عبر رفض مجلس الأمن السماح بالغزو، وعبر تصريح الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي أنان الذي قال إن الغزو غير شرعي وغير قانوني . وقيل إن الغزو يهدف إلى نشر الأفكار الديمقراطية في الشرق الأوسط، والصحيح أن انتشار هذه الأفكار قد تراجع إلى حد كبير منذ سقوط بغداد .



    لم تغر هذه الحجج الزائفة في حينه الرأي العام العربي وشطراً واسعاً من الرأي العام الدولي، لذا لم يتسبب سقوطها بذهول عندنا وعند غيرنا، علماً أن الرئيس السابق جورج بوش لم يترك فرصاً كثيرة للشك في صلاحية هذه الحجج، إذ صرح بوقاحة ما بعدها وقاحة في 2 أغسطس/آب عام 2004 بقوله “ . . . . حتى لو كنت أعرف ما أعرفه الآن عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل فإنني كنت سأدخل إلى العراق” . ولعل هذا التصريح يقفل صفحة مبررات الغزو ويمهر أكاذيب الغازي بخاتم رسمي من أعلى سلطة في الولايات المتحدة .



    بيد أن الغازي الأمريكي الذي فشل في تسويق حجج أخلاقية وقانونية لغزو بلاد الرافدين، طفق يربط الغزو بحجج داخلية عراقية من بينها خلع “النظام الديكتاتوري” وإقامة نظام ديموقراطي بدلاً منه، وفرض احترام حقوق الإنسان والقضاء على الإرهاب ومكافحة التهديد العراقي لدول الجوار، وإعادة إعمار العراق . .إلخ . والواضح أن هذه الحجج تهاوت الحجة بعد الأخرى وبإيقاع مشابه لإيقاع الحجج المزيفة قبل وأثناء الغزو . فالنظام الذي أقامه الغزاة على المحاصصة الطائفية يولد أزمات حكم بنيوية، والدليل أن الانتخابات النيابية تطيح فرص تشكيل الحكومة وتجمد الحكم لأشهر طويلة، وتستدرج تدخلات دولية وإقليمية لتوزير هذا أو ذاك، ناهيك عن أنه في ظل الغزو ساد الفساد بدليل أن مليارات الدولارات اختفت في عهدهم من دون رقيب أو حسيب . وفي السياق لم يتمكن الحكام الجدد من توفير الأمن والراحة للمواطنين، إضافة إلى تردي الخدمات الأساسية وانتشار المعازل الطائفية والعرقية في بلد كانت نسبة الاندماج الاجتماعي فيه من أعلى النسب في منطقته، أضف إلى ذلك سقوط مئات الآلاف من العراقيين في ظل الاحتلال بين جرحى وقتلى ومفقودين، فضلاً عن ملايين المهجرين والمهاجرين داخل البلاد وخارجها .



    وسط هذا الدمار الشامل يشق على المرء الحديث عن احترام حقوق الإنسان في العراق، فمن المخجل فعلاً الحديث عن احترام حق السكن وحق التنقل وحق الأمن وحق التعليم وحق العمل، وسط الخرائب العراقية، أما حق التعبير فقد صار سقفه قاصراً على حكام العراق “الجدد”، هذا إذا أردنا طي صفحة فضائح معتقل “أبو غريب” وتصريحات وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد عن تكوين وسائل إعلام عراقية على قاعدة الرشوة ومديح الاحتلال وعملائه .



    يبقى الحديث عن الإرهاب، وقد صار العراق من أبرز الدول المصدرة له بعد أفغانستان، أما عن تهديد البلد لجيرانه فقد انقلبت الآية وصار العراق مسرحاً لتدخل كل دول الجوار في كل شؤونه، بل في تفاصيل حياته اليومية، وقد تم ذلك بفضل المحتل الأمريكي، وربما عن سابق تصور وتصميم ذلك أن تهديم الدولة والجيش العراقيين بقرار من بول بريمر ما كان يمكن أن يؤدي إلى نتيجة أخرى .



    في هذه اللحظات التي نشهد فيها رحيل القسم الأعظم من القوات الأمريكية المحتلة عن بلاد الرافدين، يبدو أن الحصيلة العراقية التي تفرض نفسها لسنوات الاحتلال المستمرة هي أن المحتل نجح في نشر الخراب في بلد عربي كان عامراً وحيوياً ومستقلاً ومرفوع الرأس، وقاعدة مهمة لمقاومة وردع التسلط الأجنبي في الوطن العربي، ولعل هذا الخراب هو ذاك الذي وعد به جيمس بيكر طارق عزيز في ذلك اللقاء الشهير قبيل حرب الخليج الأولى .

