أدونيس وجائزة نوبل!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Aratype
    مشرف
    • Jul 2007
    • 1629

    #16
    [align=right]
    براغ : كيمياء تحوّل الغيمة امرأةً
    الخميس, 18 يونيو 2009
    - 1 -

    يبدو أن السماء في ساحة براغ القديمة تظل مُعلّقة بحبلٍ ربطته الأيام بعنق تمثال برونزي ضخم.

    يبدو كذلك أن هذه السماء لا تحب الأسئلة التي تطرحها غيومٌ تجيء من زفير البشر، لا من الجبال أو من البحار.

    غير أن المشكلة هنا هي أن الصحو لغةٌ في المستحيل.

    - 2 -

    خلافاً لما ظنَّ رامبو:

    الحياةٌ هنا حاضرةٌ،

    لكن الإنسان في مكانٍ آخر.

    - 3 -

    مع ذلك،

    يُمكن في هذه الساحة تعلّمُ الكيمياء التي تقدر أن تحوّل الغيمة الى امرأةٍ،

    والفضاء الى تجويف أحمر في جبل الشهوة.

    - 4 -

    خُيّل إليّ، فيما كنتُ أعبرُ هذه الساحة في اتجاه الشارع الملكي، أنّ للسيكلوب الآن في البحار الأوروبية عينين،

    وقلتُ في ذات نفسي متسائلاً:

    ألم يكن هذا العملاقُ الأسطوريُّ أحدَّ نظراً عندما لم تكن له إلا عينٌ واحدة؟

    - 5 -

    براغ، كمثل بيروت: يتلَطّفُ فيها التقدمُ لابساً معطفاً أسود،

    له يدانِ لهما شكلُ ملاكٍ إلكتروني.

    - 6 -

    براغ كمثل بيروت: يكاد الماء فيها أن ينقسم هو نفسه حتى في الكأس الواحدة. ذلك أن المنحدر أمام التقدم فيها، إنما هو جرحٌ كونيّ.

    وثمة انشقاقاتٌ وتصدّعاتٌ في جُدران الزمن، وثمّة انكساراتٌ في الهيكل العظمي الذي يُسمى المكان.

    وانظروا:

    الجسم ينتمي الى المحار،

    والعظمُ صدفٌ كِلسيّ:

    إذاً،

    كيف تهجئين هنا كلمة العَصْر،

    أيتها الأبدية؟

    - 7 -

    وحيٌ من جهة لاتيرنا ماجيكا:

    1 - ثقافةٌ كمثل سماعة رأسية لبرق لاسلكي.

    2 - الحرية مرفوعةٌ على عمود ذريّ.

    3 - خيرٌ للقرن الطالع أن يلفَّ رأسه بالقش.

    4 - عِلمٌ يتغوَّطُ في سرير الشعر.

    5 - تقيّحٌ في رئة العلم.

    6 - ليس المهم أن يكون الإنسانُ أكثر من حيوانٍ سياسي،

    المهم أن يكون أكثر من حيوان ناطق.

    7 - أُلوهةُ السياسة هي نفسها سياسة الأُلوهة.

    - 8 -

    براغ في سروالها الليلي:

    لهذا السروال حجمُ الشوارع مجتمعة.

    قيل لي حول مائدة:

    رأسُ الحب هنا

    هو كذلك محمولٌ أبداً

    على طبق السيدة سالومي.

    وقيل لي:

    لا يتوقف النفط عن الكلام،

    والحق مع غيره، دائماً.

    هكذا تحظى بأكثر من سارتر في براغ،

    يلبسون جميعاً قُبَّعاتِ العمل،

    ويَصْنَعون مصافي للحرية في الوجود النفطي.

    كيف يُدْهَش إذاً من يرى أن الحب يُحِب أن يعيش في قفص الآلة؟

    وكيف لا يُدْهش مَن يرى أن الحرية هي نفسها تحرسُ أبواب هذا القفص؟

    - 9 -

    تجلسُ براغ هي كذلك الى مائدة العيد الذي لا يُدعى إليه، إلا من اختاره الله، أهل الصلاة والصِّلات،

    تخطيطاً للدخول الى المناخ الذي تنضج فيه الأفكار والآلهة كما تنضج الفواكه.

    وتؤكّد براغ أن الكسل الأوروبي ينامُ في أحضان عملٍ آخر بين حركات ليست إلا جراحاً عميقة في عُنقِ اللغة.

    - 10 -

    أتنقل بين الأزقة القديمة، ويُخيَّل إليَّ كأنني أسمع أصواتاً:

    > تحوّم الحياة حولنا

    كأنّها طيرٌ أعمى.

    > مهما كانت يمينُ المعنى باذخة،

    فأنا أفضّل الجهة اليُسرى من فردوس الصُّور.

    > بعض الكلمات هي نفسها سلاسل.

    > الجنة بابٌ مفتوحٌ

    أمام المؤمنِ، أياً كان.

    > ليس في الكواكب غير الغبار،

    ليس في الغبار غير الكواكب.

    - 11 -

    براغ - المدينة شعرٌ،

    لكن، أين الشعر في براغ - الناس؟

    وهل أصبحتَ أقلّ من توتٍ بري حتى أنتَ، أيها الشعر؟

    إذاً، باسم الشعر،

    إحمل الشمس على كتفيك، وقل للفضاء: كن قميصاً.

    آنذاك تعرف كيف تَكتَسي بالسماء صاعداً على سُلّم اللون،

    وكيف تنسج قوس قُزحٍ من خيوط المخيلة.

    ولا تَنْسَ: العمل هنا، كمثل الغيم، أنفاسُ مُرهقين

    يكتبون تاريخهم بحبرٍ هو نفسه تاريخٌ مُرهَق.

    هكذا،

    إن جاءك البحر المتوسط، صباحاً، فمن الممكن أن تهمس في أذنيه: أخطأت الطريق يا صديقي.

    عُد صباح غدٍ لكي أدلّك عليها. غير أنني سأُقيم باسمك جبهة مع الليل، وأنتظر.

    لا تقلق. عندي صبرُ المجرَّات.

    - 12 -

    جسر شارل/

    تحت قنطرته الوسطى عرباتُ حمام تجرّ ثيراناً

    سماوية اختُصّت بإيقاظ الموتى الذين اختُصوا

    بإيقاظ الأحياء.

    كانت الحرية قد أشعلت شموعاً سالَت مع ماء فِلتافا.

    السياحة غبار العصر، وفلتافا يتدفق بكاء.

    أتخيّل طريقاً آخر للتاريخ، وأتكئ على القنطرة الأخيرة

    في جسر شارل، أتحاور مع ماء العالم:

    عرفت، أيها الشيطان الفاتِن، كيف تُلغز الكلام، مرة واحدة وإلى الأبد.

    متى سَتُوَسوِسُ للشاعر لكي يضع أخيراً طُعمَهُ الهُرموني حول سُرة السماء؟

    [/align]

    تعليق

    • alshamali
      عضو منتسب
      • May 2006
      • 192

      #17
      كأني بنزار قباني تحدى أدونيس يوما ما إذا ماكان يفهم مايكتب !
      يبدو أنه شاعر خاص لطبقة خاصة جدا جدا في المجتمع ،وجلّ والجوائز الدولية صارت ألعوبة بيد العابثين للأسف .

      وأهمس لأخي حامد السحلي همسة أخوية ، أخي الكريم ليس معنى أنه يوجد عندنا في تاريخنا مقدسات لايجوز المساس بها ، ولكني أرى أزمة اختلاط الأوراق ، فكما لايوجد مقدسات في العلم والنظريات أيضا وهذا صحيح ، ولكن ألا ترى معي أن مناقشة قضية طبية تصبح مائعة لو ناقشها مهندس مساحة مثلا..أو مخطط بناء ضخم لو ناقشه طبيب سواء بسواء !
      فالمشكلة أن المباح ليس هو مباحا مطلقا للجميع وإلا مافائدة ذوي الاختصاصات ، فكل ميسر لما خلق له .
      فعندما نناقش أمرا تاريخيا أو ثقافيا أو دينيا فيجب علينا الإلمام بكل مايحيط الموضوع من أسباب قد تنكشف لمحقق ولاتنكشف لاخر فضلا عن أن تنكشف أمور الهندسة لطبيب .فلابد من مراعاة الاختصاصات إذا ماأردنا أن نسقط قضية ما ونستنتج منها أمورا ذات أهمية بالغة .
      ألا ترى معي أن المثقف العربي بات يناقش كل شيء يقع تحت سمعه وبصره .لذلك أرى من الضرورة تحديد ماهو بارع أو متخصص فيه من يريد أن يشمر عن ساعد النقاش والحوار لكي نجني الفائدة دون اللف والدوران حول الموضوع من غير جدوى والله هو الأعلم .
      وأنا هنا فقط أرى الأجدى في مسألة الحوار .

