ملاحظات عابرة حول الرفاهية والحضارة والتوزع الجغرافي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1374

    ملاحظات عابرة حول الرفاهية والحضارة والتوزع الجغرافي

    السلام عليكم ورحمة الله

    هذه ملاحظات عابرة وغير مترابطة أضعها معا الآن عسى أن تتكامل الفكرة
    هذه المنطقة أي الهلال الخصيب كانت خلال الآلاف الماضية من السنوات مهد الحضارة الإنسانية والإنتاج المدني.. وفي فترات متعددة ضعفت حضارات المنطقة لعدة قرون سمحت بظهور تفوق نوعي لحضارة انطلقت من الأطراف كالصين والرومان والهنود ثم الجرمان
    ورغم أن التقدم التقني الحالي غير كثيرا من الموازين إلا أن الاستقرار الاقتصادي غير الطفيلي كان يتطلب استقرارا بيئيا وزراعيا وما يزال هذا شرطا ولكنه لم يعد حرجا كما كان سابقا
    تتيح الرفاهية البيئية والزراعية استقرارا لتوزع الثروة والرفاهية بما يخلق بيئة جيدة للتقدم وحتى التغيرات السياسية العنيفة أو السلمية ليست كلها معيقة للتقدم فبعضها لا يؤثر أبدا على عجلة التقدم وبعضها محفز قليلا وبعضها معيق قليلا ولكن أهم حاضن للتقدم هو وجود توازن فكري واجتماعي بحيث يتوجه الفاعلين من البشر وهم موجودون دوما إلى تغيير نوعية تعامل الإنسان مع المجموع الإنساني أو مع الطبيعة بدل تغيير نوعية تعامل البشر مع بعضهم أي أن يتوجه الجهد نحو الإنجاز الحضاري بدل الكفاح السياسي الذي يستهلك طاقة الفاعلين من البشر بمجرد وجود مبرراته أي عدم الاستقرار الاجتماعي والفكري والذي كما ذكرت سابقا يتطلب رفاهية زراعية وبيئية وهي الشرط الحيوي والوحيد سابقا ولكنها لم تعد الوحيدة حاليا
    هذه المنطقة الهلال الخصيب أي الرافدين والشام ومصر ويمكن توسيعها قليلا إلى فارس والأناضول واليونان.. تقع في وسط الكتلة القارية للعالم القديم المسمى جغرافيا أفروآسيا.. ونحن اليوم بتنا ندرك من دراستنا المناخية أن وجود استقرار ورفاهية بيئية وبالتالي زراعية في هذه المنطقة أي هطول مطري وسطي يتجاوز 650 ملم سنويا على هذه المساحة البالغة 3- أو 7 مليون كم2 يتيح جعلها بكاملها تقريبا خضراء يترافق بشكل شبه حتمي بنشاط مناخي عنيف في المناطق المحيطية أي سواحل أفروآسية
    وبينما تكون البيئة خصبة في الوسط القاري شرق المتوسط فإن الأطراف في الهند والصين وأوربة والسواحل الإفرايقية وجنوبي شبه الجزيرة تكون عنيفة وعبارة عن سلسلة من الكوارث التي تضرب أجزاء تاركة وراءها مشردين وفقراء وغضب وبالتالي عدم استقرار اجتماعي لا يسمح أبدا بأي تقدم حضاري مستقر
    وبالعكس عندما تميل المناخات المحيطية للهدوء لفترة طويلة نسبيا فإن منطقة الوسط تصبح قاحلة أو شبه قاحلة وبينما تصبح الأطراف مستقرة بيئيا وزراعيا وبالتالي تستقر اجتماعيا وتتطور حضاريا فإن بيئة الوسط تضرب اجتماعيا نتيجة القحط وتدور عجلة التطور الحضاري نحو الخلف
    حتى إذا أردنا إدخال الأمريكيتين ضمن المعادلة فإننا نجد هذا صحيحا فقد قامت حضارة المايا الأكثر امتدادا في منطقة مستقرة مناخيا في الجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية بينما لم تستقر حضارتا الأنكا والأزتك في أمريكا الوسطى فترة طويلة نتيجة الدورة المناخية التي لا تخلق استقرارا طويلا لأكثر من قرن ونصف أو قرنين
    أما أمريكا الشمالية فلم تكن دورة استقرارها المناخي لتستمر أكثر من بضع عقود وبالتالي رغم غناها لم تكن قابلة لتنمية حضارة تتطلب قرونا وليس عقودا من الاستقرار إلى أن جاء الأوربيون وتمكنت الآلة من تطويع جزء من المشكلة كما أن أمريكا شهدت خلال القرنين الأخيرين أطول فترة استقرار مناخي نسبي

    هذه مجرد تساؤلات أضعها عسى أن نطورها
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com
  • s___s

    #2
    أتمنى ما تمّت كتابته في المداخلات تحت العنوان والرابط التالي يفتح لك زوايا أخرى للموضوع الشيّق الذي بدأته

    يوميات كاتبة سرطانية في مشفى البيروني الجامعة/ سوسن السباعي الجابي

    تعليق

    يعمل...