إقتراح لتأجيل التفسير العلمى للقراّن
الإقتراح
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك إقتراح لتأجيل البحث والكتابة حول موضوع استعمال العلم الطبيعى لتفسيرالقراّن الكريم:
- حتى تستعيد الأمة صحتها العلمية والفكرية والثقافية،
- وحتى يستطيع المتناقشون أن يتحلوا بالموضوعية ويبتعدوا عن التجريح الشخصى،
- وحتى يبذل كل صاحب فكر وثقافة مجهوده لتقليل نسب الأمية،
- وحتى يمكن حل المشاكل الأكثر أهمية فى الوطن العربى ، فالغالبية مؤمنة بالله وغير متششكة في وجوده، ومؤمنة بالقرأن
لماذا أقترحت التأجيل؟
أعتقد ، بناءّ على ما أعرفه من تاريخ الفكر الإسلامى ، وربما كانت معرفتى خجولة أو ضحلة أو سطحية ، أن أى مسلم يحترم القراّن ويقدسه يجب أن يعطيه الوقت الكافى والجهد المناسب للكتابة حولة أو لمناقشة اّياته ، أو لتفسيره.
فى عصرنا هذا أصبح مجال النشر الإلكترونى سهلاّ ورخيصاّ ، وظهر نوع جديد من الكتبة من الذين لا يعطون أى قضية من قضايا الفكر وقتهامن البحث ، والتأمل والتفكير. وأصبح النقل من مصادر متعددة ، غير موثقة، من أحد مظاهر الكتابة المنتشرة ، وعادة لا يدقق الناقل عمن ينقل ، ولكن كل ما يهمه إثبات وجهه نظره. ولا يستثنى من ذلك قضية التفسير العلمى لأيات الذكر الحكيم. ومن مراجعة ما قام به المسلمون السابقين يتبين لنا مدى التقصير فى جهود بعض الكتاب فى وقتنا هذا.
مثلاّ ، عند مراجعة كتب التفسير القديمة تستطيع ان تدرك مقدار الجهد ، والتعب الذى قام به المفسرون القدامى لجمع المادة المناسبة للتفسير ، ومقدار الوقت الذى امضوه فى كتابة التفسير ، باليد والنسخ دون مساعدة من أجهزة أو أدوات طباعة . ولتقدير ما قاموا بة ، مقارنة بما يقوم به بعض المعاصرين ، عليك بتصفح .. مثلا ... مثلا ..التفسير الكبير للفخر الرازى، وقل لى بالله عليك كم بذل الفخر الرازى من الوقت والمجهود ليقوم بهذا العمل ، مع العلم ان المشهور إنه لم يكمل تفسيره بنفسه وأكمله عالم أخر بعد أن توفى الرازى. وبالمثل يمكنك فقط أن تتصفح كتب الإمام الشافعى ، والإمام الغزالى ، والإمام إبن تيمية ، و ابن كثير والشاطبى ، وغيرهم وتتأمل فى مقدار ما بذلوه من جهد ووقت . لذلك إقتنعت ان من يحترم القرأن ويريد ان يدلى بدلوه فى تفسيره ومناقشة أياته لابد ان يبذل جهدا يتناسب مع أهمية القراّن بالنسبة له ، ولابد من التأنى والمراجعة المستمرة بما يتناسب مع جلال القران، وقدسية الوحى.
عندما أراد تلميذ الإمام أبو حنيفة النعمان ( أبو يوسف) ان ينفرد بحلقة علم فى المسجد ، أرسل له الإمام ابو حنيفه من يسأله سؤالاّ فى الفقه ، وعندما فشل أبو يوسف فى الإجابة وأدرك ان هذا إختبار له من أستاذه ، عاد الى حلقة أستاذه. وعندما تأكد الإمام من تمكن أبو يوسف من الفقه تركه ينفرد بحلقة من حلقات العلم فى المسجد. وهذا لم يمنع التلميذ النجيب من ان يفتى بأراء خالف فيها أستاذه.
ولنا دروس أخرى فى علم الحديث قديما. من أهمها مفهوم التوثيق الذى افتقدناه كثيراّ فى كتابات عديدة هذه الأيام. وأيضا كانت دوائر علم الحديث لا تسمح لمحدث أن يتحدث الا بعد ان تعطيه إجازة ، وقصص أختبار تمكن حافظ الحديث من معرفة السند والمتن كثيرة . ومع ذلك ظهر علم الحديث و علم الجرح والتعديل لكى يدرسهم لمن اراد ان ينتقد الأحاديث أو لمن يريد ان يصححها أو يضعفها. ومع ذلك نرى بعض الكتاب المعاصرين يتكلم فى الحديث دون دراسة لمجهودات السابقين.
