الديمقراطية في ميزان القرآن والسنة
أعلم جيدا أنني أكون مزعجا جدا حينما أكون في موقف الدفاع عن الإسلام أو في موقف الهجوم في مواجهة أعداء الإسلام، وقد تعودت تلقي مختلف أنواع التهم المكرورة والمقولبة من قبل بعض المحسوبين على المعسكر الغربي الذي أحاول التصدي له أحيانا في كتاباتي، لكنني لا أدري لماذا أشعر برغبة في التبسم حينما يخاطبني أحدهم بقوله (أعرابي) أو (ظلامي) أو (تكفيري)؟ ولا أدري لماذا أشعر وكأن الاتهامات الموجهة إلي بالإرهاب الفكري وبالجدل العقيم وتلفيق التهم وتجريح الأشخاص ومحدودية الفكر وضيق الأفق والتطرف أوسمة تعلق على صدري؟ لا بل من المضحك جدا أن الأمر قد وصل ببعضهم إلى حد اتهامي بتلقي الأموال الصدامية مع أنني لا زلت ولغاية الآن ورغم تقدمي في السن أجد نفسي مضطرا إلى خوض معارك يومية من أجل كسب قوتي وقوت عيالي بكل شرف وافتخار.
الواقع أنه ليست لدي أية مشاكل مع من لا يناهضون الإسلام ولا يناصبونه العداء، لكن مشكلتي هي أنني لا استطيع السكوت عندما أشاهد من يكيدون لديني ولأمتي، ويعملون على الترويج لمفاهيم الغرب ومبادئه الإلحادية، ويضعون أنفسهم في معسكر الغرب، في الوقت الذي تتعرض فيه أمتهم لأكبر هجمة استعمارية من قبل الغرب وتحالفات الدول الغربية، وتتعرض شعوبهم لأفظع حملة إبادة من قبل الجيوش والأساطيل الغربية.
ومع أنني أدرك جيدا بأن الصراحة والوضوح والصدق تزعج بعض الناس أحيانا، إلا أنني لا أستطيع المجاملة ولا المهادنة عند دخولي في مثل هذه المواضيع، وعند قيامي بانتقاد الواقفين ضمن المعسكر الموالي للغرب والمعادي للإسلام، وأفضل أن أكون مباشرا في نقدهم وفي تعريتهم، لأنني أومن وأعتبر أن قول كلمة الحق عند الإنسان العادي يكون من أصغر الجهاد، مثلما أن أعظمه يكون بقول كلمة الحق عند السلطان الجائر الفاجر. وأنا بكل تأكيد لا أنتقد إلا بعد بحث ودراسة، ولا أفعل ذلك بشكل عشوائي، ولا أفتري على أحد.
كما أنني أدرك أيضا بأنه نظرا لأن المجال على المنتديات التي أشارك فيها مفتوح وعلى قدم المساواة للجميع، فإنه يكون من الظلم والعار أن توجه الاتهامات لبعض الناقدين بأنهم يريدون فرض آرائهم أو وصايتهم على أحد، أو أنهم يدعون احتكار الحقيقة، وذلك لأن جميع القراء على هذه المنتديات بالغون عاقلون كما هو معروف، ولا يستطيع أحد أن يفرض وصايته عليهم، بالإضافة إلى أنهم قادرون على التمييز بين الحقائق والترهات والأكاذيب المفتراه. لذلك فإن مثل هذه الاتهامات تكون بمثابة أدلة بينة على إفلاس مطلقيها.
ومع أنني أستغرب كلام بعض الكتاب المسلمين أو الحياديين في الموائمة بين الديمقراطية والإسلام، ودعوتهم إلى تجربة الديمقراطية (وكأن أمتنا ودولنا حقل للتجارب!)، فإنني لا زلت أتساءل عن مدى مشاركة دعاة الديمقراطية والعلمانية الآخرين في مثل هذه الدعوة إلى الموائمة مع الإسلام، وإن كنت أشك كثيرا في إمكانية حصول ذلك.