      تحيتي للجميع ،
      أحمد الغنام
      http://www.dhifaaf.com/vb
      شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

      تعليق

      • حامد السحلي
        إعراب e3rab.com
        • Nov 2006
        • 1373

        #18
        أخي الشمالي يبدو أنني اخترت توقيتا سيئا لدعم حملة لجائزة نوبل
        أنا لا أهتم بنوبل ولست ممن يقيم لها وزنا
        ولكن جزءا لا بأس به من مجتمع البرمجيات الحرة يتبنى حملة الدعم لتيم برنر لي فأحببت أن أساهم في نقل هذا الحماس للناطقين بالعربية
        لو عاد الأمر إلي أو لما أراه حقا فالجائزة يجب أن تمنح بقدر الجهد المبذول بنية الخدمة العامة للإنسانية والعلم أو الأدب وليس بناءا على النتيجة التي حققها حامل الجائزة ولاحظ أنني استثنيت ما يسمى جائزة نوبل للسلام
        ربما كنت سأدعم اليهودي الأصل ريتشارد ستولمان مؤسس حركة البرمجيات الحرة أو حتى لينوز تورفالدس لما قدمه لينكس من خدمة للإنسانية قبل تيم بيرنر لي الذي طور فكرة مخدمات الوب فظهرت الوب ولم يكن أصلا يتخيلها هكذا
        ومن المؤسف أن الجهد التطوعي على مستوى العالم وحتى لدينا نحن المسلمين مرتبط بالحماسة والتشجيع تماما مثل الرياضة وهواتها أو ما أحب تسميه روح القطيع وما دام هذا الدافع أمرا واقعا فلا بأس من استغلالها لما فيه الخير {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ...}البقرة271
        إعراب نحو حوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle
        المهتمين بحوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
        المدونات العربية الحرة
        http://aracorpus.e3rab.com

        تعليق

        • حامد السحلي
          إعراب e3rab.com
          • Nov 2006
          • 1373

          #19
          أما الموضوع التاريخي
          هناك جزء كبير من التاريخ يحتاج لمتخصصين وهو تاريخ نستلهم منه عبرا... وهنالك تاريخ تبنى عليه مفاهيم وتوجهات قرونا طويلة من الزمن وهذا الجزء الذي يمس كل فرد من أمة معينة يمحص بعناية وينبغي أن يكون واضحا وضوح الشمس وهذا هو الجزء الذي أناقشه ويجب أن يناقشه كل مسلم في رأسه ما يكفي من العقل لئلا يستسلم لروح القطيع
          الأحداث التي ناقشناها آنفا بنيت عليها أحكام الدولة والمجتمع ومفهومهما لدى معظم المسلمين لأربعة عشر قرنا
          ولأن هالة من القدسية منحت لبعض الأحداث أو الأشخاص أصبح تبرير الخطأ والخضوع للمستبد ديدن هذه الأمة حتى يومنا هذا وحتى لدى "المتنورين" منها

          ألا ترى معي أن الأمة بحاجة أن تنظر بأكملها إلى الخلف وتحدد إما أن تنصيب معاوية ليزيد معقد وله دواعيه وظروفه وهو حق لأمير المؤمنين كما هو حق لحسني مبارك أو أن كلا الأمرين عدوان صارخ على حقوق الأمة
          المسألة بسيطة فإما أن نقبل علانية وليس مراوغة تركها لأهل الاختصاص وتقر الأمة بأن مجموعها رعاع يحتاج لسائس إلى أن تقوم الساعة
          أو أن تقول بأن هذا حق لمجموعها ولا يجوز لأحد مهما كان أن ينصب نفسه بديلا عن الأمة عندها تقرر الأمة الآلية التي ستمتلك به حقها
          إعراب نحو حوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle
          المهتمين بحوسبة العربية
          http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
          المدونات العربية الحرة
          http://aracorpus.e3rab.com

          تعليق

          • alshamali
            عضو منتسب
            • May 2006
            • 192

            #20
            على حد علمي أنه لاأحد من البشر يصوب تولية معاوية رضي الله لابنه ، لأنه نقض لأمر الشورى ، وهذا أمر محدث عنه من التعرض لأنماط الحكم التي ستأتي على الأمة وهذا مما يوصف بالملك العضوض والله أعلم .أما أن نتخذه وسيلة للطعن بالأعراض والاتهام بأمور شخصية عائلية فهذا أمر لايجوز ولا بأي شكل.
            واقرأ سيرة يزيد هنا من المصادر الأكثر ثقة :
            أحمد الغنام
            http://www.dhifaaf.com/vb
            شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

            تعليق

            • حامد السحلي
              إعراب e3rab.com
              • Nov 2006
              • 1373

              #21
              لم يحدث أي اتهام بأمور شخصية عائلية ولكن عندما تصبح العائلة هي الدولة فما يؤثر على توجه الدولة لم يعد شخصيا
              وقليلا من يقولون بأن تولية يزيد كانت خطأا وأن معاوية أسس منظومة تحالفات جعلت الدولة الأموية دولة قومية انهارت من الداخل بينما كانت تحقق اكتساحا للخارج
              أدت ظروف معينة إلى طرح مفهوم عدالة الصحابة في النقل عن رسول الله... فوسع الناس هذا إلى العدالة شبه المطلقة وهو وإن لم يتلفظ به أحد إلا أنه واقع الذاكرة الجمعية
              ولأن هناك أحداثا تزعزع مفهوم العدالة المطلقة هذا فقد اخترعوا مفهوم "برأنا الله من دمائهم فلم لا نبرأ ألسنتنا من أعراضهم"
              ولكن هذا استقر في الذاكرة الجمعية وتقبلت الأمة الاستبداد وبمجرد أن تناقش معاوية يعتبرونه مسبة لأنهم وضعوه في هالة قدسية وبما أنه ورّث أصبح التوريث أمرا مقبولا ولهذا دوما يواجهونك بقول رسول الله "ص" ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)
              أجل لو كان عيسى إلها (ولله المثل الأعلى) لكان إنكار ألوهيته سبة
              ولو كان أحد سوى النبي معصوما لكان إنكار عصمته سبة
              ولو كان أصحاب النبي عادلين عدالة مطلقة لكانت محاكمة أفعالهم سبة
              ولكنهم ليسوا كذلك ومحاكمة أفعالهم هي محاكمة دنيوية لا بد منها لأنهم مصدر داعم للتشريع
              وأنا أتبع في معظم أحكامي المذهب الشافعي ولكنني أرى في اعتبار الشافعي فعل الصحابي حجة ثم قوله "برأنا الله من دمائهم فلم لا نبرأ ألسنتنا من أعراضهم" تناقضا
              هذه دوامة فكرية بدأت بمقتل أمير المؤمنين عثمان "ر" وما تزال للآن وسنبقى كالأرانب نقتل أنفسنا ويخصي الذكر المهيمن بقية الذكور كملك الملوك إلى أن يظهر الثعلب فيصبح أسرع بالإختباء إلى أن نقرر أن عظمة الأمة لا توضع في نفس الميزان مع عظمة أفراد
              إعراب نحو حوسبة العربية
              http://e3rab.com/moodle
              المهتمين بحوسبة العربية
              http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
              المدونات العربية الحرة
              http://aracorpus.e3rab.com

              تعليق

              • lailasaw
                عضو منتسب
                • Dec 2008
                • 375

                #22
                صدق من قال : أن تسمع بالمعيدي خير من أن... "تقرأه"
                تروي كُتب الأدب أن المتنبي كان يجيب كل من يسأله عن قصائده :
                "اسألوا ابن جنّي فهو أدرى بشعري مني"
                وقد كان ابن جنّي هو من يضطلع بتأويل وشرح قصائد المتنبي.
                ربما يلزمنا هنا "عفريت من الجن" ؟!!!

                تعليق

                • alshamali
                  عضو منتسب
                  • May 2006
                  • 192

                  #23
                  [quote=حامد السحلي;36889]لم يحدث أي اتهام بأمور شخصية عائلية

                  أخي الحبيب حامد ..

                  * وهل هناك اتهام أحدهم أنه ولد زنى لايعد تدخلا شخصيا ؟؟؟

                  * لاأعتقد أن التحدث عن الصحابة يشبهه التحدث عن أي مخلوق آخر
                  لأنه فيه نص ، فبعد النص ليس هناك رأي .
                  قبلنا أم لم نقبل ..فقد ترى وجها واحدا لمسألة وتغيب عنك أوجه .

