الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...

    الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة

    أعلم جيدا أنني أكون مزعجا جدا حينما أكون في موقف الدفاع عن الإسلام أو في موقف الهجوم في مواجهة أعداء الإسلام، وقد تعودت تلقي مختلف أنواع التهم المكرورة والمقولبة من قبل بعض المحسوبين على المعسكر الغربي الذي أحاول التصدي له أحيانا في كتاباتي، لكنني لا أدري لماذا أشعر برغبة في التبسم حينما يخاطبني أحدهم بقوله (أعرابي) أو (ظلامي) أو (تكفيري)؟ ولا أدري لماذا أشعر وكأن الاتهامات الموجهة إلي بالإرهاب الفكري وبالجدل العقيم وتلفيق التهم وتجريح الأشخاص ومحدودية الفكر وضيق الأفق والتطرف أوسمة تعلق على صدري؟ لا بل من المضحك جدا أن الأمر قد وصل ببعضهم إلى حد اتهامي بتلقي الأموال الصدامية مع أنني لا زلت ولغاية الآن ورغم تقدمي في السن أجد نفسي مضطرا إلى خوض معارك يومية من أجل كسب قوتي وقوت عيالي بكل شرف وافتخار.

    الواقع أنه ليست لدي أية مشاكل مع من لا يناهضون الإسلام ولا يناصبونه العداء، لكن مشكلتي هي أنني لا استطيع السكوت عندما أشاهد من يكيدون لديني ولأمتي، ويعملون على الترويج لمفاهيم الغرب ومبادئه الإلحادية، ويضعون أنفسهم في معسكر الغرب، في الوقت الذي تتعرض فيه أمتهم لأكبر هجمة استعمارية من قبل الغرب وتحالفات الدول الغربية، وتتعرض شعوبهم لأفظع حملة إبادة من قبل الجيوش والأساطيل الغربية.

    ومع أنني أدرك جيدا بأن الصراحة والوضوح والصدق تزعج بعض الناس أحيانا، إلا أنني لا أستطيع المجاملة ولا المهادنة عند دخولي في مثل هذه المواضيع، وعند قيامي بانتقاد الواقفين ضمن المعسكر الموالي للغرب والمعادي للإسلام، وأفضل أن أكون مباشرا في نقدهم وفي تعريتهم، لأنني أومن وأعتبر أن قول كلمة الحق عند الإنسان العادي يكون من أصغر الجهاد، مثلما أن أعظمه يكون بقول كلمة الحق عند السلطان الجائر الفاجر. وأنا بكل تأكيد لا أنتقد إلا بعد بحث ودراسة، ولا أفعل ذلك بشكل عشوائي، ولا أفتري على أحد.

    كما أنني أدرك أيضا بأنه نظرا لأن المجال على المنتديات التي أشارك فيها مفتوح وعلى قدم المساواة للجميع، فإنه يكون من الظلم والعار أن توجه الاتهامات لبعض الناقدين بأنهم يريدون فرض آرائهم أو وصايتهم على أحد، أو أنهم يدعون احتكار الحقيقة، وذلك لأن جميع القراء على هذه المنتديات بالغون عاقلون كما هو معروف، ولا يستطيع أحد أن يفرض وصايته عليهم، بالإضافة إلى أنهم قادرون على التمييز بين الحقائق والترهات والأكاذيب المفتراه. لذلك فإن مثل هذه الاتهامات تكون بمثابة أدلة بينة على إفلاس مطلقيها.

    ومع أنني أستغرب كلام بعض الكتاب المسلمين أو الحياديين في الموائمة بين الديمقراطية والإسلام، ودعوتهم إلى تجربة الديمقراطية (وكأن أمتنا ودولنا حقل للتجارب!)، فإنني لا زلت أتساءل عن مدى مشاركة دعاة الديمقراطية والعلمانية الآخرين في مثل هذه الدعوة إلى الموائمة مع الإسلام، وإن كنت أشك كثيرا في إمكانية حصول ذلك.

    إنني لا أحب استخدام المصطلحات الغربية على عمومها، وأفضل استخدام المصطلحات العربية الإسلامية، وأدعو إلى تحديد المفاهيم المختلفة من أجل ضمان عدم تعارضها مع المبادئ الإسلامية التي أعتنقها وأدافع عنها، وإن كنت أعتقد أن أحدا لا يعترض على الاقتراع والانتخاب أو على اللجوء إلى الصندوق من أجل تحديد رغبة الشعب في كافة الأمور التي لا تتعارض مع الثوابت الإسلامية، وذلك لأن تحقيق العدالة المطلقة هو الهدف وهو الغاية في الإسلام."

    يقول تعالى: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"، والديمقراطية تقول أن الحكم للشعب، وهذا أول تناقض صريح بين الديمقراطية والإسلام، ولا يتوقع في ضوء هذا الحكم الإلهي الصريح أن يرتضي المسلمون شطب الأحكام الإلهية المعروفة في الحلال والحرام وغير ذلك من أمور الحياة، ومنح الصلاحية في شأنها إلى نواب الشعب لكي ينازعوا الله في حكمه، ويتواضعوا على أحكام جديدة مستمدة من عند أنفسهم، يصوتون عليها، ويقرونها ثم يطبقونها على الناس ويحكمونهم بها. وقد قال تعالى في الآية 44 من سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".

