ماذا علينا في يوم العيد السعيد لله عز وجل؟
علينا في هذا اليوم أول عمل نعمله بعد الصلاة هو قوله صلى الله عليه وسلم: {مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ}{1}
فأفضل عبادة لله في هذا اليوم هي إراقة دماء الأضاحي وليس إراقة دم المسلمين والمسلمات كما ظن بعض الجاهلين والجاهلات ، وهذه الأضاحي جعلها الله لنا ثواباً معجلاً ففيها لنا باختصار شديد فوائد شتى نذكر بعضها على سبيل القصد أول فائدة منها
أنها تغسل المرء من الذنوب هو وأهل بيته أجمعين فيكون كمن حج بيت الله وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: {يَا فَاطِمَةُ قُومِي فاشْهَدِي أُضْحِيَتَكِ ، فَإنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ}{2}
فأول قطرة تنزل من دمها يغفر لصاحبها ولزوجه ولأهل منزله أجمعين فيكون كما قال فيه صلى الله عليه وسلم: {مَن حَجَّ هذا البيتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ، رجَعَ كما ولَدَتْهُ أمُّه}{3}
وكذلك من ضحى لله لا يبغي رياء ولا سمعة ولا شهرة فإن الله يخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه
أما الفضل الثاني فقوله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا ، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً}{4}
من يستطيع منكم عدَّ صوفها ؟ ومن يستطيع حساب قطرات دمها ، أنه أجر عظيم لا يعلمه إلا المولى الكريم عز وجل
أما الأجر الثالث فقوله صلى الله عليه وسلم: {إِسْتَفْرِهُوا [استسمنوا] ضَحَايَاكُمْ فَإنَّهَا مَطَايَاكُمْ عَلَى الصرَاطِ}{5}
هذا الصراط الذي يمتد على جسور جهنم وهي سبعة جسور كل جسر منها يقول ورد فيها من الأثر: {ألف عام صعوداً وألف عام استواءاً وألف عام هبوطاً لمن يمشي عليه} فهذه السبعة جسور ما الذي نركبه لنمر عليها؟ هي أضحيتنا التي نذبحها لله وهذا ما حدى بسلفنا الصالح أن يوطنوا أنفسهم على أن يذبحوا ولو في العمر مرة ليكون له ركوبة يركبها على الصراط يوم لقاء الله
{1} الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1493 ، خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
{2} رواه البزار وابن حبان في كتاب الضحايا والأصبهاني عن أبي سعيد الخدرى
{3} رواه الدار قطنى في سننه، وأحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أبي هريرة
{4} الترمذى وابن ماجه والمستدرك فى مسنده عن عائشةَ رضَي اللَّهُ عنهَا
{5} رواه السيوطي في الفتح الكبير والديلمي عن أبي هريرة