حقوق المرأة والرّجل وواجباتهما وموضوع المساواة
بقلم: نظام الدين إبراهيم اوغلو
محاضر في جامعة هيتيت بتركيا
nizamettin955@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.
ممّا لاشكّ فيه إنّ موضوع تساوي حقوق وواجبات المرأة في نظر النّظامين الإسلامي والمدني وعلاقتها مع الرّجل من المواضيع المهمّة والمثيرة في كافة العصور، من جانب أنّ المرأة تمثل قبل كلّ شيء نصف المجتمع البشري ولها دورها الفعّال في تكوين الأسرة الصّالحة وإدامة المجتمع السّعيد وتربية أطفال وأجيال صالحون وعظام سواء منهم الإناث أو الذّكور، ومن جانب أخر يُمكن أن تكون عكس ذلك إذا أهملناها فتكون عكس ذلك ونحن لا نريد أن ننطرق إلى الجانب الثاني لأنّ مجتمعنا الواعي المسلم تدرك ذلك لذا نهتم بالمرأة لأننا نعرف أن ( الجنّة تحت أقدام الأمّهات).
وعلى هذا المنوال فالمرأة في مجتمعنا ليست لها مشكلة مع الرّجل أو مع الزّوج، ولكن هناك ما يسمى بالحضارة الأوروبية أوالأمريكية غزت العالم الإسلامي ولعدم تلائم مبادئ هذه الحضارات في مجتمعنا الإسلامي فبدأت تظهر بعض المشاكل. وحتى أكثر حكام المسلمين لا الشّعب يؤيدون وحتى يتفقون مع هذه الدّول الغربية وتحت شعارات مغرية منها: إعطاء حقوق المرأة وتساوي المرأة والرّجل ومنع الحجاب ونحو ذلك وكلّها خطط مدروسة تهدف إلى هدم الروّابط والعلاقات الإجتماعية القوية الموجودة عند المسلمين.
وسنذكر في هذا البحث حقوق وواجبات المرأة والرّجل في النّظامين الإسلامي والعلماني وسوف تتبين الإختلافات والحقائق في النّظامين.
فهي أيضاً جواب للذين يكتبون في الصّحف والمجلاّت على تساوي الرّجل والمرأة في كل النّواحي.
حقوق وواجبات المرأة في النظام الإسلامي
1ـ لها الحريّة الشّخصية والدّيمقراطية التّامة في الحياة :
ومن هذهِ الحريّات: الحرّية الدينية (الإعتقادية) والإقتصادية والإجتماعية والسّياسية وحرية التّربية والتّعليم والحضور في حلقات العلم ومجالس التّعليم والتّحديث والإرشاد وحرية العمل والكسب للعيش والإختراع، فهي تستطيع أن تداوي المرضى من الرجال وأن تأخذ سلام الرجال وأن تُعلّم الرجال أو تتعلم العلوم من الرجال وأن تعمل في تجارةٍ مع الرجال وكذلك تستطيع أن تصلّي جماعة كالرّجل في البيت أو في المسجد لكافة أوقات صلاتها وكذلك صلاة الجمعة والتّراويح مع الجماعة إلاّ إذا خيفت الفتنة . قال (ص) (من أتى الجمعة فليغتسل من الرّجال والنّساء) رواه البخاري. وتصوم شهر رمضان وتحج بيت الله إذا كانت قادرة، ولها حرية الزّواج والطّلاق من الرّجل، وحرية التّملك والتّمليك والإجارة والضّمان وتستطيع أيضاً فتح الجمعيّات والأوقاف والمدارس والمستشفيات وإصدار الجرائد والمجلاّت ولها الحق أيضاً في حرية الرأي والإنتخاب، وحرية تمثيل الشّعب في البرلمان . ولكن حرّيتها ليست مثل النظام الأوروبي في تحرير المرأة، بل تحت أداب وأخلاق إسلامية ففيها تقييد بمظاهر الحشمة وعدم الخلوة بالرّجال الأجانب، لأنّ الإسلام يهتم بعفة المرأة إهتماماً كبيراً . ومفهوم العمل كذلك تختلف عندها، عملها تكون مناسبة مع جسمها وقوّتها وعدم إختلاطها مع الرّجال بدون حجاب وعلى الإنفراد . وعدم إحتقارهن في المجتمع بسبب كونها غير مسؤولة عن مؤونة الأسرة لأنّ دورها في البيت أكبر من خارج البيت .
2ـ لها الكرامة والعزّة في المجتمع
فيأمر الإسلام الرّجال على تقدير المرأة لإجرائهن أعمال شاقة وهي الأمومة والرّضاعة والعطف الشّديد على الأطفال وإدارة البيت ورعاية الرّجل . وعلى الرّجال عدم ضربهن وظلمهن على تقصيرٍ هي في غنى عنها، لأن الله أعطاها مزايا خاصة مثال على ذلك ضعفها وغلبة عاطفتها على العقل لتوازن العدالة بين الرّجل والمرأة وكثرة نسيانها لأجل نسيان تعب وقساوة عملها، وعلى الرّجال حماية شرفهن وكرامتهن وعدم إستغلالهنّ وتجارتهن كسلعة عند التّزويج أو بغائهن أو إظهار زينتهن وعوراتهن لأجل الكسب من ورائهن . وعدم إشغالهنّ في الأعمال الشّاقة خارج البيت، وعلى الرّجال أخذ رأيهنّ في الأمور ومشاورتهن تقديراً لها ولتجربتها وعلمها في بعض الأمور، كلّ هذا من أوامر الإسلام فالذي لايُطبق من المسلمين العاصين لهذه الأوامر فما ذنب الدّين الإسلامي من ذلك
3ـ لها الحب والإحترام وإحسان المعاشرة كأم وزوجة:
حيث قال تعالى (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) . قال (ص) (الجنّة تحت أقدام الأمهات) رواه أحمد والنّسائي والحاكم . (جاء رجل إلى النّبي (ص) فقال: من أحقّ النّاس بصُحبتي؟ قال أمك، قال ثم مَن ؟ قال أمك، ثم مّن؟ قال أمك ثم مّن؟ ثمّ أبوك) رواه البخاري ومسلم. (إنّما النّساء شقائق الرّجال، ما أكرمهنّ إلاّ كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم) رواه الإمام أحمد. (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه إبن ماجة والحاكم. (أكمل المؤمنين إيماناً وأقربهم مني مجالسٌ، ألطفهم بأهله) رواه الترمذي والحاكم. وقال أيضاً (وإستوصوا بالنّساء خيراً، فإنّما هُنّ عوان عندكم، أخذتموهنّ بأمان الله وإستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، إنّ لكم عليهنّ حقاً ولهنّ عليكم حقاً) رواه إبن ماجة والترمذي. ومعنى ذلك أن في طبع المرأة عوجاً فيها صلابة خلقية، لحكمة في ذلك، فهي كالضّلع في عوجه وتقوسه، فيجب على الرجل أن يحاول تقويم هذا العوج بقوة العقل، وأن يستوصي بها خيراً على ما هي عليه مما طبع لها .(حبّب إليّ من دُنياكم الطّيب والنّساء، وجعلت قُرّة عيني في الصّلاة) رواه النّسائي واحمد . وفي حجة الوداع يقول أيضاً (إتّقوا الله في النّساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة الله وإستحللتم فروجهنّ بكلمة الله) رواه مسلم والبخاري والرّسول (ص) لم يأمر أزواجهنّ بخدمتهنّ أبداً، وحتى أنّه كان يخيط ملابسهُ المشقوقة والممزّقة. وهناك حديث حول قوله (ص) قبل وفاته لعائشة (أوصيكم بالنّساء خيراً وبالصّلاة وأولي الأمر منكم).
4ـ لها حق النّفقة والمهر كزوجة:
فلها حقٌ في أموال الرّجل وهي عطية للمرأة عندما تتزّوج تلبي لها كافة طلباتها الضّرورية في الحياة، وعند الطّلاق عليها أخذ المهر وزينتها من الرّجل لإدامة حياتها (وآتوا النّساء صدُقاتهنّ نِحلة) ، والمهر قد تكون على شكل مبلغاً جيّداً من النقود أو راتباً شهريّاً .
5ـ لها حق على عدم العمل في خارج البيت، أي أنّها غير مسؤولة عن كسب الرّزق:
علماً أنّ الأوروبيين أو الدّول الغربية يدّعون عكس ذلك ويريدون إخراج المرأة المسلمة من بيتها ووظيفتها الأساسية، لتفتن الشّباب وتنشر الميوعة والفساد والإنحلال، كما هم يُعانون من هذا الإنحلال الخّلقي، فيفكّر علماءهم على تفادي هذا الأمر، وذلك بأن تكون المرأة موظّفة في بيتها تُربّي أطفالها فقط لتستحق الرّاتب الشهّري من الدّولة كظمان لها.
6ـ وهي مسؤولة عن إحترام أهل الزّوج وأصدقاءه :
لأنّ عملها سنة من سنن الرّسول (ص) وعبادة في الدّين، بالإضافة إلى فوائد الكثيرة، مثل الإتحاد والتّعاون والتألف والتّحابب والقوّة والغنى بين أفراد المجتمع الواحد ونحوه .
7ـ ومن واجباتها تنشأة الأطفال وإطاعة الرّجل إلاّ في معصية الخالق :
فقال تعالى (وأطيعوا الله والرّسول واُولي الأمر منكم) . وقال (ص) (حقّ الزّوج على زوجته أن تُطيع أمره وأن تبرّ قسمهُ ولا تهجر فراشهُ ولا تخرج إلاّ بإذنه ولا تدخل عليه من بكره) رواه الطّبراني وغيرهم.
8ـ ومن واجباتها أيضاً، إرضاء الزّوج ثمّ أن لا ترفع صوتها عليهِ :
مما لاشك فيه أنّ الزّوج بمقتضى الفطرة والعادة هو الطّالب للناحية الجنسيّة، والمرأة هي المطلوبة، وأنّ الزّوج هو أشدّ شوقاً إليها وأقلّ صبراً عنها. على خلاف ما يشيع بعض النّاس أنّ شهوة المرأة أقوى من الرّجل، ولهذا قال (ص) (إذا دعا أحدكم إمرأته إلى فراشهِ فلم تأتهِ لعّنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه لفظ البخاري. مالم يكن لديها عُذر مُعتبر من مرضٍ أو إرهاقٍ أو مانع شرعي أو غير ذلك، وعلى الزّوج أن يُراعي ذلك . وقال (ص) (إنما إمرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنّة) رواه إبن ماجة والحاكم. لا أقصدُ هنا الشّواذ من الرّجال الذين يظلمون النّساء ويُحرّمون من حقوقهنّ.
9ـ وتجب عليها أن تُراعي بعض الطّلبات المشروعة من الزّوج دون الرّد عليها :
ولقد ذُكرت في الفقه الإسلامي مثل عدم خروجهنّ من البيت وأن لاتُسافر وحدهنّ، ولا تصدّقن ولاتصومن إلاّ بإذن الرّجل، وعليهنّ أن يحتشمن في ملابسهنّ كما ذكرنا سابقا.ً وأن يغضضن من أبصارهنّ، وأن تستيقظ قبل أن يستيقظ، ولاتجوز أخذ أموال الرّجل إلاّ بأذنه وفي الحالات الضّرورية، قال (ص) (لاتصوم المرأة وزوجها حاضرٌ إلاّ بإذنه) رواه االبخاري عن أبي هريرة .(لايحلّ لإمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر تُسافر يوماً وليلةً إلاّ مع ذي محروٍ من أهلها) رواه البخاري ومسلم .(كانت عائشة وحفصة عند النّبي جالستين فجاء إبن أم مكتوم فقال لهما النّبي (ص): قوما فقالتا، إنه أعمى فقال : وأنتما عمياوان) .(وقُل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ) .ونحوه ذلك.
10ـ عند أكثرهنّ تقصير لأداء واجب وأمر إلهي مهمٌ :
لأسباب ممّا تجرّ أكثرهن إلى الوقوع لبعض الأخطاء، والعُلماء يربطون هذه إلى الغيرة العالية عند المرأة، فمثلاً عدم قبولهنّ ببعض حقائق القرآن فمثلاً قول الله تعالى في الزواج (فإنكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاثة ورباعى فإن خفتم الاّ تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا) .علماً أنّ الله تعالى لايُشجّع هذا بالزّواج الكثير فيقول (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) ، بالرّغم من كونها مباح ولكن الزّواج بأكثر من واحد ليس واجباً، ولكن لضرورة وبعد توفّر الشّروط المبينة في كتب الفقه يجوز ذلك فمثلاً عند وجود تقصير في المرأة كمرض مزمن أو عقم أو شدة كراهتها للرجل لأسباب ما أو عند قلة أعداد الرّجال في الكوارث والحروب أو حاجة المجتمع إلى كثرة النّسل أو القوة الجنسية عند الرجل ونحوه.
وعند التّقصير في تطبق شرائع الله فتكون المصيبة أكبر على المسلمين، فالمرأة والمجتمع تتحمّل نتائجها، فيكثر الزّواج الغير الشّرعي وتكثر الفواحش. وهناك جانب آخر لإكمال شروط الزّواج من الناحية الإجتماعية أن تتوفر ثروة مالية كفيلة لتوفر العيش السّعيد، أو من الناحية التربوية أي إمكان الأباء من إعطاء وتوفير التربية السّليمة للأطفال وكل هذا يبعد الزّواج من الإضطراب وتوتير الأعصاب وتشتيت الفكر وتغيير الطّباع وعند توفير الشّروط تتم السّعادة والزّواج السّعيد.
وهناك شروط أخرى على المرأة أن لاتُربي الزوجة أبنائها على الحقد والعداء لأبناء أبيهم من غيرها، وعلى الرّجل عند الزواج بأكثر من واحدة أن لايميز إحداهن على الأخرى في مسكن أو ملبس أو نفقة ونحوه فعند عدم توفر هذه الشّروط يكون الزّواج حراماً . وأكرر تجب على النساء الإيمان بأيات القرآن الكريم وخاصة أية الزّواج المذكورة أعلاه (فإنكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع ...)، لأنّ الأية لاتوجب الزّواج بأربعة، وإنّما تضع قانوناً وعند توفّر الشّروط يُباح بالزّواج وهذه الشّروط موجودة في كتب الفقه، علماً إنّنا نرى أنّ أكثر رجال المسلمين مكتفين بواحدة في كافة العصور، إلاّ القلّة منهم يتّبعون خطواط الشّيطان في تطمين أنفسهم، فعلى الرّجال المؤمنين المنصفين رعاية الشّروط حتى لا نقع كمسلمين في مشاكل وننحرج أمام الشّعوب الأخرى، كما وقع أكثرنا في أخطاء كثيرة مثل التّعصب القومي والطّائفي والمذهبي والفكري والإبتعاد عن أوامر الله من الظلم والفسوق والعصيان..