                  * هل ترى أن التحدث عن معارك طاحنة مرت وانتهت منذ أكثر من ألف سنة
                  ستتقدم بنا إلى الأمام ؟
                  أحمد الغنام
                  http://www.dhifaaf.com/vb
                  شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

                  تعليق

                  • alshamali
                    عضو منتسب
                    • May 2006
                    • 192

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة lailasaw مشاهدة المشاركة
                    صدق من قال : أن تسمع بالمعيدي خير من أن... "تقرأه"
                    تروي كُتب الأدب أن المتنبي كان يجيب كل من يسأله عن قصائده :
                    "اسألوا ابن جنّي فهو أدرى بشعري مني"
                    وقد كان ابن جنّي هو من يضطلع بتأويل وشرح قصائد المتنبي.
                    ربما يلزمنا هنا "عفريت من الجن" ؟!!!
                    أصبحنا نعيش في زمن العجائب أختي ليلى للأسف،
                    شرح يحتاج لشرح !
                    قولك عن المعيدي ذكرني بمقال عن حقيقة المعيدي أحببت أن أعرضه هنا



                    لعل فيه الفائدة ، فالكثير لايعلم الكثير عن هذا المعيدي !
                    أحمد الغنام
                    http://www.dhifaaf.com/vb
                    شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

                    تعليق

                    • حامد السحلي
                      إعراب e3rab.com
                      • Nov 2006
                      • 1373

                      #25
                      [QUOTE=alshamali;36912]
                      المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة
                      لم يحدث أي اتهام بأمور شخصية عائلية
                      [size="6"]
                      أخي الحبيب حامد ..

                      * وهل هناك اتهام أحدهم أنه ولد زنى لايعد تدخلا شخصيا ؟؟؟
                      عدت إلى كتاباتي وقرأتها كلها وقارنت عباراتي مع العبارات التي يستخدمها من يقول بهذه الفرية لأجد أي إشارة توحي بأني يحتمل ولو بنسبة 1% أقبل هذا الافتراء فلم أستطع أن أجد
                      لا أدري ربما إمكاناتي الفكرية لم تسمح لي برؤية هذا الأمر؟
                      أو أنك تخلط الأوراق أخي الشمالي
                      * لاأعتقد أن التحدث عن الصحابة يشبهه التحدث عن أي مخلوق آخر
                      لأنه فيه نص ، فبعد النص ليس هناك رأي .
                      قبلنا أم لم نقبل ..فقد ترى وجها واحدا لمسألة وتغيب عنك أوجه .
                      آ ما هو النص الذي يجعلهم فوق البشر؟
                      * خطاب الرسول "ص" للمسلمين ((لا تسبوا أصحابي)) والذي يحرفه البعض ((ذروا لي أصحابي)) هل تريد تعميم هذا النص إلى مفهوم الصحابة الحديثي؟؟ أليس هذا الخطاب من الرسول موجها إلى هؤلاء الصحابة ويخص منهم زمرة بوصف أصحابي؟
                      أم الحديث الموضوع الذي ظل يروى على منابر الشام قرونا ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم))؟؟
                      لا يحضرني نصوص أخرى وأنتظر منك أن تفيدني ما النص الذي يجعلهم مختلفين عن كل البشر؟؟
                      * هل ترى أن التحدث عن معارك طاحنة مرت وانتهت منذ أكثر من ألف سنة ستتقدم بنا إلى الأمام ؟
                      سأعيد صياغة سؤالك بين أمريكيان... هل ترى أن من المجدي شغل ذهن الطلبة الأمريكيين بتاريخ الآباء المؤسسين ووثيقة الاستقلال والدستور وتعديلاته وقد مضى قرنان ونصف على تلك الأحداث؟

                      أخي الحبيب هذه الأحداث التي مضى عليها ألف وأربعمئة سنة توجه تاريخنا إلى هذه اللحظة وتحدد ذاكرتنا الجمعية وستبقى تطبع تاريخنا بنفس طابع رؤيتنا الكاملة لها
                      وما دمنا نراها على عشوائيتها كتلة واحدة فسيبقى تاريخنا خبط عشواء
                      وعندما ننظر لها متفحصين لنحدد موقفنا من مفاصلها التاريخية فستنتظم مفاصل تاريخنا
                      هذه الأحداث هي الدستور الأبدي لأهل السنة وما دامت كتلة واحدة فهي دستور حتى بأخطائها وستكرر نفسها حتى يعود شيء من العقل للأمة وتقول إن أجزاء من هذه الأحداث ليست دستورا وهي:
                      مرفوضة
                      إعراب نحو حوسبة العربية
                      http://e3rab.com/moodle
                      المهتمين بحوسبة العربية
                      http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                      المدونات العربية الحرة
                      http://aracorpus.e3rab.com

                      تعليق

                      • alshamali
                        عضو منتسب
                        • May 2006
                        • 192

                        #26
                        [quote=حامد السحلي;36918]
                        المشاركة الأصلية بواسطة alshamali مشاهدة المشاركة
                        عدت إلى كتاباتي وقرأتها كلها وقارنت عباراتي مع العبارات التي يستخدمها من يقول بهذه الفرية لأجد أي إشارة توحي بأني يحتمل ولو بنسبة 1% أقبل هذا الافتراء فلم أستطع أن أجد
                        لا أدري ربما إمكاناتي الفكرية لم تسمح لي برؤية هذا الأمر؟
                        أو أنك تخلط الأوراق أخي الشمالي

                        * ضع ميسون يزيد معاوية في محرك البحث وانظر النتائج

                        آ ما هو النص الذي يجعلهم فوق البشر؟
                        * خطاب الرسول "ص" للمسلمين ((لا تسبوا أصحابي)) والذي يحرفه البعض ((ذروا لي أصحابي)) هل تريد تعميم هذا النص إلى مفهوم الصحابة الحديثي؟؟ أليس هذا الخطاب من الرسول موجها إلى هؤلاء الصحابة ويخص منهم زمرة بوصف أصحابي؟
                        أم الحديث الموضوع الذي ظل يروى على منابر الشام قرونا ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم))؟؟
                        لا يحضرني نصوص أخرى وأنتظر منك أن تفيدني ما النص الذي يجعلهم مختلفين عن كل البشر؟؟

                        * لاتسبوا أصحابي .. ألا يكفيك به نصا ؟ عدد وحدد لي المقصود هنا لو سمحت ..

                        سأعيد صياغة سؤالك بين أمريكيان... هل ترى أن من المجدي شغل ذهن الطلبة الأمريكيين بتاريخ الآباء المؤسسين ووثيقة الاستقلال والدستور وتعديلاته وقد مضى قرنان ونصف على تلك الأحداث؟

                        أخي الحبيب هذه الأحداث التي مضى عليها ألف وأربعمئة سنة توجه تاريخنا إلى هذه اللحظة وتحدد ذاكرتنا الجمعية وستبقى تطبع تاريخنا بنفس طابع رؤيتنا الكاملة لها
                        وما دمنا نراها على عشوائيتها كتلة واحدة فسيبقى تاريخنا خبط عشواء
                        وعندما ننظر لها متفحصين لنحدد موقفنا من مفاصلها التاريخية فستنتظم مفاصل تاريخنا
                        هذه الأحداث هي الدستور الأبدي لأهل السنة وما دامت كتلة واحدة فهي دستور حتى بأخطائها وستكرر نفسها حتى يعود شيء من العقل للأمة وتقول إن أجزاء من هذه الأحداث ليست دستورا وهي:
                        مرفوضة
                        إذا كنت تفكر أو ستفكر بعقلية ماقبل 1400 سنة فالأجدى أن أترك النقاش في عام 2009 ..
                        وهل الأمريكان صاروا عندنا قاعدة وقدوة..
                        أحمد الغنام
                        http://www.dhifaaf.com/vb
                        شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

                        تعليق

                        • حامد السحلي
                          إعراب e3rab.com
                          • Nov 2006
                          • 1373

                          #27
                          * ضع ميسون يزيد معاوية في محرك البحث وانظر النتائج
                          إذا يفهم من كلامي هذا أنني أتبنى نتائج محرك البحث؟؟
                          كانت كلمتي هذه ردا على كلمة الأخ صالح
                          سيأتي يوم تُكتب أسماء بعض ممن نالوا جائزة نوبل في سجل العار والخيانة

                          عندها سيعلم اللاهثون خلف الحقد الغربي أنهم ما زادوا أحفادهم إلا ذلّاً
                          والتي جئت بها للتدليل على كلمتي
                          التاريخ أستاذي الكريم يصنع في حينه ونادرا ما يحاكم الماضي بنفسه بل الناس يحاكمون ولن يسطر التاريخ محاكمة غير متوازنة... وها هو الآن يلقي بعد قرن كامل محاكمات القوميين العرب والأتراك للدولة العثمانية.. كذلك لن يكون هناك معنى لمحاكمة أي من "حملة نوبل" بدون أن تمر نفس المسطرة على الجميع وبالتساوي من جالوت إلى أدونيس
                          وكانت مثالا لإيضاح أن التاريخ لم يصدر حكما على هؤلاء
                          وكانت بقية مداخلاتي واضحة أنني أعني أن التاريخ ليس فاعلا بذاته بل يصنعه البشر