    تعليق

    • محمد زعل السلوم
      عضو منتسب
      • Oct 2009
      • 746

      #3
      عن فشل عسكري يصعب حجبه آخر تحديث:الخميس ,05/08/2010




      فيصل جلول


      مستفيداً من تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 حاول الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش أن يغير “الشرق الأوسط”، بحيث يصبح على الصورة التي تناسب “إسرائيل” والغرب . وشن لهذه الغاية حملة عسكرية قلبت نظامين للحكم في أفغانستان والعراق، وكان يأمل أن تشكل هذه الحملة رأس جسر لقوى محلية مؤيدة للغرب تقلب حكومات بلدانها وتستقبل ما سماه بوش الابن “رياح الحرية” الوافدة إلى الشرق الاوسط، مع عرباته المدرعة وصواريخه وبوارجه الحربية .



      وبادرت “إسرائيل” استكمالاً للحملة العسكرية “البوشية” إلى شن حربين خاطفتين: الأولى أخفقت في لبنان عام 2006 في القضاء على المقاومة اللبنانية، إحدى أهم قلاع الممانعة في الشرق الأوسط، وحرب أخرى خاطفة على قطاع غزة علّها تقفل الثغرة الفلسطينية التي افتتحتها “حماس” عبر صناديق الاقتراع أولاً، وحافظت عليها من بعد بالقوة المسلحة . وفي غزة فشلت “إسرائيل” كما في جنوب لبنان، مع فارق مهم في حجم الفشل ناجم عن الفارق الكبير بين حجم وقوة المقاومة اللبنانية وطبيعة الأرض التي شملها القتال، بالقياس إلى قوة وحجم المقاومة الفلسطينية وطبيعة الأرض الغزاوية المقفلة والمحاصرة من كل صوب .



      لقد بات معلوماً أن حملة بوش الشرق أوسطية انتهت إلى فشل ذريع، وذلك باعتراف ضمني ورد في تقرير “بيكر هاملتون” الشهير الذي أوصى بوضع حد لهذه الحملة وبالتحاور مع أعدائها . وبات معلوماً أيضاً أن الدول التي كانت مرشحة للسقوط، إيران وسوريا بخاصة، خرجت أكثر قوة من هذه الحملة، وهي اليوم اللاعب المحلي الأهم في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تركيا التي رفضت الاشتراك في هذه الحملة منذ انطلاقها، كما اعترضت بقوة على حربي لبنان وغزة وصولاً إلى انتهاج دبلوماسية الصوت العالي في مواجهة “الدولة العبرية” .



      اصطفت قوى كثيرة ومتعددة للحؤول دون تحويل الفشل الأمريكي إلى انتصار كاسح لمن منعوا قوى أحلام الغرب في تكوين شرق أوسط جديد خاضع وذليل ومطيع بكل مكوناته للإرادة الغربية، ومتناسب مع البيئة الأمنية التي تحلم “الدولة العبرية” ببنائها في هذه المنطقة . والاصطفاف وصل إلى تشكيل مظلة لمفاوضات استبقها وزير الخارجية “الإسرائيلي” بالقول إنها لن تتوج بدولة فلسطينية في المدى المنظور .



      والاصطفاف يشمل أيضاً فرض تعتيم شامل على أعمال المقاومة العراقية والأفغانية خارج مسرح العمليات، كما يشمل تشويه هذه المقاومة عبر دعم بعض أجهزة المخابرات لإعمال إجرامية وطائفية تنسب إلى المقاومة وتطعن بشرفها وبوطنيتها، وبالتالي الامتناع عن الاصطفاف معها .



      والراجح أنه لولا هذا الاصطفاف لتحجيم الفشل الأمريكي وحصر تأثيره في الشرق الأوسط في حدود معينة، ولولا الفتن والحرق الطائفية التي اشعلتها المخابرات الأمريكية حول المقاومين والممانعين، لولا ذلك كله لما تمكنت أمريكا من سحب حوالي مائة ألف جندي أمريكي من العراق في عام واحد، وسط صمت كثيف، كأن حرباً لم تقع أو كان العراق لم يدمر ولم تفكك دولة ولم ترجع إلى العصر الحجري كما وعد “اليانكي” من قبل .



