إذا أردت أن تُغيـر… فلابد أن تتغيـر أولاً
عندما كنت شابا يافعا ذا خيال خصب وطموح بلا حدود كان حلمى أن أصلح العالم لكن لما نضجت وأصبحت أكثر فطنة ودراية اكتشفت أن العالم لن يتغير حسب مزاجى وقررت أن أقلل من طموحى وأكتفى باصلاح وتغيير بلدى وحسب !! إلا أننى سرعان ما تبين لى أن هذا أيضا بحكم المستحيل ولما تقدم بى السن قمت بمحاولة أخيره لإصلاح أقرب الناس إلىَّ عائلتى وأصدقائى إلا أننى فوجئت بمقاومتهم للتغيير والآن وأنا على فراش الموت اتضح لى أنه لو ركزت فى البدء على اصلاح نفسى لكنت مهدت الطريق لتغيير عائلتى التى كانت ستتخذنى مثالا وبدعم من عائلتى المحبة لى كنت سأستطيع تغيير بلدتى ومن يدرى لعله كان باستطاعتى عندها أن أغير العالم “.
كثير منا يريد أن يَصلح حال أمته وأن ترتفع قيمتها بين الأمم ويبدأ فى وضع التصورات والخطط لكنه سرعان ما تصيبه خيبة الأمل لأنه أبصر طول الطريق ووعورته فيبدأ فى فقدان الدافع وسرعان ما يولى ظهره ويشغل نفسه بما لم تخلق له.
فكثير من الناس خلقه الله ووضع فيه قدرات خاصة ومواهب متميزه … خلق ليقود …وخلق ليرقى وليرتقى بالآخرين وليأخذ نفسه بما هو لها أهل .. وإذا لم يفطن إلى قدراته وطاقاته ويكتشفها فقد أضاع نفسه وأضاع أمل أمته فيه .
وإلى هؤلاء أكتب كلماتى وأسيل مداد قلمى أن هلموا إلى تغيير واقعكم لتكونوا مشاعل الأمل المضىء فى دياجير الظلام وتكونوا طوق النجاه لأمة أوشكت على الغرق .
وكما يقول العلامه مالك بن نبى : ” أن الإنسان يعيش في ثلاثة عوالم: عالم الأفكار، وعالم الأشخاص، وعالم الأشياء. فلكل حضارة عالم أفكارها، وعالم أشخاصها، وعالم أشيائها”.
ولكى تنهض الأمم لابد أن يتغير عالم أفكارها ولكى يتضح الكلام أكثر دعنا نقف مع هذا المثال نقلا عن مالك بن نبى:
“حاول أن تتخيل معنا قوماً من الأمازون أو من الأدغال الأفريقية، بعالمهم الفكري المتواضع وبدائيتهم وقد تم نقلهم إلى ألمانيا، بينما نقل الشعب الألماني إلى أفريقيا أو إلى الأمازون، ماذا كان سيحدث حينها؟ الأمر سيبدو واضحاً جلياً، وهو أن الألمان في هذه الحالة سيعمِّرون المناطق الأمازونية أو الأفريقية ويصلحونها، بينما ستُدَمَّرُ ألمانيا ببنائها وحضارتها وشوارعها على يد القبائل البدائية ..
أما الشاهد من هذه القصة فهو أن عالم الأفكار عندما يكون نامياً ومتطوراً ويحتوي على أفكار، يستطيع أن يخلق عالم الأشياء حوله. والعكس ليس بصحيح. فعالم الأشياء المتطور إذا لم يقابله عالم أفكار متطور يمكن أن يدمر تحت مطارق التخلف الفكري. والأمر بَيِّنٌ وواضحٌ وجليّ. فعالم الأفكار يمثل المنطقة التي تتم فيها التحولات الكبرى”
كثيرا ما أتحدث مع كثيرين عن ضرورة تعلم العلم وتطبيقه وكثيرا ما كنت أسمع عبارات تنم عن واقع عالمنا الفكرى ولعلك سمعت شىئا منها يوما .
كنت أتحدث مرة مع شخص عزيز عن أهمية تطبيق العلوم الادارية فى مجال الأعمال حتى نستطيع أن نرتقى بشركانتا .
فقال لى: ( عم فلان اللى ميعرفش حاجه عن التسويق وعن الادارة الحديثة حقق ارباح بلغت كذا وكذا فى العام الماضى فما الذى يجعلنا نتعب أنفسنا ؟!).
ولعل القول حق أريد به باطل فمن قال ان الأرباح التى يحصل عليها هذا الرجل وغيره من ينحون نحوه هى حصته كاملة من السوق أليس من المعقول أن هناك فرصا لم يستطع أن يحصل عليها نظرا لسذاجة تفاعله مع السوق ؟؟!!.
أليس من الممكن أن هناك فرصا ضاعت منه نتيجة لملل موظفيه وشعورهم بالإحباط نتيجة ما يعيشونه من واقع سىء فلم يتفاعلوا مع العميل بما يستحق فولى العميل هاربا ؟؟!! .
ثم إن هذا الرجل فى مجاله لن يستطيع أن يقف فى وجه شركة عالمية تدار بمعايير وأصول .. فلم لا نطالبه بأن يتغلب على الشركة وينافس ويرينا مواهبه بدل من رمى الكرة فى وجه من يتكلم عن العلم وتطبيقه تطبيقا واقعيا وانزاله منزل التنفيذ لتفعيل الجاد المثمر منه وتعديل النظرى وتحويله الى عمل حقيقى .
أحبتى لا سبيل للنهوض الا بالعلم الذى يعود بالفائدة والمنفعه على أنفسنا وعلى أمتنا لنكون موارد خير وبركة تؤهلنا لنيل رضا الله رب العالمين .