حقوق وواجبات الرّجل في النّظام الإسلامي
1ـ له حق في ميراث الأب أكثر عندما يكون له الأم والإبن مع البنت، فقط في هذه الحالة:
فيُعطى للذكر مثل حظّ الأنثيين . أماعند توزيع الميراث بين الإخوان لأب والأخوات لأب، أو بين الأم مع الأب، أو بين الزّوج مع الزّوجة ونحوه يكون توزيع الميراث سواسية . والسّبب في ذلك لأنّ الإبن يتعرّض حال الكبر والإكتساب لمسؤلية الإنفاق على أبويه، بالإضافة إلى مسؤولية الإنفاق على زوجته، ومسؤولية المهر إليها، في حين أختها لا تتعرّض لهذه المسؤولية ولا تتحمّل شيئاً منها. وقد يكون عكس المطلب كذلك فمثلاً عند وفاة المرأة ولها زوجها وإبنتها فيكون للزوج الرّبع وللبنت النّصف . فأدعوا المنصفين إلى التّعقل والإنصاف في إدّعائهم .
2ـ أن يكون الطّلاق بيده مبدئيّاً، وهذا لايعني أنّه ليست للمرأة حقّ الطّلاق:
لأنه هو المسؤول الأول عن كافة مصاريف المرأة والأطفال، وعن إعطاء المهر والنّفقات. وصاحب المال والمسؤولية أولى بهذا الحكم، ولكن ليس هذا أنها لاتملك الحق عند عدم أداء الرجل واجباته تجاه المرأة، ولكن الإسلام يشدّد على الرّجل في موضوع الطّلاق (أمسك عليك زوجك وإتّق الله) . وقال (ص) (أبغض الحلال عند الله الطّلاق) حديث صحيح. وقال أيضاً (ثلاثٌ ليس فيهنّ لعبٌ الطّلاق والعتاق والنّكاح) حديث صحيح.
3ـ شهادة الرّجل تساوي بشهادتين من المرأة عُموماً، وليست دائماً:
كما نعلم للشهادة شروط فيجب مراعاة ذلك، وعند زوال الشّروط تجوز شهادة المرأة. ومن هذه الشّروط أنّها لا تتعامل مع الجرائم وجنايات القتل والمعاملات المالية والشّؤون التّجارية، ونسيانها وضعف إرادتها. وتؤخذ شهادة المرأة في أمور الرّضاع والحضانة والنّسب ونحو ذلك فإن الأولوية الشّرعية فيها أي لشهادة المرأة، إذ هي أكثر إتصلاً بهذه المسائل من الرّجل .
4ـ على الرّجل رعاية كافة شروط المسؤولية الملقات على عاتقهِ بالعدالة والإنصاف:
وإذا لم يلتزم بالشّروط يكون مسؤولاً أمام الله، لأنه رئيس العائلة وأولي أمر العائلة، لأنه هو الحاكم الأول ولا يوجد شخص أخر ليكون مساعده في كلّ الأمور إلاّ شريكها في العُمر وهي زوجته فيجب مشاورتها وأخذ رأيها، حتى تشترك هي أيضاً في خير الأمور وشرّها وإذا يوجد أطفال بالغين كذلك يجب أخذ رأيهم وبذلك تطمئن العائلة بالقرار الجماعي مهما كان نتيجته بسلام دون نزاعٍ، لأنّ هذه مسؤوليّة على عاتق الرّجل من قبل الله تعالى. وأمّا في موضوع التّساوي بين الرّجل والمرأة في الإمارة أو إدارة البيت فهذا غير ممكن لأن الإسلام يأمرنا أن لايكون أميران أو مسؤولان في مكان واحد، لأن هناك قاعدة يقول (إذا ظهر خليفتان فيؤيد واحدهم ويُقتل الأخر) حديث صحيح. (إذا سافرتم إلى مكان فليؤم أحدكم) رواه الطّبراني عن إبن مسعود .
5ـ هو مسؤول عن كسب الأموال ومعيشة وكسوت وتداوي المرأة وكذلك الأطفال:
فمسؤولية الرّجل المسلم كبيرة وعبئها ثقيل أمام الله ، أما المرأة فمسؤوليتها محدودة فإذا راعتها تدخل الجنة. (ياأيها النّبي إنا أحللناك أزواجك اللاتي أتيت أجورهنّ) .
6ـ مسؤول عن حماية المرأة من المآثم وحفظ شرفها وعزّتها:
قال تعالى (ياأيها اللذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) . (والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلاّ أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنّه لمن الصّادقين) .
7ـ مسؤول عن تلاطفها وترويحها وشفقتها:
وإنّ مفاجأة سارة، أو نزهة قصيرة للترويح، أو هدية رمزيّة، أو كلمة تقديرية أو تعبير عاطفي عميق، أو وزيارة أقاربها كل هذا أو بعضه له أثر سحري في الحياة الزّوجية التي تجدد العاطفة فيها نفسها حيث تتخللها هذه المواقف الإنسانية النّبيلة ، وذلك السّلوك الرّقيق .
8ـ مسؤول عن إحترام أهلها وصديقاتها:
وهكذا تصبح العائلة المسلمة، المثل الأعلى لكافة المجتمعات، فينشر بينهما الحب والإخلاص والتّعاون وإلخ.
9ـ مسؤول عن مساعدتها في بعض أمور البيت عند الحاجة، وبالأخص في حالة مرضها:
فالمرأة مسؤولة بشكل ما في إنجاز أعمال البيت إذا كانت غير مريضة، وهي ربّة البيت، ولكنّها ليست مجبورة إذا كانت لا تُريد العمل ولا إثم عليها والله أعلم.
10ـ عند عدم إستطاعة المرأة إنجاز أعمال البيت وإرضاع أطفالها:
فالعُلماء يقولون حينئذٍ يجب على الرّجل شرعاً بتأجير خدّامة لإنجاز عمل البيت أوالزّواج بثانية لرضاعة الأطفال .
المساواة بين الرّجل والمرأة في الإسلام
المساواة التي متّعَ الله بها الإنسان على أساس الأهليات الإنسانية وقواسم القابليات والملكات المشتركة، موجودة ومقرّرة فيما بين الرّجال بعضهم مع بعضٍ، وفيما بين النّساء بعضهنّ مع بعضٍ، وفيما بين الرّجال والنّساء معاً .
1ـ المساواة بينهما أمام القانون في الحقوق والواجبات والجزاء والعقاب، وكذلك في العبودية والعبادات لله ونحوها:
(ومَن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو اُنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يُظلمون نقيراً) ، (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويُطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيزٌ حكيمٌ) . (وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة) .(أذلّةٌ على المؤمنين أعزّةٌ على الكافرين) . (فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره) .(ياأيها النّاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وقال (ص) (حق الله على العباد ان يُعبدَ ولا يُشركَ به شيء، وحقّ العباد على الله إذا عبدوه ولم يُشركوا به شيئاً أن لا يُعذبهم) حديث صحيح. وقال (ص) ( لعّن الله المتشبهات بالرّجال والمتشبهين بالنّساء) رواه البخاري .
2ـ المساواة بينهما حسب رأي الإمام علي (رض) (النّاس من جهة التّمثال أكفاء، أبوهم أدم والأم حواء، خُلقوا من تُراب ومن علقٍ ومن مضغةٍ، وفي اللّون والشّكل الخارجي أكّفاء، وأنّهما أشرف المخلوقات، وأكفاء في أخذهم نفس المواد الغذائيّة من النّباتات والحيوانات، وأكفاء في النّسب والحسب والقوميّة، وقال (ص) (لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى) حديث صحيح، أكفّاء في طلب الرّزق والعمل والعبادة:
(إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّادقين والصّادقات والصّابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدّقين والمتصدّقات والصّائمين والصّائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين الله كثيراً والذّكرات أعدّ الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً) .(ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أوأنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجنّة) .(ومن قُدر عليه رزقهُ فلينفق ممّا آتاه الله) .(يا أيّها الإنسانُ إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً فملاقيه) .
3ـ سواسية في نشر الحب والسّعادة فيما بينهم:
حيث يسكن كل زوج إلى زوجته فيشعر بالرّاحة والأمن والطمأنينة. وتنشأ بينهما عواطف المحبة والمودة والرّحمة مما يؤدي إلى إستمرار الحياة الزّوجية في وفاق وتعاون مما يهيء الجو السّليم لتنشئة الأطفال ورعايتهم وتكوين شخصياتهم تكويناً سليماً . (ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة) .(هُنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ) .
4ـ سواسية في طلب العلم : قال (ص) (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ٍ ومسلمة) رواه مسلم .
5ـ سواسية في مراعاة البيت والأطفال:
قال (ص) (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ فالأمير راعٍ والرّجل راعٍ عن أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ ، وكلّكم مسؤول عن رعيتهِ) رواه الشّيخان والإمام أحمد.
6ـ سواسية في حفظ الضّروريات الخمس : الدّين والعقل والمال والنّفس والنّسل .
7ـ سواسية في تخير الرجل المرأة الصالحة، وتخير المرأة للرجل الصالح:
والمانع لهذا الأمر مذنبٌ أمام الله وأمام القانون.
8ـ سواسية في أن يكونا مخلصين وصادقين وصريحين في حبّهما ومودّتهما وفي قداسة زواجهما: وإذا كانت نيّة أحدهما عكس ذلك فيتحمل نتائج نيّاته في الدّنيا والأخرة.
9ـ سواسية في مساعدة بعضهما في كافة الأمور:
وعلى الطّرفين مراعاة بعض الشّروط المعروفة عند النّاس كمرض أحدهم أو عمل أحدهم في خارج البيت دون الأخر، أو أعمال تخصّ الرّجل وأعمال تخصّ المرأة، في البيت أو خارج البيت ونحوه.
10ـ سواسية حتى في يوم القيامة عند الحساب والدّخول في الجنّة أو النّار:
(فمن يعمل مثقال ذّرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره).
مقارنة بين مزايا المرأة والرّجل عند نظرالمفكّرين السّياسيين في النّظام المدني
وهم لايأخذون الأديان بنظر الإعتبار، ويدّعيون بأنهم يعترفون بالعلم فقط، ونراهم بإدّعائاتهم كاذبون وحتى أنّهم لايعترفون بالعلم أيضاً.
1ـ فنرى أنّ أهل العلم يُبيّنون الفروق والمزايا بين الإناث والذكور والتي تبدأ منذ الطّفولة:
"لو إطّلعنا إلى الرجل والمرأة لوجدنا فروق بينهما: يمكن القول إن معظم الفروق بين الرجل والمرأة يكون في الكهولة، أي عند منتهى النمو، وأوله في سن الصبوة، سواء نظرنا إلى البدن كله أو إلى كل عضو من أعضائه، فإنه لا يوجد فرق بين الذكر والأنثى في الحياة الجنينية، ثم يكون الفرق قليلاً عند الولادة، ويبلغ معظمه في الكهولة، ثم يتناقص في الشيخوخة. والاختلافات الفسيولوجية بين الرجل والمرأة، هي اختلافات واضحة في جسميهما، فقد ذكر الباحثون أن المرأة أنقص تكويناً من الرجل، وأقل جَلَداً وأضعف مقاومة، هذه هي الصفة العامة التي تنطبق على كل أجهزتها وأعضائها، ثم أوردوا تلك الفروق على اختلافها. ونبدأ بالهيكل العظمي للمرأة، فإنه في مجموعه أصغر وأرق من هيكل الرجل، وعظامها أقل سماكة ووزناً من عظام الرجل. ويعود ضعف الهيكل العظمي عند المرأة عن الهيكل العظمي عند الرجل لأربعة أسباب: 1ـ ضعف عضلات المرأة عن عضلات الرجل. 2ـ الحيض عند النساء. 3ـ الحمل والولادة والرضاعة. 4ـ الوراثة. وأما رأس المرأة، فبينها وبين رأس الرجل تباين. فوزن جمجمة المرأة وحجمها المطلق، أقل وأصغر من مثلها عند الرجل، ولو أن هذا الوزن والحجم بالنسبة لمجموع جسمها، أكبر منهما عند الرجل. وعظام جمجمتها أرق وأسطحتها أنعم، وبروزتها ونتوءاتها أقل ظهوراً مما عند الرجل. والجزء الأسفل المقدم من العظم الجبهي أكثر بروزاً في المرأة مما عند الرجل، والعلوي مفرطح، فالجبهة عند المرأة عمودية تقريباً، قليلة الاستدارة، والفكان والأسنان أقل حجماً. ومجموع الوجه أصغر منه في الرجل، فإذا كسيت هذه العظام اللطيفة بالعضلات القليلة اللحم الكثيرة المواد الخلوية، يصبح وجه المرأة قليل العظم مستديراً ذا تقاطع في غاية الرقةوالظرف، ولا عجب إذا ظهر وجه المرأة كذلك، فإنه ما خلق إلا ليسحر ويأسر القلوب. وقد تبين أن جمجمة المرأة يقل حجم الفراغ داخلها، عن حجم الفراغ داخل جمجمة الرجل، ومن هذا يفهم بسهولة أن العضو الي يملأ هذا الفراغ لا بد وأن يكون أصغر من مثيله عند الرجل، وهذا العضو المخ." فيرى العّلماء الفروق حتى في ألعابها وحركاتها الخاصة ومشيتها وقعودها وجلوسها وصوتها النّاعم وملابسها وإختيارها ألوان مميّزة وجذّابة عن نظيرها من الذّكور، فالطّفلات يحبن شراء لعّابات أطفال ولعّابات لحيوانات أليفة ونحوه من الألعاب البسيطة التي ليس فيها القسوة، أما الأطفال يحبون شراء التّكنولوجية والألعاب التالية كالطائرات والسّفن والسّيارات والدّراجات وكذلك الخيل والمسدس والبندقية، وألعاب حيوانات وحشيّة، ولكنّنا نرى السّياسين يسكتون على هذه الفروق.
