الكاتب مجتهد ووظيفته مهندس فإن رأيتموه على صواب فقد وفقه الله وإلا فردوا عليه مقالته وفى الحالين يسألكم الدعاء له ولجميع المسلمين
تعليقا على موضوع رد السباب على من يقوم بسب الإسلام أو المسلمين . . . . أود أن أوضح الآتي :-
1. يجب أن تكون مرجعيتنا هي ديننا وليس عصبيتنا لديننا , فديننا الحنيف الإسلام هو مصباحنا الذي يهدينا في أمور دنيانا وأخرتنا .
2. المسلم يجب أن يكون داعية وصوره مثاليه لدينه لكونه متبعا لسنة نبيه محمد صلى الله علبه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين .
3. من المنطقي أن الداعية سوف تتوقف دعوته بمجرد أن يشتبك مع من يدعوهم بالسباب والشتم والجدال العنيف سواء كانوا من أهل الإسلام أو من أهل الكتاب قال تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
والسؤال الآن هو كيف نتعامل مع أهل الكتاب . . .أرى أن الآيات القرآنية قد صنفت أهل الكتاب من حيث تعاملهم مع المسلمين إلى ثلاثة أصناف : صالح – مؤذى – ظالم (علما أن هذا التقسيم يمكن أن ينطبق على جميع الأمم والجماعات )
الصنف الأول : الصالح
وهذا مفهوم من الآيات القرآنية وأذكر منها :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران75
{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }آل عمران113
{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران114
{وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }آل عمران115
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران199
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}المائدة5
أما كيف نعامل أهل الكتاب فالأمر محسوم قرآنيًا ( للصنف الأول والثاني منهم) وهم (الصالح والمؤذى) بالآية الكريمة والتي استثنت الصنف الثالث (الظالم)
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46
والآية الكريمة لا تحتاج إلى تفسير حيث أعطتنا مثالاً لما يمكن أن يُقال لهم وهي باختصار شديد تقول ليكن الحديث معهم في نقاط الاتفاق وإذا وصل الأمر إلى الحديث عن نقاط الاختلاف فليكن بالتي هي أحسن و إلا نترك هذا الجدال ، فإن تركه أولى وهذا مفهوم من صيغة النفي والاستثناء {وَلَا تُجَادِلُوا ........إِلَّا ).
الصنف الثاني ( المؤذي)
والأذى هو ما دون الظلم وهذا المعنى مفهوم أيضاً من الآية :-
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }آل عمران111
ومن صور هذا الأذى الطعن في الدين – سب رموز الدين – وعلماء المسلمين – الحقد – التجريح – المكر والخبث – ومنها أيضا الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم – ومحاولة نشر دينهم بين المسلمين (التبشير)، حيث أن كل هذه الأمور أذى معنوي يُحدِث ألمًا ويسبب ضررًا.
من عجائب هذا الدين العظيم أن المولى سبحانه وتعالى في بعض الآيات القرآنية قد أمرنا بالعفو عنهم والصفح والإحسان إليهم بعد أن ذكر لنا صور من آذاهم للمسلمين ومن هذه الآيات :
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة109
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}المائدة13
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام108
وأترك لكم المجال لتتدبروا قوله تعالى { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ }.
إن الأمر واضح بتحمل الأذى منهم والصبر عليهم والاستمرار في معاملتهم بالحسنى بالرغم من هذا الأذى . وقناعتي التامة أنه لو كنا قد فعلنا لوصلت إليهم رسالة واضحة أن ديننا هو دين الرحمة والسلام. والمثال المؤيد لذلك هو قصة قائد حملة «منع بناء المآذن» في سويسرا دانييل ستريتش الرجل السويدي الذي أثار أهل السويد على المسلمين لمنع بناء المساجد وهدم مآذن المساجد المقامة، فهاجمه المسلمون وسبوه وقد شاهدت بنفسي السباب والشتائم يتلقاها من محاور مسلم جَمعَهُما برنامج على قناة الجزيرة حتى قال الرجل : " أنا رجل كبير وعندي أولاد وهذه الألفاظ تؤذيني ". واتجَه الرجل لدراسة القرآن والدين ليلتقط منهما الدلائل العلمية على أن دين الإسلام دين إرهابي، وحتى يستطيع الرد بطريقه علمية علي المسلمين الذين يهاجمونه ليلاً ونهاراً . . . . فأسلم الرجل قبل أن يمضي على برنامج قناة الجزيرة عشرة أيام ، والسؤال ماذا لو كنا تحملنا أذاه وناقشناه بالحسنى ورددنا عليه الحجة بالحجة والدليل بالدليل؟! ، بالتأكيد كنا أولاً سنكسب هذا الحوار العقلاني لأن الله قال :
(هُوَاجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج – 78 .
ثانياً كنا سنتجنب العداوة والبغضاء التي أثارها علينا قبل إسلامه.... فاعتبروا يا أولي الأبصار .
