ساروا الى مكّة....
.
في ذلك اليوم ،،سارت مراكبنا إلى مكّة ،،!،أحسسْتُ كأني ذاهبٌ إلى حيث ينظر الله برحمةٍ كبيرة ،،وأنا أَحثُّ نفسي أُريد أن أندسَّ في تلك البقعة ،،آخذُ مكاناً فيها ،،،يصيبني نَظَرُهُ ،،وأينما ينظر تحلُّ رحمته ،،وهو لم ينسَ شيئاً خَلَقَه ،،مِن نظَرِه ،،ولكنّي أريد نظَرَه الذي في وديان مكّة ،،حيث نادى للإسلام نبيّاه العظيمان ....
.
،،هكذا كنتُ أشعر ،،وحين صرْتُ في المدينة المنورة ،،و رأيت أرضها ورمالها ..أشفقت أن أدوس ترابها …فتنمحي آثار أقدامهم …ووقفتُ على أطرافها انظرُ إلى المسجد وقبّته الخضراء ومُن ينام فيه وأقول : كيف اصلُ اليك …من دون أن أدوس هذه الرمال …..!!...وتيبّستْ قدماي : أخاف إن مشبتُ على أرضها أن أمحُ الأثرَ …الجميل …..بقدميّ الآتيتين من أرض الشتات الآثمة ......
...
..لم تفارقني صوَرُهم ،،-محمدٌ (ص) وصحبه - هم معي في عيوني في داخلي ،،أنا فيهم ،،أقف ذاهلاً على باب المسجد والناس يرتطمون بي وأنا معهم - بالأحلام -أُزاحمهم على باب المسجد كأنّي ذاهب معهم إلى الصلاة ،،عشْتُ معهم في الأحلام ...ساعة ......
.
،،أنظرُ إلى أماكن عيونهم في الجبال بعد أن مُحيَتْ خطواتهم على الأرض ،،أحسسْتُ الحياة كما تحسّها قلوبهم التي تطهّرَتْ وتلألأتْ ،،!، يحاولَ ذلك بصعوبة ،،قلبي القادم من هذا الزمان الكاذب البغيض !!
.
،،وأنا في صحرائهم الموغلة في الحَرّ والسعة والقسوة ،،عرفْتُ أنَّ ذاك العربيّ ،،ما جاء هنا إلاّ لِتعدَّه الصحراء لأمرٍ جَلَل ،، فَهْمُ هذا الدين والإخلاص له وحفظه ونشره ،، في هذه الصحراء لا وجود للدنيا وتعظُم الأشعار والأفكار ،،ويَتَجَنَّد للمعتَقَدات المقاتلون المخلصون ،،
.
،،وفي وادي مكّة المُقفر إلاّ من صورة ابراهيم(ص) ،،وهو ينادي للإسلام ،،ويبني البيت ،،ويطيع كلّ أمر ،،،!!،،و يفعل كلّ شيءٍ لله بعد خروجه من النار ،،ذلك الموحِّد والمخلص والمُحِبّ العظيم
.
،،وإلاّ من صورة محمد (ص) المُهاجر وصحبه من بين وديانها ،، الخارجين لتوِّهم ،، ليعلِّموا الإسلام -رسالة الحق والخير ،،مِن دار الأرقم بن أبي الأرقم : تلك الدار التي لابدّ منها في كلِّ حيٍّ ،،يتخرّج منها الأحرار والمعَلِّمون ،، يعلِّمون هذه الدنيا ،كيف تكون الحياة الصحيحة ،،وكيف يعيش العقل داخل الحقّ لا خارجه ،،، وكيف تطيع هذه النفس خالقها كي لا تَضِلّ ،،،،!!،،وأنّ حياةً عُظمى في الأرض وفي السماء ،، ستكون للمؤمنين
.
،،ولو رأيتني والقمر الأحدب المضيء ،،في طريق العودة ،،يأبى إلاّ أن يشيّعني حتى بوّابة الخروج من جزيرة العرب ،،أشعر كأنما أغادر مكان ولادتي : فنحن نولد بولادة الأمّة ونموت بموتها .......
.
،،ونولد يوم نعرف الله ونموت يوم ننساه ،،لأنّ الله هو الحق وهو من يعلّمنا الحق ،،،
،،أَنظرُ إلى القمر الأحدب ،، أغبطه وهو عائد إلى مكّة المضيئة ،،وأنا قادم على العالَم الأحمر الدامي ،،أتعجّبُ كيف يعيش الناس في بحر الدماء وهواء الأكاذيب ،،،وأودِّع القمر الأحدب المضيء وألقى أحزاني !!
.
.
,
,
.