2ـ فالطّفلة تمثّل عند أهل العلم رمز السّلام والحب عموماً:
ففي وجهها علامات البراءة والعصمة والنّقاء لأنّها لا تُحب القسوة والحرب وتخاف الظّلم والتّعذيب. أما عند الذّكور فنرى نوع من الوقاحة والدّلالة وإظهار الخشونة وعدم الخوف من القسوة والظّلم . فهذا التّمثيل والتّصوير يدلّ على وجود فرق بينهما أيضاً ، والسّياسين يسكتون على هذا الفرق أيضاً ويُصرّون على المساواة .
3ـ يقول أهل العلم المرأة : خُلقت مُرهفة الإحساس تحب النّقاش اللّطيف ، وهي رقيقة العاطفة تشفق على أطفالها وترحم والداها ، ودقيقة في عملها، وذكيّة في حفظ الكلمات أكثر من الرّجل فتكون جميلة الخطاب والإحترام وماهرة في إدارة الأعمال:
إذن فهي مصدر الرّفق والعطف والحنان والدّقة في العمل، أمّا الرّجل عكس ذلك فيحب الجدل الخشن دون أنْ يملّ وعطفه أقل من المرأة ودقتهِ في العمل أقلّ منها.
4ـ للمرأة صفة خاصة، فعند زواجها تحب زوجها أكثر من الأقرباء وعند الإنجاب تتحوّل حُبّها وعطفها إلى طفلها الأول، وعند ولادة الطّفل الثّاني تتحوّل حبّها وعطفها إلى الطّفل الجديد وهكذا:
وهذا التّغير نراه في المرأة دون الرّجل كما يدّعي العلماء، وهذا أيضاً نوع من الإعتراف على وجود الفروق. وهنا أريد القول على المرأة العاقلة الملتزمة بالإسلام أن لا تُظهر هذا السّلوك التي فطره الله عليها بشكل واضح لا على زوجها ولا على أطفالها حتى لا تشكل حساسية وتأثير على نفوسهم ثم يؤدي إلى النزاع والخصام.
5ـ يقول أهل العلم أنّ قابليتها في العمل لأجل الكسب وحتى في القتال والدّفاع عن الوطن محدودة وأقلّ من الرّجل:
ولكن السّياسين بالرّغم من معرفتهم فيصرّون على التّساوي. والإسلام لاتَجب على المرأة هذه القساوة وإنّما تشوّقها على العمل من أجل بيتها وأطفالها وفي تداوي وإطعام المقاتلين، ولاتوجب عليها القتل إلاّ في الضّرورات.
6ـ المرأة لكي تعوض عن قوّتها فهي تستعمل سلاح بكائها، وكذلك يستطعن أن يلتفتوا إنتباه الرّجال إليهنّ.
7ـ يقول أهل العلم في كافة العصور لم نر منهن أنبياء أوزعماء أومخترعين إلاّ ما ندر، بإستثناء ظهور أهل العلم والإرشاد والتّقوى بكثرة :
ولكن السّياسيين يدّعون قدرتها على العمل في كافة السّاحات وفي كلّ المناصب والمقامات حتى في رئاسة الدّولة وإيجاد العلوم. أمّا الإسلام فيقول أنّ المرأة بالإضافة إلى تربية الأطفال تستطيع العمل في المهن التي تُليق بدنها كمهنة الممرّضة والطّبيبة والتّدريس للأطفال وفي المرحلة الإبتدائيّة والمتوسّطة، وفي التّجارة في المبيعات وفي المؤسّسات وكذلك وظيفة السّكرتاريّة أو مرشدات ومصلحات ومن الحرف التي تجيدها أيضاً حرفة الحياكة بأنواعها والتّطريز ونحو ذلك.
8ـ يقول أهل العلم حسب الأبحاث العلمية أنّ المرأة لا تُحب الإختلاط مع الرّجال بل تحب الإختلاط مع جنسها، وتفضّل العمل في البيت أكثر من خارجها، أمّا الرّجال يحبون عملهم ومهنتهم ولا يحبون البقاء في البيت ويحبون الأفراح والسّهر الليلي أوالإجتماع وتلقي الدّروس مع الأصدقاء خارج البيت. ولكن السّياسين يدّعون أنّ المرأة تحب الإختلاط مع الرّجال.
9ـ يقول بعض أهل العلم أنّ مهارة الرّجل في المهن والتّصنيع تفوق مهارة المرأة:
فيرون أنّ أحسن طبّاخ في العالم وأحسن خيّاط في العالم وأحسن صانع المعجنات وأحسن منظّف وأحسن مربّي وأحسن مدرّس وأحسن طبيب وأحسن مهندس هو الرّجل. ونسبة العلماء والمخترعين 97% من الرّجال. وهذهِ النسبة الكبيرة ظلم في حقّ المرأة، والسّبب في تقصيرها ترجع إلى أسباب فسيولوجية أو ظُلمها وغصب حقوقها من قبل الإستعمار والمنافقين وحتى من قبل الغلاة من المسلمين (مثل الثلاثة الذين جاؤوا إلى النبي (ص) ولم يعجبهم صلاته وصيامه وزواجه من النساء) وأمثال هؤلاء المتطرفين موجودين في كل عصر، فأُستغلّت المرأة من قبل هؤلاء وظُلمت وأُبتعدت عن ساحة التّعليم والعمل ولهذا السّبب حصلت هذهِ الفروق الكبيرة، والإسلام كما نعلم لم تقصّر في حقّ المرأة ولقد أعطت للمرأة دوراً كبيراً في العائلة والمجتمع وحتى في إدارة الدّولة.
10ـ يقول أهل العلم أنّ المرأة تحب الأعتناء بالزّهور والورود ولبس الحلي والذّهب والفضّة والحرير، مع إستعمال أنواع الطّيب والزّينة والحناء وتسريح الشّعر ونحو ذلك أكثر من الرّجل .
11ـ يقول أهل العلم حتى الألوان التي تحبّها تفرق عن الرّجل فهي عموماً تحب الألوان النّاعمة والفاتحة والزّاهية الجذّابة: وخاصة تحب الأحمر والأصفر والأخضر الصّافي وكذلك الأزرق الصّافي والرّمادي والوردي والبرتقالي والأسود والبنفسجي والأرجواني الفاتح، في كافة أغراضها وملابسها ونحو ذلك. أمّا الرّجال عموماً يحبون الألوان الخشنة والغامقة والمعتمة وخاصّة الأسود والأزرق والأرجواني الغامق والرّمادي والقهوائي والكستنائي، ولا أذكر هنا الألوان المشتركة المرغوبة من قبل الطّرفين .
12ـ يقول أهل العلم أنها تحب عموماًً الأفلام العاطفية وبرامج الطّبخ وبرامج صحّة الأطفال والنّساء وبرامج الغناء والطّرب والرّقص:
أمّا الرّجال فيحبون الأفلام البوليسية والمغامرات وأفلام الدّعارة وبرامج الرّياضة والسّياسة والإقتصاد ونحو ذلك .
13ـ ويقول أهل العلم أيضاً أنّ المرأة ضعيفة جسميّاً أكثر من الرّجل:
فمثلاً حاسّة سمعها وشمّها أقل من الرّجل. وحتى الأعضاء الفيزيائية وغيرها من الأعضاء مختلفة عن الرّجل. ويقول الفيلسوف الإشتراكي الشّهير برودون في كتابه (إبتكار النّظام) إنّ وجدان المرأة أضعف من وجداننا بقدر ضعف عقلها عن عقلنا ولأخلاقها طبيعة أخرى غير طبيعة أخلاقنا. وطول المرأة أقل وثقلها وقلبها والجهاز التّنفسي والحواس الخمسة عندها أقل وأضعف من الرّجل .
أنظر فروق بين الرجل والمرأة. وأما جسم المرأة فيكون عادة أقصر من الرجل، فمتوسط طول الرجل يختلف بين 170 و172 سنتيمتراً في أوربا. وأما وزن جسمي الرجل والمرأة، فإن معدل وزن الطفل المولود حديثاً 3250 غراماً، والطفلة 2900 غرام، وقلما يفرقان بعد ذلك إلى ما بعد السنة الثانية عشرة، ثم يزيد هذا الفرق جداً برجحان الذكر، فيبلغ حسب تعديل كواثلت من أربعة إلى خمسة كيلوغرامات، ثم يتناقص في الشيخوخة.
وأما من وجهة الفوارق الفسيولوجية فذكر مايم: إن الكريات الحمراء أكثر عددا في الرجال منها في النساء، ومتوسطها بنسبة 5 للرجال إلى 407 للنساء. وقد وجد أن الحرارة التي تتولد من جسم الرجل خلال الراحة، تزيد من 5 إل 8 في المائة عنها في المرأة التي في نفس السن والمساوية للرجل في الوزن وطول القامة، غير أن المرأة عندها استعداد للسمن، أكثر من الرجل. وعضلات المرأة على العموم أضعف من عضلات الرجل، وقوة المرأة من سن الخامسة والعشرين إلى الثلاثين، ثلثا قوة الرجل في هذه السن، ولوحظ أن عضلات المرأة تحتوي سائلاً مائياً أكثر من عضلات الرجل، ويظهر الدهن في جسم المرأة في صدرها وعجزيها وفخذيها، وعلى كل فإن جسم المرأة يحوي كمية من الدهن أكبر نسبياً من الكمية الدهنية الموجودة في جسم الرجل. وحنجرة المرأة أصغر من حنجرة الرجل، وأقل تصلباً منها. وأما أوتار الصوت الموجودة في حنجرة المرأة فتختلف عما عند الرجل ولذا فإن صوت المرأة أرفع وأرق من صوت الرجل عادة، ويظهر ذلك بالأخص عند البلوغ. والحوض عند المرأة أوسع في فتحته من حوض الرجل وأن حوض الرجل أضيق وأعمق من حوض المرأة، وتوجد اختلافات أخرى بين حوضي المرأة والرجل. ينحصر الفرق بين المرأة والرجل فيما يتعلق بقفص الصدر والذراعين والساقين واليدين الخ.. في أن عظام المرأة أضعف وأقصر في طولها نسبياً عن عظام الرجل إلا في بعض أجزاء قليلة. وأما العمود الفقري فإنه أقل طولاً في المرأة عن الرجل وفقراته قليلة الوزن والقسم القطني منه (الخاصرة) أطول من مثله عند الرجل وأكثر انحناء. وأما القفص الصدري فيختلف عن صدر الرجل اختلافاً واضحاً، فصدر المرأة على العموم أقصر وأكثر استدارة وبروزاًً للأمام من صدر الرجل، ويأخذ في الضيق من أسفل حتى نهاية الصدر، وهو ما يجعل للمرأة خصراً رفيعاً، وأما العضلات بين الأضلاع فإنها قليلة النمو، ويزيد عنها النسيج الخلوي والدهني، فإنه كثير النمو في صدر المرأة مما يجعله لين الملمس والغدد الثدية تنمو كثيراً عندها لأنه يطلب منها تأدية وظيفة من أعظم الوظائف الحيوية ألا وهي الرضاعة. وجذع المرأة أطول من جذع الرجل بالنسبة إلى اليدين والرجلين، وقامة المرأة أقل انتصاباً من قامة الرجل، وقدمها أقل ثبوتاً من قدمه. وأوتار الصوت أقصر في المرأة منها في الرجل، ولذلك فصوت المرأة أعلى وأحد، وحنجرتها أصغر وأعلى في حلقها وغدتها الدرقية أكبر من غدته، ورئتا المرأة أصغر من رئتي الرجل بالنسبة إلى جسمها، وهي تزفر من الحامض الكربونيك أكثر مما يزفر الرجل. ويختلف معدل دم المرأة عن دم الرجل، لأن الكريات الدموية عند المرأة أقل من عدد الكريات عند الرجل. والماء في دم المرأة أكثر من الماء في دم الرجل، وثقل دمها النوعي أخف من ثقل دمه النوعي، ونبضها أسرع من نبضه من ثماني نبضات إلى اثنتي عشرة نبضة في الدقيقة. وقلب الرجل أكبر من قلب المرأة حجماً وأثقل وزناً، وشرايين الرجل وأوردته أوسع من شرايين المرأة، وحوائطها أسمك من حوائط الأوعية الدموية عند المرأة ونبض الرجل ينقص في دقاته عن نبض المرأة. وتنفس المرأة صدري، وأكثر اتساع الصدر عند الشهيق يحصل في الأضلاع العليا. والدورة الدموية عند المرأة لا تختلف عنها عند الرجل إلا في الحمل، غير أن قوة الدورة الدموية عند المرأة أقل منها في الرجل، والتبادل الغازي يختلف بين الذكر والأنثى، فالمرأة يتصاعد فيها قليل من حمض الكربونيك وتمتص من الأوكسجين أقل من الرجل وتزداد حركة التنفس في الفتاة حتى البلوغ، ثم تقف عن الزيادة إلى اليأس، ثم تزيد بعده، وفي الحمل تزيد حركة التنفس والتبادل الغازي. وجلد المرأة يختلف عن جلد الرجل، ولوحظ أن جلد المرأة أكثر نعومة وأقل سماكة من جلد الرجل، وأن جلد المرأة أفتح لوناً من جلد الرجل، وهذا ينطبق طبعاً على الأمم البيضاء والصفراء، ولوحظ أن جلد المرأة أكثر إحساساً باللمس من جلد الرجل، وأن جلد المرأة أكثر تأثراً بالمؤثرات الجوية كالحر والبرد من جلد الرجل. وأما شعر المرأة أطول من شعر الرجل وأن شعر الفتاة الصغيرة الوسطى يكون دائماً أطول من شعر الولد الصغير الذي لا يقص شعره. ولوحظ أن الشعر يكثر نموه على أجزاء كثيرة من جسم الرجل، ولكن الشعر لا يظهر على جسم المرأة في أكثر الأحوال إلا في ثلاثة مواضع: على رأسها وتحت إبطيها وحول عضوها التناسلي، ولو أن كثيراً من النساء ينمو عندهن الشعر أحياناً على الأذرع والصدر والساقين وأجزاء أخرى بشكل ظاهر. عن كتاب المرأة في القديم والحديث عمر رضا كحالة .
14ـ ولها ميّزة خاصة وهي قابليّتها على مقاومة الأمراض، ومتوسط عمرها أكثر من الذّكور:
فولادة الذّكور من الأطفال أكثر من الإناث ولكن بسبب تعرض الذّكور للأمرض فيموت أكثرهم فتتتعادل النّسب عدا حالة الحروب.