      أما الكلام المعسول الذي أطلقه أوباما حول الحضارة الإسلامية في جامعة القاهرة، فهو واحد من قذائف دخانية كثيرة أطلقت من أجل تغطية الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، من دون تكلفة سياسية باهظة، وبالتالي التعاطي مع الهزيمة الأمريكية والغربية في المنطقة كأنها هزيمة لبوش وليس للغرب والقوة الأعظم في العالم .



      وحتى يستكمل الانسحاب الأمريكي من العراق وأفغانستان يرجح أن تواصل واشنطن سياستها الخارجية الراهنة القائمة على الحفاظ على “الستاتيكو”، فلا شيء يتغير حتى لا يبدو كأنه تغير جراء الفشل الأمريكي في المنطقة، ولا شيء يتغير على الصعيد الفلسطيني حتى لا تبدو “إسرائيل” كأنها مضطرة للتخلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة جراء الفشل الصهيوني في حربي لبنان وغزة من جهة، والفشل الغربي في حربي أفغانستان والعراق من جهة أخرى .



      يبقى القول إن “الستاتيكو” هو سلاح ذو حدين، فإن كان مفيداً للحملة الأمريكية الفاشلة على “مركز العالم” ومحوره التاريخي فإنه يتيح لمناهضيها ترتيب صفوفهم وتدعيم أسلحتهم وتكثيف استعداداتهم للمزيد من المجابهة، وخصوصاً ردع الكيان الصهيوني فلا يتغطرس بعد اليوم ولا يستبيح أراضي العرب وأجواءهم وبحارهم، ولعل الاشتباكات الأخيرة على الحدود اللبنانية بين الجيش اللبناني والصهاينة تلقي الضوء على هشاشة “الستاتيكو”، وتؤكد مرة أخرى أن الفشل الأمريكي والغربي في تغيير الشرق الأوسط لن يمر مرور الكرام، تماماً كالفشل “الاسرائيلي” في حربي غزة ولبنان، ولعل حاصل جمع الفشلين يؤدي عاجلاً أم أجلاً إلى تغيير وجه الشرق الأوسط، ولربما النظام الدولي بأسره .

      تعليق

      • محمد زعل السلوم
        عضو منتسب
        • Oct 2009
        • 746

        #4
        جرأة متأخرة آخر تحديث:الجمعة ,10/09/2010




        سمير سعيد


        لا ندري ما جدوى الجرأة المتأخرة التي تحط فجأة على بعض المسؤولين في الدول التي ارتكبت جريمة غزو العراق، أو ممن كانوا في مواقع المسؤولية في منظمات دولية تواطأت هي الأخرى ورضخت للرغبة الأمريكية في تدمير العراق، ولزمت الصمت حينها تجنباً لأي صدام مع العم سام يمس مناصبهم .



        قبل فترة كال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي الاتهامات لمدبري الغزو، وهذه الأيام يعلن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان أنه لم يكن هناك داع للغزو، الذي وصفه بالعبث، وأنه أعاد بلاد الرافدين عقدين إلى الوراء، بعد أن فشل على مدى أكثر من سبع سنوات في تحقيق أي شيء .



        أيضاً تتزامن تصريحات أنان مع سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل لمسؤولين بريطانيين حول جريمة الغزو، التي اعتبرها القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال ريتشارد إذلالاً للقوات المسلحة البريطانية، محملاً رئيس وزراء بلاده الأسبق توني بلير وخلفه جوردون براون مسؤولية هذا الإذلال .



        وقبل تصريحات أنان وصف نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج أمام مجلس العموم قرار الحرب بأنه “أكثر القرارات كارثية على الإطلاق، أي الغزو غير القانوني للعراق”، وهو ما يعني محاكمة بلير وزمرته بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ولكن سرعان ما تراجعت حكومة ديفيد كاميرون وأكدت أن تصريحات كليج مجرد “رأي شخصي”، ما يكشف حقيقة قوة لوبي الحرب في بريطانيا الداعم للمحافظين الجدد .