• والأمثلة من السنة النبوية كثيرة ومنها ما فعله صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي كان يلقي بقاذوراته على بابه كل يوم فلما أصبح لا يجد هذه القاذورات سئل عنه فعرف أنه مريض فعاده . ( وعلينا أن نفكر ماذا قال له الرسول عندما زاره !! هل قال له أنه يتمنى شفاؤه ؟ أم دعا عليه لأنه كان يؤذيه؟ ) وبقية القصة يعلمها الجميع.
• وموقف آخر مر علينا نحن المسلمون ولا أستطيع فهمه !! وذلك عندما تهكم التليفزيون الإسرائيلي على سيدنا عيسى عليه السلام لم يقم أي من المسلمين ، لا برد السباب لهم ولا بالمظاهرات وحرق السفارة (وهذا ما أرفضه).... ولا بمجرد الرد بالحسنى وتوضيح الأمور والدفاع عن نبي الله عيسى عليه السلام ورد التهم عنه وإظهار الحق . ألم يأمرنا الله بألا نفرق بين أحد من رسله ؟!!.
الصنف الثالث ( الظالم )
والظالمين من أهل الكتاب هم من يحتلون أرضك أو يدنسون مقدساتك أو ينهبون ثروات بلادك أو يعتدون على الأرواح والأعراض وهذا القسم قد أمرنا الله بقتالهم وهم الذين استثناهم الله من المعاملة بالحسنى عندما قال :
( .......... إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ) البقرة 150 وهم الذين تنطبق عليهم كل آيات القتال الواردة في القرآن
ومنها : {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة29
والمقصود الظالمين منهم وليس جميع أهل الكتاب .. طبعاً .. وهذا يؤيده تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده لأحكام هذه الآيات .
ومما يزيد القلب حسرة أننا المسلمين ( إلا من رحم ربي ) قد عاملنا أصحاب الصنف الثاني من أهل الكتاب بغير ما أمرنا الله به فقد رددنا الشتائم بالسباب والرسوم المسيئة بالمظاهرات والمقاطعة وحرائق السفارات .....إلخ
وعاملنا أصحاب الصنف الثالث منهم أيضاً بغير ما أمرنا الله به فقد احتفلنا بالمحتلين وأقمنا علاقات مع الذين دنسوا مقدساتنا وسامحنا الدين قتلوا شعوبنا وعذبوا وأهانوا الرجال والنساء والأمر من ذلك أننا اشتركنا مع الظالمين في حصار المسلمين ومنع السلاح عن المجاهدين وخذلنا الذين يطلبون منا المدد والعون لقتالهم ... فيا رب أعدنا إلى صحيح الدين .
والحمد لله رب العالمين .
[align=center]وصل الله وسلم على المبعوث رحمه للعالمين ...
[/align]
تعليقا على موضوع رد السباب على من يقوم بسب الإسلام أو المسلمين . . . . أود أن أوضح الآتي :-
1. يجب أن تكون مرجعيتنا هي ديننا وليس عصبيتنا لديننا , فديننا الحنيف الإسلام هو مصباحنا الذي يهدينا في أمور دنيانا وأخرتنا .
2. المسلم يجب أن يكون داعية وصوره مثاليه لدينه لكونه متبعا لسنة نبيه محمد صلى الله علبه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين .
3. من المنطقي أن الداعية سوف تتوقف دعوته بمجرد أن يشتبك مع من يدعوهم بالسباب والشتم والجدال العنيف سواء كانوا من أهل الإسلام أو من أهل الكتاب قال تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
والسؤال الآن هو كيف نتعامل مع أهل الكتاب . . .أرى أن الآيات القرآنية قد صنفت أهل الكتاب من حيث تعاملهم مع المسلمين إلى ثلاثة أصناف : صالح – مؤذى – ظالم (علما أن هذا التقسيم يمكن أن ينطبق على جميع الأمم والجماعات )
الصنف الأول : الصالح
وهذا مفهوم من الآيات القرآنية وأذكر منها :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران75
{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }آل عمران113
{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران114
{وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }آل عمران115
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران199
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}المائدة5
أما كيف نعامل أهل الكتاب فالأمر محسوم قرآنيًا ( للصنف الأول والثاني منهم) وهم (الصالح والمؤذى) بالآية الكريمة والتي استثنت الصنف الثالث (الظالم)
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46
والآية الكريمة لا تحتاج إلى تفسير حيث أعطتنا مثالاً لما يمكن أن يُقال لهم وهي باختصار شديد تقول ليكن الحديث معهم في نقاط الاتفاق وإذا وصل الأمر إلى الحديث عن نقاط الاختلاف فليكن بالتي هي أحسن و إلا نترك هذا الجدال ، فإن تركه أولى وهذا مفهوم من صيغة النفي والاستثناء {وَلَا تُجَادِلُوا ........إِلَّا ).
الصنف الثاني ( المؤذي)
والأذى هو ما دون الظلم وهذا المعنى مفهوم أيضاً من الآية :-
{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }آل عمران111
ومن صور هذا الأذى الطعن في الدين – سب رموز الدين – وعلماء المسلمين – الحقد – التجريح – المكر والخبث – ومنها أيضا الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم – ومحاولة نشر دينهم بين المسلمين (التبشير)، حيث أن كل هذه الأمور أذى معنوي يُحدِث ألمًا ويسبب ضررًا.
