الكُرد أم الكورد!
اللغة الكردية هي من اللغات الهندو-آرية، وهي قريبة من اللغة الفارسية. وكانت اللغة الكردية قبل الاسلام تكتب بابجدية مستقلة شبيهة بالأبجدية الآشورية. وبعد الاسلام تم التحول إلى الأبجدية العربية. وقد كان معظم الأدباء والعلماء من الأصول الكردية يلجأون (لاسباب لا نعرفها) إلى كتابة مصنفاتهم باللغات العربية والتركية والفارسية، لذلك لم يتم العثور (ولغاية الآن) إلا على نذر يسير من المصنفات المخطوطة باللغة الكردية.
ونحن العرب نستخدم مصطلح "الكرد" منذ القدم، ولا نقول "الكورد" كما يحلو لبعض الكتاب أن يكتبوها هذه الأيام. "الكرد" و "الأكراد" جمعا، ومفردها "كردي" هي الأشكال الموجودة والمعتمدة عربيا في معظم المصنفات العربية إلى تاريخ قريب. مثلما هو الأمر بالنسبة إلى كتابة كلمتي الترك والأتراك ومفردها تركي.
ومن ناحية أخرى فإن كتابة كلمة "كورد" و "كوردي" (هكذا) في نص عربي تغدو من الأمور الشاذة والغريبة، وذلك لأن كلمة "كورد" لم تكتب هكذا إلا منذ عهد قريب، ويظهر أن السبب في ذلك هو اعتماد قسم من اخوتنا الاكراد الذين بستخدمون الأبجدية العربية لهذه الصيغة الجديدة، وكتابتهم لها بهذا الشكل في كتابتهم الكردية بالاحرف العربية، ورغبتهم في سحبها على الكتابة العربية، ومراعاة بعض الكتاب العرب لهم في هذا المجال. كما أن كتابة اللغتين العربية والكردية بنفس الأحرف الأبجدية ليست مبررا كافيا لتوحيد أشكال الكلمات والمصطلحات المتعلقة بالشؤون الكردية في هاتين اللغتين.
ناهيك عن تعدد الأبجديات المعتمدة من قبل الأخوة الأكراد، والتعدد المخيف في اللهجات الكردية لدرجة أن بعض الأكراد لا يفهم لغة بعضهم الآخر، فالأخوة الأكراد يستخدمون اليوم أبجديتين مختلفتين، إحداهما الأبجدية العربية، والأخرى أبجدية ذات أحرف لاتينية، ولذلك فالأمر يبدو شائكا أيضا من حيث تعدد الأبجديات واللهجات والانتماءات،
إن أمر شكل الكلمات ذات العلاقة بالنسبة إلى اللغة العربية هو أمر محسوم، وغير قابل للنقاش، إلا إذا ارتأت مجمعات اللغة العربية الموقرة -ذات المرجعية والاختصاص- غير ذلك. فالمسألة المطروحة تحتاج إلى فصل، لأنه لا يجوز لنا أن نخلط بين لغتين مستقلتين منفصلتين، ولا يملك أحد الصلاحية أو المبررات بعد لتغليب كتابة لغة أخرى على الكتابة العربية، حتى وإن كانت تلك اللغة تستخدم الأبجدية والأحرف العربية. وبناءا على ذلك فإن استخدام كلمات مثل كورد وكوردي وكوردية وكوردستان ضمن نص عربي غير جائز لغة، وإذا تم فإنه يعتبر بالنسبة إلى اللغة العربية خطأ إملائيا، وأمرا غريبا محدثا، وتجاوزا وخروجا على المعتمد المألوف، وهذه المسألة مسألة لغوية قطعية ثابتة، لا تخضع للاستفتاء، أو لأغلبية الآراء.
إذن فالأمر الوحيد القابل للطرح للنقاش هو فقط مسألة تغليب أحد أشكال الكتابة على الآخر ضمن اللغة الكردية والنصوص الكردية المكتوبة بالأبجدية العربية. ومع أن المنطقي -بالنسبة إلينا- هو أن يتم تغليب أشكال الكتابة العربية الأصلية التقليدية الراسخة على تلك الأشكال الجديدة المحدثة، إلا أن هذه المسألة اللغوية تبقى في نهاية الأمر شأنا كرديا خالصا، كونها تتعلق بالأكراد وتتعلق بلغتهم بشكل مباشر. ولا شك أن هذه المسألة مثل غيرها من المسائل، تظل بحاجة إلى تخصص، وإلى سلطة وإلى قرار وآليات.