15ـ يقول أهل العلم أنّ المرأة تحب الأمومة وتربية الأطفال وتنشأة رجال عظام والإعتناء على ببيتها وزينتها:
وإنكلترا تبحث في إعطاء المرأة مهنة ربة البيت بأجر دون العمل في خارج البيت لأنّ مهمة تربية أطفالها أفضل من العمل في الخارج، أمّا الرّجل يهمّه أن يكون أطفاله قوّياً ليُساعده ومشهوراً ليفتخر به وصاحب عمل وأولادٍ كثيرةٍ ليُعينهم في شيبه .
16ـ يقول أهل العلم أنها تعرف كيف تواسي أباها وأخاها أو زوجها عند المرض أو المصائب أكثر من الرّجل.
17ـ يقول أهل العلم أن الطّب أثبت على أنّ مخ المرأة 1250غرام، ومخ الرّجل 1400غرام، وكذلك أثبت العلم أنّ المرأة أكثر إستيعاباً للمواضيع، ولكنّ الرّجل أكثر تعمّقاً للمواضيع وفي تشغيل عقله للمواضيع الدّقيقة والحاسمة، والمرأة تتكلّم بـ (4000) كلمة أمّا الرّجل فيتكلّم بـ (12000) كلمة.
علماً أنّ نقص وزن المخ لايدلّ على نقص ذكاء المرأة، لأنّ مخ المركب كذلك أكبر حجماً من مخ الإنسان الذّكر فهذا ليس قياس..
18ـ أثبت علماء النّفس وعلماء التّربية، أنّ المرأة أقوى عاطفة وتأثراً للأنفعالات والإحساسات من الرّجل، وأكثر تحملاّ منهُ ولهذا تتحمّل إلى تنظيف أوساخ الطّفل والرّقود معه عند التّمرض أيّام طوال دون ملل وتردّد.
وهذا هو سرّ سعادة كُلّ من الرّجل والمرأة لتعادل التّوازن بينهما في أمور العائلة. والمرأة لكثرة أعمالها المنزلية وتربية أطفالها وأذاها في الولادة والأمرض النسائية تنسى كلّ هذه المشّقات وهذه حكمة إلهيّة. ودراسة المخ ومقارنة مخ المرأة بمخ الرجل، لها علاقة كبرى بتقرير حقيقة المرأة، لأنه هو المركز الأصلي للعقلية الإنسانية، بل هو المحطة الرئيسية لشعور ونفسية الإنسان. فمقارنة المخ عند المرأة والرجل، تساعد كثيراً على فهم عظمة الجهازين الخاصين بكل حركة وعاطفة وشعور وإحساس وتمييز عند المرأة والرجل، وعلى تقدير تفوق كل منهما على الآخر. ويرى بورت ومور: وجود فروق دقيقة في صورة المخ عند الرجل البالغ وعند المرأة البالغة، فبينما تكون قشرة المحيط الخارجي للمخ عند الرجل البالغ أوضح في تكوينها، نجد السرير الصعبي الذي هو في أسفل جذع المخ عند المرأة البالغة أوضح في تكوينه منه في الرجل، وبما أن القشرة المخية من بعض وظائفها أمور التمييز الحسي بخلاف جذع المخ الذي هو أدنى من أن يكون متصلاً ببعض وظائف الشعور الحسي والانفعالات، فمن المحتمل كثيراً أن عقلية المرأة أدنى إلى أن تكون متأثرة بالانفعالات بخلاف عقلية الرجل التي هي أدنى إلى أن تكون متأثرة بالتفكير. ولاحظ ريدنجر أيضاً أن مخ الطفلة لا يختلف في ميزاته فقط عن مخ الطفل بل إن التعاريج التي على سطح مخ الطفلة قليلة وأن هذه التعاريج والارتفاعات والانخفاضات التي على سطح مخ الطفلة متعددة وأكثر جداً مما هي عند الطفلة. وقيل: إن هذه التعاريج علامة مميزة لأنواع المخ الراقي، فكلما كثرت وتعددت، كلما كان نوع المخ أرقى .
وينبغي أن نشير إلى أن الفرق الذي تحدثه المدنية بين الأفراد مشاهد أيضاً بين الجنسين، فالرجل والمرأة متساويان على التقريب من جهة العقل عند الأمم المنحطة وفي الطبقات الدنيا من الأمم الراقية، ويظهر ذلك الفرق وينمو كلما ارتقت الأمة في المدنية.
وقال فورل: والظاهر من اختلاف العلماء أنه لم تقم حتى الآن أدلة كافية على تقرير منزلة المرأة من حيث نسبة قواها العقلية إلى قوى الرجل العقلية.
19ـ للمرأة الغيرة على العمل أكثر من الرّجل، وقد تُفرط في غيرتها فتعمل حتّى في الأعمال الشّاقّة، وإن كانت قوّتها وطاقتها أقل من الرّجل:
وهذا غير صحيح لأنّ عند تحمّلها بعبئ خارج البيت، فلا تبقى عندها مجال في حضانة وتربية وتنشأة الأطفال، مما يؤدي إلى وضع أطفالها إلى دار أو ملاجئ الأطفال، وهنا تتضرّر الأطفال، وأعلنت الإحصائيّات أن الأولاد هنا ينشئون قليلي الذّكاء والمواهب. فيجب على الرّجل الأخذ كلّ هذا بنظر الإعتبار .
20ـ وفروق أخرى كثيرة بين المرأة والرّجل:
منها فالمرأة تتباهى في المجتمع بزواجها وزوجها، والرّجل يتباهى بعمله وأصدقائه وأطفاله بصورة عامة. المرأة تحب العطاء من الهدايا والصّدقات دون تفكير مسبق، أمّا الرّجل يُفكر في ذلك ويحسب ألف حساب. المرأة تحب الكلام وسماع الغير دون ملل، أمّا الرّجل تتأثر وتنزعج من الكلام الطّويل. المرأة تحب تغيير ديكورات البيت والعمل المستمر، أمّا الرّجل لا يحب ذلك. ويّقال حتى أنّ نوعية الأطعمة التي تأخذها المرأة كذلك تختلف عن الرّجل نسبيّاً.
مفهوم حقوق الإنسان وخاصّة المرأة عند الحضارة الغربية وفي قوانين الأمم المتحدة
لقد نشأت وترعرت المرأة في الغرب على المادة وهي مكلّفة بهذا الدّافع المادي، بإعالة نفسها سواء كانت فتاة في بيت أبويها أو زوجة في دار زوجها ما دامت قادرة على طريق أي باب لأي كسب، إن فلسفة تقديس المادّة، والنّظر إليها على أنها الدّعامة الوحيدة لإقامة المجتمع الإنساني الرّغيد، تبُّث في روع كلّ فرد في المجتمع الغربي. يقيناً قدسياً مؤداهُ أن مُتع الحياة كثيرة لا حدّ لها وكلّها يتطلّب تقديم الأثمان الباهظة، لذا فإن على الجميع أن يركضوا في سباق لاهث ، إبتغاء جمع أكبر قدر من المال، لإداء الضّريبة التي لابدّ منها إبتغاء الحصول على سلسلة المتع التي لا حصر له .
وعندهم مفهوم الحريّة المطلقة لكافة أفراد المجتمع، وهذا مستحيل لأنه مخالف لفطرة الإنسان والحياة ولايمكن أن يكون لأيّ مخلوق في الأرض حرّية مطلقة، فالإنسان مقيّد منذ طفولته على العيش مع والديه دون إستعمال إرادته في إختيارهم، وفي تطبيق أوامر والديه إلى أن يبلغ، ومقيد في العيش في الأرض دون السّموات، وعند الكِبر فهو مقيّد في إرادته الكليّة أيضاً، أي وهب الله له إرادة جزئيّة فقط، ومقيّد لأوامر وأعراف المجتمع والدّولة والأمم، فالذين يدّعون أنهم أحرار كليّاً يكذبون لأنّنا رأينا قوانينهم مملؤة بالممنوعات أكثر من الدّول الإسلاميّة، فهم يقولون مالا يفعلون وهدفهم معروفة وهو تدمير كيان المجتمعات ثمّ ضعفهم والسّيطرة عليهم. ووراء كلّ هذه الألعاب السّياسة الصّهيونية والصّليبية والماسونيّة والكفرة والإنتهازيين من النّاس وهدفهم دمار الإنسانية والإسلام. وسوف تظهر إن شاء الله الفئة المسلمة وتُرّجع الكيان الإسلامي، كما بلّغنا الله تعالى (كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله) .(إنّ مع العسر يُسرا) . وكما نعلم أنّ العُسر يولّد قوّة مضاعفة بالإضافة إلى معاونة الله تعالى والمثل يقول (لكُلّ فعل ردّ فعل يساويه بالمقدار ويُعاكسه في الإتجاه) (الضّغط يولّد الإنفجار) وهكذا سيتحقق النّصر إن شاء الله.
وأنصار الأمم المتّحدة يدّعون أيضاً بما يلي:
1ـ يدّعون أن رئيس العائلة في البيت تتكوّن من رئيسين وهما (الرّجل والمرأة) وهما يقومان بجميع أعمال البيت بالتناصف:
ويردّ عليهم الشّيخ محمد متولي الشّعراوي: إنّ الذين يُنادون بمساواة المرأة مع الرّجل لماذا لا يقولون بمساواة الرّجل بالمرأة؟ يطلبون من المرأة أن تقوم بعمل الرّجل فكان من الواجب أن يطلبوا من الرّجل أن يقوم بعمل المرأة، وإلاّ جاروا على مبدأ المساواة التي يطلبونها، فإذا قامت المرأة بالعمل المطلوب من الرّجل وظلّت هي بعملها الخاص الذي لايؤدي إلاّ من جهتها، لكان معنى ذلك إلقاء حمل جديد على المرأة وهكذا فهم لايطلبون مساوتها بل يطلبون غبنها وظلمها فلو أنصفت المرأة نفسها لرأت في الذين يطلبون مساواتها بالرّجل فيما تجنح إليه فكرة المساواة خصوماً لها. ولو أنصفت الذين يطلبون مساواتها لطلبوا لها أن تزول كلّ أعمال الرّجل وإلاّ يقتصر طلب المساواة على الأمور الهيّنة غير الشّاقة ولا المجهدة .
2ـ تأثير شباب المسلمين في هذا العصر على الحضارة الأوروبيّة ويريدون تقليد أوروبا بشكل عمياء:
ولهذا نرى أي قول أوفعل أو قرار أو مشروع من هذه الدّول تستقبل بجدّية بالغة وإن كانت خاطئة ومن هذه القرارات قرار <حقوق المرأة>، بالرّغم من وجود أفضل منها في الدّين الإسلامي، ولكن هذا القرار الأوروبي غلب قرار الإسلام لدخول أهواء الإنسان ورغباته، كالحرية المطلقة للمرأة والرّجل والتّعايش الثّلاثي والسّهر في الملاهي وعدم الإهتمام بتربية الأطفال مباشرة من قبل الأم، فيؤدي كل هذا إلى التّفكك العائلي ودمار الأطفال.
3ـ عدم تقييدهم للزّوجين بضوابط الزّواج المعروفة:
وبهذا تنجم الخصام بينهما، إذ تجرب المرأة مدى قدرتها في الإبقاء والتّعايش مع زوجها وصديقها بزمن أطول ثمّ غلبة كرامتها وعزّتها، بسبب خيانة زوجها، غير أن هذه التّجربة توقعها في نتائج أشدّ مرارة وأكثر تحطيماً لكرامتها، فقد تُقابل بالتّهديد والضّرب وتحطيم الإسرة.
4ـ المرأة الغربية لم تنل إلى اليوم أجرها العادل من العمل الذي تؤديها كما ينالهُ الرّجل:
وإن لم يكن العمل أفضل وأدقّ من المرأة، وعلى الرّغم من مطالبها الملحة في المحافل السّياسيّة .
5ـ المرأة الغربية لا تتمتّع بأي حقٍ بما فيها الكرامة الزّوجية وحتى في العمل حمايتها من ظلم صاحب العمل، بل هي كالعبيدة فاقدة حق المساواة المهنية والعملية وحتى حق الكرامة الزّوجية أو المنزلية .
6ـ تستدرج المرأة أو الفتاة عن طريق الإغراء لعقود أعمال متنوعة مقابل أجور سخيفة وما تكاد تستدرج عن عشّها وتستسلم بثقة عمياء لرجال الأعمال فرحة بالحلم المالي ثم تباع كرقيقة وتجبر على ممارسة الجنس تحت أنواع مرعبة من الضّغط والضّرب .
7ـ عندها الحريّة الشّخصيّة بالمفهوم الغربي:
أي تحرير المرأة من تبرّج المرأة وإظهار زينتها وجمالها للرّجل وحريّتها في السّلوك الأخلاق بالشّكل التي تريد هي لا الشّارع، وإختلاطها مع الرّجل، والعمل في كافة الأعمال حتى الثّقيلة والصّعبة.
8ـ مساواة المرأة مع الرّجل في كلّ الأمور مثل تحريرها من قيود ومفهوم العائلة، وعدم إهتمامها وإرتباطها بالرّجل والأطفال والبيت:
تخرج كيفما تشاء وتصادق الرّجال كيفما تشاء والأطفال ينشؤون في ملاجئ الأطفال كيفما يشاؤون .
9ـ عند الطّلاق والوفاة الميراث توزّع الأموال بالتّناصف .
10ـ عند وفاة الأب الأولاد الذّكر يأخذ مثل الأنثى بالتّناصف .
11ـ الطّلاق يكون من حق المرأة والرّجل معاً.
12ـ شهادة الرّجل تساوي مع شهادة الرّجل .
13ـ يجوز عيش المرأة مع رجل ثانٍ أوعكسها، ويُسمى عندهم بالتّعايش الثلاثي، والدّولة تصون هذا الأمر، ولكنه تمنع الزّواج بالثّاني .
14ـ تحديد النّسل ولأسباب منها الخوف من الفقر أو التربية الحسنة أو لأجل التّفكر براحة الأبوين والخ.
وأختم البحث بقول الشّاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيب الأعراق .
وأخر دعوانا أن الحمد لله والصّلاة والسّلام على محمد وعلى أل محمد.
