الحمدُ لله على لطفٍ جرى * في كلِّ شيءٍ قد خفى أو ظهرا
وإنَّا نسأله لطفاً يقي * في كلِّ ما يكره في الذي بقي
خاصة مع النظر للواقع، فقد بات أكثر القوم لا يستبصر، رغم كثرة المواقف اليومية التي
تلوح لنا بالعبقرية، لكنا كالمنكفئ الملهوف في الدنيا،-وأحيانا في الدين بتقليد أعمى-لا وقت لديه ليتأمل ما أوقعه، فكل الوقت والجهد ليكمل العدو، ليقع ثانيا! حتى يقع ميتا..وأنا أول المخطئين
و..
"أُشهِدُ مَن حضر من ملائك ** أنِّيَ مستغفرُ ربِّي المالك
مستغفراً من كلِّ ذنبٍ مُهلكِ ** حتى أُرى سلكتُ في المسلّكِ"
عن القلب تسألين
والقلب يتعلم بالألم لا بالكلم
ولا تقل لي لماذا
فهذا ما وجدته، وحين يلهج بها قلبك ستعرف أن الأمم في غرور وخداع كبير وأن الوهم براق غبي
وصاحب الحيلة لا يصدق نفسه لكن الجمع يصدقه!
عد للألم
"يا ربَّنا إني كطيرٍ نُتِفا ** في قفرةٍ بل صرتُ منه أضعفا
إن لم تكن تريشني فمن لي ** يُريشني أيا كريمُ يا ولي"
تذكرت ألما..بل درسا، سطرته..بل حفرته!..بل حفر في وربي
"ولما ذهب بعضي ثم عاد إلي ساحل البحر ينادي، بعد بعده، وبعدي!.. دون سعي من كدي، وعلمت أن الله بعثه بوده، تعالى شأنه ووسعت رحمته، ليهتف: خذوني في تلك السفينة، سأخوض البحر ولو سبحت وحدي، وما أتيت إلا لربي"
سطر قلمي حبيبي
" مرحبا بالطيور المهاجرة، سبحان من يحق الحق بكلماته، ويسير النواميس لمآل الصواب وحصاده، مهما طال الزمن وعرضت عظائم المحن"
"صبرت في الحب حتى قلت ممتثلاً ** من حاول الكيَّ فليصبر على الأَلم"
***
وإياك صاحبة الروح أن تبذلي حبك لمن يذلك، ويهين دينك والإنسان فيك
"لما اختبرتُ أُموراً منهمُ صدرت ** نزَّهتُ قلبي بحق عن ودادهم"
من كان عنده شيء أعظم من طاعة الله
من انحسر في قلبه معنى لا إله إلا الله
وهؤلاء خرجوا- وهم عبيد رغم أنفهم- من عبودية للملك الحق إلى عبودية كلاب الهوى والرق...وتعبوا! واشتعلت نيرانهم، وتنتظرهم نيران أخر في سقر، وباتوا يناجون الطين والحفر، بدلا من نور السماوات والأرض، وبين عذاب واقع ونعيم مفتعل، ومتع فوارة تنطفئ كل حين:
"جودي على صبٍّ يروم رضاك * وتعطّفي كرماً على مضناك
أمليكة القلب المعنّى بالهوى * أضرمت في الأحشاء نيران الجوى"
وبعضهم سافر في الدنيا فرقا وهربا من وجع الطريق،
وما علم أنه ليس ثمة فرار منه إلا إليه، ولا عذاب كالذي لديه
"أنكالا وجحيما.. وطعاما ذا غصة.. وعذابا أليما"
إذا؟
"كُلَّ أَذىً فَاجْعَلْهُ مَا شِئْتَهُ * يَقْطَعُهُ الْمَوْتُ فَأَهْونْ بِهِ
فَلْيَحْذَرِ الْمَرْءُ دَوَامَ الأَذَى * وَأَصْلُهُ الْغَفْلَةُ عَنْ رَبِّهِ"
سبحان الله العظيم
وأهله تعالى في رضا وقناعة وصبر، وكلها مقامات شهد.. لمن شهدها، ولمن شاهدها
ورغم الألم لا يتمنون الخروج بثمن والدخول في فتن
"أدم إلهي سروري بشهودْ * ذاتك في القيام كُلاً والقعودْ
وفي اضطجاعِ والركوعِ والسجودْ * وفي انعدام كل شيء ووجودْ"
..
ولا يمنون بما أنفقوا، بل منه وإليه، وتبقى المنة له والأمل الجميل فيه، لمن عرف حقيقة نفسه
وأن كل الأضواء والألوان والأرقام والأعمال والأزمان مسطحة، والدلالة واضحة، والمعنى ناصع
والحقيقة يعاينها.. كلنا.. كل موت، كل يوم، كل درس، لكنه يتغافل ليقضي وقته كأنما ليس هناك ما ينتظره.
هنا وهناك، في دار الأبد، ولا من ينتظره -كذلك- ليجاوره
والعكس أجمل.
وأدخلنا ربِّ في الجنانِ * صلِّ وسلِّمَنْ على العَدنانِ"
لهذا نتعلم ونتحمل ونتعب في الطلب، وفي الفراق المادي والمعنوي، فكل خطوة تعلو بها تترك محبوبا
وكلما عرفت الحق أكثر اغتربت أكثر، لكن..اقتربت من الكبير أكثر
وباسمكَ الواحدٍ واسم الأحدِ * مُسَلَّمِنَ دهرَنا من نَكَدِ
وصلِّ يا ربِّ على محمّدِ * وسلِّمَن في دهرنا وسرمدِ"
تعليق