        يبدو أن “السادة” المتخفين قد بعثوا برسالة لكاميرون حول النهايات المأساوية لكل من يخرج عن السياق، كما حدث مع خبير الأسلحة النووية البريطاني ديفيد كيلي، الذي اغتيل، على ما يبدو، لأنه قرر أن يغرد خارج السرب ويكشف حقيقة المؤامرة، ليلحق به بعد عامين وزير الخارجية الأسبق روبن كوك في ظروف غامضة أيضاً، بعد أن خرج من الوزارة وفضح التحالف الشيطاني بين بلير وجورج بوش الابن، في إطار سلسلة مواقف جعلت الرجل أشرف من أنجبتهم الدبلوماسية والسياسة في بريطانيا على مدى تاريخها .



        ورغم قوة قبضة هؤلاء “السادة” على بريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن الوضع أفضل بكثير خارج قلعتي التآمر، بالشكل الذي يسمح لبعض المسؤولين في البلدين وغيرهما من المسؤولين الدوليين سابقاً، الذين استبد بهم الجبن ومنعهم من اتخاذ مواقف مسؤولة وقت الحرب، مثلما فعل كوك ومن بعده كيلي، أن يصبحوا أبطالاً الآن ليمارسوا دور الوعظ الكاذب في حدود المسموح، ولم يقولوا لنا ما فائدة الطنطنة بذلك الحديث، باستثناء الندوات والمحاضرات مدفوعة الأجر والكتب التي تدر عليهم الملايين؟



        هذه التصريحات عديمة الجدوى، التي تفسر الماء بعد الجهد بالماء في وقاحة واضحة، ستستمر لزمن طويل يواجه خلاله بلير استقبالاً من أفراد شعبه بالأحذية والبيض في كل مكان على درب سيده التعيس بوش الابن، بينما يقابل بالترحاب والتكريم في منطقتنا، بل إن نفراً من المعتكفين في محراب سلطة عهد الاحتلال في العراق يقدم لهما الشكر بين الحين والآخر على ما فعلاه في العراق والعراقيين، وذلك بدلاً من أن يقدما للعدالة كمجرمي حرب، ولكن للولاء أحكام .







        samirqqq@hotmail.com

        تعليق

        • محمد زعل السلوم
          عضو منتسب
          • Oct 2009
          • 746

          #5
          عراق بلا عراق آخر تحديث:الجمعة ,03/09/2010




          سمير سعيد


          قبل حوالي 95 عاماً بررت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس ويلسون، غزوها لهايتي بنشر الحرية والديمقراطية في هذه الجزيرة الصغيرة الفقيرة، ليقوم بعد ذلك مساعد وزير البحرية فرانكلين روزفلت، الذي أصبح رئيساً لأمريكا في ما بعد، بصياغة دستور هذا البلد، ومن ثم توقيع معاهدة بين واشنطن والجزيرة تتيح بقاءً طويلاً للاحتلال الأمريكي الذي أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، من خلال حاكم عسكري أمريكي مستتر، وآخر صوري من أهل البلاد لا يجيد إلا تنفيذ أوامر سادة البيت الأبيض، بعدما جاءت به إلى الحكم ليؤدي دور الدمية بإتقان .



          بعد 95 عاماً لم تتحقق الحرية وما زالت هايتي تحت الهيمنة الأمريكية، وأصبحت واحدة من أفقر دول العالم، بمعدلات بطالة تصل إلى 70%، وانتشار الأمية بين السكان والتي تصل إلى 55%، وهذه الأرقام كانت قبل الزلزال الذي أتى على عاصمة البلاد قبل أشهر قليلة، وقيل إن واشنطن نفذته من خلال مشروع “هارب” للعبث بالطبيعة .



          وبعد ما يقرب من 88 عاماً كررت واشنطن ذات الجريمة بقيادة جورج بوش الابن، ليغزو العراق في عام 2003 تحت مزاعم نشر الحرية والديمقراطية، بعد تلقي تقارير تشير إلى فقر مناطق قزوين للنفط واحتمال نضوبه في مدة زمنية قصيرة، ما دفع عصابة المحافظين الجدد لخوض حرب على بلد يمتلك أكثر من 211 مليون برميل من الإنتاج العالمي، أي حوالي 11 % من النفط العالمي .



          وعقب الغزو حلّت واشنطن الجيش والشرطة وبقية مؤسسات الدولة، وذلك تمهيداً لفرض إجراءات عدة تتمكن واشنطن بموجبها من البقاء الطويل، ونهب موارد هذا البلد، ليتم بعدها بعد بناء جيش وشرطة عمادهما الميليشيات والاتجاهات الطائفية والعرقية، بينما تتولى إدارة المؤسسات الجديدة شخصيات جاءت بناء على صفقات المحاصصة والطائفية، وفق دستور خطه اليهودي نوح فيلدمان، الذي جاء بحكومة أقرت اتفاقية أمنية تشرعن الاحتلال وبقاءه، وتسلم البلد على طبق من ذهب إلى الأمريكيين، وربما بعض الجيران .