عبدالحليم الطيطي
.
في ذلك اليوم ،،سارت مراكبنا إلى مكّة ،،!،أحسسْتُ كأني ذاهبٌ إلى حيث ينظر الله برحمةٍ كبيرة ،،وأنا أَحثُّ نفسي أُريد أن أندسَّ في تلك البقعة ،،آخذُ مكاناً فيها ،،،يصيبني نَظَرُهُ ،،وأينما ينظر تحلُّ رحمته ،،وهو لم ينسَ شيئاً خَلَقَه ،،مِن نظَرِه ،،ولكنّي أريد نظَرَه الذي في وديان مكّة ،،حيث نادى للإسلام نبيّاه العظيمان ....
.
،،هكذا كنتُ أشعر ،،وحين صرْتُ في المدينة المنورة ،،و رأيت أرضها ورمالها ..أشفقت أن أدوس ترابها …فتنمحي آثار أقدامهم …ووقفتُ على أطرافها انظرُ إلى المسجد وقبّته الخضراء ومُن ينام فيه وأقول : كيف اصلُ اليك …من دون أن أدوس هذه الرمال …..!!...وتيبّستْ قدماي : أخاف إن مشبتُ على أرضها أن أمحُ الأثرَ …الجميل …..بقدميّ الآتيتين من أرض الشتات الآثمة ......
...
..لم تفارقني صوَرُهم ،،-محمدٌ (ص) وصحبه - هم معي في عيوني في داخلي ،،أنا فيهم ،،أقف ذاهلاً على باب المسجد والناس يرتطمون بي وأنا معهم - بالأحلام -أُزاحمهم على باب المسجد كأنّي ذاهب معهم إلى الصلاة ،،عشْتُ معهم في الأحلام ...ساعة ......
.
،،أنظرُ إلى أماكن عيونهم في الجبال بعد أن مُحيَتْ خطواتهم على الأرض ،،أحسسْتُ الحياة كما تحسّها قلوبهم التي تطهّرَتْ وتلألأتْ ،،!، يحاولَ ذلك بصعوبة ،،قلبي القادم من هذا الزمان الكاذب البغيض !!
.
،،وأنا في صحرائهم الموغلة في الحَرّ والسعة والقسوة ،،عرفْتُ أنَّ ذاك العربيّ ،،ما جاء هنا إلاّ لِتعدَّه الصحراء لأمرٍ جَلَل ،، فَهْمُ هذا الدين والإخلاص له وحفظه ونشره ،، في هذه الصحراء لا وجود للدنيا وتعظُم الأشعار والأفكار ،،ويَتَجَنَّد للمعتَقَدات المقاتلون المخلصون ،،
.
،،وفي وادي مكّة المُقفر إلاّ من صورة ابراهيم(ص) ،،وهو ينادي للإسلام ،،ويبني البيت ،،ويطيع كلّ أمر ،،،!!،،و يفعل كلّ شيءٍ لله بعد خروجه من النار ،،ذلك الموحِّد والمخلص والمُحِبّ العظيم
.
،،وإلاّ من صورة محمد (ص) المُهاجر وصحبه من بين وديانها ،، الخارجين لتوِّهم ،، ليعلِّموا الإسلام -رسالة الحق والخير ،،مِن دار الأرقم بن أبي الأرقم : تلك الدار التي لابدّ منها في كلِّ حيٍّ ،،يتخرّج منها الأحرار والمعَلِّمون ،، يعلِّمون هذه الدنيا ،كيف تكون الحياة الصحيحة ،،وكيف يعيش العقل داخل الحقّ لا خارجه ،،، وكيف تطيع هذه النفس خالقها كي لا تَضِلّ ،،،،!!،،وأنّ حياةً عُظمى في الأرض وفي السماء ،، ستكون للمؤمنين
.
،،ولو رأيتني والقمر الأحدب المضيء ،،في طريق العودة ،،يأبى إلاّ أن يشيّعني حتى بوّابة الخروج من جزيرة العرب ،،أشعر كأنما أغادر مكان ولادتي : فنحن نولد بولادة الأمّة ونموت بموتها .......
.
،،ونولد يوم نعرف الله ونموت يوم ننساه ،،لأنّ الله هو الحق وهو من يعلّمنا الحق ،،،
،،أَنظرُ إلى القمر الأحدب ،، أغبطه وهو عائد إلى مكّة المضيئة ،،وأنا قادم على العالَم الأحمر الدامي ،،أتعجّبُ كيف يعيش الناس في بحر الدماء وهواء الأكاذيب ،،،وأودِّع القمر الأحدب المضيء وألقى أحزاني !!
.
.
,
,
.
عبدالحليم الطيطي