مفهوم إجازة الدارس وإعطاءه الدرجة العلمي أصبح مألوفا هذه الأيام فى الجامعات، فرسالة الدكتوارة مثلا لا يحصل عليها الباحث حتى تمتحنه لجنة من المتخصصين فى نفس المجال. ومع ذلك تجد فى بعض الجامعات حالياّ ، يقوم المشرف بإختيار اللجنة بحيث تكون متهاودة فى الأسئلة حتى يجتاز صاحب الدرجة العلمية المناقشة بسلام. ولا يفضل المشرف أسلوب ألإمام أبو حنيفة مع تلميذه. وقد أدى التساهل فى الإمتحانات الى تدهور مستوى الأبحاث فى بعض الجامعات.
فى الجامعات الحالية هناك درجة علمية تسمى أستاذ كرسى ، وهذا تقليد جامعى له أصوله فى الأستاذة العظام الذين تمكنوا من إنشاء حلقات لهم فى المساجد قديماّ.
من أجل التأنى والإجادة والمراجعة قد إقترحت التأجيل. والإجادة هنا يجب ان تكون إجادة فى فهم القرأن والمراجعة هنا من أجل ان نتذكر لماذا أرسل الله رسوله محمد (ص) الى الناس كافة بالإسلام ، والتأنى هنا هو واجب ومطلوب للمعرفة المتمكنة التى تمكننا من ربط أيات القرأن بمنتجات العلم الطبيعى.
فعلى الساحة الفكرية نجد:
- من يجيد فهم الدين الإسلامى ولا يجيد العلم الطبيعى ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- من يجيد العلم الطبيعى فى أحد فروعه ، ولا يجيد العلوم التى تلزم المفسر ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- والمصيبة الكبرى هى مع هؤلاء اصحاب الفلسفة والذين لا يجيدون لا العلم ولا الدين ومع ذلك يفتون فى التفسير العلمى ، ويخربون العلم ويحاربون الدين ومع ذلك إذا انتقدهم كالوا لك الكيل من قاموسهم الأدبى والثقافى والفكرى.
من هنا أعتقد أن التأجيل هو لمدة كافية للدراسة الجادة لموضوع محدد يضم العلم والدين.
وأحب ان أوكد هنا ان هذه محاولة موضوعية لمعرفة مقدار التنوع والإختلافات فى المشهد الفكرى والثقافى العربى ، لذلك عندى أمل فى أن يشارك الجميع حتى تتضح الصورة.
فهل تؤيد إقتراح التأجيل أو لا تؤيد ، ولماذا؟
مع تحياتى.
أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
الإقتراح
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك إقتراح لتأجيل البحث والكتابة حول موضوع استعمال العلم الطبيعى لتفسيرالقراّن الكريم:
- حتى تستعيد الأمة صحتها العلمية والفكرية والثقافية،
- وحتى يستطيع المتناقشون أن يتحلوا بالموضوعية ويبتعدوا عن التجريح الشخصى،
- وحتى يبذل كل صاحب فكر وثقافة مجهوده لتقليل نسب الأمية،
- وحتى يمكن حل المشاكل الأكثر أهمية فى الوطن العربى ، فالغالبية مؤمنة بالله وغير متششكة في وجوده، ومؤمنة بالقرأن
لماذا أقترحت التأجيل؟
أعتقد ، بناءّ على ما أعرفه من تاريخ الفكر الإسلامى ، وربما كانت معرفتى خجولة أو ضحلة أو سطحية ، أن أى مسلم يحترم القراّن ويقدسه يجب أن يعطيه الوقت الكافى والجهد المناسب للكتابة حولة أو لمناقشة اّياته ، أو لتفسيره.
فى عصرنا هذا أصبح مجال النشر الإلكترونى سهلاّ ورخيصاّ ، وظهر نوع جديد من الكتبة من الذين لا يعطون أى قضية من قضايا الفكر وقتهامن البحث ، والتأمل والتفكير. وأصبح النقل من مصادر متعددة ، غير موثقة، من أحد مظاهر الكتابة المنتشرة ، وعادة لا يدقق الناقل عمن ينقل ، ولكن كل ما يهمه إثبات وجهه نظره. ولا يستثنى من ذلك قضية التفسير العلمى لأيات الذكر الحكيم. ومن مراجعة ما قام به المسلمون السابقين يتبين لنا مدى التقصير فى جهود بعض الكتاب فى وقتنا هذا.