                          * أنت قلت
                          * لاأعتقد أن التحدث عن الصحابة يشبهه التحدث عن أي مخلوق آخر
                          لأنه فيه نص ، فبعد النص ليس هناك رأي .
                          قبلنا أم لم نقبل ..فقد ترى وجها واحدا لمسألة وتغيب عنك أوجه .
                          * لاتسبوا أصحابي .. ألا يكفيك به نصا ؟ عدد وحدد لي المقصود هنا لو سمحت ..
                          هل هذا النص دلالة على أن الحديث عن الصحابة ليس كالحديث عن أي أحد؟؟
                          سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ‏
                          وهل الأمريكان صاروا عندنا قاعدة وقدوة..
                          لم يجعلهم أحد قاعدة ولكنني ضربت قياسا على قضايا وأحداث تبقى مفاهيمها مؤثرة قرونا طويلة جدا ((وللأسف)) ليس أوضح للدلالة على ذلك من تاريخ أمريكا لأن ثقافتهم وصلت لكل بيت
                          إذا كنت تفكر أو ستفكر بعقلية ماقبل 1400 سنة فالأجدى أن أترك النقاش في عام 2009 ..
                          لم أفهم المعنى المقصود بهذه الجملة سوى أنك تقصد أنني إذا كنت مازلت أتخيل أن هذه الأحداث بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد وعبد الله بن الزبير والحسين ما تزال مؤثرة على أسلوب تفكير المسلمين، إذا كنت ممن يظنون ذلك فالأجدى أن تترك هذا النقاش لأنني أعيش وهما؟؟
                          إن كان هذا قصدك أخي الشمالي فالأجدى أن تترك النقاش أما إن كان سوى ذلك فأرجو أن توضحه لي
                          إعراب نحو حوسبة العربية
                          http://e3rab.com/moodle
                          المهتمين بحوسبة العربية
                          http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                          المدونات العربية الحرة
                          http://aracorpus.e3rab.com

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                            • May 2006
                            • 5732

                            #28
                            [align=center]حواش وإضافات[/align]

                            المشاركة الأصلية بواسطة فائز البرازي
                            الشيزوفرينيا الإبداعية
                            =============

                            ( الشيزوفرينيا الإبداعية ) عنوان كتاب للكاتب الدكتور / مشتاق عباس / يتناول جملة من المفاهيم الإجتماعية والنفسية ، في مقاربة حقلين إبداعيين رئيسيين هما : الشعر ، والسرد . وذلك من خلال تأثير الشيزوفرينيا أو الفصام النفسي على هذين الحقلين . وهو يستند في رصده ذاك إلى تعريف الشيزوفرينيا : [ مرض نفسي حاد يصيب الذات ، فيوهن عرى ترابطها ، فينشطر الشخص إلى بنيتين قد تصلان في تعاملهما إلى درجة التضاد ، والعدوانية ] .
                            وأهمية الموضوع تنبع من وجود حالات ظاهرة للناقد وللمراقب وللقارئ بما لها من إنعكاس شيزوفريني على بعض المبدعين ، والمتلقين لهذا الإبداع ، أو لتلك الأطروحات ، والغير محصورة فقط في الحقلين المذكورين : الشعر ، والسرد ، إنما تتجاوزهما إلى حقول فلسفية ثقافية وفكرية وسياسية أخرى ناتجة في معظمها عما يمكن تسميته " مقولة الإغتراب " ، كما يذكر الكاتب مثالا :
                            " الإغتراب السياسي " عند / توماس هوبس / ، و " الإغتراب الإجتماعي " عند / جان جاك روسو / ، و " الإغتراب الذهني " في بعض فرضيات علماء النفس .
                            بحيث أصبح ( الإغتراب ) بأشكاله ومنطلقاته المختلفة يشكل القيمة الرئيسية في النصوص" .
                            وتبرئة للكاتب الأستاذ / مشتاق عباس / اقول انني إذ إقتبست عنوان كتابه ، وملامح مضامينه ، إلا أن ماسيلي مني هو ذاتي خرجت تداعياته من مجرد التأثر بالعنوان وملامح المضمون ، دون أي صلة بين ما أدّعيه هنا وبين مضمون الكتاب .
                            ففي بعض حالات الإبداع لشعراء وكتاب عرب ، فإن تأثير الإغتراب : الجغرافي ، والحداثي ، والمعرفي ، يشكل حالات سائدة . فعدا عن حالات بعض الكتاب العاديين والذين تأثروا كثيرآ بضغوطات الحياة المدنية والسياسية والمعيشية والتغيير السريع في عوالم الأيديولوجيات وطبائع المصالح ، بإغترابهم عن ذاتهم المعرفية الواعية ، وإغترابهم الجغرافي والحداثي ، فإن الضغط العالي يقابله " إنسلاخ " عالي لاعن المجتمع فحسب ، بل ينسحب على ذات الكاتب ، أو المبدع .
                            وإننا لنجد حالات مشابهة لمبدعين عرب كبار يمكن أن نحاكم نصوصهم من خلال طروحاتهم ، وسلوكياتهم ، وافكارهم التي يرون إبداعيتها من خلال الإنفتاح المطلق للمعرفة والحداثة ، وليس كتجديد وتطوير وكفاح فقط . إنما يصلون إلى مرحلة إبداعية تُعنى بتفسير العالم والحياة والإنسان ، مؤمنين بأن تحقق الوصول إلى هذا التفسير سيؤدي إلى تغيير العالم والحياة والإنسان .
                            وفي بعض الأحيان ومع هيمنة الإغتراب على الذات وقناعاتها ومبدئيتها ، تصبح نظرة بعض المبدعين ملتصقة أكثر بالذات ، وتذهب أبعد من خلال تأثير " الشيزوفرينيا الإبداعية " المتضخمة، إلى الإقتناع التام بأنها قد تفوقت على كل الآخرين – النظرة إلى الذات - ، بل والأخطر أنها تفوقت على " ذاتها " ...

                            فالشاعر المبدع : / علي أحمد سعيد اسبر / .. ( أدونيس ) الإسم الذي إختاره لنفسه تأثرآ بالأسماء السورية القديمة ذات الصلة بأدبيات حزبه القوميين السوريين ، وهو الذي بدأ في خمسينات القرن العشرين محاولاته المتواضعة في دخول مرحلة الحداثة الشعرية التي إجتهد ليؤسس مفهومآ جديدآ للإنسان والعالم مع قصائد ديوان ( أغاني مهيار الدمشقي ) ، ثم مساهمته في مجلة " شعر " الثقافية الراقية والتي شكلت بأدبائها ومبدعيها باب الولوج إلى الحداثة الشعرية . وكانت تلك المرحلة حتى أوائل سبعينات القرن الماضي وحتى توقف مجلة شعر ، هي – بإعتقادي – أنضج مرحلة إبداعية إنسجم فيها مع ذاته ، وتوجت بمرحلة لاحقة مع ظهور كتابه ( الثابت والمتحول ) الذي أثار كأي عمل إبداعي ضخم كثيرآ من الجدل والنقد والسجال والإحتجاج .
                            وأكاد أعتقد أن مرحلة الإغتراب الجغرافي / باريس ، والإغتراب الحداثي المتمثل في النص واللغة ، وفي إبتعاده المطلق عن قضاياه الفكرية والسياسية – وهو عضو في القوميين السوريين - ، مع دعوته " التحررية " التي هي اساس الإنسان وهويته ، لايمكن هضمها منه . إذ لايهم مجرد التعرض للنًُظًُم من باب " فلسفتها " و " عضويتها " في " ثابتها ومتحولها " ، إذا كان الهم الأكبر في التحرر والحق خاصة مع قضية وجودية مثل قضية الصراع العربي – الصهيوني ، يشكل لديه بداية مركزية في شيزوفرينيته الإبداعية .
                            لم يتكلم .. لم يعارض .. لم يواجه ( التطبيع ) الذي بدأ في اواخر سبيعينات القرن الماضي .. ادونيس يعلن في مؤتمر غرناطة عام 1994 أنه [ ليس مع التطبيع ، وليس ضده ] .. بل يعلن مبررآ أن التطبيع بين العرب و " اليهود " قديم في التاريخ .. وأنه : [ أمر لاشأن له به ] ..
                            هذا الأمر / الموقف .. كان أساسآ " مقصودآ " للبناء عليه وصولآ – على ما أعتقد – إلى مرحلة : الشيزوفرينيا الذاتية بقناعته المطلقة " الذاتية " ، وهو الذي يرى نفسه : [ قديس بربري ، أو نبي مطرود ، أو إله معزول .. ] فيندفع ليخاطب نفسه قائلآ : [ عليّ ، أردت أن تجوهر العارض ] .. ويعمل لدفع الاخرين ومطالبتهم الغير مباشرة ( بجائزة نوبل ) التي لم يحصل عليها رغم ذلك ، ورغم توقعه أنها فاتته أكثر من أربع مرات ..