إنني لا أحب استخدام المصطلحات الغربية على عمومها، وأفضل استخدام المصطلحات العربية الإسلامية، وأدعو إلى تحديد المفاهيم المختلفة من أجل ضمان عدم تعارضها مع المبادئ الإسلامية التي أعتنقها وأدافع عنها، وإن كنت أعتقد أن أحدا لا يعترض على الاقتراع والانتخاب أو على اللجوء إلى الصندوق من أجل تحديد رغبة الشعب في كافة الأمور التي لا تتعارض مع الثوابت الإسلامية، وذلك لأن تحقيق العدالة المطلقة هو الهدف وهو الغاية في الإسلام."
يقول تعالى: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"، والديمقراطية تقول أن الحكم للشعب، وهذا أول تناقض صريح بين الديمقراطية والإسلام، ولا يتوقع في ضوء هذا الحكم الإلهي الصريح أن يرتضي المسلمون شطب الأحكام الإلهية المعروفة في الحلال والحرام وغير ذلك من أمور الحياة، ومنح الصلاحية في شأنها إلى نواب الشعب لكي ينازعوا الله في حكمه، ويتواضعوا على أحكام جديدة مستمدة من عند أنفسهم، يصوتون عليها، ويقرونها ثم يطبقونها على الناس ويحكمونهم بها. وقد قال تعالى في الآية 44 من سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
لسنا حقل تجارب، والأنظمة الديمقراطية المعروفة في العالم كلها بلا استثناء واقعة تحت سيطرة لوبيات ومافيات معينة مرتبطة بالحكام وبالمقربين من الحكم، وبكبار العائلات وكبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يسيطرون على مقدرات البلاد الاقتصادية، وعلى وسائل الإعلام، ويستطيعون من خلال تلك الوسائل ومن خلال نفوذهم وأموالهم أن يتحكموا باللعبة الديمقراطية، وأن يصلوا وأن يُوصلوا إلى البرلمان من يشاءون.
يقول سبحانه وتعالى: (وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)
ويقول سبحانه وتعالى فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً)
والله أعلم
منذر أبو هواش
أعلم جيدا أنني أكون مزعجا جدا حينما أكون في موقف الدفاع عن الإسلام أو في موقف الهجوم في مواجهة أعداء الإسلام، وقد تعودت تلقي مختلف أنواع التهم المكرورة والمقولبة من قبل بعض المحسوبين على المعسكر الغربي الذي أحاول التصدي له أحيانا في كتاباتي، لكنني لا أدري لماذا أشعر برغبة في التبسم حينما يخاطبني أحدهم بقوله (أعرابي) أو (ظلامي) أو (تكفيري)؟ ولا أدري لماذا أشعر وكأن الاتهامات الموجهة إلي بالإرهاب الفكري وبالجدل العقيم وتلفيق التهم وتجريح الأشخاص ومحدودية الفكر وضيق الأفق والتطرف أوسمة تعلق على صدري؟ لا بل من المضحك جدا أن الأمر قد وصل ببعضهم إلى حد اتهامي بتلقي الأموال الصدامية مع أنني لا زلت ولغاية الآن ورغم تقدمي في السن أجد نفسي مضطرا إلى خوض معارك يومية من أجل كسب قوتي وقوت عيالي بكل شرف وافتخار.
الواقع أنه ليست لدي أية مشاكل مع من لا يناهضون الإسلام ولا يناصبونه العداء، لكن مشكلتي هي أنني لا استطيع السكوت عندما أشاهد من يكيدون لديني ولأمتي، ويعملون على الترويج لمفاهيم الغرب ومبادئه الإلحادية، ويضعون أنفسهم في معسكر الغرب، في الوقت الذي تتعرض فيه أمتهم لأكبر هجمة استعمارية من قبل الغرب وتحالفات الدول الغربية، وتتعرض شعوبهم لأفظع حملة إبادة من قبل الجيوش والأساطيل الغربية.
