سقطت القومية لأن الكثير ممن يدافع عنها يدافع عنها بدافع الحب أو الكراهية ، و الجدال ، و ليس بمنطق الفكر و الدراسة و تدبر المآلات
<O******
المحب...يحب الوطن ... ويتكلم بمنطق الوطنية ، ويوظف عقله للإصطفاف مع من يحب، من أفراد أو أحزاب أو قبائل أو جماعات ، و يدافع عنهم حبا بكل الوسائل ،و يهاجم من لا يتفق معه بدافع الكراهية ، و ليس بمنطق الفكر و تدبر الأحداث و معرفة الخلل فى التنظير أو التطبيق ، و هنا نقطة أساسية و هى التفريق بين.. <O الوطنية غير المفكرة و الوطنية المفكرة <O الوطنية مجموعة من المشاعر و الانفعالات شبه الغريزية المرتبطة بالوطن ، و المواطن يحب بلده ...و يدافع عنه فى الظروف الصعبة...وفى العادة يجمع كل ما يؤيد انغعالاته و يهدأ ثورته ، و عادة لا يأتى التفكير إلا متأخرا...إذا أتى!!
فيصيح و يسب و يشتم و يذم و يمدح ...و كاحطب ليل يجمع كل ما يؤيد حبه و يثبّت كراهيته دون تدقيق..و دون تثبت و دون فحص و توثيق ودون ربط الفكر ليكون متماسكا، و لا مراجعة المنطق ليكون متسقا
فهو مواطن محب و لكن أدواته.... الخطابة و الجدل ، ومنهجه "المنهج السوفسطائى"
و السفسطائى يفتقد إلى الحكمة الحقة الأصيلة ، ولا يبتكر آراء جديدة ، فهو عاجز عن البرهان بمنطق علمى ،و بائع كلام ، ومقتدر على المماحكة و الجدال ، مهمته محصورة فى مجرد الدفاع أو النصرة لآراء معطاة سلفاً ، و تزييف كل ما خالف تلك الآراء بمختلف و سائل الجدل و التلفيق و التكلف و التأويل البعيد ، و القص و اللصق ، و انتقاء القصص و الأحداث التى تبرر موقفه
هذا هو المواطن المحب المدافع عن الفكر القومى بوطنية و ليس بفكر<O
مواطن...وطن...وطنية
دفاع عن الفكر القومى بنفسية المحب أو الكاره للمعارض ، بالكلام و الجدل والسفسطة
فيصادق و يحب و يرفع للسماء من يتفق معه فى انفعالاته...و يحارب و يصد و يشتم و يسب و يسخر ممن يحب الوطن مثله و لكنه لا ينفعل مثله
وإن كان هذا السلوك يجذب الكثير من العرب عن طريق الوطنية ، فإن هذا السلوك الانفعالى والمنطق السفسطائى لا يحمى الفكر القومي من السقوط ، ولا يعيده بعد أن يسقط.
و الفرق بين الوطنية المفكرة و الوطنية الانفعالية أن أحداهما تنير و تهدى و الأخرى تشعل و تحرق
الوطنية المفكرة هى التى تصحح أخطاءالقومية العربية و تنير لها الطريق و تكبح الانفعالات لتهدى إلى الطريق القويم
لأن مستوردى الفكر القومى لم يضعوا الجهد اللازم لدراسة مميزات و عيوب الفكر القومى الغربى قبل استيراده ، و دون دراسة ما كتبه المفكرون الغربيون من نقد للفكر القومى وما يمكن أن يؤدى إليه من حروب و صراعات ، ومراجعة بعض أسس التنظير له ، و التى لا تصلح للبيئة العربية-الإسلامية ، و لم يهتموا بلإعداد الجيد لعلاج المشاكل المتوقعة من سوء التطبيق.
**********
تفصيل هذه النقطة يتطلب عرض بعض الآراء من نقد الفكر القومى من مفكرين غربيين، و ربما لا تسمح المساحة هنا لعرضها.<O
[align=justify]سوف أحاول في هذه الصفحة أن أجيب على السؤال: (لماذا سقطت القومية العربية؟). كما سأحاول أن أجد تفسيرًا لانحسار المشروع القومي العربي الذي ازدهر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وكذلك للأسباب التي جعلت الفكر القومي العربي يتراجع إلى حد الاحتضار، والأسباب التي جعلت جيل الثمانينات من القرن الماضي يكفر بالفكر القومي، والأسباب التي جعلت جيل اليوم يسعى في اجتثاث أكثر الأحزاب القومية العربية خيانةً وإجرامًا، أقصد (حزب البعث العربي الاشتراكي). [/align]
دكتور عبد الرحمن حفظه الله:"
الرد سهل جدا، عندما نبحث في المنشأ نعرف المسيرة والسبب:
لنعد إلى عهد "فخر الدين" آخر سلاطين الدولة العثمانية، وكيف انتهى ، ودور الغرب في ذلك، وسوف تتضح الرؤيا تماما.
دمتم بخير.
تعليق