23ـ03ـ2007م
بقلم: نظام الدين إبراهيم اوغلو
محاضر في جامعة هيتيت بتركيا
nizamettin955@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.
ممّا لاشكّ فيه إنّ موضوع تساوي حقوق وواجبات المرأة في نظر النّظامين الإسلامي والمدني وعلاقتها مع الرّجل من المواضيع المهمّة والمثيرة في كافة العصور، من جانب أنّ المرأة تمثل قبل كلّ شيء نصف المجتمع البشري ولها دورها الفعّال في تكوين الأسرة الصّالحة وإدامة المجتمع السّعيد وتربية أطفال وأجيال صالحون وعظام سواء منهم الإناث أو الذّكور، ومن جانب أخر يُمكن أن تكون عكس ذلك إذا أهملناها فتكون عكس ذلك ونحن لا نريد أن ننطرق إلى الجانب الثاني لأنّ مجتمعنا الواعي المسلم تدرك ذلك لذا نهتم بالمرأة لأننا نعرف أن ( الجنّة تحت أقدام الأمّهات).
وعلى هذا المنوال فالمرأة في مجتمعنا ليست لها مشكلة مع الرّجل أو مع الزّوج، ولكن هناك ما يسمى بالحضارة الأوروبية أوالأمريكية غزت العالم الإسلامي ولعدم تلائم مبادئ هذه الحضارات في مجتمعنا الإسلامي فبدأت تظهر بعض المشاكل. وحتى أكثر حكام المسلمين لا الشّعب يؤيدون وحتى يتفقون مع هذه الدّول الغربية وتحت شعارات مغرية منها: إعطاء حقوق المرأة وتساوي المرأة والرّجل ومنع الحجاب ونحو ذلك وكلّها خطط مدروسة تهدف إلى هدم الروّابط والعلاقات الإجتماعية القوية الموجودة عند المسلمين.
وسنذكر في هذا البحث حقوق وواجبات المرأة والرّجل في النّظامين الإسلامي والعلماني وسوف تتبين الإختلافات والحقائق في النّظامين.
فهي أيضاً جواب للذين يكتبون في الصّحف والمجلاّت على تساوي الرّجل والمرأة في كل النّواحي.
حقوق وواجبات المرأة في النظام الإسلامي
1ـ لها الحريّة الشّخصية والدّيمقراطية التّامة في الحياة :
ومن هذهِ الحريّات: الحرّية الدينية (الإعتقادية) والإقتصادية والإجتماعية والسّياسية وحرية التّربية والتّعليم والحضور في حلقات العلم ومجالس التّعليم والتّحديث والإرشاد وحرية العمل والكسب للعيش والإختراع، فهي تستطيع أن تداوي المرضى من الرجال وأن تأخذ سلام الرجال وأن تُعلّم الرجال أو تتعلم العلوم من الرجال وأن تعمل في تجارةٍ مع الرجال وكذلك تستطيع أن تصلّي جماعة كالرّجل في البيت أو في المسجد لكافة أوقات صلاتها وكذلك صلاة الجمعة والتّراويح مع الجماعة إلاّ إذا خيفت الفتنة . قال (ص) (من أتى الجمعة فليغتسل من الرّجال والنّساء) رواه البخاري. وتصوم شهر رمضان وتحج بيت الله إذا كانت قادرة، ولها حرية الزّواج والطّلاق من الرّجل، وحرية التّملك والتّمليك والإجارة والضّمان وتستطيع أيضاً فتح الجمعيّات والأوقاف والمدارس والمستشفيات وإصدار الجرائد والمجلاّت ولها الحق أيضاً في حرية الرأي والإنتخاب، وحرية تمثيل الشّعب في البرلمان . ولكن حرّيتها ليست مثل النظام الأوروبي في تحرير المرأة، بل تحت أداب وأخلاق إسلامية ففيها تقييد بمظاهر الحشمة وعدم الخلوة بالرّجال الأجانب، لأنّ الإسلام يهتم بعفة المرأة إهتماماً كبيراً . ومفهوم العمل كذلك تختلف عندها، عملها تكون مناسبة مع جسمها وقوّتها وعدم إختلاطها مع الرّجال بدون حجاب وعلى الإنفراد . وعدم إحتقارهن في المجتمع بسبب كونها غير مسؤولة عن مؤونة الأسرة لأنّ دورها في البيت أكبر من خارج البيت .
2ـ لها الكرامة والعزّة في المجتمع
فيأمر الإسلام الرّجال على تقدير المرأة لإجرائهن أعمال شاقة وهي الأمومة والرّضاعة والعطف الشّديد على الأطفال وإدارة البيت ورعاية الرّجل . وعلى الرّجال عدم ضربهن وظلمهن على تقصيرٍ هي في غنى عنها، لأن الله أعطاها مزايا خاصة مثال على ذلك ضعفها وغلبة عاطفتها على العقل لتوازن العدالة بين الرّجل والمرأة وكثرة نسيانها لأجل نسيان تعب وقساوة عملها، وعلى الرّجال حماية شرفهن وكرامتهن وعدم إستغلالهنّ وتجارتهن كسلعة عند التّزويج أو بغائهن أو إظهار زينتهن وعوراتهن لأجل الكسب من ورائهن . وعدم إشغالهنّ في الأعمال الشّاقة خارج البيت، وعلى الرّجال أخذ رأيهنّ في الأمور ومشاورتهن تقديراً لها ولتجربتها وعلمها في بعض الأمور، كلّ هذا من أوامر الإسلام فالذي لايُطبق من المسلمين العاصين لهذه الأوامر فما ذنب الدّين الإسلامي من ذلك
3ـ لها الحب والإحترام وإحسان المعاشرة كأم وزوجة:
حيث قال تعالى (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) . قال (ص) (الجنّة تحت أقدام الأمهات) رواه أحمد والنّسائي والحاكم . (جاء رجل إلى النّبي (ص) فقال: من أحقّ النّاس بصُحبتي؟ قال أمك، قال ثم مَن ؟ قال أمك، ثم مّن؟ قال أمك ثم مّن؟ ثمّ أبوك) رواه البخاري ومسلم. (إنّما النّساء شقائق الرّجال، ما أكرمهنّ إلاّ كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم) رواه الإمام أحمد. (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه إبن ماجة والحاكم. (أكمل المؤمنين إيماناً وأقربهم مني مجالسٌ، ألطفهم بأهله) رواه الترمذي والحاكم. وقال أيضاً (وإستوصوا بالنّساء خيراً، فإنّما هُنّ عوان عندكم، أخذتموهنّ بأمان الله وإستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، إنّ لكم عليهنّ حقاً ولهنّ عليكم حقاً) رواه إبن ماجة والترمذي. ومعنى ذلك أن في طبع المرأة عوجاً فيها صلابة خلقية، لحكمة في ذلك، فهي كالضّلع في عوجه وتقوسه، فيجب على الرجل أن يحاول تقويم هذا العوج بقوة العقل، وأن يستوصي بها خيراً على ما هي عليه مما طبع لها .(حبّب إليّ من دُنياكم الطّيب والنّساء، وجعلت قُرّة عيني في الصّلاة) رواه النّسائي واحمد . وفي حجة الوداع يقول أيضاً (إتّقوا الله في النّساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة الله وإستحللتم فروجهنّ بكلمة الله) رواه مسلم والبخاري والرّسول (ص) لم يأمر أزواجهنّ بخدمتهنّ أبداً، وحتى أنّه كان يخيط ملابسهُ المشقوقة والممزّقة. وهناك حديث حول قوله (ص) قبل وفاته لعائشة (أوصيكم بالنّساء خيراً وبالصّلاة وأولي الأمر منكم).
4ـ لها حق النّفقة والمهر كزوجة:
فلها حقٌ في أموال الرّجل وهي عطية للمرأة عندما تتزّوج تلبي لها كافة طلباتها الضّرورية في الحياة، وعند الطّلاق عليها أخذ المهر وزينتها من الرّجل لإدامة حياتها (وآتوا النّساء صدُقاتهنّ نِحلة) ، والمهر قد تكون على شكل مبلغاً جيّداً من النقود أو راتباً شهريّاً .
5ـ لها حق على عدم العمل في خارج البيت، أي أنّها غير مسؤولة عن كسب الرّزق:
علماً أنّ الأوروبيين أو الدّول الغربية يدّعون عكس ذلك ويريدون إخراج المرأة المسلمة من بيتها ووظيفتها الأساسية، لتفتن الشّباب وتنشر الميوعة والفساد والإنحلال، كما هم يُعانون من هذا الإنحلال الخّلقي، فيفكّر علماءهم على تفادي هذا الأمر، وذلك بأن تكون المرأة موظّفة في بيتها تُربّي أطفالها فقط لتستحق الرّاتب الشهّري من الدّولة كظمان لها.
6ـ وهي مسؤولة عن إحترام أهل الزّوج وأصدقاءه :
لأنّ عملها سنة من سنن الرّسول (ص) وعبادة في الدّين، بالإضافة إلى فوائد الكثيرة، مثل الإتحاد والتّعاون والتألف والتّحابب والقوّة والغنى بين أفراد المجتمع الواحد ونحوه .
7ـ ومن واجباتها تنشأة الأطفال وإطاعة الرّجل إلاّ في معصية الخالق :
فقال تعالى (وأطيعوا الله والرّسول واُولي الأمر منكم) . وقال (ص) (حقّ الزّوج على زوجته أن تُطيع أمره وأن تبرّ قسمهُ ولا تهجر فراشهُ ولا تخرج إلاّ بإذنه ولا تدخل عليه من بكره) رواه الطّبراني وغيرهم.
8ـ ومن واجباتها أيضاً، إرضاء الزّوج ثمّ أن لا ترفع صوتها عليهِ :
مما لاشك فيه أنّ الزّوج بمقتضى الفطرة والعادة هو الطّالب للناحية الجنسيّة، والمرأة هي المطلوبة، وأنّ الزّوج هو أشدّ شوقاً إليها وأقلّ صبراً عنها. على خلاف ما يشيع بعض النّاس أنّ شهوة المرأة أقوى من الرّجل، ولهذا قال (ص) (إذا دعا أحدكم إمرأته إلى فراشهِ فلم تأتهِ لعّنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه لفظ البخاري. مالم يكن لديها عُذر مُعتبر من مرضٍ أو إرهاقٍ أو مانع شرعي أو غير ذلك، وعلى الزّوج أن يُراعي ذلك . وقال (ص) (إنما إمرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنّة) رواه إبن ماجة والحاكم. لا أقصدُ هنا الشّواذ من الرّجال الذين يظلمون النّساء ويُحرّمون من حقوقهنّ.
9ـ وتجب عليها أن تُراعي بعض الطّلبات المشروعة من الزّوج دون الرّد عليها :
ولقد ذُكرت في الفقه الإسلامي مثل عدم خروجهنّ من البيت وأن لاتُسافر وحدهنّ، ولا تصدّقن ولاتصومن إلاّ بإذن الرّجل، وعليهنّ أن يحتشمن في ملابسهنّ كما ذكرنا سابقا.ً وأن يغضضن من أبصارهنّ، وأن تستيقظ قبل أن يستيقظ، ولاتجوز أخذ أموال الرّجل إلاّ بأذنه وفي الحالات الضّرورية، قال (ص) (لاتصوم المرأة وزوجها حاضرٌ إلاّ بإذنه) رواه االبخاري عن أبي هريرة .(لايحلّ لإمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر تُسافر يوماً وليلةً إلاّ مع ذي محروٍ من أهلها) رواه البخاري ومسلم .(كانت عائشة وحفصة عند النّبي جالستين فجاء إبن أم مكتوم فقال لهما النّبي (ص): قوما فقالتا، إنه أعمى فقال : وأنتما عمياوان) .(وقُل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ) .ونحوه ذلك.
10ـ عند أكثرهنّ تقصير لأداء واجب وأمر إلهي مهمٌ :
لأسباب ممّا تجرّ أكثرهن إلى الوقوع لبعض الأخطاء، والعُلماء يربطون هذه إلى الغيرة العالية عند المرأة، فمثلاً عدم قبولهنّ ببعض حقائق القرآن فمثلاً قول الله تعالى في الزواج (فإنكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاثة ورباعى فإن خفتم الاّ تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا) .علماً أنّ الله تعالى لايُشجّع هذا بالزّواج الكثير فيقول (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) ، بالرّغم من كونها مباح ولكن الزّواج بأكثر من واحد ليس واجباً، ولكن لضرورة وبعد توفّر الشّروط المبينة في كتب الفقه يجوز ذلك فمثلاً عند وجود تقصير في المرأة كمرض مزمن أو عقم أو شدة كراهتها للرجل لأسباب ما أو عند قلة أعداد الرّجال في الكوارث والحروب أو حاجة المجتمع إلى كثرة النّسل أو القوة الجنسية عند الرجل ونحوه.
وعند التّقصير في تطبق شرائع الله فتكون المصيبة أكبر على المسلمين، فالمرأة والمجتمع تتحمّل نتائجها، فيكثر الزّواج الغير الشّرعي وتكثر الفواحش. وهناك جانب آخر لإكمال شروط الزّواج من الناحية الإجتماعية أن تتوفر ثروة مالية كفيلة لتوفر العيش السّعيد، أو من الناحية التربوية أي إمكان الأباء من إعطاء وتوفير التربية السّليمة للأطفال وكل هذا يبعد الزّواج من الإضطراب وتوتير الأعصاب وتشتيت الفكر وتغيير الطّباع وعند توفير الشّروط تتم السّعادة والزّواج السّعيد.
وهناك شروط أخرى على المرأة أن لاتُربي الزوجة أبنائها على الحقد والعداء لأبناء أبيهم من غيرها، وعلى الرّجل عند الزواج بأكثر من واحدة أن لايميز إحداهن على الأخرى في مسكن أو ملبس أو نفقة ونحوه فعند عدم توفر هذه الشّروط يكون الزّواج حراماً . وأكرر تجب على النساء الإيمان بأيات القرآن الكريم وخاصة أية الزّواج المذكورة أعلاه (فإنكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع ...)، لأنّ الأية لاتوجب الزّواج بأربعة، وإنّما تضع قانوناً وعند توفّر الشّروط يُباح بالزّواج وهذه الشّروط موجودة في كتب الفقه، علماً إنّنا نرى أنّ أكثر رجال المسلمين مكتفين بواحدة في كافة العصور، إلاّ القلّة منهم يتّبعون خطواط الشّيطان في تطمين أنفسهم، فعلى الرّجال المؤمنين المنصفين رعاية الشّروط حتى لا نقع كمسلمين في مشاكل وننحرج أمام الشّعوب الأخرى، كما وقع أكثرنا في أخطاء كثيرة مثل التّعصب القومي والطّائفي والمذهبي والفكري والإبتعاد عن أوامر الله من الظلم والفسوق والعصيان..