    لسنا حقل تجارب، والأنظمة الديمقراطية المعروفة في العالم كلها بلا استثناء واقعة تحت سيطرة لوبيات ومافيات معينة مرتبطة بالحكام وبالمقربين من الحكم، وبكبار العائلات وكبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يسيطرون على مقدرات البلاد الاقتصادية، وعلى وسائل الإعلام، ويستطيعون من خلال تلك الوسائل ومن خلال نفوذهم وأموالهم أن يتحكموا باللعبة الديمقراطية، وأن يصلوا وأن يُوصلوا إلى البرلمان من يشاءون.

    يقول سبحانه وتعالى: (وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)

    ويقول سبحانه وتعالى فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً)

    والله أعلم

    منذر أبو هواش


    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...

    أخي منذر،

    من المعروف أن الذين يسارعون إلى رمي الناس بما ليس فيهم هم إما جهلة أو أصحاب "أجندات" مخفية. والصنفان كثيران لدى العرب، ويجب علينا تجاهل الصنف الأول، والتصدي للصنف الثاني بكل ما أوتينا.

    إن المشكل في الحديث عن الديموقراطية والإسلام وإمكانية توافقهما مشكل شائك لأن المفاهيم غير واضحة لدى أكثر المتحدثين. فالديموقراطية من حيث هي "حكم الشعب للشعب" غير موجودة على أرض الواقع، والعرب الذين يظنون أنها موجودة، "يرحمهم الرحمن" من شدة جهلهم ونوكهم.

    أما الديموقراطية الموجودة الآن في الغرب، فهي نظام حكم براغماتي مبني على إقصاء الكنيسة من الحياة العامة من جهة، واحترام انسانية الانسان من جهة أخرى. وتساعد نسبة التعليم والوعي العالية لدى الغربيين في تكريس مفاهيم المجتمع المدني الذي يفصل ما بين السلطات المختلفة، التي تتمتع باستقلاية شبه تامة.

    ما ينقصنا في مجتمعاتنا هو نشر التعليم واحترام انسانية الانسان وكرامته، عندها تتكرس مفاهيم الخير الانسانية. وهذا غير ممكن إلا بتدمير جميع القوى الظلامية التي تقف في وجه ذلك، وفي مقدمتها الأنظمة الفاسدة التي كرست مفاهيم الشر والجاهلية.

    إذا فليست الديموقراطية اليوم هي "حكم الشعب للشعب" كما تصورها فلاسفة اليونان ـ فهذه الديموقراطية لم تطبق قط ـ بل هي حكم أصحاب النفوذ وجماعات الضغط الكثيرة، العلنية منها والسرية، للشعب وذلك سواء في أمريكا أو في أوروبا، مع فارق في التطبيق في القارتين خصوصا فيما يتعلق بالمساحة المتروكة للشعب للتنفيس عن ضغطه. فهذه إسبانيا قد وقفت بأكملها ضد مشاركة حكومة أزنار في العدوان على العراق، إلا أنه ضرب بالرأي العام عرض الحائط وشارك في العدوان على العراق. والأمثلة كثيرة.

    ما نحتاجه اليوم ليس ديموقراطية تستورد، بل علم ونوروانسانية وكرامة. ولا ينفع مع غيابهما شيء، مهما كان اسمه.

    وتحية طيبة عطرة.

    تعليق

    • منذر أبو هواش
      Senior Member
      • May 2006
      • 769

      #3
      الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...

      بواسطة Abied Alsulaiman في 28/06/2006 1:31:05

      إذا فليست الديموقراطية اليوم هي "حكم الشعب للشعب" كما تصورها فلاسفة اليونان ـ فهذه الديموقراطية لم تطبق قط ـ بل هي حكم أصحاب النفوذ وجماعات الضغط الكثيرة، العلنية منها والسرية، للشعب وذلك سواء في أمريكا أو في أوروبا، مع فارق في التطبيق في القارتين خصوصا فيما يتعلق بالمساحة المتروكة للشعب للتنفيس عن ضغطه. فهذه إسبانيا قد وقفت بأكملها ضد مشاركة حكومة أزنار في العدوان على العراق، إلا أنه ضرب بالرأي العام عرض الحائط وشارك في العدوان على العراق. والأمثلة كثيرة.

      أخي عبد الرحمن،

      شكر الله لك على هذه الإضافات المنيرة المستنيرة. فمثل هذه الإضافات العقلانية تلقي المزيد من الأضواء، وتساعد على تشخيص ما نحن فيه من بلاء وظلمة دامسة مردها إلى الجهلة من أدعياء التنوير، وإلى المجاهرين من أصحاب الأجندات والمشبوه من الو لاءات.