لمطالعه باقى المواضيع :
أكاديمية النجــــاح
عندما كنت شابا يافعا ذا خيال خصب وطموح بلا حدود كان حلمى أن أصلح العالم لكن لما نضجت وأصبحت أكثر فطنة ودراية اكتشفت أن العالم لن يتغير حسب مزاجى وقررت أن أقلل من طموحى وأكتفى باصلاح وتغيير بلدى وحسب !! إلا أننى سرعان ما تبين لى أن هذا أيضا بحكم المستحيل ولما تقدم بى السن قمت بمحاولة أخيره لإصلاح أقرب الناس إلىَّ عائلتى وأصدقائى إلا أننى فوجئت بمقاومتهم للتغيير والآن وأنا على فراش الموت اتضح لى أنه لو ركزت فى البدء على اصلاح نفسى لكنت مهدت الطريق لتغيير عائلتى التى كانت ستتخذنى مثالا وبدعم من عائلتى المحبة لى كنت سأستطيع تغيير بلدتى ومن يدرى لعله كان باستطاعتى عندها أن أغير العالم “.
كثير منا يريد أن يَصلح حال أمته وأن ترتفع قيمتها بين الأمم ويبدأ فى وضع التصورات والخطط لكنه سرعان ما تصيبه خيبة الأمل لأنه أبصر طول الطريق ووعورته فيبدأ فى فقدان الدافع وسرعان ما يولى ظهره ويشغل نفسه بما لم تخلق له.
فكثير من الناس خلقه الله ووضع فيه قدرات خاصة ومواهب متميزه … خلق ليقود …وخلق ليرقى وليرتقى بالآخرين وليأخذ نفسه بما هو لها أهل .. وإذا لم يفطن إلى قدراته وطاقاته ويكتشفها فقد أضاع نفسه وأضاع أمل أمته فيه .
وإلى هؤلاء أكتب كلماتى وأسيل مداد قلمى أن هلموا إلى تغيير واقعكم لتكونوا مشاعل الأمل المضىء فى دياجير الظلام وتكونوا طوق النجاه لأمة أوشكت على الغرق .
وكما يقول العلامه مالك بن نبى : ” أن الإنسان يعيش في ثلاثة عوالم: عالم الأفكار، وعالم الأشخاص، وعالم الأشياء. فلكل حضارة عالم أفكارها، وعالم أشخاصها، وعالم أشيائها”.
ولكى تنهض الأمم لابد أن يتغير عالم أفكارها ولكى يتضح الكلام أكثر دعنا نقف مع هذا المثال نقلا عن مالك بن نبى:
“حاول أن تتخيل معنا قوماً من الأمازون أو من الأدغال الأفريقية، بعالمهم الفكري المتواضع وبدائيتهم وقد تم نقلهم إلى ألمانيا، بينما نقل الشعب الألماني إلى أفريقيا أو إلى الأمازون، ماذا كان سيحدث حينها؟ الأمر سيبدو واضحاً جلياً، وهو أن الألمان في هذه الحالة سيعمِّرون المناطق الأمازونية أو الأفريقية ويصلحونها، بينما ستُدَمَّرُ ألمانيا ببنائها وحضارتها وشوارعها على يد القبائل البدائية ..
أما الشاهد من هذه القصة فهو أن عالم الأفكار عندما يكون نامياً ومتطوراً ويحتوي على أفكار، يستطيع أن يخلق عالم الأشياء حوله. والعكس ليس بصحيح. فعالم الأشياء المتطور إذا لم يقابله عالم أفكار متطور يمكن أن يدمر تحت مطارق التخلف الفكري. والأمر بَيِّنٌ وواضحٌ وجليّ. فعالم الأفكار يمثل المنطقة التي تتم فيها التحولات الكبرى”
كثيرا ما أتحدث مع كثيرين عن ضرورة تعلم العلم وتطبيقه وكثيرا ما كنت أسمع عبارات تنم عن واقع عالمنا الفكرى ولعلك سمعت شىئا منها يوما .
كنت أتحدث مرة مع شخص عزيز عن أهمية تطبيق العلوم الادارية فى مجال الأعمال حتى نستطيع أن نرتقى بشركانتا .
فقال لى: ( عم فلان اللى ميعرفش حاجه عن التسويق وعن الادارة الحديثة حقق ارباح بلغت كذا وكذا فى العام الماضى فما الذى يجعلنا نتعب أنفسنا ؟!).
ولعل القول حق أريد به باطل فمن قال ان الأرباح التى يحصل عليها هذا الرجل وغيره من ينحون نحوه هى حصته كاملة من السوق أليس من المعقول أن هناك فرصا لم يستطع أن يحصل عليها نظرا لسذاجة تفاعله مع السوق ؟؟!!.
أليس من الممكن أن هناك فرصا ضاعت منه نتيجة لملل موظفيه وشعورهم بالإحباط نتيجة ما يعيشونه من واقع سىء فلم يتفاعلوا مع العميل بما يستحق فولى العميل هاربا ؟؟!! .
ثم إن هذا الرجل فى مجاله لن يستطيع أن يقف فى وجه شركة عالمية تدار بمعايير وأصول .. فلم لا نطالبه بأن يتغلب على الشركة وينافس ويرينا مواهبه بدل من رمى الكرة فى وجه من يتكلم عن العلم وتطبيقه تطبيقا واقعيا وانزاله منزل التنفيذ لتفعيل الجاد المثمر منه وتعديل النظرى وتحويله الى عمل حقيقى .
أحبتى لا سبيل للنهوض الا بالعلم الذى يعود بالفائدة والمنفعه على أنفسنا وعلى أمتنا لنكون موارد خير وبركة تؤهلنا لنيل رضا الله رب العالمين .
لمطالعه باقى المواضيع :
أكاديمية النجــــاح