                            مبدعنا الكبير الثاني : / محمد اركون / ..
                            من الجزائر ، إلى فرنسا / باريس الثالثة ، كأستاذ لتاريخ الفكر الإسلامي في جامعة السوربون الجديدة .. تكوّن مع الإغتراب الإبداعي : الجغرافي ، والثقافي ، والذاتي ..
                            ومع منتجات إبداع / اركون / وتعمقه في عالم الأبحاث التي تتناول المسلمين والعرب ، ومفهوم "العقل الإسلامي " تمييزآ مقصودآ عن مصطلح " العقل العربي " ، بإعتبار أبحاثه تركز على عدم تحرر " العقل الديني " في شروحه وتأويلاته من الإلتباسات الذهنية والعنصرية ، ومن كونه أساسآ – العقل الديني – متقيد بالوحي أو ما يسميه ( المعطى المنزّل ) بما يشكل وضع : معرفي إنطولوجي إنساني – التيار الأنسني - . وتكون أبحاثه ومرتكزاته في " أسباب ضمور الفكر الفلسفي العقلاني " في الساحة الإسلامية منذ القرن الثالث عشر الميلادي . بحيث يرى أن التراث الديني وحده لايكفي لتوليد تيار عقلاني يحترم إمكانيات الإنسان ويثق بها ، وإنما ينبغي أن يخصّبه أو يتفاعل معه ، تيار فلسفي قوي يعطي العقل كل حقوقه في الكشف المعرفي والإبداع الفكري .
                            إن دراسات / محمد اركون / النظرية – التطبيقية ، تهدف إلى التحرر من التصورات الضيقة الموروثة بصفتها حقائق لاتقبل النقاش . وتهدف فيما تهدف إلى تخليص التجربة الروحية الإسلامية الكبرى من كل ماعلق بها على مدى التاريخ . وبهذا المعنى : فإن إبداع / اركون / في هذا المجال هو عمل إيجابي ضخم ، أصبح ملحآ نظرآ لتدهور " التقديس " ، وشيوع أشكال مستنفذه من فهمه وممارسته في كل أنحاء العالم الإسلامي . حيث لايمكن أن يعود " للمقدس " صفاءه ، وللدين قوته ، وللتعالي تنزيهه وسموه ، إلا بعد وضع التجربة التيولوجية الإسلامية على محك النقد التاريخي ، لتستبين نقاط التمفصل مابين : الوحي ، وما بين : التاريخ والتراث . وعندها يمكن أن نفهم ونستوعب أن التركيبات التيولوجية الإسلامية بكل أنواعها : تفسير ، فقه ، حديث ، علم كلام .. ليست إلا من صنع البشر ، وبالتالي يمكن بل يجب أن تخضع للبحث وللنقد ، بعيدآ وإبعادآ عن كونها " إمتيازآ " يحتكره الفقهاء والأئمة المجتهدين .
                            ومع ذهابه أعمق بابحاثه حول الأنسنة ، والدين ، والمعرفة ، يطرح دعوة نحو إبستمولوجية أخرى.. نحو" نظرية للمعرفة " أخرى - الإبستمولوجيا هي نظرية المعرفة ، او فلسفة المعرفة ، وليسن المعرفة بحد ذاتها - . نظرية معرفية مرتبطة بين أساسيين : الدين ، والعلمنة .. بإعتبار العلمنة " موقفآ " أمام مشكلة المعرفة ، وقبل كل شيئ بإعتبارها إحدى مكتسبات وفتوحات الروح البشرية . مع الأخذ بالإعتبار أن مفهومي : الدين ، والعلمنة .. لايزالان بعيدان عن الوضوح والبلورة في كثير من المجتمعات . مع التأكيد على ان " العلمنة " عند / اركون / مرادفة "للحرية" والحرية والعلمنة عنده " مشروطة " وتختلف مشروطيتهما من مجتمع إلى آخر ، ومن عصر إلى عصر .
                            وإن كان من الصعوبة عرض الفكر وأدوات التفكير واللحظات الإبداعية المنيرة لمفكر فيلسوف كالأستاذ / محمد اركون / ، فإن هذه الصعوبة ترافقها صعوبة شرح وتبيان نقاط الشيزوفرينيا الإبداعية مفصلة لديه . وبتبسيط أعتقد أنه مخل ولكن لاغنى عنه في هذه العجالة ، ادّعي تحديد بعض ملامح تلك الشيزوفرينيا الإبداعية لديه :
                            1-ان / محمد اركون / سيتوجه بمعظم مؤلفاته وأفكاره وطروحاته ، إلى الجمهور الغربي وخاصة الفرنسي ، وإلى جمهور الباحثين والمهتمين . وبالتالي فإن المعروف عنه ان إنتقاداته وتعداد النواقص ، مرتبطة بطبيعة الجمهور الذي يخاطبه . فإن توجه بالخطاب لجمهور المسلمين والعرب ، فإنه سيغلظ في نقدهم وتعداد نواقصهم والصورة الخاطئة التي يشكلونها عن انفسهم وعن الأوروبيين . وعندما يتوجه بالخطاب لجمهور أوروبي فإنه ينتقد الصورة السلبية جدآ وبقوة ، الشائعة عن المسلمين أو العرب في أوساطهم .
                            2-في معظم كتاباته يركز على " الألسنة " وعلى " التفكيك " .. وهما من اساسيات ظاهرة نظرية ( التفكيك وإعادة التركيب ) التي ومع وجود إرهاصات سابقة لها ، إلا أنها معتمدة اساسآ كنتاج للمفكر الجزائري اليهودي – الفرنسي / جاك دريدا / والتي إنتشرت وتبناها الكثير من المفكرين والكتاب والمبدعين . وحتى مع تراجع / دريدا / عنها قبل وفاته ، واعلانه امام أكبر تجمع علمي ثقافي أدبي ، بتراجعه عنها وتقديم إعتذاره الشديد لتبنيها - واعتقد ان ذلك قد حصل ليس كفرآ بمضمون النظرية ، بل على الأغلب نتيجة ما رآه وما لمسه / دريدا / من إستخدام مخل ومزور وبعيد عن مقاصده الفلسفية الأدبية ( للتفكيك ) – ومع بعض محددات إيجابية لها كثيرة في " النصوص " ومعالجتها ، إلا أن بعض مفكرينا ومبدعينا لايزالون متمسكين بها ومن " وجهة نظرهم ورؤياهم الخاصة لها " ، حتى وصل البعض منهم – عربآ ومسلمين – إلى إعتبار القرآن الكريم وبوجوده بين أيدينا على الأرض ، بانه قد تحول إلى ( نص ) .. واي نص .. قابل للتفكيك وإعادة التركيب . إن الإبداع الإغترابي لدى / اركون / ترك هاجس تلك النظرية في التفكيك وإعادة التركيب ، مؤثرآ عليه وعلى أنماط تفكيره الإغترابية .
                            3-إننا كعرب ومسلمين ولا نزال لم ندخل ( عصر الحداثة ) بعد ، فإن المبدع المحلق / محمد اركون / يرى انه لن يكتب لنا التقدم والنجاح ، وان عقلنا السياسي لايمكن أن يهتدي إلى " حلول عالمية " مقبولة ، إلا إذا إعتمد على مبادئ فكرية يجمع عليها عقل ( ماوراء الحداثة ) – مابعد الحداثة - .
                            4-مع تأثره بمبدع آخر – ميشيل فوكو – فيما يختص بموضوع الحداثة وما بعد الحداثة ، فإنه يقدم لنا صورة ملتبسة تحتاج إلى بحث وحوار ونقد ، بما يتبناه عن ان أدوات الحداثة وتقنياتها المتطورة ، يمكن أن تستخدم على وجهين :
                            فهي بقدر مايمكن أن تستخدم من أجل التحرر والإبداع ، بقدر مايمكن أن تًُستَغل لغايات القمع والتدجين وسلب الحريات . وإن كان هذا يقترب من الصحة في الغرب ، إلا أنه يشكل إحباطآ لدى المجتمعات العربية والإسلامية التي لم تدخل عصر الحداثة بعد ، بل تحاول ان تفتح كوة ضوء عملية وثقافية وتحررية من القمع والتدجين وسلب الحريات والديكتاتوريات . فإن كان هذا حالها فيما قبل الحداثة ، فإنه – اركون – ينورها ويهديها ويحبطها بأن حالها لن يختلف في هذه الوقائع حتى إن دخلت عصر الحداثة ..
                            وكم كان الأجدى به ان يكون أكثر تحديدآ وتوضيحآ ، ليبين أن حتى عصر الحداثة الغربي منذ بداياته وحتى مراحل تحوله إلى عصر عولمة متوحشه يمكن أن يكون بداية لعصر مابعد الحداثة – المنتقدة لعصر الحداثة - ، قد حقق – عصر الحداثة – للمجتمعات الغربية إنهاء حالات القمع والهيمنة الدينية والملكية والإستغلالية والإقطاعية ، وادخلها عصر " التنوير " والحريات .
                            5-وبإعتقادي أن تلك الشيزوفرينيا قد تمكنت من بعض آرائه .. حتى فيما خص موضوع التسلط والديمقراطية . حيث تمت مقاربته لها – كما فهمتها – ضمن نسيج تفكيري متناغم ..
                            إنه إذ يرى أن " الوحي " وقد شكل بالنسبة للبشرية الأوروبية "مشروعية عليا" يطيعها كل الناس دون نقاش ، وبما أن : الملك أو الإمبراطور – وفي مكان آخر " الخليفة عند المسلمين - ، يمثل شخصآ إلهيآ وليس بشريآ خصوصآ في أعين الجماهير ، وعامة الناس ، وتصبح " المشروعية " التي يتمتع بها ليست بشرية ، وإنما إلهية في أعين المؤمنين ، بكونه يمثل خليفة الله في الأرض ، وله دين الطاعة على " المواطنين " وبالتالي فلا أحد يناقش في مسألة طاعته . إلا أن هذه ( المديونية ) بهذا المعنى والتي سيطرت طوال قرون وقرون ، شهدت مذابح وحروب أديان ومذاهب في كل أوروبا ، قد سقطت بمجيئ " الثورة الفرنسية " ، وعصر التنوير .
                            لكن ... – كما يقول – فقد تولدت ( مديونية جديدة ) لذات المعنى .. وهي المتمثلة :
                            ( بحق التصويت العام ) – كما يقول - . فالرئيس المنتخب بهذه الطريقة يفرض " طاعته " – مديونية الطاعة – حتى على القسم المضاد الآخر من المواطنين الذين صوتوا ضده لصالح المرشح الآخر المهزوم . والسبب : هو انه حصل على : [ الأغلبية الديمقراطيةٍ] ولو بفارق صوت واحد .
                            اي برأيه : أن المديونيتين ، متسلطتين ديكتاتوريتين ..
                            6 – على ان أبعد مدى يصله في " شيزوفرينيته الإبداعية " ، هي : تحويل الروحي ، إلى إستثماري تجاري مادي ..
                            إنه سيكثر من إستخدام كلمة [ إستثمار معطى الوحي ٍ] أو : [ إستغلال الوحي من قبل المؤمنين ٍ] بإيحاءات مادية وإقتصادية شديدة . وهو هنا ينحو متأثرآ بعالم الإجتماع الألماني الشهير / ماكس فيبر / عند دراسته للدين المسيحي وخصوصآ " البروتيستانتية " وعلاقتها بالإقتصاد والمجتمع .
                            إنه الإغتراب بكل حالاته : الجغرافية ، والتاريخية ، والمعرفية ، وما بعد الحداثية .