          الآن، وبعد سبع سنوات فقط من الغزو، أصبح العراق أسوأ حالاً من هايتي، حيث يتهدده خطر التقسيم، وأصبح بلداً لا أمن فيه ولا أمان، ولا وجود لمؤسسات دولة حقيقية، كما غابت الخدمات الأساسية واستشرى الفساد المالي والإداري، وتحوّل هذا البلد إلى مجرد كيان منهار وخرب، تضربه البطالة والجهل والمرض، حيث أصبح العراق غير العراق الذي كنا نعرفه سابقاً، ولا أهله كما كانوا .



          الآن أيضاً تترك واشنطن العراق لمصيره في انسحاب شكلي واحتلال مقنع، من دون أن تحل الأزمة السياسية، أو تترك جيشاً قادراً على حماية هذا البلد الذي أصبح غارقاً وسط الخراب والدمار ودماء شعبه، بينما يتحدث المحتل ورجاله، الذين أسسوا دكتاتورية أشد قسوة ودموية من دكتاتورية صدام حسين، عن نموذج ديمقراطي “يحتذى” في المنطقة .



          ترى ماذا سيكون شكل العراق بعد 95 عاماً؟ هل سيكون مثل هايتي اليوم أم أسوأ حالاً؟ أم سينجح أهله في تشكيل حكومة وطنية حقيقية . إذا فعلوا ذلك حينها فقط سيستطيعون استعادة العراق وعراقيتهم التي ستمكنهم من التخلص من سرطان الاحتلال وما نتج عنه .



          samirqqq@hotmail.com

          تعليق

          • محمد زعل السلوم
            عضو منتسب
            • Oct 2009
            • 746

            #6
            من الصفويين والعثمانيين إلى الإيرانيين والأمريكيين

            --------------------------------------------------------------------------------

            من الصفويين والعثمانيين إلى الإيرانيين والأمريكيين آخر تحديث:الأحد ,15/08/2010




            سعد محيو


            قلنا بالأمس إن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق، لن يكون نتيجة للاستجابة أو اللااستجابة إلى “المناشدات” العراقية له بالبقاء، بل سيكون مرتبطاً إلى حد كبير بمستقبل الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط .



            وسنقول اليوم لماذا؟



            كما أن أزمة لبنان ارتبطت منذ عام 1969 (ولاتزال) بالصراع العربي- “الإسرائيلي”، كذلك ارتبطت أزمة العراق منذ عام 2004 بالصراع الإيراني- الأمريكي و”الإسرائيلي” . وكما أن لبنان لن يعرف الخلاص النهائي إلا بعد تسوية الأمور مع “إسرائيل”، أو حتى بعد تفكك المشروع الصهيوني، فإن أزمة العراق لن تصل إلى خواتيمها الحقيقية إلا على إثر حل الصراع الإيراني- الأمريكي سلماً أو حرباً .



            هذه الحقيقة لا تنفي دور العوامل الداخلية العراقية، بل تعززها ولكن بشكل سلبي . إذ إن هذا الدور موجود، لكن وبسبب تشظي المجتمع العراقي إلى مذاهب وطوائف وعشائر متناحرة، بات بطن الداخل العراقي مفتوحاً أمام كل أنواع المباضع أو الصفقات الخارجية .



            الآن، وطالما الصورة على هذا النحو، ينبغي الإطلالة على بلاد العباسيين من النافذتين الإيرانية والأمريكية لمعرفة كلٍ من مستقبل العراق والاحتلال الأمريكي له .



            وهنا تشير الدلائل المتوافرة إلى أن التسوية، أو ما سمي “الصفقة الكبرى”، بين طهران وواشنطن تبتعد يوماً بعد يوم، وتحل مكانها فرص المجابهة يوماً بعد يوم .



            المؤشر الأول كان ما أوردته مؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قبل أسبوعين، من أن إدارة أوباما وصلت إلى الاستنتاج بأن العقوبات لن تثني إيران عن مواصلة السعي للحصول على القنبلة، ولذا فهي باتت في وارد استبدال اليد الممدودة بالقبضة الحديدية .