حقوق وواجبات الرّجل في النّظام الإسلامي
1ـ له حق في ميراث الأب أكثر عندما يكون له الأم والإبن مع البنت، فقط في هذه الحالة:
فيُعطى للذكر مثل حظّ الأنثيين . أماعند توزيع الميراث بين الإخوان لأب والأخوات لأب، أو بين الأم مع الأب، أو بين الزّوج مع الزّوجة ونحوه يكون توزيع الميراث سواسية . والسّبب في ذلك لأنّ الإبن يتعرّض حال الكبر والإكتساب لمسؤلية الإنفاق على أبويه، بالإضافة إلى مسؤولية الإنفاق على زوجته، ومسؤولية المهر إليها، في حين أختها لا تتعرّض لهذه المسؤولية ولا تتحمّل شيئاً منها. وقد يكون عكس المطلب كذلك فمثلاً عند وفاة المرأة ولها زوجها وإبنتها فيكون للزوج الرّبع وللبنت النّصف . فأدعوا المنصفين إلى التّعقل والإنصاف في إدّعائهم .
2ـ أن يكون الطّلاق بيده مبدئيّاً، وهذا لايعني أنّه ليست للمرأة حقّ الطّلاق:
لأنه هو المسؤول الأول عن كافة مصاريف المرأة والأطفال، وعن إعطاء المهر والنّفقات. وصاحب المال والمسؤولية أولى بهذا الحكم، ولكن ليس هذا أنها لاتملك الحق عند عدم أداء الرجل واجباته تجاه المرأة، ولكن الإسلام يشدّد على الرّجل في موضوع الطّلاق (أمسك عليك زوجك وإتّق الله) . وقال (ص) (أبغض الحلال عند الله الطّلاق) حديث صحيح. وقال أيضاً (ثلاثٌ ليس فيهنّ لعبٌ الطّلاق والعتاق والنّكاح) حديث صحيح.
3ـ شهادة الرّجل تساوي بشهادتين من المرأة عُموماً، وليست دائماً:
كما نعلم للشهادة شروط فيجب مراعاة ذلك، وعند زوال الشّروط تجوز شهادة المرأة. ومن هذه الشّروط أنّها لا تتعامل مع الجرائم وجنايات القتل والمعاملات المالية والشّؤون التّجارية، ونسيانها وضعف إرادتها. وتؤخذ شهادة المرأة في أمور الرّضاع والحضانة والنّسب ونحو ذلك فإن الأولوية الشّرعية فيها أي لشهادة المرأة، إذ هي أكثر إتصلاً بهذه المسائل من الرّجل .
4ـ على الرّجل رعاية كافة شروط المسؤولية الملقات على عاتقهِ بالعدالة والإنصاف:
وإذا لم يلتزم بالشّروط يكون مسؤولاً أمام الله، لأنه رئيس العائلة وأولي أمر العائلة، لأنه هو الحاكم الأول ولا يوجد شخص أخر ليكون مساعده في كلّ الأمور إلاّ شريكها في العُمر وهي زوجته فيجب مشاورتها وأخذ رأيها، حتى تشترك هي أيضاً في خير الأمور وشرّها وإذا يوجد أطفال بالغين كذلك يجب أخذ رأيهم وبذلك تطمئن العائلة بالقرار الجماعي مهما كان نتيجته بسلام دون نزاعٍ، لأنّ هذه مسؤوليّة على عاتق الرّجل من قبل الله تعالى. وأمّا في موضوع التّساوي بين الرّجل والمرأة في الإمارة أو إدارة البيت فهذا غير ممكن لأن الإسلام يأمرنا أن لايكون أميران أو مسؤولان في مكان واحد، لأن هناك قاعدة يقول (إذا ظهر خليفتان فيؤيد واحدهم ويُقتل الأخر) حديث صحيح. (إذا سافرتم إلى مكان فليؤم أحدكم) رواه الطّبراني عن إبن مسعود .
5ـ هو مسؤول عن كسب الأموال ومعيشة وكسوت وتداوي المرأة وكذلك الأطفال:
فمسؤولية الرّجل المسلم كبيرة وعبئها ثقيل أمام الله ، أما المرأة فمسؤوليتها محدودة فإذا راعتها تدخل الجنة. (ياأيها النّبي إنا أحللناك أزواجك اللاتي أتيت أجورهنّ) .
6ـ مسؤول عن حماية المرأة من المآثم وحفظ شرفها وعزّتها:
قال تعالى (ياأيها اللذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) . (والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلاّ أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنّه لمن الصّادقين) .
7ـ مسؤول عن تلاطفها وترويحها وشفقتها:
وإنّ مفاجأة سارة، أو نزهة قصيرة للترويح، أو هدية رمزيّة، أو كلمة تقديرية أو تعبير عاطفي عميق، أو وزيارة أقاربها كل هذا أو بعضه له أثر سحري في الحياة الزّوجية التي تجدد العاطفة فيها نفسها حيث تتخللها هذه المواقف الإنسانية النّبيلة ، وذلك السّلوك الرّقيق .
8ـ مسؤول عن إحترام أهلها وصديقاتها:
وهكذا تصبح العائلة المسلمة، المثل الأعلى لكافة المجتمعات، فينشر بينهما الحب والإخلاص والتّعاون وإلخ.
9ـ مسؤول عن مساعدتها في بعض أمور البيت عند الحاجة، وبالأخص في حالة مرضها:
فالمرأة مسؤولة بشكل ما في إنجاز أعمال البيت إذا كانت غير مريضة، وهي ربّة البيت، ولكنّها ليست مجبورة إذا كانت لا تُريد العمل ولا إثم عليها والله أعلم.
10ـ عند عدم إستطاعة المرأة إنجاز أعمال البيت وإرضاع أطفالها:
فالعُلماء يقولون حينئذٍ يجب على الرّجل شرعاً بتأجير خدّامة لإنجاز عمل البيت أوالزّواج بثانية لرضاعة الأطفال .
المساواة بين الرّجل والمرأة في الإسلام
المساواة التي متّعَ الله بها الإنسان على أساس الأهليات الإنسانية وقواسم القابليات والملكات المشتركة، موجودة ومقرّرة فيما بين الرّجال بعضهم مع بعضٍ، وفيما بين النّساء بعضهنّ مع بعضٍ، وفيما بين الرّجال والنّساء معاً .
1ـ المساواة بينهما أمام القانون في الحقوق والواجبات والجزاء والعقاب، وكذلك في العبودية والعبادات لله ونحوها:
(ومَن يعمل من الصّالحات من ذكرٍ أو اُنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يُظلمون نقيراً) ، (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة ويُطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيزٌ حكيمٌ) . (وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة) .(أذلّةٌ على المؤمنين أعزّةٌ على الكافرين) . (فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره) .(ياأيها النّاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . وقال (ص) (حق الله على العباد ان يُعبدَ ولا يُشركَ به شيء، وحقّ العباد على الله إذا عبدوه ولم يُشركوا به شيئاً أن لا يُعذبهم) حديث صحيح. وقال (ص) ( لعّن الله المتشبهات بالرّجال والمتشبهين بالنّساء) رواه البخاري .
2ـ المساواة بينهما حسب رأي الإمام علي (رض) (النّاس من جهة التّمثال أكفاء، أبوهم أدم والأم حواء، خُلقوا من تُراب ومن علقٍ ومن مضغةٍ، وفي اللّون والشّكل الخارجي أكّفاء، وأنّهما أشرف المخلوقات، وأكفاء في أخذهم نفس المواد الغذائيّة من النّباتات والحيوانات، وأكفاء في النّسب والحسب والقوميّة، وقال (ص) (لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى) حديث صحيح، أكفّاء في طلب الرّزق والعمل والعبادة:
(إنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصّادقين والصّادقات والصّابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدّقين والمتصدّقات والصّائمين والصّائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذّاكرين الله كثيراً والذّكرات أعدّ الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً) .(ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أوأنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجنّة) .(ومن قُدر عليه رزقهُ فلينفق ممّا آتاه الله) .(يا أيّها الإنسانُ إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً فملاقيه) .
3ـ سواسية في نشر الحب والسّعادة فيما بينهم:
حيث يسكن كل زوج إلى زوجته فيشعر بالرّاحة والأمن والطمأنينة. وتنشأ بينهما عواطف المحبة والمودة والرّحمة مما يؤدي إلى إستمرار الحياة الزّوجية في وفاق وتعاون مما يهيء الجو السّليم لتنشئة الأطفال ورعايتهم وتكوين شخصياتهم تكويناً سليماً . (ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة) .(هُنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ) .
4ـ سواسية في طلب العلم : قال (ص) (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ٍ ومسلمة) رواه مسلم .
5ـ سواسية في مراعاة البيت والأطفال:
قال (ص) (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ فالأمير راعٍ والرّجل راعٍ عن أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ ، وكلّكم مسؤول عن رعيتهِ) رواه الشّيخان والإمام أحمد.
6ـ سواسية في حفظ الضّروريات الخمس : الدّين والعقل والمال والنّفس والنّسل .
7ـ سواسية في تخير الرجل المرأة الصالحة، وتخير المرأة للرجل الصالح:
والمانع لهذا الأمر مذنبٌ أمام الله وأمام القانون.
8ـ سواسية في أن يكونا مخلصين وصادقين وصريحين في حبّهما ومودّتهما وفي قداسة زواجهما: وإذا كانت نيّة أحدهما عكس ذلك فيتحمل نتائج نيّاته في الدّنيا والأخرة.
9ـ سواسية في مساعدة بعضهما في كافة الأمور:
وعلى الطّرفين مراعاة بعض الشّروط المعروفة عند النّاس كمرض أحدهم أو عمل أحدهم في خارج البيت دون الأخر، أو أعمال تخصّ الرّجل وأعمال تخصّ المرأة، في البيت أو خارج البيت ونحوه.
10ـ سواسية حتى في يوم القيامة عند الحساب والدّخول في الجنّة أو النّار:
(فمن يعمل مثقال ذّرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره).
مقارنة بين مزايا المرأة والرّجل عند نظرالمفكّرين السّياسيين في النّظام المدني
وهم لايأخذون الأديان بنظر الإعتبار، ويدّعيون بأنهم يعترفون بالعلم فقط، ونراهم بإدّعائاتهم كاذبون وحتى أنّهم لايعترفون بالعلم أيضاً.
1ـ فنرى أنّ أهل العلم يُبيّنون الفروق والمزايا بين الإناث والذكور والتي تبدأ منذ الطّفولة:
"لو إطّلعنا إلى الرجل والمرأة لوجدنا فروق بينهما: يمكن القول إن معظم الفروق بين الرجل والمرأة يكون في الكهولة، أي عند منتهى النمو، وأوله في سن الصبوة، سواء نظرنا إلى البدن كله أو إلى كل عضو من أعضائه، فإنه لا يوجد فرق بين الذكر والأنثى في الحياة الجنينية، ثم يكون الفرق قليلاً عند الولادة، ويبلغ معظمه في الكهولة، ثم يتناقص في الشيخوخة. والاختلافات الفسيولوجية بين الرجل والمرأة، هي اختلافات واضحة في جسميهما، فقد ذكر الباحثون أن المرأة أنقص تكويناً من الرجل، وأقل جَلَداً وأضعف مقاومة، هذه هي الصفة العامة التي تنطبق على كل أجهزتها وأعضائها، ثم أوردوا تلك الفروق على اختلافها. ونبدأ بالهيكل العظمي للمرأة، فإنه في مجموعه أصغر وأرق من هيكل الرجل، وعظامها أقل سماكة ووزناً من عظام الرجل. ويعود ضعف الهيكل العظمي عند المرأة عن الهيكل العظمي عند الرجل لأربعة أسباب: 1ـ ضعف عضلات المرأة عن عضلات الرجل. 2ـ الحيض عند النساء. 3ـ الحمل والولادة والرضاعة. 4ـ الوراثة. وأما رأس المرأة، فبينها وبين رأس الرجل تباين. فوزن جمجمة المرأة وحجمها المطلق، أقل وأصغر من مثلها عند الرجل، ولو أن هذا الوزن والحجم بالنسبة لمجموع جسمها، أكبر منهما عند الرجل. وعظام جمجمتها أرق وأسطحتها أنعم، وبروزتها ونتوءاتها أقل ظهوراً مما عند الرجل. والجزء الأسفل المقدم من العظم الجبهي أكثر بروزاً في المرأة مما عند الرجل، والعلوي مفرطح، فالجبهة عند المرأة عمودية تقريباً، قليلة الاستدارة، والفكان والأسنان أقل حجماً. ومجموع الوجه أصغر منه في الرجل، فإذا كسيت هذه العظام اللطيفة بالعضلات القليلة اللحم الكثيرة المواد الخلوية، يصبح وجه المرأة قليل العظم مستديراً ذا تقاطع في غاية الرقةوالظرف، ولا عجب إذا ظهر وجه المرأة كذلك، فإنه ما خلق إلا ليسحر ويأسر القلوب. وقد تبين أن جمجمة المرأة يقل حجم الفراغ داخلها، عن حجم الفراغ داخل جمجمة الرجل، ومن هذا يفهم بسهولة أن العضو الي يملأ هذا الفراغ لا بد وأن يكون أصغر من مثيله عند الرجل، وهذا العضو المخ." فيرى العّلماء الفروق حتى في ألعابها وحركاتها الخاصة ومشيتها وقعودها وجلوسها وصوتها النّاعم وملابسها وإختيارها ألوان مميّزة وجذّابة عن نظيرها من الذّكور، فالطّفلات يحبن شراء لعّابات أطفال ولعّابات لحيوانات أليفة ونحوه من الألعاب البسيطة التي ليس فيها القسوة، أما الأطفال يحبون شراء التّكنولوجية والألعاب التالية كالطائرات والسّفن والسّيارات والدّراجات وكذلك الخيل والمسدس والبندقية، وألعاب حيوانات وحشيّة، ولكنّنا نرى السّياسين يسكتون على هذه الفروق.