                            مثلنا الثالث : المبدع الشاعر والمفكر المرحوم / محمود درويش / ..
                            الشاعر الملتزم الذي ( حمل الوطن في حقيبته وسافر ) .. ثم بعد عقود ، وكأنه قد تعب من حمل الحقيبة ، أعاد الحقيبة بما فيها إلى السارق والمحتل الذي كان يبحث عن تلك البقايا من وطن ، هًُرّبت ... وبًُدء بإعادتها له جزءآ جزءآ ، لولا تلك الجذور التي لم تغادر ، والتي بقيت أعمق وأعمق تقاوم القتل والتشريد والسرقة ، يلتف حولها تراب الوطن المغمس بالدم والآلام ، لتعطيه التماسك بدل التخلخل ، والتشبث بدل الإنفلاش ، والمقاومة بدل التنازل والتطبيع والإستسلام ..
                            مبدعنا العربي الشاعر / محمود درويش / جسد لنا فلسطين أرضآ وشعبآ ومقاومة ، وزرعها في مخيالنا الجماعي وفي الضمير ، جزءآ من حياة وروح كل منّا .. أوليس هو القائل وقد سئل عقب المغادرة :
                            كيف تخرج من فلسطين وأنت القائل : أبي قال مرة .. من لاوطن له ، في الثرى ماله ضريح .. ونهاني عن السفر ..
                            أجاب درويش : لقد غيرت موقعي .. ولكن لم أغير موقفي ..
                            ومن صديقة عاشقة لمحمود درويش الرمز والشعر والمعاناة والجدلية ، والمأساة المزدوجة : مأساة شاعر ولدت مع مأساة وطن .. أقتبس مايعبر عن الحالة .. منذ البداية وحتى النهاية ، من خلال نصوص مختارة من حكاية : ( سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا ) ...
                            يجيئون ،
                            أبوابنا البحر ، فاجأنا المطر ، لا إله سوى
                            الله ، فاجأنا
                            مطر ورصاص ، هنا الأرض سجادة ،
                            والحقائب
                            غربة !!
                            يجيئون
                            فلتترجل كواكب تأتي بلا موعد
                            والظهور التي
                            إستندت للخناجر مضطرة للسقوط .
                            ماذا حدث ؟
                            أنت لاتعرف اليوم ، لالون ، لا صوت ، لاطعم
                            لاشكل .. سيولد سرحان ، يكبر سرحان ،
                            يشرب خمرآ ويسكر ، يرسم قاتله ،
                            ويمزق صورته .
                            ثم يقتله حين يأخذ شكلآ
                            أخيرآ . ويرتاح سرحان .

                            سألناه : سرحان عم تساءلت ؟
                            قال : إذهبوا فذهبنا
                            إلى الأمهات اللواتي تزوجن أعداءنا .
                            وكنّ ينادين شيئآ شبيهآ بأسمائنا
                            فيأتي الصدى حرسآ .
                            ينادين قمحآ .
                            فيأتي الصدى حرسآ .
                            ينادين عدلآ
                            فيأتي الصدى حرسآ
                            ينادين يافا
                            فيأتي الصدى حرسآ
                            ومن يومها ، كفت الأمهات عن الصلوات ،
                            وصرنا
                            نقيس السماء بأغلالنا
                            وسرحان يضحك في مطبخ الباخرة
                            يعانق سائحة والطريق بعيد عن القدس
                            والناصرة
                            وسرحان متهم بالضياع وبالعدمية .
                            ومن ديوانه ( كزهر اللوز أو ابعد ) .. أمسكت من قصائده ، بقصيدة .. قصيده ترسم الحالة النفسية والذهنية لهذا المبدع في إغتراباته ، من قصيدة " منفى " :
                            قولا وداعآ لما كان
                            قولا وداعآ لما سيكون
                            وداعآ لقافية النون
                            في إسم المًُثَنّى
                            وفي بلد الأرجوان !

                            قلت : ألا نتصالح ؟
                            قال : تريث !
                            فقلت : اتلك العودة المشتهاة ؟
                            فقال : وملهاة إحدى إلهاتنا العابثات ،
                            فهل أعجبتك الزيارة ؟
                            قلت : أتلك نهاية منفاك ؟
                            قال : وتلك بداية منفاك
                            قلت : وما الفرق ؟
                            قال : دهاء البلاغة
                            قلت : البلاغة ليست ضرورية للخسارة
                            قال بلى ، فالبلاغة تقنع أرملة
                            بالزواج من السائح الأجنبي ، وتحمي
                            ورود الحديقة من عبث الريح ..

                            ومع حلول أربعينية وفاته .. يمكن فتح بعض الصفحات لوجه آخر ..
                            ·صفحات الإلتصاق بالسلطة الفلسطينية .. سلطة اوسلو ..
                            ·صفحات العداوات والتهديدات للمناضل المبدئي الشهيد / ناجي العلي / ، وهي المسجلة هاتفيآ من قبل ناجي ، ولأسباب إحساسه بخطر القتل المقترب منه ، تلك الحوارات التي تًُظهر كم إبتعد شاعرنا عن الحوار الوطني الفلسطيني ، ومنها :
                            درويش : كفاك ياناجي .. إهاناتك لي ولأبي عمار ستشكل خطرآ عليك ..
                            ناجي : أتهددني يامحمود لدفاعي عن إيماني بقضيتي وقضيتك التي يظهر أنك إستمرأت المهادنة فيها ؟
                            درويش : أنا لاأهددك .. لكن اذكّرك بمن أنا وماذا أستطيع أن افعل .. وأنت تعرف موقعي وقدراتي ..
                            ·درويش مطبعآ .. يعيش حالة الإغتراب النفسي والوطني والنضالي .. وفي آخر ظهور له شاعرآ في الجماهير المريدة في مدينة ابو ظبي ،عام 2005 أو 2006على ما اذكر .. والإلقاء المقطوع بالتصفيق والهتاف .. لم استطع أن : أنفعل ، أن اصفق .. وانا ممن عشق درويش شاعر الثورة وشاعر القضية .. لم أستطع أن أشعر بالفرح ، ولا بالفخر ، ولم أستطع التصفيق تفاعلآ .. لأنني ببساطة .. إحترت لمن اصفق .. لأي درويش سأصفق . ولمن ساصفق : لكلمات الشعر الإبداعية ، أم لذلك الظل الواهي الناطق بها وليس المعبر عنها ..
                            كان درويش بالنسبة للشعر العربي صوتآ لأمته .. ورغم انه قد " تحرر " من حصره وإنحصاره ، ومن لعب هذا الدور .. إلا ان كثيرين من قرائه مازالوا يعتبرونه سفير فلسطين الشعري .
                            وفي برلين / ألمانيا .. كًُرم الراحل / محمود درويش / بإعتبار " تحوله " إلى ( دعوات التعايش ) ، وبإعتبار ( دعواته الحضارية الجديدة ) ، لإيجاد ( حل سلمي للقضية الفلسطينية ) يحفظ الحقوق الإنسانية والمعرفية والطبيعية لكل من يعيش في فلسطين .. إنه الصوت الجديد المعبر عن [ السلام الكبير ٍ] والحقيقي والعادل للحوار بين صوتين ورؤيتين ومجتمعين ، دون أن تفرض إحداها نفسها على الأخرى .. !!!
                            عاش درويش : إغترابآ في الزمان والمكان والنصوص واللغة والحياة ..