ومع أنني أدرك جيدا بأن الصراحة والوضوح والصدق تزعج بعض الناس أحيانا، إلا أنني لا أستطيع المجاملة ولا المهادنة عند دخولي في مثل هذه المواضيع، وعند قيامي بانتقاد الواقفين ضمن المعسكر الموالي للغرب والمعادي للإسلام، وأفضل أن أكون مباشرا في نقدهم وفي تعريتهم، لأنني أومن وأعتبر أن قول كلمة الحق عند الإنسان العادي يكون من أصغر الجهاد، مثلما أن أعظمه يكون بقول كلمة الحق عند السلطان الجائر الفاجر. وأنا بكل تأكيد لا أنتقد إلا بعد بحث ودراسة، ولا أفعل ذلك بشكل عشوائي، ولا أفتري على أحد.
كما أنني أدرك أيضا بأنه نظرا لأن المجال على المنتديات التي أشارك فيها مفتوح وعلى قدم المساواة للجميع، فإنه يكون من الظلم والعار أن توجه الاتهامات لبعض الناقدين بأنهم يريدون فرض آرائهم أو وصايتهم على أحد، أو أنهم يدعون احتكار الحقيقة، وذلك لأن جميع القراء على هذه المنتديات بالغون عاقلون كما هو معروف، ولا يستطيع أحد أن يفرض وصايته عليهم، بالإضافة إلى أنهم قادرون على التمييز بين الحقائق والترهات والأكاذيب المفتراه. لذلك فإن مثل هذه الاتهامات تكون بمثابة أدلة بينة على إفلاس مطلقيها.
ومع أنني أستغرب كلام بعض الكتاب المسلمين أو الحياديين في الموائمة بين الديمقراطية والإسلام، ودعوتهم إلى تجربة الديمقراطية (وكأن أمتنا ودولنا حقل للتجارب!)، فإنني لا زلت أتساءل عن مدى مشاركة دعاة الديمقراطية والعلمانية الآخرين في مثل هذه الدعوة إلى الموائمة مع الإسلام، وإن كنت أشك كثيرا في إمكانية حصول ذلك.
إنني لا أحب استخدام المصطلحات الغربية على عمومها، وأفضل استخدام المصطلحات العربية الإسلامية، وأدعو إلى تحديد المفاهيم المختلفة من أجل ضمان عدم تعارضها مع المبادئ الإسلامية التي أعتنقها وأدافع عنها، وإن كنت أعتقد أن أحدا لا يعترض على الاقتراع والانتخاب أو على اللجوء إلى الصندوق من أجل تحديد رغبة الشعب في كافة الأمور التي لا تتعارض مع الثوابت الإسلامية، وذلك لأن تحقيق العدالة المطلقة هو الهدف وهو الغاية في الإسلام."
يقول تعالى: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه"، والديمقراطية تقول أن الحكم للشعب، وهذا أول تناقض صريح بين الديمقراطية والإسلام، ولا يتوقع في ضوء هذا الحكم الإلهي الصريح أن يرتضي المسلمون شطب الأحكام الإلهية المعروفة في الحلال والحرام وغير ذلك من أمور الحياة، ومنح الصلاحية في شأنها إلى نواب الشعب لكي ينازعوا الله في حكمه، ويتواضعوا على أحكام جديدة مستمدة من عند أنفسهم، يصوتون عليها، ويقرونها ثم يطبقونها على الناس ويحكمونهم بها. وقد قال تعالى في الآية 44 من سورة المائدة: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
لسنا حقل تجارب، والأنظمة الديمقراطية المعروفة في العالم كلها بلا استثناء واقعة تحت سيطرة لوبيات ومافيات معينة مرتبطة بالحكام وبالمقربين من الحكم، وبكبار العائلات وكبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يسيطرون على مقدرات البلاد الاقتصادية، وعلى وسائل الإعلام، ويستطيعون من خلال تلك الوسائل ومن خلال نفوذهم وأموالهم أن يتحكموا باللعبة الديمقراطية، وأن يصلوا وأن يُوصلوا إلى البرلمان من يشاءون.
يقول سبحانه وتعالى: (وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)
ويقول سبحانه وتعالى فإنْ تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى الله والرسول إنْ كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً)
والله أعلم
منذر أبو هواش
تعليق