من عجائب هذا الدين العظيم أن المولى سبحانه وتعالى في بعض الآيات القرآنية قد أمرنا بالعفو عنهم والصفح والإحسان إليهم بعد أن ذكر لنا صور من آذاهم للمسلمين ومن هذه الآيات :
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة109
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}المائدة13
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام108
وأترك لكم المجال لتتدبروا قوله تعالى { كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ }.
إن الأمر واضح بتحمل الأذى منهم والصبر عليهم والاستمرار في معاملتهم بالحسنى بالرغم من هذا الأذى . وقناعتي التامة أنه لو كنا قد فعلنا لوصلت إليهم رسالة واضحة أن ديننا هو دين الرحمة والسلام. والمثال المؤيد لذلك هو قصة قائد حملة «منع بناء المآذن» في سويسرا دانييل ستريتش الرجل السويدي الذي أثار أهل السويد على المسلمين لمنع بناء المساجد وهدم مآذن المساجد المقامة، فهاجمه المسلمون وسبوه وقد شاهدت بنفسي السباب والشتائم يتلقاها من محاور مسلم جَمعَهُما برنامج على قناة الجزيرة حتى قال الرجل : " أنا رجل كبير وعندي أولاد وهذه الألفاظ تؤذيني ". واتجَه الرجل لدراسة القرآن والدين ليلتقط منهما الدلائل العلمية على أن دين الإسلام دين إرهابي، وحتى يستطيع الرد بطريقه علمية علي المسلمين الذين يهاجمونه ليلاً ونهاراً . . . . فأسلم الرجل قبل أن يمضي على برنامج قناة الجزيرة عشرة أيام ، والسؤال ماذا لو كنا تحملنا أذاه وناقشناه بالحسنى ورددنا عليه الحجة بالحجة والدليل بالدليل؟! ، بالتأكيد كنا أولاً سنكسب هذا الحوار العقلاني لأن الله قال :
(هُوَاجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج – 78 .
ثانياً كنا سنتجنب العداوة والبغضاء التي أثارها علينا قبل إسلامه.... فاعتبروا يا أولي الأبصار .
• والأمثلة من السنة النبوية كثيرة ومنها ما فعله صلى الله عليه وسلم مع اليهودي الذي كان يلقي بقاذوراته على بابه كل يوم فلما أصبح لا يجد هذه القاذورات سئل عنه فعرف أنه مريض فعاده . ( وعلينا أن نفكر ماذا قال له الرسول عندما زاره !! هل قال له أنه يتمنى شفاؤه ؟ أم دعا عليه لأنه كان يؤذيه؟ ) وبقية القصة يعلمها الجميع.
• وموقف آخر مر علينا نحن المسلمون ولا أستطيع فهمه !! وذلك عندما تهكم التليفزيون الإسرائيلي على سيدنا عيسى عليه السلام لم يقم أي من المسلمين ، لا برد السباب لهم ولا بالمظاهرات وحرق السفارة (وهذا ما أرفضه).... ولا بمجرد الرد بالحسنى وتوضيح الأمور والدفاع عن نبي الله عيسى عليه السلام ورد التهم عنه وإظهار الحق . ألم يأمرنا الله بألا نفرق بين أحد من رسله ؟!!.
الصنف الثالث ( الظالم )
والظالمين من أهل الكتاب هم من يحتلون أرضك أو يدنسون مقدساتك أو ينهبون ثروات بلادك أو يعتدون على الأرواح والأعراض وهذا القسم قد أمرنا الله بقتالهم وهم الذين استثناهم الله من المعاملة بالحسنى عندما قال :
( .......... إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ) البقرة 150 وهم الذين تنطبق عليهم كل آيات القتال الواردة في القرآن
ومنها : {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة29
والمقصود الظالمين منهم وليس جميع أهل الكتاب .. طبعاً .. وهذا يؤيده تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده لأحكام هذه الآيات .
ومما يزيد القلب حسرة أننا المسلمين ( إلا من رحم ربي ) قد عاملنا أصحاب الصنف الثاني من أهل الكتاب بغير ما أمرنا الله به فقد رددنا الشتائم بالسباب والرسوم المسيئة بالمظاهرات والمقاطعة وحرائق السفارات .....إلخ
وعاملنا أصحاب الصنف الثالث منهم أيضاً بغير ما أمرنا الله به فقد احتفلنا بالمحتلين وأقمنا علاقات مع الذين دنسوا مقدساتنا وسامحنا الدين قتلوا شعوبنا وعذبوا وأهانوا الرجال والنساء والأمر من ذلك أننا اشتركنا مع الظالمين في حصار المسلمين ومنع السلاح عن المجاهدين وخذلنا الذين يطلبون منا المدد والعون لقتالهم ... فيا رب أعدنا إلى صحيح الدين .
والحمد لله رب العالمين .
[align=center]وصل الله وسلم على المبعوث رحمه للعالمين ...
[/align]
تعليق