لقــــــــــاء الجمعة
محاولة جادة لفهم الدين من خلال النظر والتحليل والإستنادإلي النص القرآني والسنة النبوية والإلتزام بهما
نسأل الله التوفيق. وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والله ورسوله منه براء
محاولة جادة لفهم الدين من خلال النظر والتحليل والإستنادإلي النص القرآني والسنة النبوية والإلتزام بهما
نسأل الله التوفيق. وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والله ورسوله منه براء
إني جاعل في الأرض خليفة ) وكان استغراب الملائكة من خلق هذا الخليفة أنه سيعصى ولم يعلم الملائكة انه إذا كانت الحكمة من خلق هذا الخليفة وذريته العبادة فهناك حكمة أخرى أيضا إلا وهى المعصية. فقد خلق الله الخلق على أصناف صنف مجبول على العبادة والطاعة دون تمييز أو عقل أو تكليف ويشمل ذلك الحيوانات والشجر الجماد وكل شيء يصح إطلاق كلمة شيء عليه (وان من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) وصنف يميز ويدرك ولكنه مجبول على الطاعة مجبور عليها بطبيعته كالملائكة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). فلا فضل لهؤلاء الصنفين في طاعتهم لله ولذلك لم تشملهم دائرة الثواب والعقاب ولا يمكن الاستدلال عقلا بعبادتهم لله وطاعتهم له على حقوق تلك العبودية والطاعة لله (والتي هي حق محقوق لله بلا جدال)ولذلك اقتضت الحكمة الإلهية أن يخلق خلق وهبهم الله القدرة على الاختيار و عقلا يميز بين الصحيح و الخطأ فيختارون عبادة الله على عبادة الطاغوت و الأوثان لان الله حُق له أن يعبد لما له من نعم وفضل أسبغاها على الإنسان دون أن يسأله . ذلك, اقتضت حكمة الله إن يكون غرضه من خلق بنى الإنسان وخلق الجان كمال العبودية له مع وقوع بعض المعاصي والآثام منهم والتي لا تمثل نهاية الطريق طالما أنه فتح أبواب مغفرته ورحمته أمام من تاب وأناب. لذلك وطن الله في قلوبهم الشهوة لتأتي الطاعة منهم مع الجهد والمشقة (أحب الأعمال إلى الله أحمزها). فكما أحب الله من عباده الطاعة لم ينكر عليهم المعصية بل علمنا الله إنها حكمة من الحكم التي خلق من أجلها بنى الإنسان والجان. ولذلك لم تفطن الملائكة والتي تعلم أنها خلقت من أجل الطاعة على الدوام إلى الحكمة من خلق هذا الخليفة الذي سيسفك الدماء ويفسد في الأرض على حسب قولهم.
تعليق