2ـ فالطّفلة تمثّل عند أهل العلم رمز السّلام والحب عموماً:
ففي وجهها علامات البراءة والعصمة والنّقاء لأنّها لا تُحب القسوة والحرب وتخاف الظّلم والتّعذيب. أما عند الذّكور فنرى نوع من الوقاحة والدّلالة وإظهار الخشونة وعدم الخوف من القسوة والظّلم . فهذا التّمثيل والتّصوير يدلّ على وجود فرق بينهما أيضاً ، والسّياسين يسكتون على هذا الفرق أيضاً ويُصرّون على المساواة .
3ـ يقول أهل العلم المرأة : خُلقت مُرهفة الإحساس تحب النّقاش اللّطيف ، وهي رقيقة العاطفة تشفق على أطفالها وترحم والداها ، ودقيقة في عملها، وذكيّة في حفظ الكلمات أكثر من الرّجل فتكون جميلة الخطاب والإحترام وماهرة في إدارة الأعمال:
إذن فهي مصدر الرّفق والعطف والحنان والدّقة في العمل، أمّا الرّجل عكس ذلك فيحب الجدل الخشن دون أنْ يملّ وعطفه أقل من المرأة ودقتهِ في العمل أقلّ منها.
4ـ للمرأة صفة خاصة، فعند زواجها تحب زوجها أكثر من الأقرباء وعند الإنجاب تتحوّل حُبّها وعطفها إلى طفلها الأول، وعند ولادة الطّفل الثّاني تتحوّل حبّها وعطفها إلى الطّفل الجديد وهكذا:
وهذا التّغير نراه في المرأة دون الرّجل كما يدّعي العلماء، وهذا أيضاً نوع من الإعتراف على وجود الفروق. وهنا أريد القول على المرأة العاقلة الملتزمة بالإسلام أن لا تُظهر هذا السّلوك التي فطره الله عليها بشكل واضح لا على زوجها ولا على أطفالها حتى لا تشكل حساسية وتأثير على نفوسهم ثم يؤدي إلى النزاع والخصام.
5ـ يقول أهل العلم أنّ قابليتها في العمل لأجل الكسب وحتى في القتال والدّفاع عن الوطن محدودة وأقلّ من الرّجل:
ولكن السّياسين بالرّغم من معرفتهم فيصرّون على التّساوي. والإسلام لاتَجب على المرأة هذه القساوة وإنّما تشوّقها على العمل من أجل بيتها وأطفالها وفي تداوي وإطعام المقاتلين، ولاتوجب عليها القتل إلاّ في الضّرورات.
6ـ المرأة لكي تعوض عن قوّتها فهي تستعمل سلاح بكائها، وكذلك يستطعن أن يلتفتوا إنتباه الرّجال إليهنّ.
7ـ يقول أهل العلم في كافة العصور لم نر منهن أنبياء أوزعماء أومخترعين إلاّ ما ندر، بإستثناء ظهور أهل العلم والإرشاد والتّقوى بكثرة :
ولكن السّياسيين يدّعون قدرتها على العمل في كافة السّاحات وفي كلّ المناصب والمقامات حتى في رئاسة الدّولة وإيجاد العلوم. أمّا الإسلام فيقول أنّ المرأة بالإضافة إلى تربية الأطفال تستطيع العمل في المهن التي تُليق بدنها كمهنة الممرّضة والطّبيبة والتّدريس للأطفال وفي المرحلة الإبتدائيّة والمتوسّطة، وفي التّجارة في المبيعات وفي المؤسّسات وكذلك وظيفة السّكرتاريّة أو مرشدات ومصلحات ومن الحرف التي تجيدها أيضاً حرفة الحياكة بأنواعها والتّطريز ونحو ذلك.
8ـ يقول أهل العلم حسب الأبحاث العلمية أنّ المرأة لا تُحب الإختلاط مع الرّجال بل تحب الإختلاط مع جنسها، وتفضّل العمل في البيت أكثر من خارجها، أمّا الرّجال يحبون عملهم ومهنتهم ولا يحبون البقاء في البيت ويحبون الأفراح والسّهر الليلي أوالإجتماع وتلقي الدّروس مع الأصدقاء خارج البيت. ولكن السّياسين يدّعون أنّ المرأة تحب الإختلاط مع الرّجال.
9ـ يقول بعض أهل العلم أنّ مهارة الرّجل في المهن والتّصنيع تفوق مهارة المرأة:
فيرون أنّ أحسن طبّاخ في العالم وأحسن خيّاط في العالم وأحسن صانع المعجنات وأحسن منظّف وأحسن مربّي وأحسن مدرّس وأحسن طبيب وأحسن مهندس هو الرّجل. ونسبة العلماء والمخترعين 97% من الرّجال. وهذهِ النسبة الكبيرة ظلم في حقّ المرأة، والسّبب في تقصيرها ترجع إلى أسباب فسيولوجية أو ظُلمها وغصب حقوقها من قبل الإستعمار والمنافقين وحتى من قبل الغلاة من المسلمين (مثل الثلاثة الذين جاؤوا إلى النبي (ص) ولم يعجبهم صلاته وصيامه وزواجه من النساء) وأمثال هؤلاء المتطرفين موجودين في كل عصر، فأُستغلّت المرأة من قبل هؤلاء وظُلمت وأُبتعدت عن ساحة التّعليم والعمل ولهذا السّبب حصلت هذهِ الفروق الكبيرة، والإسلام كما نعلم لم تقصّر في حقّ المرأة ولقد أعطت للمرأة دوراً كبيراً في العائلة والمجتمع وحتى في إدارة الدّولة.
10ـ يقول أهل العلم أنّ المرأة تحب الأعتناء بالزّهور والورود ولبس الحلي والذّهب والفضّة والحرير، مع إستعمال أنواع الطّيب والزّينة والحناء وتسريح الشّعر ونحو ذلك أكثر من الرّجل .
11ـ يقول أهل العلم حتى الألوان التي تحبّها تفرق عن الرّجل فهي عموماً تحب الألوان النّاعمة والفاتحة والزّاهية الجذّابة: وخاصة تحب الأحمر والأصفر والأخضر الصّافي وكذلك الأزرق الصّافي والرّمادي والوردي والبرتقالي والأسود والبنفسجي والأرجواني الفاتح، في كافة أغراضها وملابسها ونحو ذلك. أمّا الرّجال عموماً يحبون الألوان الخشنة والغامقة والمعتمة وخاصّة الأسود والأزرق والأرجواني الغامق والرّمادي والقهوائي والكستنائي، ولا أذكر هنا الألوان المشتركة المرغوبة من قبل الطّرفين .
12ـ يقول أهل العلم أنها تحب عموماًً الأفلام العاطفية وبرامج الطّبخ وبرامج صحّة الأطفال والنّساء وبرامج الغناء والطّرب والرّقص:
أمّا الرّجال فيحبون الأفلام البوليسية والمغامرات وأفلام الدّعارة وبرامج الرّياضة والسّياسة والإقتصاد ونحو ذلك .
13ـ ويقول أهل العلم أيضاً أنّ المرأة ضعيفة جسميّاً أكثر من الرّجل:
فمثلاً حاسّة سمعها وشمّها أقل من الرّجل. وحتى الأعضاء الفيزيائية وغيرها من الأعضاء مختلفة عن الرّجل. ويقول الفيلسوف الإشتراكي الشّهير برودون في كتابه (إبتكار النّظام) إنّ وجدان المرأة أضعف من وجداننا بقدر ضعف عقلها عن عقلنا ولأخلاقها طبيعة أخرى غير طبيعة أخلاقنا. وطول المرأة أقل وثقلها وقلبها والجهاز التّنفسي والحواس الخمسة عندها أقل وأضعف من الرّجل .
أنظر فروق بين الرجل والمرأة. وأما جسم المرأة فيكون عادة أقصر من الرجل، فمتوسط طول الرجل يختلف بين 170 و172 سنتيمتراً في أوربا. وأما وزن جسمي الرجل والمرأة، فإن معدل وزن الطفل المولود حديثاً 3250 غراماً، والطفلة 2900 غرام، وقلما يفرقان بعد ذلك إلى ما بعد السنة الثانية عشرة، ثم يزيد هذا الفرق جداً برجحان الذكر، فيبلغ حسب تعديل كواثلت من أربعة إلى خمسة كيلوغرامات، ثم يتناقص في الشيخوخة.
وأما من وجهة الفوارق الفسيولوجية فذكر مايم: إن الكريات الحمراء أكثر عددا في الرجال منها في النساء، ومتوسطها بنسبة 5 للرجال إلى 407 للنساء. وقد وجد أن الحرارة التي تتولد من جسم الرجل خلال الراحة، تزيد من 5 إل 8 في المائة عنها في المرأة التي في نفس السن والمساوية للرجل في الوزن وطول القامة، غير أن المرأة عندها استعداد للسمن، أكثر من الرجل. وعضلات المرأة على العموم أضعف من عضلات الرجل، وقوة المرأة من سن الخامسة والعشرين إلى الثلاثين، ثلثا قوة الرجل في هذه السن، ولوحظ أن عضلات المرأة تحتوي سائلاً مائياً أكثر من عضلات الرجل، ويظهر الدهن في جسم المرأة في صدرها وعجزيها وفخذيها، وعلى كل فإن جسم المرأة يحوي كمية من الدهن أكبر نسبياً من الكمية الدهنية الموجودة في جسم الرجل. وحنجرة المرأة أصغر من حنجرة الرجل، وأقل تصلباً منها. وأما أوتار الصوت الموجودة في حنجرة المرأة فتختلف عما عند الرجل ولذا فإن صوت المرأة أرفع وأرق من صوت الرجل عادة، ويظهر ذلك بالأخص عند البلوغ. والحوض عند المرأة أوسع في فتحته من حوض الرجل وأن حوض الرجل أضيق وأعمق من حوض المرأة، وتوجد اختلافات أخرى بين حوضي المرأة والرجل. ينحصر الفرق بين المرأة والرجل فيما يتعلق بقفص الصدر والذراعين والساقين واليدين الخ.. في أن عظام المرأة أضعف وأقصر في طولها نسبياً عن عظام الرجل إلا في بعض أجزاء قليلة. وأما العمود الفقري فإنه أقل طولاً في المرأة عن الرجل وفقراته قليلة الوزن والقسم القطني منه (الخاصرة) أطول من مثله عند الرجل وأكثر انحناء. وأما القفص الصدري فيختلف عن صدر الرجل اختلافاً واضحاً، فصدر المرأة على العموم أقصر وأكثر استدارة وبروزاًً للأمام من صدر الرجل، ويأخذ في الضيق من أسفل حتى نهاية الصدر، وهو ما يجعل للمرأة خصراً رفيعاً، وأما العضلات بين الأضلاع فإنها قليلة النمو، ويزيد عنها النسيج الخلوي والدهني، فإنه كثير النمو في صدر المرأة مما يجعله لين الملمس والغدد الثدية تنمو كثيراً عندها لأنه يطلب منها تأدية وظيفة من أعظم الوظائف الحيوية ألا وهي الرضاعة. وجذع المرأة أطول من جذع الرجل بالنسبة إلى اليدين والرجلين، وقامة المرأة أقل انتصاباً من قامة الرجل، وقدمها أقل ثبوتاً من قدمه. وأوتار الصوت أقصر في المرأة منها في الرجل، ولذلك فصوت المرأة أعلى وأحد، وحنجرتها أصغر وأعلى في حلقها وغدتها الدرقية أكبر من غدته، ورئتا المرأة أصغر من رئتي الرجل بالنسبة إلى جسمها، وهي تزفر من الحامض الكربونيك أكثر مما يزفر الرجل. ويختلف معدل دم المرأة عن دم الرجل، لأن الكريات الدموية عند المرأة أقل من عدد الكريات عند الرجل. والماء في دم المرأة أكثر من الماء في دم الرجل، وثقل دمها النوعي أخف من ثقل دمه النوعي، ونبضها أسرع من نبضه من ثماني نبضات إلى اثنتي عشرة نبضة في الدقيقة. وقلب الرجل أكبر من قلب المرأة حجماً وأثقل وزناً، وشرايين الرجل وأوردته أوسع من شرايين المرأة، وحوائطها أسمك من حوائط الأوعية الدموية عند المرأة ونبض الرجل ينقص في دقاته عن نبض المرأة. وتنفس المرأة صدري، وأكثر اتساع الصدر عند الشهيق يحصل في الأضلاع العليا. والدورة الدموية عند المرأة لا تختلف عنها عند الرجل إلا في الحمل، غير أن قوة الدورة الدموية عند المرأة أقل منها في الرجل، والتبادل الغازي يختلف بين الذكر والأنثى، فالمرأة يتصاعد فيها قليل من حمض الكربونيك وتمتص من الأوكسجين أقل من الرجل وتزداد حركة التنفس في الفتاة حتى البلوغ، ثم تقف عن الزيادة إلى اليأس، ثم تزيد بعده، وفي الحمل تزيد حركة التنفس والتبادل الغازي. وجلد المرأة يختلف عن جلد الرجل، ولوحظ أن جلد المرأة أكثر نعومة وأقل سماكة من جلد الرجل، وأن جلد المرأة أفتح لوناً من جلد الرجل، وهذا ينطبق طبعاً على الأمم البيضاء والصفراء، ولوحظ أن جلد المرأة أكثر إحساساً باللمس من جلد الرجل، وأن جلد المرأة أكثر تأثراً بالمؤثرات الجوية كالحر والبرد من جلد الرجل. وأما شعر المرأة أطول من شعر الرجل وأن شعر الفتاة الصغيرة الوسطى يكون دائماً أطول من شعر الولد الصغير الذي لا يقص شعره. ولوحظ أن الشعر يكثر نموه على أجزاء كثيرة من جسم الرجل، ولكن الشعر لا يظهر على جسم المرأة في أكثر الأحوال إلا في ثلاثة مواضع: على رأسها وتحت إبطيها وحول عضوها التناسلي، ولو أن كثيراً من النساء ينمو عندهن الشعر أحياناً على الأذرع والصدر والساقين وأجزاء أخرى بشكل ظاهر. عن كتاب المرأة في القديم والحديث عمر رضا كحالة .
14ـ ولها ميّزة خاصة وهي قابليّتها على مقاومة الأمراض، ومتوسط عمرها أكثر من الذّكور:
فولادة الذّكور من الأطفال أكثر من الإناث ولكن بسبب تعرض الذّكور للأمرض فيموت أكثرهم فتتتعادل النّسب عدا حالة الحروب.