مثلاّ ، عند مراجعة كتب التفسير القديمة تستطيع ان تدرك مقدار الجهد ، والتعب الذى قام به المفسرون القدامى لجمع المادة المناسبة للتفسير ، ومقدار الوقت الذى امضوه فى كتابة التفسير ، باليد والنسخ دون مساعدة من أجهزة أو أدوات طباعة . ولتقدير ما قاموا بة ، مقارنة بما يقوم به بعض المعاصرين ، عليك بتصفح .. مثلا ... مثلا ..التفسير الكبير للفخر الرازى، وقل لى بالله عليك كم بذل الفخر الرازى من الوقت والمجهود ليقوم بهذا العمل ، مع العلم ان المشهور إنه لم يكمل تفسيره بنفسه وأكمله عالم أخر بعد أن توفى الرازى. وبالمثل يمكنك فقط أن تتصفح كتب الإمام الشافعى ، والإمام الغزالى ، والإمام إبن تيمية ، و ابن كثير والشاطبى ، وغيرهم وتتأمل فى مقدار ما بذلوه من جهد ووقت . لذلك إقتنعت ان من يحترم القرأن ويريد ان يدلى بدلوه فى تفسيره ومناقشة أياته لابد ان يبذل جهدا يتناسب مع أهمية القراّن بالنسبة له ، ولابد من التأنى والمراجعة المستمرة بما يتناسب مع جلال القران، وقدسية الوحى.
عندما أراد تلميذ الإمام أبو حنيفة النعمان ( أبو يوسف) ان ينفرد بحلقة علم فى المسجد ، أرسل له الإمام ابو حنيفه من يسأله سؤالاّ فى الفقه ، وعندما فشل أبو يوسف فى الإجابة وأدرك ان هذا إختبار له من أستاذه ، عاد الى حلقة أستاذه. وعندما تأكد الإمام من تمكن أبو يوسف من الفقه تركه ينفرد بحلقة من حلقات العلم فى المسجد. وهذا لم يمنع التلميذ النجيب من ان يفتى بأراء خالف فيها أستاذه.
ولنا دروس أخرى فى علم الحديث قديما. من أهمها مفهوم التوثيق الذى افتقدناه كثيراّ فى كتابات عديدة هذه الأيام. وأيضا كانت دوائر علم الحديث لا تسمح لمحدث أن يتحدث الا بعد ان تعطيه إجازة ، وقصص أختبار تمكن حافظ الحديث من معرفة السند والمتن كثيرة . ومع ذلك ظهر علم الحديث و علم الجرح والتعديل لكى يدرسهم لمن اراد ان ينتقد الأحاديث أو لمن يريد ان يصححها أو يضعفها. ومع ذلك نرى بعض الكتاب المعاصرين يتكلم فى الحديث دون دراسة لمجهودات السابقين.
مفهوم إجازة الدارس وإعطاءه الدرجة العلمي أصبح مألوفا هذه الأيام فى الجامعات، فرسالة الدكتوارة مثلا لا يحصل عليها الباحث حتى تمتحنه لجنة من المتخصصين فى نفس المجال. ومع ذلك تجد فى بعض الجامعات حالياّ ، يقوم المشرف بإختيار اللجنة بحيث تكون متهاودة فى الأسئلة حتى يجتاز صاحب الدرجة العلمية المناقشة بسلام. ولا يفضل المشرف أسلوب ألإمام أبو حنيفة مع تلميذه. وقد أدى التساهل فى الإمتحانات الى تدهور مستوى الأبحاث فى بعض الجامعات.
فى الجامعات الحالية هناك درجة علمية تسمى أستاذ كرسى ، وهذا تقليد جامعى له أصوله فى الأستاذة العظام الذين تمكنوا من إنشاء حلقات لهم فى المساجد قديماّ.
من أجل التأنى والإجادة والمراجعة قد إقترحت التأجيل. والإجادة هنا يجب ان تكون إجادة فى فهم القرأن والمراجعة هنا من أجل ان نتذكر لماذا أرسل الله رسوله محمد (ص) الى الناس كافة بالإسلام ، والتأنى هنا هو واجب ومطلوب للمعرفة المتمكنة التى تمكننا من ربط أيات القرأن بمنتجات العلم الطبيعى.
فعلى الساحة الفكرية نجد:
- من يجيد فهم الدين الإسلامى ولا يجيد العلم الطبيعى ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- من يجيد العلم الطبيعى فى أحد فروعه ، ولا يجيد العلوم التى تلزم المفسر ومع ذلك يفتى فى التفسير العلمى.
- والمصيبة الكبرى هى مع هؤلاء اصحاب الفلسفة والذين لا يجيدون لا العلم ولا الدين ومع ذلك يفتون فى التفسير العلمى ، ويخربون العلم ويحاربون الدين ومع ذلك إذا انتقدهم كالوا لك الكيل من قاموسهم الأدبى والثقافى والفكرى.
من هنا أعتقد أن التأجيل هو لمدة كافية للدراسة الجادة لموضوع محدد يضم العلم والدين.
وأحب ان أوكد هنا ان هذه محاولة موضوعية لمعرفة مقدار التنوع والإختلافات فى المشهد الفكرى والثقافى العربى ، لذلك عندى أمل فى أن يشارك الجميع حتى تتضح الصورة.
فهل تؤيد إقتراح التأجيل أو لا تؤيد ، ولماذا؟
مع تحياتى.
أ. د. مهندس/ عبد الحميد مظهر
تعليق