            ويبدو أن هذه المعلومات صحيحة . إذ إن بنيامين نتنياهو الذي كان يأتي خلال السنتين الماضيتين إلى واشنطن وهو يصرخ مطالباً بوضع المجابهة مع إيران على رأس الأولويات الأمريكية، التزم في زيارته الأخيرة الصمت، ما دفع المراقبين إلى الاستنتاج بأنه ربما حصل من أوباما على “تطمينات” أرضته .



            المؤشر الثاني هو الدراسة التي نشرها الأمريكيان راي تقية وستيفن سيمون (*)، المشهوران بتأييدهما الحماسي المشبوب للصفقة الكبرى مع إيران، وتحدثا فيها للمرة الأولى عن احتمال انتقال إدارة أوباما من التحضير للحل إلى الاستعداد للحرب . وهما تخيلا لذلك حرباً تنشب خلال سنة من الآن تبدأ بشكل محدود ثم تنتهي كحرب إقليمية .



            وكان مُثيراً أن يختم تقية وسيمون دراستهما بالكلمات التالية: “إن العالم الذي تخيلناه هنا (أي سيناريو الحرب) قد لايكون قَدَرَاً، لكن سيكون من الصعب الإفلات منه” .



            هذه التطورات المتواترة والمتوترة لابد أن تنعكس سلباً على العراق، الذي سيتحوّل إلى حلبة ملاكمة رئيس بين واشنطن وطهران قد تستخدم فيها كل الأسلحة: من الشلّ السياسي المتبادل إلى الإرهاب الأمني المتبادل . وهذا سيكون شبيهاً إلى حد كبير بحروب الصفويين والعثمانيين التي حوّلت العراق إلى أرض الصراع الرئيسة بينهم .



            ومثل هذه الأوضاع ستوفّر للولايات المتحدة فرصة ممتازة لتحقيق ما أسميناه، أمس، الخروج من الحرب الأهلية العراقية بهدف إحكام القبضة على النفط والعراق ككل، سواء عبر حلف الأطلسي أو الأمم المتحدة أو كليهما معاً .



            وهذا السيناريو موضوع على نار حامية الآن .



            Steven Simon, Ray Takeyh: would Obama use force?



            (*)Washington Post, August 1, 2010



            saad-mehio@hotmail.com

            تعليق

            • محمد زعل السلوم
              عضو منتسب
              • Oct 2009
              • 746

              #7
              قاعدة "الموساد" تحترق آخر تحديث:الاثنين ,16/08/2010




              عبد الزهرة الركابي
              لوحظ في الفترة الأخيرة نشاط غير عادي في قاعدة (زاويته) في شمال العراق، وهذه القاعدة يستخدمها جهاز الموساد “الإسرائيلي” في مراقبة الحدود السورية الإيرانية على نحو خاص، مع أن نشاط هذا الجهاز يشمل الحدود التركية، وبالتالي فإن عمليات الموساد في المراقبة و”الاستمكان” تتمحور في المثلث الإقليمي المحاذي للعراق من المنطقة الكردية، وقد لفتت نظر بعض شهود العيان حركة نشيطة لمعدات وآليات ذات استخدامات استخباراتية، وهي مغطاة بأشكال تمويهية ومخادعة، علماً أن مثل هذه الحركة بهذه الكثافة، لم تحدث من قبل في هذه القاعدة “الإسرائيلية” التي تتخفى تحت لافتة مجمع صناعي ومجمع سياحي .

              وعلى أثر هذا النشاط اللافت تعرضت القاعدة الى تفجيرات في مواقع معينة منها خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وامتدت الحرائق من جراء هذه التفجيرات الى الغابات والجرود المحيطة بالقاعدة، وما زالت الحرائق مشتعلة في القاعدة حتى الأسبوع الثاني، واعتقد للوهلة الأولى أن هذه التفجيرات ناتجة عن قصف تركي لمواقع حزب العمال الكردستاني، وأفادت المصادر القريبة من المنطقة، بأن تكتماً ساد أوساط أجهزة الأمن الكردية وميليشيات (البشمركة) وذلك بالامتناع وعدم التصريح عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى هذه التفجيرات واشتعال الحرائق من جرائها، وبالتالي لم يستطع الصحافيون الوصول الى المنطقة والاطلاع على المواقع التي تعرضت لحوادث التفجير، بيد أن صحيفة “الصباح” العراقية الحكومية الصادرة في بغداد، نشرت خبراً “مقتضباً” لا يتجاوز السطرين ذكرت فيه: “أكدت قيادة قوات حماية البيئة في دهوك أن النيران التي اندلعت قبل يومين في غابات مصيف “زاويته” السياحي ما زالت مستمرة بسبب وعورة المنطقة” .