منذر أبو هواش
اللغة الكردية هي من اللغات الهندو-آرية، وهي قريبة من اللغة الفارسية. وكانت اللغة الكردية قبل الاسلام تكتب بابجدية مستقلة شبيهة بالأبجدية الآشورية. وبعد الاسلام تم التحول إلى الأبجدية العربية. وقد كان معظم الأدباء والعلماء من الأصول الكردية يلجأون (لاسباب لا نعرفها) إلى كتابة مصنفاتهم باللغات العربية والتركية والفارسية، لذلك لم يتم العثور (ولغاية الآن) إلا على نذر يسير من المصنفات المخطوطة باللغة الكردية.
ونحن العرب نستخدم مصطلح "الكرد" منذ القدم، ولا نقول "الكورد" كما يحلو لبعض الكتاب أن يكتبوها هذه الأيام. "الكرد" و "الأكراد" جمعا، ومفردها "كردي" هي الأشكال الموجودة والمعتمدة عربيا في معظم المصنفات العربية إلى تاريخ قريب. مثلما هو الأمر بالنسبة إلى كتابة كلمتي الترك والأتراك ومفردها تركي.
ومن ناحية أخرى فإن كتابة كلمة "كورد" و "كوردي" (هكذا) في نص عربي تغدو من الأمور الشاذة والغريبة، وذلك لأن كلمة "كورد" لم تكتب هكذا إلا منذ عهد قريب، ويظهر أن السبب في ذلك هو اعتماد قسم من اخوتنا الاكراد الذين بستخدمون الأبجدية العربية لهذه الصيغة الجديدة، وكتابتهم لها بهذا الشكل في كتابتهم الكردية بالاحرف العربية، ورغبتهم في سحبها على الكتابة العربية، ومراعاة بعض الكتاب العرب لهم في هذا المجال. كما أن كتابة اللغتين العربية والكردية بنفس الأحرف الأبجدية ليست مبررا كافيا لتوحيد أشكال الكلمات والمصطلحات المتعلقة بالشؤون الكردية في هاتين اللغتين.
ناهيك عن تعدد الأبجديات المعتمدة من قبل الأخوة الأكراد، والتعدد المخيف في اللهجات الكردية لدرجة أن بعض الأكراد لا يفهم لغة بعضهم الآخر، فالأخوة الأكراد يستخدمون اليوم أبجديتين مختلفتين، إحداهما الأبجدية العربية، والأخرى أبجدية ذات أحرف لاتينية، ولذلك فالأمر يبدو شائكا أيضا من حيث تعدد الأبجديات واللهجات والانتماءات،
إن أمر شكل الكلمات ذات العلاقة بالنسبة إلى اللغة العربية هو أمر محسوم، وغير قابل للنقاش، إلا إذا ارتأت مجمعات اللغة العربية الموقرة -ذات المرجعية والاختصاص- غير ذلك. فالمسألة المطروحة تحتاج إلى فصل، لأنه لا يجوز لنا أن نخلط بين لغتين مستقلتين منفصلتين، ولا يملك أحد الصلاحية أو المبررات بعد لتغليب كتابة لغة أخرى على الكتابة العربية، حتى وإن كانت تلك اللغة تستخدم الأبجدية والأحرف العربية. وبناءا على ذلك فإن استخدام كلمات مثل كورد وكوردي وكوردية وكوردستان ضمن نص عربي غير جائز لغة، وإذا تم فإنه يعتبر بالنسبة إلى اللغة العربية خطأ إملائيا، وأمرا غريبا محدثا، وتجاوزا وخروجا على المعتمد المألوف، وهذه المسألة مسألة لغوية قطعية ثابتة، لا تخضع للاستفتاء، أو لأغلبية الآراء.
إذن فالأمر الوحيد القابل للطرح للنقاش هو فقط مسألة تغليب أحد أشكال الكتابة على الآخر ضمن اللغة الكردية والنصوص الكردية المكتوبة بالأبجدية العربية. ومع أن المنطقي -بالنسبة إلينا- هو أن يتم تغليب أشكال الكتابة العربية الأصلية التقليدية الراسخة على تلك الأشكال الجديدة المحدثة، إلا أن هذه المسألة اللغوية تبقى في نهاية الأمر شأنا كرديا خالصا، كونها تتعلق بالأكراد وتتعلق بلغتهم بشكل مباشر. ولا شك أن هذه المسألة مثل غيرها من المسائل، تظل بحاجة إلى تخصص، وإلى سلطة وإلى قرار وآليات.
منذر أبو هواش
تعليق