15ـ يقول أهل العلم أنّ المرأة تحب الأمومة وتربية الأطفال وتنشأة رجال عظام والإعتناء على ببيتها وزينتها:
وإنكلترا تبحث في إعطاء المرأة مهنة ربة البيت بأجر دون العمل في خارج البيت لأنّ مهمة تربية أطفالها أفضل من العمل في الخارج، أمّا الرّجل يهمّه أن يكون أطفاله قوّياً ليُساعده ومشهوراً ليفتخر به وصاحب عمل وأولادٍ كثيرةٍ ليُعينهم في شيبه .
16ـ يقول أهل العلم أنها تعرف كيف تواسي أباها وأخاها أو زوجها عند المرض أو المصائب أكثر من الرّجل.
17ـ يقول أهل العلم أن الطّب أثبت على أنّ مخ المرأة 1250غرام، ومخ الرّجل 1400غرام، وكذلك أثبت العلم أنّ المرأة أكثر إستيعاباً للمواضيع، ولكنّ الرّجل أكثر تعمّقاً للمواضيع وفي تشغيل عقله للمواضيع الدّقيقة والحاسمة، والمرأة تتكلّم بـ (4000) كلمة أمّا الرّجل فيتكلّم بـ (12000) كلمة.
علماً أنّ نقص وزن المخ لايدلّ على نقص ذكاء المرأة، لأنّ مخ المركب كذلك أكبر حجماً من مخ الإنسان الذّكر فهذا ليس قياس..
18ـ أثبت علماء النّفس وعلماء التّربية، أنّ المرأة أقوى عاطفة وتأثراً للأنفعالات والإحساسات من الرّجل، وأكثر تحملاّ منهُ ولهذا تتحمّل إلى تنظيف أوساخ الطّفل والرّقود معه عند التّمرض أيّام طوال دون ملل وتردّد.
وهذا هو سرّ سعادة كُلّ من الرّجل والمرأة لتعادل التّوازن بينهما في أمور العائلة. والمرأة لكثرة أعمالها المنزلية وتربية أطفالها وأذاها في الولادة والأمرض النسائية تنسى كلّ هذه المشّقات وهذه حكمة إلهيّة. ودراسة المخ ومقارنة مخ المرأة بمخ الرجل، لها علاقة كبرى بتقرير حقيقة المرأة، لأنه هو المركز الأصلي للعقلية الإنسانية، بل هو المحطة الرئيسية لشعور ونفسية الإنسان. فمقارنة المخ عند المرأة والرجل، تساعد كثيراً على فهم عظمة الجهازين الخاصين بكل حركة وعاطفة وشعور وإحساس وتمييز عند المرأة والرجل، وعلى تقدير تفوق كل منهما على الآخر. ويرى بورت ومور: وجود فروق دقيقة في صورة المخ عند الرجل البالغ وعند المرأة البالغة، فبينما تكون قشرة المحيط الخارجي للمخ عند الرجل البالغ أوضح في تكوينها، نجد السرير الصعبي الذي هو في أسفل جذع المخ عند المرأة البالغة أوضح في تكوينه منه في الرجل، وبما أن القشرة المخية من بعض وظائفها أمور التمييز الحسي بخلاف جذع المخ الذي هو أدنى من أن يكون متصلاً ببعض وظائف الشعور الحسي والانفعالات، فمن المحتمل كثيراً أن عقلية المرأة أدنى إلى أن تكون متأثرة بالانفعالات بخلاف عقلية الرجل التي هي أدنى إلى أن تكون متأثرة بالتفكير. ولاحظ ريدنجر أيضاً أن مخ الطفلة لا يختلف في ميزاته فقط عن مخ الطفل بل إن التعاريج التي على سطح مخ الطفلة قليلة وأن هذه التعاريج والارتفاعات والانخفاضات التي على سطح مخ الطفلة متعددة وأكثر جداً مما هي عند الطفلة. وقيل: إن هذه التعاريج علامة مميزة لأنواع المخ الراقي، فكلما كثرت وتعددت، كلما كان نوع المخ أرقى .
وينبغي أن نشير إلى أن الفرق الذي تحدثه المدنية بين الأفراد مشاهد أيضاً بين الجنسين، فالرجل والمرأة متساويان على التقريب من جهة العقل عند الأمم المنحطة وفي الطبقات الدنيا من الأمم الراقية، ويظهر ذلك الفرق وينمو كلما ارتقت الأمة في المدنية.
وقال فورل: والظاهر من اختلاف العلماء أنه لم تقم حتى الآن أدلة كافية على تقرير منزلة المرأة من حيث نسبة قواها العقلية إلى قوى الرجل العقلية.
19ـ للمرأة الغيرة على العمل أكثر من الرّجل، وقد تُفرط في غيرتها فتعمل حتّى في الأعمال الشّاقّة، وإن كانت قوّتها وطاقتها أقل من الرّجل:
وهذا غير صحيح لأنّ عند تحمّلها بعبئ خارج البيت، فلا تبقى عندها مجال في حضانة وتربية وتنشأة الأطفال، مما يؤدي إلى وضع أطفالها إلى دار أو ملاجئ الأطفال، وهنا تتضرّر الأطفال، وأعلنت الإحصائيّات أن الأولاد هنا ينشئون قليلي الذّكاء والمواهب. فيجب على الرّجل الأخذ كلّ هذا بنظر الإعتبار .
20ـ وفروق أخرى كثيرة بين المرأة والرّجل:
منها فالمرأة تتباهى في المجتمع بزواجها وزوجها، والرّجل يتباهى بعمله وأصدقائه وأطفاله بصورة عامة. المرأة تحب العطاء من الهدايا والصّدقات دون تفكير مسبق، أمّا الرّجل يُفكر في ذلك ويحسب ألف حساب. المرأة تحب الكلام وسماع الغير دون ملل، أمّا الرّجل تتأثر وتنزعج من الكلام الطّويل. المرأة تحب تغيير ديكورات البيت والعمل المستمر، أمّا الرّجل لا يحب ذلك. ويّقال حتى أنّ نوعية الأطعمة التي تأخذها المرأة كذلك تختلف عن الرّجل نسبيّاً.
مفهوم حقوق الإنسان وخاصّة المرأة عند الحضارة الغربية وفي قوانين الأمم المتحدة
لقد نشأت وترعرت المرأة في الغرب على المادة وهي مكلّفة بهذا الدّافع المادي، بإعالة نفسها سواء كانت فتاة في بيت أبويها أو زوجة في دار زوجها ما دامت قادرة على طريق أي باب لأي كسب، إن فلسفة تقديس المادّة، والنّظر إليها على أنها الدّعامة الوحيدة لإقامة المجتمع الإنساني الرّغيد، تبُّث في روع كلّ فرد في المجتمع الغربي. يقيناً قدسياً مؤداهُ أن مُتع الحياة كثيرة لا حدّ لها وكلّها يتطلّب تقديم الأثمان الباهظة، لذا فإن على الجميع أن يركضوا في سباق لاهث ، إبتغاء جمع أكبر قدر من المال، لإداء الضّريبة التي لابدّ منها إبتغاء الحصول على سلسلة المتع التي لا حصر له .
وعندهم مفهوم الحريّة المطلقة لكافة أفراد المجتمع، وهذا مستحيل لأنه مخالف لفطرة الإنسان والحياة ولايمكن أن يكون لأيّ مخلوق في الأرض حرّية مطلقة، فالإنسان مقيّد منذ طفولته على العيش مع والديه دون إستعمال إرادته في إختيارهم، وفي تطبيق أوامر والديه إلى أن يبلغ، ومقيد في العيش في الأرض دون السّموات، وعند الكِبر فهو مقيّد في إرادته الكليّة أيضاً، أي وهب الله له إرادة جزئيّة فقط، ومقيّد لأوامر وأعراف المجتمع والدّولة والأمم، فالذين يدّعون أنهم أحرار كليّاً يكذبون لأنّنا رأينا قوانينهم مملؤة بالممنوعات أكثر من الدّول الإسلاميّة، فهم يقولون مالا يفعلون وهدفهم معروفة وهو تدمير كيان المجتمعات ثمّ ضعفهم والسّيطرة عليهم. ووراء كلّ هذه الألعاب السّياسة الصّهيونية والصّليبية والماسونيّة والكفرة والإنتهازيين من النّاس وهدفهم دمار الإنسانية والإسلام. وسوف تظهر إن شاء الله الفئة المسلمة وتُرّجع الكيان الإسلامي، كما بلّغنا الله تعالى (كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرة بإذن الله) .(إنّ مع العسر يُسرا) . وكما نعلم أنّ العُسر يولّد قوّة مضاعفة بالإضافة إلى معاونة الله تعالى والمثل يقول (لكُلّ فعل ردّ فعل يساويه بالمقدار ويُعاكسه في الإتجاه) (الضّغط يولّد الإنفجار) وهكذا سيتحقق النّصر إن شاء الله.
وأنصار الأمم المتّحدة يدّعون أيضاً بما يلي:
1ـ يدّعون أن رئيس العائلة في البيت تتكوّن من رئيسين وهما (الرّجل والمرأة) وهما يقومان بجميع أعمال البيت بالتناصف:
ويردّ عليهم الشّيخ محمد متولي الشّعراوي: إنّ الذين يُنادون بمساواة المرأة مع الرّجل لماذا لا يقولون بمساواة الرّجل بالمرأة؟ يطلبون من المرأة أن تقوم بعمل الرّجل فكان من الواجب أن يطلبوا من الرّجل أن يقوم بعمل المرأة، وإلاّ جاروا على مبدأ المساواة التي يطلبونها، فإذا قامت المرأة بالعمل المطلوب من الرّجل وظلّت هي بعملها الخاص الذي لايؤدي إلاّ من جهتها، لكان معنى ذلك إلقاء حمل جديد على المرأة وهكذا فهم لايطلبون مساوتها بل يطلبون غبنها وظلمها فلو أنصفت المرأة نفسها لرأت في الذين يطلبون مساواتها بالرّجل فيما تجنح إليه فكرة المساواة خصوماً لها. ولو أنصفت الذين يطلبون مساواتها لطلبوا لها أن تزول كلّ أعمال الرّجل وإلاّ يقتصر طلب المساواة على الأمور الهيّنة غير الشّاقة ولا المجهدة .
2ـ تأثير شباب المسلمين في هذا العصر على الحضارة الأوروبيّة ويريدون تقليد أوروبا بشكل عمياء:
ولهذا نرى أي قول أوفعل أو قرار أو مشروع من هذه الدّول تستقبل بجدّية بالغة وإن كانت خاطئة ومن هذه القرارات قرار <حقوق المرأة>، بالرّغم من وجود أفضل منها في الدّين الإسلامي، ولكن هذا القرار الأوروبي غلب قرار الإسلام لدخول أهواء الإنسان ورغباته، كالحرية المطلقة للمرأة والرّجل والتّعايش الثّلاثي والسّهر في الملاهي وعدم الإهتمام بتربية الأطفال مباشرة من قبل الأم، فيؤدي كل هذا إلى التّفكك العائلي ودمار الأطفال.
3ـ عدم تقييدهم للزّوجين بضوابط الزّواج المعروفة:
وبهذا تنجم الخصام بينهما، إذ تجرب المرأة مدى قدرتها في الإبقاء والتّعايش مع زوجها وصديقها بزمن أطول ثمّ غلبة كرامتها وعزّتها، بسبب خيانة زوجها، غير أن هذه التّجربة توقعها في نتائج أشدّ مرارة وأكثر تحطيماً لكرامتها، فقد تُقابل بالتّهديد والضّرب وتحطيم الإسرة.
4ـ المرأة الغربية لم تنل إلى اليوم أجرها العادل من العمل الذي تؤديها كما ينالهُ الرّجل:
وإن لم يكن العمل أفضل وأدقّ من المرأة، وعلى الرّغم من مطالبها الملحة في المحافل السّياسيّة .
5ـ المرأة الغربية لا تتمتّع بأي حقٍ بما فيها الكرامة الزّوجية وحتى في العمل حمايتها من ظلم صاحب العمل، بل هي كالعبيدة فاقدة حق المساواة المهنية والعملية وحتى حق الكرامة الزّوجية أو المنزلية .
6ـ تستدرج المرأة أو الفتاة عن طريق الإغراء لعقود أعمال متنوعة مقابل أجور سخيفة وما تكاد تستدرج عن عشّها وتستسلم بثقة عمياء لرجال الأعمال فرحة بالحلم المالي ثم تباع كرقيقة وتجبر على ممارسة الجنس تحت أنواع مرعبة من الضّغط والضّرب .
7ـ عندها الحريّة الشّخصيّة بالمفهوم الغربي:
أي تحرير المرأة من تبرّج المرأة وإظهار زينتها وجمالها للرّجل وحريّتها في السّلوك الأخلاق بالشّكل التي تريد هي لا الشّارع، وإختلاطها مع الرّجل، والعمل في كافة الأعمال حتى الثّقيلة والصّعبة.
8ـ مساواة المرأة مع الرّجل في كلّ الأمور مثل تحريرها من قيود ومفهوم العائلة، وعدم إهتمامها وإرتباطها بالرّجل والأطفال والبيت:
تخرج كيفما تشاء وتصادق الرّجال كيفما تشاء والأطفال ينشؤون في ملاجئ الأطفال كيفما يشاؤون .
9ـ عند الطّلاق والوفاة الميراث توزّع الأموال بالتّناصف .
10ـ عند وفاة الأب الأولاد الذّكر يأخذ مثل الأنثى بالتّناصف .
11ـ الطّلاق يكون من حق المرأة والرّجل معاً.
12ـ شهادة الرّجل تساوي مع شهادة الرّجل .
13ـ يجوز عيش المرأة مع رجل ثانٍ أوعكسها، ويُسمى عندهم بالتّعايش الثلاثي، والدّولة تصون هذا الأمر، ولكنه تمنع الزّواج بالثّاني .
14ـ تحديد النّسل ولأسباب منها الخوف من الفقر أو التربية الحسنة أو لأجل التّفكر براحة الأبوين والخ.
وأختم البحث بقول الشّاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيب الأعراق .
وأخر دعوانا أن الحمد لله والصّلاة والسّلام على محمد وعلى أل محمد.
23ـ03ـ2007م