المحكمة الجنائية: شعاع بلا نهاية !

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عادل محمد عايش الأسطل
    عضو منتسب
    • Oct 2013
    • 382

    المحكمة الجنائية: شعاع بلا نهاية !

    المحكمة الجنائية: شعاع بلا نهاية !
    د. عادل محمد عايش الأسطل
    الإصرار الذي أبدته القيادة الفلسطينية باتجاه فرض السلام على إسرائيل، من خلال نشر مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه، ويهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كان ضد رغبة الولايات المتحدة، التي لوحت باتخاذ الفيتو لإحباطه، وبدرجةٍ أقوى ضد نوايا إسرائيل، التي هددت باتخاذ إجراءات مقابلة ضد الخطوة الفلسطينيّة، باعتبارها (أحادية) ومنافية لعملية السلام، لكن الذي جاء على رغبتهما معاً، هو إخفاق الخطوة، وبدون الحصول على أيّة أضرار.
    فشل المشروع الفلسطيني، كان متوقعاً لدى الجميع داخلياً وخارجياً، تماماً كما كان لدى القيادة الفلسطينية، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا الإصرار إذاً، وخاصةً في وقت ختام العام، وقبل يومين اثنين فقط، من دخول أعضاء جدد، هم أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، وحظوظ تمرير المشروع كانت أكثر مُيسّرة؟
    جواب ذلك سهل، وهو على أكثر من صورة، الأولى: تتمثّل في استقرار رأي الرئيس الفلسطيني "أبومازن" على أن مجرّد تنفيذ تهديده باللجوء إلى مجلس الأمن، كان لسعيه في إصلاح ما فسد من الخطوات الفلسطينية باتجاه عملية التسوية، والتي لم تنتج بعد أكثر من عقدين من الزمن، شيئاً ذا معنى، وبإضافة إشارة هامّة، تُعبّر عن أخطاء، إذ كان مضطرّاً خلال مرحلةٍ ما، لتقديم سياسات قاتلة، وهو الآن وقد أصبح على تجربة مميتة باتجاه الإسرائيليين بشكلٍ عام.
    وهناك تكهّنات، باعتبارها من صور الجواب، بأن القيادة تعمّدت الإصرار والدخول إلى الفشل، بهدف إظهار مقدرتها أمام الفلسطينيين على الأقل، على مواجهة السياسة الإسرائيلية، وعلى مخالفة الولايات المتحدة وعدم الانصياع مع سياستها، التي لا تتعادل مع التطلعات الفلسطينية، وبما يتناسب مع عدم إحراج واشنطن، وعدم المواجهة معها، وربما قررت من وراء ذلك، تحويل كُرة الثلج الدوليّة إلى الساحة الإسرائيلية، التي تهدف إلى تنمية الضغوط على إسرائيل، للتخلي عن سياستها الاحتلالية، من خلال تفعيل مقاومة أوروبية جادّة، تؤدّي إلى ارغامها في إبراز ليونة، وتقديم تنازلات مستقبلية.
    وهناك جوابٌ آخر، يتعلق بضرورة مسارعة القيادة الفلسطينية، إلى تنفيذ تهديداتها الأكثر شدّة، وهي الانتقال إلى المرحلة التالية، والتي تتضمن التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الدولية وفي صميمها، اتفاقية روما، المنشئة لمحكمة الجنايات الدوليّة، باعتبار فشل تمرير المشروع مبرراً، لبلوغ تلك الخطوة، والتي اعتبرتها كل من واشنطن وإسرائيل، منذ قيام "أبومازن" بالتوقيع عليها، بأنها غير صائبة، وهي بمثابة (صافرة حرب)، وقررتا في الوقت