                            واخيرآ ... علينا التمييز بشدة ، ودائمآ ، وبكل شيئ ..
                            بين : التقدير والإعجاب .. وبين التقديس والتنزيه .
                            بين : النقد وصراحة وموضوعية القول والرؤية .. وبين التجريح والتسفيه ..

                            =====================
                            فائز البرازي
                            15/9/2008

                            المقال : خاص بمجلة ( الغد العربي ) المصرية .

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                              • May 2006
                              • 5732

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة فائز البرازي
                              الشيزوفرينيا الإبداعية
                              =============

                              فالشاعر المبدع : / علي أحمد سعيد اسبر / .. ( أدونيس ) الإسم الذي إختاره لنفسه تأثرآ بالأسماء السورية القديمة ذات الصلة بأدبيات حزبه القوميين السوريين ، وهو الذي بدأ في خمسينات القرن العشرين محاولاته المتواضعة في دخول مرحلة الحداثة الشعرية التي إجتهد ليؤسس مفهومآ جديدآ للإنسان والعالم مع قصائد ديوان ( أغاني مهيار الدمشقي ) ، ثم مساهمته في مجلة " شعر " الثقافية الراقية والتي شكلت بأدبائها ومبدعيها باب الولوج إلى الحداثة الشعرية . وكانت تلك المرحلة حتى أوائل سبعينات القرن الماضي وحتى توقف مجلة شعر ، هي – بإعتقادي – أنضج مرحلة إبداعية إنسجم فيها مع ذاته ، وتوجت بمرحلة لاحقة مع ظهور كتابه ( الثابت والمتحول ) الذي أثار كأي عمل إبداعي ضخم كثيرآ من الجدل والنقد والسجال والإحتجاج .
                              وأكاد أعتقد أن مرحلة الإغتراب الجغرافي / باريس ، والإغتراب الحداثي المتمثل في النص واللغة ، وفي إبتعاده المطلق عن قضاياه الفكرية والسياسية – وهو عضو في القوميين السوريين - ، مع دعوته " التحررية " التي هي اساس الإنسان وهويته ، لايمكن هضمها منه . إذ لايهم مجرد التعرض للنًُظًُم من باب " فلسفتها " و " عضويتها " في " ثابتها ومتحولها " ، إذا كان الهم الأكبر في التحرر والحق خاصة مع قضية وجودية مثل قضية الصراع العربي – الصهيوني ، يشكل لديه بداية مركزية في شيزوفرينيته الإبداعية .
                              لم يتكلم .. لم يعارض .. لم يواجه ( التطبيع ) الذي بدأ في اواخر سبيعينات القرن الماضي .. ادونيس يعلن في مؤتمر غرناطة عام 1994 أنه [ ليس مع التطبيع ، وليس ضده ] .. بل يعلن مبررآ أن التطبيع بين العرب و " اليهود " قديم في التاريخ .. وأنه : [ أمر لاشأن له به ] ..
                              هذا الأمر / الموقف .. كان أساسآ " مقصودآ " للبناء عليه وصولآ – على ما أعتقد – إلى مرحلة : الشيزوفرينيا الذاتية بقناعته المطلقة " الذاتية " ، وهو الذي يرى نفسه : [ قديس بربري ، أو نبي مطرود ، أو إله معزول .. ] فيندفع ليخاطب نفسه قائلآ : [ عليّ ، أردت أن تجوهر العارض ] .. ويعمل لدفع الاخرين ومطالبتهم الغير مباشرة ( بجائزة نوبل ) التي لم يحصل عليها رغم ذلك ، ورغم توقعه أنها فاتته أكثر من أربع مرات ..

                              [...]

                              واخيرآ ... علينا التمييز بشدة ، ودائمآ ، وبكل شيئ ..
                              بين : التقدير والإعجاب .. وبين التقديس والتنزيه .
                              بين : النقد وصراحة وموضوعية القول والرؤية .. وبين التجريح والتسفيه.

                              =====================

                              [align=justify]الأستاذ الكريم فائز برازي،

                              شكرا جزيلا على إيراد هذه المقالة الجيدة، والتي سأقتصر منها على ما جاء فيها بخصوص أدونيس. وأقترح عليك نشرها كاملة في الصالون الأدبي، في ملتقى الحوار الأدبي والنقدي، على الرابط التالي، حتى يفيها الأساتذة والأستاذات ثمة حقها من البحث والتعليق:



                              أدونيس اليوم ابن ثمانين سنة تقريبا. ولا شك في أن مسيرة ثمانين سنة أطول من أن نمر عليها بمشاركات سريعة. لي زميل بلجيكي في القسم الذي أدرس فيه في الجامعة ويشاركني في المكتب، يحضر أطروحة دكتوراه في أطروحة أدونيس الحداثية، لا يكاد يمر يوم إلا وتحدثنا في أدونيس وفي مدونة النصوص الأدونيسية التي اختارها للبحث، يقول لي باستمرار: الحداثة غير متفق عليها في الغرب حيث دور الدين متواضع، فكيف سيتفق الناس عليها في البلاد العربية حيث للدين فيها دور رئيس؟ ولعل لحدة طرح أدونيس العلماني من جهة، والإيغال في الترميز والتشفير في شعره من جهة أخرى، ثم الانسلاخ عن القضايا التي تهم الجماهير العربية كل ذلك أصبح يؤخذ عليه كثيرا على الرغم من موهبته وطاقاته الإبداعية الظاهرة. فالأمر لا يتعلق فقط بالتطبيع مع العدو والفكر القومي الخ، فثمة أيضا مواقف له أبعدته كثيرا من الجمهور، منها مهاجمته للحجاب في فرنسا بمقالات فيها من الجرأة على الإسلام ما لا يستطيع رئيس أعتى حزب غربي عنصري أن يأتي بها، أبعتده كثيرا من مسلمي الغرب ــ باستثناء مجموعة قليلة جدا من اللائيكيين.

                              وهنا نأتي على مسألة نرصدها هنا في الغرب كثيرا، هي ظاهرة تملق بعض المعروفين من المبدعين العرب الذين يدعون إلى الغرب، بطريقة يفهم منها أن ثمة رسائل مشفرة ترسل لأطراف تعنى بالجوائز وما إليها .. وأمثل على ذلك بالآتي: منذ ثلاث سنوات توقفت نوال السعداوي، وهي في طريقها إلى أمريكا لاستلام جائزة (وهذا بحد ذاته أمر مثير للتأمل!) في بروكسيل، وبعد يوم ادعت أمام الصحافة أن ثمة من سرق لها - في بروكسيل - مخطوطة رواية جديدة جريئة .. وأثارت ضجة إعلامية لتسيط الأضواء عليها إلا أن الصحافة والشرطة الفدرالية انتبهتا إلى الحيلة فأهملتا أمرها ثم استأنفت السفر إلى أمريكا حيث استلمت جائزتها ..

                              وسؤالي هنا: ما الذي يجعل كاتبا مثل أدونيس وكاتبة مثل نوال السعداوي وغيرهما (مثلا: محمد أركون، فاطمة المرنيسي ..) يتصرفون هكذا؟

                              هل هو عدم الاهتمام الرسمي/الشعبي الذي كانوا يتوقعونه في بلادهم، فأصبحوا يلتجئون إلى الغرب بهدف الحصول على ذلك الاهتمام المنشود، ولكن باحترام شروط اللعبة المعمول بها في الغرب؟!

                              أنا لا أشك لحظة في أن أدونيس تجاوز هذه العقدة وأصبح في الفترة الأخيرة يلح في مسألة الجائزة، وأنه أصبح في كل إلحاح جديد له يتخلى عن شيء مما كان الناس في الثمانينيات من القرن الماضي يسمونه "الثوابت القومية/الوطنية/الدينية" للأمة.