      أما قوى الظلام الحقيقية التي تمكن المستعمر من نشرها بيننا وفرضها علينا، من أجل محاربة الإسلام وتكريس كافة مفاهيم الكفر والإلحاد والزندقة والنفاق والدنيوية فهي تلك المافيات السرية العلنية المبنية على أساس تبادل المنافع والمصالح والشهوات الدنيوية، والتي أضحت تمسك بمقاليد الحكم في بلادنا وفي معظم بلدان العالم الأخرى على اختلافها، فهي تعمل دون وجه حق على نهب ثرواتنا ومقدراتنا من جهة، وتعمل من جهة أخرى على تسخير نفوذها من أجل نشر الفساد والشر وخدمة أعداء الإسلام والمسلمين.

      وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير، ودمتم.

      منذر
      منذر أبو هواش
      مترجم اللغتين التركية والعثمانية
      Munzer Abu Hawash
      ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

      munzer_hawash@yahoo.com
      http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...

        أخي منذر،

        وأضيف إلى أن السواد الأعظم ممن يحكم في الغرب هو إما من أصحاب رؤوس الأموال أو من أهل القانون، والفريقان من عِلية القوم في الغرب. ولم تعرف الديموقراطيات الغربية مشاركة العمال والوافدين من الطبقات الدنيا إلا في العشرَين الأخيرَين، حيث نجد تطورا شعبيا أدى إلى وصول أفراد من طبقات غير برجوازية ـ منهم منحدرون من أصول عربية ـ إلى مناصب عليا في الدول الغربية. إلا أن اللعبة ومفاتيحها بأيدي أصحاب النفوذ المالي والقانوني وكلهم من البرجوازيين التقليديين الذين يصيغون القوانين حفظا لمصالحهم وذلك ابتداء من اقتراح مشاريعها، مرورا بالتصويت عليها في البرلمانات، وانتهاء بمصادقة الملوك أو الرؤساء عليها.

        والخير الوحيد في نظام الحكم الغربي هو منح تلك المساحة الكبيرة للمواطن لكي يتنفس من خلالها، واحترام انسانيته وضمان مشاركة الجميع في الفرص الموجودة بالإضافة إلى نظام ضمان اجتماعي يحمي الفقراء والمحتاجين ويحول دون تشردهم. أجل، هنالك دول مثل فرنسا لا تستطيع كفالة جميع الفقراء، فأباحت التشرد واعتبرته ظاهرة اجتماعية ... وهنالك دول صغيرة مثل بلجيكا استطاعت كفالة حميع الفقراء فمنعت التشرد الذي يعتبر فيها جريمة يطالها القانون لأن الدولة توفر لكل مواطن مسكنا وراتبا (اسمه راتب الحد الأدنى وقدره حوالي 900 دولار أمريكي في الشهر) يكفي للمسكن والمأكل. بكلام آخر: نجح الغربيون في توزيع ثرواتهم على شعوبهم بطريقة تحول دون الاصطدام والانفجار، ووضعوا نظاما سياسيا فيه متنفس للشعب، وحرموا الاعتداء على كرامة الانسان. وفي الوقت نفسه أباح أكثر الغربيين لأنفسهم فعل عكس ذلك في دول العالم الثالث، ومنه العالم العربي الذي تختلط فيه الأمور على الكبير والصغير، والعالم والجاهل.

        العرب لا يحتاجون إلى ديموقراطية نشأت في بيئة غير بيئتهم نتيجة لظروف تاريخية لم يمروا هم بها ... بل يحتاجون إلى عدل في توزيع الثروات، ومنح الشعب مساحة ليتمكن من خلالها من التفيس عن نفسه ... يحتاجون إلى رد الاعتبار إلى تاريخهم وتراثهم، وعدم الهروب منه إلى المجهول ... وهذا لا يكون إلا عند عقد النية على التخلص من مطرقة الاستبداد، وسندان الجهل، بالمواجهة الجريئة والعمل الدؤوب، لا بالشكوى والبكاء.

        ورحم الله شوقي حين يقول:
        وللحرية الحمراء بابٌ ***** بكل يد مضرجة يُدَقُّ

        وتحية طيبة،

        تعليق

        • s___s

          #5
          الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة ...


          أعزائي لماذا لا نكمل النقاش في هذا الموضوع في الموقع التالي حتى نجيب على كل ما هو غامض في الفكرة

          http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=576&forum=49#forumpost1817

          ربما نصل إلى بديل متكامل عملي نساهم به في إيجاد بدائل لأهل الحل والعقد

          عزيزي د.عبدالرحمن نحن أتينا من خلفية ثقافية لها مفاهيم مبنية على العدالة والمساواة والرحمة بشكل عام، في الغرب هذه مفاهيم دينية ينبذوها خوفا من الرجوع إلى حكم الكنيسة وأبدلوها بمفاهيم القانون فكل ما له قانون شيء طيب وغير ذلك يكون التفسير حسب أهل المصالح، وفي الغرب مسموح لك الكلام بكل شيء ما دام ليس لك تأثير وليس له علاقة بالضرائب وجبايتها ومن بعد منتصف القرن الماضي إضيف لها اليهود
          :hammer: :hammer: :hammer:

          تعليق

          يعمل...