ذاته، بالتصدي لها ومواجهتها، وأنذرتا الفلسطينيين بما لا يسُر، حيث أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" بالرد القوي لتلك الخطوة، وكان بدأ بدعوة الجنائية بعدم الاستجابة للطلب الفلسطيني، إضافةً إلى تذكيره بأن الفلسطينيين ذاتهم، لن يكونوا بمنأىً عن المثول أمامها وبأسرع ممّا يتصورون، وللتنبيه فقط، فقد ساهم اليسار الإسرائيلي، الذي يطمع فيه المجتمع الدولي والفلسطينيون بخاصة، أن يميل إلى الحكم، بإبدائه شراسة أعلى في مواجهة المسعى الفلسطيني الجديد، بالإعلان عن إجراءات مُعقّدة ضد الفلسطينيين، في حال تمكنهم من قيادة إسرائيل.
    خطوة التوقيع- للوهلة الأولي- والتي كانت موضع ترحيب لدى فصائل وحركات فلسطينية وعلى رأسها حركة حماس - وهذه سابقة، كحالة انسجاميّة أولى(نادرة) - بين متناكفين في المبادئ، ومتناقضين في الطريقة- ستقطع الأنفاس الإسرائيلية تماماً، سيما وأن بنود الاتفاقية في الاعتقاد الفلسطيني، تنطبق بالكامل مع ممارسات إسرائيل السياسية والقمعيّة ضد الفلسطينيين، سيما وأنها توضّح، بأن أيّة نشاطات أو أيّة حركة أو أي زفير إسرائيلي باتجاههم، سوف يكون وخيم العواقب، ربما تمس مصير الدولة بشكلٍ عام، لكن الأمر لا يبدو كذلك، أو بهذه السهولة، بسبب أنه اعتقاد مبالغٌ فيه، فعلاوةً على أن المفاوضات السياسية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ستكون في عداد المجهول، فإن هناك أوقاتاً طويلة ربما لا نهاية لها، تبدأ بتقديم طلب الشكوى، والتي ستكون أقرب إلى الشعاع المُنطلق، الذي له بداية وليس له نهاية.
    وفي ضوء ما تقدّم، فإنه لا توجد أيّة مُشجّعات، أمام الحصول على مكاسب سياسية، ضد واشنطن أو إسرائيل، لا عن طريق الأمم المتحدة، ولا عن طريق المحكمة الجنائية، ما دامت إسرائيل مُطلقة اليدين في ممارساتها ضد الفلسطينيين، وواشنطن في انحيازها الأعمى لها، بإضافة النفاق الأوروبي المُعتاد، مع العلم بأن ذلك كلّه، ليس مهمّاً في البداية، بسبب أن الأهم هو العودة إلى فكرة تنظيم البيت الفلسطيني في مجموعٍ واحد وليس في عدّة مجموعات، إذا ما أُريد مواجهة جملة الأغضاب الأمريكية، والتهديدات الإسرائيلية بكافتها، وبالمناسبة، فإن من الأسباب القاسية، التي حالت دون نجاح المشروع الفلسطيني، هو أن "أبومازن" ذهب إلى مجلس الأمن منفرداً، وعلى غير رغبات فصائلية، وبدون تأييدات شعبية كافية، وحتى بمعزل عن الحكومة التوافقية المتواجدة إلى هذه الساعة، كما أن الساحة الفلسطينية المتهالكة والمنقلبة على نفسها، وسواء بالنسبة لحالة الانشطار المؤلمة بين أكبر حركتين – فتح، حماس- أو بالنسبة للحالة المتردّية لحركة فتح نفسها، والتي تجد صعوبة في ترميم بيتها، لا تدل على حدوث انفراجات قريبة، وخاصة في ضوء أزمتها مع القيادي "محمد دحلان" الذي يوشك أن يتخذ مسالك تصعيدية متقدّمة، ضد السلطة والرئيس "أبومازن" تحديداً.
    خانيونس/فلسطين
    1/1/2015
  • عادل محمد عايش الأسطل
    عضو منتسب
    • Oct 2013
    • 382

