[frame="9 10"]اسمعوا إلى وصية الله ليّ ولكم تسعدوا وتفلحوا في حياتكم وتكونوا من السعداء بعد لقاء ربكم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (200آل عمران)،
لا يغرنكم كثرة الهالكين، ولا يفسدنّ أمركم كثرة الجاحدين بنعمة ربِّ العالمين، فإن الدنيا إلى زوال، وما من يوم إلا نُودّع فيه أناساً إلى الله، ويخرج المرء منهم كما دخل الدنيا عارياً ليس معه إلا العمل الصالح الذي قدمه في هذه الحياة، ومناد الله يقول له:
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } (94الأنعام)،
فلا يرى معه شفيعاً ولا معيناً ولا مؤازراً ولا مساعداً إلا عمله الصالح، ليس معه عشيرة عنه يدافعون، ولا محامون بأمره يتصرفون، لأن الكل قد تخلى عنه بعد أن صار في رحاب الله عزَّ وجلَّ. والمؤمن عندما يتذكر تلك الساعة يُحْسن العمل ويصلح شأن نفسه.
فعليك دائماً يا أخي المؤمن أن تتذكر أنك مسافر إلى الله:
{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } (42النجم)،
وأن هذا السفر ربما يكون الآن فربما تضع لقمة في فيك لا تُكمل مضغها، وربما وأنت تسير في الطريق تقع ويحملونك إلى حيث لا أهل ولا رفيق وفي تلك الساعة ماذا أعددت؟
وماذا جهّزت للقاء الكريم عزَّ وجلَّ؟
لن تستطيع البطن أن تشكرك هاهنا على ما أطعمتها من فنون الأطعمة وألوان المشروبات، ولن يُقدم لك الجسم الشكر على أنك أنعمت عليه بالنوم هنا، وبالسفر إلى هذه الجهات، وتلكم المصائف وغيرها، وإنما لا ينفع الإنسان إلا ما يقدمه للرحمن عزَّ وجلَّ من طاعة وعبادة وحسن سلوك وصبر وإرادة لله عزَّ وجلَّ. فاجعلوا الموت منكم على بال، وتذكروا دائماً أنكم عن الدنيا قريباً راحلون، وإلى الله عزَّ وجلَّ سائرون، وعن الأهل والجميع راحلون، ولن ينفعكم في هذا اليوم إلا ما أنتم له لله عزَّ وجلَّ عاملون.
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية شهر رجب والاسراء والمعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[/frame]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (200آل عمران)،
لا يغرنكم كثرة الهالكين، ولا يفسدنّ أمركم كثرة الجاحدين بنعمة ربِّ العالمين، فإن الدنيا إلى زوال، وما من يوم إلا نُودّع فيه أناساً إلى الله، ويخرج المرء منهم كما دخل الدنيا عارياً ليس معه إلا العمل الصالح الذي قدمه في هذه الحياة، ومناد الله يقول له:
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } (94الأنعام)،
فلا يرى معه شفيعاً ولا معيناً ولا مؤازراً ولا مساعداً إلا عمله الصالح، ليس معه عشيرة عنه يدافعون، ولا محامون بأمره يتصرفون، لأن الكل قد تخلى عنه بعد أن صار في رحاب الله عزَّ وجلَّ. والمؤمن عندما يتذكر تلك الساعة يُحْسن العمل ويصلح شأن نفسه.
فعليك دائماً يا أخي المؤمن أن تتذكر أنك مسافر إلى الله:
{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى } (42النجم)،
وأن هذا السفر ربما يكون الآن فربما تضع لقمة في فيك لا تُكمل مضغها، وربما وأنت تسير في الطريق تقع ويحملونك إلى حيث لا أهل ولا رفيق وفي تلك الساعة ماذا أعددت؟
وماذا جهّزت للقاء الكريم عزَّ وجلَّ؟
لن تستطيع البطن أن تشكرك هاهنا على ما أطعمتها من فنون الأطعمة وألوان المشروبات، ولن يُقدم لك الجسم الشكر على أنك أنعمت عليه بالنوم هنا، وبالسفر إلى هذه الجهات، وتلكم المصائف وغيرها، وإنما لا ينفع الإنسان إلا ما يقدمه للرحمن عزَّ وجلَّ من طاعة وعبادة وحسن سلوك وصبر وإرادة لله عزَّ وجلَّ. فاجعلوا الموت منكم على بال، وتذكروا دائماً أنكم عن الدنيا قريباً راحلون، وإلى الله عزَّ وجلَّ سائرون، وعن الأهل والجميع راحلون، ولن ينفعكم في هذا اليوم إلا ما أنتم له لله عزَّ وجلَّ عاملون.
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية شهر رجب والاسراء والمعراج} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[/frame]