                              وأخير أود أن أشير إلى أن حديثنا هنا - وهذا الحديث موجه إلى القراء وليس إلى حضرتك أخي الأستاذ فائز - يتعلق بإلحاح أدونيس وبصنيعه في سبيل الحصول على جائزة نوبل، وليس في موهبته الشعرية أو في طاقته الإبداعية وإنتاجه الأدبي الكبير.

                              وتحية طيبة عطرة وشكرا على مرورك الثري. [/align]

                              تعليق

                              • lailasaw
                                عضو منتسب
                                • Dec 2008
                                • 375

                                #30
                                بدون تعليق :



                                <table style="padding-top: 5px; width: 603px; height: 1080px;" align="center" border="0" cellpadding="0"><tbody><tr><td align="center">
                                <table style="width: 600px; height: 54px;" dir="ltr" align="center" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tbody><tr><td style="padding-right: 3px;" dir="rtl" valign="top" width="927" align="right" height="10">

                                أدونيس: أنا أكبر شخصية سورية .. وليتني كسرت الطاولة في لبنان
                                </td> </tr> <tr> <td style="padding-right: 3px;" dir="rtl" valign="top" align="left" height="10"><!-- AddThis Button BEGIN --> <script type="text/javascript" src="http://s7.addthis.com/js/250/addthis_widget.js?pub=xa-4ac0851b38d33b92"></script>

                                <!-- AddThis Button END --> </td> </tr> <tr> <td style="padding-right: 3px; padding-top: 10px;" valign="top" align="right" height="10">2009-12-01</td> </tr> </tbody></table>
                                </td> </tr> <tr> <td style="padding-top: 10px;" align="center"> <table style="padding-left: 5px; padding-right: 5px;" align="left" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tbody><tr><td></td></tr></tbody></table>
                                نوبلزنيوز: أبدى الشاعر أدونيس استياءه الشديد للمعاملة التي لقيها من قبل منظمي معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت الشهر الفائت، مشيرا في المقابل إلى الاهتمام المفاجئ له في الصين حيث نال جائزة “زونغ كون” الدولية للشعر قبل أيام.
                                وجدول عمل أدونيس مثقل بلقاءات في أماكن متباعدة جغرافيا، فهو يتسلم جائزة دولية للشعر في الصين، لينتقل إلى افتتاح معرض لرسوماته في أبو ظبي، وغيرها، ما يؤدي أحيانا إلى تأجيل بعض مواعيده كي لا تتضارب، كما حدث في لقائه الشعري في بروكسل الذي أقيم السبت الماضي بعد إرجاء.
                                في العاصمة البلجيكية قرأ أدونيس بعض قصائده، وقُدمت قراءات لقصائده مترجمة للفرنسية والهولندية في أمسية تخللتها فقرات موسيقية، واستكملت الأمسية بحوار جمع أدونيس والشاعر البلجيكي غيرت فان استندال، لتكون المناسبة الختامية لمهرجان “موسم” الذي أحتفى بالثقافة العربية في عدة مدن بلجيكية.
                                ويقول أدونيس في مقابلة مع وكالة فرانس برس في بروكسل على هامش قراءات شعرية قدمها السبت الماضي، إنه مستاء جدا مما حصل معه في معرض الكتاب الفرنكفوني في بيروت أكتوبر الماضي.
                                وكان معرض الكتاب الفرنكفوني نظم لقاء شعريا لأدونيس والذي غادر الصالة غاضبا بعد 5 دقائق، وأعلن مقاطعته للمعرض لأن “سوء التنظيم والإهمال كانا في مستوى لم يخطر لي ولا أتصوره”.
                                ويعتبر الشاعر السوري، الذي أقام في بيروت لسنوات، وغادرها ليستقر في باريس منذ بداية الثمانينيات، أن ما حصل في المعرض كان “نوعا من الغش والدناءة والسخافة الذي يغضبني كثيرا”، معتبرا أن “الغش هنا عندما أدعوك في إطار شيء ثم أعاملك على مستوى آخر”. وما يزيد استياءه أن المنظمين لم يحاولوا الاعتذار، ويعلق بالقول أن الأمور تصبح كأنها شخصية ولم أفسّرها إلا سياسيا، وكأنهم يقاصصون سوريا من خلالي.
                                ويشدد على أنه كان “مقصرا” في تعبيره عن غضبه وقتها، قائلا وهو يضحك: “أحسست أني لم أفعل ما كان يجب فعله.. كان يجب ان أضرب الطاولة أو أكسّرها أو أفعل شيئا آخر”.
                                وأعرب أدونيس عن دهشته بالاهتمام الذي يلقاه في الصين. ففي أبريل الماضي وقّع المختارات الشعرية التي صدرت مترجمة له هناك، وخلال أشهر نفدت طبعة المختارات، ويقول إنه نال استنادا على هذا النجاح جائزة “زونغ كون” الدولية للشعر، مكافأة “لمكانته الشعرية العالمية ولتأثيره في الشعر الصيني المعاصر” كما ورد في بيان الجائزة. ويقول أدونيس: “أعتقد أن الصينيين على المستوى العام أكثر فهما لشعري من الوسط الثقافي العربي”، مستندا في استنتاجه الأخير إلى النقاشات التي جمعته بمثقفين صينيين وبالجمهور الصيني، وأيضا إلى حجم مبيعات طبعة مختاراته الشعرية، التي يعاد طبعها الأن (وهو أمر لا يحدث إلا نادرا) كما يؤكد نقلا عن مثقفين صينيين.
                                وجائزة “زونغ كون” هي من أعرق الجوائز الأدبية في الصين، وتقدمها للسنة الثانية مؤسسة ثقافية مستقلة، كما يقول أدونيس موضحا أنه لو كانت الجائزة صادرة عن مؤسسة تابعة للدولة لكان موقفه مختلفا “لأني ولا مرة في حياتي أخذت جائزة دولة”.
                                وردا على سؤال إن كان مستعدا لقبول جائزة دولة من بلده سوريا، أجاب أدونيس: “أنا أعتبر نفسي أكبر شخصية سورية على الإطلاق، وإذا قبلت جائزة (سورية) يجب أن تكون أكبر جائزة تُقدم لأي شخصية”، وأضاف: “لا أقبل إطلاقا أي جائزة عادية، سواء من سوريا أو من أي بلد عربي آخر”.

                                كتــاب :حوار بين فاتح المدرس وأدونيس

                                في الذكرى العاشرة لغياب الفنان السوري الرائد فاتح المدرس صدر كتاب حمل عنوان «فاتح وأدونيس، حوار»، وفيه نص الحوار الذي جرى في دمشق ذات يوم من العام 1998، أي قبل سنة من رحيل الفنان السوري، بين المدرس والشاعر أدونيس، برعاية صاحبة غاليري الأتاسي منى الأتاسي، ومن إعدادها.
                                الكتاب مرفق بفيلم من إخراج عمر أميرالاي ومحمد ملص وأسامة محمد، يسرد فيه الفنان سيرته مع الفن والحياة، مثلما نرى عرضاً فنياً لصور عدد لا بأس به من لوحاته. في مستهل الكتاب تقديم من أدونيس، وفي آخره رسائل من المدرس إليه، وفي المتن حوار موزع على أربعة أيام بين الرجلين، حوار تبادلي لا يمترس كل منهما أمام فنه، فكلاهما خاض الفنين طويلاً، أدونيس الشاعر يمارس الرسم، والمدرس الرسام مارس الشعر أيضاً، للأول لوحات ومعارض، وللثاني قصائد ومجموعات. فالحوار لم يبقَ حبيس الاختصاصين، بل تعمق في الفكر والفلسفة، وتبسّط ليستعيد الطفولة والأحلام، وكان رزيناً وجدياً من جهة، ومتفلتاً وفيه الكثير من الشيطنة من جهة أخرى. حوار حر بكل معنى الكلمة، حرية تبادل الأدوار بين السائل والمجيب، وحرية المقاطعة والاستطراد والتعليق والممازحة. لذا أتى الحوار مسلياً ومفيداً في آن، يخض الذاكرة وينكأ جراحها ويتجرأ في تقويمها، ويرسم خرائطها بحدود غير نهائية بالطبع.

                                .
                                </td></tr> <tr><td dir="rtl" style="padding-top: 8px;" align="left">لمدينة</td></tr> <tr> <td style="padding-top: 10px;" valign="bottom" align="left"><table style="width: 20px; height: 27px;" align="left" border="0" cellpadding="2" cellspacing="0"> <tbody> <tr valign="middle" align="center"> <td colspan="5" style="background-repeat: repeat-x;" valign="middle" background="../images/line_px.gif" height="3">
                                </td> </tr> </tbody></table> </td></tr></tbody></table>

                                تعليق

                                يعمل...
                                X