              يُذكر أن المنطقة المذكورة تتميز باعتدال مناخها في الصيف وسقوط الثلوج فيها شتاء”، وأن من النادر اشتعال الحرائق فيها إلا بفعل فاعل، ويعتقد المراقبون في المنطقة الكردية، أن هذه القاعدة الاستخباراتية “الإسرائيلية” وعلى أثر نشاطها المكثف الأخير، ربما تعرضت بعض مواقعها ومعداتها إلى التخريب المتعمد بفعل هذه التفجيرات، ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون أجهزة أمن إقليمية تقف وراء حوادث التفجيرات هذه .

              والمفيد في هذا السياق، أن السلطات الكردية في شمال العراق ومنذ إحتلال العراق وافقت على بناء قواعد “إسرائيلية” في المنطقة الكردية، تحت لافتة مجمعات صناعية ومنشآت سياحية وخاصة في منطقة (زاويته) التي سبق لأنباء مؤكدة أن أشارت إلى ذلك، ونقلاً عن مصادر كردية مطلعة والتي ذكرت، أن عناصر استخباراتية “إسرائيلية” قامت بشراء أراض في المنطقة المذكورة في شمال العراق، تقدر مساحتها ب 250 هكتاراً “تمهيداً” لتحويلها إلى قاعدة استخباراتية موجهة ضد الدول المجاورة للعراق، وأن الموساد يستفيد في تحركاته بشكل كامل من الأجهزة الإلكترونية الأمريكية المنصوبة على الحدود مع الجوار .

              وبالنسبة للاعترافات “الإسرائيلية” بخصوص الوجود “الإسرائيلي” في شمال العراق، فقد صرح بها أكثر من مسؤول “إسرائيلي”، بينما راحت الصحافة “الإسرائيلية” تتناول الموضوع ذاته من جوانب عدة، وهو الأمر الذي بات معروفاً .

              وآخر الحوادث المتهم بها الموساد في العراق خلال الأيام الأخيرة، هو عندما عاود مسلسل تصفية العقل العراقي حلقاته، حيث قام مسلحون مجهولون بفتح النار على شاب في منطقة بغداد الجديدة وأردوه قتيلاً على الفور، وأفاد مصدر أمني في بغداد لوسائل الإعلام، بأن الشاب هو طالب في جامعة بغداد قسم علوم الفيزياء، مشيراً إلى أن هذا الشاب قد ابتكر بعض المكائن الحديثة لتخصيب اليورانيوم بطريقة سلمية، فضلاً عن استعمالات بعض مجالاتها في السيطرة على التفاعلات النووية .

              وعلى كل حال، فإن تواجد الموساد واجه الكثير من العمليات المضادة على الرغم من تخفيه وراء واجهات مكاتب وشركات تجارية، وقد تم تفجير أحد مكاتبه في مدينة كركوك في بدايات الاحتلال، كما أن عناصر “إسرائيلية” كانت ضمن لجان التحقيق الأمريكية التي كانت تستجوب المعتقلين العراقيين، وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد الوجود “الإسرائيلي” سواء أكان ذلك في شمال العراق أو في بغداد وبعض المحافظات العراقية، لكن ما نريد التعليق عليه في حادثة التفجيرات التي تعرضت لها القاعدة “الإسرائيلية” في منطقة (زاويته)، هو أن هذه الحادثة، تؤكد أن الساحة العراقية في ظل الاحتلال أصبحت ساحة للصراع بين الموساد وال “سي آي أيه” الأمريكية من جهة، والأجهزة الأمنية الإقليمية من جهة أخرى .