    #2
    أطلس أمريكا. إسرائيل تشطب نفسها !

    أطلس أمريكا. إسرائيل تشطب نفسها !
    د. عادل محمد عايش الأسطل
    نهاية الأسبوع الفائت، تناقلت العديد من الصحف والمواقع الإعلامية وعلى اختلافها، نبأ إقدام دار النشر الأمريكية (هارفر كولينس- ‏Harpercollins Publishers‏) على طباعة أطلس تعليمي، لا يحمل اسم (إسرائيل) في خرائط الشرق الأوسط، وعِوضاً عن ذلك سجّلت مكانه اسمى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا الإجراء الذي اعتمدته الدار، كان محل إعجاب لدى كثيرين من العرب والفلسطينيين على نحوٍ خاص، لكن إعجابهم لم يكن في محِلّه، فعلاوةً على مجموعة الارتباطات العربية الهائلة مع كافة المستويات التسويقية المختلفة، وخاصة العسكرية التي يديرها القادة والمسؤولين بصراحة وبغير صراحة، وسواء مع المؤسسات الأمريكية أو مع مثيلاتها الإسرائيلية مباشرةً، فإن دار النشر هذه، أوضحت بجلاء، بأن إصدارها لسلسلة الأطالس باللغة الإنجليزية، وبدون ذكر إسرائيل، بسبب أنها متوجهة لمدارس في دول عربيّة - دول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، وليست متوجهة لإسرائيل، وإنّ حذف الاسم ينبع من تفضيلات محليّة.
    إذاً لم يكن في نيّتها إيذاء (إسرائيل) وإنما كان لتفضيلات محليةّ، والتي يُفهم منها، لتوفير دعمٍ لها من جهة، ومن أخرى، لتكريس هيمنتها على السوق العربية، التي لا تزال تنفر من تواجد اسم (إسرائيل) على المنتوجات المُرسلة، حرصاً على عدم استفزاز ذوي الاهتمام – المعارضة- مثالاً، وعلى أذواق أولئك الذين لا يزالون لا يعترفون بإسرائيل، أو أن مجرد الاسم لديهم في حد ذاته غير مقبول.
    دار النشر هذه، هي واحدة من أكبر خمس دور نشر للكتب في الولايات المتحدة وربما في العالم، وهي من مجموعة (نيوز غروب- News group) العائدة إلى قطب الصحافة الأمريكية "روبرت ميردوخ" وبمساهمات واستحواذٍ قويّين، يعودان لاقتصاديين يهود.
    كنا سنُظهر سرورنا، فيما لو كانت الدار، تقصد من وراء إجرائها، هو إظهار معاداتها لإسرائيل أو لبيان احتجاجها على ممارساتها الاحتلالية على الأقل، أو أنها قررت الانضمام إلى المؤسسات العلمية، المشاركة في الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل، والتي تبنّتها العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية الكبرى.
    ما أحزننا أكثر، وبرغم التوضيح الذي أعلنته الدار، ومن عدم الاعتراض الإسرائيلي، أن هناك من أغضبهم إجراء الاستبدال، وهم رجال الكنيسة البريطانيّة، حيث قام رئيس منظمة الأساقفة للعلاقات الدوليّة بتقديم انتقادات شديدة على الأطلس الجديد، بزعمه أنّه يبرّر الادعاءات الإسرائيلية، حول الموقف العدائي من قبل بريطانيا، ويؤكّد من جهةٍ ثانية، على أنّ هناك عداء تجاه دولتهم من قبل أجزاء من العالم العربي، وهذا الأمر يمنع المساهمة نحو بناء روح الثقة التي تجلب التعايش بسلام.
    بالنسبة لنا، فكل هذا، لا يُعتبر إنجازاً، فإسرائيل نفسها ومنذ الأزل، وفي حالات عِدة، تقوم باستبدال اسمها على منتوجاتها الصناعية الثقيلة والخفيفة، لتمريرها في الأسواق العربية، تجنباً للقوانين المتبعة لديها، والمترتبة على نظام المقاطعة العربية، ودرءاً للحرج الذي قد يُلاقيه قادة وحكام تلك الدول، وتماشياً مع أذواق المستهلكين العرب الذين لا يزالوا يتحسسون من ابتياع أيّة منتوجات إسرائيلية، وكانت بالمقابل وطوال السنوات التي أشرفت فيها على المعابر الفلسطينية، لا تسمح بمرور أي مجسّمات أو كُتب أو أطالس ترمز إلى فلسطين أو يُبرز اسمها، دون طمسه بالختم عليه باسم إسرائيل، أو تقوم بمصادرته إذا كان غير قابلٍ للطمس.
    وللتذكير في هذا الصدد، فمنذ قيام الدولة الإسرائيلية، كانت الصادرات الزراعية الفلسطينية التي يتم تصديرها من الحمضيات والخضار وغيرهما، إلى الدول الأوروبية ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وأهمها إيران- قبل العام 1979-، كانت سلطاتها تضع اسم (إسرائيل) وليس قطاع غزة، على تلك المنتوجات، وينطبق الحال على التصدير الجوي والبحري من قِبل شركتي (جافا، Jafa- Agresco، أغريسكو) الإسرائيليتين.
    وفي صورة ٍ أخرى، وقبل الحديث عن دولة (إسرائيل) علانيةً كما اليوم، فقد اضطر الفلسطينيون الذين يعملون بالخارج، إذا ما أرادوا مُراسلة ذويهم، إلى تسجيل اسم دولة (إسرائيل) على جهة الغلاف المخصصة لجهة المُرسل إليه، خشية ألاّ تقوم السلطات الإسرائيلية باستقبال رسائلهم.
    لدار الكتب، نوايا طيّبة لإسرائيل، ولنفسها أيضاً، بسبب التفاهمات المسبقة، والتي هي ليست فقط بسبب مصالح مشتركة، بل بسبب قيم مشتركة، وأمّا بالنسبة لِما لنفسها، فمن منطلق تكتيكاتها الضرورية من جهة، ولتقوية (بروباغاندا) لتنمية السوق الشرق أوسطية ولجلب المزيد من الود والمال العربيين، باعتبارها شركة ربحيّة من جهةٍ ثانية، غير أن مسيرة أخطاءنا نحن تتواصل بلا انقطاع.
    خانيونس/فلسطين
    3/1/2015

    تعليق

    يعمل...