              وخلاصة القول إن “الموساد” لم يعد يسرح ويمرح في العراق مثلما كان عليه الحال في بداية احتلال العراق، وقد تكون الضربة الموجعة التي تلقاها في شمال العراق أخيراً”، دليلاً “على أن موقعه لم يعد مريحاً” مهما كانت تغطيته قائمة من الأمريكيين وأتباعهم المحليين .

              rekabi@scs-net.org

              تعليق

              • محمد زعل السلوم
                عضو منتسب
                • Oct 2009
                • 746

                #8
                --------------------------------------------------------------------------------

                "اللا انسحاب" الأمريكي: نظرية المَحميّة آخر تحديث:السبت ,14/08/2010




                سعد محيو


                الخطة الأمريكية بوضوح هي التالية:



                الخروج من الحروب الأهلية العراقية، والحفاظ على السيطرة العامة على البلاد، عبر رفع شعار مساعدة الجيش العراقي على الدفاع عن الوطن .



                وهي خطة حاذقة بالفعل . إذ إنها يُمكن أن تضمن للولايات المتحدة مواصلة وضع اليد على ثالث أكبر احتياط نفط في العالم، وفي الوقت نفسه إعداد وتدريب وتعبئة القوات المسلحة العراقية لمواجهة العدو الخارجي الذي هو بالطبع إيران وليس “إسرائيل” .



                وهذه صيغة مُنقّحة لاستراتيجية الفتنمة الشهيرة، حين حاولت أمريكا في أوائل السبعينات تحويل حرب الهند الصينية إلى معركة بين أهل البيت، مع الفارق بأنها هذه المرة تخطط للبقاء فترة مطوّلة في العراق “إلى أن يصبح مستعداً لحماية نفسه من الأعداء الخارجيين”، على حد تعبير قائد القوات الأمريكية الجنرال راي أودييرنو .



                الأشكال الذي قد يأخذها هذا البقاء عديدة . فهو يمكن أن يعتمد على قرار من مجلس الأمن الدولي بتشكيل قوات دولية (يكون جسمها الرئيس وحدات أمريكية) لحماية حدود العراق . كما أنه يمكن أيضاً أن ينبثق من معاهدات عسكرية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة، تُحوّل الأول ببساطة إلى محمية تسيطر عليها الثانية . أو يمكن في أضعف الإيمان أن يُترجم البقاء نفسه بحاجة القوات العراقية إلى تدريب القوات الأمريكية لها على استخدام دبابات “ابرامز” المتطورة وطائرات “إف- 15” وغيرها من الأسلحة التي تدرس واشنطن تزويد الجيش العراقي بها .



                لكن، يبدو أن هذا التوجّه الأمريكي لا يلقى هوى لدى القادة السياسيين ولا حتى العسكريين العراقيين، الذين يعيشون هاجس الاحتفاظ بالنظام أكثر بكثير من هم الحفاظ على حدود البلاد وسيادتها . وهكذا، كان رئيس الأركان الفريق أول بابكر زيباري واضحاً كل الوضوح حين أعلن أن الجيش العراقي “لن يكون قادراً على تولي الملف الأمني قبل العام 2020”، وأنه سيكون في حاجة إلى الدعم الأمريكي حتى ذلك الحين . وكذا الأمر مع وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي الذي أكد “الحاجة إلى وقت طويل جداً لأي جيش للوصول من الصفر إلى نسبة تصل إلى 85 في المئة من تكامل قدراته” .



                لكن، هل ستستجيب الولايات المتحدة إلى هذه “المناشدات” المشبوبة؟



                ينبغي التذكير، بادئ ذي بدء، أن واشنطن هي التي أوصلت العراق إلى هذه المرحلة المتقدمة من الانهيار والتداعي، حين حلّت وبعثرت جيشاً قوامه نصف مليون جندي كان قد نجح في خوض معارك ناجحة (وإن مؤسفة وكارثية) مع واحدة من أكبر الدول الإقليمية في الشرق الأوسط: إيران . وكان الهدف من هذا الحل واضحاً: إبقاء العراق إلى أمد طويل في حاجة دائمة إلى الاحتلال الأمريكي، كوسيلة وحيدة لحماية النظام من السقوط والوطن من التفكك .



                والآن، وبعد أن تحقق هذا الهدف، باتت واشنطن في موقع يُمكّنها من القول إنها قوة إنقاذ لا قوة احتلال، وإن استمرار وجودها العسكري هو تضحية كبرى بالذات بعد أن خسرت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو تريليون دولار .



                نعود إلى السؤال لنقول إن مستقبل الوجود الأمريكي في العراق لن يكون نتيجة للاستجابة أو اللا استجابة إلى “المناشدات”، بل سيكون مرتبطاً إلى حد كبير بمستقبل الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط .



                كيف؟



                saad-mehio@hotmail.com

                تعليق

                يعمل...